Asharq Al-Awsat Saudi Edition

ﺻﻨﺪوق اﻟﺮؤﻳﺔ اﻟﺘﻘﲏ

-

ﻗﺮاء ﺗﻬﺎ ﺧﺎﻃﺌﺔ ﻷن اﳌﻘﺼﻮد ﺑﺮأي ﻫﺆﻻء ﻟﻴﺲ اﻟﻔﻘﺮ ﺑﻌﻴﻨﻪ ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﺗﺸﻴﺮ اﻷرﻗـﺎم إﻟﻰ ﺗﻔﺎوت ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻓـــــﻲ اﳌـــــﺪاﺧ­ـــــﻴــــ­ـﻞ ﺑـــــﲔ ﺷــﺮﻳــﺤــ­ﺘــﲔ ﺻـــﻐـــﻴـ­ــﺮﺗـــﲔ واﺣـــــــ­ــﺪة ﻏـــﻨـــﻴـ­ــﺔ ﺟـــﺪﴽ وأﺧــــﺮى ﻣـﺘـﻮاﺿـﻌـ­ﺔ ﻣــﺎدﻳــﴼ، وﺑـﲔ اﻻﺛـﻨـﺘـﲔ ٨٧ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ ﻣــﻦ اﻷﳌــﺎن ﻳـﻨـﺘـﻤـﻮن إﻟـــﻰ اﻟـﻄـﺒـﻘـﺔ اﳌـﺘـﻮﺳـﻄـ­ﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺮاوح ﻣﺪاﺧﻴﻞ اﻷﺳﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺑـﲔ٠٦ و٠٠٢ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻟﺪﺧﻞ اﳌﺘﻮﺳﻂ«.

وﻳﻘﻮل أﺣﺪ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ اﳌﻘﺮﺑﲔ ﻣــﻦ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻣﻴﺮﻛﻞ واﳌﻌﺘﺮﺿﲔ ﻋﻠﻰ أﺳﻠﻮب اﻟﺘﻬﻮﻳﻞ ﺑﻤﺆﺷﺮات اﻟﻔﻘﺮ »أن ﺳﺎﺋﻖ ﺳﻴﺎرة ﺑﻲ إم دﺑﻠﻴﻮ ﻻ ﻳﻌﺪ ﻓﻘﻴﺮﴽ، وﻣـﻦ ﻳﻌﺘﺒﺮه ﻛﺬﻟﻚ ﻳﻘﺎرﻧﻪ ﺑﺴﺎﺋﻖ ﺑﻮرش ﻟﻴﺲ إﻻ!«. وﻳﺸﻴﺮ اﻟﺒﺎﺣﺚ إﻟﻰ »أن إﺣﺼﺎء ات دﻳﺴﺘﺎﺗﻴﺲ اﳌﺘﺤﺪﺛﺔ ﻋﻦ أن ﻧﺴﺒﺔ ٠٢ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻜﺎن ﻣﻬﺪدون ﺑﺎﻟﻔﻘﺮ ﻫﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﻐﻴﺮ ﻣﻨﺬ ٨٠٠٢، وﻻ زﻳــﺎدة ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﺸﻴﺮ ﺻﻨﺪوق اﻟﻨﻘﺪ اﻟﺪوﻟﻲ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮه اﻷﺧﻴﺮ. ﻛﻤﺎ أن أﺻﺤﺎب اﳌﺪاﺧﻴﻞ اﳌـﺘـﻮاﺿـﻌ­ـﺔ ﻓــﻲ أﳌـﺎﻧـﻴـﺎ ﺗﺒﻘﻰ أﻗﻞ ﻣـــﻦ اﳌــﺘــﻮﺳـ­ـﻂ اﻷوروﺑــــ­ــــﻲ اﻟـــﻌـــﺎ­م، وﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺑــﺄي ﺣــﺎل ﻣــﻦ اﻷﺣـــﻮال اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻨﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎن اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋـــﻦ ﻓـــﻘـــﺮا­ء ﻟــﻴــﺘــﻮ­اﻧــﻴــﺎ وﺑــﻠــﻐــ­ﺎرﻳــﺎ وروﻣﺎﻧﻴﺎ وﺑﻮﻟﻨﺪا«.

وﻳﻘﻮل اﻗﺘﺼﺎدﻳﻮن ﻣﻘﺮﺑﻮن ﻣﻦ اﳌﺴﺘﺸﺎرة ﻣﻴﺮﻛﻞ »أن ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺻﺎﺋﺒﺔ وﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ ﻧﻬﺞ ﺿﺒﻂ اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم وﻟﺠﻢ ﻧــﻤــﻮ اﻟـــﺪﻳـــ­ﻦ اﻟـــﻌـــﺎ­م ﺑــﺸــﻜــﻞ ﻛـﺒـﻴـﺮ وﺣﺼﻴﻒ، وإﻻ ﻳﻨﺤﺪر اﻻﻗﺘﺼﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺤﻨﻴﺎت ﻻ ﺗﺤﻤﺪ ﻋﻘﺒﺎﻫﺎ ﻛـــﺎﻟـــﺘ­ـــﻲ ﺗـــﻌـــﺎﻧ­ـــﻲ ﻣــﻨــﻬــﺎ اﻟـــﻴـــﻮ­ﻧـــﺎن وإﺳـﺒـﺎﻧـﻴ­ـﺎ واﻟــﺒــﺮﺗ­ــﻐــﺎل وإﻳـﻄـﺎﻟـﻴ­ـﺎ وﺣﺘﻰ ﻓﺮﻧﺴﺎ«.

وﻳـﻀـﻴـﻒ ﻫـــﺆﻻء: »ﻟـﻴـﺲ أدل ﻋـﻠـﻰ ﺻــــﻮاب ﺳـﻴـﺎﺳـﺔ ﻣـﻴـﺮﻛــﻞ إﻻ اﺳــﺘــﻄــ­ﻼﻋــﺎت اﻟــــــﺮأ­ي اﻟــﺘــﻲ ﺗـﺆﻛـﺪ أن اﻟﻔﺎرق ﺑﲔ ﻣﺮﺷﺤﻲ ﺗﺤﺎﻟﻔﻬﺎ وﻣﻨﺎﻓﺴﻴﻬﻢ ﻳﺼﻞ إﻟﻰ ٣١ ﻧﻘﻄﺔ، وﻳﻌﻨﻲ ذﻟــﻚ رﺿــﺎ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ اﻷﳌــﺎن وﺗﺄﻳﻴﺪﻫﻢ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﳌﺘﺒﻌﺔ«. ﻫــﺬه اﻟـﺨـﻄـﺔ ﻋـﺒـﺮ ﺻــﻨــﺪوق ﺿﻤﺎن ﺑــﻘــﻴــﻤ­ــﺔ ٥٫١ ﻣــﻠــﻴــﺎ­ر ﻳــــــﻮرو. وأﻛــــﺪت ﻏﺎردﻳﺎ اﻳﺰاﺑﺎل، رﺋﻴﺴﺔ وﻓﺪ أوروﺑﻲ ﻣـــﻜـــﻮن ﻣــــﻦ ٥ ﻧـــــــﻮا­ب ﻓــــﻲ اﻟـــﺒـــﺮ­ﳌـــﺎن اﻷوروﺑﻲ زاروا ﺗﻮﻧﺲ ﺧﻼل اﻵوﻧﺔ اﻷﺧﻴﺮة، ﻣﻮاﺻﻠﺔ ﺗﻔﺎوض اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑـــﻲ ﻣـﻊ ﺑـﻠـﺪان اﻟــﺠــﻮار ﺑﺸﺄن ﺧﻄﺔ اﺳﺘﺜﻤﺎر ﺧﺎرﺟﻴﺔ ﺧﻼل ﻫﺬه اﻟﺴﻨﺔ ﺑﻘﻴﻤﺔ إﺟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﺪود ٤٤ ﻣﻠﻴﺎر ﻳـــﻮرو. وﺗــﻬــﺪف ﻫــﺬه اﻟﺨﻄﺔ إﻟــﻰ ﺗﺸﺠﻴﻊ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر اﻟﺨﺎرﺟﻲ ﻓﻲ ﺑﻠﺪان اﻟﺠﻮار وﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺑﻠﺪان اﳌﻐﺮب اﻟﻌﺮﺑﻲ، وﻣﻦ ﺛﻢ دﻋﻢ اﻟﺸﺮاﻛﺔ ﻣــﻊ ﺗـﻠـﻚ اﻟــﺒــﻠــ­ﺪان وﺗـﺤـﻘـﻴـﻖ أﻫـــﺪاف اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﳌﺴﺘﺪاﻣﺔ.

أﻋﻠﻦ »ﻣﺎﺳﺎﻳﻮﺷﻲ ﺳﻮن« اﳌﺎﻟﻚ واﳌﺪﻳﺮ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي ﻟﺸﺮﻛﺔ »ﺳﻮﻓﺖ ﺑﺎﻧﻚ« اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﻋـﺪة أﻳـﺎم ﻋﻦ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻣﺸﺮوع ﻟﻼﺳﺘﺜﻤﺎر ﻓﻲ اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺑﻘﻴﻤﺔ ٠٠١ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر أﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ اﺳﻢ »ﺻﻨﺪوق اﻟﺮؤﻳﺔ«. ﻣﺎﺳﺎﻳﻮﺷﻲ ﺳﺒﻖ وأﻋﻠﻦ ﻋﻦ ﻫﺬا اﳌﺸﺮوع ﻓﻲ أﻛﺘﻮﺑﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻷول( اﳌﺎﺿﻲ، أﻣﺎ اﻵن ﻓﻘﺪ ﺻﺮح ﺑﺄن اﳌﺒﻠﻎ اﳌﻄﻠﻮب ﻟﻬﺬا اﳌﺸﺮوع ﻗﺪ اﻛﺘﻤﻞ وأن ﺑﺎب اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﻓﻲ اﻟﺼﻨﺪوق ﻗﺪ أﻏﻠﻖ. ﻫﺬا اﳌﺒﻠﻎ ﻳﻌﺪ اﻷﺿﺨﻢ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﳌﺸﺮوع ﺑﻤﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع.

وﺗﺸﺎرك ﻋﺪة ﺟﻬﺎت اﺳﺘﺜﻤﺎرﻳﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﳌﺸﺮوع ﺑﺨﻼف ﺷﺮﻛﺔ »ﺳـﻮﻓـﺖ ﺑـﺎﻧـﻚ« ﻟﻼﺗﺼﺎﻻت واﻟـﺘـﻲ ﻣﻮﻟﺖ اﳌـﺸـﺮوع ﺑﻘﻴﻤﺔ ٨٢ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر. ﻓﺎﻟﺪاﻋﻢ اﻷﻛﺒﺮ ﻟﻬﺬا اﳌﺸﺮوع ﻫﻮ ﺻﻨﺪوق اﻻﺳﺘﺜﻤﺎرات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺴﻌﻮدي، وﻗـﺪ اﺳﺘﺜﻤﺮ ﻣﺎ ﻳﻘﺎرب ٥٤ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر ﺗﻘﺪم ﻋﻠﻰ ﻣﺪى ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮات. ﻛﺬﻟﻚ ﻗﺎﻣﺖ اﻟﺸﺮﻛﺔ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ »ﻣﺒﺎدﻟﺔ« ﺑﺎﺳﺘﺜﻤﺎر ٥١ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر. إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻋﺪة ﺷﺮﻛﺎت ﻣﺜﻞ ﺷﺮﻛﻨﻲ »أﺑﻞ« و»ﻛﻮاﻟﻜﻢ« اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ، و»ﻓﻮﻛﺴﻜﻦ« اﻟﺘﺎﻳﻮاﻧﻴﺔ، و»ﺷﺎرب« اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﺔ. ﻳﻌﻨﻰ ﻫﺬا اﳌﺸﺮوع ﺑﻌﺪة اﺳﺘﺜﻤﺎرات ﻓﻲ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺘﻘﻨﻲ وﻳﻤﺘﺪ ﻣﺠﺎﻟﻪ اﻟﺰﻣﻨﻲ ﻣـﻦ ٥ ﺳـﻨـﻮات ﻛﺤﺪ أدﻧــﻰ وﺣﺘﻰ ٤١ ﻋـﺎﻣـﴼ. ﻣـﻦ ﺿﻤﻦ ﻫـﺬه اﳌﺸﺎرﻳﻊ اﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺬﻛﺎء اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ وﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺮﺟﻞ اﻵﻟﻲ. وﺻﺮح ﻣﺎﺳﺎﻳﻮﺷﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺄن اﻟﺮﺟﻞ اﻵﻟﻲ ﺳﻴﻜﻮن أﻛﺜﺮ ذﻛﺎء ﻣﻦ ﻣﺘﻮﺳﻂ اﻟﺬﻛﺎء اﻟﺒﺸﺮي ﺧﻼل اﻟﺜﻼﺛﲔ ﻋﺎﻣﴼ اﳌﻘﺒﻠﺔ.

ﻋﺮف ﻋﻦ ﻣﺎﺳﺎﻳﻮﺷﻲ ﺑﺄﻧﻪ داﺋﻤﴼ ﻣﺎ ﻳﺮاﻫﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎرﻳﻌﻪ ﺑﺄﻋﻠﻰ اﳌـﺒـﺎﻟـﻎ، وﻫــﻮ اﻟـــﺬي ﻋــﺮف ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺑـﺄﻧـﻪ ﻣـﻠـﻴـﺎردﻳ­ـﺮ ﻣﺠﻨﻮن ﻣﻬﻮوس ﺑﺎﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﻓﻲ اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ. ﻣﺎﺳﺎﻳﻮﺷﻲ ﻟﻴﺲ ﺑﺤﺪﻳﺚ ﻋﻬﺪ ﺑﺎﻟﺘﻘﻨﻴﺔ، ﻓﻘﺪ ﻛــﺎن ﻣـﻦ أواﺋــﻞ اﳌﺴﺘﺜﻤﺮﻳﻦ ﻓـﻲ ﺷﺮﻛﺔ »ﻳـﺎﻫـﻮ« وﻋـﺎﺻـﺮ اﻟﺴﻮق اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺑﺤﻠﻮﻫﺎ وﻣﺮﻫﺎ ﺧﻼل اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎ اﳌﺎﺿﻴﺔ. ﻓﻘﺪ ﺧﺴﺮ ﻣﺎ ﻳﻘﺎرب ٩٩ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﺛﺮوﺗﻪ ﺧﻼل أزﻣﺔ »دوت ﻛﻮم« ﺑﺪاﻳﺔ اﻷﻟﻔﻴﺔ، إﻻ أﻧﻪ اﺳﺘﻌﺎد ﻫﺬه اﻟﺜﺮوة ﺑﺨﺒﺮﺗﻪ ﺧﻼل ﻋﺪة ﺳﻨﻮات. وﻳﻌﺪ ﻣﻮﻗﻊ »ﻋﻠﻲ ﺑﺎﺑﺎ« اﻟﺼﻴﻨﻲ أﻛﺒﺮ ﻧﺠﺎﺣﺎت اﳌﻠﻴﺎردﻳﺮ اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻲ. ﻓﻘﺪ اﺳﺘﺜﻤﺮ ﻓﻲ ﻫﺬا اﳌﻮﻗﻊ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ ٠٢ ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر، وﺗﺮﺑﻮ اﻵن ﻗﻴﻤﺔ ﻫﺬا اﳌﻮﻗﻊ ﻋﻠﻰ ٠٩ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر. وﻳﻨﻈﺮ ﺑﻌﺾ اﳌﺤﻠﻠﲔ إﻟﻰ ﻫﺬا اﳌﺸﺮوع ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻣﺨﺎﻃﺮة ﻛﺒﻴﺮة ﺑﻤﺒﻠﻎ ﻓﻠﻜﻲ، ﻣﺒﺮرﻳﻦ ﻫﺬه اﻟﺨﻄﻮرة ﺑﻀﻌﻒ ﺧﺒﺮة ﻣﺎﺳﺎﻳﻮﺷﻲ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺚ واﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ. وﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻫﺬا ﺻﺤﻴﺤﴼ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ، إﻻ أن وﺟﻮد ﺷﺮﻛﺎت ﻣﺸﺎرﻛﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﺎع ﻃﻮﻳﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ اﻟﺘﻘﻨﻲ ﻣﺜﻞ »أﺑﻞ« و»ﺷﺎرب« و»ﻛﻮاﻟﻜﻢ« ﻗﺪ ﻳﺪﺣﺾ ﻫﺬه اﻟﺘﺒﺮﻳﺮات. ﻓﻌﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﺣﺼﺔ »ﺳﻮﻓﺖ ﺑﺎﻧﻚ« اﳌﺎﻟﻴﺔ أﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺣﺼﺺ ﻫﺬه اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ، ﻓﺈن ﺧﺒﺮة ﻫﺬه اﻟﺸﺮﻛﺎت ﻟﻬﺎ ﻗﻴﻤﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﳌﺸﺮوع.

وﻋﻠﻰ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺘﻤﻮﻳﻠﻲ، ﻳﺴﺘﺜﻤﺮ ﺻﻨﺪوق اﻻﺳﺘﺜﻤﺎرات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺴﻌﻮدي ﻣﺒﻠﻐﴼ ﺿﺨﻤﴼ ﻓﻲ ﻫﺬا اﳌﺸﺮوع، وﻳﺒﺪو اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ اﻟﺴﻌﻮدي واﺿﺤﴼ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﳌﺸﺮوع ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺘﺴﻤﻴﺘﻪ ﺑـ »ﺻﻨﺪوق اﻟﺮؤﻳﺔ« ﺗﻴﻤﻨﴼ ﺑﻤﺸﺮوع اﻟـﺮؤﻳـﺔ ٠٣٠٢. وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻟﺤﺼﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻫﻲ اﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻫﺬا اﳌﺸﺮوع، ﻓﺈن »ﺳﻮﻓﺖ ﺑﺎﻧﻚ« ﻳﺘﺤﻤﻞ اﻟﺠﺰء اﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﻮرة، ذﻟﻚ ﺑﺄن اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﺳﻮف ﺗﻀﺦ ﻫﺬا اﳌﺒﻠﻎ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮات، أﻣﺎ »ﺳﻮﻓﺖ ﺑﺎﻧﻚ« ﻓﺴﻴﻀﺦ ﻛﺎﻣﻞ اﳌﺒﻠﻎ ﺧﻼل اﻟﺴﻨﺔ اﻷوﻟﻰ. وﻗـﺪ ﺑـﺮر اﻟﺒﻌﺾ ﺑـﺄن اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ اﻟﺴﻌﻮدي ﻋﻠﻰ ﻣـﺪى ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮات ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﳌﺠﺮد اﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﺨﻄﺮ اﳌــﺎدي. ﻓﺠﺰء ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﳌﻔﺎوﺿﺎت ﻗﺒﻞ ﺑﺪاﻳﺔ اﳌﺸﺮوع ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻮل اﳌﺴﺎﻫﻤﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻓﻲ اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮار ﻟﻬﺬا اﳌﺸﺮوع، وﻋﻦ اﻣﺘﻼﻛﻬﺎ ﻟﺤﻖ اﻟﻔﻴﺘﻮ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﻟﻠﻤﺸﺎرﻳﻊ اﳌﻘﺎﻣﺔ. وﺗﻀﺎرﺑﺖ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت اﳌﺴﺆوﻟﲔ ﻓﻲ »ﺳﻮﻓﺖ ﺑﺎﻧﻚ« ﺣﻮل ﻫـﺬه اﳌﻌﻠﻮﻣﺔ. إﻻ أن اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﻋﻠﻰ ﻣـﺪى ﺧﻤﺲ ﺳـﻨـﻮات، ﻗﺪ ﻳﻌﻄﻲ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ اﻟﻘﻮة اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮار ﻓﻲ ﻫﺬه اﳌﺸﺎرﻳﻊ. وﺗﻨﻈﺮ اﳌﻤﻠﻜﺔ إﻟﻰ ﻫﺬا اﳌﺸﺮوع ﻧﻈﺮة أﺑﻌﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﺋﺪ اﳌﺎدي وأوﺳﻊ ﻣﻦ ﻣﺠﺮد ﺗﻌﺪد ﻣﺼﺎدر ﻟﻠﺪﺧﻞ. ﻓﺎﻣﺘﻼك اﺳﺘﺜﻤﺎر ﺿﺨﻢ ﻗﺪ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر اﻟﺘﻘﻨﻲ ﺣﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﻪ أﺑﻌﺎد اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ أﻫﻢ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺑﻌﺎد اﳌﺎﻟﻴﺔ. وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﺪرﻛﻪ أﻳﻀﴼ ﻣﺎﺳﺎﻳﻮﺷﻲ واﻟﺬي ﺻﺮح ﺑﺄن ﻫﺪﻓﻪ أن ﺗﻜﻮن ﺷﺮﻛﺔ »ﺳﻮﻓﺖ ﺑﺎﻧﻚ« أﻛﺒﺮ ﺷﺮﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ.

وﻳﺘﻀﺢ ﻣﻦ ﺧﻼل اﺳﺘﺜﻤﺎراﺗﻬ­ﻤﺎ ﻣﺆﺧﺮﴽ، ﺑﺄن اﳌﻤﻠﻜﺔ و»ﺳﻮﻓﺖ ﺑﺎﻧﻚ« ﻟﻬﻤﺎ ﻧﻔﺲ اﻟﺘﻮﺟﻪ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎري. ﺑﺨﻼف اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﻓﻲ اﳌﺸﺘﺮك ﻓــﻲ ﺻــﻨــﺪوق اﻟــﺮؤﻳــﺔ، ﻓﻘﺪ اﺳﺘﺜﻤﺮا ﻓــﻲ اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺑﻤﺒﺎﻟﻎ ﺿﺨﻤﺔ ﺑﻠﻐﺖ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٥٩ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر. ﻛﻤﺎ اﺳﺘﺜﻤﺮا أﻳﻀﴼ ﻓﻲ ﺷﺮﻛﺔ »أوﺑـــﺮ«، ﺣﻴﺚ ﺑﻠﻎ اﺳﺘﺜﻤﺎر اﳌﻤﻠﻜﺔ ﻣﺎ ﻳﻘﺎرب ٥٫٣ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺿﺦ ﻣﺎﺳﺎﻳﻮﺷﻲ ﻣﺎ ﻳﻘﺎرب ٠٠١ ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر ﻓﻲ ﺷﺮﻛﺔ أوﺑﺮ اﻟﺒﺮازﻳﻠﻴﺔ، وﻫﻮ اﻟﺬي اﺳﺘﺜﻤﺮ أﻳﻀﴼ ﻓﻲ ﺷﺮﻛﺔ »دﻳﺪي« واﻟﺘﻲ ﺗﻤﺎﺛﻞ »أوﺑﺮ« ﻓﻲ اﻟﺼﲔ ﺑﻤﺒﻠﻎ ﻳﻘﺎرب ٥ ﻣﻠﻴﺎرات دوﻻر. ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻀﺢ أﻳﻀﴼ أن اﻟﺠﻬﺘﲔ ﺗﻤﺘﻠﻜﺎن ﺗﻔﻜﻴﺮﴽ اﺳﺘﺜﻤﺎرﻳﴼ ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﴼ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﺑﻤﺒﺎﻟﻎ ﺿﺨﻤﺔ وﻓﻲ ﻋﺪة ﻗﻄﺎﻋﺎت اﺳﺘﺜﻤﺎرﻳﺔ ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ أﻛﺜﺮﻫﺎ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎرات ﻃﻮﻳﻠﺔ اﻷﻣﺪ.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia