ﻋﺰاء ﻛﺎﻣﻞ ﻣﺮوة وﻋﺰاء ﻟﺒﻨﺎن!
اﻟﺤﺪﻳﺚ اﳌﻨﺘﺸﺮ ﻫﺬه اﻷﻳﺎم ﻓﻲ اﻟﺪواﺋﺮ اﻹﻋـــﻼﻣـــﻴـــﺔ اﻟــﻌــﺮﺑــﻴــﺔ ﻋــﻤــﻮﻣــﴼ، واﻟــﻠــﺒــﻨــﺎﻧــﻴــﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪﴽ، ﻫﻮ إﻓﺼﺎح أﺳﺮة اﻟﻨﺎﺷﺮ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﺮاﺣﻞ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﺮوة، اﻟﺬي اﻏﺘﻴﻞ وﻫﻮ ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺒﻪ، ﻋﻦ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺟﻬﺎز اﳌﺨﺎﺑﺮات اﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﺠﻤﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻋﻦ ﻫﺬه اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ اﻟـﻨـﻜـﺮاء، اﻟﺘﻲ ﺣﺪﺛﺖ ﻣﻨﺬ أﻛﺜﺮ ﻣـﻦ ﺧﻤﺴﺔ ﻋـﻘـﻮد ﻃـﻮﻳـﻠـﺔ ﻣــﻦ اﻟــﺰﻣــﻦ اﳌــﺆﻟــﻢ. واﺧــﺘــﺎرت أﺳﺮة اﻟﺮاﺣﻞ اﻹﻋﻼن ﻋﻦ ذﻟﻚ اﻷﻣﺮ ﻷﺟﻞ أن ﻳﻌﺮف اﻟﻨﺎس اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ وﻳﺴﺠﻠﻬﺎ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻣـﻦ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎن أﺳــﺮة اﳌﻌﻨﻲ ﺑـﺬﻟـﻚ. وﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﳌﻌﻠﻮﻣﺔ ﻳﺘﻢ ﺗﺪاوﻟﻬﺎ وﺗﻨﺎﻗﻠﻬﺎ، وﻟﻜﻦ ﻣــﻦ دون ﻣــﺼــﺪر رﺳــﻤــﻲ ﻳـﺆﻛـﺪﻫـﺎ ﺣـﺘـﻰ ﺗﻢ اﻹﻋـــﻼن ﻋـﻦ إﻃــﻼق ﻣـﻮﻗـﻊ إﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺮاﺣﻞ واﻹﻋــﻼن ﻓﻴﻪ ﻋﻦ ﻫﺬه اﳌﻌﻠﻮﻣﺔ ﻓﻲ اﳌﻮﻗﻊ ﻧﻔﺴﻪ، وﺑﺬﻟﻚ ﺣﺴﻢ اﻟﺸﻚ ﺑﺎﻟﻴﻘﲔ.
ﺗـﺬﻛـﺮت أﻣﺴﻴﺔ ﺟﻤﻌﺘﻨﻲ ﺑﺎﺑﻨﻪ اﻟﺒﻜﺮ اﻟﺼﺪﻳﻖ ﺟﻤﻴﻞ ﻣﺮوة ﻓﻲ ﻋﺸﺎء ﺑﺪﺑﻲ، وﻗﺎل ﻟــﻲ وﻗـﺘـﻬـﺎ إن اﻟـــﺬي ﻗـﺘـﻞ واﻟــــﺪه ﻛـــﺎن ﺟﻬﺎز اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات اﻟﺨﺎص ﺑﻌﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ، وﻗﺎل ﻟﻲ إن اﻟﺬي ﻗﺎل ﻟﻪ ذﻟﻚ ﺻﺮاﺣﺔ ﻛﺎن ﺻﻔﻮت اﻟﺸﺮﻳﻒ وزﻳــﺮ اﻹﻋــﻼم اﳌﺼﺮي ﻓﻲ وﻗﺘﻬﺎ، اﻟـــﺬي ﻛـــﺎن أﺣـــﺪ ﺿــﺒــﺎط اﻻﺳــﺘــﺨــﺒــﺎرات ﻓﻲ ﺟﻬﺎز ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ اﳌﺨﻴﻒ ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ، وأﺿﺎف ﺟﻤﻴﻞ ﻣـﺮوة ﻗﺎﺋﻼ إن ﺻﻔﻮت اﻟﺸﺮﻳﻒ ﻗﺎل ذﻟــﻚ وأﺿـــﺎف ﻣـﻌـﺘـﺬرا: »ﻣﻌﻠﻴﺶ دا وﻗﺘﻬﺎ ﻛﺎن اﳌﻄﻠﻮب«. واﻟـﺬي ﻳﺘﺬﻛﺮ ﻫﺬه اﻟﺤﺎدﺛﺔ ﻻ ﺑــﺪ أن ﻳـﺘـﺬﻛـﺮ أﻳـﻀـﺎ ﺣــﺎدﺛــﺔ ﻣﻘﺘﻞ ﺳﻠﻴﻢ اﻟﻠﻮزي اﻟﺼﺤﺎﻓﻲ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ اﻟﺸﺠﺎع اﻟﻨﺒﻴﻞ، اﻟﺬي ﻗﺘﻠﻪ ﻧﻈﺎم اﻷﺳﺪ اﳌﺠﺮم، ﺑﻌﺪ أن ﻧﺸﺮ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺘﻪ اﻟﻜﺒﻴﺮة »اﻟﺤﻮادث«، اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ إﺣﺪى أﻫﻢ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ وﻗﺘﻬﺎ، ﻣﻘﺎﻻ ﻳﻨﺘﻘﺪ ﻓﻴﻪ ﺑﺸﺪة ﻧﻈﺎم اﻷﺳﺪ، وﻫﻮ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﺼﻮل وﻳﺠﻮل ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن وﻳﻐﺘﺎل ﻗﺎدﺗﻪ وزﻋﻤﺎءه، ﻓﻤﺎ ﻛﺎن ﻣﻦ زﺑﺎﻧﻴﺔ اﻷﺳﺪ إﻻ أن أذاﺑــﻮا أﻳـﺎدي ﺳﻠﻴﻢ اﻟﻠﻮزي ﺑﻤﺤﻠﻮل اﻷﺳﻴﺪ اﻟﻜﻴﻤﺎوي وﻗﻠﻌﻮا ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻣﻦ وﺟﻬﻪ وأﻟــﻘــﻮه ﺟـﺜـﺔ ﻣﻔﺤﻤﺔ ﻓــﻲ إﺣـــﺪى ﺻﻨﺎدﻳﻖ اﻟﻘﻤﺎﻣﺔ، وﻫــﻲ وﺳﻴﻠﺔ ﺗﻌﻜﺲ ﺗﻤﺎﻣﴼ ﻛﻴﻒ ﺗــﺘــﺨــﻠــﺺ اﻷﻧـــﻈـــﻤـــﺔ اﳌــﺴــﺘــﺒــﺪة ﻓـــﻲ اﻟــﻌــﺎﻟــﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣـﻦ ﻗــﺎدة اﻹﻋــﻼم وأﺻـﺤـﺎب اﻟــﺮأي. ﻓﻼ اﺣﺘﺮام ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻟﻬﻢ وﻻ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﳌﻜﺎﻧﺘﻬﻢ.
واﻟﺸﻲء ﻧﻔﺴﻪ ﻳﻘﺎل ﻋﻦ ﻧﻈﺎم اﻟﻘﺬاﻓﻲ وﻧـﻈـﺎم اﻟـﻌـﺮاق وﻧـﻈـﺎم إﻳـــﺮان، ﻓﺠﻤﻴﻌﻬﻢ ﻻ ﺗﺤﻤﻞ وﻻ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻟﻘﺒﻮل اﻟﺮأي اﻵﺧﺮ أﺑﺪﴽ.
ﺗـﻮﺛـﻴـﻖ ﺳـﺒـﺐ وأﺳــﻠــﻮب اﻏــﺘــﻴــﺎل ﻗﺎﻣﺔ ﻋــﻈــﻴــﻤــﺔ وﻣــﺤــﺘــﺮﻣــﺔ ﻣــﺜــﻞ ﻛــﺎﻣــﻞ ﻣـــــﺮوة ﻫﻮ ﺗﺬﻛﻴﺮ ﺑﺤﺠﻢ اﻟﻘﺼﻮر اﳌﻮﺟﻮد ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻹﻋـﻼﻣـﻴـﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﻋﻼﻗﺘﻬﺎ اﳌـﺘـﺄزﻣـﺔ ﻣﻊ اﻷﻧــﻈــﻤــﺔ اﻟــﺪﻳــﻜــﺘــﺎﺗــﻮرﻳــﺔ. ﻟـﺒـﻨـﺎن اﻟـــﺬي ﻛـﺎن ﻣﻨﺎرة اﻟﺤﺮﻳﺔ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ واﻟﺮأي اﻵﺧﺮ ﺗﻄﻐﻰ ﻋـﻠـﻴـﻪ اﻟـﻄـﺎﺋـﻔـﻴـﺔ اﻟــﻴــﻮم ﺑــﻘــﻮة ﻋــﻠــﻰ ﺣـﺴـﺎب اﻻﻧﻔﺘﺎح، ﻓﺎﻟﻘﻴﻮد ﻓﻲ ازدﻳﺎد، ﻓﻬﺎ ﻫﻲ اﻷﻓﻼم ﺗﻤﻨﻊ ﻓﻲ دور اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ، واﻷﻏﺎﻧﻲ ﺗﻤﻨﻊ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت، واﻟﻜﺘﺐ ﺗﻤﻨﻊ ﻓﻲ اﳌﻜﺘﺒﺎت، إﻧﻪ اﻻﻧﺤﺪار إﻟﻰ اﻟﺨﻠﻒ ﺑﺴﺮﻋﺔ اﻟﻀﻮء.
واﻗـﻌـﺔ اﻏﺘﻴﺎل ﻟﺒﻨﺎن ﻓـﻲ رﻣـﺰﻳـﺔ أﻣﺜﺎل ﻛﺎﻣﻞ ﻣﺮوة وﺳﻠﻴﻢ اﻟﻠﻮزي ﻻ ﺗﺰال ﻣﺴﺘﻤﺮة ﻓﻲ ﻇﻞ ﻗﻮى »ﺧﺎرﺟﻴﺔ« ﻻ ﺗﺰال ﻣﻬﻴﻤﻨﺔ ﻋﻠﻰ اﳌﺸﻬﺪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ وﺗﻬﺪد ﻣﺠﺪدﴽ ﺑـﺎﻷدوات ﻧﻔﺴﻬﺎ. اﳌﺸﻬﺪ ﻳﺘﻜﺮر ﺑﺄﺑﻄﺎل ﺟــﺪد. رﺣﻢ اﻟـﻠـﻪ ﻛـﺎﻣـﻞ ﻣــﺮوة وﺳﻠﻴﻢ اﻟــﻠــﻮزي وﻻ ﻧﺎﻣﺖ أﻋﲔ اﻟﻄﻐﺎة.