ﻫﻞ ﺗﺘﺮك »أوﺑﻚ« ﺷﺮﻛﺎت اﻟﻨﻔﻂ اﻟﺼﺨﺮي ﺗﺤﻔﺮ ﻗﺒﻮرﻫﺎ؟
ﺑﻘﺎء اﻷﺳﻌﺎر ﰲ ﺣﺪود ٥٤ إﻟﻰ ٥٥ دوﻻرﴽ ﻳﺠﻌﻞ اﻹﻧﺘﺎج ﻣﺮﻧﴼ ﺟﺪﴽ
ﻧــﺸــﺮت وﻛـــﺎﻟـــﺔ »ﺑــﻠــﻮﻣــﺒــﻴــﺮغ« ﻗﺒﻞ أﺳﺒﻮﻋﲔ ﺗﻘﺮﻳﺮﴽ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان »ﻣﻨﺘﺠﻮ اﻟﻨﻔﻂ اﻟـﺼـﺨـﺮي ﻓـﻲ أﻣـﻴـﺮﻛـﺎ ﻳﺤﻔﺮون ﺣﻔﺮﺗﻬﻢ ﺑﻴﺪﻫﻢ«... وﻓﻲ ﻳﻮم ٠٣ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣــﺰﻳــﺮان( اﳌﺎﺿﻲ ﻛﺘﺐ ﻣﺤﻠﻞ اﻟﺴﻮق ﻓﻲ »روﻳﺘﺮز« ﺟﻮن ﻛﻴﻤﺐ ﻣﻘﺎﻻ ﻳﺤﻤﻞ ﺗـﻘـﺮﻳـﺒـﴼ اﻟــﻌــﻨــﻮان ﻧــﻔــﺴــﻪ. وﺗــﻌــﻴــﺪ ﻫــﺬه اﻟﻌﻨﺎوﻳﻦ إﻟﻰ اﻷذﻫﺎن اﳌﺜﻞ اﻟﻌﺮﺑﻲ »ﻣﻦ ﺣﻔﺮ ﺣﻔﺮة ﻷﺧﻴﻪ وﻗﻊ ﻓﻴﻬﺎ«، إﻻ أن ﻫﺬه اﻟﺤﻔﺮ ﻗﺪ ﺗﺘﺤﻮل إﻟﻰ ﻗﺒﻮر ﻣﻊ اﻟﻮﻗﺖ.
إذ ﻳــﺒــﺪو واﺿـــﺤـــﴼ أن ﻫــﻨــﺎك ﺷﺒﻪ إﺟــﻤــﺎع ﻓــﻲ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ أن اﻟــﺰﻳــﺎدة ﻓــﻲ اﻟﺤﻔﺮ ﻓــﻲ اﻟــﻮﻻﻳــﺎت اﳌـﺘـﺤـﺪة أﻛﺜﺮ ﻣـﻦ اﻟـــﻼزم، وأن اﻟـﺤـﻔـﺎرات اﻟـﺘـﻲ ﺗﺤﻔﺮ ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ اﻟﻨﻔﻂ ﺗﺪرﻳﺠﻴﴼ ﺳﺘﺤﻔﺮ ﻗﺒﻮر ﻟﻠﺸﺮﻛﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻔﺮ ﻫﻨﺎك؛ ﻷن اﻷﺳﻌﺎر ﺳــﺘــﺘــﺠــﻪ ﻟــﻠــﻬــﺒــﻮط ﻣـــﻊ ﻛـــﻞ زﻳــــــﺎدة ﻓـﻲ اﻟﺤﻔﺎرات ﻟﺘﻬﺒﻂ، إﻟﻰ ﺗﺤﺖ ٠٤ دوﻻرا، وﻫــﺬا ﺣـﺪ ﻻ ﻳﺤﻘﻖ ﻟﻬﺎ أي رﺑﺤﻴﺔ وﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻬﺎ ﺑﻤﻮاﺻﻠﺔ اﻟﺤﻔﺮ.
ﻣـــﻦ اﻟــﺼــﻌــﺐ ﺗــﺼــﻮر ﺣــــﺪوث ﻫــﺬا اﻟﺴﻴﻨﺎرﻳﻮ اﳌــﺄﺳــﺎوي؛ ﻷن اﻟـﻬـﺪف ﻣﻦ اﻻﺗـــﻔـــﺎق اﳌـﻨـﻌـﻘـﺪ ﺑــﲔ أﻋــﻀــﺎء ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟـــﺒـــﻠـــﺪان اﳌــــﺼــــﺪرة ﻟــﻠــﺒــﺘــﺮول )أوﺑــــــﻚ( وﻣﻨﺘﺠﲔ آﺧﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺧــﺎرج اﳌﻨﻈﻤﺔ - ﺗـﻘـﻮدﻫـﻢ روﺳــﻴــﺎ - اﻟـﻌــﺎم اﳌـﺎﺿــﻲ ﻋﻠﻰ ﺧﻔﺾ اﻹﻧﺘﺎج ٨٫١ ﻣﻠﻴﻮن ﺑﺮﻣﻴﻞ ﻳﻮﻣﻴﺎ ﻟﺘﻘﻠﻴﺺ ﺗﺨﻤﺔ ﻣﺨﺰوﻧﺎت اﻟﺨﺎم ودﻋﻢ اﻷﺳﻌﺎر؛ وإن ﻛﺎن ﺑﻌﺾ وزراء »أوﺑﻚ« ﻳﻘﻮﻟﻮن داﺋﻤﴼ إن اﻷﺳﻌﺎر ﻟﻴﺴﺖ ﻫﺪﻓﴼ ﻣﻦ اﻻﺗﻔﺎق.
وﺑـــﺎﻓـــﺘـــﺮاض أن اﻷﺳـــﻌـــﺎر ﻫﺒﻄﺖ ﺗﺤﺖ ﻣﺴﺘﻮى ٠٤ دوﻻرﴽ وﻇﻠﺖ ﻫﻜﺬا ﻟﻔﺘﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻓﻤﺎذا ﺳﻴﺤﺪث؟ ﺳﻴﺨﺮج ﺟــﺰء ﻛﺒﻴﺮ ﻣــﻦ اﻟــﺤــﻔــﺎرات ﻣــﻦ اﻟـﺴـﻮق، وﺗﻌﻮد اﻷﺳﻌﺎر ﻟﻠﺼﻌﻮد ﻣﺠﺪدﴽ؛ وﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﻌﻮد ﻛﻞ ﻫﺆﻻء ﻣﺠﺪدﴽ ﻟﻺﻧﺘﺎج ﻛﻤﺎ ﻋـــﺎدوا ﻣـﻨـﺬ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ )ﺗـﺸـﺮﻳـﻦ اﻟـﺜـﺎﻧـﻲ( اﳌﺎﺿﻲ ﺗﺪرﻳﺠﻴﴼ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﻘﺪت »أوﺑﻚ« اﺗـــﻔـــﺎﻗـــﻬـــﺎ وزادوا اﻟــــﺤــــﻔــــﺎرات ﺑــﻨــﺤــﻮ اﻟﻀﻌﻒ، ﻟﺘﺼﻞ ﺣﺘﻰ اﻷﺳﺒﻮع اﳌﺎﺿﻲ إﻟﻰ ٥٤٧ ﺣﻔﺎرة ﺗﻨﻘﺐ ﻋﻦ اﻟﻨﻔﻂ ﻓﻘﻂ.
ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﻘﻊ اﻟﻠﻮم؟
ﻣــﻦ اﻟـﺴـﻬـﻞ ﺟــﺪﴽ إﻟــﻘــﺎء اﻟــﻠــﻮم ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺘﺠﻮ اﻟـﻨـﻔـﻂ اﻟـﺼـﺨـﺮي ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﻢ أﺣﺪ ﻋﻮاﻣﻞ اﺿﻄﺮاب اﻟﺴﻮق اﻟﻨﻔﻄﻴﺔ، وﺑﺨﺎﺻﺔ أن اﻹﻧــﺘــﺎج اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻲ وﺻﻞ إﻟــــﻰ ٨٠٫٩ ﻣــﻠــﻴــﻮن ﺑــﺮﻣــﻴــﻞ ﻳــﻮﻣــﻴــﴼ ﻓﻲ أﺑﺮﻳﻞ )ﻧﻴﺴﺎن( اﳌﺎﺿﻲ، رﻏﻢ اﻧﺨﻔﺎض ﻗﻠﻴﻞ ﻓﻲ اﻹﻧﺘﺎج ﻣﻦ اﻟﺤﻘﻮل اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﻓــﻲ ﺧـﻠـﻴـﺞ اﳌـﻜـﺴـﻴـﻚ، ﻓــﻲ اﻟــﻮﻗــﺖ اﻟــﺬي ﺗﻮاﺻﻞ ﻓﻴﻪ اﻟﻨﻤﻮ ﻣﻦ اﻟﺤﻘﻮل اﻟﺒﺮﻳﺔ، وﺑﺨﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺣـﻮض اﻟﺒﺮﻳﻤﻴﺎن، أﺣﺪ أﻛﺒﺮ اﻷﺣـــﻮاض اﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﳌﻨﺘﺠﺔ ﻟﻠﻨﻔﻂ اﻟﺼﺨﺮي.
ﻟـﻜـﻦ ﻓــﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣـــﺮ، أن ﻣﺴﺄﻟﺔ »ﺣﻔﺮ اﻟﺤﻔﺮة« أﺻﺒﺤﺖ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﲔ اﻟــﺠــﻤــﻴــﻊ ﻓـــﻲ اﻟـــﺴـــﻮق. ﻓــﻤــﻨــﺬ ﻧـﻮﻓـﻤـﺒـﺮ ﻋـــﺎم ٤١٠٢ وﺣــﺘــﻰ ﺳـﺒـﺘـﻤـﺒـﺮ )أﻳـــﻠـــﻮل( ٦١٠٢، و»أوﺑﻚ« ﺗﺤﻔﺮ ﺣﻔﺮا ﻟﻠﻤﻨﺘﺠﲔ ﻣــﻦ ﺧـﺎرﺟـﻬـﺎ، اﻟــﺬﻳــﻦ ﻳـﺄﺗـﻲ ﻣــﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﻨﺘﺠﻮ اﻟﻨﻔﻂ اﻟﺼﺨﺮي، إﺿـﺎﻓـﺔ إﻟﻰ ﻣﻨﺘﺠﻲ اﻟﻨﻔﻂ اﻟﺜﻘﻴﻞ اﻟﻜﻨﺪي... وأوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﻔﺮون ﻓﻲ اﳌﻴﺎه اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن.
وﺗﺮﻛﺖ »أوﺑﻚ« اﻷﺳﻌﺎر ﺗﻬﺒﻂ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻳﺨﺮج اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻦ اﳌﻨﺎﻓﺴﺔ وﺗﺒﻘﻰ اﻟــﺴــﻮق ﺣـﻜـﺮﴽ ﻋـﻠـﻰ اﳌﻨﺘﺠﲔ اﻷﻗــﻮﻳــﺎء اﻟـﻔـﺎﻋـﻠـﲔ. وﺑـﺎﻟـﻄـﺒـﻊ، ﺣــﺎول اﳌﻨﺘﺠﻮن ﻓـــﻲ أﻣــﻴــﺮﻛــﺎ اﻟــﺸــﻤــﺎﻟــﻴــﺔ إﺛـــﺒـــﺎت ﻗـﻮﺗـﻬـﻢ أﻣـــــﺎم »أوﺑــــــــﻚ«، واﺳـــﺘـــﺨـــﺪم ﻫـــــﺆﻻء ﻛﻞ اﻟﺤﻴﻞ اﻟﻔﻨﻴﺔ واﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﺨﻔﻴﺾ ﻧﻔﻘﺎت ﻟﺤﻔﺮ آﺑــﺎر ﻏﻴﺮ ﻣﻜﺘﻤﻠﺔ ﻟﻠﺒﻘﺎء ﻓـــﻲ اﻟـــﺴـــﻮق، وارﺗـــﻔـــﻊ اﻹﻧـــﺘـــﺎج ﻟﻴﺼﻞ إﻟﻰ ذروﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﺎرس )آذار( ٥١٠٢ ﻋﻨﺪ ٧٢٦٫٩ ﻣـﻠـﻴـﻮن ﺑـﺮﻣـﻴـﻞ ﻳـﻮﻣـﻴـﴼ، ﺑﺤﺴﺐ أرﻗﺎم إدارة ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ، ﺛﻢ ﻋـﺎد اﻹﻧـﺘـﺎج ﻟﻴﻬﺒﻂ ﺑﻌﺪ ذﻟـﻚ ﺣﺘﻰ وﺻﻞ إﻟﻰ ٧٦٥٫٨ ﻣﻠﻴﻮن ﺑﺮﻣﻴﻞ ﻳﻮﻣﻴﴼ ﻓﻲ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ.
ورﻏــﻢ أن اﻟـﺸـﺮﻛـﺎت اﳌﻨﺘﺠﺔ ﻫﻨﺎك ﺧــﺎﺻــﺔ، ﻓـﺈﻧـﻬـﺎ ﺗﺘﻠﻘﻰ دﻋـﻤـﴼ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﻣـــﻦ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ ﺳـــــﻮاء اﻟــﺴــﺎﺑــﻘــﺔ ﺗـﺤـﺖ إدارة ﺑـــﺎراك أوﺑــﺎﻣــﺎ، أو اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﺗﺤﺖ إدارة دوﻧــﺎﻟــﺪ ﺗــﺮﻣــﺐ. وﺗـــﺮى اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻷﻣـــﻴـــﺮﻛـــﻴـــﺔ، أن ﻫـــــﺬه اﻟــــﺸــــﺮﻛــــﺎت ﻫـﻲ »أﻣـﻞ أﻣﻴﺮﻛﺎ« ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺣﻠﻤﻬﺎ ﺑﺎﻻﺳﺘﻘﻼل ﻋﻦ »أوﺑﻚ«.
وﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﳌﺼﺎرف »وول ﺳﺘﺮﻳﺖ«، ﻓﺈن ﻫﺬه اﻟﺸﺮﻛﺎت ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ »ﺧﻴﻞ رﻫــــــﺎن« ﻋــﻨــﺪﻣــﺎ ﻛـــﺎﻧـــﺖ أﺳـــﻌـــﺎر اﻟـﻨــﻔــﻂ ٠٠١ دوﻻر؛ وﻟﻬﺬا دﻋﻤﺘﻬﺎ وأﻗﺮﺿﺘﻬﺎ ﺣﺘﻰ اﻟﺜﻤﺎﻟﺔ. ﻛﻞ ﻫﺬه اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻔﻨﻴﺔ واﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻴــﺔ واﳌـــﺎﻟـــﻴـــﺔ ﺟــﻌــﻠــﺖ اﻟـﻨـﻔـﻂ اﻟــﺼــﺨــﺮي ﻣــﺮﻧــﴼ وﻣﺴﺘﻌﺼﻴﴼ ﻣـﻘـﺎرﻧـﺔ ﺑﺎﳌﻨﺘﺠﲔ اﻵﺧــﺮﻳــﻦ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﻦ وﻏﻴﺮ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﻦ.
اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ »أوﺑﻚ«
وﺑـــﺎﻟـــﻌـــﻮدة ﻟــﻠــﻤــﺜــﻞ اﻟـــﻌـــﺮﺑـــﻲ، ﻓــﺈن »أوﺑــــﻚ« ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺣـﻔـﺮت ﻟﻠﺒﺎﻗﲔ ﺣﻔﺮة وﻗﻌﺖ ﻓﻴﻬﺎ، وﻟﻢ ﺗﻜﻦ »أوﺑﻚ« ﻟﺘﻘﻊ ﻓﻲ اﻟﺤﻔﺮة ﻟﻮﻻ أﻧﻬﺎ زادت ﻓﻴﻬﺎ وأﺻﺒﺤﺖ ﻛــﺒــﻴــﺮة ﻟـــﺪرﺟـــﺔ اﺑــﺘــﻠــﻌــﺖ دول »أوﺑـــــﻚ« ﻧﻔﺴﻬﺎ، ﺣﻴﺚ ﺗﺪﻫﻮرت اﳌﻴﺰاﻧﻴﺎت ﻟﻜﻞ اﳌﻨﺘﺠﲔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ وﻟﻠﺸﺮﻛﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ؛ وﻫـــﺬا ﻣــﺎ ﺟـﻌـﻞ وﻟــﻲ اﻟـﻌـﻬـﺪ اﻟـﺴـﻌـﻮدي اﻷﻣــﻴــﺮ ﻣـﺤـﻤـﺪ ﺑــﻦ ﺳـﻠـﻤـﺎن ﻳــﺤــﺎول ﻣﻊ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺮوﺳﻲ ﻓﻼدﻳﻤﻴﺮ ﺑﻮﺗﲔ ردم اﻟﺤﻔﺮة وإﻋﺎدة اﻻﺳﺘﻘﺮار ﻟﻠﺴﻮق.
وﻋــــــــــــــﺎدت اﻟــــــﺸــــــﺮﻛــــــﺎت اﻟـــﻨـــﻔـــﻄـــﻴـــﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ اﻵن إﻟﻰ اﻟﺘﻮﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺤﻔﺮ، وﻣﻦ اﳌﺘﻮﻗﻊ أن ﺗﺤﻔﺮ اﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺤﻔﺮ ﻟــﻴــﺼــﻞ اﻹﻧــــﺘــــﺎج اﻷﻣـــﻴـــﺮﻛـــﻲ ﻓـــﻲ اﻟــﻌــﺎم اﳌﻘﺒﻞ إﻟــﻰ أﻛﺜﺮ ﻣـﻦ ٠١ ﻣﻼﻳﲔ ﺑﺮﻣﻴﻞ ﻳﻮﻣﻴﴼ، ﺑﺤﺴﺐ ﺗﻮﻗﻌﺎت إدارة ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ؛ وﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﺳﻴﺠﻌﻞ ﻣـﻦ ﻣﻬﻤﺔ »أوﺑـــﻚ« ﳌـﻮازﻧـﺔ اﻟـﺴـﻮق أﻣـﺮﴽ ﺻﻌﺒﴼ، ﺣﻴﺚ إن أي ﺧﻔﺾ ﻣـﻦ ﺟﺎﻧﺐ »أوﺑـــــــﻚ« ﺳــﻴــﺘــﻢ ﺗــﻌــﻮﻳــﻀــﻪ ﻣـــﻦ ﺟــﺎﻧــﺐ ﻣﻨﺘﺠﻲ اﻟﻨﻔﻂ اﻟﺼﺨﺮي.
وﻳﺮى ﻣﺼﺮف »ﺑﻨﻚ أوف أﻣﻴﺮﻛﺎ« ﻓــﻲ ﺗـﻘـﺮﻳـﺮ ﺻــــﺎدر ﻳـــﻮم ٨٢ ﻳــﻮﻧــﻴــﻮ، أن اﻟﻨﻔﻂ اﻟﺼﺨﺮي أﺻﺒﺢ ﻣﺮﻧﴼ ﺟــﺪﴽ ﻣﻊ ﺑﻘﺎء اﻟﻨﻔﻂ ﻓﻲ ﺣﺰﻣﺔ ﺳﻌﺮﻳﺔ ﺑﲔ ٥٤ إﻟﻰ ٥٥ دوﻻرﴽ، ﺑﻤﻌﻨﻰ أن ﻛﻞ دوﻻر زﻳـﺎدة أو ﻧﻘﺼﺎن ﻓـﻲ ﺳﻌﺮ اﻟﺒﺮﻣﻴﻞ ﻓـﻲ ﻫﺬه اﻟﺤﺰﻣﺔ ﻳﺰﻳﺪ اﻹﻧﺘﺎج أو ﻳﺨﻔﻀﻪ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٠٠١ أﻟﻒ ﺑﺮﻣﻴﻞ ﻳﻮﻣﻴﴼ.
وﻟﻬﺬا؛ ﻳﺮى اﳌﺼﺮف أن اﻟﻨﻤﻮ ﻓﻲ إﻧـﺘـﺎج اﻟﻨﻔﻂ اﻟـﺼـﺨـﺮي ﻋﻨﺪ ﺳﻌﺮ ٥٤ دوﻻرا ﺳﻴﻜﻮن ﺑﻨﺤﻮ ٠٠٢ أﻟﻒ ﺑﺮﻣﻴﻞ ﻳﻮﻣﻴﴼ، وﻟﻜﻨﻪ ﺳﻴﻜﻮن ﻋﻨﺪ ﻣﺴﺘﻮى ١٫١ ﻣﻠﻴﻮن ﺑﺮﻣﻴﻞ ﻳﻮﻣﻴﴼ ﻋﻨﺪ ﻣﺴﺘﻮى ٥٥ دوﻻرا.
وﺑﻘﺎء أﺳﻌﺎر اﻟﻨﻔﻂ ﺑﲔ ٥٤ دوﻻرا إﻟﻰ ٠٥ دوﻻرا ﻣﻊ اﺳﺘﻤﺮار ﻧﻤﻮ اﻟﻄﻠﺐ ﻛﻤﺎ ﻫـﻮ اﻟـﺤـﺎل اﻵن، واﺳـﺘـﻤـﺮار اﺗﻔﺎق ﺗـﺨـﻔـﻴـﺾ إﻧــﺘــﺎج »أوﺑــــــﻚ« وﺧــﺎرﺟــﻬــﺎ، ﺳﻴﺤﻘﻖ اﻟــﺘــﻮازن اﳌﻄﻠﻮب ﻓـﻲ اﻟﺴﻮق وﺳــﻴــﺪﻓــﻊ أﺳــﻌــﺎر اﻟـﻨـﻔـﻂ إﻟـــﻰ وﺿﻌﻴﺔ اﻟـــ»ﺑــﺎﻛــﻮردﻳــﺸــﲔ«، وﻗــﺪ ﻳﺼﻞ ﻫــﺬا ﻣﺎ ﺑﲔ ٣ إﻟﻰ ٧ دوﻻرات؛ وﻫﻮ ﻣﺎ ﺳﻴﺠﻌﻞ ﺗــﺨــﺰﻳــﻦ اﻟــﻨــﻔــﻂ ﻏــﻴــﺮ ﻣـــﺮﺑـــﺢ؛ ﻷن ﺷﺢ اﻹﻣﺪادات ﻋﻠﻰ اﳌﺪى اﻟﻘﺮﻳﺐ أﻋﻠﻰ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﳌﺪى اﻟﺒﻌﻴﺪ.
اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت ﻟﻠﻄﺮﻓﲔ
وﻟــﻜــﻦ اﻟــﺘــﺤــﺪي اﻟــﻜــﺒــﻴــﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟـ»أوﺑﻚ« وﺑﺎﻗﻲ اﳌﻨﺘﺠﲔ ﻫﻮ اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﺤﺰﻣﺔ اﻟﺴﻌﺮﻳﺔ واﻟﻘﺒﻮل ﺑﻬﺎ، وﻫـﺬا أﻣـﺮ ﺻﻌﺐ ﺣﺎﻟﻴﴼ ﻷن اﳌﻴﺰاﻧﻴﺎت ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﺳـﻌـﺎر أﻋﻠﻰ ﻣـﻦ ﻫـﺬا ﻟﻜﻲ ﺗـــﺘـــﻮازن. ﻓـﻌـﻠـﻰ ﺳـﺒـﻴـﻞ اﳌــﺜــﺎل، روﺳـﻴـﺎ ﺳﺘﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺳﻌﺮ ﺗﻌﺎدل ﻟﻠﻤﻴﺰاﻧﻴﺔ ﻣﺎ ﺑﲔ ٠٦ و٥٦ دوﻻرا ﻫﺬا اﻟﻌﺎم ﻟﻜﻲ ﺗﻮازن ﻣﻴﺰاﻧﻴﺘﻬﺎ، وﻣﺎ ﺑﲔ ٠٥ و٥٥ دوﻻرﴽ ﻓﻲ اﻟـﻌـﺎم اﳌﻘﺒﻞ، واﻷﻣــﺮ ﻟﻴﺲ ﺑﺄﻓﻀﻞ ﻓﻲ »أوﺑﻚ«.
وﻳـﺒـﻘـﻰ اﻟـﺘـﺤـﺪي ﻟـﺸـﺮﻛـﺎت اﻟﻨﻔﻂ اﻟــﺼــﺨــﺮي ﻫـــﻮ ﺿــﺒــﻂ إﻧــﺘــﺎﺟــﻬــﻢ ﺑﻤﺎ ﻳـــﺘـــﻨـــﺎﺳـــﺐ ﻣـــــﻊ اﻟــــﻄــــﻠــــﺐ، وﻟــــﻴــــﺲ ﻣــﻊ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻬﻢ اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻓﻘﻂ؛ ﻷن ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﻛـﺒـﺮﻳـﺎت ﺷـﺮﻛـﺎت اﻟﻨﻔﻂ اﻟـﺼـﺨـﺮي ﻟﻢ ﺗﺤﻘﻖ أرﺑﺎﺣﴼ ﻓﻲ اﻟﺮﺑﻊ اﻷول، وﺣﺘﻰ اﻟﺬﻳﻦ ﺣﻘﻘﻮا أرﺑــﺎح ﻣﺜﻞ »ﻛﻮﻧﻨﺘﻨﺘﺎل رﻳـــــــﺴـــــــﻮرﺳـــــــﺰ«، ﻓــــﻘــــﺪ ﺣـــﻘـــﻘـــﺘـــﻪ ﻋــﻠــﻰ اﺳـﺘـﺤـﻴـﺎء. ﻓــﻲ اﻟــﻮﻗــﺖ اﻟـــﺬي اﻧﺘﻌﺸﺖ ﻓـﻴـﻪ ﺷــﺮﻛــﺎت اﻟـﻨـﻔـﻂ اﻟــﺪوﻟــﻴــﺔ وﺣﻘﻘﺖ أرﺑﺎﺣﴼ ﻛﺒﻴﺮة.
وﺳﻴﻜﻮن اﻟﻮﺿﻊ أﺳﻮأ ﻓﻲ اﻷﺷﻬﺮ اﳌــﻘــﺒــﻠــﺔ ﻟـــﺸـــﺮﻛـــﺎت اﻟــﻨــﻔــﻂ اﻟــﺼــﺨــﺮي، وﺑــﺨــﺎﺻــﺔ أن اﺳــﺘــﺮاﺗــﻴــﺠــﻴــﺔ اﻟـﺘـﺤـﻮط ﻟﻠﺸﺮﻛﺎت ﻣﻦ ﺧﻼل ﺑﻴﻊ إﻧﺘﺎﺟﻬﺎ ﻟﻠﻌﺎم اﳌــﻘــﺒــﻞ ﺑــﺄﺳــﻌــﺎر أﻋــﻠــﻰ اﻵن، ﺑــــﺪأت ﻓﻲ اﻟﺘﺮاﺟﻊ ﻛﻤﺎ ﻳﻈﻬﺮ »ﺑﻨﻚ أوف أﻣﻴﺮﻛﺎ«.
وﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺣﻴﻠﺔ ﻟﻠﺸﺮﻛﺎت اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺳﻮى ﺿﺒﻂ اﻟﻨﻔﺲ، ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮل ﻫﺎروﻟﺪ ﻫـــﺎم، رﺋــﻴــﺲ ﻛـﻮﻧـﻨـﺘـﻨـﺘـﺎل رﻳــﺴــﻮرﺳــﺰ، وﻫﺬه ﻻ ﺗﻜﻔﻲ؛ إذ إن اﻟﺸﺮﻛﺎت ﻣﺴﺘﻤﺮة ﻓﻲ اﻹﻧﺘﺎج رﻏﻢ ﺧﺴﺎﺋﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻏﻴﺎب ﺗﺸﺮﻳﻌﺎت ﺻﺎرﻣﺔ ﻟﻬﻢ. وﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺣﻴﻠﺔ ﻟــ»أوﺑـﻚ« ﺳـﻮى اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ وﺣﺪﺗﻬﺎ واﻟﻘﺒﻮل ﺑﺄﺳﻌﺎر ﺗﻀﺒﻂ ﻣﻨﺘﺠﻲ اﻟﻨﻔﻂ اﻟﺼﺨﺮي؛ ﻷن اﻟﺴﻮق ﻋﺎﻧﺖ ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻣﻦ اﻟﺤﻔﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺣﻔﺮﻫﺎ ﻓﻲ آﺧﺮ ﺳﻨﺘﲔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻄﺮﻓﲔ.