اسكوتلندا تتخلى عن استفتاء الاستقلال مؤقتاً من أجل {بريكست} ناعم
تقاسم السلطة واتفاق السلام في آيرلندا الشمالية في مأزق
تـــــخـــــلـــــى الــــــــــحــــــــــزب الـــــوطـــــنـــــي الاســكــوتــلــنــدي الــحــاكــم فـــي بــرلمــان ادنبره عن فكرة إجـراء استفتاء ثانٍ على الاستقلال، ولـو مؤقتاً، بعد أن خسر أكثر ٢١ مقعداً في الانتخابات التشريعية الـتـي نظمت فـي ٨ مايو (أيــــار) المــاضــي. الــوزيــرة الأولـــى في اسكوتلندا، نيكولا ستيرجن، قالت إن اسـتـقـلال اسـكـوتـلـنـدا عـن المملكة المـتـحـدة يـبـقـى قضيتها الأولــــى، إلا أن الظروف غير مواتية حالياً، ومن الأفـضـل لها التركيز على البقاء في الـسـوق المــوحــدة لـلاتـحـاد الأوروبـــي بــعــد خـــــروج بــريــطــانــيــا مـــن الـكـتـلـة الأوروبــــيــــة. وقــالــت سـتـيـرجـن أمــام البرلمان الاسكوتلندي، إنني »أؤكـد الــيــوم أن الـحـكـومـة الاسـكـوتـلـنـديـة ستعدل الخطة التي كنت قد أعلنت عنها يوم ١٣ مارس (آذار) الماضي.«
وكانت قد صوتت اسكوتلندا في استفتاء للانفصال عن لندن نظم في سبتمبر (أيلول) ٢٠١٤، إلا أن النتيجة حسمت لصالح معسكر البقاء ضمن المملكة المتحدة. لكن الاستفتاء الذي نظم قبل عام حول عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي غير من طبيعة الـعـلاقـة بـين لـنـدن وادنــبــره. واعتبر الــحــزب الــوطــنــي الاســكــوتــلــنــدي أن الخروج من الاتحاد الأوروبي يعطي اســكــوتــلــنــدا فــرصــة ثــانــيــة لتنظيم استفتاء آخر حول استقلالها كونها صـــوتـــت فــــي اســـتـــفـــتـــاء بـريـكـسـيـت لـصـالـح الـبـقـاء فــي الاتــحــاد. وقـالـت ســتــيــرجــن إنــــه ســــوف يــتــم تـجـمـيـد خطتها الأصلية بشأن إجراء استفتاء في اسكوتلندا أواخر ٢٠١٨ أو مطلع ٢٠١٩ حتى يكون هناك »وضوح أكبر « بـشـأن نـوعـيـة الــخــروج مــن الاتـحـاد الأوروبــــــــــــي الـــــــذي تــــحــــاول حــكــومــة رئـيـسـة الــــوزراء الـبـريـطـانـيـة تـيـريـزا مــاي الـتـفـاوض حـولـه مـع بـروكـسـل. وقالت الوزيرة الأولى الاسكوتلندية إن التفويض الخاص بإجراء استفتاء آخر »لا تشوبه شكوك«، ولكن ضعف حـكـومـة الأقـلـيـة الـتـي تـرأسـهـا مـاي فـي أعـقـاب الانـتـخـابـات المبكرة التي أجـريـت فـي بريطانيا يــوم ٨ يونيو (حـزيـران) تتيح إمكانية »وإن كانت ضئيلة« بشأن تجنب خروج »شاق« لــبــريــطــانــيــا مــــن الــــســــوق المـــوحـــدة للاتحاد الأوروبي.
ماي أرادت من الانتخابات العامة في مايو تقوية يديها في المفاوضات مع بروكسل، وراهنت على حصولها عــلــى أكــثــريــة مـطـلـقـة وزيــــــــادة عــدد مقاعدها في برلمان ويستمنستر. إلا أن النتيجة جــاءت مخيبة لآمالها، ولم تتمكن من تشكيل حكومة أكثرية، وأصــبــح مـفـروضـا عـلـيـهـا الاعـتـمـاد على أحد الأحزاب الصغيرة في شمال آيـرلـنـدا مــن أجــل تـمـريـر بـرنـامـجـهـا الحكومي فـي الـبـرلمـان الــذي تحاول المــعــارضــة الـعـمـالـيـة إســقــاطــه. كما بدأت تظهر آثار شروخ في حكومتها التي أصبحت غير متجانسة سياسياً مــع ظـهـور تــيــارات مـتـصـارعـة حـول كيفية إدارة المفاوضات مع بروكسل، وهــذا مـا بينته صحيفة »الـتـايـمـز« في عددها أمـس. ونشرت الصحيفة أقوالا لوزير الخزانة فيليب هاموند تناقضها أقوال أخرى لديفيد ديفيز وزير بريكسيت. وأصبح ظاهرا على الـسـطـح أن حـكـومـة مــاي غـيـر قــادرة عــلــى الــــدخــــول فــــي مـــفـــاوضـــات مـع بروكسل بفريق غير متجانس.
وأضافت ستيرجن : »إننا نواجه عملية خـروج مـن الاتـحـاد الأوروبــي لم نصوت لها، وبصورة أكثر تطرفاً عما كان يمكن لنا أن نتخيله قبل عام واحد فقط مضى.« وذكـرت أنه »الآن (وبـعـد الانـتـخـابـات المـبـكـرة) يجري التفاوض على خـروج بريطانيا من الاتـحـاد الأوروبـــي بـواسـطـة حكومة لـيـس لـديـهـا تـفـويـض واضــــح، وفـي ظل سلطة ومصداقية محدودة، ومن دون فكرة حقيقية حتى داخل صفوف الحكومة عن الهدف الذي تسعى إلى تحقيقه .«
وأشــــــــــــــــــارت، فــــــي تـــصـــريـــحـــات أوردتـــــهـــــا هــيــئــة الـــبـــث الــبــريــطــانــي (بــــي بـــي ســـــي)، إلــــى أنــــه »فــــي حـين أننا نأمل فـي الأفـضـل، إلا أن الواقع يكشف أنـه مـن خـلال النهج الحالي لـلـحـكـومـة الـبـريـطـانـيـة، فــإنــه حتى مـا يطلق عليه صفقة جـيـدة، فإنها سوف تكون بموجب شـروط أقل من شـروط عضويتنا الحالية بالاتحاد الأوروبي«.
كـمـا أن حـكـومـة مــاي ستعتمد على الـحـزب الديمقراطي الـوحـدوي فـــي شـــمـــال آيـــرلـــنـــدا بــزعــامــة أرلـــين فـوسـتـر، مـن أجــل تـمـريـر برنامجها الــــذي اقـتـرحـت المــعــارضــة الـعـمـالـيـة تــعــديــلــه، مـــن أجـــــل إســـقــاطـــه ونـــزع الـثـقـة عــن الـحـكـومـة. إلا أن حكومة مــاي ستحصل على ١٠ أصــوات من فوستر وعددا من الأصوات المطلوبة من أجـل تمرير البرنامج. ومنذ هذا الاتفاق بين المحافظين والوحدويين فـي شـمـال آيـرلـنـدا، بــدأ الـحـديـث عن صعوبات قد يواجهها اتفاق السلام في آيرلندا الشمالية.
ونــــــاقــــــشــــــت مــــــــــاي ونـــظـــيـــرهـــا الآيرلندي ليو فـارادكـار أزمـة تقاسم السلطة في آيرلندا الشمالية، وذلك مع اقتراب الموعد النهائي للمحادثات التي تهدف إلى حل الأزمـة المستمرة منذ ستة أشـهـر. ووفـقـا لمكتب مـاي، فقد أكدا »الالتزام المشترك باستعادة سلطة تنفيذية في آيرلندا الشمالية فــي أقـــرب وقـــت مـمـكـن، واتـفـقـا على الانـــــخـــــراط عــــن كـــثـــب، والـــعـــمـــل مـع الأحــــــــــزاب فــــي آيـــرلـــنـــدا الــشــمــالــيــة، لاستعادة الاستقرار السياسي،« في آيرلندا الشمالية، التي عاشت عشرات الـسـنـين مـع الـعـنـف. وقــال الجانبان إنهما بحثا أيضا الاتفاق المبرم بين الــحــزب الــوحــدوي الـديـمـقـراطـي مع حــزب المـحـافـظـين. ويـقـول مـعـارضـو الاتفاق إنه قد يعرض عملية السلام الهشة في آيرلندا الشمالية للخطر، ويحد من قدرة الحكومة البريطانية على لعب دور حيادي في المحادثات.
وكانت قد علّقت عملية تقاسم الـسـلـطـة فـي يـنـايـر (كــانــون الـثـانـي) بعد رفـض زعيمة الحزب الوحدوي الــديــمــقــراطــي أرلــــــين فــوســتــر الــتــي رأســـت الـحـكـومـة المـحـلـيـة فـي بـرلمـان ستورنمنت، قبول مطالب حزب شين فين بالتنحي أثناء التحقيق في فشل نظام حـوافـز للتدفئة المعتمدة على الطاقة المتجددة.