ﺷﺎب ﻣﺼﺮي ﻳﺆﺳﺲ ﻣﻜﺘﺒﺔ ﻻﺳﺘﻌﺎرة اﻟﻜﺘﺐ واﺳﺘﺒﺪاﳍﺎ
ﻣﻜﺘﺒﺔ »ﺑﺪاﻳﺔ« ﺗﺴﻌﻰ ﻟﺘﺸﺠﻴﻊ اﻟﻘﺮاءة وﻣﺤﺎرﺑﺔ ارﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر
ﺗﺠﺪه ﻓﻲ اﻟﻨﻮادي اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻷﺣــﻴــﺎء اﻟــﺮاﻗــﻴــﺔ واﻟﺸﻌﺒﻴﺔ وﻓـﻲ ﻣﺤﻄﺎت اﳌﺘﺮو وداﺧـﻞ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت، ﺗﻌﺞ ﻣﻨﻀﺪﺗﻪ ﺑﻌﺸﺮات اﻟﻌﻨﺎوﻳﻦ اﻷدﺑـــﻴـــﺔ واﻻﺟــﺘــﻤــﺎﻋــﻴــﺔ، ﺑـﺎﻟـﻌـﺮﺑـﻴـﺔ واﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ، رواﻳﺎت ﻷﺷﻬﺮ اﻷدﺑﺎء ﺗــﺘــﺼــﺪر ﻗـــﻮاﺋـــﻢ اﻷﻛـــﺜـــﺮ ﻣـﺒـﻴـﻌـﴼ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ أو اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ رواﻳـــﺎت إﻣـﺒـﺮﺗـﻮ إﻳـﻜـﻮ ودان ﺑــﺮاون ورواﻳﺎت ﻗﺎﺋﻤﺔ »ﻧﻴﻮﻳﻮرك ﺗﺎﻳﻤﺰ«، وﻛﺘﺐ ﻛﺒﺎر اﳌﻔﻜﺮﻳﻦ ﻛﺎﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺮاﺣﻞ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻣﺤﻤﻮد، راﻓﻌﴼ ﺷﻌﺎر »ﻓﻜﺮ ﺟﺪﻳﺪ«.
ﻳــــﻘــــﻒ أﺣـــــﻤـــــﺪ ﻋــــﺒــــﺪ اﻟـــﺮﺣـــﻤـــﻦ ﻣﺆﺳﺲ »ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺑـﺪاﻳـﺔ« ﻻﺳﺘﻌﺎرة اﻟـﻜـﺘـﺐ، ﻏﻴﺮ ﻣـﺒـﺎل ﺑـﻨـﻈـﺮات اﻟﻨﺎس أو اﺳــﺘــﻬــﺘــﺎر اﻟــﺒــﻌــﺾ ﺑـﺒـﻀـﺎﻋـﺘـﻪ اﻟﺜﻤﻴﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻘﺪرﻫﺎ إﻻ ﻛﻞ ﻗﺎرئ ﺣــﺼــﻴــﻒ. ﻓــﻲ ﻇــﻞ اﺧــﺘــﻔــﺎء ﻇــﺎﻫــﺮة اﺳﺘﻌﺎرة اﻟﻜﺘﺐ ﻣﻦ اﳌﻜﺘﺒﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟـــﺘـــﻲ ﻛـــﺎﻧـــﺖ ﺗــﻨــﺘــﺸــﺮ ﻓــــﻲ اﻷﺣـــﻴـــﺎء اﳌـﺼـﺮﻳـﺔ، وﻣــﻊ ﻏــﻼء أﺳـﻌـﺎر اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺘﻲ ﺗﻔﻮق ﻗــﺪرة اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﻮﺳﻄﻰ اﳌـﺜـﻘـﻔـﺔ، اﺑـﺘـﻜـﺮ ﻋـﺒـﺪ اﻟـﺮﺣـﻤـﻦ ﻓﻜﺮة راﺋﻌﺔ ﻟﺪﻋﻢ ﻋﺸﺎق اﻟﻘﺮاء ة ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺮﻏﺒﻮن ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ، ﻳﺸﺘﺮوﻧﻬﺎ ﺑﺴﻌﺮ ﻣﺨﻔﺾ، وﻣﺎ إن ﻳﻌﻴﺪوﻫﺎ ﻳﺴﺘﻌﻴﺪوا ﻗﻴﻤﺔ ٥٧ ﻓﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ ﻣــﻦ ﺛـﻤـﻦ اﻟــﻜــﺘــﺎب، ﺑــﻞ وﻳـﻘـﻮم ﺑــﺘــﻮﺻــﻴــﻞ اﻟــﻜــﺘــﺐ ﻟــﻠــﻤــﻨــﺎزل ﺣﺴﺐ اﻟﻄﻠﺐ )ﺑــﻮك دﻟﻴﻔﺮي(، وﻳﻤﻜﻨﻪ أن ﻳـﻮﻓـﺮ ﻟـﻠـﻘـﺎرئ أي ﻛـﺘـﺎب ﻳـﺮﻏـﺐ ﻓﻴﻪ وﻳﺼﻞ إﻟﻴﻪ ﺧﻼل ٨٤ ﺳﺎﻋﺔ ﻓﻲ أي ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﻓﻈﺎت ﻣﺼﺮ.
وﻋــــﻦ ﻓــﻜــﺮﺗــﻪ ﻳــﻘــﻮل ﻟـــ»اﻟــﺸــﺮق اﻷوﺳــــــﻂ«: »ﻛــــﺎن ﺷـﻐـﻔـﻲ ﺑــﺎﻟــﻘــﺮاءة ﻣﻨﺬ اﻟﺼﻐﺮ ﻳﺪﻓﻌﻨﻲ ﻻﻗﺘﻨﺎء اﻟﻜﺘﺐ، وﺑﻤﺮور اﻟﻮﻗﺖ وﺟﺪت أن ﻋﺪدﴽ ﻛﺒﻴﺮﴽ ﻣﻦ أﺻﺪﻗﺎﺋﻲ ﻳﻌﺰﻓﻮن ﻋﻦ اﻟﻘﺮاءة وﻳﺘﺠﻬﻮن ﻟﺘﻤﻀﻴﺔ وﻗــﺖ ﻓﺮاﻏﻬﻢ ﻓﻲ اﻷﻟـﻌـﺎب اﻻﻓﺘﺮاﺿﻴﺔ واﻷﺟﻬﺰة اﻟــﻠــﻮﺣــﻴــﺔ دون اﻫــﺘــﻤــﺎم ﺑــﺎﻟــﻘــﺮاءة، وﺑــﺎﻟــﻄــﺒــﻊ ﻣــﻊ ﻏـــﻼء أﺳــﻌــﺎر اﻟﻜﺘﺐ اﻧـــﻔـــﺾ ﻋــــﺪد ﻛــﺒــﻴــﺮ ﻣـــﻦ اﻟـــﻘـــﺮاء ﻋﻦ اﻟــﻘــﺮاءة اﻟــﻮرﻗــﻴــﺔ، ﻟــﺬا ﻓـﻜـﺮت ﻓــﻲ أن أؤﺳــــﺲ ﻣـﻜـﺘـﺒـﺔ ﻋــﻘــﺐ ﺗــﺨــﺮﺟــﻲ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻋﺎم ٠١٠٢«.
ﻳـﺴـﺘـﻜـﻤـﻞ ﻋــﺒــﺪ اﻟــﺮﺣــﻤــﻦ اﻟــﺬي ﺗﺨﺮج ﻓﻲ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺘﺠﺎرة: »ﺑﺪأت ﻓﻲ دراﺳﺎت ﺟﺪوى ﻟﻠﻤﺸﺮوع، ووﺟﺪت ﺗﺮاﺟﻌﴼ ﻣﺨﻴﻔﴼ ﻓﻲ ﻧﺴﺐ اﻟﻘﺮاء ة ﻓﻲ ﻣﺼﺮ واﻟــﻮﻃــﻦ اﻟـﻌـﺮﺑـﻲ، ﻓﺴﺎورﻧﻲ اﻟﻘﻠﻖ ﻣـﻦ اﻟـﺪﺧـﻮل ﻓـﻲ ﻫــﺬا اﳌﺠﺎل، ﻟــﻜــﻦ ﻓــﻜــﺮت ﻓـــﻲ أن أؤﺳــــﺲ ﻣﻜﺘﺒﺔ ﻫــﻲ أﺷـﺒــﻪ ﺑﺎﳌﻜﺘﺒﺔ اﳌﺘﻨﻘﻠﺔ وﻟﻜﻦ ﻻﺳﺘﻌﺎرة اﻟﻜﺘﺐ ﻛﺘﺸﺠﻴﻊ ﻟﻠﺸﺒﺎب ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮاءة. وﻗﻤﺖ ﺑﺘﻄﻮﻳﺮ اﻟﻔﻜﺮة وأﺻـــﺒـــﺢ ﻫـــﻨـــﺎك ﻣـــﺠـــﺎل ﻻﺳــﺘــﺒــﺪال وﺗــﺒــﺎدل اﻟـﻜـﺘـﺐ، ﺑﻤﻌﻨﻰ أن اﻟـﻘـﺎرئ ﻳﻤﻜﻨﻪ اﺳﺘﺒﺪال ﺑﻜﺘﺐ ﻗﺪﻳﻤﺔ أﺧﺮى ﺣﺪﻳﺜﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻓﺎرق ﺑﺴﻴﻂ ﺑﺎﻟﺴﻌﺮ، وﻳﻤﻜﻦ ذﻟﻚ ﻋﺒﺮ ٨٢ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ«.
ﻋﻠﻰ ﻣــﺪار ٤ ﺳـﻨـﻮات ﻫـﻲ ﻋﻤﺮ »ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺑﺪاﻳﺔ« ﺧﻠﻘﺖ ﻓﻜﺮة اﳌﻜﺘﺒﺔ ﻣﻦ اﺳﺘﻌﺎرة وﺗﺒﺎدل اﻟﻜﺘﺐ ﺣﺮاﻛﴼ ﻗـﺮاﺋـﻴـﴼ، إذ ﻳﻠﺘﻘﻲ اﻟــﻘــﺮاء ﻣـﻊ أﺣﻤﺪ ﻋـــﺒـــﺪ اﻟـــﺮﺣـــﻤـــﻦ ﻓــــﻲ اﻷﻣــــﺎﻛــــﻦ اﻟــﺘــﻲ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ، ﺳﻮاء ﻓﻲ أﻳﺎم اﻟﻌﻄﻼت أو أﻳـــــﺎم اﻟــــﺪراﺳــــﺔ أو ﻳــﺘــﻮاﺻــﻠــﻮن ﻋـﺒـﺮ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻋـﻠـﻰ »واﺗــﺴــﺎب« أو »ﻓـﻴـﺴـﺒـﻮك« ﻟﻠﺘﻌﺮف ﻋـﻠـﻰ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻜﺘﺐ.
وﻣــــﻊ ﻧـــﺠـــﺎح ﻣــﻜــﺘــﺒــﺔ »ﺑـــﺪاﻳـــﺔ« ﻟــﻢ ﺗـﻌـﺪ ﻣــﺠــﺮد ﻣﻜﺘﺒﺔ ﻣﺘﻨﻘﻠﺔ ﻣﻊ ﻧﺤﻮ ٠٠٨ ﻛﺘﺎب، ﺑﻞ أﺻﺒﺢ ﻟﻬﺎ ﻣﻘﺮ داﺋﻢ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻧﺼﺮ، ﻣﻊ وﺟﻮدﻫﺎ ﻓـــﻲ أﻣــﺎﻛـــﻦ ﻣــﺘــﻔــﺮﻗــﺔ ﻣـــﻦ اﻟـﻌـﺎﺻـﻤـﺔ اﳌﺼﺮﻳﺔ وﺿﻮاﺣﻴﻬﺎ.
ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻳﺴﻌﻰ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣــﺸــﺮوﻋــﻪ اﻟـــﻬـــﺎدف إﻟـــﻰ أن ﻳﺴﺎﻧﺪ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﻋﻦ ﻋﻤﻞ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗـﻮﻟـﻴـﻬـﻢ اﻹﺷــــﺮاف ﻋـــــﻠـــــﻰ اﳌـــــــﻌـــــــﺎرض اﻟـــﺘـــﻲ ﺗـــﻮﺟـــﺪ ﺑـﻬـﺎ ﻣﻜﺘﺒﺔ »ﺑﺪاﻳﺔ«، ورﻏــــــﻢ ذﻟـــــﻚ ﻟـﻢ ﻳـﺘـﻠـﻖ أي دﻋـــﻢ ﻣــﻦ أي ﺟــﻬــﺔ، وﻫـﻮ أﻳــﻀــﴼ ﻟــﻢ ﻳــﺴــﻊ ﻟــﺬﻟــﻚ، وﻳــﻘــﻮل: »ﻟـﻢ أﻓﻜﺮ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ أي دﻋﻢ ﻣﻦ أي ﺟﻬﺔ، ﻓﻘﺪ ﺣﺮﻛﻨﻲ ﺣﺒﻲ ﻟﻠﻘﺮاء ة وﻳﺪﻓﻌﻨﻲ ﺗــﺸــﺠــﻴــﻊ اﻟــــﻨــــﺎس ﻟــــﻲ وإﻋــﺠــﺎﺑــﻬــﻢ ﺑﺎﻟﻔﻜﺮة وﻫﺬا ﻳﻜﻔﻴﻨﻲ«.
وﻳـــﺸـــﻴـــﺮ إﻟـــــﻰ أن دور اﻟــﻨــﺸــﺮ ﺗﺘﻌﺎون ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎن ﺑﺘﺴﻬﻴﻞ ﺳـــﺪاد ﻗﻴﻤﺔ اﻟـﻜـﺘـﺐ اﻟﺘﻲ اﺷﺘﺮاﻫﺎ ﻣﻨﻬﻢ، وﺑﺤﺴﺒﻪ »أﺻﺒﺢ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺛﻘﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻲ ﻷرﺑﻊ ﺳﻨﻮات«.
ﻟﻢ ﻳﻮاﺟﻪ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻋﻘﺒﺎت ﻣﻊ ﻣﺸﺮوﻋﻪ، إﻻ أن أﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻳﺤﺒﻄﻪ وﻳﺤﺰﻧﻪ ﻫﻮ ﺳﻠﻮك ﺑﻌﺾ اﻷﻫﺎﻟﻲ ﻣــــﻦ أوﻟــــﻴــــﺎء اﻷﻣـــــــﻮر اﻟــــﺬﻳــــﻦ ﻣــــﺎ إن ﻳــــﺠــــﺪوا ﻃــﻔــﻠــﻬــﻢ ﻣــﻨــﺠــﺬﺑــﴼ ﻟـــﺸـــﺮاء ﻛـﺘـﺎب ﻓﻴﻘﻮﻟﻮن ﻟــﻪ: »ﳌــﺎ ﺗـﻘـﺮأ ﻛﺘﺐ اﻟﺪراﺳﺔ اﻷول ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻓﻜﺮ ﻓﻲ ﻗﺮاء ة اﻟﺮواﻳﺎت«.
ﻳﻘﻮل ﻋﻦ ذﻟﻚ: »أﺗﻤﻨﻰ وأﺳﻌﻰ ﻷن ﻳﻜﻮن اﻷﻫﻞ ﻫﻢ أول ﻣﻦ ﻳﺸﺠﻊ اﻷﻃــــﻔــــﺎل ﻋـــﻠـــﻰ اﻟــــــﻘــــــﺮاءة، ﺻـﺤـﻴـﺢ أن ﻫــﻨــﺎك أوﻟـــﻮﻳـــﺎت ﻛـﺜـﻴـﺮة ﻓــﻲ ﻇﻞ اﻟﻀﻐﻮط اﳌـﺎدﻳـﺔ، ﻟﻜﻦ اﻟـﻘـﺮاءة ﻫﻲ ﺳــﺒــﻴــﻠــﻬــﻢ ﻟــﻠــﺘــﻘــﺪم واﻟــــﻮﻋــــﻲ وﻓــﻬــﻢ اﻟــــﻌــــﺎﻟــــﻢ ﻣـــــﻦ ﺣــــﻮﻟــــﻬــــﻢ... ﻓـﻨـﺤـﻦ ﻧــﻘــﺮأ ﻟــﻨــﺮﺗــﻘــﻲ، وﻫـــﻮ ﺷـﻌـﺎر اﳌﻜﺘﺒﺔ«.
وﻳـﺮﺻـﺪ ﻋﺒﺪ اﻟـﺮﺣـﻤـﻦ ارﺗـﻔـﺎع ﻣـــﻌـــﺪﻻت اﻟـــــﻘـــــﺮاءة واﻻﻃــــــــﻼع ﻟــﺪى ﻃﻼب اﻟﻜﻠﻴﺎت اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ، ﻣﺜﻞ اﻟﻄﺐ واﻟـﻬـﻨـﺪﺳـﺔ واﻟـﺼـﻴـﺪﻟـﺔ، ﻓــﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺗــﺮاﺟــﻌــﻬــﺎ ﺑـــﲔ ﻃــــﻼب اﻟــﺠــﺎﻣــﻌــﺎت اﻷﺧﺮى ﻛﺎﻵداب واﻟﺘﺮﺑﻴﺔ واﻟﻔﻨﻮن اﻟﺠﻤﻴﻠﺔ، ﺑﺤﻜﻢ اﺧﺘﻼﻃﻪ ﺑﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟـــﺠـــﺎﻣـــﻌـــﺔ وﺗـــﻌـــﺎﻣـــﻠـــﻪ ﻣــــﻊ ﺷـــﺮاﺋـــﺢ ﻛﺒﻴﺮة ﻣـﻦ اﻟـﻄـﻼب ﺧــﻼل ﻣﻌﺎرﺿﻪ ﺑﺎﻟﺠﺎﻣﻌﺎت اﳌﺼﺮﻳﺔ. ﻳﻘﻮل: »ﻋﻠﻰ اﻟـﺮﻏـﻢ ﻣـﻦ ﺻﻌﻮﺑﺔ دراﺳـﺘـﻬـﻢ، ﻓﺈن ﻃـــﻼب اﻟــﻜــﻠــﻴــﺎت اﻟـﻌـﻤـﻠـﻴـﺔ ﻣﺜﻘﻔﻮن ﺑﺸﻜﻞ أﻛـﺒـﺮ، وﻳﺤﺒﻮن اﻟــﻘــﺮاءة ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﳌــﺠــﺎﻻت وأﻳــﻀــﴼ ﻳــﻘــﺮأون اﻟﺮواﻳﺔ واﻟﺸﻌﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ«.
وﻋﻦ ﺣﺠﻢ اﻹﻗﺒﺎل ﻋﻠﻰ دواوﻳﻦ اﻟــﺸــﻌــﺮ، ﻳــﻜــﺸــﻒ ﻋــﺒــﺪ اﻟــﺮﺣــﻤــﻦ أن ﻫﻨﺎك أﺳﻤﺎء ﻛﺜﻴﺮة ﻋﻠﻴﻬﺎ إﻗﺒﺎل ﻻ ﻳـﻘـﻞ، ﻣـﺜـﻞ أﻣــﻞ دﻧـﻘـﻞ وﻧـــﺰار ﻗﺒﺎﻧﻲ وﺻـﻼح ﺟﺎﻫﲔ وﻣﺤﻤﻮد دروﻳـﺶ وﻓﺎروق ﺷﻮﺷﺔ، ﻣﻊ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻌﺮاء اﻟﺠﺪد ﻟﻜﻦ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم اﻟﺮواﻳﺔ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻫﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻳﻘﺮأه اﻟﺸﺒﺎب، واﻟﻔﺘﻴﺎت ﻳﻤﺜﻠﻦ ﻧﺴﺒﺔ أﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻣﻌﺪل اﻟﻘﺮاء ة ﻋﻦ اﻟﺸﺒﺎب. وﻳﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل إن ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻣﻜﺘﺒﺔ »ﺑﺪاﻳﺔ« ﺗﻤﺜﻞ ﻣﺮﺻﺪﴽ ﻟﺬاﺋﻘﺔ اﻟـــﻘـــﺮاء ﻓــﻴــﻘــﻮل: »اﻟــــﺮواﻳــــﺔ ﺗـﺘـﺼـﺪر اﻫــﺘــﻤــﺎﻣــﺎت وإﻗــﺒــﺎل اﻟــﺸــﺒــﺎب، وﻫـﻢ أﻋــﻄــﻮا ﺷــﻬــﺎدة اﳌــﻴــﻼد ﻟــﻌــﺪد ﻛﺒﻴﺮ ﻣـــﻦ اﻟــﻜــﺘــﺎب اﻟـــﺠـــﺪد، وﻳــﻠــﻴــﻬــﺎ ﻛﺘﺐ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ وﻛﺘﺐ د. ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻣﺤﻤﻮد، ﺛـﻢ ﻛﺘﺐ اﻟﺴﻴﺮة اﻟﺬاﺗﻴﺔ، ﺧﺼﻮﺻﴼ ﺳﻴﺮ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﲔ«.
ﺗــﺠــﺮﺑــﺔ أﺣـــﻤـــﺪ ﻋــﺒــﺪ اﻟــﺮﺣــﻤــﻦ ﺗﻜﺸﻒ ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻣﻦ اﻟﺠﻮاﻧﺐ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺤﺐ اﻟﻘﺮاء ة وﻧﺴﺒﻬﺎ وﻋﻼﻗﺔ اﻟﻘﺎرئ اﳌـﺼـﺮي ﺗـﺤـﺪﻳـﺪﴽ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎب اﻟـﻮرﻗـﻲ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﻜﺘﺎب اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ، وﻓﻲ ﻇﻞ اﻧﺘﺸﺎر اﻟﻘﺮﺻﻨﺔ وﻧﺸﺮ اﻟﻜﺘﺐ واﻟﺮواﻳﺎت اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻋﺒﺮ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ، وﺗـﻌـﻄـﻲ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣــﻦ اﻷﻣـــﻞ ﻓــﻲ رﻓـﻊ ﻣـــﻌـــﺪﻻت اﻟـــﻘـــﺮاءة ﻋــﺒــﺮ ﻣــﺸــﺮوﻋــﺎت ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ ﺗﺪﻋﻢ أﺳﻌﺎر اﻟﻜﺘﺐ.
ﻳــﻘــﻴــﻢ ﻋــﺒــﺪ اﻟــﺮﺣــﻤــﻦ ﺗـﺠـﺮﺑـﺘـﻪ ﻋﺒﺮ اﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ ﺗﺰاﻳﺪ أﻋـﺪاد اﻟﻘﺮاء اﳌـــﻘـــﺒـــﻠـــﲔ ﻋـــﻠـــﻰ اﺳــــﺘــــﻌــــﺎرة اﻟــﻜــﺘــﺐ وﻧﺴﺒﺔ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻌﺎﺋﺪة ﻟﻪ، ﻓﻮﺟﺪ أن ﻋﺪدﴽ ﻛﺒﻴﺮﴽ ﻣﻦ اﻟﻘﺮاء اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﺘﻨﻮن اﻟﻜﺘﺐ ﻓـﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻛﺎﺳﺘﻌﺎرة ﻋﻠﻰ أن ﻳـﻌـﻴـﺪوﻫـﺎ ﻣـــﺮة أﺧـــﺮى ﻏـﺎﻟـﺒـﴼ ﻣﺎ ﻳﺤﺘﻔﻈﻮن ﺑﻬﺎ وﻻ ﻳﻌﻮد ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ اﳌـﺒـﻴـﻌـﺔ ﺳـــﻮى ٠٤ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ ﻓـﻘـﻂ، وﻳﻌﺰي ذﻟﻚ إﻟﻰ ﺣﺐ اﻟﻘﺮاء ﻟﻠﻜﺘﺎب اﻟـﻮرﻗـﻲ واﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻻﺣﺘﻔﺎظ ﺑﻪ، ﻣﻌﺘﺒﺮﴽ أن اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻮرﻗﻴﺔ ﻋﺸﻖ ﻟﻦ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻟﺪى اﻟﻘﺎرئ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ وﺟﻮد أﺟﻬﺰة اﻟﻘﺮاءة اﻟﻠﻮﺣﻴﺔ.
ﻋﺪد ﻛﺒﲑ ﻣﻦ اﻟﻘﺮاء اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﺘﻨﻮن اﻟﻜﺘﺐ ﰲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻛﺎﺳﺘﻌﺎرة ﻋﻠﻰ أن ﻳﻌﻴﺪوﻫﺎ ﻣﺮة أﺧﺮى ﻏﺎﻟﺒﴼ ﻣﺎ ﻳﺤﺘﻔﻈﻮن ﺑﻬﺎ