Asharq Al-Awsat Saudi Edition

تهديد بطرد قطر من مجلس التعاون... ومساعٍ للحل عبر وضعها تحت الرقابة

نشاط دبلوماسي عربي في واشنطن يسابق فرض مزيد من العقوبات

- لندن - واشنطن - الدمام: »الشرق الأوسط«

كشفت مـصـادر دبلوماسية خليجية أمس، عن اتجاه لفرض مـزيـد مــن الـعـقـوبـ­ات عـلـى قـطـر، بينها »خـــروج« هــذه الـدولـة من مــجــلــس الــــتـــ­ـعــــاون الــخــلــ­يــجــي. فـــي حـــين صـــعّـــدت الـــقـــا­هـــرة مـن لـهـجـتـهـ­ا مـــن عــلــى مــنــبــر الأمـــم المتحدة، متهمة الحكومة القطرية ودولـــة أخـــرى فــي المـنـطـقـ­ة بدعم »الجماعات الإرهابية« في ليبيا، والتسبب في اعـتـداءات إرهابية تعرضت لها مصر.

وتــدرس دول الخليج وضع قـائـمـة عـقـوبـات تـجـاريـة تشمل الـــدول والــشــرك­ــات المـتـعـام­ـلـة مع قطر، من أجل مزيد من الضغوط عـلـى الـــدوحــ­ـة لـتـطـبـيـ­ق المـطـالـب الخليجية، في حين قالت مصادر دبـلـومــا­ســيــة إن هــنــاك مـسـاعـي تشترك فيها الإدارة الأميركية من أجل وضع آلية مراقبة للتحويلات المالية الصادرة من قطر، وتسليم الدوحة كافة الوثائق والبيانات المـتـعـلـ­قـة بـــأحـــز­اب وشـخـصـيـا­ت متهمة بالإرهاب.

إلــــى ذلـــــك، تـــحـــاو­ل الـكـويـت التي أوفــدت مـسـؤولاً رفيعاً إلى واشنطن لمقابلة وزير الخارجية الأمــــيـ­ـــركــــي ريــــكـــ­ـس تــيــلــر­ســون الــعــمــ­ل مــــع الـــجـــا­نـــب الأمــيــر­كــي عـلـى »تــدويــر« الــزوايــ­ا، لضمان تـطـبـيـق الـــدوحــ­ـة المــطــال­ــب الـتـي وضعتها الــدول الأربــع المقاطعة لـقـطـر، (الــســعــ­وديــة، والإمـــــ­ارات، والـــبـــ­حـــريـــن، ومـــــصــ­ـــر)، بـسـبـب اتـــهـــا­مـــهـــا بـــمـــسـ­ــانـــدة الإرهـــــ­ـــاب والـتـدخـل فـي الـشـؤون الداخلية لهذه الدول.

وأصبحت واشنطن مسرحاً لــنــشــا­ط دبــلــومـ­ـاســي خـلـيـجـي، بــحــضــو­ر ثـــلاثـــ­ة دبــلــومـ­ـاســيــين خــلــيــج­ــيــين كـــــبـــ­ــار، هـــــــم: وزيـــــر الــــخـــ­ـارجــــيـ­ـــة الــــســـ­ـعــــودي عـــــادل الجبير، ونظيره القطري محمد بــــــن عــــبــــ­د الــــرحــ­ــمــــن آل ثــــانـــ­ـي، ووزيـــر الـدولـة الكويتي لشؤون مــجــلــس الــــــــ­ـوزراء وزيـــــر الإعــــلا­م بالوكالة الشيخ محمد عبد الله المـــبـــ­ارك الــصــبــ­اح، حــيــث الـتـقـى بـهـم وزيـــر الـخـارجـي­ـة الأمـيـركـ­ي ريـكـس تيلرسون فـي مقر وزارة الخارجية في العاصمة واشنطن، أول من أمس.

وبــعــد أيـــــام مـــن تــأكــيــ­ده أن الـــــدوح­ـــــة لـــــن تــــتــــ­فــــاوض بــشــأن المـــطـــ­الـــب الــخــلــ­يــجــيــة قــبــل رفــع المقاطعة الخليجية، تراجع وزير الخارجية القطري بعد لقائه وزير الخارجية الأميركية في واشنطن قـائـلاً: »إن دولــة قطر والـولايـا­ت المـــتـــ­حـــدة الأمـــيــ­ـركـــيـــ­ة مـتـفـقـتـ­ان عـلـى وجــــوب أن تــكــون المـطـالـب عقلانية«. مضيفاً: »إننا متفقون على أن ّدولـة قطر ستنخرط في حــوار بـنـاء مـع الأطـــراف المعنية إذا أرادت الـــــوصـ­ــــول إلــــــى حـل وتجاوز هـذه الأزمــة«، لكنه قال: »سمعنا تصريحات مفادها أن هذه المطالب غير قابلة للتفاوض، لكن هذا مخالف لأسس العلاقات الـدولـيـة. يتم تقديم قـوائـم ويتم رفض التفاوض عليها«.

وكــــــــ­ـــان وزيـــــــ­ــــر الــــخـــ­ـارجــــيـ­ـــة السعودي عادل الجبير، الموجود أيــضــا فــي واشــنــطـ­ـن، قــد أكـــد أن الـــدول الأربـــع غـيـر مستعدة لأي تنازل بشأن الأزمة المستمرة منذ ثلاثة أسابيع، قائلا: »لا تفاوض مـع قطر فـي قائمة المطالب. بيَد قطر قرار التوقف عن دعم التطرف والإرهاب«.

وتـــــســ­ـــعـــــى دول الـــخـــل­ـــيـــج المقاطعة لقطر، لفرض مزيد من الإجــــــ­ـراءات الــتــي تـضـمـن الــتــزام الـــدوحــ­ـة بــالمــطـ­ـالــب الـخـلـيـج­ـيـة، ولـوحـت أمــس بـاتـخـاذ إجـــراءات دبـلـومـاس­ـيـة بينها »عـــزل« قطر مـــن عــضــويــ­ة مــجــلــس الــتــعــ­اون الخليجي.

وقال سفير الإمارات العربية المـــــتـ­ــــحـــــ­دة فـــــــي مـــــوســ­ـــكـــــو عــمــر غــبــاش، لصحيفة »الــغــارد­يــان« الـبـريـطـ­انـيـة، إن إلــغــاء عضوية قـــــطـــ­ــر مـــــــن مــــجــــ­لــــس الـــــتــ­ـــعـــــا­ون الخليجي، أمـر تتم إثارته كثيرا كعقوبة محتملة، ليست »العقوبة الوحيدة المتاحة«.

وأشـــــــ­ــــــار إلــــــــ­ى أن مــــــن بــين الاحــــتـ­ـــمــــال­ات »ســـيـــكـ­ــون فـــرض شروط على شركائنا التجاريين، وإخــبــار­هــم بـأنـك إذا كـنـت تريد الــعــمــ­ل مـعـنـا فـــإن عـلـيـك اتــخــاذ خيار تجاري«.

وأضـــــاف: »إذا لــم تـكـن قطر مـسـتـعـدة لـقـبـول المـطـالـب (الـتـي حـددتـهـا الــــدول المـقـاطـع­ـة لـهـا)، فــإن هــذه الـحـالـة تعني أن نقول وداعاً يا قطر، لم نعد نحتاج إلى أن تكونوا في خيمتنا«.

وشـدد على أن بـلاده تسعى مــع حـلـفـائـه­ـا لـبـدء فـصـل جـديـد في الشرق الأوســط. وقــال: »نعم نحن لنا مطالب من قطر، ولكن مـن المهم جـدا إدراك أننا نفرض المـعـايـي­ـر نـفـسـهـا عـلـى أنـفـسـنـا. لذلك، فإننا إذا ما طالبنا بمراقبة المعاملات المالية لقطر وتمويلها للإرهاب، فإننا سنكون منفتحين على نفس الفكرة«.

وحــــذر: »يـمـكـنـنـ­ا التصعيد بـمـزيـد مــن المــعــلـ­ـومــات؛ لأنــنــا لا نعتزم التصعيد عسكريا. فهذه ليست الـطـريـقـ­ة الـتـي ننظر بها للأمور«.

فـــيـــمـ­ــا قــــــــا­ل وزيـــــــ­ـــر الـــــدول­ـــــة للشؤون الخارجية في الإمـارات أنــــور قــرقــاش فــي تــغــريــ­دة على »تويتر«: »طالما عانينا من تآمر الشقيق على استقرارنا وشهدنا دعـــمـــه لأجــــنــ­ــدة حــزبــيــ­ة تـسـعـى للفوضى في عالمنا العربي، نقول لـــه: كــفــى، عــد لــرشــدك، أو اخـتـر طريقك دوننا«.

وقــــــال­ــــــت المــــتــ­ــحــــدثـ­ـــة بـــاســـم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نــويــرت، إن الـوزيـريـ­ن الأمـيـركـ­ي والــكــوي­ــتــي أكــــدا خـــلال لـقـائـهـم­ـا »على ضـرورة أن تمارس جميع الأطــراف ضبط النفس، إفساحا فــــــي المــــــج­ــــــال أمــــــــ­ــام مـــنـــاق­ـــشـــات دبلوماسية بناءة«.

وأضــــــا­فــــــت أن المــــحــ­ــادثــــا­ت ســـتـــتـ­ــواصـــل خـــــــلا­ل الأســـــب­ـــــوع، مـضـيـفـة أن المـطـالـب الـسـعـودي­ـة لا تــــزال »تــمــثــل تــحــديــ­ا« لـقـطـر، مضيفة: »البعض منها سيكون تـــنـــفـ­ــيـــذه صـــعـــبـ­ــا عـــلـــى قـــطـــر«، مــضــيــف­ــة: »ســنــواصـ­ـل حـــث تـلـك الـدول على العمل سويا وإيجاد حل«.

بـــــدوره عـــرض الأمــــين الـعـام للأم المتحدة أنطونيو غوتيريش بدوره المساعدة في حل النزاع.

وكــــــــ­ـــان وزيـــــــ­ــــر الــــخـــ­ـارجــــيـ­ـــة السعودي عـادل الجبير، قد قال مـؤتـمـر صــحــافــ­ي، عـقـد أول من أمس في مقر السفارة السعودية فـي واشـنـطـن: »قدمنا قائمة من المــطــال­ــب إلــــى قــطــر، وأوضــحــن­ــا موقفنا واتخذنا قرارنا، وقائمة المطالب هذه غير قابلة للتفاوض ويجب تنفيذها كاملة«.

وأضاف أن »الإجـراءات التي تــم اتـخـاذهـا تـجـاه قـطـر تـؤلمـنـا، لـكـونـهـا بـلـدا شـقـيـقـا ومــجــاور­ا، ولــكــن عـــدم الـــتـــز­ام قـطـر بـاتـفـاق الــــريــ­ــاض ودعــمــهـ­ـا لـلـجـمـاع­ـات المتطرفة والإرهـــا­ب والتحريض والـتـدخـل فـي الـشـؤون الداخلية لعدد مـن الــدول يعتبر أمــراً غير مـــقـــبـ­ــول، لــيــس فــقــط مـــن الـــــدول المقاطعة، بـل كافة دول العالم«، وأعــــــر­ب الــــوزيـ­ـــر الـــســـع­ـــودي عـن أمله في »أن تسود الحكمة لدى الأشقاء في قطر ليتوقفوا عن مثل هذا الدعم والتدخل«.

 ??  ?? تيلرسون مع الوزير الكويتي الشيخ محمد عبد الله الصباح قبل اجتماعهما في واشنطن (إ.ب.أ)
تيلرسون مع الوزير الكويتي الشيخ محمد عبد الله الصباح قبل اجتماعهما في واشنطن (إ.ب.أ)

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia