... وﻣﺨﺎوف اﻟﺴﻮرﻳﲔ ﺗﺘﺰاﻳﺪ ﻋﻠﻰ وﻗﻊ اﳌﻌﺎرك
ﻣﻊ اﻧﻄﻼق ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺟﺮود ﻋﺮﺳﺎل ﻓﻲ اﻟﺒﻘﺎع، ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺪود اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ، ﺗﺘﺠﻪ اﻷﻧــﻈــﺎر إﻟــﻰ اﻟـﻼﺟـﺌـﲔ اﻟـﺴـﻮرﻳـﲔ، وﺗــــﺤــــﺪﻳــــﺪا أوﻟــــﺌــــﻚ اﻟـــــــﺬي ﻳـــﻌـــﻴـــﺸـــﻮن ﻓــﻲ ﻣﺨﻴﻤﺎت ﺧﺎرج ﺳﻴﻄﺮة اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ، وﺳﻂ أﺳﺌﻠﺔ ﻋﻦ ﻣﺼﻴﺮﻫﻢ ﻓﻲ ﺣﺎل اﻣﺘﺪت اﻻﺷﺘﺒﺎﻛﺎت إﻟﻰ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻴﻤﻮن، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ وﺿﻊ أﻫﺎﻟﻲ ﻋﺮﺳﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﻠﻜﻮن أراﺿﻲ وأﻋﻤﺎﻻ ﻓﻲ اﻟﺠﺮود، وﻳﺘﺮﻗﺒﻮن ﻣﺠﺮﻳﺎت اﳌﻌﺮﻛﺔ.
واﳌﺨﻴﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻊ ﺧـﺎرج ﺳﻴﻄﺮة اﻟﺠﻴﺶ ﻫﻲ ﻣﺨﻴﻤﺎت ﻣﻨﻄﻘﺔ وادي ﺣﻤﻴﺪ وﻣﻨﻄﻘﺔ اﳌﻼﻫﻲ ﻓﻲ اﻟﺠﺮود. وﻣﻨﺬ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺎﻣﲔ ﺑﺎﺗﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻓﻲ وادي ﺣﻤﻴﺪ ﺷﺒﻪ ﻣﺤﺎﺻﺮة، ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻣﻨﻊ أن ﻳﺪﺧﻞ إﻟﻴﻬﺎ أي ﻣﻨﻈﻤﺎت دوﻟﻴﺔ أو ﻣﺴﺎﻋﺪات أو ﺣﺘﻰ ﻣﻮاد ﻏﺬاﺋﻴﺔ، اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ أن ﺣﺎﺟﺰ وادي ﺣﻤﻴﺪ ﻫــﻮ اﳌــﺪﺧــﻞ إﻟــﻰ اﻟــﺠــﺮود. وﻳﺼﻒ أﺣــﺪ اﻟـﻼﺟـﺌـﲔ أﺷـﻬـﺮ ﻓﺼﻞ اﻟـﺸـﺘـﺎء اﻟﺘﻲ ﻣـــــﺮت ﻋــﻠــﻴــﻬــﻢ ﺑـــ»اﻟــﻘــﺎﺳــﻴــﺔ ﺟــــﺪا ﻓـــﻲ ﻇـﻞ اﻟــﺤــﺼــﺎر اﻟــﺨــﺎﻧــﻖ ﻋــﻠــﻰ اﳌــﺨــﻴــﻤــﺎت، وﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﻨﻊ اﻟﻨﺴﺎء واﻷﻃﻔﺎل ﻣﻦ دﺧﻮل ﻋﺮﺳﺎل ﻟﻠﻤﻌﺎﻳﻨﺔ اﻟﻄﺒﻴﺔ، أو ﺣﺘﻰ ﻟﺸﺮاء اﻟﺤﺎﺟﻴﺎت اﻟﻀﺮورﻳﺔ«. وﻟﻢ ﺗﺴﻠﻢ أﻳﻀﺎ اﳌﺨﻴﻤﺎت ﻣﻦ اﳌﻌﺮﻛﺔ اﻷﺧﻴﺮة اﻟﺘﻲ وﻗﻌﺖ ﺑﲔ »ﺟﺒﻬﺔ اﻟﻨﺼﺮة« ﻣﻦ ﺟﻬﺔ و»داﻋـﺶ« ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺮﺑﺔ ﻣﻨﻬﺎ، وﻗﺪ ﺳﻘﻂ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻋﺪد ﻛــﺒــﻴــﺮ ﻣـــﻦ اﻟــﻘــﺘــﻠــﻰ اﳌــﺪﻧــﻴــﲔ اﳌــﺘــﻮاﺟــﺪﻳــﻦ داﺧﻠﻬﺎ، وﻫﻮ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﺬي ﻗﺪ ﻳﻌﺮﺿﻬﺎ ﻷي ﺗﻮﺗﺮ، أو ﺣﺘﻰ اﻟﻘﺼﻒ ﻓﻲ أي ﻟﺤﻈﺔ، ﻋﻠﻤﺎ ﺑـــﺄن اﳌـﺴـﻠـﺤـﲔ اﳌــﺘــﻮاﺟــﺪﻳــﻦ ﻋـﻠـﻰ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻗــﺮﻳــﺒــﺔ ﻣـﻨـﻬـﺎ ﻳــﻨــﺘــﻤــﻮن إﻟـــﻰ »ﺳـــﺮاﻳـــﺎ أﻫــﻞ اﻟﺸﺎم« اﳌﺤﺴﻮﺑﲔ ﻋﻠﻰ »اﻟﺠﻴﺶ اﻟﺤﺮ«.
ﻣﻦ ﻫﻨﺎ، ﻳﻘﻮل اﻟﻨﺎﺷﻂ ﻓﺎدي اﻟﺨﻄﻴﺐ ﻟــــ»اﻟـــﺸـــﺮق اﻷوﺳـــــــﻂ« إﻧــــﻪ »ﺑــﻌــﺪ اﻧــﻄــﻼق ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺟـــﺮود ﻋــﺮﺳــﺎل ﻳﻌﻴﺶ اﻟﻼﺟﺌﻮن اﻟﺴﻮرﻳﻮن ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﺮﻋﺐ واﻟﺨﻮف ﻣﻦ ﺗﻜﺮار ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻋﺮﺳﺎل اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم ٤١٠٢، اﻟﺘﻲ أدت إﻟﻰ اﺣﺘﺮاق ﺑﻌﺾ اﻟﺨﻴﻢ، وﺳﻘﻮط ﻋﺪد ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ، ﺗﺰاﻣﻨﴼ ﻣﻊ ﺗﻌﺬر وﺻﻮل اﳌﻨﻈﻤﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ واﳌـــﺴـــﺎﻋـــﺪات إﻟــــﻰ أﻣـــﺎﻛـــﻦ ﺗـــﻮاﺟـــﺪﻫـــﻢ؛ إذ ﺗﻌﺘﺒﺮ اﳌــﺴــﺎﻋــﺪات اﻟــﺘــﻲ ﺗﺘﺨﻄﻰ ﺣﺎﺟﺰ وادي ﺣﻤﻴﺪ ﻣﺠﻬﻮﻟﺔ اﻟــﻬــﺪف واﳌـﺼـﻴـﺮ؛ ﻟــﺬﻟــﻚ ﻳــﺘــﺨــﻮف اﻟـــﻼﺟـــﺌـــﻮن ﻣـــﻦ أن ﺗــﻜــﻮن اﳌﻌﺮﻛﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﺷﺒﻴﻬﺔ ﺑﺴﺎﺑﻘﺘﻬﺎ«.
وﻳﻀﻴﻒ: »ﻳﻘﻄﻦ اﻟﻼﺟﺌﻮن ﻓﻲ ﺧﻴﻢ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ أﻛﻴﺎس ﻣﻦ اﻟﻨﺎﻳﻠﻮن ﻛﻔﻴﻠﺔ ﺑﺄن ﺗـﺘـﻤـﺰق ﻣــﻦ ﺟـــﺮاء أﺷــﻌــﺔ اﻟـﺸـﻤـﺲ، ﻓﻜﻴﻒ ﺑﺎﻟﺒﺮاﻣﻴﻞ اﳌﺘﻔﺠﺮة اﻟﺘﻲ ﻳﻠﻘﻴﻬﺎ ﻃﻴﺮان اﻟــﻨــﻈــﺎم اﻟـــﺴـــﻮري ﻋــﻠــﻰ ﻣـﻨـﻄـﻘـﺘـﻲ ﺟـــﺮود ﻋــﺮﺳــﺎل وﺟــــﺮود اﻟـﻘـﻠـﻤـﻮن اﻟــﻐــﺮﺑــﻲ؟ وﻓـﻲ ﺣﺎل وﻗﻌﺖ ﻗﺬﻳﻔﺔ ﺑﻌﻴﺪﴽ ﻋﻦ اﻟﺨﻴﻢ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻛــﻴــﻠــﻮﻣــﺘــﺮ واﺣـــــﺪ ﻗـــﺪ ﺗــﺼــﻴــﺐ ﺷــﻈــﺎﻳــﺎﻫــﺎ اﻷﻫــــﺎﻟــــﻲ وﺗــﻘــﺘــﻞ ﻋـــــﺪدا ﻣــﻨــﻬــﻢ ﻓـــﻲ ﻏــﻴــﺎب أي ﺟــــﺪران إﺳﻤﻨﺘﻴﺔ ﻣــﻦ ﺷـﺄﻧـﻬـﺎ ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟــﻼﺟــﺌــﲔ وﻟـــﻮ ﺟــﺰﺋــﻴــﺎ«. وﻳــﺸــﻴــﺮ إﻟـــﻰ أن اﻟﻼﺟﺌﲔ »ﻋﺎﺷﻮا ﺣﺮﺑﺎ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﺤﺮب اﻟــﻌــﺴــﻜــﺮﻳــﺔ ﻧـﺘـﻴـﺠـﺔ اﻷﺧـــﺒـــﺎر اﻟــﺘــﻲ ﻛـﺎﻧـﺖ ﺗﺘﻮاﻟﻰ ﺑﺸﻜﻞ ﻳﻮﻣﻲ ﻋﻦ ﻗـﺮب اﻧﻄﻼﻗﻬﺎ، وﻻ ﺳﻴﻤﺎ أﻧـﻬـﺎ أﺗــﺖ ﺑﻌﺪ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺪﻫﻢ اﻟﺘﻲ ﻧﻔﺬﻫﺎ اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة اﻷﺧﻴﺮة، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺣﻤﻠﺔ اﻻﻋﺘﻘﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﺣﺼﻠﺖ ﻓﻲ ﻣﺨﻴﻤﻲ اﻵرﻳﺔ واﻟﻨﻮر«.
وﻳــــﻘــــﻮل: »اﻷﻫــــﺎﻟــــﻲ ﻳـــﺸـــﺎﻫـــﺪون ﺑــﺄم اﻟﻌﲔ ﻛﻴﻒ ﻳﻨﻔﺬ اﻟﻄﻴﺮان اﻟﺴﻮري ﺻﺒﺎﺣﴼ وﻣﺴﺎء ﻏﺎراﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻻﺷﺘﺒﺎﻛﺎت، وﻳﺴﻤﻌﻮن أﺻﻮات اﻟﻘﺬاﺋﻒ اﻟﺘﻲ ﻳﻄﻠﻘﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ واﺿﺢ، إﻻ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻨﻔﺬ ﺣﺘﻰ اﻟﻠﺤﻈﺔ أي ﻏﺎرة ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ وادي ﺣﻤﻴﺪ، وﻣﻌﻈﻢ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟـﻄـﻴـﺮان ﻣﺘﻤﺮﻛﺰة ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟـــﺮﻫـــﻮة ووادي اﻟــﺨــﻴــﻞ اﻟــﺘــﻲ ﺗــﻘــﻊ ﺗﺤﺖ ﺳــﻴــﻄــﺮة )ﺟــﺒــﻬــﺔ اﻟــﻨــﺼــﺮة(. اﳌـــﻌـــﺎرك اﻵن ﻣﺘﺮﻛﺰة ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺳﻴﻄﺮة اﻟﻨﺼﺮة وﻫﻲ اﻟﺮﻫﻮة، ووادي اﻟﺨﻴﻞ، وﻣﻨﺎﻃﻖ ﺳﻴﻄﺮة )داﻋﺶ( اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻊ ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ رأس ﺑﻌﻠﺒﻚ وﻫﻲ اﻟﺰﻣﺮاﻧﻲ وﺟﺮود آرا«.
ﻳــــﺬﻛــــﺮ أن أﻫـــــﺎﻟـــــﻲ اﻟـــﻘـــﺼـــﻴـــﺮ اﻟـــﺬﻳـــﻦ ﻳﺸﻜﻠﻮن اﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ اﻟﺴﺎﺣﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﻼﺟﺌﲔ ﻓــﻲ ﻋــﺮﺳــﺎل ﻛــﺎﻧــﻮا ﻃـﺎﻟـﺒـﻮا اﻷﻣـــﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﺑـﺤـﻤـﺎﻳـﺘـﻬـﻢ ﻣـــﻦ ارﺗـــــــﺪادات اﳌـــﻌـــﺎرك اﻟـﺘـﻲ ﺗﺠﺮي ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ أﻣﺎﻛﻦ اﳌﺨﻴﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻄﻨﻮن ﻓﻴﻬﺎ، ﻓﻲ ﺣﲔ اﻋﺘﺒﺮت اﳌﻨﺴﻘﺔ اﻟــﺨــﺎﺻــﺔ ﻟــﻸﻣــﲔ اﻟـــﻌـــﺎم ﻟــﻸﻣــﻢ اﳌــﺘــﺤــﺪة، ﺳﻴﻐﺮﻳﺪ ﻛﺎغ، ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ أن ﻋﺮﺳﺎل ﻫﻲ »ﺧﻂ دﻓﺎع ﻋﻦ ﻟﺒﻨﺎن وأوروﺑﺎ«.
وﻛﺎﻧﺖ وادي ﺣﻤﻴﺪ ﺗﻘﻊ ﺳﺎﺑﻘﴼ ﺗﺤﺖ ﺳﻴﻄﺮة اﻟﺠﻴﺶ، ﻟﻜﻦ ﺗﻢ ﻋﺰﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻋﺮﺳﺎل ﻋﺒﺮ وﺿـﻊ ﺣﻮاﺟﺰ ﻟﻠﺠﻴﺶ ﻋﻠﻰ ﻣــﺪﺧــﻠــﻲ ﻣــﻨــﻄــﻘــﺔ وادي ﺣــﻤــﻴــﺪ وﻣـﻨـﻄـﻘـﺔ اﻟـــﺒـــﺎﺑـــﲔ، وﻫــﻤــﺎ ﻣــﻨــﻄــﻘــﺘــﺎن ﻣــﺘــﻮازﻳــﺘــﺎن، ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﻌﺰوﻟﺔ ﻋﻦ اﻟﺠﻴﺶ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺑـﻘـﻴـﺖ ﺗـﺤـﺖ ﻣــﺮﻣــﻰ ﻧــﻴــﺮاﻧــﻪ ﺗﻤﺎﻣﴼ ﻛﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﺒﺎﺑﲔ. وﺗﺤﺘﻮي ﻣﻨﻄﻘﺔ وادي ﺣــﻤــﻴــﺪ اﻟـــﺘـــﻲ ﺗــﺸــﺒــﻪ اﻟــﺴــﻬــﻞ ﺑـﻄـﺒـﻴـﻌـﺘـﻬـﺎ اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺪد ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﳌﺨﻴﻤﺎت، وﻗــﺪ دﺧــﻞ ﻓـﻲ اﻟـﻌـﺎم ٥١٠٢ ﻗﺴﻢ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻟـﻼﺟـﺌـﲔ ﻣــﻦ ﺗﻠﻚ اﳌﺨﻴﻤﺎت إﻟــﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻋــﺮﺳــﺎل، ﻓــﻲ ﺣــﲔ ﺑـﻘـﻲ اﻟـﻘـﺴـﻢ اﻷﻛــﺒــﺮ ﻓﻲ داﺧﻠﻬﺎ.
وﻳـﻠـﻔـﺖ اﻟـﻨـﺎﺷـﻂ ﻓــﻲ ﻋــﺮﺳــﺎل ﺣﺴﲔ ﻋﻤﺎر، إﻟﻰ »أن ﺑﻌﺾ اﻟﺠﻬﺎت ﻛﺎﻟﺼﻠﻴﺐ اﻷﺣﻤﺮ واﻟﺠﻤﻌﻴﺔ اﻟﻄﺒﻴﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﻋـﻠـﻰ إدﺧــــﺎل ﺑـﻌـﺾ اﻟــﻼﺟــﺌــﲔ اﻟـﺴـﻮرﻳـﲔ اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﺘﻮاﺟﺪﻳﻦ ﺿﻤﻦ اﳌﺨﻴﻤﺎت اﳌﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ وادي ﺣﻤﻴﺪ إﻟﻰ داﺧﻞ ﻋﺮﺳﺎل ﻹﺑﻌﺎدﻫﻢ ﻋﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﺼﺮاع«. وأﺿﺎف: »ﺣــﺎﻟــﻴــﴼ، ﻳﺴﻬﻞ اﻟـﺠـﻴـﺶ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻣــﺮور اﳌـــﺪﻧـــﻴـــﲔ ﻣـــﻦ ﻣــﻨــﺎﻃــﻖ اﻟــــﺼــــﺮاع ﺑــﺎﺗــﺠــﺎه ﻋــﺮﺳــﺎل ﻋـﺒـﺮ ﺣــﺎﺟــﺰ وادي ﺣـﻤـﻴـﺪ، ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻢ وﺿﻌﻬﻢ داﺧﻞ اﳌﺪارس، ﻓﻲ ﺣﲔ ﻓﻀﻞ ﺑﻌﺾ اﻟﻼﺟﺌﲔ اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ ﻋﺮﺳﺎل إﻟﻰ ﻣـﻨـﺎﻃـﻖ أﺧـــﺮى ﻋـﻠـﻰ اﻷراﺿـــــﻲ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ واﳌﻜﻮث ﻋﻨﺪ أﻗﺎرﺑﻬﻢ«.
وﻻ ﻳﺨﺘﻠﻒ اﻟﻮﺿﻊ ﻛﺜﻴﺮا ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟــــــﻰ أﻫــــﺎﻟــــﻲ ﻋــــﺮﺳــــﺎل اﻟــــﺬﻳــــﻦ ﻳــﺘــﺮﻗــﺒــﻮن ﻣﺠﺮﻳﺎت ﻣﻌﺮﻛﺔ اﻟـﺠـﺮود، ﺣﻴﺚ أﻣﻼﻛﻬﻢ وأراﺿﻴﻬﻢ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ﻗﺪ اﺿﻄﺮ إﻟـــﻰ ﻫــﺠــﺮﻫــﺎ ﻧـﺘـﻴـﺠـﺔ ﺳــﻴــﻄــﺮة اﻟـﻔـﺼـﺎﺋـﻞ ﻋﻠﻰ اﳌﻨﻄﻘﺔ. وﻓﻲ وﻗﺖ ﻟﻢ ﺗﺸﻬﺪ اﻟﺒﻠﺪة اﻟـﺘـﻲ ﺗﻌﻴﺶ ﺣـﺎﻟـﺔ ﻣـﻦ ﺣﻈﺮ اﻟﺘﺠﻮل أي ﺗﺪاﺑﻴﺮ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻟﻐﺎﻳﺔ اﻵن، ﻻ ﻳﺰال اﻟﺠﻴﺶ ﻣﺘﻤﺮﻛﺰﴽ ﻓﻲ ﻧﻘﺎﻃﻪ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻓﻮق اﻟﺠﺒﺎل اﳌﻄﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﺳﺎل وﻋﻠﻰ اﻟﺠﺮود، ﺑـﺤـﺴـﺐ ﻣـــﺎ ﻳـﺸـﻴـﺮ اﻟــﻨــﺎﺷــﻂ ﻓـــﻲ اﳌـﻨـﻄـﻘـﺔ ﺣﺴﲔ ﻋﻤﺎر.
وﻳـــــﻘـــــﻮل ﻟــــــ»اﻟـــــﺸـــــﺮق اﻷوﺳــــــــــﻂ« إﻧـــﻪ ﻛــﺎن »ﻳـﺴـﻤـﺢ ﻷﺻــﺤــﺎب اﳌـﻘـﺎﻟـﻊ واﳌـﻨـﺎﺷـﺮ واﻟﻜﺴﺎرات ﻣﻦ أﻫﺎﻟﻲ ﻋـﺮﺳـﺎل، ﺑﺎﻟﺬﻫﺎب إﻟــﻰ أﻣــﺎﻛــﻦ ﻋﻤﻠﻬﻢ اﻟـﻘـﺮﻳـﺒـﺔ ﻣــﻦ ﻣﻨﻄﻘﺘﻲ وادي اﻟــﺤــﻤــﻴــﺪ واﳌــــﻼﻫــــﻲ، ﻓـــﻲ ﺣـــﲔ ﻛــﺎن ﻳــﻤــﻨــﻊ اﻷﻫــــﺎﻟــــﻲ اﻟــــﺬﻳــــﻦ ﻳــﻤــﻠــﻜــﻮن ﻣــﻘــﺎﻟــﻊ وﻛـــﺴـــﺎرات ﺑــﺎﻟــﻘــﺮب ﻣــﻦ ﻣــﻨــﺎﻃــﻖ ﺳـﻴـﻄـﺮة )داﻋــﺶ( و)اﻟﻨﺼﺮة( ﻣﻦ اﻟـﻮﺻـﻮل إﻟﻴﻬﺎ، ﻟـﻜـﻦ وﻗــﺒــﻞ أﻳـــﺎم ﻣــﻦ اﻧــﻄــﻼق اﳌــﻌــﺮﻛــﺔ ﻗـﺎم اﻷﻫـﺎﻟـﻲ ﺑـﺈدﺧـﺎل وﺳـﺎﺋـﻞ اﻟﻨﻘﻞ واﳌـﻌـﺪات اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻠﻜﻮﻧﻬﺎ إﻟﻰ داﺧـﻞ اﻟﺒﻠﺪة ﺗﺤﺴﺒﴼ ﻷي ﺗﻄﻮرات ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻗﺪ ﺗﻄﺮأ«.