Asharq Al-Awsat Saudi Edition

»إﻧﺖ دﻣﺮ وﻧﺤﻦ ﻧﻌﻤﺮ«... ﺣﻜﺎﻳﺔ »ﻛﺘﻴﺒﺔ ﺑﻨﺎء« ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ

- ﺑﲑوت: »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ«

ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻮﻟﻰ ﻋﺎﻣﻞ اﻟﺒﻨﺎء أﺑـﻮ ﺳﺎﻟﻢ ﺳﺪ ﻓـﺘـﺤـﺔ ﻧـﺘـﺠـﺖ ﻋــﻦ ﻗـﺬﻳـﻔـﺔ ﻓــﻲ ﺑـﻴـﺖ ﻓــﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﺨﻀﻊ ﻟﺴﻴﻄﺮة اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﻓﻲ ﺟﻨﻮب ﺳﻮرﻳﺎ ﻓﻬﻮ ﻳﻌﻠﻢ أﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﻻ ﺗﻜﻮن اﳌـﺮة اﻷﺧﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﻳﻀﻄﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻹﺻﻼح ذﻟﻚ اﳌﺒﻨﻰ.

وﻳﻘﻮل ﻟـ)روﻳﺘﺮز( إﻧﻪ ﻳﻮﺟﺪ »اﺣﺘﻤﺎل إن )اﻟﺒﻴﺖ( ﻳﻨﻘﺼﻒ ﻣﺮة ﺗﺎﻧﻴﺔ. ﻟﻜﻦ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺆﻗﺖ ﻣﺒﺪﺋﻴﺎ )ﻻزم( اﻟﻮاﺣﺪ ﻳﺴﺘﺮ ﺣﺎﻟﻪ ﺑﺎﻟﺒﻴﺖ«.

ﻳﻘﻮد أﺑﻮ ﺳﺎﻟﻢ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ٢١ ﻋﺎﻣﻞ ﺑﻨﺎء ﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﺈﻋﺎدة ﺑﻨﺎء اﳌﺒﺎﻧﻲ وإﺻﻼﺣﻬﺎ ﻣﻤﺎ ﻟﺤﻖ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ أﺿﺮار ﻣﻦ ﺟﺮاء اﻟﺒﺮاﻣﻴﻞ اﳌﺘﻔﺠﺮة واﻟــﻐــﺎر­ات اﻟـﺠـﻮﻳـﺔ واﻟـﻘـﺼـﻒ ﻓــﻲ ﻣـﺪﻳـﻨـﺔ درﻋــﺎ اﻟـﺴـﻮرﻳـﺔ وﻣــﺎ ﺣﻮﻟﻬﺎ. وﻷن اﻷدوات اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺎﺣﺔ وﻣــﻮاد اﻟﺒﻨﺎء ﻏﺎﻟﻴﺔ اﻟﺜﻤﻦ ﺑﺴﺒﺐ اﻟــﺤــﺮب، ﻳـﻘـﻮم ﻓـﺮﻳـﻖ أﺑــﻮ ﺳـﺎﻟـﻢ ﺑـﻬـﺪم اﻟﺒﻴﻮت وﺧﻠﻂ اﻟﺨﺮﺳﺎﻧﺔ اﳌﺴﻠﺤﺔ وﻧﻘﻠﻬﺎ ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ.

وﻟﻢ ﺗﻐﺐ ﻋﻨﻬﻢ روح اﻟﺪﻋﺎﺑﺔ رﻏﻢ ﻣﺎ ﻳﻤﺮون ﺑـﻪ ﻣـﻦ ﺻـﻌـﺎب. ﻓﻘﺒﻞ ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻬﺮ اﻧﺘﺸﺮ ﻋﻠﻰ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ ﻣﻘﻄﻊ ﻓﻴﺪﻳﻮ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻴﻪ رﺟـﺎل ﻣﻠﺜﻤﻮن وﻫﻢ راﻛﻌﻮن ﻓﻲ ﺗﺸﻜﻴﻞ وﻳﺮﻓﻌﻮن اﻟﻌﺼﻲ وﻳﻨﻬﻀﻮن ﻋﻠﻰ ﺻﻴﺤﺎت »اﻟــﻠــﻪ أﻛــﺒــﺮ«. وﻟﻠﻮﻫﻠﺔ اﻷوﻟـــﻰ ﻳﺒﺪو اﻟﻔﻴﺪﻳﻮ ﻣﺜﺎﻻ ﻧﻤﻮذﺟﻴﺎ ﻟﻠﺪﻋﺎﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻄﻠﻘﻬﺎ ﻓـﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣـﻦ اﻷﺣـﻴـﺎن اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﳌﺴﻠﺤﺔ ﻓﻲ اﻟـﺼـﺮاع اﻟـﺴـﻮري. ﻏﻴﺮ أن ﻣﺨﺒﺮه ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﻣﻈﻬﺮه.

ﻳــﻘــﻮل أﺑـــﻮ ﺳــﺎﻟــﻢ أﻣــــﺎم اﻟــﻜــﺎﻣـ­ـﻴــﺮا ﻣﺘﻬﻜﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻗــﺎدة اﳌـﻌـﺎرﺿـﺔ اﻟـﺬﻳـﻦ ﻳـﺤـﺎرﺑـﻮن ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﺸﺎر اﻷﺳﺪ »ﺑﺴﻢ اﻟﻠﻪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﻴﻢ. أﻧــﺎ أﺑــﻮ ﺳﺎﻟﻢ اﳌﺤﺎﻣﻴﺪ وأﻧــﺎ أﻋﻠﻦ ﻋـﻦ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻛﺘﻴﺒﺔ ﺻﺐ اﻟﺒﺎﻃﻮن )اﻟﺨﺮﺳﺎﻧﺔ( ﻓﻲ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﳌﺤﺮرة«. وﻳﺼﻴﺢ أﺑﻮ ﺳﺎﻟﻢ ﻗﺎﺋﻼ: »إﻧـﺖ دﻣﺮ واﺣﻨﺎ ﺑﻨﻌﻤﺮ ﺑﺈذن اﻟﻠﻪ. ﺗﻜﺒﻴﺮ«، ﻓﻴﻜﺒﺮ رﺟﺎﻟﻪ وﻳﻬﻠﻠﻮن ﺛﻢ ﻳﻨﺨﺮط اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﻲ اﻟﻀﺤﻚ.

وﻗﺎل ﻟـ »روﻳﺘﺮز« ﻫﺎﺗﻔﻴﺎ: »أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺷﺨﺺ اﺳﺘﻮﻗﻔﻨﻲ وأﻧﺎ ﻣﺎﺷﻲ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻖ. ﺑﻴﻘﻮﻟﻮا إﻧﻪ أﻓــﻀــﻞ ﻛﺘﻴﺒﺔ ﺗــﻢ ﺗﺸﻜﻴﻠﻬﺎ ﻣـﻨـﺬ ﺑــﺪاﻳــﺔ اﻷزﻣــﺔ اﻟﺴﻮرﻳﺔ واﻟﺤﺮب اﻟﺴﻮرﻳﺔ«.

ودﻣﺮت اﻟﺤﺮب اﻟﺴﻮرﻳﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﻨﻲ وﻗﺴﻤﺖ اﻟــﺒــﻼد إﻟــﻰ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺳﻴﻄﺮة ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﺮﻗﺖ ﺑﺪورﻫﺎ ﻃـﺮق اﻟﺘﺠﺎرة ورﻓﻌﺖ اﻷﺳﻌﺎر وﺗﺴﺒﺒﺖ ﻓﻲ ﻧﻘﺺ ﻣﺤﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻊ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ. ﻏﻴﺮ أن اﳌﺎل أﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ﻣﻦ اﻟﻮﻻء ات اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ

وﻣﺎ زاﻟﺖ اﻟﺴﻠﻊ ﺗﺠﺪ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ أﻧـــﺤـــﺎ­ء ﺳـــﻮرﻳـــ­ﺎ ﻋــﺒــﺮ اﻟــﺨــﻄــ­ﻮط اﻷﻣـــﺎﻣــ­ـﻴـــﺔ ﻣـﻦ ﺧﻼل دﻓﻊ رﺷﻰ وإﺗﺎوات ﻛﺒﻴﺮة ﻋﻨﺪ اﻟﺤﻮاﺟﺰ اﻷﻣﻨﻴﺔ. وﻳﻌﻴﺶ أﺑﻮ ﺳﺎﻟﻢ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﺨﻀﻊ ﻟـﺴـﻴـﻄـﺮة اﳌــﻌــﺎرﺿ­ــﺔ ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺠﻠﺐ ﻣـــﻮاد اﻟﺒﻨﺎء اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﺴﻴﻄﺮة اﻟﻨﻈﺎم. وﻗـﺎل إن اﻹﺳﻤﻨﺖ اﻟـﺬي ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣـﻦ دﻣـﺸـﻖ ﻗـﺪ ﻳﺒﻠﻎ ﺳـﻌـﺮه ﻧﺤﻮ ٠٣ أﻟــﻒ ﻟﻴﺮة ﻟﻠﻄﻦ ﻣﻦ ﻣﺼﺪره، ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺼﻞ إﻟﻰ درﻋﺎ ﺑﺴﻌﺮ ٠٥ أو ٥٥ أﻟــﻒ ﻟــﻴــﺮة ﺑـﻌـﺪ اﳌــــﺮور ﻋـﺒـﺮ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺤﻮاﺟﺰ اﻷﻣﻨﻴﺔ. وﻳﺸﻌﺮ أﺑﻮ ﺳﺎﻟﻢ )٩٣ ﻋﺎﻣﺎ( وﻫﻮ أب ﻟﻪ ﻣﻦ اﻷوﻻد ﺧﻤﺴﺔ وﻳﻌﻤﻞ ﺑﻨﺎء ﻣﻨﺬ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﺤﺮب ﺑﺤﻤﺎس ﺷﺪﻳﺪ ﺗﺠﺎه ﻋﻤﻠﻪ ﻓﻲ ﺑﻨﺎء وإﺻﻼح ﻣﺎ ﺗﻬﺪم، ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺘﺤﺴﺮ ﻷﻧﻪ ﻳﻌﺠﺰ ﻋـﻦ أداء اﳌﻬﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟـﻮﺟـﻪ اﻷﻣـﺜـﻞ. ﻓـﻼ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻬﻨﺪﺳﻮن أو أﺳﺎﻟﻴﺐ ﺑﻨﺎء ﺣﺪﻳﺜﺔ أو ﺧﻼﻃﺎت إﺳﻤﻨﺖ. وﻳﻌﻴﺪ ﻫﻮ وزﻣـﻼؤه اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﺮﻛﺎم وأﺳﻴﺎخ اﻟﺼﻠﺐ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﻮت اﳌﻬﺪﻣﺔ وﻳﻌﻤﻠﻮن ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ اﻟﻌﺎرﻳﺔ.

وﻳـﺤـﺼـﻞ أﻋــﻀــﺎء اﻟﻜﺘﻴﺒﺔ ﻋـﻠـﻰ أﺟــﻮرﻫــﻢ وﻓﻖ ﻗﺪرة اﻟﺰﺑﺎﺋﻦ، وﺗﺘﺮاوح ﻗﻴﻤﺔ اﻷﺟﺮ ﻣﺎ ﺑﲔ أرﺑﻌﺔ وﺧﻤﺴﺔ دوﻻرات ﻓﻲ اﻟﻴﻮم.

وﻳــﻘــﻮل أﺑـــﻮ ﺳــﺎﻟــﻢ ﻋــﻦ أوﺟـــﻪ إﻧــﻔــﺎق اﳌـــﺎل: »أﻛـــﻞ وﺷــــﺮب. أﻛـــﻞ وﺷـــﺮب ﻓــﻘــﻂ. وأﺿــــﺎف أﻧـﻪ ﻳﻘﻒ ﻫــﻮ ورﺟــﺎﻟــﻪ ﻋﻠﻰ اﺳـﺘـﻌـﺪاد ﳌـﺴـﺎﻋـﺪة أي أﻃــــﺮاف ﺗـﺘـﻔـﻖ ﻓــﻲ اﻟـﻨـﻬـﺎﻳـ­ﺔ ﻋـﻠـﻰ إﻋــــﺎدة إﻋـﻤـﺎر ﺳـﻮرﻳـﺎ«. وﻳﻀﻴﻒ: »أﻣــﺎ إذا ﺑـﺪه ﻳﻴﺠﻲ واﺣﺪ ﻣﻦ ﺑﺮه ﻳﻌﻄﻴﻨﻲ ﺻﺎروخ وﻳﻘﻮل ﻟﻲ ﺣﺎرب، أﻧﺎ ﻣﺎﻧﻲ ﻣﺴﺘﻌﺪ آﺧﺪ ﺻﺎروخ وﻻ آﺧﺪ ﺳﻼح وﻻ أي ﺷﻲء«.

 ??  ?? أﻋﻀﺎء ﻣﻦ ﻛﺘﻴﺒﺔ »أﻧﺖ دﻣﺮ وﻧﺤﻦ ﻧﻌﻤﺮ« ﻓﻲ ﺻﻴﺪا ﻗﺮب درﻋﺎ )روﻳﺘﺮز(
أﻋﻀﺎء ﻣﻦ ﻛﺘﻴﺒﺔ »أﻧﺖ دﻣﺮ وﻧﺤﻦ ﻧﻌﻤﺮ« ﻓﻲ ﺻﻴﺪا ﻗﺮب درﻋﺎ )روﻳﺘﺮز(

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia