»اﻟﺒﻌﺚ اﻟﺸﻴﻌﻲ«... ﻛﻴﻒ ﺗﻐﻠﻐﻠﺖ إﻳﺮان ﻓﻲ ﻋﻤﻖ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺴﻮرﻳﺔ
ﻣﻊ ﺑﺮوز ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻬﻼل اﻟﺸﻴﻌﻲ اﻟﺬي ﻳﻤﺘﺪ ﻣـﻦ إﻳــﺮان إﻟــﻰ ﻟﺒﻨﺎن، أﺧــﺬ اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺘﺒﺸﻴﺮي اﻟـﺸـﻴـﻌـﻲ ﻓــﻲ ﺳــﻮرﻳــﺎ ﻳـﺤـﻈـﻰ ﺑـﺎﻫـﺘـﻤـﺎم ﻣﺤﻠﻲ وإﻗﻠﻴﻤﻲ ودوﻟﻲ، ﺑﻞ وأﺻﺒﺢ أﺣﺪ اﳌﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟـــﺘـــﻲ ﺗـــﺠـــﺘـــﺬب اﻫـــﺘـــﻤـــﺎم اﻟـــﺼـــﺤـــﺎﻓـــﺔ اﻟــﻌــﺮﺑــﻴــﺔ واﻟـﻌـﺎﳌـﻴـﺔ، ذﻟــﻚ أن ﺧــﻄــﻮرة اﻟﺘﺒﺸﻴﺮ اﻟﺸﻴﻌﻲ ﻟـﻴـﺲ ﻓــﻲ ﻛــﻮﻧــﻪ ﻧـﺸـﺎﻃـﺎ دﻳـﻨـﻴـﺎ ﺻــﺮﻓــﺎ، ﺑــﻞ ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻪ ﺟﺰءا ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻐﻴﻴﺮات اﻟـــﻘـــﻮى ﻓـــﻲ اﳌــﻨــﻄــﻘــﺔ واﻟـــﺘـــﻄـــﻮرات اﻟــﺘــﻲ ﻟﺤﻘﺖ ﺑﺎﳌﺤﻮر اﻟﺴﻮري اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﻓﺤﻮﻟﺘﻪ إﻟﻰ ﻣﺤﻮر اﺳــﺘــﺮاﺗــﻴــﺠــﻲ ﺑـﺎﻟـﻨـﺴـﺒـﺔ إﻟـــﻰ دﻣـــﺸـــﻖ. واﻟــﻔــﺘــﺮة اﻟـﺬﻫـﺒـﻴـﺔ ﻟـﺤـﺮﻛـﺔ ﻟﺘﺸﻴﻊ ﻓــﻲ ﺳــﻮرﻳــﺎ، ﻫــﻲ ﺗﻠﻚ ﺗﻤﺘﺪ ﺑﲔ ٠٧٩١ - ٧٠٠٢. وﻟﻬﺬه اﻟﺘﻮارﻳﺦ دﻻﻟﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﺤﺚ اﺳﺘﻘﺼﺎﺋﻲ أﻛﺎدﻳﻤﻲ رﺻﺪ اﻟﺘﺤﻮﻻت اﻟﺘﻲ ﻃﺮأت ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺮﻳﻄﺔ اﳌﺬﻫﺒﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد، اﻋﺘﺒﺎرا ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ ﺗﺴﻠﻢ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺮاﺣﻞ ﺣﺎﻓﻆ اﻷﺳﺪ اﻟﺤﻜﻢ، إﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻔﻠﺘﺎن اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد ﻓﻲ أﻋﻘﺎب ﺗﺴﻠﻢ اﻷﺳﺪ اﻻﺑﻦ ﻣﻘﺎﻟﻴﺪ اﻟﺤﻜﻢ ﻋﺎم ٠٠٠٢. وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﻮﺛﻘﻪ ﻛﺘﺎب »اﻟﺒﻌﺚ اﻟﺸﻴﻌﻲ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ« ﻟﻠﺒﺎﺣﺚ د.ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺤﺎج، ﻣﺪﻟﻼ ﻋﻠﻰ ﺣﻤﻼت »اﻟﺘﺸﻴﻴﻊ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ« اﻟﺘﻲ ﻋﻤﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ إﻳﺮان ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ ﻣﻨﺬ ﻋﻘﻮد.
ﻳﺴﺘﻌﻴﺪ اﻟـﻜـﺘـﺎب ﻓــﻲ ﺳـﻴـﺎق ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺗﻪ، ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺗﻤﺘﺪ ﻣﻦ ﺗﺄﺳﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺴﻮرﻳﺔ ﻋـﺎم ٩١٩١ وﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ ٧٠٠٢ وﻣـﺎ ﺣﺼﻞ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺣﺘﻰ اﻧﻄﻼق اﻟﺜﻮرة اﻟﺴﻮرﻳﺔ. وﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻣـﺮﺣـﻠـﺔ ﻣــﺎ ﺑـﻌـﺪ اﻷﺳـــﺪ اﻷب، واﻟـﻨـﻘـﻠـﺔ اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ واﻟــﺠــﺬرﻳــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺣـﺼـﻠـﺖ ﺑــﻌــﺪ ﻋـــﺎم ١١٠٢ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ أن ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﺣﺪث ﺧﻼل اﻟﺜﻮرة اﻟﺴﻮرﻳﺔ ﺑﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ.
وﻳﺘﺠﻪ اﻟﺒﺤﺚ، اﻟـﺬي اﺷﺘﻐﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﳌﺆﻟﻒ ﻃﻮﻳﻼ،ﻟﻺﻣﺴﺎكﺑﺎﻟﺒﺪاﻳﺎت اﻟــﻔــﻌــﻠــﻴــﺔ ﻟـــﻠـــﻤـــﺪ اﻟـــﺸـــﻴـــﻌـــﻲ ﻓـــــﻲ ﻋــﻬــﺪ ﺣــﺎﻓــﻆ اﻷﺳــــﺪ واﻧـﻌـﻜـﺎﺳـﻬـﺎ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺘـﺸـﻴـﻊ ﻓــﻲ اﻟـﻄـﺎﺋـﻔـﺔ اﻟــــــﻌــــــﻠــــــﻮﻳــــــﺔ واﳌـــــــﻜـــــــﻮﻧـــــــﺎت اﻷﺧــــــﺮى، وﺗــﺄﺛــﻴــﺮ ﺗﺸﻜﻴﻞ اﳌـﺤـﻮر اﻟـﺴـﻮري اﻹﻳـﺮاﻧـﻲ ﻏـــــﺪاة ﻗـــﻴـــﺎم اﻟــﺠــﻤــﻬــﻮرﻳــﺔ اﻹﺳـﻼﻣـﻴـﺔ اﻹﻳـﺮاﻧـﻴـﺔ ﻋﺎم ٩٧٩١ وﻋـــــﺸـــــﻴـــــﺔ ﺣـــــﺮب اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻷوﻟﻰ. وﻳﻜﺸﻒ أﺑــــﻌــــﺎد ﻗــﻀــﻴــﺔ اﻟــﺘــﺸــﻴــﻊ ودور اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ واﻟـــﺠـــﻬـــﺎز اﻷﻣــــﻨــــﻲ ﻓـﻲ دﻋـــــــــﻢ وﺣــــــﻤــــــﺎﻳــــــﺔ ﻫـــــﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﺒﺸﻴﺮ ﻓﻲ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺴﻮري.
وﺑـــــــــــــــﺤـــــــــــــــﺴـــــــــــــــﺐ اﻹﺣـﺼـﺎﺋـﻴـﺎت، ﻗﻔﺰت ﻧــﺴــﺒــﺔ اﻟــﺘــﺸــﻴــﻊ إﻟـــﻰ ﺿﻌﻔﻬﺎ ﻓــﻲ ﻋـﻬـﺪ اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ ﺣـﺎﻓـﻆ اﻷﺳـــﺪ، ﻓــﺈذا ﻛﺎن ﻋﺪد اﳌﺘﺸﻴﻌﲔ ﻣﻦ ﻋﺎم ٩١٩١ إﻟﻰ ٧٠٠٢ ﻫﻮ ٦١ أﻟﻒ ﺷﺨﺺ، ﻓﺈن ٠٤٠٨ ﺷﺨﺼﺎ ﺗﺸﻴﻌﻮا ﺑﲔ ٧٠٠٢. - ٩٩٩١
وﻳﻠﺤﻆ اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻟﺤﺎج أن ﻫﺬا اﻻﺧﺘﺮاق ﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﻴﺘﻢ ﻗﺒﻞ اﺧﺘﺮاق اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻴﺰ ﻋﻠﻤﺎؤﻫﺎ ﺑـﺎﻻﺳـﺘـﻘـﻼل ﻋـﻦ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﲔ اﻷﻋﻮام ٩١٩١ - ٣٦٩١، ﺛﻢ ﺑﺪأ اﻟﺼﺮاع ﻧﺤﻮ ﺗـﻄـﻮﻳـﻊ اﳌــﺆﺳــﺴــﺔ اﻟـﺪﻳـﻨـﻴـﺔ ﺑـﻌـﺪ ﻫـﻴـﻤـﻨـﺔ ﺣـﺰب اﻟﺒﻌﺚ ﻓﻲ أﻋﻘﺎب اﻧﻘﻼب ٨ ﻣﺎرس )آذار( ٣٦٩١. وأدت اﻟﺘﻮﺗﺮات اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺒﺒﺘﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻄﻴﻴﻒ اﻟﺠﻴﺶ واﻟﺤﺰب إﻟﻰ ازدﻳﺎد ﻧﻔﻮذ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺪﻳﻦ وﺗﻘﻮﻳﺔ دورﻫـﻢ ﻛﻤﻌﺎرﺿﺔ ﻣﺘﺰاﻳﺪة ﺿﺪ ﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟﺒﻌﺚ، إﻟﻰ أن ﺣﺪث اﻻﻧﻔﺠﺎر اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ﺑﲔ ٨٧٩١ - ٢٨٩١، ﺣﻴﺚ أﻛﻤﻞ اﻷﺳﺪ إﺿﻌﺎف ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺆﺳﺴﺎت اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌﺪﻧﻲ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ. وﺣــﺮص اﻷﺳــﺪ اﻷب ﻋــﻠــﻰ ﺿــﺒــﻂ ﺷـــﺮاﻛـــﺔ اﳌــﺆﺳــﺴــﺔ اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻴــﺔ ﻣﻊ اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻓﻲ اﳌﺠﺎل اﻟﻌﺎم، ﺧﺼﻮﺻﺎ أﻧﻪ ﻛﺎن ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﻬﺆﻻء اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻓﻲ ﺗﺤﺴﲔ ﺻﻮرﺗﻪ ﺑﻌﺪ اﻟﻌﻨﻒ اﻟﻮﺣﺸﻲ اﻟﺬي ﻣﺎرﺳﺘﻪ أﺟﻬﺰﺗﻪ ﺿﺪ اﻹﺳـﻼﻣـﻴـﲔ ﻓـﻲ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎت، ﻓـﺤـﻮل اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻟﺘﻜﻮن ﺟﺰءا ﻣﻦ ﻗﻮﺗﻪ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ أن ﺗﻜﻮن ﻗﻮة ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻟﻪ.
وﻓــﻲ ﻫــﺬا اﻟـﻮﻗـﺖ اﻟــﺬي أﺧــﺬ ﻓﻴﻪ اﻻﺣﺘﻘﺎن اﻟــﻄــﺎﺋــﻔــﻲ ﻳــﺘــﺼــﺎﻋــﺪ، ﻗـــــﺪم ﻗــﺴــﻢ ﻣــــﻦ اﻟــﺸــﻴــﻌــﺔ ﻣﺴﺎﻧﺪﺗﻬﻢ ﻟﻸﺳﺪ ﻣﻤﺜﻠﺔ ﺑﻔﺘﻮى ﻣﻮﺳﻰ اﻟﺼﺪر ﻋﻦ »اﻟﻌﻠﻮﻳﺔ واﻟﺸﻴﻌﺔ« اﻟﺘﻲ »ﺗﻌﻴﺪ اﻟﻔﺮع إﻟﻰ اﻷﺻـــﻞ« ﺑﻌﺪ ﻃــﺮد اﻟﻌﻠﻮﻳﲔ ﻣــﻦ ﺟﻨﺔ اﻟﺘﺸﻴﻊ ﻟﻘﺮون. وﻻ ﻳﺒﺪو أﻧﻪ ﻛﺎن ﻟﺪى ﺣﺎﻓﻆ اﻷﺳﺪ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ﻣﺎﻧﻊ ﻣﻦ أي ﻧﺸﺎط ﺗﺒﺸﻴﺮي ﺷﻴﻌﻲ ﻳﺮﺳﺦ ﻣﻮﻗﻌﻪ ﻓﻲ اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ.
ﻓﻲ ﺻﻴﻒ ٦٧٩١ ﻋﻨﺪﻣﺎ دﺧﻞ ﺟﻴﺶ اﻷﺳﺪ إﻟــﻰ ﻟﺒﻨﺎن، ﻗــﺪم إﻟﻴﻪ ﻣﻮﺳﻰ اﻟـﺼـﺪر )اﻹﻳـﺮاﻧـﻲ اﳌﻘﻴﻢ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن( ﺧﺪﻣﺔ أﺧﺮى، إذ أﺑﻘﻰ اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺧﺎرج اﺋﺘﻼف ﻛﻤﺎل ﺟﻨﺒﻼط اﻟــــﻴــــﺴــــﺎري اﻟـــــــﺬي ﻛـــــﺎن اﻷﺳـــــــﺪ ﻳــــﺤــــﺎول ﻛـﺒـﺤـﻪ وإﺧﻀﺎﻋﻪ آﻧﺬاك.
وﻣﻊ أن اﻷﺳﺪ ﻇﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺪوام ﻳﺮﻓﻊ اﻟﺸﻌﺎرات اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ إﻻ أﻧــﻪ ﻛــﺎن ﻳﻨﻘﻀﻬﺎ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار وﻓﻘﺎ ﳌﺼﺎﻟﺤﻪ، ﻓﻘﺪ ﻣﱳ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺎﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻷﺳﺒﺎب ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ وﻏﻴﺮ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ اﺳﺘﺜﻤﺎرا ﻟﻠﺘﻐﻴﺮات اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺣﺼﻠﺖ ﻓـﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﺑﻌﺪ ﺳﻘﻮط اﻟﺸﺎه. »ﻟﻜﻨﻪ ﺑﺤﺴﺎﺑﺎﺗﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻗﺮر أﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻠﻤﻼﻟﻲ ﻓــﻲ ﻃــﻬــﺮان وﺗﺎﺑﻌﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن ﺑﺘﺼﺪﻳﺮ ﺛـﻮرﺗـﻬـﻢ إﻟــﻰ دﻣـﺸـﻖ ﺗﺤﺖ أي ﻋـﻨـﻮان. وﻛــﺎن ﻫــﺬا، أﺣــﺪ اﻷﺳـﺒـﺎب اﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺖ اﻷﺳﺪ ﺣﺘﻰ اﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎت ﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﻷي ﻣﻦ أﻋﻀﺎء ﺣﺰب اﻟﻠﻪ وﻗﻴﺎداﺗﻪ، ﺑﺪﺧﻮل ﺳﻮرﻳﺎ«.
ﻛﺎن اﻷﺳـﺪ اﻷب ﻳﻘﻈﺎ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ، ﺳﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺘﺸﻴﻴﻊ واﻟﺤﻀﻮر اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﳌﺼﻠﺤﺘﻪ، وﻓــﻲ ﻛــﻞ ﻣــﺮة ﻳﺸﻌﺮ ﺑـﺘـﺰاﻳـﺪ اﻟـﻨـﺸـﺎط اﻹﻳــﺮاﻧــﻲ اﻟـﺸـﻴـﻌـﻲ ﻳﻌﻤﺪ إﻟــﻰ اﺗــﺨــﺎذ إﺟـــــﺮاءات ﳌﻮاﺟﻬﺔ ﺗــﻐــﻠــﻐــﻞ اﳌـــﺆﺳـــﺴـــﺎت اﻹﻳــــﺮاﻧــــﻴــــﺔ ﻓــــﻲ اﳌــﺠــﺘــﻤــﻊ اﻟﺴﻮري، ﻛﺈﻏﻼق اﳌﻌﺎﻫﺪ واﳌﺆﺳﺴﺎت، وﺣﺘﻰ اﳌــﺴــﺘــﻮﺻــﻔــﺎت اﳌــﻤــﻮﻟــﺔ إﻳــﺮاﻧــﻴــﺎ. دون ن ﻳـﻘـﺪم اﻷﺳــﺒــﺎب. وﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺮﻛﺎت اﻟﺴﻔﻴﺮ اﻹﻳـﺮاﻧـﻲ واﳌﻠﺤﻖ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ وﻣﺴﺘﺸﺎره ﺗﻮﺿﻊ ﺗﺤﺖ اﳌﺮاﻗﺒﺔ.
ﻏــــﻴــــﺮ أن ﻫـــــــﺬا ﻟـــــﻢ ﻳـــﻤـــﻨـــﻊ ﺷـــﻘـــﻴـــﻖ اﻷﺳـــــﺪ ﺟﻤﻴﻞ اﻷﺳـــﺪ، ﻣـﻦ ﺗﺄﺳﻴﺲ )ﺟﻤﻌﻴﺔ اﳌﺮﺗﻀﻰ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ( ﻋﺎم ١٨٩١ ﻟﻨﺸﺮ اﻟﻔﻜﺮ اﻟﺸﻴﻌﻲ، وﻓﺘﺢ ﻓﺮوع ﻟﻬﺎ ﻓﻲ أﻧﺤﺎء ﺳﻮرﻳﺎ. واﻟﻼﻓﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﺧﺺ اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ، ﻫﻮ اﻟﻌﻤﻞ ﺗﺤﺖ ﺷﻌﺎر »ﻋــﻮدة اﻟﻔﺮع إﻟﻰ أﺻﻠﻪ«، واﺗﺨﺬ ﻗﺮار ﻋﺎم ٠٨٩١ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻳﺦ اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺑﺈرﺳﺎل ٠٠٥ ﺷﺎب ﻟﻠﺪراﺳﺔ ﻓﻲ اﳌﻌﺎﻫﺪ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻗﻢ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻟﻠﺘﺨﺼﺺ ﻓﻲ اﳌﺬﻫﺐ اﻟﺠﻌﻔﺮي.
أدت ﻫﺬه اﻟﺮﺧﺼﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، إﻟﻰ ﺑﺪء ﻧﺒﺶ اﻟﺸﻴﻌﺔ اﻹﻳـﺮاﻧـﻴـﲔ ﳌﻘﺎﻣﺎت ﻣﻨﺪﺛﺮة ﻵل اﻟﺒﻴﺖ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ، ﻣﻦ أﺟﻞ إﺣﻴﺎﺋﻬﺎ، إﻟﻰ ﺣﺪ اﺧﺘﻼق ﻣﻘﺎﻣﺎت ﻻ أﺳــﺎس ﻟﻬﺎ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺎ، ﻛﻤﺎ ﻓـﻲ ﻣﻘﺎم اﻟــﺴــﻴــﺪة ﺳـﻜـﻴـﻨـﺔ ﺑـﻨـﺖ ﻋـﻠـﻲ ﺑــﻦ أﺑـــﻲ ﻃــﺎﻟــﺐ ﻓﻲ دراﻳــﺎ ﻗــﺮب دﻣـﺸـﻖ، وﻣـﻘـﺎم ﻣﺤﺴﻦ ﺑـﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﺑــﻲ ﻃـﺎﻟـﺐ، ﻗــﺮب ﻣﺸﻬﺪ اﻟﻨﻘﻄﺔ ﻓـﻲ ﺣﻠﺐ. وﻟﻢ ﻳﻨﺘﻪ ﻋﻘﺪ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎت ﺣﺘﻰ ﺳﻄﺎ اﻹﻳـﺮاﻧـﻴـﻮن ﻋﻠﻰ اﻷوﻗﺎف اﻟﺴﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻤﻨﺖ ﻣﻘﺎﻣﺎﺗﻬﻢ. وﻓـــﻲ ﻫـــﺬه اﳌــــﺪة ﺗــﻢ إﻋــــﺎدة ﺑــﻨــﺎء أﺿـــﺮﺣـــﺔ، وﺗـﻢ اﻗﺘﻼع ﻣﺎ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻣﻦ أﺑﻨﻴﺔ ﺗﻌﺪ ﻣﻠﻜﻴﺎت ﻋﺎﻣﺔ وﺧﺼﻮﺻﺎ. وﺑــﺪءا ﻣﻦ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎت، اﻧﺘﺸﺮت اﻟﺤﻮزات اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﺘﺪرﻳﺲ اﻟﺘﺸﻴﻊ.
وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻷﺳﺪ اﻷب ﻟﺤﺮﻛﺔ ﺣــﺰب اﻟـﻠـﻪ ﻓــﻲ ﺳــﻮرﻳــﺎ، ﻓـﺈﻧـﻪ ﻣـﻨـﺬ ﺗﺠﻬﻴﺰ اﺑﻨﻪ ﺑﺸﺎر ﻟﻮراﺛﺘﻪ، ﺑﺪأ اﻻﺑﻦ ﻳﻠﺘﻘﻲ ﺑﻘﻴﺎدات اﻟﺤﺰب. وﻣﺎ إن ﺗﻮﻓﻲ ﺣﺎﻓﻆ اﻷﺳﺪ ﺣﺘﻰ ﺑﺪأ اﳌﻼﻟﻲ ﻓﻲ اﺳﺘﺜﻤﺎر اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻘﻮﻳﺔ ﻣﻊ اﻻﺑﻦ، ﻓﺤﺼﻠﻮا ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﻓﻘﺎت أﻣﻨﻴﺔ وﺗﺴﻬﻴﻼت ﻏﻴﺮ ﻋﺎدﻳﺔ ﻹﻧﺸﺎء اﻟــﺤــﻮزات واﻟـﺤـﺴـﻴـﻨـﺎت. وﺑـــﺪأت دﻣـﺸـﻖ ﺗﺸﻬﺪ أول ﻣﻮاﻛﺐ ﻋﺰاء، ﻓﻔﻲ ﻋﺎم ١٠٠٢ اﻧﻄﻠﻖ ﻣــــــــﻦ ﻣـــﻨـــﻄـــﻘـــﺔ اﻟــــــــــــﺴــــــــــــﻴــــــــــــﺪة زﻳــــﻨــــﺐ ﻣــﻮﻛــﺐ واﻧــــﺘــــﻬــــﻰ ﻋــﻨــﺪ )ﻣـــﻘـــﺒـــﺮة اﻟــﺒــﺎب اﻟــــﺼــــﻐــــﻴــــﺮ( ﻓــﻲ دﻣﺸﻖ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ. ﻟـــــﺘـــــﺴـــــﺘـــــﻤـــــﺮ ﻓـــﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻣــﻈــﺎﻫــﺮ اﳌـــﻮاﻛـــﺐ واﻟــــــــــــﺸــــــــــــﻌــــــــــــﺎرات اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ اﳌﺮاﻓﻘﺔ ﻟﻬﺎ.
ﻛﺎﻧﺖ اﳌﺸﻜﻠﺔ اﻟــــــــﺘــــــــﻲ واﺟــــــﻬــــــﻬــــــﺎ اﳌــــﺸــــﺮوع اﻹﻳـــﺮاﻧـــﻲ ﻓـــــــﻲ ﺳــــــــﻮرﻳــــــــﺎ، ﻫــﻮ اﻟــــــﺪﻳــــــﻤــــــﻮﻏــــــﺮاﻓــــــﻴــــــﺎ اﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻛﻠﻴﺎ ﻋﻦ ﻟﺒﻨﺎن واﻟﻌﺮاق ودول أﺧﺮى ﻓﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ، إذ ﺗﻜﺎد اﻷﻗﻠﻴﺔ اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ﺗـﻜـﻮن ﻣـﻌـﺪوﻣـﺔ ﻓـﻲ ﺳـﻮرﻳـﺎ ﻟـﺸـﺪة ﺻﻐﺮﻫﺎ وﻻ ﺗﺸﻜﻞ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﻋﺪد اﻟﺴﻜﺎن. وﻷﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﺗﺄﻣﲔ اﳌﻤﺮات اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﻃﻬﺮان إﻟﻰ اﻟﻌﺮاق ﻧﺤﻮ ﺳﻮرﻳﺎ وﻟﺒﻨﺎن، ﺗﺮﻛﺰ اﻟﺘﺸﻴﻊ ﻓﻲ ﻫﺬه اﳌﻨﺎﻃﻖ ﻹﺣﺪاث ﺗﻐﻴﻴﺮ دﻳﻤﻐﺮاﻓﻲ ﺳﺮﻳﻊ، ﻓﻲ ﺣﲔ ﺗﺒﻘﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺸﻴﻴﻊ ﻓﻲ ﺑﺎﻗﻲ اﳌﻨﺎﻃﻖ ﻣﺴﺘﻤﺮة. وﻳﻼﺣﻆ اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻛﻴﻒ أن أﻋﻠﻰ ﻧﺴﺐ اﻟﺘﺸﻴﻴﻊ ﻟﻠﻌﺮب اﻟﺴﻨﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﺎدﻳﺔ اﻟﺴﻮرﻳﺔ، ﻫﻲ ﻓـﻲ ﺗﻠﻚ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣـﻦ اﻟـﺤـﺪود اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ ﺑــﲔ ﺑـﻠـﺪﺗـﻲ رﺑـﻴـﻌـﺔ واﻟــﺒــﻮﻛــﻤــﺎل. وﻫـــﺬه اﳌـﻤـﺮات اﻟﺒﺮﻳﺔ ﺗﻘﻮد إﻟـﻰ دﻣﺸﻖ وﺣـﻤـﺺ، أي اﻟﺤﺪود اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻛﻠﻬﺎ، إﺿـﺎﻓـﺔ إﻟــﻰ ﺗﻮﺳﻴﻊ اﻟــﻮﺟــﻮد اﻟﺸﻴﻌﻲ ﺣــﻮل اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻧﺤﻮ اﳌﻄﺎر اﻟﺪوﻟﻲ ﻣﺎ ﻳﻀﻤﻦ اﳌﻤﺮ اﻟﺒﺮي اﳌﻜﻤﻞ ﻟﻠﻤﺮ اﻟﺠﻮي ﻣﻦ دﻣﺸﻖ إﻟﻰ ﺑﻴﺮوت. ﻛﻞ ذﻟﻚ ﺑﻌﺪ أن ﺗﻢ اﺣﺘﻼل ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺴﻴﺪة زﻳﻨﺐ »اﻟﺴﻨﻴﺔ« وﺗﺮﻛﻴﺰ اﻟﺘﺸﻴﻊ ﻓﻲ اﻟﻘﺮى اﳌﺤﺎذﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﻮل اﻟﻘﺮى اﳌﻤﺘﺪة ﻣﻦ دﻣﺸﻖ ﻧﺤﻮ اﳌﻄﺎر اﻟﺪوﻟﻲ.
وﻣﺎ ﻛﺎن ﻛﻞ ﻫﺬا اﻟﻐﺰو اﻹﻳﺮاﻧﻲ، واﻟﺪﺧﻮل إﻟﻰ ﻋﻤﻖ اﻟﺪوﻟﺔ، ﺳﻴﺘﻢ ﻟﻮﻻ اﻟﺘﻐﻠﻐﻞ ﻓﻲ ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟـﺪوﻟـﺔ وﺑﻤﺴﺎﻧﺪة ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ وأﻣﻨﻴﺔ. وﻗــﺪ ﻋﺮف ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ أﺑﺮز ﻗﻴﺎدات اﻷﺟﻬﺰة اﻷﻣﻨﻴﺔ ﺑﺼﻼﺗﻬﻢ اﳌﺒﺎﺷﺮة واﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻣﻊ إﻳﺮان، وﺑﺪورﻫﻢ اﳌﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺘﺸﻴﻊ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ، وﻫﻢ اﻟﻠﻮاء ﻣﺤﻤﺪ ﻧﺎﺻﻴﻒ، واﻟـﻠـﻮاء ﻫﺸﺎم ﺑﺨﺘﻴﺎر واﻟـﻠـﻮاء ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻨﺼﻮرة. وﺑﺤﺴﺐ اﻟﺒﺤﺚ، ﻓﺈﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﻨﺢ ﻓﻴﻪ اﻟﺘﺮاﺧﻴﺺ اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺎت اﻟـﺸـﻴـﻌـﻴـﺔ اﻟـﻐـﺮﻳـﺒـﺔ ﻣــﻦ دون ﺣــﺴــﺎب وﻻ ﺗﺪﻗﻴﻖ ﻓﻲ أﻣﻮال اﻟﺘﺒﺮﻋﺎت، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮاﺧﻴﺺ اﻟﺠﻤﻌﻴﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ اﻟﺴﻨﻴﺔ، أﻣﺮا ﻣﺴﺘﺤﻴﻼ.
ﻋﻤﻞ اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺤﺎج ﳌــﺪة ﻋــﺎم ﻛــﺎﻣــﻞ ﻋـﻠـﻰ ﻫــﺬا اﻟـﺒـﺤـﺚ، ﻗــﺎم ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺠﻮﻻت اﳌﻴﺪاﻧﻴﺔ، واﻃﻠﻊ ﻋﻠﻰ وﺛﺎﺋﻖ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ﺳـــﺮﻳـــﺔ ﺑــﺎﻟــﻐــﺔ اﻷﻫـــﻤـــﻴـــﺔ، واﻟـــﺘـــﻘـــﻰ ﺑــﺄﺷــﺨــﺎص ﻓﺎﻋﻠﲔ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺸﻴﻴﻊ، وﺗﺎﺑﻊ ﻣﺎ ﻧﺸﺮ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺣــﻮل ﺳــﻮرﻳــﺎ، ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻛـﺘـﺐ أو ﺗـﻘـﺎرﻳـﺮ ﺷﻬﻴﺮة ﻟﺼﺤﺎﻓﻴﲔ أو دﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﲔ ﻏﺮﺑﻴﲔ، ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﺑﻌﻬﺪي ﺣﺎﻓﻆ وﺑﺸﺎر اﻷﺳﺪ. وﻳﺴﺘﻌﺪ اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻹﺻــﺪار ﺟــﺰء ﺛــﺎن ﻳﺘﻨﺎول اﳌﺮﺣﻠﺔ ﻣـﺎ ﺑﻌﺪ ﻋﺎم ٧٠٠٢. وﻟﻌﺐ اﳌﺆﻟﻒ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﻮان اﻟﻜﺘﺎب ﻟﻴﺠﻤﻊ ﻣﺎ ﺑﲔ دﻻﻟـﺔ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ، أي ﺣﺰب اﻟﺒﻌﺚ اﻟـﺤـﺎﻛـﻢ ﻓــﻲ ﺳــﻮرﻳــﺎ، واﻟــﺪﻻﻟــﺔ اﻟـﻠـﻐـﻮﻳـﺔ ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ ﺑﻤﻌﻨﻰ اﻹﺣﻴﺎء.
وﻣــﻦ ﺧــﻼل ﻫــﺬا اﻟﺒﺤﺚ اﳌﻌﻤﻖ ﻳﻤﻜﻦ ﻓﻬﻢ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﻬﺠﻴﺮ واﻟﺘﻐﻴﻴﺮ اﻟﺪﻳﻤﻐﺮاﻓﻲ اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺖ ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﻘﺼﻒ اﳌﻤﻨﻬﺞ ﺑــﺮا وﺟـﻮا ﻹﺟﺒﺎر اﻟﺴﻜﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺰوح ﻋﻦ أراﺿﻴﻬﻢ، وﺗﺮك اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻣﺸﺮوع اﻟﻬﻼل اﻟﺸﻴﻌﻲ اﻹﻳﺮاﻧﻲ اﻟﺬي ﻳﺴﻌﻰ ﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﻠﺒﻮس ﻣﺬﻫﺒﻲ.