ﻣﺰارﻋﻮ ﻋﺮﺳﺎل ﻳﻨﺘﻈﺮون اﻟﻌﻮدة إﻟﻰ ﺑﺴﺎﺗﻴﻨﻬﻢ ﺑﻌﺪ ٣ ﺳﻨﻮات ﺣﺮﻣﺎﻧﴼ
ﻳـﺨـﻔـﻲ اﻟــﻐــﺒــﺎر اﳌـﺘـﺼـﺎﻋـﺪ ﻣﻦ ﺧﻠﻒ ﺳــﻴــﺎرات ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻗﺎت ﺗﺮاﺑﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﺷﻘﻬﺎ »ﺣــﺰب اﻟﻠﻪ« ﻓــﻲ ﺟـــﺮود ﻋــﺮﺳــﺎل، آﻻف اﻷﻃــﻨــﺎن ﻣــﻦ ﻓــﻮاﻛــﻪ اﳌــﺸــﻤــﺶ واﻟـــﻜـــﺮز اﻟـﺘـﻲ ﺣـﺎن ﻣﻮﻋﺪ ﻗﻄﺎﻓﻬﺎ ﻟﻜﻦ ﺗﻌﺜﺮ إﺛﺮ اﳌﻌﺎرك اﻟﺪاﺋﺮة، ﻓﺎﳌﻮاﺳﻢ ﻓﻲ ﻫﺬه اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻟـﻢ ﺗﻘﻄﻒ ﻣﻨﺬ ٣ ﺳﻨﻮات، إﺛﺮ ﺳﻴﻄﺮة ﻣﺴﻠﺤﻲ ﺗﻨﻈﻴﻢ »ﺟﺒﻬﺔ اﻟـــﻨـــﺼـــﺮة« ﻋــﻠــﻰ ﻣــﺴــﺎﺣــﺎت ﻛـﺒـﻴـﺮة ﻣــﻦ ﺟـــﺮود ﻋــﺮﺳــﺎل اﻟــﺤــﺪودﻳــﺔ ﻣﻊ ﺳﻮرﻳﺎ، وﻳﺒﺪو أﻧﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﻘﻄﻒ ﻫﺬا اﻟﻌﺎم أﻳﻀﴼ.
وأﺣﻴﺖ اﳌﻌﺮﻛﺔ اﻷﺧﻴﺮة اﻟﺘﻲ أﻓﻀﺖ إﻟﻰ اﺗﻔﺎق ﻟﺘﺮﺣﻴﻞ ﻋﻨﺎﺻﺮ »اﻟــــﻨــــﺼــــﺮة« ﻣــــﻦ ﺟـــــــﺮود ﻋـــﺮﺳـــﺎل، آﻣــﺎل اﳌــﺰارﻋــﲔ ﻓـﻲ ﻟﻠﻌﻮدة ﻣﺠﺪدﴽ إﻟـــــﻰ ﺑــﺴــﺎﺗــﻴــﻨــﻬــﻢ اﳌـــﺘـــﺮاﻣـــﻴـــﺔ ﻋـﻠـﻰ ﻣـــﺴـــﺎﺣـــﺎت واﺳــــﻌــــﺔ ﻓــــﻲ اﻟــــﺠــــﺮود. ﻟــﻜــﻦ ﻫــــﺆﻻء اﳌــــﺰارﻋــــﲔ، ﻓــﻲ ﺳـﺒـﺎق ﻣـــﻊ اﻟـــﻮﻗـــﺖ، ﻓــﺎﳌــﻮﺳــﻢ أﻳـــﻨـــﻊ، وﺑـــﺪأ اﻟـﺜـﻤـﺮ ﻳﺘﺴﺎﻗﻂ ﻋــﻦ اﻷﺷــﺠــﺎر، ﻓﻲ وﻗـــﺖ ﻻ ﻳـﺴـﺘـﻄـﻴـﻌـﻮن ﻓــﻴــﻪ اﻟـﻌـﺒـﻮر إﻟـــﻰ ﺑـﺴـﺎﺗـﻴـﻨـﻬـﻢ اﻟــﺘــﻲ ﺗـﺤـﻴـﻂ ﺑﻬﺎ ﻣﺮاﻛﺰ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻟـ»ﺣﺰب اﻟﻠﻪ« ﺑﻌﺪ »اﻟــﻨــﺼــﺮة«، رﻳـﺜـﻤـﺎ ﻳﺜﺒﺖ اﻟﺠﻴﺶ اﻟــﻠــﺒــﻨــﺎﻧــﻲ ﻣــﻮاﻗــﻊ ﻟــﻪ ﻓــﻲ اﳌـﻨـﻄـﻘـﺔ، وﻳﻌﻠﻨﻬﺎ ﻣﻨﻄﻘﺔ آﻣﻨﺔ.
وﺣــــــــــــــــــــﺮم اﳌـــــــــــــــﺰارﻋـــــــــــــــﻮن ﻣـــﻦ ﺑﺴﺎﺗﻴﻨﻬﻢ، إﺛﺮ ﺳﻴﻄﺮة »اﻟﻨﺼﺮة« ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺮود ﻓﻲ ﻋﺎم ٤١٠٢.
ﻳــــــــﻘــــــــﻮل اﳌــــــــــــــــــــــﺰارع ﺻـــﺒـــﺤـــﻲ اﻟﺤﺠﻴﺮي ﻟـ»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ«، إﻧﻪ ﺧــﻼل ﺗﻠﻚ اﻟـﺴـﻨـﻮات، »ﻟــﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ اﳌـــﺰارﻋـــﻮن اﻻﻫــﺘــﻤــﺎم ﺑﺒﺴﺎﺗﻴﻨﻬﻢ أو ﻗﻄﻒ اﳌــﺤــﺼــﻮل«، ﻣﻮﺿﺤﴼ أن اﻟﺒﻌﺾ »ﻛـــﺎن ﻳـﺨـﺎﻃـﺮ، وﻳﺘﻌﺮض ﻟﺮﺻﺎص اﻟﻘﻨﺺ«، ذﻟﻚ أﻧﻪ، وﺑﻌﺪ ﺳـﻴـﻄـﺮة »ﺣـــﺰب اﻟــﻠــﻪ« ﻋـﻠـﻰ اﻟﻘﺴﻢ اﻟــﺠــﻨــﻮﺑــﻲ ﻣــﻦ ﺟــــﺮود ﻋــﺮﺳــﺎل ﻓﻲ ﺻﻴﻒ ﻋـﺎم ٥١٠٢، ﺗﺤﻮﻟﺖ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺒﺴﺎﺗﲔ إﻟﻰ »ﺧﻄﻮط ﺗﻤﺎس ﺑﲔ ﻣﻘﺎﺗﻠﻲ اﻟﺤﺰب واﻟﻨﺼﺮة«.
ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻮﻗﺖ، ﺗﺘﺴﺎﻗﻂ ﺛﻤﺎر اﳌــﺸــﻤــﺶ واﻟـــﻜـــﺮز ﻟــﺘــﺘــﻜــﺪس ﺗﺤﺖ أﺷﺠﺎرﻫﺎ ﻣﺤﻮﻟﺔ ﻗﺴﻤﴼ ﻣﻦ اﻷرض إﻟﻰ أﻟﻮان أﺷﺒﻪ ﺑﺎﻟﺒﺮﺗﻘﺎﻟﻴﺔ اﳌﻠﻮﻧﺔ. أﻣــﺎ اﻷﻏــﺼــﺎن ﻓـﻬـﻲ ﺗـﺘـﺪﻟـﻰ وﺗـﻨـﻮء ﺑﺄﺣﻤﺎﻟﻬﺎ. وﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻜﺮز، ﻓﻘﺪ ذﺑـﻠـﺖ ﻣﻌﻈﻢ ﺣﺒﺎﺗﻪ، وﻋـﻠـﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﺴﺎﻗﻂ ﺑﻌﺾ اﻟﺜﻤﺎر ﻓﺈن اﻟﻘﺴﻢ اﻷﻛــﺒــﺮ ﻣـﻨـﻬـﺎ ﻣــﺎ زال ﺻــﺎﻣــﺪﴽ ﻋﻠﻰ اﻷﻏﺼﺎن.
وﺗـــﺤـــﺘـــﻞ اﻟـــﺒـــﺴـــﺎﺗـــﲔ ٠١ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ ﻣــﻦ ﻣـﺴـﺎﺣـﺔ ﺟـــﺮود ﻋـﺮﺳـﺎل اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺘﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ٠٥ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮﴽ ﺑﻌﻤﻖ ٠١ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮات ﺣﺘﻰ اﻟﺤﺪود اﻟﺴﻮرﻳﺔ. وﻣـﻦ اﳌﻌﺮوف أن اﻟﺒﻠﺪة ﺗﻌﺘﻤﺪ ﺑﺸﻜﻞ أﺳﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟـــﺤـــﺠـــﺮ واﻟـــــﻜـــــﺴـــــﺎرات، ﻛـــﻤـــﺎ ﻋـﻠـﻰ اﻟﺰراﻋﺔ. وﺗﺸﺘﻬﺮ ﺑﺰراﻋﺔ اﳌﺸﻤﺶ واﻟﻜﺮز.
وﺗﻘﻊ اﻟﺒﺴﺎﺗﲔ ﻓﻲ وادي اﳌﺠﺮ ووادي اﻟﻬﻮى ووادي اﻟﺪﻳﺐ وﺳﻬﻠﺔ اﻟـــﺮﻫـــﻮة وﻣــﻨــﻄــﻘــﺔ ﻋــﻄــﻴــﺔ، وﺑــﺎﺗــﺖ ﻣﺮﻛﺰﴽ ﻟﻠﺒﺴﺎﺗﲔ ﺑﻌﺪﻣﺎ اﺳﺘﺼﻠﺤﺖ اﻷراﺿـــــــﻲ ﻗــﺒــﻞ ﺳــــﻨــــﻮات. وﺗــﺘــﺮﻛــﺰ اﻷﺷﺠﺎر اﳌﻌﻤﺮة ﻓﻲ ﺳﻬﻞ اﻟﺮﻫﻮة.
وﻣــــﻨــــﺬ ﺳـــﻴـــﻄـــﺮة »اﻟــــﻨــــﺼــــﺮة« ﻋﻠﻰ اﻟـﺠـﺮود، ﺗﺤﻮﻟﺖ ﻣﻌﻈﻢ ﻫﺬه اﻟــﺒــﺴــﺎﺗــﲔ إﻟــــﻰ أرض ﺑــــﻮر ارﺗــﻔــﻊ ﻓﻴﻬﺎ اﻟـﺸـﻮك واﻷﻋــﺸــﺎب اﻟﻄﻔﻴﻠﻴﺔ ﻣﺎ أدى إﻟﻰ ﻳﺒﺎس أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ ﻣــﻦ ﻫــﺬه اﻷﺷــﺠــﺎر، ﻛﻤﺎ اﻗـــﺘـــﻠـــﻊ اﳌـــﺴـــﻠـــﺤـــﻮن ﺑــﻌــﻀــﴼ ﻣــﻨــﻬــﺎ واﺳـــﺘـــﺨـــﺪﻣـــﻮﻫـــﺎ وﻗــــــــﻮدﴽ وﺣــﻄــﺒــﴼ ﻟﻠﺘﺪﻓﺌﺔ ﻓــﻲ ﻓـﺼـﻞ اﻟـﺸـﺘـﺎء ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺿــﻴــﻖ اﻟــﺠــﻴــﺶ اﻟــﻠــﺒــﻨــﺎﻧــﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟـــﺤـــﺼـــﺎر وﻗـــــــﻮض ﺗــﻬــﺮﻳــﺐ ﻣــــﺎدة اﳌــــــــﺎزوت إﻟـــــﻰ ﻣـــﺮاﻛـــﺰﻫـــﻢ ﻓــــﻲ ﻫــﺬه اﳌﻨﺎﻃﻖ.
ﻫــــــــﺬه اﻟــــﺒــــﺴــــﺎﺗــــﲔ اﳌــــــﺰروﻋــــــﺔ ﻓـــﻲ اﻷراﺿــــــﻲ اﻟـــﻮﻋـــﺮة واﻷراﺿـــــﻲ اﳌــﺴــﺘــﺼــﻠــﺤــﺔ، ﻟــــﻢ ﺗــﻨــﻞ ﺗــﻌــﻮﻳــﻀــﴼ ﻣــــﻦ اﻟــــﺪوﻟــــﺔ ﻣــﻨــﺬ ﺧــﻤــﺲ ﺳــﻨــﻮات ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ﺛﻼﺛﺔ ﺑﺴﺎﺗﲔ ﻣﺰروﻋﺔ ﺑـﺎﻟـﺘـﻔـﺎح ﻓــﻲ اﻟـــﺠـــﺮود، إﻟـــﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺑــﻌــﺾ ﺑــﺴــﺎﺗــﲔ اﻟــﻠــﻮز ﺑـﻤـﺴـﺎﺣـﺎت ﺻــﻐــﻴــﺮة. ﻳــﻘــﻮل اﻟــﺤــﺠــﻴــﺮي: »ﺛـﻤـﺔ وﻋــــــﻮد ﺑــﺎﻟــﺘــﻌــﻮﻳــﺾ ﻋــﻠــﻰ ﺿــﻴــﺎع اﳌــــﻮاﺳــــﻢ ﻓـــﻲ اﻟـــﺴـــﻨـــﻮات اﳌــﺎﺿــﻴــﺔ، ﻟـﻜـﻨـﻨـﺎ ﻟـــﻢ ﻧــﺤــﺼــﻞ ﻋــﻠــﻰ أي ﺷــﻲء ﺣﺘﻰ اﻵن«.