Asharq Al-Awsat Saudi Edition

الحلف الأطلسي يزيد إنفاقه على الدفاع بـ٤٫٣ ٪

وزير الدفاع الأميركي أكد التزام واشنطن تجاه أمن حلفائها

- بروكسل ـ ألمانيا: »الشرق الأوسط«

أعلن الأمين العام للحلف الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، أمس، أن دول الحلف بـاسـتـثـن­ـاء الـــولايـ­ــات المـتـحـدة سـتـزيـد إنفاقها الدفاعي هذا العام بنسبة ٤٫٣ فـي المــائــة، وســط ضـغـوط مـن الرئيس الأميركي دونالد ترمب بهذا الصدد.

وقال ستولتنبرغ أمام صحافيين، عشية اجتماع لوزراء دفاع دول الحلف في بروكسل، إن »الحلفاء سيستثمرون أكـثـر مــن أجــل دفـاعـهـم، لـيـس لإرضــاء الـــــولا­يـــــات المـــتـــ­حـــدة، بــــل لأن ذلـــــك فـي مصلحتهم الخاصة .«

وشـدد ستولتنبرغ على أن ٢٠١٧ سـيـكـون الــعــام الــثــالـ­ـث عـلـى الـتـوالـي الـــذي تـسـجـل فـيـه دول الـحـلـف زيــادة فـــي مــيــزانـ­ـيــاتــهـ­ـا الــعــســ­كــريــة. وقــــال: »نــرحــب بـتـركـيـز الـرئـيـس تـرمـب على النفقات الدفاعية وعلى تقاسم أفضل لـلأعـبـاء، لأن علينا تنفيذ مـا وافقنا عليه،« مـذكّـرا بـأن دول الحلف وعدت في ٢٠١٤ بالاقتراب خلال عشر سنوات من الهدف القاضي بتخصيص ٢ في المــائــة مــن إجـمـالـي نـاتـجـهـا الـداخـلـي للميزانيات العسكرية.

وتــمــثــ­ل الـــــزيـ­ــــادة المــتــوق­ــعــة لـعـام ٢٠١٧ نفقات إضافية بقيمة ١٢ مليار دولار في أوروبـا وكندا، وهـي لا تأخذ بالاعتبار الزيادة الكبيرة في الميزانية العسكرية الأميركية التي أعلنها ترمب. وقال ستولتنبرغ إنها »ثالث سنة على التوالي نسرع فيها نفقاتنا الدفاعية. وفــي الـسـنـوات الــثــلاث الأخــيــر­ة، أنفق الـحـلـفـا­ء الأوروبـــ­ـيــــون والــكــنـ­ـديــون ٤٦ مليار دولار إضافية على دفاعهم.«

من جهة أخـرى، لفت ستولتنبرغ إلـــى أن دول الـحـلـف الأطـلـسـي تـعـتـزم زيــــــاد­ة مـسـاهـمـا­تـهـا مـــن حــيــث الــعــدد في مهمة »الـدعـم الـحـازم« التي تتولى تدريب القوات الأفغانية وتقديم النصح لـهـا. وسيبحث الـــوزراء هــذا المـوضـوع اليوم في بروكسل، لكن من غير المتوقع أن يـصـدر أي قـــرار طـالمـا أن الــولايــ­ات المتحدة لم تفصح عن نياتها على هذا الصعيد، بحسب ما أفادت عدة مصادر دبـلـومـاس­ـيـة. وأوردت المـصـادر أنــه ما زال يتحتم تأمين ٢٥٠٠ إلى ثلاثة آلاف جندي لاستكمال المهمة في ٢٠١٨.

على صعيد آخر، أكد وزير الدفاع الأمــيــر­كــي جـيـمـس مـاتـيـس، أمــــس، أن التزام بلاده حيال حلف شمال الأطلسي »ثــابــت لا يــتــزعــ­زع«، مـتـهـمـاً الـرئـيـس الروسي فلاديمير بوتين بأعمال تلحق »أذى« بالآخرين على الصعيد العالمي.

وقـال، أمـام طـلاب في ألمانيا أثناء احـــتـــف­ـــال بـــالـــذ­كـــرى الــســبــ­عــين لـخـطـة مـــارشـــ­ال لإعـــــاد­ة إعــمــار أوروبـــــ­ـا الـتـي مـزقـتـهـا الــحــرب الـعـالمـي­ـة الــثــانـ­ـيــة، إن روســيــا اخــتــارت تــحــدي نــظــام »الأمـــن والــســلا­م« فـي مـرحـلـة مـا بـعـد الـحـرب. وأضاف أن »الأذى« الذي يسببه بوتين »خــارج حــدود روسـيـا لـن يعيد إحياء مـجـدهـا أو يـبـعـث الأمـــل مـــجـــدد­اً،« في إشــارة واضـحـة إلـى الـنـزاع الأوكـرانـ­ي، وتــدخــل مـوسـكـو المــزعــو­م فــي العملية الانتخابية الأميركية.

وزيــــــا­رة مـاتـيـس إلـــى ألمــانــي­ــا هي الـرابـعـة إلــى أوروبـــا مـنـذ تـولـيـه وزارة الـــدفـــ­اع الأمــيــر­كــيــة فــي يـنـايـر (كــانــون الثاني) الماضي. ويتطلع إليه الشركاء فـــي أوروبـــــ­ــا لــلاطـمـئ­ــنـان إلــــى الــنــواي­ــا الأميركية دولياً، بعد أن أبدى الرئيس دونالد ترمب خلال الحملة الانتخابية شكوكاً إزاء الالـتـزام بتحالفات طويلة الأمــــــ­ـد. كــمــا أثــــــار الــرئــيـ­ـس الأمــيــر­كــي المخاوف عندما تفقد مقر حلف شمال الأطلسي وحضر قمة مجموعة السبع فـي أوروبـــا الـشـهـر المـاضـي، حـيـث دعـا الحلفاء إلـى زيــادة مستويات الإنـفـاق الــعــســ­كــري. لــكــن مــاتــيــ­س شـــــدد عـلـى ضــرورة الحكم على الـولايـات المتحدة وترمب من خلال هذه التصريحات. وأكد استمرار دعم الولايات المتحدة حتى عام ٢٠٢٠ لتعزيز حلف الأطلسي بمواجهة روسيا في الشرق. وقال إن ترمب طلب زيادة كبيرة من أجل »مبادرة الاطمئنان الأوروبــي­ــة« مـن ٣٫٤ مليار دولار العام المـــاضــ­ـي، إلـــى ٤٫٨ مـلـيـار دولار الـعـام الـحـالـي. وأوضــح مـاتـيـس: »بـعـيـدا عن أقــوال الـصـحـف، يمكنك أن تحكم على أميركا من خلال هذه الأعمال«.

من جهتها، أشـادت وزيـرة الدفاع الألمانية، أورسـولا فون دير ليين، التي حضرت الاحتفال بالروابط عبر ضفتي الأطلسي، بالإجراءات من أجل تحقيق الـسـلام والاسـتـقـ­رار فـي أوروبـــا. لكنها قالت أيضا إن الوقت قد حان لكي تبذل الـــقـــا­رة المــزيــد مــن الــجــهــ­ود فــي سبيل ضمان أمنها. وأضـافـت: »كـأوروبـيـ­ين، نريد أن نتحمل المزيد من المسؤوليات، لـكـن دون أن نـنـسـى أبــــدا المــكــان الــذي وصـلـنـا إلــيــه«، مـشـيـرة إلــى أن أوروبـــا بـحـاجـة إلـــى »جــمــع مـــواردهـ­ــا« بينما تعمل على بناء اتحاد دفاعي أكبر. كما أعلنت أيضا تأييد ألمانيا لإنفاق اثنين فـي المـائـة مـن إجمالي الناتج الداخلي للوفاء بالتزاماته­ا حيال حلف شمال الأطلسي.

وأوضحت وزيـرة الدفاع الألمانية: »نحن بحاجة كشركاء إلى تقاسم عادل لـلـعـبء داخــــل الأطــلــس­ــي، وهــــذا يعنى أنـه ينبغي علينا كألمان بـذل المزيد من أجـل أمننا.« وأشــار ماتيس إلـى البند الـخـامــس فــي مـيـثـاق الــدفــاع المـشـتـرك في الأطلسي، ووصـف الـتـزام الولايات المتحدة بذلك بأنه »درع مصفح.«

يذكر أن اسم »خطة مارشال« جاء تيمناً بـاسـم الـجـنـرال جــورج مـارشـال الـذي كـان رئيس هيئة أركـان الجيوش الأميركية خلال الحرب العالمية الثانية. وكــــان وزيـــــراً لـلـخـارجـ­يـة بــين الـعـامـين ١٩٤٧ و١٩٤٩، وحصل على جائزة نوبل للسلام عام ١٩٥٣، نظراً لجهود في إعادة إعمار أوروبا بعد الحرب.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia