Asharq Al-Awsat Saudi Edition

رئيس الفلبين يتحدث عن »جنون« مشترك بين »داعش« وهتلر

العثور على رؤوس مقطوعة في مدينة سيطر عليها متشددون

- مانيلا - مدينة مراوي (الفلبين:( »الشرق الأوسط«

قال الرئيس الفلبيني رودريغو دوتــيــرت­ــي، أمـــس (الأربــــع­ــــاء)، إنـــه لا يضمن أن تـكـون بقية أجـــزاء الـدولـة آمـنـة مـن هـجـمـات »داعــــش«، مشبهاً هذا التنظيم الإرهابي بالزعيم النازي الألماني أدولف هتلر.

وأضاف دوتيرتي أنه لا يستطيع حتى أن يقول متى ستنتهي المعارك مع مئات المسلحين الموالين لـ »داعش« فـــي مــديــنــ­ة مـــــــرا­وي، عــلــى بــعــد ٨٠٠ كيلومتر ّجنوب مانيلا، أو مـا الـذي يــجــب تــوقــعــ­ه خــــلال الأيــــــ­ام المـقـبـلـ­ة. وقــــال دوتــيــرت­ــي لـلـصـحـاف­ـيـين عقب تـلـقـيـه بـــنـــاد­ق وذخـــائــ­ـر بـقـيـمـة ٣٧٠ مليون بيسو ‪.٧ (٥٥‬مليون دولار) من الـصـين: »إذا انتهى حصار (مــراوي) غــداً، سـأكـون الإنـسـان الأكـثـر سعادة في الـبـلاد}، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الألمانية.

ولــــدى ســؤالــه حـــول مــا إذا كـان يمكن ضمان عدم وقوع هجوم مماثل فـــي أجــــــزا­ء أخـــــرى مـــن الــفــلــ­بــين، قــال دوتيرتي (٧٢ عاماً:( »لا أستطيع أن أضـمـن ذلــك.« وأضــاف: »إنــه (تنظيم داعـــــــ­ش) دون آيـــديـــ­ولـــوجـــ­يـــة.... مـا يعرفونه هو القتل والتدمير فقط... إنــه أمــر جـنـونـي تـمـامـاً«. وقـــال: »كـل جيل لديه مثل هذا النوع من الظواهر. خـلال وقـت أجـدادنـا، هتلر كـان رجلاً مجنوناً، ومـع ذلـك تمكّن من تسميم كثيرين بأفكاره حـول قتل اليهود.« وزاد: »قتل الملايين من أجل لا شيء. هذا تماماً مثل (داعش.«(

فـــي غــضــون ذلـــــك، قــــال الـجـيـش الفلبيني، أمــس، إنـه عثر على جثث خمسة مـدنـيـين مـقـطـوعـة الـــرأس في مــــــراو­ي الــتــي يـحـتـلـهـ­ا المــتــشـ­ـددون،

ّ وحــــــذر مـــن أن حـصـيـلـة الـقـتـلـى مـن الــســكــ­ان المـحـلـيـ­ين قــد تـرتـفــع بـشـدة مــع اســتــعــ­ادة الـسـيـطـر­ة عـلـى مـزيـد مـن الأراضــي. ويُـعـد اكتشاف الجثث الخمس مقطوعة الرأس إلى جانب ١٧ جثة أخرى في المدينة أول دليل على قطع رؤوس مدنيين علقوا في مدينة مــــــراو­ي المــحــاص­ــرة خــــلال المــواجــ­هــة الــعــســ­كــريــة مـــع الــــقـــ­ـوات الـحـكـومـ­يـة المستمرة منذ خمسة أسابيع، بحسب ما أفاد به مدنيون فارون من المدينة. وتسببت المـعـارك فـي مقتل نحو ٧١ مـن قـوات الأمـن و٢٩٩ متشدداً وفـرار ٢٤٦ ألف مدني.

وقــــــــ­ـال الـــلـــف­ـــتـــنــ­ـانـــت كــولــونـ­ـيــل إيمانويل غارسيا من قيادة مينداناو الغربية في رسالة نصية للصحافيين إن الجثث الخمس المقطوعة الــرأس عُثر عليها مع ١٧ مدنياً آخرين قتلهم المـتـشـدد­ون. ولـم يتضح المـكـان الـذي عثر فيه على الجثث. وقال عامل إنقاذ مدني لـ »رويترز« إنه جرى العثور في وقت سابق من أمس (الأربعاء)، على أشـــلاء بـشـريـة مـن دون الـعـثـور على »دلــيــل عـلــى حــصــول عـمـلـيـات قطع رؤوس .«

وقـــــال المــتــحـ­ـدث بــاســم الـجـيـش البريغادير جنرال ريستيتوتو باديلا إن السلطات تمكّنت بشكل مستقل من تـأكـيـد مقتل ٢٧ مـدنـيـاً، فـي حصيلة سبقت العثور على الجثث التي أعلن عن اكتشافها لاحقاً، من سكان مراوي وذلك في مقابل »عدد كبير « من القتلى الذين أبلغ فارون من القتال في المدينة عـــن مــشــاهــ­دتــهــم. وقـــــال بـــاديـــ­لا فـي مؤتمر صحافي: »الحصيلة المتوافرة لدينا الآن هي ٢٧ (قتيلاً)، وقد ترتفع بشكل كبير بمجرد التأكد من صحة كل هذه المعلومات.«

وأضاف أن سكاناً رأوا عدداً كبيراً من القتلى »لكن ليس بإمكاننا بعد تأكيد مقتل كثير منهم.« وأشـار إلى أن سبب هذه الوفيات سيكون »فظائع ارتكبها الإرهابيون «. وأوضح الجيش أن من بين هذه الفظائع سبي النساء وإجـبـار السكان على نهب مـنـازل أو حـمـل الـــســـل­اح. ودخــلــت المــعــرك­ــة في مراوي يومها السادس والثلاثين أمس وسط معارك عنيفة بالأسلحة النارية وتفجيرات في قلب المدينة. ومـراوي هي المدينة الوحيدة في الفلبين ذات الـغـالـبـ­يـة المـسـيـحـ­يـة الــتــي تعتبرها الـسـلـطـا­ت »إســلامــي­ــة«، نـظـراً إلــى أن معظم سكانها من المسلمين.

وقـــال بــاديــلا: »إن بـيـئـة الـقـتـال حـــــســـ­ــاســـــة. أولاً هـــــنـــ­ــاك مـــدنـــي­ـــون مــحــاصــ­رون عـلـيـنـا حـمـايـتـه­ـم. كما أنهم يحتجزون رهائن. وثالثاً، هناك الكثير مـن الـفـخـاخ لـذا يتعيّن علينا تطهير المباني ببطء.«

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia