وداعاً للحقنة... لاصق طبي للتلقيح ضد الإنفلونزا
يدفع اللقاح عبر الجلد بسرعة وبلا ألم
عــمــد الأطــــبــــاء مــــن جـامـعـة إيــمــوري الأمـيـركـيـة إلــى تطوير لاصـق طبي يحتوي على مئات الإبر »المنمنة«، التي تدفع اللقاح عبر الجلد بسرعة، وبلا ألم يذكر، بـــديـــلاً لـلـحـقـنـة الـــعـــاديـــة. وقـــال العلماء في مجلة »لانسيت« إن التجارب السريرية الأولى أثبتت أن التلقيح بواسطة اللاصق لم يقل فعالية وتأثيراً عن الحقن.
والمهم في لاصق التلقيح ضد الإنفلونزا أنه بسيط الاستعمال، ويــمــكــن لــلــشــخــص شــــــــراؤه مـن الـصـيـدلـيـة واسـتـخـدامـه بنفسه دون الحاجة إلى زيارة الطبيب. والجميل في الموضوع أنه يسقط تلقائياً عــن الـجـلـد حــال انـتـهـاء مهمته في زرق اللقاح بواسطة إبره الميكروسكوبية.
ولــلــتــأكــد مـــن نــجــاح لاصــق التلقيح، عمد الأطباء إلى تجربته على ١٠٠ شخص، تم تقسيمهم إلى ٣ مجموعات: تلقت المجموعة الأولى اللقاح بواسطة اللاصق، وتلقت المجموعة الثانية اللقاح بـــواســـطـــة الــحــقــنــة الــتــقــلــيــديــة، وتلقت المجموعة الثالثة علاجاً كاذباً (بلاسيبو).
وكـــانـــت الــنــتــائــج، بــعــد ٢٨ يـــومـــاً تــلــت الــتــلــقــيــح، أن أفــــراد المــجــمــوعــتــين الأولــــــى والــثــانــيــة طوروا مناعة ظاهرة ومتساوية فـــــي دمــــائــــهــــم ضـــــد فـــيـــروســـات الإنـــفـــلـــونـــزا، بــغــض الــنــظــر عـن طريقة الــزرق، في حين لم يطور أفــــراد مـجـمـوعـة الـبـلاسـيـبـو أيـة مناعة تذكر.
وكتبت نادينا روفيل، التي قـــــادت فــريــق الــعــمــل، أن نـجـاح الـــتـــجـــربـــة يــثــبــت أن الــتــلــقــيــح بـواسـطـة الـلاصـق لا يـقـل كـفـاءة وفـعـالـيـة عــن الـتـلـقـيـح بـواسـطـة الـحـقـنـة، كـمـا أظـهـر أن الإنـسـان يــتــحــمــلــه، ولا تــنــجــم عــنــه أيــة تفاعلات حساسية.
وذكـــر مـــارك بـروسـنـتـز، من مـعـهـد جــورجــيــا الــتــقــنــي الـــذي ســـاهـــم فــــي الــــتــــجــــارب، أن سـر عمل الـلاصـق يكمن فـي أن الإبـر الميكروسكوبية تختفي تلقائياً بعد الاستعمال، ولا يبقى سوى اللاصق الـذي يسقط عن الجلد. وأضاف أن الجلد هو نافذة جسم الإنــســان إلـــى الـــخـــارج، ويـحـدث تــفــاعــل وقـــائـــي فـــي الــجــلــد حــال اختراقه، لكن ذلـك لم يحدث مع اللاصق؛ وهـذا يعني أن الجسم تقبله تماماً.
وهذا ليس كل شيء، بحسب رأي بروسنتز، لأن لاصق اللقاح ضـــد الإنـــفـــلـــونـــزا لا حـــاجـــة إلــى تبريده دائماً، كما هي الحال مع لقاح الحقن. وهذا يتيح للأطباء إرساله إلى المرضى عبر البريد، كــمــا أنـــــه صـــالـــح تــمــامــاً لـلـنـقـل والاستخدام في البلدان الحارة، وفــي بـقـاع الـعـالـم المـقـطـوعـة عن الكهرباء.