ﻣﻀﺎدات اﻷﻛﺴﺪة... ﺗﻌﺰز ﻣﻨﺎﻋﺔ اﻟﺠﺴﻢ ﻟﺪرء اﻷﻣﺮاض
ﺗﻘﺎوم أﺿﺮار اﳉﺬور اﳊﺮة ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ اﻹﻧﺴﺎن
ارﺗــــﻔــــﻌــــﺖ ﻣـــــﻌـــــﺪﻻت اﻹﺻــــﺎﺑــــﺔ ﺑﺎﻷﻣﺮاض اﳌﺰﻣﻨﺔ ﻏﻴﺮ اﳌﻌﺪﻳﺔ ﺧﻼل اﻟﻌﻘﻮد اﻷﺧﻴﺮة ارﺗﻔﺎﻋﺎ ﻛﺒﻴﺮا ﺷﻤﻞ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﺎﻓﺔ دون ﺗﻔﺮﻳﻖ أو ﺗﻤﻴﻴﺰ. وﺗﻌﺰو ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟـﺤـﺪﻳـﺜـﺔ ذﻟــﻚ إﻟــﻰ ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻟــﻌــﺎدات واﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎت اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ اﻟﺨﺎﻃﺌﺔ اﻟﺘﻲ اﻧــﺘــﺸــﺮت ﺑــﲔ اﻟـــﻨـــﺎس. وﻓـــﻲ اﻟــﻮﻗــﺖ ﻧﻔﺴﻪ، أﺿـﺤـﻰ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﻣـﻀـﺎدات اﻷﻛﺴﺪة ﺷﺎﺋﻌﺎ ﺑﲔ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻃﺒﻘﺎت اﻟﻨﺎس. ﻛﻴﻒ ﺗﺘﻜﻮن اﻟﺠﺬور اﻟﺤﺮة، وﻣﺎ ﻣﺼﺎدرﻫﺎ، وﻣﺎ ﺗﺎرﻳﺦ ﻣﻀﺎدات اﻷﻛـﺴـﺪة اﻟﺘﻲ ﺗﻜﺎﻓﺢ ﺗﻠﻚ اﻟـﺠـﺬور، وﻣﺎ ﻣﺼﺎدرﻫﺎ، وﻣﺎ أﻫﻤﻴﺘﻬﺎ؟
ﺗﺤﺪث إﻟﻰ »ﺻﺤﺘﻚ« اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺧﺎﻟﺪ ﻋﻠﻲ اﳌﺪﻧﻲ، اﺳﺘـﺸﺎري اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ اﻟــﻌــﻼﺟــﻴــﺔ ﻧــﺎﺋــﺐ رﺋــﻴــﺲ اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ اﻟــــﺴــــﻌــــﻮدﻳــــﺔ ﻟــــﻠــــﻐــــﺬاء واﻟـــﺘـــﻐـــﺬﻳـــﺔ، ﻣﻮﺿﺤﺎ أن اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﺸﻬﺪ اﻫﺘﻤﺎﻣﴼ ﻣــﺘــﺰاﻳــﺪا ﺑــــﺪور ﻣـــﻀـــﺎدات اﻷﻛــﺴــﺪة ﻓــــﻲ ﺻـــﺤـــﺔ اﻹﻧـــــﺴـــــﺎن؛ ﺣـــﻴـــﺚ ﺗـﻔـﻴـﺪ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣـﻦ اﻟــﺪراﺳــﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺑﺄن زﻳﺎدة ﺗﻨﺎول اﻟﺨﻀﺮاوات اﻟﺨﻀﺮاء واﻟــﺼــﻔــﺮاء واﻟـﺤـﻤـﻀـﻴـﺎت، ﻗــﺪ ﺗﻘﻲ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ اﻷﻣــﺮاض اﳌﺰﻣﻨﺔ، وﻗﺪ ﻳﺮﺟﻊ ذﻟﻚ إﻟﻰ اﺣﺘﻮاﺋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻀﺎدات اﻷﻛﺴﺪة.
ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ آﺧﺮ، أوﺿﺢ أن زﻳﺎدة اﻷﻛﺴﺠﲔ اﻟﻨﺸﻂ، أو اﻟﺠﺬور اﻟﺤﺮة اﻷﺧـــﺮى اﻟـﺘـﻲ ﺗﻨﺘﺞ ﻣــﻦ اﻟﺘﻔﺎﻋﻼت اﻟــﻜــﻴــﻤــﺎﺋــﻴــﺔ داﺧــــﻞ ﺟــﺴــﻢ اﻹﻧـــﺴـــﺎن، إﺿـﺎﻓـﺔ إﻟــﻰ ﻋـﻮاﻣـﻞ ﺧﺎرﺟﻴﺔ أﺧـﺮى ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ اﻟﺠﺬور اﻟﺤﺮة اﻟـــﺘـــﻲ ﺗـــــﺆدي إﻟــــﻰ ﻣــﻬــﺎﺟــﻤــﺔ ﺧــﻼﻳــﺎ وﻣﻜﻮﻧﺎت اﻟﺠﺴﻢ؛ ﻣﻤﺎ ﻳﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ إﺗﻼف ﻫﺬه اﻟﺨﻼﻳﺎ واﳌﻜﻮﻧﺎت.
اﳌــﻌــﺮوف أن اﻟـــﺬرة ﺗـﺘـﻜـﻮن ﻣﻦ ﻧــﻮاة ﺗﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ ﺟﺴﻴﻤﺎت ﻣﺜﻞ اﻟـﺒـﺮوﺗـﻮﻧـﺎت واﻟــﻨــﺘــﺮوﻧــﺎت، وﺗــﺪور اﻹﻟـــﻜـــﺘـــﺮوﻧـــﺎت ﺣـــــﻮل اﻟـــــﻨـــــﻮاة. ﻛـﻤـﺎ ﺗـﺘـﻜـﻮن اﻟـﺠـﺰﻳـﺌـﺎت ﻣــﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﻣﻦ اﻟﺬرات ﻣﺘﺮاﺑﻄﺔ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﺗﺄﺛﻴﺮ أزواج ﻫـــــﺬه اﻹﻟــــﻜــــﺘــــﺮوﻧــــﺎت. وﻓـــﻲ ﺑـﻌـﺾ اﻷﺣــﻴــﺎن وأﺛــﻨــﺎء اﻟﺘﻔﺎﻋﻼت اﻟـﻜـﻴـﻤـﻴـﺎﺋـﻴـﺔ، ﻓـــﺈن إﻟـﻜـﺘـﺮوﻧـﴼ ﺳـﻮف ﻳـﻨـﻔـﺮ ﺑــﻌــﻴــﺪﴽ ﻋــﻦ ﺑـﻘـﻴـﺔ اﻟـــﺠـــﺰيء أو اﻟﺬرة ﺗﺎرﻛﴼ ﺷﻘﴼ أو ﺟﺬرﴽ. وﻳﺤﺎول اﻟﺠﺬر اﻟﺤﺮ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ إﻟﻜﺘﺮون آﺧﺮ ﺑــﺪﻻ ﻣـﻦ اﻹﻟـﻜـﺘـﺮون اﳌﻔﻘﻮد ﻟﻴﻜﻮن زوﺟــــﺎ ﻣــﻦ اﻹﻟــﻜــﺘــﺮوﻧــﺎت اﳌـﺴـﺘـﻘـﺮة داﺧﻞ اﻟﺠﺰيء أو اﻟﺬرة. وﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺒﺤﺚ ﻫﺬه ﺗﺘﺴﺒﺐ اﻟﺠﺬور اﻟﺤﺮة ﻓـــــﻲ ﺗـــﺨـــﺮﻳـــﺐ اﻟـــﺠـــﺰﻳـــﺌـــﺎت ﻋــﻨــﺪﻣــﺎ ﺗــﺴــﺤــﺐ إﻟـــﻜـــﺘـــﺮوﻧـــﴼ ﻣــــﻦ ﻣــﻜــﻮﻧــﺎت ﺟﺰﻳﺌﺎت اﻟﺨﻠﻴﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻠﺠﺴﻢ، وإذا ﺗﻼﻗﻰ ﺟـﺬران ﺣـﺮان، ﻓﺒﺈﻣﻜﺎن إﻟـــﻜـــﺘـــﺮوﻧـــﺎﺗـــﻬـــﻤـــﺎ ﻏـــﻴـــﺮ اﳌـــﺘـــﺰاوﺟـــﺔ اﻻﺗﺤﺎد ﻟﺘﻜﻮﻳﻦ راﺑﻄﺔ ﺗﺴﺎﻫﻤﻴﺔ، واﻟﻨﺎﺗﺞ ﻳﻜﻮن ﺟﺰﻳﺌﴼ ﻏﻴﺮ ﺟﺬري.
أﻣــﺎ ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ﻳﺘﻔﺎﻋﻞ اﻟــﺠــﺬر ﻣﻊ ﻏﻴﺮ اﻟﺠﺬر، ﻓﺈن ﺟﺬرﴽ ﺟﺪﻳﺪﴽ ﻳﻨﺘﺞ، وﻗﺪ ﻳﺤﺪث ﺗﻔﺎﻋﻼ ﺗﺴﻠﺴﻠﻴﴼ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟـﺬﻟـﻚ. وﻧـﻈـﺮا ﻷن ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺠﺰﻳﺌﺎت اﻟــﺒــﻴــﻮﻟــﻮﺟــﻴــﺔ ﺗــﻜــﻮن ﻏــﻴــﺮ ﺟــﺬرﻳــﺔ، ﻓــﺈن ﻧـﺸـﻮء اﻟــﺠــﺬور اﻟــﺤــﺮة اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ داﺧــﻞ اﻟﻜﺎﺋﻦ اﻟـﺤـﻲ ﻋــﺎدة ﻣـﺎ ﻳﻜﻮن ﻧـــﺎﺗـــﺠـــﴼ ﻣــــﻦ ﺗـــﻔـــﺎﻋـــﻼت ﺗــﺴــﻠــﺴــﻠــﻴــﺔ. وﺗﻌﻤﻞ اﻟﺠﺬور اﻟﺤﺮة ﻋﻠﻰ ﺗﺨﺮﻳﺐ ﻣـــﻜـــﻮﻧـــﺎت اﻟـــﺨـــﻼﻳـــﺎ. ﻓــــــﺈذا ﻫــﺎﺟــﻤــﺖ ﺟــــــﺪار اﻟـــﺨـــﻼﻳـــﺎ ﻓــﻘــﺪ ﺗـــﺤـــﺪث ﺧـﻠـﻼ ﻓـﻲ وﻇـﺎﺋـﻒ اﻟـﺨـﻼﻳـﺎ، وإن ﻫﺎﺟﻤﺖ دواﺧﻞ اﻟﺨﻼﻳﺎ ﻓﻘﺪ ﺗﻬﺎﺟﻢ اﻟﺤﻤﺾ اﻟـﻨـﻮوي اﳌـﺴـﺆول ﻋـﻦ ﻧﻘﻞ اﻟﺼﻔﺎت اﻟﻮراﺛﻴﺔ ﻣﺤﺪﺛﺔ ﺗﺴﺮﻃﻨﴼ ﻟﻠﺨﻼﻳﺎ.
ﻣﺎ ﻣﺼﺎدر اﻟﺠﺬور اﻟﺤﺮة Free ؟Radicals إﺿـــﺎﻓـــﺔ إﻟــــﻰ ﻣـــﺎ ﺳـﺒـﻖ، ﻫﻨﺎك ﻋﻮاﻣﻞ داﺧﻞ اﻟﺠﺴﻢ وﺧﺎرﺟﻪ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ اﻟﺠﺬور اﻟﺤﺮة ﺗﺸﻤﻞ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ: ﺑﺎﻟﺪﻫﻮن ﺗﺪﺧﲔ اﻟﺴﺠﺎﺋﺮ اﻟﻌﻨﻴﻔﺔ اﻷﻃﻌﻤﺔ اﻟﻐﻨﻴﺔ اﳌﺸﻌﺔ اﻟﺘﻤﺮﻳﻨﺎت اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ اﻟﺒﻴﺌﻲ اﻹﺷﻌﺎع واﳌﻮاد اﻻﻟﺘﻬﺎﺑﺎت اﻟﺘﻠﻮث اﻷوزون اﻟﺒﻨﻔﺴﺠﻴﺔ - اﻷﺷﻌﺔ ﻓﻮق اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﺑـــﻌـــﺾ اﳌــــﺒــــﻴــــﺪات اﻟــﺤــﺸــﺮﻳــﺔ واﳌﺬﻳﺒﺎت
- اﻟــــــــــﻀــــــــــﻐــــــــــﻮط اﻟـــــﻨـــــﻔـــــﺴـــــﻴـــــﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﻣﺎ ﺗﺄﺛﻴﺮات وﺗﻔﺎﻋﻼت اﻟﺠﺬور اﻟﺤﺮة؟ ﻳﺘﻌﺮض اﻹﻧﺴﺎن ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار إﻟـــﻰ إﺷــﻌــﺎﻋــﺎت ﻣـــﻦ اﻟــﺒــﻴــﺌــﺔ، وﻫـــﺬه اﻹﺷــﻌــﺎﻋــﺎت إﻣــﺎ أن ﺗـﻜـﻮن ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﻏﺎز اﻟﺮادون واﻷﺷﻌﺔ اﻟﻜﻮﻧﻴﺔ، أو ﻣﻦ ﻣﺼﺎدر ﺻﻨﺎﻋﻴﺔ ﻣﺜﻞ اﻷﺷﻌﺔ اﻟﺴﻴﻨﻴﺔ. وﺗــﻘــﻮم ﻫــﺬه اﻹﺷـﻌـﺎﻋـﺎت ﺑﺘﻐﻴﺮات داﺧﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﺴﻢ اﻹﻧﺴﺎن، ﻓـﻌـﻠـﻰ ﺳـﺒـﻴـﻞ اﳌــﺜــﺎل، ﺗــﻘــﻮم اﻷﺷـﻌـﺔ اﻟـﻜـﻬـﺮوﻣـﻐـﻨـﺎﻃـﻴـﺴـﻴـﺔ ذات اﻷﻃـــﻮال اﳌـــﻮﺟـــﻴـــﺔ اﳌــﻨــﺨــﻔــﻀــﺔ )ﻣـــﺜـــﻞ أﺷــﻌــﺔ ﻏﺎﻣﺎ( ﺑﺸﻄﺮ ﺟﺰيء اﳌﺎء ﻓﻲ اﻟﺠﺴﻢ ﻟــﺘــﻮﻟــﻴــﺪ ﺟـــﺬر اﻟــﻬــﻴــﺪروﻛــﺴــﻴــﻞ. أﻣــﺎ اﻷﺷﻌﺔ ﻓﻮق اﻟﺒﻨﻔﺴﺠﻴﺔ اﻟﻮاردة ﻣﻦ أﺷﻌﺔ اﻟﺸﻤﺲ ﻓﻠﻴﺴﺖ ﻟﺪﻳﻬﺎ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻟﺸﻄﺮ اﳌﺎء، وﻟﻜﻦ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺗــﻜــﺴــﻴــﺮ اﻟـــﺮاﺑـــﻄـــﺔ اﻟــﺘــﺴــﺎﻫــﻤــﻴــﺔ ﻓـﻲ ﺟـــــﺰيء ﺑــﻴــﺮوﻛــﺴــﻴــﺪ اﻟــﻬــﻴــﺪروﺟــﲔ ﻟﺘﻌﻄﻲ ﺟـﺬر اﻟﻬﻴﺪروﻛﺴﻴﻞ. وﻫﺬا اﻟﺠﺬر اﻟﻨﺸﻂ، ﺑﻤﺠﺮد ﺗﻜﻮﻧﻪ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻬﺎﺟﻢ اﻟﺠﺰﻳﺌﺎت اﳌﺤﻴﻄﺔ، ﺑﻤﻌﻨﻰ أﻧﻪ ﻳﺘﻔﺎﻋﻞ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻊ ﺗﻜﻮﻧﻪ. ﻟﺬﻟﻚ؛ ﻓﺈن ﻣﻦ اﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﺗﻄﻮﻳﺮ أو ﺗﺼﻤﻴﻢ ﻣـــﺰﻳـــﻞ ﻓـــﺎﻋـــﻞ ﻳــﻌــﻤــﻞ ﻋــﻠــﻰ إزاﻟــــــﺔ ﻛﻞ اﻟﺠﺬور اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ داﺧﻞ اﻟﺠﺴﻢ.
ﻛــﻤــﺎ أن اﻟــﻜــﺜــﻴــﺮ ﻣـــﻦ اﳌــﺮﻛــﺒــﺎت ﻓـــﻲ اﻟــﺠــﺴــﻢ ﻳــﻤــﻜــﻦ أن ﺗــﺘــﻔــﺎﻋــﻞ ﻣﻊ اﻷﻛــــﺴــــﺠــــﲔ ﻹﻧـــــﺘـــــﺎج »ﺟـــــــــﺬر ﻓــــﻮق اﻷﻛــــــﺴــــــﺠــــــﲔ«. وﻣــــــــﻦ أﻣــــﺜــــﻠــــﺔ ﻫــــﺬه اﳌـﺮﻛـﺒـﺎت اﻻدرﻳــﻨــﺎﻟــﲔ واﻟـﺪوﺑـﺎﻣـﲔ، وﺑــﻌــﺾ ﻣــﻜــﻮﻧــﺎت اﳌــﻴــﺘــﻮﻛــﻮﻧــﺪرﻳــﺎ. إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟﻚ، ﻓﺈن ﺑﻌﻀﴼ ﻣﻦ »ﺟﺬر ﻓـــــﻮق اﻷﻛـــﺴـــﺠـــﲔ« ﻳــﻨــﺘــﺞ ﺑــﻄــﺮﻳــﻘــﺔ ﺗﻌﻤﺪﻳﺔ، ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل، ﺑﻌﺾ ﺧﻼﻳﺎ اﻟــﺪم اﻟﺒﻴﻀﺎء أﺛﻨﺎء دﻓﺎﻋﻬﺎ ﺿــﺪ اﻷﺟــﺴــﺎم اﻟـﻐـﺮﻳـﺒـﺔ ﻓــﻲ اﻟﺠﺴﻢ ﺗـﻮﻟـﺪ ﻛـﻤـﻴـﺎت ﻛـﺒـﻴـﺮة ﻣــﻦ ﺟــﺬر ﻓـﻮق اﻷﻛـﺴـﺠـﲔ ﻛـﺠـﺰء ﻣــﻦ آﻟـﻴـﺔ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻴﻬﺎ. وﻗــﺪ ﻳﻨﺘﺞ ﻣــﻦ ذﻟــﻚ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻣـﺮاض، ﻣﺜﻞ اﻟﺘﻬﺎب اﳌﻔﺎﺻﻞ اﻟﺮوﻣﺎﺗﻴﺰﻣﻴﺔ وﻣﺮض اﻟﺘﻬﺎب اﳌﺜﺎﻧﺔ اﻟﻠﺬﻳﻦ ﻳﻜﻮﻧﺎن ﻣﺼﺎﺣﺒﲔ ﻟﻠﻨﺸﺎط اﳌـــﻔـــﺮط ﻟـــﻬـــﺬه اﻟـــﺨـــﻼﻳـــﺎ اﻟــﺒــﻴــﻀــﺎء؛ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺆدي إﻟﻰ زﻳﺎدة أﺻﻨﺎف اﻷﻛــﺴــﺠــﲔ واﻟــﻨــﻴــﺘــﺮوﺟــﲔ اﻟـﻨـﺸـﻂ؛ ﻣﻤﺎ ﻳﺆدي إﻟﻰ ﺗﺤﻄﻴﻢ اﻷﻧﺴﺠﺔ.
وﻫـﻨـﺎك ﺟــﺬر ﺣـﺮ ﻓﻴﺰﻳﻮﻟﻮﺟﻲ آﺧﺮ ﻫﻮ ﺟﺬر أﻛﺴﻴﺪ اﻟﻨﻴﺘﺮﻳﻚ، اﻟﺬي ﻟﻪ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ اﳌﻔﻴﺪة، ﻣﺜﻞ ﺗـﻨـﻈـﻴـﻢ ﺿــﻐــﻂ اﻟـــــﺪم، ﻟــﻜــﻦ اﻟـــﺰﻳـــﺎدة ﻣﻨﻪ ﺗﻤﺜﻞ ﺧﻄﻮرة، ﺣﻴﺚ إﻧﻪ ﻳﻠﻌﺐ دورا ﻓﻲ آﻟﻴﺔ ﺗﺤﻄﻴﻢ اﻷﻧﺴﺠﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻻﻟﺘﻬﺎﺑﺎت اﳌﺰﻣﻨﺔ واﻟﺴﻜﺘﺔ اﻟﺪﻣﺎﻏﻴﺔ. وﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﺑﻌﺾ أﺻﻨﺎف اﻷﻛـﺴـﺠـﲔ أو اﻟﻨﻴﺘﺮوﺟﲔ اﻟﻨﺸﻂ ﻋـــﻠـــﻰ ﺷـــﻜـــﻞ ﺟــــــــﺬور ﺣــــــــﺮة، ﺑــﻴــﻨــﻤــﺎ اﻟـﺒـﻌـﺾ اﻵﺧـــﺮ ﻻ ﻳــﻜـﻮن ﻋـﻠـﻰ ﺷﻜﻞ ﺟﺬور ﺣﺮة.
وﻣـﺎ دور اﻟﺠﺴﻢ ﻓﻲ اﳌﻘﺎوﻣﺔ؟ ﻳﺠﻴﺐ اﻟﺪﻛﺘﻮر اﳌﺪﻧﻲ ﺑـﺄن اﻟﺠﺴﻢ ﻣـﺰود ﺑﺂﻟﻴﺎت دﻓﺎﻋﻴﺔ ﳌﻨﻊ اﻷﻛﺴﺪة وﻟﺘﺤﻄﻴﻢ اﻟﺠﺬور اﻟﺤﺮة واﳌﺮﻛﺒﺎت اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ اﻷﺧﺮى ﻗﺒﻞ أن ﺗﻘﻮم ﺑﺈﻓﺴﺎد ﺟـﺰﻳـﺌـﺎت اﻟـﺨـﻠـﻴـﺔ، إﻻ أﻧــﻪ رﻏــﻢ ذﻟـﻚ ﻧـــﺠـــﺪ أن وﺟـــــــﻮد اﻟـــــﺠـــــﺬور اﻟـــﺤـــﺮة واﳌــــــــﻮاد اﳌـــﺆﻛـــﺴـــﺪة ﺑــﻜــﻤــﻴــﺔ ﻛــﺒــﻴــﺮة ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ أن ﺗﺆدي إﻟﻰ ﺣﺪوث اﻟﺘﺤﻄﻢ اﻟﺘﺄﻛﺴﺪي.
إن ﻣـــﻦ اﳌـــﻌـــﺮوف أن اﺳــﺘــﻤــﺮار اﻟــﺤــﻴــﺎة ﻋــﻠــﻰ اﻷرض ﻳـﻌـﺘـﻤـﺪ ﻛﻠﻴﺔ ﻋــﻠــﻰ اﺳـــﺘـــﺨـــﺪام اﻷﻛـــﺴـــﺠـــﲔ، اﻟـــﺬي ﺗﺘﻠﺨﺺ ﺑﻌﺾ ﻓﻮاﺋﺪه ﻓﻲ اﳌﺴﺎﻋﺪة ﻋـــﻠـــﻰ إﻧـــــﺘـــــﺎج اﻟــــﻄــــﺎﻗــــﺔ ﻋـــــﻦ ﻃـــﺮﻳـــﻖ أﻛﺴﺪة اﳌﻐﺬﻳﺎت اﻟﻜﺒﺮى )اﻟـﺪﻫـﻮن، اﻟـــﺒـــﺮوﺗـــﻴـــﻨـــﺎت، واﻟـــﻜـــﺮﺑـــﻮﻫـــﻴـــﺪرات( ﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑـﺎﻟـﻮﻇـﺎﺋـﻒ اﳌـﻬـﻤـﺔ ﻟﻠﺠﺴﻢ، وإزاﻟـــــــﺔ اﻟــﺴــﻤــﻴــﺔ ﻣـــﻦ ﺑــﻌــﺾ اﳌــــﻮاد اﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ﻋﻦ اﻟﺠﺴﻢ.
وﻣـــــــــﻦ اﻟــــﻄــــﺒــــﻴــــﻌــــﻲ أن ﻳــﺘــﺤــﺪ اﻷﻛــﺴــﺠــﲔ ﻣـــﻊ اﻟــﻬــﻴــﺪروﺟــﲔ ﺑﻌﺪ ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ أﻛﺜﺮ ﺛﺒﺎﺗﴼ واﺳـــﺘـــﻘـــﺮارﴽ وﻫـــﻲ اﳌـــــﺎء. وﻣـــﻊ ذﻟــﻚ، ﻓـــــﺈن اﺧـــــﺘـــــﺰال وﺗــــﺤــــﻮل اﻷﻛــﺴــﺠــﲔ ﻋـــــﺎدة ﻣـــﺎ ﻳـــﻜـــﻮن ﻏــﻴــﺮ ﻛـــﺎﻣـــﻞ، ﺣﺘﻰ ﻓـﻲ اﻟـﻈـﺮوف اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ، وﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﻨﺸﺄ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ وﺳﻄﻴﺔ ﻣـﻦ اﳌــﻮاد اﻟــﻜــﻴــﻤــﻴــﺎﺋــﻴــﺔ اﻟــﻨــﺸــﻄــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻷﻛــﺴــﺠــﲔ اﻟــﻨــﺸــﻂ. ﻛـﻤـﺎ أن اﻟﺘﻔﺎﻋﻼت اﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ اﻷﺧــﺮى ﻓﻲ داﺧﻞ ﺟﺴﻢ اﻹﻧﺴﺎن ﺗﺆدي أﻳﻀﴼ إﻟﻰ ﻇﻬﻮر »ﺟﺬور ﺣﺮة «Free Radicals أﺧــــــــﺮى ذات أﺻـــــﻨـــــﺎف ﻛــﻴــﻤــﻴــﺎﺋــﻴــﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ. وﻗﺪ ﺗﻜﻮن اﻟﺠﺬور اﻟﺤﺮة ﺟﺰﻳﺌﺎت أو ذرات ﻟﻬﺎ إﻟﻜﺘﺮون واﺣﺪ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺰاوج، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﻜﻮن ﻧﺸﻄﺔ وﻏﻴﺮ ﻣﺴﺘﻘﺮة.
إن ﻛــﻞ ﺧـﻠـﻴـﺔ ﻣــﻦ ﺧــﻼﻳــﺎ ﺟﺴﻢ اﻹﻧـــــﺴـــــﺎن اﻟـــــــﺬي ﻳـــﺘـــﻜـــﻮن ﻣــــﻦ ﻧـﺤـﻮ ﺗــﺮﻳــﻠــﻴــﻮن ﺧــﻠــﻴــﺔ ﺗــﻌــﺎﻧــﻲ ﻣـــﻦ ﻧـﺤـﻮ ٠٠٠٫٠١ ﻫﺠﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﺬور اﻟﺤﺮة ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﻮاﺣﺪ. وﻫﺬا اﻟﻬﺠﻮم ﻳﺘﺮﻛﺰ ﻓـــﻲ اﻟــﻐــﺎﻟــﺐ ﻋــﻠــﻰ اﳌـــــﺎدة اﻟــﻮراﺛــﻴــﺔ. وﻣﻦ إﺣﺪى ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻫﺬا اﻟﻬﺠﻮم ﻫﻮ زﻳﺎدة ﻣﻌﺪل اﻟﺘﻄﻔﺮ، وﻫﺬه اﻟﻄﻔﺮات ﺗﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺧﻄﻮرة ﺣﺪوث اﻟﺴﺮﻃﺎن. إﺿــــﺎﻓــــﺔ إﻟــــــﻰ ذﻟـــــــﻚ، ﻓــــــﺈن اﻷﻏــﺸــﻴــﺔ اﻟــﺨــﻠــﻮﻳــﺔ واﻟــﺒــﺮوﺗــﻴــﻨــﺎت واﻟــﺪﻫــﻮن ﺗـﺘـﻌـﺮض أﻳــﻀــﺎ ﻟـﻠـﻬـﺠـﻮم ﺑـﻮاﺳـﻄـﺔ اﻟﺠﺬور اﻟﺤﺮة. وﻋﻠﻰ ﻣﺪى ﺳﺒﻌﲔ ﺳـﻨـﺔ اﻋــﺘــﻴــﺎدﻳــﺔ ﻣــﻦ ﻋـﻤـﺮ اﻹﻧــﺴــﺎن، ﻓـــﺈن اﻟــﺠــﺴــﻢ ﻳــﻮﻟــﺪ ﻣــﺎ ﻳــﻌــﺎدل ﻧﺤﻮ ﺳﺒﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻃﻨﺎ )٠٠٠٧١ ﻛﻴﻠﻮﻏﺮام( ﻣـﻦ اﻟــﺠــﺬور اﻟــﺤــﺮة. ﻟــﺬا؛ ﻓــﺈن ﺟﺴﻢ اﻹﻧﺴﺎن ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ دﻓﺎﻋﺎت ﻓﺎﻋﻠﺔ ﻣﻀﺎدة ﻟﻸﻛﺴﺪة ﻓﻲ ﻛﻞ اﻷوﻗﺎت.
وﺗﻌﻤﻞ ﻣﻀﺎدات اﻷﻛﺴﺪة ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻊ ﺗﻜﻮﻳﻦ أو ﻣﻨﻊ ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﺠﺬور اﻟﺤﺮة داﺧﻞ اﻟﺠﺴﻢ، وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل إﻋــﻄــﺎء إﻟــﻜــﺘــﺮون إﻟـــﻰ اﻟــﺠــﺬر اﻟـﺤـﺮ ﻓﻴﺼﺒﺢ ﺛﺎﺑﺘﺎ ﻏﻴﺮ ﻧﺸﻂ وﻻ ﻳﺤﺪث أﺿــــــﺮارا ﻋــﻠــﻰ اﻷﺣـــﻤـــﺎض اﻟــﻨــﻮوﻳــﺔ )وﺣﺪات اﳌﺎدة اﻟﻮراﺛﻴﺔ(، أو اﻟﺪﻫﻮن، أو اﻟــــﺒــــﺮوﺗــــﻴــــﻨــــﺎت، أو اﻟـــﺠـــﺰﻳـــﺌـــﺎت اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ اﻷﺧﺮى.
وﺗـــــﺼـــــﻨـــــﻒ اﳌــــــــــــــﺎدة اﳌــــــﻀــــــﺎدة ﻟﻸﻛﺴﺪة ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﻠﻚ اﳌﺎدة اﻟﺘﻲ ﻟﺪﻳﻬﺎ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﺗﺜﺒﻴﻂ اﻟﺠﺬور اﻟﺤﺮة؛ ﻟـــﺬا ﻓـــﺈن اﻟـﻘـﻠـﻴـﻞ ﻣــﻦ اﳌــــﺎدة اﳌــﻀــﺎدة ﻟﻸﻛﺴﺪة ﻻ ﺑﺪ أن ﻳﻔﻘﺪ. ﻛﻤﺎ أن اﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺟﺰﻳﺌﺎت ﻣﻀﺎدات اﻷﻛﺴﺪة داﺧﻞ ﺟﺴﻢ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﺜﻞ ﺑﻌﺾ اﻹﻧﺰﻳﻤﺎت ﺗـﻜـﻮن ﻏـﻴـﺮ ﻛـﺎﻓـﻴـﺔ ﳌـﻨـﻊ ﻫــﺬا اﻟـﻀـﺮر ﺗﻤﺎﻣﺎ؛ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﻷﻃﻌﻤﺔ اﳌﺤﺘﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻀﺎدات اﻷﻛﺴﺪة ﺗﻜﻮن ﻣﻬﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺤﺔ.
وﻗﺪ أﺛﺒﺖ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺎت أن ﺑــﻌــﺾ اﻟــﻌــﻨــﺎﺻــﺮ اﻟــﻐــﺬاﺋــﻴــﺔ ﻟﻬﺎ أﻫــﻤــﻴــﺔ ﻛـــﻤـــﻀـــﺎدات ﻟــﻸﻛــﺴــﺪة ﻣﺜﻞ ﻓﻴﺘﺎﻣﲔ إي ،(E) وﻓﻴﺘﺎﻣﲔ ﺳﻲ ،(C) واﻟﻜﺎروﺗﻴﻨﻴﺪات، واﻟﻔﻼﻓﻮﻧﻮﻳﺪات، وﺻﺒﻐﺎت اﻟﻨﺒﺎت اﻷﺧﺮى. ﻛﻤﺎ وﺟﺪ أن ﺑﻌﺾ ﻣــﻀــﺎدات اﻷﻛــﺴــﺪة ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻈﻬﺮ ﺗﺄﺛﻴﺮاﺗﻬﺎ اﳌـﻔـﻴـﺪة ﺧــﺎرج اﻟـﺠـﺴـﻢ أﻳــﻀــﺎ، ﻣـﺜـﻞ ﻣــﺎ ﻳــﺤــﺪث ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺣﻔﻆ اﻷﻃﻌﻤﺔ.
إن إزاﻟﺔ اﻟﺠﺬور اﻟﺤﺮة ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻣـــــﻀـــــﺎدات اﻷﻛـــــﺴـــــﺪة ﺗــــﺒــــﺪو ﻣـﻬـﻤـﺔ ﻟﺼﺤﺔ وﺣﻴﺎة اﻹﻧـﺴـﺎن، وﻣـﻊ ذﻟﻚ، ﻓـﺈﻧـﻨـﺎ ﻻ ﻳـﻤـﻜـﻦ أن ﻧـﻌـﻴـﺶ ﻣــﻦ دون اﻟـﺠـﺬور اﻟـﺤـﺮة، ﻓﺎﻟﺠﺴﻢ ﻳﺴﺘﺨﺪم اﻟــﺠــﺬور اﻟــﺤــﺮة ﻟـﺘـﺪﻣـﻴـﺮ اﻟـﺠـﺮاﺛـﻴـﻢ، إﺿـــﺎﻓـــﺔ إﻟــــﻰ اﺳــﺘــﺨــﺪاﻣــﻬــﺎ ﻹﻧــﺘــﺎج اﻟــﻄــﺎﻗــﺔ، ﻟـﻜـﻦ اﳌﺸﻜﻠﺔ ﺗﻜﻤﻦ ﻓــﻲ أن ﻣﻌﻈﻢ اﻟــﻨــﺎس ﻳـﺘـﻌـﺮﺿـﻮن ﻟﻜﻤﻴﺎت ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﺠﺬور اﻟﺤﺮة، وﻫﺬا ﻟﻴﺲ ﺻﺤﻴﺎ.
وﻣﻊ ذﻟﻚ، ﻓﺈن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻨﺎ ﺗﺠﻨﺐ اﻟــﻌــﻮاﻣــﻞ اﻟــﺘــﻲ ﺗــﺰﻳــﺪ ﻣــﻦ ﺗﻌﺮﺿﻨﺎ ﻟـﻠـﺠـﺬور اﻟــﺤــﺮة أو ﺗـﺰﻳـﺪ ﻣــﻦ إﻧـﺘـﺎج أﺟــﺴــﺎﻣــﻨــﺎ ﻟــﻠــﺠــﺬور اﻟـــﺤـــﺮة، ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﳌـﺜـﺎل، ﺗﺰﻳﺪ أﺷﻌﺔ اﻟﺸﻤﺲ، واﻷﺷــــــﻌــــــﺔ اﻟـــﺴـــﻴـــﻨـــﻴـــﺔ، واﻟـــﺘـــﺪﺧـــﲔ ﻣــﻦ إﻧــﺘــﺎج اﻟـــﺠـــﺬور اﻟـــﺤـــﺮة. وﻧـﻈـﺮا ﻷن ﻃــﺒــﻘــﺔ اﻷوزون ﺗــﻨــﺤــﺴــﺮ ﻓـﻲ اﻟــﺠــﻮ، ﻓـﺈﻧـﻨـﺎ ﻧـﺘـﻌـﺮض وﺑـﺎﺳـﺘـﻤـﺮار إﻟــــﻰ ﻃـــﺎﻗـــﺔ أﻛـــﺜـــﺮ ﻣـــﻦ اﻷﺷـــﻌـــﺔ ﻓــﻮق اﻟﺒﻨﻔﺴﺠﻴﺔ، ﻛﻤﺎ أن ﻛﺜﺮة اﺳﺘﻬﻼك اﻟﺪﻫﻮن واﻟﺴﻜﺮﻳﺎت ﺗﺤﻔﺰ ﻣﻦ إﻧﺘﺎج اﻟـﺠـﺬور اﻟـﺤـﺮة. ﻛﻤﺎ ﻳﺰﻳﺪ اﻹﺟﻬﺎد وزﻳـــﺎدة اﺳـﺘـﻬـﻼك اﻷﻛـﺴـﺠـﲔ ﺧﻼل اﻟــﺘــﻤــﺎرﻳــﻦ اﻟــﺮﻳــﺎﺿــﻴــﺔ اﻟـﻌـﻨـﻴـﻔـﺔ ﻣﻦ إﻧﺘﺎﺟﻬﺎ. ﺑـﺎﻹﺿـﺎﻓـﺔ إﻟــﻰ أن ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺠﺬور اﻟﺤﺮة اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺘﺠﻬﺎ اﻟﺠﺴﻢ ﺗﻜﻮن ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻟﺘﻔﺎﻋﻼت اﻟﺠﺎﻧﺒﻴﺔ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪام اﻻﻋـﺘـﻴـﺎدي ﻟﻸﻛﺴﺠﲔ ﻟــﺤــﺮق اﻟـﻄـﻌـﺎم ﻹﻧــﺘــﺎج اﻟــﻄــﺎﻗــﺔ. وﻻ ﻳــﺰال ﻫﻨﺎك اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣـﻦ اﻷﻣــﻮر اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﺘﺤﻜﻢ ﻓﻴﻬﺎ. ﻟﺬﻟﻚ ﺗﻘﻮم ﻣــــﻀــــﺎدات اﻷﻛــــﺴــــﺪة اﻟـــﻐـــﺬاﺋـــﻴـــﺔ ﻓـﻲ اﳌﺴﺎﻋﺪة ﻋﻠﻰ إﻋﺎدة اﻟﺘﻮازن.
وﺗـﺆدي ﻣﻀﺎدات اﻷﻛﺴﺪة إﻟﻰ ﺗﻘﻠﻴﻞ اﻟﺘﻠﻒ واﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ اﻷﻣﺮاض ﻣﻦ ﺧﻼل اﻵﻟﻴﺎت اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺗﻜﻮﻳﻦ اﻟﺠﺬور اﻟﺤﺮة، اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺬور اﻟﺤﺮة، ﺗﺤﻔﻴﺰ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ اﻹﻧﺰﻳﻤﺎت اﳌﻀﺎدة ﻟﻸﻛﺴﺪة، إﺻـــﻼح اﻟـﺘـﻠـﻒ اﻟـﺘـﺄﻛـﺴـﺪي، ﺗﺤﻔﻴﺰ إﺻـﻼح ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ اﻹﻧﺰﻳﻤﺎت اﳌﻀﺎدة ﻟﻸﻛﺴﺪة، دﻋﻢ ﺟﻬﺎز اﳌﻨﺎﻋﺔ.