ﺣﺮﻳﻖ ﺑﺮج ﺳﻜﻨﻲ ﻳﺼﺪم ﻟﻨﺪن... واﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﺑﺎﻟﻌﺸﺮات
٠٠٢ رﺟﻞ إﻃﻔﺎء ﺣﺎرﺑﻮا اﻟﻨﲑان ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٦١ ﺳﺎﻋﺔ
اﺳــﺘــﻔــﺎﻗــﺖ ﺑــﺮﻳــﻄــﺎﻧــﻴــﺎ، أﻣـــﺲ، ﻋـــﻠـــﻰ وﻗــــــﻊ ﻓـــﺎﺟـــﻌـــﺔ ﺟـــــﺪﻳـــــﺪة، ﻫـﻲ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﻲ ﻏﻀﻮن أﺳﺎﺑﻴﻊ، ﺑﻌﺪ أن أدى ﺣﺮﻳﻖ ﻓﻲ أﺣﺪ اﻷﺑﺮاج اﻟﺴﻜﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻟﻨﺪن إﻟﻰ ﻣﻘﺘﻞ ٢١ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ وإﺻﺎﺑﺔ اﻟﻌﺸﺮات.
واﺳـﺘـﻤـﺮ اﻟـﺤـﺮﻳـﻖ اﻟــﺬي اﻧﺪﻟﻊ ﻓﻲ ﺷﺎرع ﻻﺗﻴﻤﺮ ﺑﻌﺪ ﻣﻨﺼﻒ ﻟﻴﻞ اﻟﺜﻼﺛﺎء إﻟﻰ اﻷرﺑﻌﺎء، أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٦١ ﺳﺎﻋﺔ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺘﻤﻜﻦ رﺟﺎل اﻹﻃﻔﺎء ﻣـــــﻦ إﺧــــــﻤــــــﺎده. وأﻛـــــــــﺪت ﻣــﺘــﺤــﺪﺛــﺔ ﺑﺎﺳﻢ ﺟﻬﺎز إﻃﻔﺎء ﻟﻨﺪن ﻟـ»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ« أن ٠٠٢ ﻣﻦ رﺟﺎل اﻹﻃﻔﺎء ﺷـــﺎرﻛـــﻮا ﻓــﻲ اﻟـﻌـﻤـﻠـﻴـﺔ، ﻣـﻨـﺬ أن ﺗـﻢ إﺑـــــﻼغ اﻟــﺴــﻠــﻄــﺎت ٤٥ دﻗــﻴــﻘــﺔ ﺑـﻌـﺪ ﻣﻨﺼﻒ اﻟﻠﻴﻞ، ﻻﻓﺘﺔ إﻟﻰ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺳﺒﺐ اﻟﺤﺮﻳﻖ ﺑﻌﺪ، وأﻧﻪ ﺗﻢ ﻓـﺘـﺢ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻟـﺘـﻮﺿـﻴـﺢ ﻣﻼﺑﺴﺎت اﻟﺤﺎدث.
وﻗــــﺎل ﻣــﺴــﺎﻋــﺪ ﻣــﻔــﻮض ﺟـﻬـﺎز اﻹﻃـــﻔـــﺎء دان داﻟـــــﻲ: »ﻳـــﺒـــﺬل رﺟـــﺎل اﻹﻃــﻔــﺎء اﳌــــﺰودون ﺑـﺄﺟـﻬـﺰة ﺗﻨﻔﺲ أﻗـﺼـﻰ اﻟـﺠـﻬـﻮد ﻓــﻲ ﻇـــﺮوف ﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﻣـﻦ أﺟــﻞ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﺤﺮﻳﻖ«. وأﺿﺎف أﻧﻪ »ﺣﺎدث ﻛﺒﻴﺮ وﺧﻄﻴﺮ ﺟــﺪﴽ، وﻧﺸﺮﻧﺎ ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻣﻦ اﳌﻮارد واﻷﺟﻬﺰة اﳌﺨﺘﺼﺔ«.
واﻣﺘﺪت اﻟﻨﻴﺮان ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﻄﻮاﺑﻖ اﻟـــ٤٢ ﻟﺒﺮج ﻏﺮﻳﻨﻔﻴﻞ ﺗﺎور اﻟﺬي ﻳﻌﻮد ﺑﻨﺎؤه ﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎت اﻟــﻘــﺮن اﳌــﺎﺿــﻲ، واﻟـــﺬي ﻳـﻘـﻊ ﺷﻤﺎل ﺣﻲ ﻛﻨﺴﻴﻨﻐﺘﻮن وﺑﻤﺤﺎذاة ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺷـــﻴـــﺒـــﺮدز ﺑـــــــﻮش، اﻟــــﺘــــﻲ ﺗــﻘــﻄــﻨــﻬــﺎ ﺟﺎﻟﻴﺎت ﻋﺮﺑﻴﺔ وأﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺑﻜﺜﺎﻓﺔ.
وﻛــــﺎن ﻳـﻘـﻄـﻦ ﻓــﻲ ﺷـﻘـﻖ اﻟـﺒـﺮج اﻟـــ٠٢١ ﻧﺤﻮ ٠٠٦ ﺷﺨﺺ، وﺷﻮﻫﺪ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺴﺘﻐﻴﺚ ﺑﺮﺟﺎل اﻹﻃﻔﺎء وﻳـﺤـﺎول اﻟـﻬـﺮب ﻣـﻦ اﻟـﻨـﻴـﺮان، ﻓﻴﻤﺎ أﻟﻘﻰ آﺧﺮون ﺑﺄﻃﻔﺎﻟﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻨﻮاﻓﺬ ﻹﻧﻘﺎذﻫﻢ. وﻗـﺎل ﺳﺘﻴﻮارت ﻛﻮﻧﺪي اﳌــﺴــﺆول ﻓـﻲ ﺷـﺮﻃـﺔ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺎن: »ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ أن أؤﻛﺪ ﻣﺼﺮع ٢١ ﺷﺨﺼﴼ ﺣﺘﻰ اﻵن، ﻟﻜﻦ اﻟﺤﺼﻴﻠﺔ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺮﺗﻔﻊ ﺧﻼل ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺒﺤﺚ اﳌﻌﻘﺪة اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺴﺘﻤﺮ ﻋﺪة أﻳـﺎم«، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻻ ﻳﺰال ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص ﻓﻲ ﻋﺪاد اﳌﻔﻘﻮدﻳﻦ. ﻓﻴﻤﺎ أﻛﺪ ﻋﻤﺪة ﻟﻨﺪن ﺻﺪﻳﻖ ﺧـﺎن ﻟﺸﺒﻜﺔ »ﺳﻜﺎي ﻧــﻴــﻮز« أن »ﻛــﺜــﻴــﺮﴽ ﻣــﻦ اﻷﺷــﺨــﺎص ﻓــﻲ ﻋـــﺪاد اﳌـﻔـﻘـﻮدﻳـﻦ«، ﻣﻠﻤﺤﴼ إﻟﻰ أن اﻟــﺤــﺼــﻴــﻠــﺔ ﻗـــﺪ ﺗــﺮﺗــﻔــﻊ رﻏــــﻢ أن »اﻟـﺒـﻌـﺾ ﻟــﺠــﺄوا إﻟــﻰ ﺟـﻴـﺮاﻧـﻬـﻢ أو أﺻﺪﻗﺎﺋﻬﻢ«.
وﺑــﻴــﻨــﻤــﺎ ﻟـــﻢ ﺗـــﺆﻛـــﺪ اﻟــﺴــﻠــﻄــﺎت أﺳــﺒــﺎب اﻟــﺤــﺎدث ﺑـﻌـﺪ، ﻓــﺈن ﺗﻘﺎرﻳﺮ إﻋـﻼﻣـﻴـﺔ ﻣﺤﻠﻴﺔ أﻓـــﺎدت ﺑــﺄن ﺳﻜﺎن اﳌــﺒــﻨــﻰ ﺣـــــﺬروا ﻗــﺒــﻞ ﻋـــﺎم ﻣــﻦ ﺧﻄﺮ اﻧﺪﻻع ﺣﺮﻳﻖ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺮاﻛﻢ اﻟﻨﻔﺎﻳﺎت أﺛــﻨــﺎء أﻋــﻤــﺎل ﺗــﺮﻣــﻴــﻢ، اﻟــﺘــﻲ اﻧﺘﻬﺖ اﻟــﻌــﺎم اﳌــﺎﺿــﻲ وﻛــﻠــﻔــﺖ ٦٫٨ ﻣﻠﻴﻮن ﺟﻨﻴﻪ إﺳﺘﺮﻟﻴﻨﻲ. وﻛﺘﺒﺖ ﺟﻤﻌﻴﺔ »ﻏﺮﻳﻨﻔﻴﻞ أﻛﺸﻦ ﻏــﺮوب« آﻧــﺬاك أن »اﳌﺴﺄﻟﺔ ﻣﺜﻴﺮة ﻟﻠﻘﻠﻖ، إذ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎك ﺳــﻮى ﻣـﺪﺧـﻞ وﻣــﺨــﺮج واﺣـــﺪ ﻟﺒﺮج ﻏـﺮﻳـﻨـﻔـﻴـﻞ ﺧـــﻼل أﻋــﻤــﺎل اﻟـﺘـﺮﻣـﻴـﻢ«. وأﺿﺎﻓﺖ أن »ﻣﺨﺎﻃﺮ اﻧﺪﻻع ﺣﺮﻳﻖ ﻓــــﻲ اﳌــﻨــﻄــﻘــﺔ اﳌـــﺸـــﺘـــﺮﻛـــﺔ ﻓــــﻲ اﳌــﻤــﺮ ﻣﺨﻴﻔﺔ، وﻳـﻤـﻜـﻦ أن ﻳﻌﻠﻖ اﻷﻫـﺎﻟـﻲ داﺧﻞ اﳌﺒﻨﻰ وﻻ ﻣﺨﺮج أﻣﺎﻣﻬﻢ«.
وروى ﺷـﻬـﻮد ﻋـﻴـﺎن وﻧـﺎﺟـﻮن ﻣــﻦ اﻟــﺤــﺮﻳــﻖ ﺗـﻔـﺎﺻـﻴـﻞ ﻣــﺮﻋــﺒــﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﺎدث. وروى ﺻﺒﺎح، وﻫﻮ ﻋﺮاﻗﻲ ﺧﻤﺴﻴﻨﻲ ﻏـﺎدر اﻟﺒﺮج ﻣﻊ زوﺟﺘﻪ، ﻟـ»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ«: »ﻧﻘﻴﻢ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟــﺒــﻨــﺎﻳــﺔ ﻣــﻨــﺬ ٠٣ ﻋـــﺎﻣـــﴼ. واﻋــﺘــﺪﻧــﺎ ﺳــــﻤــــﺎع ﺟـــــــﺮس اﻹﻧـــــــــــﺬار ﺑــﻨــﺸــﻮب ﺣــﺮﻳــﻖ، وﻧــﻐــﺎدر ﺷـﻘـﻘـﻨـﺎ ﻣﺴﺮﻋﲔ ﻟﻴﺘﺒﲔ أﻧﻪ إﻧﺬار ﻛﺎذب، أو أن اﻷﻣﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺤﺮﻳﻖ ﺑﺴﻴﻂ. وﻟﻴﻠﺔ أﻣﺲ )أول ﻣــﻦ أﻣـــﺲ(، ﺗﻮﻗﻌﻨﺎ أن اﻷﻣــﺮ ﻣــﻤــﺎﺛــﻞ، وﻟـــﻢ ﻧـﺤـﻤـﻞ ﻣـﻌـﻨـﺎ أﻳــــﴼ ﻣﻦ أﻏﺮاﺿﻨﺎ«. وﻫﺮب ﺻﺒﺎح وزوﺟﺘﻪ ﻣـﻦ ﺑﻴﺘﻬﻤﺎ ﻓـﻲ اﻟـﻄـﺎﺑـﻖ اﻟــــ٧١ ﻋﻨﺪ ﻧﺤﻮ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ﻟﻴﻼ، ﺑﻌﺪ أن دق أﺣــﺪ اﻟـﺠـﻴـﺮان ﺑﺎﺑﻬﻢ وأﻧـﺬرﻫـﻢ ﺑـــﺎﻧـــﺪﻻع ﺣــﺮﻳــﻖ ﻛـﺒـﻴـﺮ ﻓــﻲ اﳌـﺒـﻨـﻰ. وﻳﻘﻮل ﺻﺒﺎح: »ﻫﺮﻋﻨﺎ إﻟﻰ اﻟﺪرج، وﻛﻨﺎ ﻧﺤﺎول اﻻﺣﺘﻤﺎء ﻣﻦ اﻟﺪﺧﺎن اﻟﻜﺜﻴﻒ. واﻟﺘﻔﺘﺖ إﻟﻰ زوﺟﺘﻲ ﻓﻲ درج اﻟـﻄـﺎﺑـﻖ اﻟــــ٥١، ﻷﻛﺘﺸﻒ أﻧﻨﻲ أﺿﻌﺘﻬﺎ«. وﻻ ﻳـﺰال ﺻﺒﺎح ﻳﺒﺤﺚ ﻋـﻦ زوﺟـﺘـﻪ ﺣﺘﻰ وﻗــﺖ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻫﺬه اﻟﺴﻄﻮر.
ﺑﺪورﻫﺎ، روت ﺣﻨﺎن اﻟﻮﻫﺎﺑﻲ، اﻟــﺘــﻲ ﻻ ﺗـــــﺰال ﺗــﻨــﺘــﻈــﺮ أﺧـــﺒـــﺎرﴽ ﻋﻦ ﺷﻘﻴﻘﻬﺎ وأﺳﺮﺗﻪ، ﻟﻮﻛﺎﻟﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ أﻧـﻬـﺎ اﺳﺘﻴﻘﻈﺖ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺪﺧﺎن ﻋﻨﺪ ﻗﺮاﺑﺔ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ﺑﻌﺪ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻠﻴﻞ. وﻗـﺎﻟـﺖ: »ﻟﻘﺪ رأﻳﺖ اﻟﺮﻣﺎد ﻳﺪﺧﻞ ﻣﻦ ﻧﺎﻓﺬة ﻏﺮﻓﺔ اﻟـــﺠـــﻠـــﻮس اﻟـــﺘـــﻲ ﺑــﻘــﻴــﺖ ﻣــﻔــﺘــﻮﺣــﺔ. ﻧـﻈـﺮت إﻟــﻰ اﻟــﺨــﺎرج ورأﻳـــﺖ أﻟﺴﻨﺔ اﻟﻨﺎر ﺗﺼﻌﺪ ﺣﺘﻰ اﻟﻨﺎﻓﺬة ﻓﺄﻏﻠﻘﺘﻬﺎ ﺑﺴﺮﻋﺔ وﺧﺮﺟﺖ ﻣﻊ زوﺟﻲ واﺑﻨﻲ اﻟﺒﺎﻟﻎ ٦١ ﻋﺎﻣﺎ، واﺑﻨﺘﻲ )ذات( اﻟﺘﻲ ﻟـــﻢ ﺗــﺘــﺠــﺎوز ٨ ﺳــــﻨــــﻮات«. وﻟــﺠــﺄت ﺣـﻨـﺎن، اﻟـﺘـﻲ اﻟﺘﻔﺖ ﺑﺒﻄﺎﻧﻴﺔ ﻓﻮق ﻟﺒﺎس ﻧﻮﻣﻬﺎ ﻣﻊ أﺳﺮﺗﻬﺎ، إﻟﻰ ﻗﺎﻋﺔ وﺿــﻌــﺘــﻬــﺎ اﻟــﺴــﻠــﻄــﺎت ﻓـــﻲ ﺗـﺼـﺮف اﻟﻨﺎﺟﲔ ﻣﻦ اﻟﺤﺮﻳﻖ. إﻻ أﻧﻬﺎ ﻗﻠﻘﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﺣــﻮل ﺷﻘﻴﻘﻬﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﻮﻫﺎﺑﻲ، وزوﺟﺘﻪ ﻓﻮزﻳﺔ وأﺑﻨﺎﺋﻬﻤﺎ اﳌﻘﻴﻤﲔ ﻣﻨﺬ ٦١ ﻋـﺎﻣـﴼ ﺗﻘﺮﻳﺒﴼ ﻓﻲ اﻟﺪور اﻟﺤﺎدي واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ.
روى ﺷﻬﻮد آﺧـﺮون أﻧﻬﻢ رأوا أﻫﺎﻟﻲ ﻳﻠﻘﻮن ﺑﺄوﻻدﻫﻢ ﻣﻦ اﻟﻨﻮاﻓﺬ إﻟـــــــﻰ ﻣــــــــﺎرة ﺗـــﺤـــﺖ ﻹﻧــــﻘــــﺎذﻫــــﻢ ﻣــﻦ اﻟﺤﺮﻳﻖ. وﻗﺎﻟﺖ ﺳﻤﻴﺮة اﻟﻌﻤﺮاﻧﻲ، ﻟﻘﻨﺎة »ﺳﻜﺎي ﻧﻴﻮز« إﻧﻬﺎ رأت ﺳﻴﺪة ﺗﻠﻘﻲ ﺑﻄﻔﻠﻬﺎ اﻟﺮﺿﻴﻊ ﻣﻦ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻟﻌﺎﺷﺮ. وﺗﺎﺑﻌﺖ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻲ: »رأﻳﺖ ﺳـــﻴـــﺪة ﺗـــﻠـــﻮح ﺑــﻴــﺪﻫــﺎ ﻣــــﻦ ﻧـــﺎﻓـــﺬة، وﻛـــﺎﻧـــﺖ ﺗــﺆﺷــﺮ إﻟــــﻰ أﻧــﻬــﺎ ﺳﺘﻠﻘﻲ ﺑﻄﻔﻠﻬﺎ. وﺳﺎرع رﺟﻞ إﻟﻰ اﻹﻣﺴﺎك ﺑـﺎﻟـﻄـﻔـﻞ اﻟــﺮﺿــﻴــﻊ وأﻧــﻘــﺬ ﺣـﻴـﺎﺗـﻪ«. وأﺿــــﺎﻓــــﺖ اﻟـــﻌـــﻤـــﺮاﻧـــﻲ أن أﺻــــﻮات اﻷﻃــﻔــﺎل وﺻـﻴـﺎﺣـﻬـﻢ وﺑــﻜــﺎءﻫــﻢ ﻟﻦ ﺗﻔﺎرﻗﻬﺎ.
أﻣــﺎ زارا، وﻫــﻲ ﺷــﺎﻫــﺪة ﻋﻴﺎن أﺧﺮى، ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﺮادﻳﻮ »إل ﺑﻲ ﺳﻲ« إﻧﻬﺎ رأت ﺳﻴﺪة ﺗﻠﻘﻲ ﺑﻄﻔﻠﻬﺎ اﻟﺒﺎﻟﻎ ٥ أو ٦ ﺳﻨﻮات ﻣﻦ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻟﺨﺎﻣﺲ أو اﻟـﺴـﺎدس. وﺗﺎﺑﻌﺖ: »أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻪ أﺻﻴﺐ ﺑﻜﺪﻣﺎت، وأن ﺑﻌﺾ ﻋﻈﺎﻣﻪ اﻧﻜﺴﺮت، ﻟﻜﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ اﻟﺤﻴﺎة«، ﻣــﻀــﻴــﻔــﺔ: »ﻛـــــﺎن ﻣــﺸــﻬــﺪﴽ ﻣـــﻦ ﻓﻴﻠﻢ ﻫﻮﻟﻴﻮودي«.
ﺑــــــــﺪورﻫــــــــﺎ، ﻗـــــﺎﻟـــــﺖ ﺻــﺤــﻴــﻔــﺔ »إﻧﺪﺑﻨﺪﻧﺖ« اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎدات ﺷﻬﻮد ﻋﻴﺎن إن اﳌﺴﻠﻤﲔ اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎن ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻨﺘﻈﺮ اﻟﺴﺤﻮر ﻟﻌﺒﻮا دورﴽ ﻣﻬﻤﴼ ﻓﻲ إﻏﺎﺛﺔ اﻟﻨﺎس. وروى أﻧــــﺪرو ﺑــﺎروﺳــﻮ، ﺛﻼﺛﻴﻨﻲ ﻣـﻘـﻴـﻢ ﻓــﻲ اﳌـﻨـﻄـﻘـﺔ، ﻟﻠﺼﺤﻴﻔﺔ أن »ﻛـــﻞ ﻣــﻦ رأﻳــﺘــﻬــﻢ ﻳـﻐـﻴـﺜـﻮن اﻟـﻨـﺎس ﻛﺎﻧﻮا ﻣﺴﻠﻤﲔ«، وﺗﺎﺑﻊ: »اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻛﺎن ﻳﻘﺪم اﳌﺴﺎﻋﺪة. ﻣﻦ اﻟﺠﻤﻴﻞ أن ﺗﺮى ﻫﺬا اﻟﺘﻌﺎﺿﺪ« ﺑﲔ اﻟﻨﺎس.
ﻣــــﻦ ﺟــﻬــﺘــﻬــﺎ، ﻗـــﺎﻟـــﺖ رﺷـــﻴـــﺪة ﻟــﺼــﺤــﻴــﻔــﺔ »دﻳــــﻠــــﻲ ﺗــــﻠــــﻐــــﺮاف« إن ﻣــﻌــﻈــﻢ اﻟـــﻌـــﺎﺋـــﻼت اﳌــﺴــﻠــﻤــﺔ ﻛــﺎﻧــﺖ ﻣﺴﺘﻴﻘﻈﺔ ﻋـﻨـﺪ اﻧــــﺪﻻع اﻟـﺤـﺮﻳـﻖ. ﻓﻤﻌﻈﻢ )اﳌﺴﻠﻤﲔ( ﻻ ﻳﻨﺎﻣﻮن إﻻ ﺑﻌﺪ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ واﻟﻨﺼﻒ ﻓﺠﺮﴽ ﻓﻲ رﻣﻀﺎن«، ﻻﻓﺘﺔ إﻟﻰ أن ذﻟﻚ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن أﻧﻘﺬ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ.
وﺑـــﺤـــﻠـــﻮل ﺳــــﺎﻋــــﺎت اﻟــﺼــﺒــﺎح اﻷوﻟـــــــــــــــــــﻰ، اﺳــــــﺘــــــﺠــــــﺎب ﻋـــــﺸـــــﺮات اﳌـــــــﺘـــــــﻄـــــــﻮﻋـــــــﲔ ﻟـــــــــــﻨـــــــــــﺪاء داﺋــــــــــــــﺮة »ﻛﻨﺴﻴﻨﻐﺘﻮن وﺗﺸﻴﻠﺴﻲ« ﺑﺎﻟﺘﺒﺮع ﺑﺎﳌﻼﺑﺲ واﻟـﻐـﺬاء واﻟﻐﻄﺎء ﳌﺌﺎت اﻟـﻀـﺤـﺎﻳـﺎ اﻟــﺬﻳــﻦ ﻏــــﺎدروا ﺷﻘﻘﻬﻢ وﻓﻘﺪوا ﻛﻞ ﻣﻤﺘﻠﻜﺎﺗﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺤﺮﻳﻖ.
وراﻓــــﻘــــﺖ »اﻟــــﺸــــﺮق اﻷوﺳـــــﻂ« ﻋﺪدا ﻣﻦ اﳌﺘﻄﻮﻋﲔ اﳌﺘﺠﻬﲔ ﻧﺤﻮ ﻛﻨﻴﺴﺔ »ﺳـﺎﻧـﺖ ﻛﻠﻴﻤﻨﺲ«، ﺣﻴﺚ ﺷـﻜـﺮﻫـﻢ ﻣـﻮﻇـﻔـﻮ اﻹﻏــﺎﺛــﺔ وﻃﻠﺒﻮا ﻣــﻨــﻬــﻢ اﻟـــﺘـــﺒـــﺮع ﻓـــﻲ ﻣـــﺮاﻛـــﺰ أﺧـــﺮى ﻣــﺤــﺎذﻳــﺔ ﺑــﻌــﺪ أن ﻏــﻄــﺖ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺣﺎﺟﺎت اﻟﻨﺎﺟﲔ اﻟﻼﺟﺌﲔ ﻟﺪﻳﻬﺎ.
وﻗﺎﻟﺖ ﻓﺎﻃﻤﺔ، وﻫﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ أﺻﻮل ﻫﻨﺪﻳﺔ ﺗﺒﺮﻋﺖ ﺑﻤﻼﺑﺲ أﻃــﻔــﺎل ﻓــﻲ ﻣــﺮﻛــﺰ »إدوارد وودز« اﻟﻘﺮﻳﺐ: »ﺳﻤﻌﺖ ﺻﻮت ﻫﻠﻴﻜﻮﺑﺘﺮ ﻗـﺮﻳـﺒـﴼ ﻣــﻦ ﺑﻴﺘﻲ ﻓــﻲ وﻗــﺖ ﻣﺘﺄﺧﺮ ﻣﻦ اﻟﻠﻴﻞ، ﻟﻜﻨﻨﻲ اﻋﺘﻘﺪت أن اﻷﻣﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﻄﺎردة أﺣـﺪ اﻟﻠﺼﻮص، ﻛــﻤــﺎ ﻫــﻮ اﻟــﺤــﺎل ﻓــﻲ ﻫـــﺬه اﳌﻨﻄﻘﺔ أﺣـــﻴـــﺎﻧـــﺎ. ﻟـﻜـﻨـﻨـﻲ ﺻــﺪﻣــﺖ ﺻـﺒـﺎح اﻟـﻴـﻮم ﺑﺼﻮر اﻟﺤﺮﻳﻖ ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺮة اﻷﺧــــﺒــــﺎر اﻟــﺼــﺒــﺎﺣــﻴــﺔ. وﺳـــﺎرﻋـــﺖ ﺑــﺘــﺠــﻤــﻴــﻊ أﻏـــــــﺮاض ﻟــﻠــﺘــﺒــﺮع ﺑــﻬــﺎ، وﺳﺎﻋﺪﺗﻨﻲ واﻟﺪﺗﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺰورﻧﻲ ﻣـﻦ اﻟﻬﻨﺪ ﻓـﻲ ذﻟــﻚ. ﻓﺴﻜﺎن اﻟﺒﺮج ﺧﺴﺮوا ﻛﻞ ﺷﻲء، وﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺳﻮى اﻟﻘﻠﻴﻞ«.
ﻣـﻦ ﺟﻬﺘﻬﺎ، ﻗـﺎﻟـﺖ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻣـــﺴـــﻠـــﻤـــﺔ، ﻓــــﻀــــﻠــــﺖ اﻟـــﺘـــﻜـــﺘـــﻢ ﻋــﻦ اﺳﻤﻬﺎ، إﻧﻬﺎ اﺻﻄﺤﺒﺖ أﺑﻨﺎءﻫﺎ إﻟﻰ اﳌﺪرﺳﺔ واﻋﺘﺬرت ﻋﻦ اﻟﺬﻫﺎب إﻟـــﻰ اﻟــﻌــﻤــﻞ، ﻟــﺪﻋــﻢ ﻣــﺮاﻛــﺰ اﻹﻏــﺎﺛــﺔ واﳌــﺴــﺎﻋــﺪة ﻓــﻲ ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺘﺒﺮﻋﺎت وﺗﻮزﻳﻌﻬﺎ.
وﻋـــﻦ اﺣــﺘــﻴــﺎﺟــﺎت اﻟـﻀـﺤـﺎﻳـﺎ، ﻗـــــﺎﻟـــــﺖ ﺟـــــﻮﺗـــــﻲ وﻫــــــــﻲ ﻣـــﺘـــﻄـــﻮﻋـــﺔ ﻣــــﻊ اﳌـــﺠـــﻠـــﺲ اﳌـــﺤـــﻠـــﻲ ﻟــــ»اﻟـــﺸـــﺮق اﻷوﺳــﻂ«: »إﻧﻨﺎ ﻧﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ إﻳـﻮاء اﻟــﻀــﺤــﺎﻳــﺎ ﺑـــﺄﺳـــﺮع وﻗــــﺖ ﻣــﻤــﻜــﻦ، وﻧـﺠـﻤـﻊ اﻟـﺘـﺒـﺮﻋـﺎت اﳌـﺎﻟـﻴـﺔ وﻧـﻔـﺮز اﻟـــﺘـــﺒـــﺮﻋـــﺎت اﳌـــــﺎدﻳـــــﺔ ﻣــــﻦ ﻣــﻼﺑــﺲ وﻏـــــــــﺬاء«. وﺗـــﺎﺑـــﻌـــﺖ ﺟـــﻮﺗـــﻲ اﻟــﺘــﻲ ﻛـﺎﻧـﺖ ﺗﺘﺤﺪث ﻣـﻦ ﻣـﺮﻛـﺰ »روﻏـﺒـﻲ ﺑــﻮرﺗــﻮﺑــﻴــﻠــﻮ« أن »اﳌـــﺮﻛـــﺰ ﻳـﺤـﻮي ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻧﺤﻮ ٠٠١ ﺷﺨﺺ، وﻫﻨﺎك ﻧﺤﻮ ٣ ﻣـﺮاﻛـﺰ أﺧــﺮى. ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺘﺸﺮ ٠٠٢ ﻣﺘﻄﻮع ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ«.