ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺗﺤﺬر أﻛﺮاد اﻟﻌﺮاق ﻣﻦ »ﺛﻤﻦ« اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء
دﻋﺘﻬﻢ إﻟﻰ »اﻟﺘﺼﺮف ﺑﺘﻌﻘﻞ واﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ ﻫﺬا اﳌﺴﺎر اﳋﺎﻃﺊ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮر«
ﺣـــﺬرت ﺗـﺮﻛـﻴـﺎ ﻣــﻦ أن اﻻﺳـﺘـﻔـﺘـﺎء اﳌــﺰﻣــﻊ ﻓــﻲ ٥٢ اﻟــﺸــﻬــﺮ اﻟـــﺠـــﺎري ﻋﻠﻰ اﺳــﺘــﻘــﻼل إﻗــﻠــﻴــﻢ ﻛــﺮدﺳــﺘــﺎن اﻟـــﻌـــﺮاق، ﺳﻴﻜﻮن ﻟﻪ ﺛﻤﻦ، وﺳﻴﺆدي إﻟﻰ ﻣﺰﻳﺪ ﻣـــﻦ اﻟــﻔــﻮﺿــﻰ وﻋــــﺪم اﻻﺳـــﺘـــﻘـــﺮار ﻓﻲ اﳌــﻨــﻄــﻘــﺔ. ورﺣـــﺒـــﺖ ﺑــﺮﻓــﺾ اﻟــﺒــﺮﳌــﺎن اﻟﻌﺮاﻗﻲ ﻟﻪ.
وﻗﺎل ﻧﺎﺋﺐ رﺋﻴﺲ اﻟﻮزراء اﻟﻨﺎﻃﻖ ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﺑﻜﻴﺮ ﺑﻮزداغ، ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت أﻣﺲ، إن إﺻﺮار إدارة إﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮدﺳﺘﺎن ﻋﻠﻰ إﺟﺮاء اﺳﺘﻔﺘﺎء اﻻﻧــﻔــﺼــﺎل ﻋــﻦ اﻟــﻌــﺮاق ﺳــﻴــﺆدي إﻟـﻰ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻔﻮﺿﻰ وﻋـﺪم اﻻﺳﺘﻘﺮار. واﻋﺘﺒﺮ أن اﻟﺨﻄﻮة اﻟﺘﻲ ﻳﺼﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻹﻗــﻠــﻴــﻢ اﻟـــﻜـــﺮدي ﻓـــﻲ ﺷــﻤــﺎل اﻟــﻌــﺮاق »ﺳـﻴـﻜـﻮن ﻟـﻬـﺎ ﺛــﻤــﻦ«، وأن »اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟــــﺘــــﻲ ﺳــﻴــﺘــﻤــﺨــﺾ ﻋـــﻨـــﻬـــﺎ ﺳــﺘــﻜــﻮن اﻟﻔﻮﺿﻰ واﻧﻌﺪام اﻻﺳﺘﻘﺮار وﻇﻬﻮر ﻣـﺸـﻜـﻼت أﻣـﻨـﻴـﺔ وأزﻣـــــﺎت ﻻ ﺗـﻘـﺪرﻫـﺎ إدارة اﻹﻗﻠﻴﻢ ﺟﻴﺪﴽ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺤﺎﻟﻲ«.
وﺳﺒﻖ أن ﺣــﺬر وزﻳــﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺘﺮﻛﻲ ﻣﻮﻟﻮد ﺟﺎوﻳﺶ أوﻏﻠﻮ ﻣﻦ أن اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء »ﺳﻴﺆدي إﻟﻰ ﺣﺮب أﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق وﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ أزﻣـﺎت اﳌﻨﻄﻘﺔ وﻋﺪم اﺳﺘﻘﺮارﻫﺎ«. وزار ﺑﻐﺪاد وأرﺑﻴﻞ ﺧـــــﻼل أﻏــﺴــﻄــﺲ )آب( اﳌــــﺎﺿــــﻲ ﻓـﻲ ﻣﺴﻌﻰ ﳌﻨﻊ إﺟﺮاء اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء، وﺣﺾ رﺋﻴﺲ اﻹﻗﻠﻴﻢ ﻣﺴﻌﻮد ﺑﺎرزاﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟـﺘـﺮاﺟـﻊ ﻋـﻨـﻪ، إﻻ أن ﺑــﺎرزاﻧــﻲ ﺗﻌﻬﺪ ﺑـﺎﳌـﻀـﻲ ﻗـﺪﻣـﴼ ﻓــﻲ إﺟـــﺮاء اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره »ﺣﻘﴼ ﻃﺒﻴﻌﻴﴼ ﻟﻸﻛﺮاد«.
وﻛﺎﻧﺖ أﻧﻘﺮة رﻓﻀﺖ ﻗﺮار ﻣﺠﻠﺲ ﻣـــﺤـــﺎﻓـــﻈـــﺔ ﻛـــــﺮﻛـــــﻮك ﺑـــﺸـــﻤـــﻮﻟـــﻬـــﺎ ﻓــﻲ اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء. واﻋﺘﺒﺮت اﻟﻘﺮار »اﻧﺘﻬﺎﻛﴼ ﺧﻄﻴﺮﴽ ﻟﺪﺳﺘﻮر اﻟــﻌــﺮاق«، ﻻﻓﺘﺔ إﻟﻰ اﺗــــﺨــــﺎذه وﺳـــــﻂ ﻣــﻘــﺎﻃــﻌــﺔ اﻟــﻜــﺘــﻠــﺘــﲔ اﻟــﻌــﺮﺑــﻴــﺔ واﻟــﺘــﺮﻛــﻤــﺎﻧــﻴــﺔ ﻓـــﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻛﺮﻛﻮك.
ووﺻـــﻔـــﺖ اﻟــــﻘــــﺮار ﺑـــﺄﻧـــﻪ »ﺣــﻠــﻘــﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻓﻲ ﻣﺴﻠﺴﻞ اﻷﺧﻄﺎء«.
ورﺣﺒﺖ وزارة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ، أﻣــﺲ، ﺑـﻘـﺮار اﻟﺒﺮﳌﺎن اﻟﻌﺮاﻗﻲ رﻓﺾ اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء، ﻣﺤﺬرة ﻣﻦ اﻹﺻـﺮار ﻋﻠﻰ إﺗــﻤــﺎﻣــﻪ. وﻛـــﺎن اﻟــﺒــﺮﳌــﺎن اﻟــﻌــﺮاﻗــﻲ ﻗﺪ دﻋــﺎ رﺋـﻴـﺲ اﻟــــﻮزراء إﻟــﻰ »اﺗــﺨــﺎذ ﻛﻞ اﻹﺟــــﺮاءات اﻟـﺘـﻲ ﻣـﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋـﻠـﻰ وﺣـــﺪة اﻷراﺿــــﻲ اﻟـﻌــﺮاﻗــﻴــﺔ؛ ردا ﻋـــﻠـــﻰ ﺧــــﻄــــﻮة إﺟــــــــﺮاء اﻻﺳـــﺘـــﻔـــﺘـــﺎء«. وأﻋـــــﺮﺑـــــﺖ ﻋــــﻦ ﻗــﻠــﻘــﻬــﺎ ﺗـــﺠـــﺎه ﻣــﻮﻗــﻒ ﻗــﻴــﺎدة إﻗــﻠــﻴــﻢ ﻛــﺮدﺳــﺘــﺎن وإﺻـــﺮارﻫـــﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء، وﺑﻴﺎﻧﺎﺗﻬﺎ ذات اﻟﻨﺒﺮة اﳌﺆﺟﺠﺔ ﻟﻠﻤﺸﺎﻋﺮ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻣﺘﺰاﻳﺪ. ورأت أن »ﻫـــﺬا اﻹﺻـــــﺮار ﺳـﻴـﻜـﻮن ﻟﻪ ﺛﻤﻦ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ... وﻧﺤﻦ ﻧﺪﻋﻮﻫﻢ إﻟﻰ اﻟـﺘـﺼـﺮف ﺑﺘﻌﻘﻞ واﻟـﺘـﺨـﻠـﻲ ﻋــﻦ ﻫـﺬا اﳌﺴﺎر اﻟﺨﺎﻃﺊ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮر«.
وﺗﺨﺸﻰ ﺗﺮﻛﻴﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻢ اﻟﻌﺪد اﻷﻛــﺒــﺮ ﻣــﻦ اﻷﻛـــــﺮاد ﻓــﻲ اﳌــﻨــﻄــﻘــﺔ، ﻣﻦ أن ﻳﺸﺠﻊ ﺗﺄﻳﻴﺪ اﺳﺘﻘﻼل ﻛﺮدﺳﺘﺎن اﻟﻌﺮاق ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء، اﻷﻛــﺮاد ﻓﻴﻬﺎ، ﻋـــﻠـــﻰ ﺗــﺼــﻌــﻴــﺪ ﻣــﻄــﺎﻟــﺒــﻬــﻢ ﺑــﺎﻟــﺤــﻜــﻢ اﻟــــﺬاﺗــــﻲ ﻓـــﻲ ﺟـــﻨـــﻮب ﺷـــﺮﻗـــﻲ اﻟـــﺒـــﻼد، واﻟﻨﺰﻋﺔ اﻻﻧﻔﺼﺎﻟﻴﺔ ﻟـ»ﺣﺰب اﻟﻌﻤﺎل اﻟﻜﺮدﺳﺘﺎﻧﻲ« اﳌﺤﻈﻮر.
وﻛــــﺎن زﻋــﻴــﻢ اﳌــﻌــﺎرﺿــﺔ اﻟـﻘـﻮﻣـﻴـﺔ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺎ دوﻟـﺖ ﺑﻬﺸﻠﻲ، ﻗﺪ ﻗﺎل ﻓﻲ أﻏﺴﻄﺲ اﳌﺎﺿﻲ، إن أﻧﻘﺮة ﺳﺘﻌﺘﺒﺮ اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء ﻓﻲ ﻛﺮدﺳﺘﺎن »ﺳﺒﺒﺎ ﻟﺸﻦ ﺣـــﺮب إذا ﻣــﺎ دﻋـــﺖ اﻟـــﻀـــﺮورة«. ﻟﻜﻦ رﺋﻴﺲ اﻟﻮزراء اﻟﺘﺮﻛﻲ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﻳﻠﺪرﻳﻢ ﻋﺒﺮ ﻋﻦ رﻓﺾ ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ ﻟﻬﺬا اﻟﺘﺤﺬﻳﺮ. وأﻗــــﺎﻣــــﺖ أﻧـــﻘـــﺮة ﻋـــﻼﻗـــﺎت وﺛــﻴــﻘــﺔ ﻣﻊ إدارة ﻣﺴﻌﻮد ﺑﺎرزاﻧﻲ، اﺳﺘﻨﺪت إﻟﻰ اﻟـــﺮواﺑـــﻂ اﻟــﻘــﻮﻳــﺔ ﻓـــﻲ ﻣــﺠــﺎل اﻟــﻄــﺎﻗــﺔ واﻻﻗـــــﺘـــــﺼـــــﺎد، إﺿــــﺎﻓــــﺔ إﻟــــــﻰ ﺷــﻜــﻮك اﻟﺠﺎﻧﺒﲔ ﺣﻴﺎل ﺟﻤﺎﻋﺎت ﻛﺮدﻳﺔ أﺧﺮى واﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ.
وﺗﺮﻓﺾ إﻳﺮان واﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻮري اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء أﻳﻀﴼ، إذ ﺗﺨﺸﻴﺎن أن ﻳﺬﻛﻲ اﻟﻨﺰﻋﺔ اﻻﻧﻔﺼﺎﻟﻴﺔ ﻟﺪى اﻷﻛـﺮاد ﻋﻠﻰ أراﺿـﻴـﻬـﻤـﺎ، وأﻋـﻠـﻨـﺖ أﻧـﻘـﺮة وﻃـﻬـﺮان ﺗﻤﺴﻜﻬﻤﺎ ﺑــﻮﺣــﺪة أراﺿــــﻲ اﻟــﻌــﺮاق. ﻛـــﻤـــﺎ أﺑــــــﺪت واﺷـــﻨـــﻄـــﻦ ﻣــــﻦ ﺟــﺎﻧــﺒــﻬــﺎ اﻋﺘﺮاﺿﺎ ﻋﻠﻴﻪ؛ ﺣﻴﺚ ﺗﺨﺸﻰ اﻟﻘﻮى اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ أن ﻳﺸﻌﻞ اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء ﻧﺰاﻋﴼ ﻣﻊ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﻓﻲ ﺑﻐﺪاد، وﻳﺤﻮل اﻻﻧﺘﺒﺎه ﻋﻦ اﻟﺤﺮب ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻈﻴﻢ داﻋﺶ اﻹرﻫﺎﺑﻲ.