Asharq Al-Awsat Saudi Edition

ﻛﺮﻳﺴﺘﺎل ﺑﺎﻻس ﻳﻄﺮد دي ﺑﻮر رﻏﻢ ﲢﺴﻦ أداء اﻟﻔﺮﻳﻖ

-

ﻋﺴﻰ

ﺑﻌﺪ ١١ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ )أﻳـﻠـﻮل( ﻓﺎﺧﺮ أﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﻻدن ﺑﺄﻧﻪ ﻛﻠﻒ أﻣﻴﺮﻛﺎ اﳌﻠﻴﺎرات ﻓﻲ اﻟﺨﺴﺎﺋﺮ. ﻣﻜﺎن اﻟﺒﺮﺟﲔ ﻗﺎم ﻣﺒﻨﻰ ﻳﻀﺎﻫﻲ اﻟﻨﺎﻃﺤﺎت اﻷﺧــﺮى ﻓـﻲ ﻧـﻴـﻮﻳـﻮرك. وارﺗﻔﻌﺖ أﺳـﻌـﺎر اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ اﳌـﺪﻳـﻨـﺔ. وﺗﻀﺎﻋﻔﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺣـﺮﻛـﺔ اﻟــﺜــﺮوة واﻻزدﻫــــ­ﺎر. إن أﻣﻴﺮﻛﺎ ﺗﺮﺑﺢ داﺋﻤﴼ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺒﻨﻲ وﺗﺨﺴﺮ، وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗـﺪﻣـﺮ. ﺧﺴﺮت ﻓﻲ اﻟـﻌـﺮاق واﻟﻔﻴﺘﻨﺎم، وﺳـﺎﻋـﺪت أوروﺑــﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻋﻠﻰ إﻋـﺎدة ﺑﻨﺎء ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﺮﻋﺔ ﻣﺬﻫﻠﺔ. وأوروﺑــﺎ أﻳﻀﴼ ﺑﺎرﻋﺔ ﻓﻲ إﻋﺎدة اﻹﻋﻤﺎر وﺳﺨﻴﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺘﻞ. اﻟﺬي زار أﳌﺎﻧﻴﺎ ﺑﻌﺪ ٥١ ﻋﺎﻣﴼ ﻣﻦ ٥٤٩١ ﻟﻢ ﻳﺼﺪق إﻃﻼﻗﴼ أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ اﻟﺮﻣﺎد: ﻟﻘﺪ أﻋﺎدت ﺑﻨﺎء اﻟﺒﻴﻮت واﻟﻄﺮﻗﺎت واﳌﺼﺎﻧﻊ، وأﺻﺒﺤﺖ )اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ( ﺛﺎﻟﺚ أﻗﻮى اﻗﺘﺼﺎد ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ. وﻇﻠﺖ أﳌﺎﻧﻴﺎ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﺗﺘﻌﺜﺮ ﺣﺘﻰ ﻋﺎدت اﻟﻮﺣﺪة ﺑﲔ اﻟﺠﺎﻧﺒﲔ.

ﺳﻮف ﺗﻜﻠﻒ اﻷﻋﺎﺻﻴﺮ اﻷﺧﻴﺮة اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﲔ ﻧﺤﻮ ٠٠٥ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر. ﻟﻜﻨﻨﺎ ﺳﻮف ﻧﺮى أن اﻟﻨﻈﺎم ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻴﻌﺎب ﻫﺬه اﻟﻜﻠﻔﺔ اﻟﺨﻴﺎﻟﻴﺔ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﴼ. ﻓﺎﳌﺒﺪأ اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻳﻄﺒﻖ ﻫﻨﺎ ﺑﺒﺮاﻋﺔ ودﻗـﺔ، وﺧﺼﻮﺻﴼ، ﺑﺤﺮﻳﺔ، أﻛﺜﺮ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﻄﺒﻖ ﻓﻲ اﻟﻈﻞ اﻟﺴﻮﻓﻴﺎﺗﻲ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎدت اﻟﺪوﻟﺔ ﺗﻨﻬﺎر أﻣﺎم ﻛﺎرﺛﺔ »ﺗﺸﺮﻧﻮﺑﻴﻞ«.

ﻫﺬا ﻻ ﻳﻌﻨﻲ أن اﻟﻨﻈﺎم اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻻ ﻳﺨﻔﻖ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻛﺜﻴﺮة، ﻛﻤﺎ ﺣﺪث ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ دﻳﺘﺮوﻳﺖ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ رﻣﺰ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺴﻴﺎرات، ﺛـﻢ أﻓﻠﺴﺖ وﺗﺤﻮﻟﺖ إﻟــﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ أﺷـﺒـﺎح وﺧــﺮاﺋــﺐ. ﻟﻜﻦ ﻫـﺎ ﻫﻲ ﺗﺴﺘﻌﻴﺪ ﺷﻴﺌﴼ ﻣﻦ ﻣﺎﺿﻴﻬﺎ، ﻓﻲ ﻣﺒﺎدرات ﻓﺮدﻳﺔ ﻣﺬﻫﻠﺔ.

ﻟﻴﺲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﻮن وﺣﺪﻫﻢ، وﻻ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻐﺮﺑﻲ وﺣﺪه. اﻟﻴﺎﺑﺎن ﺳﻴﺪة اﻟﻘﻴﺎم ﻣﻦ اﻟﺮﻛﺎم. واﻵن ﺗﻘﻮم اﻟﺼﲔ ﺑﺘﺠﺎرب ﻣﺬﻫﻠﺔ ﺣﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺒﺎب: ﻣﺪن ﻣﻘﻔﺮة ﻳﻘﻮم اﻟﺼﻴﻨﻴﻮن ﺑﺈﻋﺎدﺗﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻨﻤﻮ واﻻزدﻫﺎر.

ﻫﺬه »ﻣﻌﺠﺰة« اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ وﺳﺒﻞ اﻹﻧﺘﺎج. ﺻﺤﻴﺢ أن »ﻃﻮﺑﺔ ﻓﻮق ﻃﻮﺑﺔ« ﻣﺜﻞ روﻣﺎﻧﺴﻲ ﺟﻤﻴﻞ، ﻟﻜﻦ ﻧﺎﻃﺤﺔ ﺳﺤﺎب إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻧﺎﻃﺤﺔ أﺧﺮى ﺗﻘﻴﻢ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﺜﻞ ﺷﻨﻐﻬﺎي، أو ﺗﺠﻌﻞ ﺗﺪﻣﻴﺮ اﻟﺒﺮج اﻟﺘﺠﺎري ﻳﺒﺪو ﻣﺜﻞ ﺣﺎدث ﻋﺮﺿﻲ ﻓﻲ ورﺷﺔ ﻋﻤﺎر ﺑﻼ ﺣﺪود.

ﻋﻠﻰ رﻏـﻢ اﻟﻔﻈﺎﻋﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ، ﺑـﺪا ١١ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ، ﻋـﻤـﻼ ﻋﺒﺜﻴﴼ ﺳﺨﻴﻔﴼ. ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺗﺒﺤﺚ ﻋـﻦ أﺳـﺎﻓــﲔ ﺗﺪﻛﻬﺎ ﻓﻲ أﺑﻨﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻢ، واﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﻤﻀﻲ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺒﻨﺎء. ﻓﻬﺬه اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺒﻘﺎء. اﻟﻬﺪم واﻟﺪﻣﺎر ﺧﺮق أﺧﺮق ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎن ﺣﺮﺑﴼ ﻋﺎﳌﻴﺔ.

ﻋﺴﻰ أن ﻳﻜﻮن اﻟﺪﻣﺎر اﻟﺬي ﻟﺤﻖ ﺑﺎﻟﻌﺮاق وﺳﻮرﻳﺎ آﺧﺮ ﻗﻄﻊ ﻣﻊ اﻟﻨﻬﻀﺔ واﻟﺒﻨﺎء ﻣﻨﺬ اﻟﺼﻠﻴﺒﻴﲔ وﻫﻮﻻﻛﻮ. ﻋﺴﻰ.

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia