أوروﺑﺎ ﺗﺪﻋﻮ إﻟﻰ ﺣﻞ اﻷزﻣﺔ اﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ ﺗﺪﻓﻖ اﻟﻼﺟﺌﲔ

أﻛـــــــــــــــــــــــــــــــﺪ دﻳــــــــــــﻤــــــــــــﺘــــــــــــﺮﻳــــــــــــﺲ أﻓﺮاﻣﻮﺑﻮﻟﻮس، اﳌﻔﻮض اﻷوروﺑﻲ ﻟﻠﻬﺠﺮة واﻟﺸﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﺧﻼل اﻻﺟـﺘـﻤـﺎع اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟـــﻮزراء داﺧﻠﻴﺔ ﻣـﺠـﻤـﻮﻋـﺔ اﻻﺗـــﺼـــﺎل اﻟــﺘــﻲ ﺗﺠﻤﻊ ﺑــــﲔ دول ﻣــــﻦ ﺿــﻔــﺘــﻲ اﳌــﺘــﻮﺳــﻂ اﳌﻨﻌﻘﺪ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ، ﻋــﻠــﻰ ﺿـــــﺮورة اﻹﺳــــــﺮاع ﺑـﺘـﺴـﻮﻳـﺔ اﻷزﻣﺔ اﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ ﺗﺪاﻋﻴﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺪﻓﻖ اﻟﻼﺟﺌﲔ ﻧﺤﻮ أوروﺑﺎ. وأﺑــــﺮز، ﻓــﻲ اﻟـﺴـﻴـﺎق ذاﺗــــﻪ، أﻫﻤﻴﺔ ﺗـﻌـﺰﻳـﺰ اﻟــﺘــﻌــﺎون ﻣــﻊ ﺗـﻮﻧـﺲ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﻞ ﻋﺎﻣﻞ اﺳـﺘـﻘـﺮار ﻓـﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ وﻟﺪﻳﻬﺎ ﻣـﻦ اﳌﻘﻮﻣﺎت ﻣـﺎ ﻳﺆﻫﻠﻬﺎ ﻟﻠﻌﺐ دور ﻣﺘﻘﺪم ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﻬﺠﺮة ﻣـﻦ ﺧــﻼل إرﺳــﺎء ﺷـﺮاﻛـﺔ ﻣﺘﻄﻮرة ﻟﺘﺸﺠﻴﻊ اﻟﻬﺠﺮة اﳌﻨﻈﻤﺔ وﺗﺴﻬﻴﻞ ﺗﻨﻘﻞ اﻷﺷﺨﺎص ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺗﻌﺒﻴﺮه.

وﻗــــــــــــــﺎل ﺧـــــــــــﻼل اﻻﺟـــــﺘـــــﻤـــــﺎع اﻟـــﺬي ﻋـﻘـﺪ ﻳـــﻮم أﻣـــﺲ ﻓــﻲ ﺗﻮﻧﺲ ﺑﻤﺸﺎرﻛﺔ ٤١ دوﻟﺔ وأرﺑﻊ ﻣﻨﻈﻤﺎت إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ وﺗﻨﺎول ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻣﻮﺿﻮع »ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻬﺠﺮة ﺑﻮﺳﻂ اﳌﺘﻮﺳﻂ«، ورﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﻇﺎﻫﺮة ﺗﺪﻓﻖ اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﺑــــﺎﻟــــﻄــــﺮق ﻏـــﻴـــﺮ اﻟــــﻘــــﺎﻧــــﻮﻧــــﻴــــﺔ، أن ﻣﻮﺿﻮع اﻷﻣﻦ واﻟﻬﺠﺮة ﻳﺸﻜﻼن أوﻟــﻮﻳــﺔ ﻟﻠﺠﺎﻧﺐ اﻷوروﺑــــﻲ اﻟــﺬي ﻳﺴﻌﻰ إﻟــﻰ ﺗـﻄـﻮﻳـﺮ اﻟــﺘــﻌــﺎون ﻣﻊ ﺑــــﻠــــﺪان اﳌــﻨــﻄــﻘــﺔ وإﻳــــﺠــــﺎد ﺣــﻠــﻮل ﻧــﺎﺟــﻌــﺔ ﻣــــﻦ ﺷــﺄﻧــﻬــﺎ أن ﺗــﺴــﺎﻋــﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻟﻬﺠﺮة ﻏﻴﺮ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻮض اﳌﺘﻮﺳﻂ.

وﻳﻀﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع اﻟﺬي ﻋﻘﺪ أﻣﺲ وزراء دول إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ وأﳌﺎﻧﻴﺎ وﻓـﺮﻧـﺴـﺎ واﻟﻨﻤﺴﺎ وﺳﻠﻮﻓﻴﻨﻴﺎ وﻣــﺎﻟــﻄــﺎ وﺳــﻮﻳــﺴــﺮا ﻣــﻦ ﺷـﻤـﺎل اﳌﺘﻮﺳﻂ، إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ دول ﺗﻮﻧﺲ واﻟـــﺠـــﺰاﺋـــﺮ وﻟــﻴــﺒــﻴــﺎ ﻣـــﻦ اﻟـﻀـﻔـﺔ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ.

ووﻓـــــــــﻖ ﻣـــــﺎ ﺗـــــﻢ ﺗــــــﺪاوﻟــــــﻪ ﻣــﻦ ﻣﻌﻄﻴﺎت ﺣﻮل ﻫﺬا اﻻﺟﺘﻤﺎع، ﻓﻘﺪ ﺗــﻤــﺴــﻜــﺖ دول ﺟـــﻨـــﻮب اﳌــﺘــﻮﺳــﻂ ﺑـﺄﻻ ﺗﻘﺘﺼﺮ أوروﺑــﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺮاﺳﺔ ﺳﻮاﺣﻠﻬﺎ، ﺑﻞ ﻣﻦ واﺟﺒﻬﺎ اﻟﺘﺤﺮك أﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺪﺧﻼت ﻣﺴﺘﻬﺪﻓﺔ ﻓﻲ ﺑﻠﺪان اﳌﻨﺸﺄ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺪﻓﻖ ﻣﻨﻬﺎ اﳌـــﻬـــﺎﺟـــﺮون ﺧــﺎﺻــﺔ ﻓـــﻲ أﻓـﺮﻳـﻘـﻴـﺎ ﻟــﺨــﻠــﻖ اﻟــﺘــﻨــﻤــﻴــﺔ وﺗـــﻮﻓـــﻴـــﺮ ﻓــﺮص اﻟـﻌـﻤـﻞ. ودﻋــﺖ دول اﻟـﺠـﻨـﻮب إﻟﻰ اﻋﺘﻤﺎد ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﻣﺘﻌﺪدة اﻟﺠﻮاﻧﺐ ﺗــــﺄﺧــــﺬ ﺑـــﻌـــﲔ اﻻﻋــــﺘــــﺒــــﺎر ﻗــﻀــﺎﻳــﺎ اﻟـــﺘـــﻨـــﻤـــﻴـــﺔ وﺧـــــﻠـــــﻖ ﻓـــــــــﺮص ﻋــﻤــﻞ ﻟﻠﺸﺒﺎب، ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ دﻋﻮة اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻷوروﺑـﻲ إﻟﻰ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﻣﻊ ﺑﻠﺪان ﺟﻨﻮب اﳌﺘﻮﺳﻂ وﺟﻨﻮب اﻟــﺼــﺤــﺮاء ﻣــﻦ ﺧـــﻼل ﻣـﺴـﺎﻋـﺪﺗـﻬـﺎ ﻋــﻠــﻰ ﺗـﺤـﻘـﻴـﻖ اﻟـﺘـﻨـﻤـﻴـﺔ وﺗﺤﺴﲔ ﻇـــﺮوف اﻟـﻌـﻴـﺶ ﺑـﻤـﺎ ﻳــﻌــﺰز أﺳـﺲ اﻷﻣﻦ واﻻﺳﺘﻘﺮار ﻓﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ.

وﺧــــــــﻼل اﺳـــﺘـــﻘـــﺒـــﺎﻟـــﻪ ﺑــﻘــﺼــﺮ ﻗﺮﻃﺎج ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ اﻟــﺒــﺎﺟــﻲ ﻗــﺎﺋــﺪ اﻟــﺴــﺒــﺴــﻲ، ﻛﺸﻒ دﻳــــﻤــــﺘــــﺮﻳــــﺲ أﻓــــــﺮاﻣــــــﻮﺑــــــﻮﻟــــــﻮس، اﳌــــــﻔــــــﻮض اﻷوروﺑــــــــــــــــﻲ ﻟـــﻠـــﻬـــﺠـــﺮة واﻟـــﺸـــﺆون اﻟــﺪاﺧــﻠــﻴــﺔ ﻋـــﻦ وﺟـــﻮد ﻣــــــﺒــــــﺎدرات وﻣـــﻘـــﺘـــﺮﺣـــﺎت ﺗـــﻌـــﺎون ﺑـــﺼـــﺪد اﻟــــﺪراﺳــــﺔ ﻣـــﻦ اﻟــﺠــﺎﻧــﺒــﲔ اﻷوروﺑﻲ واﻟﻌﺮﺑﻲ.

وﻗــﺒــﻞ ﻫــــﺬا اﻻﺟــﺘــﻤــﺎع ﺑـﻴـﻮم واﺣـــــﺪ، اﺟــﺘــﻤــﻊ ﻫــــﺎدي اﳌــﺠــﺪوب وزﻳـــــﺮ اﻟـــﺪاﺧـــﻠـــﻴـــﺔ اﻟــﺘــﻮﻧــﺴــﻴــﺔ ﻣـﻊ وزراء داﺧــﻠــﻴــﺔ ﻓـﺮﻧـﺴـﺎ واﻟـﻨـﻤـﺴـﺎ وإﻳــﻄــﺎﻟــﻴــﺎ إﻟــــﻰ ﺟـــﺎﻧـــﺐ اﳌـــﻔـــﻮض اﻷوروﺑــــــــــــــﻲ اﳌــــﻜــــﻠــــﻒ ﺑــــﺎﻟــــﺸــــﺆون اﻟـــﺪاﺧـــﻠـــﻴـــﺔ ﻟــﻠــﻬــﺠــﺮة واﳌـــﻮاﻃـــﻨـــﺔ، وﺗـﻤـﺤـﻮرت اﻟــﻠــﻘــﺎءات ﺣــﻮل ﺳﺒﻞ دﻋﻢ وﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﺘﻌﺎون اﻷﻣﻨﻲ ﺑﲔ ﺗﻮﻧﺲ وﻫﺬه اﻟﺪول.

وﻋـﺒـﺮ ﻫــﺎدي اﳌــﺠــﺪوب وزﻳـﺮ اﻟـــﺪاﺧـــﻠـــﻴـــﺔ اﻟــﺘــﻮﻧــﺴــﻴــﺔ ﻋــــﻦ دﻋـــﻢ ﺑــﻼده ﻟﺒﺮاﻣﺞ وﻣﺸﺎرﻳﻊ اﳌﻨﻈﻤﺔ اﻟــﺪوﻟــﻴــﺔ ﻟـﻠـﻬـﺠـﺮة اﻟــﺘــﻲ اﻧـﻀـﻤـﺖ ﺗــﻮﻧــﺲ ﻟﻌﻀﻮﻳﺘﻬﺎ ﺳـﻨـﺔ ٩٩٩١، ﻣـﺆﻛـﺪا ﻋﻠﻰ أن ﻫــﺬا اﻟـﺘـﻌـﺎون ﺑﲔ ﺗﻮﻧﺲ واﳌﻨﻈﻤﺔ ﻳﺮﻣﻲ إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﻫﺪاف رﺋﻴﺴﻴﺔ ﻫﻲ إرﺳﺎء ﺑﺮاﻣﺞ ﻫــــﺠــــﺮة ﻣــﻨــﻈــﻤــﺔ ﻟـــﻠـــﻴـــﺪ اﻟــﻌــﺎﻣــﻠــﺔ وﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﻘﺪرات اﳌﺆﺳﺴﺎﺗﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﻬﺠﺮة وﻗﺎﻧﻮن اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ وﻣﺴﺎﺋﻞ اﻟﻨﻮع اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.