ألمانيا في اختبار مكسيكي صعب لقطف بطاقة نهائي كأس القارات
تشيتشاريتو وتشاكي نجما بطل »كونكاكاف« مصدر التهديد لبطل العالم
يجد المنتخب الألماني الشاب لكرة القدم نفسه مرة جديدة أمام امــتــحــان صــعــب، عـنـدمـا يـواجـه المكسيك اليوم، في سوتشي، في نـصـف نـهـائـي »كـــأس الــقــارات،« المقامة في روسيا، وتختتم الأحد.
وتصدرت ألمانيا بتشكيلتها الــــشــــابــــة، بـــأقـــل مـــعـــدل وســطــي فــي أعــمــار الــلاعــبــين بــين جميع المـشـاركـين (٢٤ عـامـاً و٤ أشـهـر)، المجموعة الثانية، بفوزين على أستراليا والكاميرون، وتعادل مع تشيلي، فـي حـين حلت المكسيك ثـــانـــيـــة، بــــفــــارق الأهـــــــــداف خـلـف الـبـرتـغـال فـي المـجـمـوعـة الأولــى، بعد التعادل معها، وفوزها على روسيا ونيوزيلندا.
ويعتقد أكبر لاعبي ألمانيا وأكـــــثـــــرهـــــم خـــــــــــبـــــــــــرة، إيـــــــمـــــــري تــــــشــــــان وشـــــــــكـــــــــودران مـسـتـافـي، لاعــب وســط ليفربول ومدافع آرسنال الإنجليزيين، أن المـواجـهـة سـتـكـون صـعـبـة، وهـي أقرب إلى اللقاء مع تشيلي الذي انتهى بالتعادل ١ - .١
ورأى مستافي (٢٥ سنة و١٨ مباراة دولية)، وهو أحد ٣ لاعبين في التشكيلة الألمانية شاركوا في مونديال ٢٠١٤، وأحــرزوا اللقب، أن شــبــاب ألمــانــيــا سـيـخـوضـون مباراة قوية ضد المكسيك.
وقـــــال فـــي هــــذا الـــصـــدد: »تــــذكــــرنــــي المـــكـــســـيـــك إلـــى حــد كـبـيـر بـتـشـيـلـي؛ إنـه مـــنـــتـــخـــب يـــمـــلـــك نـــزعـــة هجومية كبيرة، ويلعب بــــــأســــــلــــــوب مــــتــــنــــوع. إنــــهــــم مـــنـــظـــمـــون فـي الـــــــــدفـــــــــاع، ولـــديـــهـــم لاعبون من أصحاب الـخـبـرة، مـا يفرض عــــلــــيــــنــــا الـــتـــحـــلـــي بـــــــالـــــــصـــــــبـــــــر«، فـــي إشـــارة إلــى الـهـداف التاريخي خافيير »تشيتشاريتو« هــرنــانــديــز ٤ ٨ ) هدفاً في ٩٤ مباراة دولية«.
واســــتــــدرك مــســتــافــي، الـــذي اسـتـراح فـي الجولة الثالثة ضد الــكــامــيــرون (٣ - ١)، وسـيـلـعـب بـالـتـأكـيـد ضــد المـكـسـيـك، قــائــلاً: »عـلـيـنـا أن نــجــد الــطــريــقــة الـتـي تعطل خططهم، وأن نلعب كما نــحــن، لأنــــه لــيــس لــديــهــم نـجـوم كبار«.
ومــــن جــانــبــه، اعــتــبــر تـشـان )٢٣ عاماً و١١ مباراة دولية) الذي شـــارك فــي المــبــاريــات الــثــلاث في دور المجموعات، أن على زملائه أن يلعبوا بقوتهم المعتادة أمام المكسيك، وقال: »لقد استعددنا كما يجب لهذه المباراة، وكل منا ينظر إليها بأهمية كبيرة؛ إنهم منافس غير مريح، مثل تشيلي.« وأضـــــــاف: »لــديــهــم مـنـتـخـب يـتـمـتـع بــالمــرونــة والـــقـــوة فـنـيـاً، ونحن ليس لدينا شـيء نخفيه، إننا منتخب قوي أيضا. لم يكن أحد يتوقع منا ما قمنا به حتى الآن، ورغم أننا لم نلعب مع بعض سابقاً، فقد أثبتنا أننا نعمل بشكل جيد .«
ويـــســـتـــعـــد تـــــشـــــان، كـمـا مستافي وآخرين من التشكيلة الـــحـــالـــيـــة، لأن يـــكـــون فــــي عــــداد المنتخب الذي سيدافع عن اللقب في مونديال ٢٠١٨.
وقـــــــــــال تـــــشـــــان بـــخـــصـــوص مـونـديـال ٢٠١٨: »كـــأس الــقــارات فــرصــة لــي لإثــبــات مــا أسـتـطـيـع عمله... المنافسة قوية جداً لدخول المنتخب الأول، ويـجـب أن أطـور نفسي كلاعب وكإنسان. صحيح أنــنــي لــم ألــعــب مــبــاريــات دولـيـة كثيرة، لكني واحــد مـن أصحاب الخبرة في التشكيلة الموجودة في روسيا .«
واختبر مـدرب أبطال العالم يواكيم لوف أكبر عدد من اللاعبين في المباريات الثلاث الأولى، حيث أشرك ٢١ من أصل ٢٣ لاعباً. وقال الـهـداف التاريخي لكأس العالم، ١٦ هدفاً، ميروسلاف كلوزه، الذي يعمل مساعداً للوف، ويشرف على تـدريـب المهاجمين فـي التشكيلة الحالية: »نريد أن يأخذ كل لاعب فـرصـتـه، وأن يلعب ٥ مـبـاريـات، لقد حققنا الهدف المنشود.«
فــــي المـــقـــابـــل، يـــعـــول مــــدرب مـــــنـــــتـــــخـــــب المـــــــكـــــــســـــــيـــــــك، بـــطـــل الـكـونـكـاكـاف (أمـيـركـا الشمالية والـــــــوســـــــطـــــــى والـــــــكـــــــاريـــــــبـــــــي)، الـــكـــولـــومـــبـــي خــــــــوان كــــارلــــوس أوســـــــــوريـــــــــو، عــــلــــى الانــــســــجــــام والخبرة التي يتمتع بهما معظم عـنـاصـره، بـــدءاً مــن مــدافــع رومــا الإيطالي هيكتور مورينو، مروراً بـــلاعـــب وســـــط لـــــوس أنـجـلـيـس غـــالاكـــســـي الأمـــيـــركـــي جــوفــانــي دوس ســـانـــتـــوس، وصـــــــولاً إلــى تـــشـــيـــتـــشـــاريـــتـــو مـــهـــاجـــم بــايــر ليفركوزن الألماني.
وسيفتقد المنتخب المكسيكي في هذه المواجهة إلى قائده لاعب وســــــط إيـــنـــدهـــوفـــن الـــهـــولـــنـــدي أندريس غوادرادو بسبب الإيقاف.
ويــأتــي الـلـقـاء بـعـد ١٢ عاماً على المواجهة القوية التي انتهت بعد التمديد بفوز صعب لألمانيا، بكامل عناصر الصف الأول، ٤ – ٣، فــي مــبــاراة المــركــز الـثـالـث في كأس القارات أيضاً.
والتقت ألمانيا مع المكسيك ١٠ مـرات، فخسرت مـرة واحـدة (عام ١٩٨٥) مقابل ٤ انتصارات، أهمها وأكـبـرهـا فـي مـونـديـال ١٩٧٨ في الأرجنتين، ٦ - صفر، و٥ تعادلات.
وتــــــــعــــــــول المـــــكـــــســـــيـــــك عـــلـــى موهبتيها الهجوميتين خافيير هــــرنــــانــــديــــز »تـــشـــيـــتـــشـــاريـــتـــو« وهـيـرفـيـنـغ لــوســانــو »تـشـاكـي« لترهيب ألمانيا.
ويعتبر تشيتشاريتو الـذي سجل هدفاً في مرمى البرتغال، بطلة أوروبـــا (٢ - ٢)، فـي الــدور الأول من البطولة، عنصراً أساسياً فـي المنتخب المكسيكي، بخبرته الـكـبـيـرة والــطــويــلــة (٩٤ مــبــاراة دولـيـة، ومـونـديـالان، ولقبان في الـكـأس الذهبية)، بـالإضـافـة إلى كونه الهداف التاريخي للمنتخب برصيد ٤٨ هدفاً.
وأشـار تشيتشاريتو إلـى أن منتخب بلاده يهدف للتأهل إلى نهائي كأس القارات، وقال: »إننا هنا من أجل تحقيق اللقب، بغض النظر عما إذا كان لاعبو المنتخب الألمـــانـــي أصــغــر ســنــاً أو أســــرع، سنكون قادرين على منافستهم«.
وأضـــــــــــاف: »الـــــفـــــوز بــكــأس الــقــارات يعني الكثير بالنسبة لنا. لدينا ثقة في إدارتنا، وفي فريقنا، وفي لاعبينا.«
وقــــــال الــــهــــداف الــتــاريــخــي الــســابــق لـلـمـنـتـخـب المـكـسـيـكـي خاريد بورغيتي : »تشيتشاريتو يــتــمــتــع بـــالـــحـــس الــتــهــديــفــي. هـــذا يـصـنـع الــفــارق مــع لاعـبـين آخـريـن يملكون مـواهـب كبيرة، ولا يـــجـــيـــدون تــــوقــــع الــلــحــظــة التي يمكن أن تصل فيها الكرة إليهم... الأرقام القياسية وجدت لتتحطم، وهــي حـافـز بالنسبة لـــلاعـــبـــين الــــذيــــن يـــرغـــبـــون فـي التألق .«
وبـــــالـــــنـــــظـــــر إلـــــــــــى أهـــمـــيـــة تشيتشاريتو، ســادت المعسكر المكسيكي بعض المخاوف عندما تـخـلـف عــن الـحـصـة الـتـدريـبـيـة الجماعية الاثنين في كازان، لكن سرعان ما طمأن الجهاز الفني الجميع بـقـولـه: »بـبـسـاطـة، كان بحاجة إلى الراحة.«
وقــــــــــدم المـــــهـــــاجـــــم الـــســـابـــق لمانشستر يـونـايـتـد الإنجليزي موسماً متوسطاً مع فريقه باير لـيـفـركـوزن الألمــانــي (١٣ هـدفـاً)، بــعــدمــا تـــألـــق بــشــكــل لافـــــت فـي صفوفه الموسم قبل الماضي (٢٦ هدفاً).
وأوضــــــــــــــــــــــح بــــــورغــــــيــــــتــــــي: »تـــحـــدثـــت إلــــيــــه، وقــــلــــت لــــه إن فـريـقـاً مـثـل لـيـفـركـوزن وجــد من أجـــلـــه، وإن بــإمــكــانــه اسـتـغـلال مـواهـبـه، خـلال دفـاعـه عـن ألـوان مانشستر يونايتد وريال مدريد (الإسباني)، كـان لاعباً إضافياً. بالتأكيد أنه كان يسجل أهدافاً، ولكن في ريـال مدريد كان هناك الأرجنتيني غـونـزالـو هيغواين والـــفـــرنـــســـي كــــريــــم بـــنـــزيـــمـــة... بـــرأيـــي، ســيــرحــل. ولــكــن يتعين على ليفركوزن بيعه، أو تمديد عقده، على أساس بيعه بعد كأس العالم، لأنه تبقى سنة واحدة في العقد الذي يربط بينهما.«
وأشـار إلى أن كأس القارات في روسيا يمكن أن تساعده على لفت أنـظـار الكشافين (إشبيلية عـــلـــى ســبــيــل المــــــثــــــال) فـــــي سـن التاسعة والعشرين.
وكان تشيتشاريتو اللاعب الوحيد الـذي أشـار إليه مـدرب المــكــســيــك الــكــولــومــبــي خــــوان كارلوس أوسوريو للثناء على شـجـاعـة لاعــبــيــه، ولــكــن أيـضـاً المهاجم الـواعـد لوسانو. وقال أوســـــوريـــــو عـــقـــب الــــفــــوز عـلـى روسـيـا: »شـاهـدنـاه فـي الهدف الثاني: هيرفينغ ضايق حارس المـرمـى مـن أجـل الحصول على الكرة، ونجح في هز الشباك.«
ومـكـن الـهـدف الــذي سجله لوسانو المتوسط القامة (١٧٤ سم) مطلع الشوط الثاني، بعد احتكاك مع حارس المرمى إيغور اكينفيف داخل المنطقة، المكسيك من تحقيق الفوز ٢ – ١، والتأهل إلى الدور نصف النهائي.
واعـــــتـــــبـــــر بــــورغــــيــــتــــي أن لوسانو »لـم يلعب بشكل جيد جــــداً ضـــد روســـيـــا، ولــكــنــه هـز الـــشـــبـــاك. إنــــه ســـريـــع ونـشـيـط ولـــــــــديـــــــــه حـــــــــس تـــــهـــــديـــــفـــــي.« و»تـــشـــاكـــي« هـــو الــلــقــب الـــذي يطلق عليه للتشابه المفترض مع الدمية القاتلة لسلسلة أفلام الرعب الأميركية.
لــــكــــن مــــــن غــــيــــر المــــــؤكــــــد أن يـلـعـب »تــشــاكــي« أســاســيــاً ضـد ألمــانــيــا. فــخــلال المـــبـــاراة الأولــــى، دفـــع أوســـوريـــو بــكــارلــوس فيلا وراؤول خـيـمـيـنـيـز إلــــى جـانـب تشيتشاريتو، وضد نيوزيلندا، لــعــب أوريـــبـــي بــيــرالــتــا. وتــوقــع بورغيتي الدفع بفيلا وخيمينيز إلـــى جــانــب تـشـيـتـشـاريـتـو أمــام الألمان.
وخــاض لـوسـانـو، ٢١ عـامـاً، المــــعــــروف بــكــونــه أحـــــد الأوراق الـــرابـــحـــة فـــي الـــدقـــائـــق الأخــيــرة من المـبـاريـات، دقائقه الأولــى في الـبـطـولـة خــلال المــبــاراة الأخـيـرة في دور المجموعات أمام روسيا، عــنــدمــا لــعــب أســـاســـيـــاً. ويــجــب القول إنـه غـاب عن المجموعة في خضم البطولة مـن أجـل الـذهـاب إلــى هـولـنـدا لـلـتـوقـيـع عـلـى عقد انضمامه إلى صفوف إيندهوفن.
وكـــــــانـــــــت أعــــــــــين كــــثــــيــــر مــن الأندية الأوروبية ترصد الموهبة المـكـسـيـكـيـة الـــواعـــدة الــتــي كـانـت إلـى حـد الآن تلعب فـي المكسيك، وتـحـديـداً فـي صـفـوف باتشوكا. وعلق لوسانو على انضمامه إلى إيـنـدهـوفـن قــائــلاً: »مــع عائلتي، وضــعــنــا جـمـيـع الـــعـــروض عـلـى الـــطـــاولـــة، كـثـيـر مـنـهـا أعـجـبـنـا، ولكن في النهاية جذبت بمشروع إيندهوفن .«