اﳌﻠﻔﺎت اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺴﺎﺧﻨﺔ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﻣﺎﻛﺮون ﺑﻌﺪ اﻧﺘﻬﺎء ﻋﻄﻠﺘﻪ اﻟﺼﻴﻔﻴﺔ
ﻣﺆﲤﺮ اﻟﺴﻔﺮاء اﻟﺴﻨﻮي ﺳﻴﻮﻓﺮ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻟﻌﺮض ﻣﻼﻣﺢ دﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺘﻪ »اﳉﺪﻳﺪة«
ﺑﻌﺪ أﺳـﺒـﻮع، ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻋﻄﻠﺔ اﻟﺮﺋﻴﺲ إﻳﻤﺎﻧﻮﻳﻞ ﻣﺎﻛﺮون وﺗﻌﺎود اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ﺑﻌﺪ اﻧﻘﻄﺎع اﻟﻌﻄﻠﺔ اﻟـﺼـﻴـﻔـﻴـﺔ اﻟـﺘـﻘـﻠـﻴـﺪي. وﺳــﺘــﻜــﻮن ﺑــﺎﻛــﻮرة اﻟـــﻨـــﺸـــﺎﻃـــﺎت اﻟـــﺮﺋـــﺎﺳـــﻴـــﺔ ﻋـــﻠـــﻰ اﻟــﺼــﻌــﻴــﺪ اﻟﺨﺎرﺟﻲ ﺟﻮﻟﺔ ﻓﻲ ﺛـﻼث دول ﻓﻲ ﺷﺮق أوروﺑﺎ. ﺑﻴﺪ أن اﻻﺳﺘﺤﻘﺎق اﻷﻫﻢ ﺳﻴﻜﻮن ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ اﳌﺆﺗﻤﺮ اﻟﺴﻨﻮي ﻟﺴﻔﺮاء ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺬي ﺳﻴﻮﻓﺮ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ اﻟﺠﺪﻳﺪ وﻟــﻠــﻤــﺮة اﻷوﻟــــــﻰ اﻟــﻔــﺮﺻــﺔ ﻟــﺮﺳــﻢ ﺻـــﻮرة دﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ اﻟﻌﻬﺪ وﺗﻮﺟﻬﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﻴﺪان اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ. وﺑﻌﺪ ﻣﺎﺋﺔ ﻳﻮم ﻋﻠﻰ اﻧﺘﺨﺎﺑﻪ رﺋﻴﺴﺎ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ، ﺛﻤﺔ إﺟﻤﺎع ﻟــﺪى اﳌﺤﻠﻠﲔ ﻋﻠﻰ أن ﻣــﺎﻛــﺮون ﻧﺠﺢ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﺛﻼث ﻗﻤﻢ دوﻟﻴﺔ ﻣﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﺟﺎءت ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻋﻘﺐ ﺗﺴﻠﻤﻪ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺎﺗﻪ اﻟﺪﺳﺘﻮرﻳﺔ )ﻗﻤﺔ اﻷﻃﻠﺴﻲ ﻓـﻲ ﺑﺮوﻛﺴﻞ وﻣــﺠــﻤــﻮﻋــﺔ اﻟــﺴــﺒــﻊ ﻓـــﻲ ﺻـﻘـﻠـﻴـﺔ ﺛـــﻢ ﻗﻤﺔ اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻓـﻲ ﻫـﺎﻣـﺒـﻮرغ( ﻟﺼﻘﻞ ﺻﻮرﺗﻪ ﻋـﻠـﻰ اﳌــﺴــﺘــﻮى اﻟـــﺪوﻟـــﻲ. ﻓـﻀـﻼ ﻋــﻦ ذﻟــﻚ، ﻓﺈن اﺳﺘﻘﺒﺎﻟﻪ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ اﻟﺮوﺳﻲ ﻓﻼدﻳﻤﻴﺮ ﺑﻮﺗﲔ ﻓﻲ ﻗﺼﺮ ﻓﺮﺳﺎي اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺷﻬﺮ ﻣﺎﻳﻮ )أﻳـــﺎر( ﺛـﻢ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ دوﻧــــﺎﻟــــﺪ ﺗــــﺮاﻣــــﺐ ﻳـــﻮﻣـــﻲ ٣١ و٤١ﻳـــﻮﻟـــﻴـــﻮ )ﺗﻤﻮز(، اﻷول ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻣﻌﺮض ﻋﻦ زﻳﺎرة اﻟﻘﻴﺼﺮ ﺑـﻄـﺮس اﻷﻛـﺒـﺮ إﻟــﻰ ﺑـﺎرﻳـﺲ ﻗﺒﻞ ٠٠٣ ﻋﺎم واﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﻌﻴﺪ اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ وأﻳﻀﺎ ﻓﻲ ذﻛﺮى اﻧﻀﻤﺎم اﻟﻘﻮات اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ إﻟﻰ اﻟﺤﻠﻔﺎء ﻓﻲ اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻷوﻟــــﻰ ﻋـــﺎم ٧١٩١ زاد ﻣــﻦ ﻣـﻜـﺎﻧـﺘـﻪ ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎﳌﻲ ورﺑـﻂ ﺻﻮرﺗﻪ ﺑﺼﻮرة ﻛﺒﺎر ﻗﺎدة اﻟﻌﺎﻟﻢ.
ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﺤﻠﻠﻮن أن ﺻـــﻮرة اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟـــﺸـــﺎب وﻫــــﻮ اﻷﺻـــﻐـــﺮ ﻓـــﻲ ﻓــﺮﻧــﺴــﺎ ﻣـﻨـﺬ ﻧﺎﺑﻠﻴﻮن اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓـﻲ اﻟـﻘـﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ أﺛـــﺎرت »ﺣـﺸـﺮﻳـﺔ« اﻟــﻘــﺎدة اﻷﺟــﺎﻧــﺐ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻮاﻓﺪوا إﻟﻰ ﺑﺎرﻳﺲ ﻟﻠﺘﻌﺮف ﻋﻠﻴﻪ وﻋﻠﻰ أﻓــﻜــﺎره وﺗـﻮﺟـﻬـﺎﺗـﻪ. ﻓﻀﻼ ﻋــﻦ ذﻟـــﻚ، ﻓﺈن ﻣـــﺎﻛـــﺮون وﺻــــﻞ إﻟــــﻰ اﳌـــﺴـــﺮح اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻲ اﻷوروﺑـــــﻲ ﻓــﻲ ﻟـﺤـﻈـﺔ »ﻣــﻮاﺋــﻤــﺔ« ﻟــﺒــﺮوزه اﻟــﺴــﺮﻳــﻊ ﻟــﻴــﺲ ﻓــﻘــﻂ ﻷﻧـــﻪ ﻧــﺠــﺢ ﻓــﻲ ﻛﺴﺮ اﳌﻮﺟﺔ اﻟﻴﻤﲔ اﳌﺘﻄﺮف اﻟﺼﺎﻋﺪة ﺑﺘﻐﻠﺒﻪ ﻋـﻠـﻰ اﳌــﺮﺷــﺤــﺔ ﻣــﺎرﻳــﻦ ﻟــﻮﺑــﺎن، ﺑــﻞ أﻳـﻀـﺎ )وﺧــــﺼــــﻮﺻــــﺎ( ﻷن اﻻﺗــــﺤــــﺎد اﻷوروﺑـــــــﻲ ﻳــﻔــﺘــﻘــﺮ اﻟــــﻴــــﻮم ﻟـــﻘـــﻴـــﺎدة ﺑــــــــﺎرزة ﺣـــﻴـــﺚ إن اﳌﺴﺘﺸﺎرة اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ ﻣﻨﺸﻐﻠﺔ ﺑﺎﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺗﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺻﻌﺒﺔ اﻟﺸﻬﺮ اﻟـﻘـﺎدم ورﺋﻴﺴﺔ اﻟـــﻮزراء اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺗﻴﺮﻳﺰا ﻣـﺎي ﺧﺮﺟﺖ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﻣﻦ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺻﻌﻮﺑﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻠﻒ »اﻟﺒﺮﻳﻜﺴﺖ«.
وﻟﺬا، ﻳﻀﻴﻒ اﳌﺤﻠﻠﻮن، وﺟﺪ ﻣﺎﻛﺮون اﻟــﻄــﺮﻳــﻖ ﻣــﻌــﺒــﺪة أﻣـــﺎﻣـــﻪ ﻟــﻴــﺒــﺮز أوروﺑـــﻴـــﺎ وﻟﻴﺤﻤﻞ راﻳـــﺔ ﺗﻌﺰﻳﺰ وﺗـﻄـﻮﻳـﺮ وإﺻــﻼح اﳌــــﺸــــﺮوع اﻷوروﺑــــــــﻲ ﻛــﻤــﺎ أﻧــــﻪ ﻳـﺴـﺘـﻄـﻴـﻊ أن ﻳـﺬﻫـﺐ ﻷﺑـﻌـﺪ ﻣــﻦ ذﻟــﻚ ﻏـﺮﺑـﻴـﺎ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻟﺼﻌﻮﺑﺎت اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻓﻲ اﻟﺪاﺧﻞ واﻟﺨﺎرج ﻣﻌﺎ.
أرﺑـــــﻌـــــﺔ ﻣـــﻠـــﻔـــﺎت رﺋـــﻴـــﺴـــﻴـــﺔ )ﺗـــﺘـــﻤـــﺎت اﺗــﻔــﺎﻗــﻴــﺔ اﳌـــﻨـــﺎخ، إﻋـــــﺎدة إﻃــــﻼق اﳌــﺸــﺮوع اﻷوروﺑﻲ، ﻣﻠﻒ اﻟﺤﺮب ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ وﻋﻠﻰ اﻹرﻫﺎب، ﻟﻴﺒﻴﺎ واﳌﻔﺎوﺿﺎت اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ - اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ اﳌﺘﻮﻗﻔﺔ ﻣﻨﺬ اﻟﻌﺎم ٤١٠٢( ﺣــﺎزت ﻋﻠﻰ اﻫـﺘـﻤـﺎم ﻣــﺎﻛــﺮون اﻟــﺬي أﺑـﺪى رﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﺮﻳﻜﻬﺎ وإﺧﺮاﺟﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﳌــﺴــﺪودة. ﻓﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻠﻒ اﻷول، ﺑﺮز ﻣﺎﻛﺮون ﻛﺄﺣﺪ أﺷﺪ اﳌﺪاﻓﻌﲔ ﻋﻦ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺑﺎرﻳﺲ ﻟﻠﻤﻨﺎخ اﳌﺒﺮﻣﺔ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻌﺎم ٥١٠٢ وذﻟﻚ ﺑﻌﺪ إﻋﻼن ﺗﺮﻣﺐ ﺧﺮوج ﺑﻼده ﻣﻨﻬﺎ وﻧﺠﺢ ﻓﻲ دﻓﻊ اﻟﺘﻴﺎر اﻟﺪاﻋﻲ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ واﻻﻟﺘﺰام ﺑﻬﺎ. وﻓﻲ اﳌﻠﻒ اﻷوروﺑﻲ، راﻫـــﻦ ﻣــﺎﻛــﺮون ﻋـﻠـﻰ اﺟــﺘــﺬاب اﳌﺴﺘﺸﺎرة اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ إﻟﻰ ﺻﻔﻪ وﻋﻠﻰ إﻗﻨﺎﻋﻬﺎ ﺑﻀﺮورة إﻋــﻄــﺎء ﻧــﻔــﺲ ﺟــﺪﻳــﺪ ﻟــﻼﺗــﺤــﺎد اﻷوروﺑــــﻲ اﻧـــﻄـــﻼﻗـــﺎ ﻣــــﻦ ﻣـــﺒـــﺪأ أن ﺑــــﺎرﻳــــﺲ وﺑــﺮﻟــﲔ ﺗﺸﻜﻼن »اﻟﺮاﻓﻌﺔ« اﻷوروﺑﻴﺔ وﻣﺘﻰ اﺗﻔﻘﺘﺎ ﻓﺈن اﻵﺧﺮﻳﻦ ﺳﻴﺴﻴﺮون وراء ﻫﻤﺎ.
إزاء اﻟــﺤــﺮب ﻓــﻲ ﺳـــﻮرﻳـــﺎ، ﻟــﻢ ﻳــﺘــﺮدد ﻣـــــــﺎﻛـــــــﺮون ﻓــــــﻲ اﻟـــــــﻌـــــــﻮدة إﻟــــــــﻰ ﺳـــﻴـــﺎﺳـــﺔ »ﺑـــﺮاﻏـــﻤـــﺎﺗـــﻴـــﺔ« ﺑـــﺸـــﺄن ﻣــﺼــﻴــﺮ اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ اﻷﺳـــﺪ واﻻﻗـــﺘـــﺮاب ﻣــﻦ اﳌــﻮاﻗــﻒ اﻟـﺮوﺳـﻴـﺔ وذﻫــــﺐ إﻟـــﻰ ﺣــﺪ اﻹﻋــــﻼن ﻋــﻦ ﻋــﺰﻣــﻪ ﻋﻠﻰ إﻃـــﻼق ﻣــﺒــﺎدرة ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺟــﺪﻳــﺪة ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺗﺸﻜﻴﻞ »ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﺗﺼﺎل« ﻣﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ اﻟﺪول اﻟﺨﻤﺲ داﺋﻤﺔ اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ وﻣﻦ اﻷﻃﺮاف اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ وﻣﻦ ﻣﻤﺜﻠﲔ ﻋﻦ اﻟﻨﻈﺎم واﳌﻌﺎرﺿﺔ ﻟﻠﺴﻴﺮ ﺑﺤﻞ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﻀﺮورة ﺧﺮوج اﻷﺳﺪ ﻣﻦ اﻟﺼﻮرة. أﻣﺎ ﺑﺨﺼﻮص اﳌﻠﻒ اﻟﻠﻴﺒﻲ اﻟﺬي ﻳﻌﺘﺒﺮه »أﺳﺎﺳﻴﺎ« ﻟﻔﺮﻧﺴﺎ وأوروﺑﺎ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻟﺘﺪاﻋﻴﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪي اﻹرﻫﺎب واﻻﺳــﺘــﻘــﺮار ﻓــﻲ ﺷــﻤــﺎل أﻓـﺮﻳـﻘـﻴـﺎ وﺑــﻠــﺪان اﻟــﺴــﺎﺣــﻞ وﻫـــﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣـﻬـﻤـﺔ ﻟﻠﻤﺼﺎﻟﺢ اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻴــﺔ، ﻓــﻘــﺪ اﺳــﺘــﻄــﺎع ﺟــﻤــﻊ رﺋـﻴـﺲ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﻮﻓﺎق ﻓﺎﺋﺰ اﻟﺴﺮاج وﻗﺎﺋﺪ اﻟﺠﻴﺶ اﻟــﻠــﻴــﺒــﻲ اﻟــﻮﻃــﻨــﻲ اﳌــﺸــﻴــﺮ ﺧــﻠــﻴــﻔــﺔ ﺣﻔﺘﺮ ودﻓﻌﻬﻤﺎ ﻟﻘﺒﻮل وﻗﻒ ﻹﻃﻼق اﻟﻨﺎر واﻟﻌﻤﻞ ﻣــﻌــﺎ ﻓـــﻲ إﻃــــﺎر ﺧــﺮﻳــﻄــﺔ ﻃــﺮﻳــﻖ ﻟــﻠــﺨــﺮوج ﻣـــﻦ اﻟــــﺤــــﺮب. وﺑـــﺨـــﺼـــﻮص اﳌـــﻔـــﺎوﺿـــﺎت اﻟـﻔـﻠـﺴـﻄـﻴـﻨـﻴـﺔ - اﻹﺳــﺮاﺋــﻴــﻠــﻴــﺔ، اﺳـﺘـﻘـﺒـﻞ ﻣــﺎﻛــﺮون ﺗﺒﺎﻋﺎ اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﺛﻢ رﺋﻴﺲ اﻟــﻮزراء اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ. ﻟﻜﻦ اﻹﻟﻴﺰﻳﻪ ﺑــﻘــﻲ »ﻏــﺎﻣــﻀــﺎ« ﺑــﺸــﺄن اﻟــﺘــﺤــﺮﻛــﺎت اﻟـﺘـﻲ ﻳﻮد اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻬﺎ ﺣﻴﺚ ﺗﺒﺪو ﺳﻴﺎﺳﺘﻪ أﻗﻞ ﻃﻤﻮﺣﺎ ﻣﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻓﺮﻧﺴﻮا ﻫﻮﻻﻧﺪ. ﻳﻀﺎف إﻟﻰ ذﻟﻚ ﻛﻠﻪ أن ﻣﺎﻛﺮون ﺳﻌﻰ ﻷن ﻳﻠﻌﺐ دورا ﻓﻲ اﻟﺘﻮﺳﻂ ﻓـﻲ اﻷزﻣــﺔ اﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ ﻓﺘﻮاﺻﻞ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣـﻦ اﳌــﺮات ﻣـﻊ اﻟـﻘـﺎدة اﻟﺨﻠﻴﺠﻴﲔ وﻣﻊ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﳌﺼﺮي ﻛﻤﺎ أﻧﻪ أرﺳﻞ وزﻳﺮ ﺧﺎرﺟﻴﺘﻪ ﺟﺎن إﻳﻒ ﻟﻮ درﻳﺎن ﻣﺮﺗﲔ إﻟﻰ دول اﳌﻨﻄﻘﺔ. ﺑﻴﺪ أن ﺑﺎرﻳﺲ ﺣﺮﺻﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻘﺎء ﻓﻲ اﳌﻘﺎﻋﺪ اﻟﺨﻠﻔﻴﺔ ﺗﺎرﻛﺔ اﻟﻮاﺟﻬﺔ ﻟﻠﻮﺳﺎﻃﺔ اﻟﻜﻮﻳﺘﻴﺔ أن ﺗﻔﻌﻞ ﻓﻌﻠﻬﺎ.
ﻳـﻤـﻴـﻞ ﻋـــﺪد ﻣــﻦ اﳌـﻌـﻠـﻘـﲔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﲔ إﻟﻰ اﻟﺮﺑﻂ ﺑﲔ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻣﺎﻛﺮون اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ وﺑﲔ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺬه اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻓـــــﻲ ﻋــــﻬــــﺪي اﻟـــﺮﺋـــﻴـــﺴـــﲔ ﺷــــــــﺎرل دﻳـــﻐـــﻮل وﻓﺮﻧﺴﻮا ﻣﻴﺘﺮان. اﻷول أﺧﺮج ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﻴﺎدة اﳌﺸﺘﺮﻛﺔ ﻟﻠﺤﻠﻒ اﻷﻃﻠﺴﻲ وﺳﻌﻰ ﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﺑــﲔ اﻟــﺸــﺮق واﻟــﻐــﺮب. واﻟﺜﺎﻧﻲ، رﻏﻢ أﻃﻠﺴﻴﺘﻪ أراد ﻟﻔﺮﻧﺴﺎ ﻧﻬﺠﺎ دﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﺑﻬﺎ. وﻣﺎ ﻳﻘﺮب ﻣﺎﻛﺮون ﻣــﻦ ﺳﺎﺑﻘﻴﻪ أﻧــﻪ ﻳﻠﻤﺲ وﺟـــﻮد »ﻓـﺮﺻـﺔ« ﻟﺘﻠﻌﺐ ﻓﺮﻧﺴﺎ دور »اﻟﻮﺳﻴﻂ« ﺑﲔ اﻟﻘﻮﺗﲔ اﻟﻜﺒﺮﻳﲔ وأﻧــﻪ ﺣـﺮﻳـﺺ ﻓــﻲ اﻟــﻮﻗــﺖ ﻋﻴﻨﻪ ﻋﻠﻰ إﻗﺎﻣﺔ ﻋﻼﻗﺎت وﺛﻴﻘﺔ ﻣﻊ اﻻﺛﻨﲔ ﻣﻌﺎ ﻣﻌﺘﻤﺪا ﺑـﺎﻟـﺪرﺟـﺔ اﻷوﻟـــﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻟﺸﺨﺼﻲ ﻣﻌﻬﻤﺎ. ﻏﻴﺮ أن ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﺎﻛﺮون ﺗــﻜــﻤــﻦ ﻓـــﻲ ﻏـــﻴـــﺎب اﻟــﻨــﺘــﺎﺋــﺞ اﳌـــﺮﺟـــﻮة ﻣﻦ ﻫـﺬه اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻣـﺎ ﻳﺪﻓﻊ اﻷﺳـﺘـﺎذ ﻓﻲ ﻣﻌﻬﺪ اﻟـﻌـﻠـﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑـﺮﺗـﺮاﻧـﺪ ﺑـﺎدي اﻟـــــﺬي ﺗــﺤــﺪﺛــﺖ إﻟـــﻴـــﻪ »اﻟــــﺸــــﺮق اﻷوﺳـــــﻂ« إﻟـﻰ اﻟﻘﻮل إن اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ »ﻳﺴﻮق ﻟـــﺼـــﻮر« ﻣــﺜــﻞ ﻣــﺼــﺎﻓــﺤــﺘــﻪ »اﻟــﺮﺟــﻮﻟــﻴــﺔ« ﻟﺘﺮﻣﺐ أو ﻋﺸﺎﺋﻪ ﻣﻊ اﻟﺰوﺟﲔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﲔ ﻓـﻲ ﻣﻄﻌﻢ ﺑــﺮج إﻳـﻔـﻞ أو اﺳﺘﻘﺒﺎل ﺑﻮﺗﲔ ﻓـﻲ ﻗﺼﺮ ﻓـﺮﺳـﺎي. وﻳﻀﻴﻒ ﺑــﺎدي أن ﻣﺎ ﻳﻨﻘﺺ ﻣـﺎﻛـﺮون ﻫـﻮ »اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟــﻰ ﺗﻘﺪم ﻣﻠﻤﻮس« ﻓﻲ اﳌﻠﻔﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺨﺮط ﻓﻴﻬﺎ وﻫــﺬا »ﻣـﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺣﺘﻰ اﻵن«. وﺑـﺮأي اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ اﻟــﺬي ﻟـﻪ ﻋــﺪة ﻣﺆﻟﻔﺎت رﺋﻴﺴﻴﺔ ﻓـﻲ ﻣـﻮﺿـﻮع اﻟـﻌـﻼﻗـﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ أن »اﻟﺒﺎدرات« اﻟﺘﻲ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ ﻣﺎﻛﺮون إزاء ﺑﻮﺗﲔ ﻣﺜﻼ »ﻟﻢ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺈﻋﺎدة إﻃﻼق ﺣﻮار ﻣﺜﻤﺮ ﻣﻊ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﺣﻴﺚ إﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺤﺼﻞ أي ﺗﻘﺪم ﻓﻲ ﻣﻠﻒ أوﻛﺮاﻧﻴﺎ وﺗﻨﻔﻴﺬ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻣﻴﻨﺴﻚ )اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺄوﻛﺮاﻧﻴﺎ( وﻻ أﻋﺎدت ﺑﺎرﻳﺲ إﻟﻰ ﻃﺎوﻟﺔ اﻟﺘﻔﺎﻫﻤﺎت اﻟﺮوﺳﻴﺔ - اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺑﺸﺄن ﺳﻮرﻳﺎ«.
ﻳــــﺮى ﻋــــﺪد ﻣـــﻦ اﻟــﺒــﺎﺣــﺜــﲔ أن ﻫــﻨــﺎك اﻧــﻘــﻄــﺎﻋــﺎ ﺑـــﲔ ﻣـــﺎ ﻳــﻘــﻮﻟــﻪ ﻣـــﺎﻛـــﺮون وﺑــﲔ ﺳــﻴــﺎﺳــﺘــﻪ اﳌـــﺘـــﺒـــﻌـــﺔ. وﺑـــﺤـــﺴـــﺐ اﻟــﺒــﺎﺣــﺚ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻣﺎﻧﻮﻳﻞ ﻻﻓــﻮن، ﻓــﺈن أﺑﻠﻎ دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ذﻟــﻚ أن ﻣــﺎﻛــﺮون »ﻟـﻌـﺐ ﻣـﻨـﻔـﺮدا« ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع دﻋﻮة ﺣﻔﺘﺮ واﻟﺴﺮاج إﻟﻰ ﺑﺎرﻳﺲ ﺑﻴﻨﻤﺎ اﳌﻌﻨﻲ اﻷول ﺑﺎﻟﻬﺠﺮات اﳌﻜﺜﻔﺔ ﻫﻮ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﺒﻌﺪت ﻋﻦ اﻻﺟﺘﻤﺎع ﻛﻤﺎ اﺳﺘﺒﻌﺪت اﻷﻃﺮاف اﻷﺧﺮى. وﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻪ، ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺑﺎدي أن ﻟﻘﺎء ﺑﺎرﻳﺲ »وﻓﺮ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻟﺤﻔﺘﺮ اﻟـﺬي ﻟﻢ ﻳﻌﻂ أي ﺷﻲء ﺑﺎﳌﻘﺎﺑﻞ«. وﻓـــﻲ أي ﺣـــﺎل، ﻳـﻀـﻴـﻒ اﻟــﺒــﺎﺣــﺚ، ﻻ أﺣـﺪ ﻗــﺎدر، اﺳـﺘـﻨـﺎدا إﻟــﻰ اﻹﺧـﻔـﺎﻗـﺎت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ، ﻋـﻠـﻰ ﺿــﻤــﺎن ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻣــﺎ ورد ﻓــﻲ ﺧﺮﻳﻄﺔ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﻠﻴﺒﻴﺔ.
ﻗــﺪ ﻳــﻜــﻮن ﻓــﻲ ﻫـــﺬه اﻷﺣـــﻜـــﺎم اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﺴﺮع. ذﻟـﻚ أن ﻣﺎﺋﺔ ﻳـﻮم ﻓﻘﻂ ﻣﺮت ﻋﻠﻰ اﻧﺘﺨﺎب ﻣـﺎﻛـﺮون. وﺧــﻼل ﻫـﺬه اﳌﺪة اﻟﻘﺼﻴﺮة، ﺑﲔ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻋﻦ ﻗﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﺮك وﻋـﻦ رﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﳌﻠﻔﺎت اﻟﺼﻌﺒﺔ. وﻻ ﺷﻚ أن ﻣﻮﻋﺪ اﻟـ٨٢ ﻣﻦ اﻟﺸﻬﺮ اﻟﺤﺎﻟﻲ )ﻣﺆﺗﻤﺮ اﻟﺴﻔﺮاء اﻟﺴﻨﻮي( ﺳــﻴــﻜــﻮن أﺳــﺎﺳــﻴــﺎ ﳌــﻌــﺮﻓــﺔ ﻣـــﺎ إذا ﻛــﺎﻧــﺖ ﻟﺪﻳﻪ رؤﻳﺔ ﻣﺘﻤﺎﺳﻜﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﳌﻠﻔﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ اﻟﺸﺎﺋﻜﺔ أم أن ﻣﺎ ﻳﻘﺘﺮﺣﻪ ﻣﺠﺮد ﻣﻘﺘﺮﺣﺎت ﻻ ﺗﺘﻤﺎت ﻟﻬﺎ.