Asharq Al-Awsat Saudi Edition

اتفاقيات خدمية بين مركز الملك سلمان ومنظمات أممية لصالح اليمن

{يونيسيف} تؤكد نقل عشرات الأطنان من المساعدات لمواجهة الكوليرا

- الرياض: نايف الرشيد

قـــــــــ­ـال مـــــــسـ­ــــــؤول فـــــــي مـــركـــز المـلــك سـلـمـان لـلإغـاثـة والأعــمــ­ال الإنسانية، إن المـركـز مستمر في تقديم برامجه الإغاثية العاجلة الـتـي تـتـعـلـق بـعـمـلـيـ­ات مكافحة وبــاء الكوليرا فـي اليمن، كاشفاً عــــن تـــوقـــي­ـــع اتـــفـــا­قـــيـــات لإقـــامــ­ـة مــشــروعـ­ـات مــع مـنـظـمـة الـصـحـة العالمية وبعض المنظمات الأممية فـــي الــيــمــ­ن تـتـعـلـق بــالإصــح­ــاح البيئي.

وأوضــــــ­ــــح الــــدكــ­ــتــــور ســامــر الجطيلي، رئيس فريق مكافحة الــكــولـ­ـيــرا بــمــركــ­ز المـــلـــ­ك سـلـمـان لــلإغــاث­ــة والأعــــم­ــــال الإنــســا­نــيــة، والمتحدث الرسمي، في تصريح لــ »الـشـرق الأوســـط،« أن التقارير الذي ظهرت من قبل الأمم المتحدة التي أشارت إلى أن وباء الكوليرا الــــــذي ضـــــرب الــيــمــ­ن وأدى إلــى مصرع ١٤٠٠ شخص في شهرين، يبدي مؤشرات تباطؤ نسبي مع انــخــفــ­اض نــســبــة الـــوفـــ­يـــات إلــى النصف، تؤكد أن تدخل مركز الملك سلمان كان إيجابياً.

وأوضــح الجطيلي أن المركز ســــيّــــر قـــافـــل­ـــة تــــحــــ­وي ٥٥٠ طـن محاليل وأدويــة تكفي لقرابة ٥٠ ألـف شـخـص، وأنـهـا وصـلـت إلى عدن وبدأ توزيعها وفق خطة مع وزارة الصحة اليمنية ومنظمة الصحة الـعـالمـي­ـة، كما تـم توقيع اتفاقية تعاون مع منظمة الصحة الـعـالمـي­ـة لـعـلاج واحــتــوا­ء المـرض بمبلغ ٢٠٨ ملايين دولار.

وبــــــــ­يّن المـــــسـ­ــــؤول فــــي مــركــز المـلــك سـلـمـان لـلإغـاثـة والأعــمــ­ال الإنسانية، أن المركز بالتعاون مع الجهات المختصة باليمن مستمر في تنفيذ برامج الإصحاح البيئي مع الهيئة الطبية العالمية الموقعة سابقا، منوهاً إلى أنه تم تشكيل ثـلاثـة فــرق للمتابعة والتنسيق المستمر بشكل يومي وذلـك على المــســتـ­ـوى الـخـلـيـج­ـي والــوطــن­ــي بحضور عــدد مـن موظفي مركز المــــلــ­ــك ســـلـــمـ­ــان لــــلإغــ­ــاثــــة وعــلــى مستوى الإمداد والتموين.

وأكـــــد المـــســـ­ؤول الإغـــاثـ­ــي أن توجيه الأمـيـر محمد بـن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، لمركز الملك سلمان بدعم بــرامــج مـنـظـمـة الـصـحـة الـعـالمـي­ـة واليونيسيف بمبلغ ٦٦٫٠٧ مليون دولار كان له أثر كبير في تغطية برنامج مكافحة وبــاء الكوليرا، مفيداً أن المؤسسات المعنية تلقت هـذا الخبر بـارتـيـاح كبير، حيث إن السعودية تعتبر الممول الأكبر لمشروعات الإغاثة من خلال مركز المـلـك سـلـمـان ومـنـهـا مـشـروعـات احتواء الكوليرا.

وتـــســـب­ـــب وبــــــــ­ـاء الـــكـــو­لـــيـــرا فــــي وفـــــــا­ة ١٤٠٠ شـــخـــص عـلـى الأقـــــل، فـيـمـا سـجـلـت نـحـو ٢١٩ ألــف حـالـة مـشـبـوهـة فـي اليمن، بحسب منظمة الصحة العالمية. وتــحــدثـ­ـت المــنــظـ­ـمــة عـــن تــراجــع نـسـبـة الــوفــيـ­ـات بـسـبـب المـــرض من ١٫٧ في المائة في مطلع مايو (أيــار) إلـى ٠٫٦ فـي المـائـة حالياً، عـلـى مـا أعـلـن مـسـتـشـار منظمة الصحة العالمية لحالات الطوارئ فــي الــيــمــ­ن أحــمــد زويـــــتن. وعــزا زويــتن هــذا الانـخـفـا­ض الطفيف إلـــــــى تــــدخـــ­ـل طــــــــا­رئ مـــــن عــمــال الإنقاذ. كما تراجع عدد الحالات المسجلة فـي الأيــام الأخـيـرة إلى ٣٩ ألــفــاً فـــي الأســـبــ­ـوع الــفــائـ­ـت، مـــقـــاب­ـــل مـــتـــوس­ـــط ٤١ ألــــفـــ­ـاً فـي الأسـابـيـ­ع السابقة. لكن زويـتن، أشـــار إلـــى أن انـخـفـاض الأرقـــام قد يعود لتراجع عـدد البلاغات تزامناً مع عيد الفطر، لافتاً إلى أن عـدد الإصـابـات الإجـمـالـ­ي قد يعاود الارتفاع إلى الضعفين قبل القضاء على الوباء.

مـــــــــ­ــن جــــــهــ­ــــتـــــ­ـهــــــا، أعـــــلــ­ـــنـــــت مـنـظـمـة الأمـــم المـتـحـدة للطفولة (اليونيسيف) أمــس، أنـهـا نقلت عــشــرات الأطــنــا­ن مــن المـسـاعـد­ات إلــــــى الـــيـــم­ـــن، فــــي إطــــــــ­ار جــهــود مكافحة وبــاء الـكـولـيـ­را. وذكــرت المنظمة فـي بـيـان أنـهـا »أوصـلـت جـــوا مــا يــزيــد عــلــى ٣٦ طــنــاً من الإمــدادا­ت الطبية المنقذة للحياة والإمدادات الخاصة بتنقية المياه إلى اليمن لتوسيع نطاق الجهود الـرامـيـة إلـى مكافحة أســوأ حالة تفش لوباء الكوليرا على مستوى العالم .«

ونــقــل الــبــيــ­ان عـــن الــدكــتـ­ـور شـــــيـــ­ــرِن فـــــارقـ­ــــي نــــائـــ­ــب مــمــثــل­ــة الـيـونـيـ­سـيـف فــي الــيــمــ­ن الــقــول: »نحن فـي سباق مـع الـزمـن. فرق المنظمة تعمل مـع الشركاء ليس فــقــط لـتـوفـيـر الـــعـــل­اج لـلـمـرضـى ورفع مستوى الوعي بين أوساط المجتمعات المحلية بل أيضاً من أجــــل تــغــذيــ­ة المــــخــ­ــزون وتـــوزيــ­ـع الأدوية بشكل عاجل.«

وشــمــلــ­ت الإمــــــ­ــدادات »أكــثــر مـن ٧٥٠ ألــف كـيـس مـن محلول الإرواء (مـلـح الإمـاهـة الفموية) تكفي لعلاج عشرة آلاف شخص إضـافـة إلــى ‪.١٠ ٥‬مـلـيـون قـرص تعقيم لتنقية المياه عـلاوة على إمدادات أخرى تشمل مستلزمات الـنـظـافـ­ة والإصــحــ­اح الـبـيـئـي.« ويـــضـــي­ـــف فـــــارقـ­ــــي أن »هـــنـــاك المـــزيــ­ـد مـــن الــشــحــ­نــات الـجـويـة الـتـي تـحـمـل عـلـى متنها لــوازم أســاســيـ­ـة سـتـصـل تـبـاعـاً خـلال الأيـام المقبلة.« وقد انتشر وباء الــكــولـ­ـيــرا فـــي غــضــون شـهـريـن فـقـط فــي كــل مـحـافـظـا­ت الـيـمـن تـقـريـبـا، وتــأكــد وفــــاة أكــثــر من ١٣٠٠ شـــــخـــ­ــص، ربــــعـــ­ـهــــم مــن الأطفال، بسبب الوباء. ولا تزال رواتب موظفي الدولة، بمن فيهم الأطباء والممرضات ومهندسي المـيـاه وعـمـال النظافة، متوقفة منذ ما يقرب من عشرة أشهر.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia