ﺗﺮﻣﺐ ﻳﺮﻛﻞ اﻟﻌﻠﺒﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﻮل اﻟﻄﺮﻳﻖ
ﻋــﻠــﻰ ﻣـــــﺪى اﻷﺷــــﻬــــﺮ اﻟــﺴــﺘــﺔ اﳌــﺎﺿــﻴــﺔ، ﺑـﻄـﺮﻳـﻘـﺔ أو ﺑــﺄﺧــﺮى، رﻛـــﻞ اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ دوﻧــﺎﻟــﺪ ﺗﺮﻣﺐ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣـﻦ اﻟﻌﻠﺐ اﳌــﻮروﺛــﺔ ﻣـﻦ إدارة ﺑﺎراك أوﺑﺎﻣﺎ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﻮل اﻟﻄﺮﻳﻖ.
ﺑــﻌــﺪ اﻟــﻜــﺜــﻴــﺮ ﻣـــﻦ اﳌــــﺤــــﺎوﻻت ﻹﻟــﻐــﺎﺋــﻪ، اﻧﻄﻠﻖ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ أوﺑﺎﻣﺎ - ﻛﻴﺮ ﻟﻠﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ إﻟــــﻰ ﻏــﻴــﺎﻫــﺐ اﻟــﻠــﺠــﺎن اﻟــﺘــﺸــﺮﻳــﻌــﻴــﺔ. وﺟـــﺮى ﺗﻌﺪﻳﻞ ﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺘﻮدد اﻟﺘﻲ اﻧﺘﻬﺠﻬﺎ ﺑﺎراك أوﺑﺎﻣﺎ ﻣﻊ اﻷﺧﻮﻳﻦ ﻛﺎﺳﺘﺮو ﻏﻴﺮ أﻧﻬﺎ ﻟــﻢ ﺗﺴﻘﻂ ﺗـﻤـﺎﻣـﴼ. ورﻓـــﺾ اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ اﻟﺠﺪﻳﺪ اﺗﻔﺎق ﺑﺎرﻳﺲ اﳌﻨﺎﺧﻲ ﺷﻔﻬﻴﴼ وﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ دﻓﻨﻪ ﻋﻤﻠﻴﴼ ﻻ ﻟﺸﻲء ﺳﻮى أﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺪﺧﻞ ﺣﻴﺰ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ اﻟﻔﻌﻠﻲ ﺣﺘﻰ ﻋﺎم ٠٢٠٢.
وآﺧــــــﺮ اﻟــﻌــﻠــﺐ اﻟـــﺘـــﻲ ﻳــــﺤــــﺎول اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻲ رﻛﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻃــﻮل اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻫـﻲ ﻣﺎ ﻳﻌﺮف إﻋﻼﻣﻴﴼ ﺑﺎﺳﻢ ﺧﻄﺔ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺸﺎﻣﻠﺔ اﳌﺸﺘﺮﻛﺔ، وﻫــﻲ اﻟـﺒـﻴـﺎن اﻟﺼﺤﺎﻓﻲ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ واﻟﺬي ﻳﻌﺪد اﻷﻣﻮر اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﲔ ﻋﻠﻰ إﻳـــﺮان اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻬﺎ ﺣـﻴـﺎل ﻣﺸﺮوﻋﻬﺎ اﻟـﻨـﻮوي اﳌـــﺜـــﻴـــﺮ ﻟـــﻠـــﺠـــﺪل ﻓــــﻲ ﻣـــﻘـــﺎﺑـــﻞ اﻟــــﺮﻓــــﻊ اﳌـــﺆﻗـــﺖ ﻟﻠﻌﻘﻮﺑﺎت اﻻﻗـﺘـﺼـﺎدﻳـﺔ اﻟـﺪوﻟـﻴـﺔ اﳌﻔﺮوﺿﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ.
ﻳـــــﻮم اﻻﺛــــﻨــــﲔ اﳌــــﺎﺿــــﻲ، أﺑــﻠــﻐــﺖ وزارة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ اﻟﻜﻮﻧﻐﺮس ﺑﺄن اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺗـﺮﻣـﺐ ﻳﻌﺘﺰم ﺗﻤﺪﻳﺪ اﻹﻋــﻔــﺎء ﺑـﺸـﺄن ﺗﻌﻠﻴﻖ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﳌﻘﺮرة ﻋﻠﻰ إﻳﺮان ﳌﺪة ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻬﺮ أﺧﺮى. وﻗﺪ ﺑﺮرت وزارة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻗﺮار اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺰﻋﻢ ﺑﺄن إﻳﺮان ﻗﺪ اﺣﺘﺮﻣﺖ ﻧﺺ ﺧﻄﺔ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺸﺎﻣﻠﺔ اﳌﺸﺘﺮﻛﺔ ﻓﻲ ﺣﲔ أﻧﻬﺎ ﺧﺎﻟﻔﺖ روح اﻟﺨﻄﺔ وﻓﺤﻮاﻫﺎ.
وﻳﺄﺗﻲ ﻗﺮار اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﺑﺎﻟﺘﻤﺪﻳﺪ ﻟﺼﺎﻟﺢ إﻳــﺮان ﺑﻌﺪ ﻋﺎﻣﲔ ﺗﻤﺎﻣﴼ ﻣـﻦ إﻣﺎﻃﺔ اﻟــﻠــﺜــﺎم ﻋــﻦ ﺧـﻄـﺔ اﻟـﻌـﻤـﻞ اﻟـﺸـﺎﻣـﻠـﺔ اﳌﺸﺘﺮﻛﺔ ﻓــﻲ ﻓﻴﻴﻨﺎ واﻹﺷـــــﺎدة اﻟـﻜـﺒـﻴـﺮة اﻟــﺘــﻲ ﺗﻠﻘﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎن اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﺣﺴﻦ روﺣﺎﻧﻲ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ »أﻛــﺒــﺮ اﻧـﺘـﺼـﺎر دﺑـﻠـﻮﻣـﺎﺳـﻲ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻹﺳـﻼم«. وﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻫﻲ أن إﻳــﺮان ﻗﺪ اﻧﺘﻬﻜﺖ ﻧﺺ وروح اﻟﺨﻄﺔ ﻓﻲ آن واﺣﺪ.
ﻋـﻠـﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﳌــﺜــﺎل، ﺧﻔﻀﺖ إﻳــــﺮان ﻣﻦ ﻋﺪد أﺟﻬﺰة اﻟﻄﺮد اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﻟﺪﻳﻬﺎ واﳌﺴﺆوﻟﺔ ﻋﻦ ﺗﺨﺼﻴﺐ اﻟﻴﻮراﻧﻴﻮم، وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺨﻔﺾ اﻟﻘﺪرة اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺴﺒﺐ أن اﻷﺟﻬﺰة اﻟﺠﺪﻳﺪة ذات اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻟﺪﻳﻬﺎ إﻧﺘﺎﺟﻴﺔ أﻋـــﻠـــﻰ ﺑــﻜــﺜــﻴــﺮ ﻣـــﻦ اﻷﺟــــﻬــــﺰة اﻟــﻘــﺪﻳــﻤــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗﺨﻠﺼﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﻃﻬﺮان. وﻋﻠﻰ أي ﺣﺎل، وﺣﻴﺚ إﻧﻪ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻟﺪى إﻳـﺮان أي ﻣﺤﻄﺎت ﻟﻠﻄﺎﻗﺔ اﻟـﻨـﻮوﻳـﺔ ﻗـﺪ ﺗﺤﺘﺎج ﻻﺳـﺘـﺨـﺪام اﻟﻴﻮراﻧﻴﻮم اﳌــﺨــﺼــﺐ ﻛــــﻮﻗــــﻮد، ﻳــﻤــﻜــﻦ ﻟــﻠــﻤــﺮء اﻓـــﺘـــﺮاض أن ﻛـﺎﻓـﺔ اﳌــﺨــﺰون ﻣــﻦ اﻟـﻴـﻮراﻧـﻴـﻮم اﳌﺨﺼﺐ ﺳـﻮف ﻳﺘﻢ ﺗﺨﺰﻳﻨﻪ ﻷﻏــﺮاض أﺧــﺮى ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟـﺮؤوس اﻟﺤﺮﺑﻴﺔ اﻟﻨﻮوﻳﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﺮر اﻟﻘﻴﺎدة اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ذﻟﻚ.
وﻟــﻜــﻲ ﺗــﺤــﺎﻓــﻆ ﻃـــﻬـــﺮان ﻋــﻠــﻰ اﺳــﺘــﻤــﺮار »ﺧـﺪﻋـﺔ« اﺣﺘﻴﺎﺟﻬﺎ اﻟـﻀـﺮوري ﻟﻠﻴﻮراﻧﻴﻮم ﻛـــﻮﻗـــﻮد، ﺗـﻌـﻠـﻦ اﻟــﻘــﻴــﺎدة اﻹﻳـــﺮاﻧـــﻴـــﺔ ﺑــﺼــﻮرة دورﻳــــــﺔ ﻋـــﻦ ﺧــﻄــﻂ ﻟــﺒــﻨــﺎء ﻣــﺤــﻄــﺎت اﻟــﻄــﺎﻗــﺔ اﻟﻨﻮوﻳﺔ ﺑﻤﺴﺎﻋﺪات ﻣﻦ اﻟﺼﲔ أو روﺳﻴﺎ. وﻣــﻊ ذﻟـــﻚ، ﻳﻌﻠﻢ اﻟﺠﻤﻴﻊ أن إﻳـــﺮان ﻻ ﺗﻤﻠﻚ اﳌﺎل اﻟﻜﺎﻓﻲ ﻹﻧﻔﺎﻗﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﳌﺸﺎرﻳﻊ اﻟﻨﻮوﻳﺔ اﻟﻀﺨﻤﺔ وأﻧﻪ ﻻ روﺳﻴﺎ وﻻ اﻟﺼﲔ ﺣﺮﻳﺼﺘﺎن أو ﻋﺎزﻣﺘﺎن ﻓﻌﻠﻴﴼ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﻓﻲ ﻣﺸﺮوع ﻣﺠﻨﻮن ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ. وﻳﻌﻜﺲ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ اﻟــﺬي أﻋﺪﺗﻪ وزارة اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ أن ﻣﺤﻄﺎت اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﻨﻮوﻳﺔ ﺳﻮف ﺗﻜﻠﻒ أﻣـﻮاﻻ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٠٤ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﳌﻄﻠﻮب ﻹﻧﺘﺎج اﻟﻄﺎﻗﺔ ﻣﻦ اﻟﻐﺎز اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ اﻟــﺬي ﺗﻤﺘﻠﻚ إﻳــﺮان ﻛﻤﻴﺎت ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻣﻨﻪ.
وﻫﻨﺎك ﻣﺜﺎل آﺧﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﺨﺰون اﳌﺎء اﻟﺜﻘﻴﻞ اﻟﺬي ﺗﻤﺘﻠﻜﻪ إﻳﺮان وﺗﺤﺘﻔﻆ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ اﻟﺴﻨﲔ. ﺗﻢ إﺧﺮاج ﻣﻨﺸﺄة اﻟﺒﻠﻮﺗﻮﻧﻴﻮم ﻓﻲ آراك ﻣﻦ اﻟﺨﺪﻣﺔ ﻓﻌﻠﻴﴼ، ﻣﻤﺎ أدى إﻟﻰ ﻋﺮﻗﻠﺔ ﻣــﺆﻗــﺘــﺔ ﻟـــﻮاﺣـــﺪة ﻣـــﻦ ﻃــﺮﻳــﻘــﺘــﲔ رﺋـﻴـﺴـﻴـﺘـﲔ ﺗــﺆﻫــﻼن إﻳــــﺮان ﻻﻣــﺘــﻼك اﻟـــــﺮؤوس اﻟـﺤـﺮﺑـﻴـﺔ اﻟﻨﻮوﻳﺔ. وﻟﻜﻦ ﻣﺎ اﻟـﺬي ﺳـﻮف ﺗﻔﻌﻠﻪ إﻳـﺮان ﺑﺎﻻﺣﺘﻴﺎﻃﻲ اﻟـﺬي ﺗﻤﻠﻜﻪ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ؟ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﺧـﻄـﺔ اﻟـﻌـﻤـﻞ اﻟـﺸـﺎﻣـﻠـﺔ اﳌـﺸـﺘـﺮﻛـﺔ ﻓـﺈﻧـﻪ ﻳﺠﺐ ﺑﻴﻊ ﻫــﺬا اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﻲ ﻓـﻲ اﻷﺳـــﻮاق اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ. وﻟﻜﻦ ﻣﺎ اﻟﺬي ﺳﻮف ﻳﺤﺪث إذا ﺗﻌﺬر اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺘﺮ؟ وﻧﺰﻋﴼ ﻟﻠﺤﻴﺮة ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﺴﺎؤل، ﺗﻌﻬﺪ اﻟﺮﺋﻴﺲ أوﺑﺎﻣﺎ ﺑﺘﺮﺗﻴﺐ ﺷﺮاء اﳌﺨﺰون اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﻋﺒﺮ ﺷﺮﻛﺎت أﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪم اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺘﺮﻳﻦ آﺧﺮﻳﻦ. وﺑﻌﺪ ﻋﺎﻣﲔ، ﻟﻴﺲ ﻫـﻨـﺎك ﻣـﺸـﺘـﺮون، وﻣــﻦ ﻏﻴﺮ اﳌـﺮﺟـﺢ أن ﻳﻨﺠﺢ اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ ﺗـﺮﻣـﺐ ﻓــﻲ إﻗــﻨــﺎع اﻟـﺸـﺮﻛـﺎت اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ ﺑــﺸــﺮاء اﳌـــﺨـــﺰون اﻹﻳـــﺮاﻧـــﻲ اﻟــﺬي ﻗــﺪ ﻳـﺮﻗـﻰ أو ﻻ ﻳـﺮﻗـﻰ إﻟــﻰ اﳌـﻌـﺎﻳـﻴـﺮ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﳌﻄﻠﻮﺑﺔ.
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﻬﺪف ﻣﻦ ﺧﻄﺔ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺸﺎﻣﻠﺔ اﳌﺸﺘﺮﻛﺔ أﺑﺪا ﻫﻮ إﻳﺠﺎد ﺣﻠﻮل ﻟﻠﻄﻤﻮﺣﺎت اﻟـﻨـﻮوﻳـﺔ اﻹﻳـﺮاﻧـﻴـﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ أو اﳌﺘﺼﻮرة. ﻛــﻤــﺎ ﻟـــﻢ ﻳــﻜــﻦ اﻟـــﻬـــﺪف ﻣــﻨــﻬــﺎ إﻋـــــﺎدة اﻟـﺘـﺄﻛـﻴـﺪ ﻋــﻠــﻰ ﺻــﻼﺣــﻴــﺎت ﻣــﻌــﺎﻫــﺪة ﻋــــﺪم اﻻﻧــﺘــﺸــﺎر اﻟﻨﻮوي واﻟﺘﻲ اﻋﺘﺮﻓﺖ إﻳـﺮان ﻋﻠﻨﺎ ﺑﺎﻧﺘﻬﺎك ﺑﻨﻮدﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻗـﻞ ﺣﺘﻰ ﻋﺎم ٣٠٠٢. ﺑﻞ ﻛﺎن اﳌﻘﺼﻮد ﻣﻦ ﺧﻄﺔ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺸﺎﻣﻠﺔ اﳌﺸﺘﺮﻛﺔ أن ﺗﻜﻮن ﺟﺰءﴽ ﻣﻦ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻣﻮﺳﻌﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ إدارة اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺴﺎﺑﻖ أوﺑــﺎﻣــﺎ ﻟﺘﻤﻜﲔ »اﻟﻔﺼﻴﻞ اﳌﻌﺘﺪل« ﻓـﻲ ﻃـﻬـﺮان، وﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮز ﺑﻨﺼﻴﺐ أﻛﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻄﺔ داﺧﻞ اﻟﺒﻼد، ﺛﻢ ﻓﻲ ﺧﺎﺗﻤﺔ اﳌﻄﺎف، ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺗﻌﺪﻳﻞ اﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻷﻛﺜﺮ ﻛﺮاﻫﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻓﺎت ﻃﻬﺮان وﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺗﻬﺎ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ.
وﺑﻌﺪ ﻣﺮور ﻋﺎﻣﲔ، ﻳﻌﺮف اﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﻛـﺎن ﺑﻌﻀﻨﺎ ﻋﻠﻰ دراﻳــﺔ ﺑﻪ ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ: ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎك ﻣﻦ »ﻓﺼﻴﻞ ﻣﻌﺘﺪل« داﺧﻞ اﻟﺰﻣﺮة اﻟﺨﻤﻴﻨﻴﺔ، وﻟﻴﺴﺖ ﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻓﺮﺻﺔ ﻛﺒﻴﺮة أو ﺻﻐﻴﺮة ﻟﺘﻐﻴﻴﺮ اﻷﺳـﻠـﻮب أو اﻟﺴﻠﻮك اﻟـﺬي ﻳﻤﻠﻴﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺤﻤﺾ اﻟﻨﻮوي اﻵﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ اﻟﺬي ﻳﺘﺄﺻﻞ ﻓﻲ أﻋﻤﺎق ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ.
وﻻ ﻳﻌﻨﻲ ذﻟﻚ أن اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻋﺎﺟﺰ ﻋــﻦ ﺗﻐﻴﻴﺮ اﻟــﺴــﻠــﻮك، ﺑــﻞ إﻧـﻬـﻢ ﻳﻔﻌﻠﻮن ذﻟـﻚ ﻓﻘﻂ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳـﻜـﻮﻧـﻮن ﻣﻀﻄﺮﻳﻦ إﻟــﻴــﻪ. ﻓﻔﻲ ﺳﻮرﻳﺎ، ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل، ﺧﻔﻀﺖ ﻃﻬﺮان ﻣﻦ وﺟﻮدﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻟﻴﺲ ﺑﺴﺒﺐ أﻧﻬﺎ أﺻﺒﺤﺖ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﻨﺔ ﻣـﻦ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ اﻟﺤﻤﺎﻗﺎت اﻟـﺘـﻲ ارﺗﻜﺒﺘﻬﺎ وإﻧـﻤـﺎ ﻷن روﺳـﻴـﺎ ﻗـﺪ أﻛـﺪت أﻧﻬﺎ ﺳﻴﺪة اﻷﻣﺮ اﻟﻮاﻗﻊ ﻫﻨﺎك.
وﻓﻲ اﻟﻌﺮاق، أﻳﻀﴼ، أدى ﺗﺤﺮﻳﺮ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﳌﻮﺻﻞ إﻟﻰ ﺗﺮاﺟﻊ اﻟﻈﻬﻮر اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﻻ ﻟﺸﻲء إﻻ ﻷن ﻗــﻮات اﻷﻣــﻦ اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ، اﻟﺘﻲ ﺗﺆﻳﺪﻫﺎ اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻨﺠﻒ وﻳﺪﻋﻤﻬﺎ زﻋﻤﺎء اﻟﻌﺸﺎﺋﺮ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻨﻴﺔ، ﻗﺪ أﺣﺮزت ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ اﻟﻨﺼﺮ اﳌﺤﻘﻖ.
وﻓـــﻲ اﻟــﻴــﻤــﻦ، ﻛــﺬﻟــﻚ، اﻧـﺨـﻔـﺾ اﻟــﻮﺟــﻮد اﻹﻳـﺮاﻧـﻲ ﻋﻠﻰ أرض اﻟـﻮاﻗـﻊ ﻟﻠﺪرﺟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ أن اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻤﻬﺎ ﻃﻬﺮان، وﻣﻦ أﺑﺮزﻫﺎ اﳌﺘﻤﺮدون اﻟﺤﻮﺛﻴﻮن، ﻗﺪ ﻓﺸﻠﻮا ﻓـﺸـﻼ ذرﻳـﻌـﴼ ﻓـﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻷﻫـــﺪاف اﻟﺤﺮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﻋﻠﻨﻮا ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ.
واﺿﻄﺮ اﳌﻼﻟﻲ أﻳﻀﴼ إﻟﻰ اﺑﺘﻼع ﻏﺼﺔ ﺧﺎﻧﻘﺔ ﺣـﻮل ﻗﻀﻴﺔ اﻟﺤﺞ اﻟﺸﺎﺋﻜﺔ؛ إذ ﺑﻌﺪ أن ﺗــﻘــﺪﻣــﺖ ﻃـــﻬـــﺮان ﺑــــــ٦١ ﻃــﻠــﺒــﴼ ﺑـﺨـﺼـﻮص اﺳــﺘــﺌــﻨــﺎف إرﺳــــــﺎل ﺑــﻌــﺜــﺔ اﻟــﺤــﺞ اﻹﻳـــﺮاﻧـــﻴـــﺔ، اﺿــﻄــﺮت ﻃــﻬــﺮان إﻟــﻰ ﺳﺤﺒﻬﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﺒﺎﻋﴼ. وواﻓــــﻖ اﳌــﻼﻟــﻲ أﻳــﻀــﴼ ﻋـﻠـﻰ ارﺗــــﺪاء اﻟﺤﺠﺎج اﻹﻳﺮاﻧﻴﲔ ﻟﻸﺳﺎور اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﻤﻜﻦ ﻣــﺘــﺎﺑــﻌــﺔ ﻛـــﺎﻓـــﺔ ﺗــﺤــﺮﻛــﺎﺗــﻬــﻢ داﺧـــــﻞ اﳌــﺸــﺎﻋــﺮ اﳌﻘﺪﺳﺔ وﻋﻠﻰ ﻣﺪار اﻟﺴﺎﻋﺔ.
واﳌﺴﻴﺮة اﻟﺸﻬﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺘﺪح اﻹﻣـﺎم اﻟـﺨـﻤـﻴـﻨـﻲ واﻟــﺘــﻲ ﺗـﻌـﻠـﻦ ﺷــﻌــﺎر »اﻟــﻠــﻪ واﺣــﺪ واﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻫﻮ اﻟﻘﺎﺋﺪ«، ﺳﻮف ﺗﻨﻈﻢ اﻋﺘﺒﺎرﴽ ﻣــﻦ اﻵن داﺧــﻞ ﺧﻴﻤﺔ واﺣـــﺪة ﺧــﺎرج اﳌﺪﻳﻨﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺮاء. وﺳﻮف ﺗﺼﻮر ﻃﻬﺮان ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ اﻷﻓﻼم ﻟﺘﻌﺮﺿﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮن اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد اﺳﺘﻤﺮارﴽ ﻟﻠﻌﺒﺔ اﻟﻮﻫﻢ ﺑﺄن اﳌﺴﻠﻤﲔ ﻣﻦ ﻛﺎﻓﺔ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﻘﺪﺳﻮن وﻳﺠﻠﻮن إﻣﺎﻣﻬﻢ اﻟﺮاﺣﻞ.
وﺑﺴﺒﺐ ﻫﺬه اﻻﻧﺘﻜﺎﺳﺎت اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺨﻠﻔﻴﺔ، ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﳌﺴﺘﻐﺮب أن اﳌﻼﻟﻲ ﻳـﺘـﻤـﺴـﻜـﻮن وﺑــﺸــﺪة ﺑـﺨـﻄـﺔ اﻟـﻌـﻤـﻞ اﻟﺸﺎﻣﻠﺔ اﳌﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻣﻦ أﺑﺮز إﻧﺠﺎزاﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻌﻴﺪ اﻟﺪوﻟﻲ.
ﻓــﻬــﻞ اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻲ ﻋــﻠــﻰ ﺣــﻖ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎح ﻟﻬﻢ ﺑﻬﺬا اﻟﺘﺸﺒﺚ، ﳌﺪة ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻬﺮ أﺧﺮى ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ؟
ﻳـــﺠـــﺐ ﻟـــﻺﺟـــﺎﺑـــﺔ أن ﺗـــﻜـــﻮن ﻧـــﻌـــﻢ، وﻟـــﻮ ﳌﺠﺮد أن اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺗﺮﻣﺐ ﻟـﻢ ﻳــﺪرس اﳌﺸﻜﻠﺔ اﻹﻳــﺮاﻧــﻴــﺔ ﺑــﺼــﻮرة ﺗـﺎﻣـﺔ ﻧﺎﻫﻴﻜﻢ ﻋــﻦ وﺿـﻊ ﺳـﻴـﺎﺳـﺔ ﺑـﺪﻳـﻠـﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣــﻊ ﻃــﻬــﺮان. وﻟﻘﺪ ﺗﺤﺪث اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻋﻦ ﺗﻐﻴﻴﺮ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺤﺎﻛﻢ ﺑـﺪﻻ ﻣﻦ ﺗﻐﻴﻴﺮ اﻟﺴﻠﻮك ﻣﻦ دون أي دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ اﳌﻨﻬﺞ اﻟﺠﺪﻳﺪ اﳌﺆﻳﺪ ﺑﺎﻹﺟﺮاءات اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ اﳌﻠﻤﻮﺳﺔ. وﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﳌﻮﻗﻒ، ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ اﳌﻨﻄﻘﻲ إداﻧﺔ ﺧﻄﺔ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺸﺎﻣﻠﺔ اﳌﺸﺘﺮﻛﺔ وإﺛﺎرة ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺰاع ﻣﻊ اﻟﺤﻠﻔﺎء اﻷوروﺑﻴﲔ ﻣﻦ دون اﳌﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺑﺪﻳﻞ ﻣـﻨـﺎﺳـﺐ. وﺑـﻌـﺒـﺎرة أﺧـــﺮى، ﻓــﺈن رﻛــﻞ اﻟﻌﻠﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻃــﻮل اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻛــﺎن اﻟﺨﻴﺎر اﻷﻗــﻞ ﺳـﻮءﴽ ﺣﺘﻰ اﻵن.
وﻣﻊ ذﻟﻚ، ﺳﻮف ﺗﻌﻮد اﻟﻌﻠﺒﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ إﻟﻰ اﻟﻈﻬﻮر ﻣﺮة أﺧﺮى ﺧﻼل ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻬﺮ ﻣﻦ اﻵن، ﻣﻤﺎ ﻳﺪﻓﻊ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺗﺮﻣﺐ إﻟﻰ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﺑـﲔ وﺿــﻊ ﻧﺴﺨﺔ ﺟـﺪﻳـﺪة ﻣـﻦ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ أوﺑــــﺎﻣــــﺎ اﻟــﻔــﺎﺷــﻠــﺔ أو ﻃــﺮﻳــﻘــﺔ أﻛـــﺜـــﺮ ﻓـﻌـﺎﻟـﻴـﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻣﺎ وﺻﻔﻪ ﻫﻮ واﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺴﺎﺑﻖ أوﺑــــﺎﻣــــﺎ ﺑـــﺄﻧـــﻪ »اﻟـــﺘـــﺤـــﺪي اﻷول ﻟـﻠـﻤـﺼـﺎﻟـﺢ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ«.