ﺗﻌﻠﻴﻢ اﻟﻘﺮاءة ﻳﻮﺳﻊ ﺷﺒﻜﺎت اﻟﺪﻣﺎغ اﻟﻌﺼﺒﻴﺔ
أدﻟﺔ ﻋﻠﻰ وﺟﻮد ﺧﻼﻳﺎ ﻋﺼﺒﻴﺔ »اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ«
ﻓــــﻲ ﻛـــﺸـــﻔـــﲔ ﻋــﻠــﻤــﻴــﲔ ﺣـــﺪﻳـــﺜـــﲔ، ﻗـــﺎل ﻋـﻠـﻤـﺎء أﳌـــﺎن إن ﺗﻌﻠﻴﻢ اﻟــﻘــﺮاءة ﻳﺆدي إﻟﻰ إﻋﺎدة ﺗﺸﻜﻴﻞ اﻟﺸﺒﻜﺎت اﻟﻌﺼﺒﻴﺔ وﺗﻮﺳﻴﻌﻬﺎ داﺧــﻞ دﻣﺎغ اﻹﻧﺴﺎن، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻗﺎل ﻋﻠﻤﺎء ﻓﺮﻧﺴﻴﻮن إﻧــﻬــﻢ ﻋــﺜــﺮوا ﻋــﻠــﻰ أدﻟــــﺔ ﺗـﺸـﻴـﺮ إﻟــﻰ وﺟــﻮد »ﺧـﻼﻳـﺎ ﻋﺼﺒﻴﺔ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ« ﺗﻨﺸﻂ أﻛﺜﺮ ﻋﻨﺪ ﺗﻌﺎﻣﻞ اﻷﻓﺮاد.
وأﻇﻬﺮت دراﺳﺔ أﺟﺮﻳﺖ ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺎء ﻫــﻨــﺪﻳــﺎت ﺑــﺎﻟــﻐــﺎت دﺧــﻠــﻦ دورات ﳌﺤﻮ اﻷﻣـــﻴـــﺔ أن ﺗـﻌـﻠـﻤـﻬـﻦ اﻟــــﻘــــﺮاءة أدى إﻟــﻰ ﺣـﺪوث ﺗﻐﻴﺮات ﻓﻲ ﺗﺸﺒﻴﻚ اﻟﺪﻣﺎغ، أي ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ وﺗﺤﻮل اﻟﺸﺒﻜﺎت اﻟﻌﺼﺒﻴﺔ داﺧـﻠـﻪ، وأن ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻐﻴﺮات وﺻﻠﺖ إﻟﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺟـﺬع اﻟـﺪﻣـﺎغ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﻪ أواﻣـﺮ اﻟﺪﻣﺎغ ﻋﺒﺮﻫﺎ إﻟﻰ ﺑﻘﻴﺔ أﻧﺤﺎء اﻟﺠﺴﻢ، وﺷﻤﻠﺖ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﳌﻬﺎد اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺤﺴﻴﺔ واﻟﺤﺮﻛﻴﺔ.
وﻧﺸﺮ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﻓﻲ ﻣﻌﻬﺪ »ﻋﻠﻮم اﻟﻠﺴﺎﻧﻴﺎت واﻷﻋﺼﺎب« ﻓﻲ ﻣﻌﻬﺪ ﻣﺎﻛﺲ ﺑــﻼﻧــﻚ ﻧـﺘـﺎﺋـﺠـﻬـﻢ ﻓــﻲ ﻣـﺠـﻠـﺔ »ﺳـﺎﻳـﻨـﺲ أدﻓﺎﻧﺴﻴﺰ«، وﻗﺎﻟﻮا إن اﻟﺘﻐﻴﺮات ﺣﺪﺛﺖ ﺧﻼل ٦ أﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺗﻌﻠﻴﻢ اﻟﻨﺴﺎء اﻟﻠﻮاﺗﻲ ﻛﻦ ﻓﻲ أﻋﻤﺎر اﻟﺜﻼﺛﻴﻨﺎت.
وﻗﺎل اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻓﺎﻟﻚ ﻫﻴﻮﺗﻴﻎ، اﻟﺬي أﺷﺮف ﻋﻠﻰ اﻟﺪراﺳﺔ: »ﻓﻲ ﺣﲔ ﻳﺼﻌﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺗﻌﻠﻢ ﻟﻐﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ، ﻳﺒﺪو أن ﺗﻌﻠﻢ اﻟــﻘــﺮاءة ﻋﻤﻠﻴﺔ أﺳـﻬـﻞ ﺑﻜﺜﻴﺮ، إذ إن ﻣﺦ اﻟﺒﺎﻟﻐﲔ ﻳﺒﺪو وﻛﺄﻧﻪ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻤﺮوﻧﺔ أﻛﺜﺮ ﻟﺬﻟﻚ«. وأﺿﺎف أن اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ رﺑـﻤـﺎ ﺳـﺘـﻜـﻮن ﻣـﻔـﻴـﺪة ﻟـﻌـﻼج اﺿـﻄـﺮاب »ﻋﺴﺮ اﻟﻘﺮاءة«.
ﻋــــﻠــــﻰ ﺻـــﻌـــﻴـــﺪ آﺧــــــــــﺮ، ﻗــــــــﺎل ﻓـــﺮﻳـــﻖ ﻣـــﻦ اﻟــﺒــﺎﺣــﺜــﲔ اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻴــﲔ ﻓـــﻲ ﻣـﻌـﻬـﺪ ﻋـﻠـﻮم وﻣـﻨـﻈـﻮﻣـﺎت اﻷﻋــﺼــﺎب ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﻣـــﺮﺳـــﻴـــﻠـــﻴـــﺎ، وﻣـــﺨـــﺘـــﺒـــﺮ ﻋــــﻠــــﻢ اﻟـــﻨـــﻔـــﺲ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ واﻹدراك ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﻛﻠﻴﻤﻮﻧﺖ أوﻓــــﻴــــﺮﻏــــﻦ، إﻧـــﻬـــﻢ ﻋــــﺜــــﺮوا ﻋــﻠــﻰ ﺧــﻼﻳــﺎ ﻋﺼﺒﻴﺔ »اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ« ﻟﺪى اﻟﻘﺮود ﺗﻨﺸﻂ ﻋﻨﺪ ﺗﻌﺎﻣﻞ ﻗــﺮد ﻣـﻊ آﺧـﺮ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻜﻮن ﺧﺎﻣﻠﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن اﻟﻘﺮد ﻟﻮﺣﺪه. وﻗـــــــﺎل اﻟـــﺒـــﺎﺣـــﺜـــﻮن اﻟــــﺬﻳــــﻦ ﻧـــﺸـــﺮوا دراﺳﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺔ »اﻹدراك اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ وﻋـــــﻠـــــﻮم اﻷﻋــــــﺼــــــﺎب اﻟــــﻌــــﺎﻃــــﻔــــﻴــــﺔ«، إن ﻧـﺘـﺎﺋـﺠـﻬـﻢ ﺳـﺘـﺴـﺎﻋـﺪ ﻓــﻲ ﻓــﻬــﻢ وﻇــﺎﺋــﻒ اﳌـــﺦ ﺿـﻤـﻦ إﻃـــﺎر اﻟـﺘـﻌـﺎﻣـﻞ اﻻﺟـﺘـﻤـﺎﻋـﻲ ﺑـــﲔ اﻷﻓـــــــــﺮاد. وﺗـــﺮﺗـــﺒـــﻂ أﻏـــﻠـــﺐ ﻣــﻨــﺎﻃــﻖ اﻟــﺪﻣــﺎغ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﻣﻬﻤﺎت ﻣــﺤــﺪدة، ﻣﻨﻬﺎ ﻣــﺎ ﻳﺘﺨﺼﺺ ﻓــﻲ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﳌـﺘـﻌـﻠـﻘـﺔ ﺑــﺎﻟــﺤــﻴــﺎة اﻻﺟــﺘــﻤــﺎﻋــﻴــﺔ، وﻫــﻲ اﳌـــﻨـــﺎﻃـــﻖ اﻟـــﺘـــﻲ أﻃـــﻠـــﻖ ﻋــﻠــﻴــﻬــﺎ اﻟــﻌــﻠــﻤــﺎء ﻣﺼﻄﻠﺢ »اﳌﺦ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ«.
ودرس اﻟــﺒــﺎﺣــﺜــﻮن ﻛـﻴـﻔـﻴـﺔ ﺗـﻌـﺎﻣـﻞ أﺣــﺪ اﻟــﻘــﺮود ﻣــﻊ ﻣﻬﻤﺔ ﻣــﻮاءﻣــﺔ ﺻــﻮرة ﻣﻌﺮوﺿﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺷﺔ ﻛﻮﻣﺒﻴﻮﺗﺮ ﻟﻮﺣﻲ ﻣﻊ واﺣﺪة ﻣﻦ ٤ ﺻﻮر أﺻﻐﺮ ﻣﻌﺮوﺿﺔ ﻓﻲ زواﻳﺎ اﻟﺸﺎﺷﺔ. وﻳﺘﻄﻠﺐ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻫﺬه اﳌــﻬــﻤــﺔ ﻋـــــﺎدة اﺳـــﺘـــﺨـــﺪام ﻗـــﺸـــﺮة اﻟــﻔــﺺ اﻟﺠﺒﻬﻲ ﻟـﻠـﺪﻣـﺎغ، وﻟـﻴـﺲ ﻣﻨﻄﻘﺔ »اﳌــﺦ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ«.
وراﻗــــــــــــــــﺐ اﻟــــــﺒــــــﺎﺣــــــﺜــــــﻮن اﻟــــﻨــــﺸــــﺎط اﻟــﻜــﻬــﺮﺑــﺎﺋــﻲ ﻟـﻠـﻤـﺦ أﺛـــﻨـــﺎء ﺗـﻨـﻔـﻴـﺬ اﻟــﻘــﺮد ﻟﻠﻤﻬﻤﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺘﲔ: اﻷوﻟﻰ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎن ﻟﻮﺣﺪه، واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﻌﻤﻞ أﺛﻨﺎء ﺣﻀﻮر ﻗﺮد آﺧﺮ. وﻇﻬﺮ أن اﻟﻘﺮد اﳌﻨﻔﺬ ﻟﻠﻤﻬﻤﺔ ﻳﻮﻇﻒ ﺧﻼﻳﺎ »اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ« ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎق واﺳﻊ أﺛﻨﺎء وﺟﻮد اﻟﻘﺮد اﻟﺜﺎﻧﻲ. وﻗـــــﺎل اﻟــﺒــﺎﺣــﺜــﻮن إن اﻟــﻨــﺘــﺎﺋــﺞ ﺗـﻮﺿـﺢ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑـﲔ اﻹﻃـــﺎر اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ واﻟﺘﻐﻴﺮات ﻓﻲ ﻧﺸﺎط اﻟﺪﻣﺎغ.