ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎت اﻟﺤﻮﺛﻲ ﺗﻘﺼﻒ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ اﻟﺜﻮرة... وﻣﺮﺿﻰ »اﻟﻜﻠﻰ« ﺑﻼ »ﻏﺴﻞ«
وزﻳﺮ ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن : ﻧﺠﺎة ﻧﺰﻻﺋﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺠﺰرة وأﺿﺮار ﻣﺎدﻳﺔ أﺻﺎﺑﺖ اﻷﺟﻬﺰة اﻟﻄﺒﻴﺔ
وﺻــﻔــﺖ ﻣــﺼــﺎدر ﻳـﻤـﻨـﻴـﺔ ﻣﺘﻄﺎﺑﻘﺔ ﺣــﺎﻟــﺔ ﻗـﺴـﻢ اﻟـﻐـﺴـﻞ اﻟـﻜـﻠـﻮي ﺑﻤﺴﺘﺸﻔﻰ اﻟـــﺜـــﻮرة ﻓــﻲ ﻣـﺤـﺎﻓـﻈـﺔ ﺗــﻌــﺰ ﺑــ»اﳌـﺸـﻠـﻮﻟـﺔ ﺗﻤﺎﻣﴼ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ«، إﺛـﺮ ﻗﺬاﺋﻒ وﺷﻈﺎﻳﺎ أﻃﻠﻘﺖ ﻣﺴﺎء أول ﻣﻦ أﻣــﺲ، ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟـﺤـﻮﺛـﻴـﻮن وﺻــﺎﻟــﺢ ﻓﻲ اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ اﳌﺤﺎﺻﺮة ﻣﻨﺬ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻋﺎم ٤١٠٢.
وﻗــــــــﺎل ﻣـــــﺴـــــﺆول ﻃـــﺒـــﻲ ﻟـــــ»اﻟــــﺸــــﺮق اﻷوﺳـﻂ« إن اﳌﺮﺿﻰ وﻋﺪدﻫﻢ ٠٧٢ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ، ﺳﻴﻌﺎﻧﻮن اﻷﻣﺮﻳﻦ إﺛﺮ ﻋﺪم وﺟﻮد ﻣﺮﻛﺰ ﻏﺴﻞ ﻗﺮﻳﺐ، ﻣﺸﻴﺮﴽ إﻟﻰ اﺛﻨﲔ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺎل ﻓـﻲ ﻣﻘﺼﻒ اﳌﺴﺘﺸﻔﻰ أﺻﻴﺒﺎ، وﻧﺠﺎة ﺑﻘﻴﺔ اﳌﺮﺿﻰ.
وأﺿـﺎف اﳌﺼﺪر )اﻟـﺬي ﺗﺤﻔﻆ ﻋﻠﻰ ذﻛــﺮ اﺳــﻤــﻪ ﻟﻴﺘﻘﻲ ﺷــﺮ اﻻﺳــﺘــﻬــﺪاف( إن ﻣﺮﻛﺰ اﻟﻐﺴﻞ اﻟﻜﻠﻮي ﻛﻠﻪ ﺗﺪﻣﺮ »وﺧﺰاﻧﺎت اﳌــﻴــﺎه دﻣـــــﺮت. ﻟـﻜـﻦ ﻟــﻢ ﺗــﻮﺟــﺪ وﻓــﻴــﺎت أو ﺧﺴﺎﺋﺮ ﺑﺸﺮﻳﺔ ﻛﺒﻴﺮة«.
وﻳﻌﻮد ﺳﺒﺐ ﻧﺠﺎة اﳌﺮﺿﻰ إﻟﻰ أﻧﻬﻢ ﻛـﺎﻧـﻮا ﻟـﻢ ﻳــﺒــﺪأوا ﺟﻠﺴﺎت اﻟﻐﺴﻞ. وﻗـﺎل اﳌـــﺼـــﺪر: »ﻛــــﺎن اﳌــﺮﺿــﻰ ﻓــﻲ ﺻــﻒ أﻣــﺎم اﳌﺮﻛﺰ، ﻗﺒﻞ أن ﻳﺸﺘﺪ اﻟﻘﺼﻒ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺗﺒﺔ اﻟـﺴـﻼل اﻟـﺘـﻲ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﳌﺘﻤﺮدون اﻟــﺤــﻮﺛــﻴــﻮن وﺻــــﺎﻟــــﺢ«. وﻋـــﻠـــﻖ اﳌــﺼــﺪر ﺑﺎﻟﻘﻮل: »إﻧﻬﻢ ﻧﺠﻮا ﻣﻦ ﻣﺠﺰرة، وﺟﺎء ﺗﺄﺧﺮﻫﻢ ﻓﻲ اﻟﺪﺧﻮل ﻟﺘﻠﻘﻲ ﺧﺪﻣﺔ اﻟﻐﺴﻞ اﻟﻜﻠﻮي ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ اﳌﻌﺠﺰة اﻟﺘﻲ ﺣﺼﻨﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﻮت ﻣﺆﻛﺪ«.
ورﻏــــــــﻢ وﺟــــــــﻮد اﳌـــــﺮﻛـــــﺰ اﳌـــﺘـــﻮاﺿـــﻊ ﻓــﻲ ﺗـﻌـﺰ، ﻓـﺈﻧـﻪ ﻛــﺎن ﻳـﻘـﺪم ﺧـﺪﻣـﺔ اﻟﻐﺴﻞ اﻟﻜﻠﻮي ﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﳌﺮﺿﻰ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺘﻐﺮق وﺻﻮﻟﻬﻢ إﻟﻰ اﳌﺮﻛﺰ ﻓﻲ اﻷﺳﺎس ﺳﺎﻋﺎت ﻣﺘﻮاﺻﻠﺔ إﺛـﺮ اﻟﺤﺼﺎر واﻧـﻌـﺪام اﻟﻄﺮق اﻵﻣﻨﺔ ﻟﻠﻘﺎدﻣﲔ ﻣﻦ ﺧﺎرج ﻣﺤﻴﻂ اﳌﺪﻳﻨﺔ أو اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﻜﻨﻮن ﻗﺮى ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻻﺷﺘﺒﺎك.
ﻣــــــﻦ ﺟــــﺎﻧــــﺒــــﻪ، ﻗـــــــﺎل وزﻳـــــــــﺮ ﺣـــﻘـــﻮق اﻹﻧـــــــﺴـــــــﺎن اﻟــــﻴــــﻤــــﻨــــﻲ، ﻣـــﺤـــﻤـــﺪ ﻋـــﺴـــﻜـــﺮ، ﻟـ»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳــﻂ« إن »اﻟﻘﺼﻒ ﺗﺴﺒﺐ ﻓــــﻲ أﺿــــــــﺮار ﻣــــﺎدﻳــــﺔ ﻟـــﻸﺟـــﻬـــﺰة اﻟــﻄــﺒــﻴــﺔ ﺑـﻘـﺴـﻢ اﻟــﻜــﻠــﻰ«. وأﺿـــــﺎف: »ﻧــﺪﻳــﻦ ﺑﺸﺪة اﺳﺘﻤﺮار اﳌﻴﻠﻴﺸﻴﺎت اﻧﺘﻬﺎﻛﻬﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪوﻟﻲ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ، واﻻﻋﺘﺪاء اﳌﺘﻜﺮر ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺘﺸﻔﻴﺎت واﳌﺮاﻓﻖ اﻟﻄﺒﻴﺔ«.
وأوﺿﺢ اﻟﻮزﻳﺮ أن اﳌﻴﻠﻴﺸﻴﺎت ﺳﺒﻖ وأن اﺳﺘﻬﺪﻓﺖ ﺑﻘﺬاﺋﻒ اﳌﺪﻓﻌﻴﺔ أﻗﺴﺎم اﻟﺠﺮاﺣﺔ واﻟﻌﻤﻠﻴﺎت واﻷﻃــﻔــﺎل، ﻛﻤﺎ أن اﳌــﻮﻟــﺪ اﻟـﻜـﻬـﺮﺑـﺎﺋـﻲ ﻓــﻲ اﳌﺴﺘﺸﻔﻰ اﻟــﺬي ﻳﻌﺪ ﻣﻦ أﻛﺒﺮ اﳌﺴﺘﺸﻔﻴﺎت ﻓﻲ اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﺗﻌﺮض ﻷﺿﺮار ﻛﺒﻴﺮة. وﻛﺜﻒ اﻟﺤﻮﺛﻴﻮن ﻗﺼﻔﻬﻢ اﳌﺪﻓﻌﻲ وﺑﺸﻜﻞ ﻋﺸﻮاﺋﻲ ﻋﻠﻰ اﻷﺣـﻴـﺎء اﻟﺴﻜﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﻌﺰ، ﺣﻴﺚ ﻗﺘﻞ وأﺻﻴﺐ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺘﲔ ﻣﺪﻧﻴﴼ ﺑﻴﻨﻬﻢ أﻃﻔﺎل ﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ أواﺧﺮ ﻣﺎﻳﻮ )أﻳﺎر( اﳌﺎﺿﻲ وﺣﺘﻰ اﻟﺸﻬﺮ اﻟﺤﺎﻟﻲ.
وﻟـــﻄـــﺎﳌـــﺎ ﺗــﺸــﻬــﺪ ﺗــﻌــﺰ اﳌـــﺤـــﺎﺻـــﺮة، ﺟـــﺮاﺋـــﻢ واﺳـــﻌـــﺔ ارﺗــﻜــﺒــﻬــﺎ اﻻﻧــﻘــﻼﺑــﻴــﻮن، ﻓـﻘـﺪ ﻗـﺘـﻠـﺖ اﳌـﻴـﻠـﻴـﺸـﻴـﺎت أﻛــﺜــﺮ ﻣــﻦ ٥٣٥١ ﺷﺨﺼﴼ ﺑﻴﻨﻬﻢ ٦٦١ ﻃـﻔـﻼ و٢٠١ اﻣــﺮأة، وأﺻـﺎﺑـﺖ ٦٨٧٨ ﺷﺨﺼﴼ وﺧﻄﻔﺖ ١٢٢، إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺗﺪﻣﻴﺮ وإﺗﻼف اﳌﻨﺸﺂت اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺘﺮاﺛﻴﺔ واﻟﺼﺤﻴﺔ ودور اﻟﻌﺒﺎدة، وﻣﻨﻊ اﳌﺴﺎﻋﺪات اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ واﻹﻏﺎﺛﺔ ﻋﻦ اﳌﺪﻳﻨﺔ اﳌﺤﺎﺻﺮة، ووﺻﻮل اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﻟﺼﺤﻴﺔ واﻟــﺘــﻌــﻠــﻴــﻤــﻴــﺔ واﻟـــﻐـــﺬاﺋـــﻴـــﺔ ﻓـــﻲ ﺗــﻌــﺰ إﻟــﻰ أوﺿﺎع ﻛﺎرﺛﻴﺔ، وﻓﻘﴼ ﳌﺴﺘﺸﺎر اﻟﺘﺤﺎﻟﻒ اﻟﻴﻤﻨﻲ ﻟﺮﺻﺪ اﻧﺘﻬﺎﻛﺎت ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن ﻳﻮﺳﻒ أﺑﻮ راس.
وأوﺿــــﺢ اﳌـﺴـﺘـﺸـﺎر أن ﻣـﺪﻳـﻨـﺔ ﺗﻌﺰ اﻟــﺘــﻲ ﺗـﺘـﻌـﺮض ﻟـﻼﻧـﺘـﻬـﺎﻛـﺎت ﺗــﺪﻓــﻊ ﺛﻤﻦ رﻳﺎدﺗﻬﺎ وﺛﻮرﻳﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻏﻴﺎب ﺳﻴﺎدة اﻟــﻘــﺎﻧــﻮن وﻣــﺆﺳــﺴــﺎت اﻟــﺪوﻟــﺔ ﻛﺎﻟﺸﺮﻃﺔ واﻟـﻘـﻀـﺎء، داﻋـﻴـﴼ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻴﻤﻨﻴﺔ إﻟﻰ ﺳﺮﻋﺔ اﺳﺘﻌﺎدة ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﺪوﻟﺔ ودﻣﺞ وﺣـﺪات اﳌﻘﺎوﻣﺔ ﻓﻲ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻷﻣﻨﻴﺔ وﺗﻔﻌﻴﻞ اﳌـﺤـﺎﻛـﻢ واﻟــﻨــﺎﺋــﺒــﺎت وﻣـﺤـﺎرﺑـﺔ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎت اﳌـﺘـﻄـﺮﻓـﺔ، ﻛﻤﺎ ﻃـﺎﻟـﺐ اﻷﻣـﻢ اﳌـــﺘـــﺤـــﺪة واﳌـــﺠـــﺘـــﻤـــﻊ اﻟـــــﺪوﻟـــــﻲ ﺑـﺘـﺤـﻤـﻞ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺎﺗﻬﻢ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻓﻲ ﺣـﻤـﺎﻳـﺔ اﳌـﺪﻧـﻴـﲔ وﻓـﻘـﴼ ﻟـﻠـﻘـﺎﻧـﻮن اﻟـﺪوﻟـﻲ اﻹﻧـــﺴـــﺎﻧـــﻲ وﻗــــﺎﻧــــﻮن ﺣـــﻘـــﻮق اﻹﻧــــﺴــــﺎن، وﺗــﺤــﺪﻳــﺪ اﻷﻃـــــــﺮاف اﳌــﻨــﺘــﻬــﻜــﺔ ﺑــﻮﺿــﻮح وﻣــﺤــﺎﺳــﺒــﺘــﻬــﺎ، وﺳـــﺮﻋـــﺔ اﻟــﺘــﺪﺧــﻞ ﻟـﺮﻓـﻊ اﻟـﺤـﺼـﺎر، واﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ إﻳـﺼـﺎل اﻹﻏـﺎﺛـﺔ ﻋﺒﺮ ﻃﺮق ﺑﺪﻳﻠﺔ ﻣﺜﻞ ﻋﺪن.