ﻓﻴﺮوز ﻣﻜﺮﻣﺔ ﺑﺮﺳﻢ ﺿﺨﻢ
»ﻣﻦ ﻗﻠﱯ ﺳﻼم ﻟﺒﲑوت« آﺧﺮ إﺑﺪاﻋﺎت اﻟﺜﻨﺎﺋﻲ »أﺷﻜﻤﺎن« ﰲ ﻓﻦ اﻟﻐﺮاﻓﻴﱵ
ﻏــﺰت رﺳــﻮﻣــﺎت ﻓــﻦ اﻟﻐﺮاﻓﻴﺘﻲ ﺷـــــﻮارع ﻟــﺒــﻨــﺎن ﺑـﺸـﻜـﻞ ﻣــﻠــﺤــﻮظ ﻓﻲ اﻵوﻧﺔ اﻷﺧﻴﺮة، ﺣﺘﻰ ﺻﺎرت ﻟﻮﺣﺎﺗﻪ اﳌﻨﺘﺸﺮة ﻫﻨﺎ وﻫﻨﺎك ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻋﺮوض داﺋــﻤــﺔ ﻋﻠﻰ ﺟـــﺪران ﻋــﻤــﺎرات ﺗﺘﻠﻮن ﺑﺎﻟﻔﺮح ﺑﺪل ﻛﺂﺑﺔ اﻹﺳﻤﻨﺖ اﻟﻌﺘﻴﻖ. وﻛـﺎﻧـﺖ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻃﺮاﺑﻠﺲ ﻗـﺪ ﻃﺎﻟﺘﻬﺎ ﻋﺼﺎ اﻟﻐﺮاﻓﻴﺘﻲ اﻟﺴﺤﺮﻳﺔ ﻣﺆﺧﺮا ﻋﻨﺪﻣﺎ رﻋﻰ ﻣﺤﺎﻓﻆ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺸﻤﺎل اﻟﻘﺎﺿﻲ رﻣﺰي ﻧﻬﺮا، ﻣﺸﺮوﻋﺎ ﺑﻴﺌﻴﺎ ﺗﺠﻤﻴﻠﻴﺎ ﻟﻨﺤﻮ ٥١ ﻣﺪرﺳﺔ رﺳﻤﻴﺔ ﺗﻠﻮﻧﺖ ﺑﺮﺳﻢ ﻋﻠﻰ ﺟﺪراﻧﻬﺎ.
وﺗــــﻌــــﺪ ﻟـــﻮﺣـــﺔ ﻏـــﺮاﻓـــﻴـــﺘـــﻲ »ﻣـــﻦ ﻗﻠﺒﻲ ﺳــﻼم ﻟـﺒـﻴـﺮوت« اﻟﺘﻲ رﺳﻤﻬﺎ اﻷﺧﻮان ﻋﻤﺮ وﻣﺤﻤﺪ ﻗﺒﺎﻧﻲ ﻟﻔﻴﺮوز ﻋــﻠــﻰ ﻋـــﻤـــﺎرة ﻓـــﻲ ﻣــﻨــﻄــﻘــﺔ اﳌـــﺰرﻋـــﺔ، أﺣــــــﺪث ﻫــــﺪﻳــــﺔ ﻳــﻘــﺪﻣــﺎﻧــﻬــﺎ ﻓــــﻲ ﻫــﺬا اﳌــﺠــﺎل ﻟــﺸــﻮارع اﻟـﻌـﺎﺻـﻤـﺔ، ﺑـﻌـﺪ أن ﺳﺒﻘﺘﻬﺎ أﺧـﺮى ﺧﺼﺼﺖ ﻟﻠﺮاﺣﻠﲔ ﺻﺒﺎح وودﻳـﻊ اﻟﺼﺎﻓﻲ )ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻷﺷﺮﻓﻴﺔ( وﺛﺎﻟﺜﺔ رﺳﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ زﻳﺎد اﻟﺮﺣﺒﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﺎرة ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺑﺸﺎرة اﻟﺨﻮري ﻋﻨﺪ ﺗﻘﺎﻃﻊ اﻟﺒﺴﻄﺔ.
»ﻧﺤﺎول ﺗﻠﻮﻳﻦ ﺑﻴﺮوت ﺑﺎﻟﻔﺮح ﻣـــــﻦ ﺧــــــﻼل رﺳـــــﻮﻣـــــﺎت اﻟــﻐــﺮاﻓــﻴــﺘــﻲ اﻟــــﺬي ﻋــﺮﻓــﻨــﺎ ﺑـــﻪ ﻣــﻨــﺬ ﺑــﺪاﻳــﺎﺗــﻨــﺎ ﻓﻲ ﻋــﺎم ١٠٠٢«, ﻳـﻘـﻮل ﻋﻤﺮ ﻗﺒﺎﻧﻲ أﺣﺪ ﻋﻀﻮي ﻓﺮﻳﻖ »أﺷﻜﻤﺎن«، اﻟﺬي أﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻪ ﺗﻐﻄﻴﺔ ﺣﺠﺎرة اﻟﻌﻤﺎرات اﻟـﻘـﺪﻳـﻤـﺔ اﻟــﺨــﺮﺳــﺎء ﺑـﻠـﻮﺣـﺎت ﺗﻨﻄﻖ ﺑـــﺎﻟـــﺒـــﻬـــﺠـــﺔ. وﻳـــﻀـــﻴـــﻒ ﻓـــــﻲ ﺣــﺪﻳــﺚ ﻟـــــ »اﻟــــﺸــــﺮق اﻷوﺳــــــــــﻂ«: »ﻫــــــﺬه اﳌــــﺮة اﺧﺘﺮﻧﺎ اﻟﺴﻴﺪة ﻓﻴﺮوز ﻟﺘﺸﻜﻞ ﻋﻨﻮان ﻟﻮﺣﺘﻨﺎ اﻟﻐﺮاﻓﻴﺘﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة واﻟﺘﻲ اﺳــﺘــﻮﺣــﻴــﻨــﺎﻫــﺎ ﻣـــﻦ ﺻـــــﻮرة ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻟﻬﺎ ﺗﻀﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻠﺤﺔ ﻋﻠﻰ رأﺳﻬﺎ اﺳــﺘــﺨــﺪﻣــﻨــﺎﻫــﺎ ﻛــﻤــﺴــﺎﺣــﺔ ﻟــﻜــﺘــﺎﺑــﺔ ﻋــﺒــﺎرات ﺑﺎﻟﺨﻂ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺗﺤﻜﻲ ﻋﻦ ﺑﻴﺮوت«. ﳌﺎذا ﻓﻴﺮوز؟ ﻳﺠﻴﺐ: »ﻷﻧﻬﺎ رﻣﺰ ﻣﻦ رﻣﻮز ﻟﺒﻨﺎن ﻓﻲ اﻟﻔﻦ، وﻛﻮﻧﻬﺎ ﺣـﻤـﻠـﺖ داﺋــﻤــﺎ ﻓــﻲ أﻏــﺎﻧــﻴــﻬــﺎ رﺳــﺎﺋــﻞ ﺳـــــﻼم إﻟـــــﻰ اﻟــﺸــﻌــﺐ اﻟـــﻌـــﺮﺑـــﻲ ﻋــﺎﻣــﺔ واﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﲔ ﺧﺎﺻﺔ«.
ﺗﻐﻄﻲ اﻟـﻠـﻮﺣـﺔ ﻧﺤﻮ ٦ ﻃﻮاﺑﻖ ﻣــﻦ ﻋــﻤــﺎرة ﺿﺨﻤﺔ ﺗـﻘـﻊ ﻓــﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﳌﺰرﻋﺔ اﺣﺘﻠﺖ ٤١ ﻣﺘﺮا ﻣﻦ ﻋﺮﺿﻬﺎ. وﻫﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﺻﻮرة ﻟﻔﻴﺮوز ﻣﻦ إﺣﺪى ﻣﺴﺮﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻟﻮﻧﻬﺎ اﻟﺜﻨﺎﺋﻲ ﻗﺒﺎﻧﻲ ﺑﺎﻷﺻﻔﺮ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﻴﺔ زرﻗﺎء.
اﺳــﺘــﻐــﺮق ﺗـﻨـﻔـﻴـﺬ ﻫـــﺬه اﻟـﺮﺳـﻤـﺔ ﻧﺤﻮ ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم وﻗﺪ اﻧﺘﻈﺮ اﻹﺧﻮان ﻗـﺒـﺎﻧـﻲ ﺣــﻠــﻮل ﻓـﺼـﻞ اﻟـﺮﺑـﻴـﻊ ﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑـــﻬـــﺎ ﺑـــﻌـــﺪ أن ﻛـــــﺎن اﳌــــﺸــــﺮوع ﻣـــﻌـــﺪا ﻟﺘﻨﻔﻴﺬه ﻓــﻲ ﺑــﺪاﻳــﺔ ﻣـﻮﺳـﻢ اﻟـﺸـﺘـﺎء. »ﻟﻘﺪ أﺧﺮﺗﻨﺎ ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﻄﻘﺲ اﻟﺮديء وارﺗـــــﺄﻳـــــﻨـــــﺎ اﻧــــﺘــــﻈــــﺎر ﺣــــﻠــــﻮل ﻓــﺼــﻞ اﻟﺮﺑﻴﻊ ﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑﻬﺎ، ﺣﺘﻰ أﻧﻨﺎ رﻓﻌﻨﺎ ﻳﺎﻓﻄﺔ ﻛﺒﻴﺮة أﺛﻨﺎء ﻗﻴﺎﻣﻨﺎ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟـــﺮﺳـــﻢ اﻟــﻐــﺮاﻓــﻴــﺘــﻲ ﺣــﻤــﻠــﺖ ﻋــﻨــﻮان )ﻧــﺤــﻨــﺎ واﻟــﺸــﻤــﺲ ﺟـــﻴـــﺮان( ﻟـﻠـﺪﻻﻟـﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻧﺮﺳﻤﻬﺎ ﻣﻦ ﻧـﺎﺣـﻴـﺔ واﻟــﺠــﻬــﺪ اﻟـــﺬي ﻧـﺒـﺬﻟـﻪ ﺗﺤﺖ أﺷﻌﺔ اﻟﺸﻤﺲ اﻟﺴﺎﻃﻌﺔ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ«. ﻳﻘﻮل ﻋﻤﺮ اﻟﺬي أﺻﺒﺢ اﻟﻴﻮم ﻣﻊ أﺧﻴﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﻳﺸﻜﻼن ﻓﺮﻳﻘﺎ ﻓﻨﻴﺎ ﻣﻌﺮوﻓﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻐﺮاﻓﻴﺘﻲ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﻤﺎ ﻟﻠﺨﻂ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻴﻪ، ﺑﻌﺪ أن ﺻﺎرت دول أوروﺑﻴﺔ وأﺧﺮى ﻋــﺮﺑــﻴــﺔ ﺗــﺪﻋــﻮﻫــﻤــﺎ ﻟــﻠــﻤــﺸــﺎرﻛــﺔ ﻓـﻲ ﻣﻬﺮﺟﺎﻧﺎﺗﻬﺎ اﻟﻔﻨﻴﺔ.
وﻳــــﺮوي ﻟــﻨــﺎ ﻗــﺒــﺎﻧــﻲ: »ﺷــﺎرﻛــﻨــﺎ ﻓــﻲ ﻣــﻬــﺮﺟــﺎﻧــﺎت ﻓـﻨـﻴـﺔ ﻛـﺜـﻴـﺮة ﺟـﺮت ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻟﻜﻮﻳﺖ وﺟﺪة وﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺟﻨﻴﻒ وﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ وأرﻣــﻴــﻨــﻴــﺎ ﺑــﻌــﺪ دﻋــــــﻮات ﺗـﻠـﻘـﻴـﻨـﺎﻫـﺎ ﻣـــﻦ ﻗــﺒــﻞ وزاراﺗــــﻬــــﺎ اﻟــﺜــﻘــﺎﻓــﻴــﺔ«. أﻣــﺎ اﻟﺮﺳﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ اﺣﺘﻠﺖ ﻋﻤﺎرات ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﺟـﺪة اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ وﺟــﺪران اﺧﺘﺎرﻫﺎ ﻣـﻨـﻈـﻤـﻮ ﻣــﻬــﺮﺟــﺎن »دﺑـــﻲ ﺳــﻜــﺔ آرت ﻓـــﻴـــﺮ« وﻏـــﻴـــﺮﻫـــﺎ ﻓــﺘــﻤــﺜــﻠــﺖ ﺑــﺎﻟــﺮﺳــﻢ اﳌــﻌــﺮوف ﺑـﻪ ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﻜﺮﺗﻮﻧﻴﺔ )ﻏــــــﺮﻳــــــﻨــــــﺪاﻳــــــﺰر(. »ﻫـــــــﻲ ﺷــﺨــﺼــﻴــﺔ ﻣﺸﻬﻮرة ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن واﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ وﻟــﺬﻟــﻚ اﺗـﺒـﻌـﻨـﺎﻫـﺎ ﻋـﻨـﻮاﻧـﺎ ﳌﻮاﺿﻴﻊ ﻟﻮﺣﺎﺗﻨﺎ ﻧﻨﻔﺬﻫﺎ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن وﺧﺎرﺟﻪ. وأﺣــﺪث ﻟﻮﺣﺔ ﻗﻤﻨﺎ ﺑﻬﺎ ﻣﺆﺧﺮا ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن وﺣﻤﻠﺖ ﻫﺬه اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ أﻳﻀﺎ ﻛـﺎﻧـﺖ ﻓــﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻷوزاﻋــــﻲ ﺟﻨﻮب ﺑــــﻴــــﺮوت، واﻟــــﺘــــﻲ ﺗــﺸــﻬــﺪ أﺣــﻴــﺎؤﻫــﺎ وأزﻗــﺘــﻬــﺎ اﻟـﺸـﻌـﺒـﻴـﺔ ﺣــﺎﻟــﻴــﺎ ﺗـﻐـﻴـﺮات ﻋــــﺪة ﻓـــﻲ ﺷــﻜــﻞ ﻋــﻤــﺎراﺗــﻬــﺎ اﻟـﻘـﺪﻳـﻤـﺔ ﺑﻔﻀﻞ اﻟﻐﺮاﻓﻴﺘﻲ، وذﻟـﻚ ﺗﺤﺖ اﺳﻢ )اوزﻓﻴﻞ(«.
ﻓـــﻜـــﻤـــﺎ ﻫـــــﻮ ﻣـــــﻌـــــﺮوف أن رﺳـــﻢ اﻟــــﻐــــﺮاﻓــــﻴــــﺘــــﻲ ﻳـــﻌـــﻨـــﻲ اﻟـــــﺮﺳـــــﻢ ﻋــﻠــﻰ اﻟﺠﺪران واﻟﺬي ﻳﺴﺘﺨﺪم ﻓﻴﻪ اﻟﻄﻼء ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺒﺨﺎﺧﺎت. وﻗﺪ ﺷﻖ ﻃﺮﻳﻘﻪ إﻟﻰ ﻟﺒﻨﺎن، ﻣﻨﺬ أﻳﺎم اﻟﺤﺮب اﻷﻫﻠﻴﺔ ﻋــﻨــﺪﻣــﺎ ﻛـــﺎﻧـــﺖ اﳌــﻴــﻠــﻴــﺸــﻴــﺎت ﺗــﺮﺳــﻢ ﺻـــﻮرا أو ﺗﻜﺘﺐ ﻋــﺒــﺎرات ﺗـﺮﻣـﺰ إﻟـﻰ ﻫﻮﻳﺘﻬﺎ أو ﻗﻨﺎﻋﺎﺗﻬﺎ. ﺛﻢ ﻣﺎ ﻟﺒﺚ أن ﺗـﻄـﻮر ﻫــﺬا اﻟـﻔـﻦ ﻓـﻲ ﻟﺒﻨﺎن ﻟﻴﺼﺒﺢ ﺷـــﺎﺋـــﻌـــﴼ ﻓــــﻲ ﺑــــﻴــــﺮوت وﺿــﻮاﺣــﻴــﻬــﺎ ﺑـﺘـﺸـﺠـﻴـﻊ ﻣـــﻦ ﺑــﻠــﺪﻳــﺔ ﺑـــﻴـــﺮوت اﻟـﺘـﻲ رأت ﻓـــﻴـــﻪ وﺳـــﻴـــﻠـــﺔ ﻟـــﺘـــﺰﻳـــﲔ ﺟـــــﺪران اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﳌـﺼـﺎﺑـﺔ ﺑـﻘـﺬاﺋـﻒ اﻟﺤﺮب ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ وﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺷﻮﻫﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻧـﺎﺣـﻴـﺔ ﺛـﺎﻧـﻴـﺔ اﳌـﻠـﺼـﻘـﺎت اﻹﻋـﻼﻧـﻴـﺔ واﻟﺨﺮﺑﺸﺎت اﻟﻔﻮﺿﻮﻳﺔ. »ﻧﺤﺎول أن ﻧﻀﻔﻲ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﺮﻳﺔ واﻟﻔﺮح ﻋــﻠــﻰ ﺷـــــﻮارع ﺑــﻴــﺮوت اﻟــﺘــﻲ ﺗﻌﻜﺲ اﻧـﻄـﺒـﺎﻋـﺎ ﺳﻠﺒﻴﺎ ﻋـﻠـﻰ ﻣـﺸـﺎﻫـﺪﻫـﺎ«. ﻳـﻮﺿـﺢ ﻋﻤﺮ ﻗﺒﺎﻧﻲ وﻳﻀﻴﻒ: »ﻓﻲ اﻟـــﺒـــﺪاﻳـــﺔ ﻛــﻨــﺖ وأﺧـــــﻲ ﻣــﺤــﻤــﺪ ﻧــﻘــﻮم ﺑﻬﺬه اﻟﻠﻮﺣﺎت ﺑﻤﺒﺎدرات ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺑﻌﺪ أن ﻧﺄﺧﺬ اﻹذن وﺣﻖ اﻟﺮﺳﻢ ﻣﻦ أﺻﺤﺎب ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻤﺎرات ﻓﻨﺪﻓﻊ ﻛﻠﻔﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ، أﻣﺎ اﻟﻴﻮم وﺑﻌﺪ أن ﺻﺎر ﻫﺬا اﻟــﻔــﻦ ﻣــﻌــﺮوﻓــﺎ وﻣـﻨـﺘـﺸـﺮا ﻓــﻲ ﻟﺒﻨﺎن وﻣﺪﻋﻮﻣﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ رﻋـﺎة (sponcers) وﻛــﺬﻟــﻚ ﺑـﻠـﺪﻳـﺔ ﺑــﻴــﺮوت وﻏــﻴــﺮﻫــﺎ ﻣﻦ اﳌــﺆﺳــﺴــﺎت اﻟــﺮﺳــﻤــﻴــﺔ أو اﻟــﺨــﺎﺻــﺔ اﳌﻬﺘﻤﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻔﻦ، ﺑﺎت اﻷﻣﺮ أﻛﺜﺮ ﺳﻬﻮﻟﺔ وﻓﺘﺢ ﻟﻨﺎ آﻓﺎﻗﺎ واﺳﻌﺔ ﻟﻠﺮﺳﻢ ﻋﻠﻰ أﻛﺒﺮ ﻣﺴﺎﺣﺔ«.
وﻣــــــﻦ اﳌــــﺸــــﺎرﻳــــﻊ اﻟــــﺘــــﻲ ﻳــﻨــﻮي اﻷﺧـــــــــــﻮان ﻗــــﺒــــﺎﻧــــﻲ رﺳـــﻤـــﻬـــﺎ ﻗــﺮﻳــﺒــﺎ ﻛــﺠــﺪارﻳــﺎت ﻓـﻨـﻴـﺔ ﻓــﺮﻗــﺔ )أﺑــــﻮ ﺳﻠﻴﻢ اﻟـــﻄـــﺒـــﻞ( اﻟـــﺘـــﻲ ﻋـــﺮﻓـــﺖ ﻧــﺠــﺎﺣــﺎﺗــﻬــﺎ ﻋـﺒـﺮ ﺷــﺎﺷــﺔ »ﺗــﻠــﻔــﺰﻳــﻮن ﻟــﺒــﻨــﺎن« ﻓﻲ ﺳـﺒـﻌـﻴـﻨـﺎت اﻟــﻘــﺮن اﳌـــﺎﺿـــﻲ، وﻛــﺬﻟــﻚ اﻟــﻔــﻨــﺎن اﻟـــﺮاﺣـــﻞ ﺷــﻮﺷــﻮ وﻏــﻴــﺮﻫــﻢ. »ﻫﻲ ﺷﺨﺼﻴﺎت ﻟﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻧﺮﻏﺐ ﻓﻲ ﺗﻜﺮﻳﻤﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺘﻨﺎ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻗﺪﻣﺖ ﻟﻠﺒﻨﺎن اﻟﻔﻦ اﻟﺮاﻗﻲ واﻷﺻﻴﻞ اﻟﺬي ﻣﺎ زال ﻣﺤﻔﻮرا ﻓﻲ ذاﻛﺮﺗﻨﺎ ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم«.