ﻧﻈﻢ ذﻛﺎء ﺻﻨﺎﻋﻲ ﺗﺮﺻﺪ ﺑﺪاﻳﺎت اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﻤﺮض أﻟﺰﻫﺎﻳﻤﺮ ﻗﺒﻞ ٠١ ﺳﻨﻮات
اﻛﺘﺸﺎف ﻋﺎﻣﻞ ﺟﻴﲏ ﺟﺪﻳﺪ ﻳﻘﻮد إﻟﻰ ﺗﺪﻫﻮر اﻹدراك
ﻓــﻲ ﺣــﺪﺛــﲔ ﻃـﺒـﻴـﲔ ﺑــﺎرزﻳــﻦ ﻗـﺎل ﻓﺮﻳﻖ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ اﻹﻳﻄﺎﻟﻴﲔ إﻧﻬﻢ ﻃــــﻮروا ﻧــﻈــﻢ ذﻛــــﺎء ﺻــﻨــﺎﻋــﻲ ﺗﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ أوﻟــﻰ ﻋــﻼﻣـﺎت ﻣــﺮض أﻟﺰﻫﺎﻳﻤﺮ اﳌﺴﺒﺐ ﻟﻠﺨﺮف واﻟﻌﺘﻪ اﻟﺪﻣﺎﻏﻲ، ﻓﻴﻤﺎ أﻋﻠﻦ ﻋﻠﻤﺎء أﻣﻴﺮﻛﻴﻮن وﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻮن أﻧﻬﻢ ﻋﺜﺮوا ﻋﻠﻰ دور ﻷﺣﺪ اﻟﺠﻴﻨﺎت ﻏﻴﺮ اﳌﻌﺮوﻓﺔ ﺑﻌﻼﻗﺘﻬﺎ ﻓﻲ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑـــﺎﳌـــﺮض، وﻫــــﻮ اﻷﻣــــﺮ اﻟــــﺬي ﺳﻴﻐﻴﺮ اﻟـــﻨـــﻈـــﺮﻳـــﺎت اﻟـــﺴـــﺎﺋـــﺪة ﺣـــــﻮل ﻋــﻮاﻣـــﻞ اﻟﺨﻄﺮ اﻟﺠﻴﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮض.
وﻗـﺎل ﺑﺎﺣﺜﻮن ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎري اﻹﻳﻄﺎﻟﻴﺔ إن ﻧﻈﻤﻬﻢ اﻟﺬﻛﻴﺔ رﺻـﺪت ﺑــــﺪاﻳــــﺎت أﻟـــﺰﻫـــﺎﻳـــﻤـــﺮ، ﺑــﻌــﺪ ﺗـﺪﻗـﻴـﻘـﻬـﺎ ﻟﺼﻮر ﻣﺴﻮﺣﺎت اﻟﺪﻣﺎغ ﻟﻠﻤﻌﺮﺿﲔ ﻟﻬﺬا اﳌـﺮض ﻗﺒﻞ ﻋﻘﺪ ﻣﻦ اﻟﺴﻨﲔ ﻣﻦ إﺻـﺎﺑـﺘـﻬـﻢ ﺑـــﻪ. وﻳــﺄﺗــﻲ ﻫـــﺬا اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺿـﻤـﻦ ﺗــﻮﺟــﻬــﺎت اﻟـﺒـﺎﺣـﺜـﲔ اﻟﻄﺒﻴﲔ ﺣﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﺮﺻﺪ اﳌﺮض ﻣﺒﻜﺮﴽ، ﺑﻌﺪ أن ﻋﺠﺰ اﻷﻃﺒﺎء ﺣﺎﻟﻴﴼ ﻋﻦ ذﻟﻚ.
وﻃــﻮر اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﺧـﻮارزﻣـﻴـﺎت - وﻫــﻲ ﺑـﺮﻣـﺠـﻴـﺎت ﻛﻮﻣﺒﻴﻮﺗﺮﻳﺔ ﺗﺘﺒﻊ ﻧﻬﺠﴼ ﻣﺤﺪدﴽ - ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺘﺤﻠﻴﻞ ﺻﻮر اﳌــﺴــﺢ ﺑــﺄﺷــﻌــﺔ اﻟــﺮﻧــﲔ اﳌـﻐـﻨـﺎﻃـﻴـﺴـﻲ ﺑــﻬــﺪف اﻟــﺘــﻌــﺮف ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺘــﻐــﻴــﺮات ﻓﻲ اﻟــﺒــﻨــﻴــﺔ اﻟـــﺪاﺧـــﻠـــﻴـــﺔ ﻟـــﻠـــﺪﻣـــﺎغ ﻧـﺘـﻴـﺠـﺔ اﻹﺻــــﺎﺑــــﺔ ﺑــــﺎﳌــــﺮض. وﻗــــﺎﻟــــﻮا إن دﻗــﺔ ﻧﺠﺎح ﻫﺬا اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺗﻘﺎرب ﻧﺴﺒﺔ ٠٨ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ. وﻳﺮﺟﺢ اﻟﺨﺒﺮاء أن ﺗﺪﺧﻞ ﻣــﺜــﻞ ﻫــــﺬه اﻟــﻨــﻈــﻢ اﻟـــﺬﻛـــﻴـــﺔ إﻟــــﻰ ﺣـﻴـﺰ اﻟــﻌــﻤــﻞ ﻓــﻲ اﳌـﺴـﺘـﺸـﻔـﻴـﺎت اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﺧـــﻼل اﻟــﺴــﻨــﻮات اﻟــﻌــﺸــﺮ اﳌــﻘــﺒــﻠــﺔ، إﻻ أﻧـــﻬـــﺎ ﻗـــﺪ ﺗــﺴــﺘــﺨــﺪم ﻓـــﻲ زﻣــــﻦ أﻗــﺼــﺮ ﺑﺎﳌﺴﺘﺸﻔﻴﺎت اﻟﺨﺎﺻﺔ.
وﺗـــﺘـــﻌـــﻠـــﻢ ﻫـــــــﺬه اﻟـــﺒـــﺮﻣـــﺠـــﻴـــﺎت، وﺗـــــﺘـــــﺪرب، أﺛــــﻨــــﺎء ﻋــﻤــﻠــﻬــﺎ ﻓــــﻲ رﺻـــﺪ ﻋــــﻼﻣــــﺎت اﳌـــــــﺮض اﻷوﻟـــــــــﻰ، ﻣــــﻦ دون ﺑــﺮﻣــﺠــﺘــﻬــﺎ ﻣــﺴــﺒــﻘــﺎ وﻣـــــﻦ دون ﺿـﺦ ﻣـﻌـﻠـﻮﻣـﺎت ﻣـﺘـﻮاﺻـﻠـﺔ إﻟـﻴـﻬـﺎ. وﻳﻌﻨﻲ ﻫــــــﺬا أﻧــــﻬــــﺎ ﺳــــﺘــــﺰود اﻟـــﻌـــﻠـــﻤـــﺎء رﺑــﻤــﺎ ﺑﻌﻼﻣﺎت إﺿﺎﻓﻴﺔ ﻋﻦ ﺑﺪاﻳﺎت اﳌﺮض ﻻ ﺗﻌﺮف ﺣﺘﻰ اﻵن.
وﻗــــــﺎﻟــــــﺖ اﻟــــــﺪﻛــــــﺘــــــﻮرة ﻣــــﺎرﻳــــﺎﻧــــﺎ ﻻروﻛـﺎ اﻟﺒﺮﻣﺠﻴﺎت اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺗﺪرﻳﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ٨٣ ﻣﻦ ﺻﻮر اﳌﺴﻮﺣﺎت اﻟـﺘـﻲ أﺟــﺮﻳــﺖ ﻋـﻠـﻰ ﻣـﺼـﺎﺑـﲔ ﺑﻤﺮض أﻟﺰﻫﺎﻳﻤﺮ، وﺻﻮر أﺧﺮى ﻣﻦ ﻣﺴﻮﺣﺎت أﺟﺮﻳﺖ ﻋﻠﻰ ٩٢ ﻣﻦ اﻷﺻﺤﺎء. ﺛﻢ ﺟﺮب اﻟـــﻔـــﺮﻳـــﻖ اﻟــﻌــﻠــﻤــﻲ اﻟــﺒــﺮﻣــﺠــﻴــﺎت ﻋـﻠـﻰ ﻣـﺴـﻮﺣـﺎت ﳌـﺠـﻤـﻮﻋـﺔ أﺧـــﺮى ﻣــﻦ ٨٤١ ﺷﺨﺼﴼ، ٢٥ ﻣﻨﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﻦ اﳌﺮﺿﻰ، و٨٤ ﻣــﻦ اﳌـﺼـﺎﺑـﲔ ﺑﺨﻠﻞ ﻃﻔﻴﻒ ﻓﻲ اﻹدراك ﺗﻄﻮر اﳌﺮض ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻟﻴﺼﺎﺑﻮا ﻻﺣﻘﴼ ﺑﻤﺮض أﻟﺰﻫﺎﻳﻤﺮ ﺑﻌﺪ ﻣﺮور ٠١ ﺳﻨﻮات.
وﻗــــــــــﺪ ﻧــــﺠــــﺤــــﺖ ﻧـــــﻈـــــﻢ اﻟــــــﺬﻛــــــﺎء اﻟــﺼــﻨــﺎﻋــﻲ ﺑــﺎﻟــﺘــﻔــﺮﻳــﻖ ﺑـــﲔ أﺻــﺤــﺎب اﻟــــﺪﻣــــﺎغ اﻟــﺴــﻠــﻴــﻢ واﻟـــــﺪﻣـــــﺎغ اﳌــﺼــﺎب ﺑــﺎﳌــﺮض ﺑـﻨـﺴـﺒـﺔ ٦٨ ﻓــﻲ اﳌـــﺎﺋـــﺔ، ﻛﻤﺎ ﻇﻬﺮ أن اﻟﺪﻗﺔ وﺻﻠﺖ أﻳﻀﴼ إﻟﻰ ٤٨ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻋﻨﺪ ﺗﻔﺮﻳﻖ اﻟﻨﻈﻢ ﺑﲔ اﻷﺻﺤﺎء واﳌـﺼـﺎﺑـﲔ ﺑﺨﻠﻞ ﻃﻔﻴﻒ ﻓـﻲ اﻹدراك أﺻﻴﺒﻮا ﺑﺎﳌﺮض ﻻﺣﻘﴼ.
وﻳـــــــــﺆدي اﻟـــﺨـــﻠـــﻞ اﻟـــﻄـــﻔـــﻴـــﻒ ﻓــﻲ اﻹدراك إﻟﻰ ﺣﺪوث ﻣﺸﻜﻼت ﻓﻲ اﻟﺘﺬﻛﺮ واﺳﺘﺮﺟﺎع اﻟــﺬاﻛــﺮة، إﻻ أﻧـﻪ ﻻ ﻳﺆدي إﻟـﻰ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ. وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻘﻮد ﻟﻺﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﳌﺮض. وﻳــﺼــﻌــﺐ ﻋــﻠــﻰ اﻷﻃــــﺒــــﺎء ﺗـﺸـﺨـﻴـﺺ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﳌﺮﺿﻴﺔ اﻋﺘﻤﺎدﴽ ﻋﻠﻰ أﻋﺮاض ﻫﺬا اﻟﺨﻠﻞ اﻷوﻟﻴﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻣﻦ اﻷﻋﺮاض اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﻟﺘﻘﺪم اﻟﻌﻤﺮ.
وﻳــــﺼــــﻴــــﺐ ﻣـــــــــﺮض أﻟــــﺰﻫــــﺎﻳــــﻤــــﺮ وأﻣــــــــﺮاض اﻟــــﺨــــﺮف اﻷﺧـــــــﺮى ﻣــﻼﻳــﲔ اﻷﺷﺨﺎص ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ، وﻻ ﻳﻮﺟﺪ أي ﻋﻘﺎر ﺷﺎف ﻟﻪ وﻻ ﻳﺘﻤﻜﻦ اﻷﻃﺒﺎء ﻣﻦ رﺻــﺪه ﻣﺒﻜﺮﴽ ﺑﻬﺪف ﻋــﻼج اﳌﺼﺎﺑﲔ ﺑﺴﺮﻋﺔ. وﻟﺬا ﻳﻌﺘﻘﺪ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺨﺒﺮاء أن اﻟﻨﻈﻢ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﺳﺘﺴﺎﻋﺪ اﻷﻃﺒﺎء ﻓــــﻲ ﺗــﺸــﺨــﻴــﺺ اﳌـــــــﺮض ﻗـــﺒـــﻞ ﻇــﻬــﻮر أﻋﺮاﺿﻪ.
وﺗﺠﺪر اﻹﺷــﺎرة إﻟـﻰ أن ﺑﺎﺣﺜﲔ أﻣﻴﺮﻛﻴﲔ ﻣﻦ ﻣﻌﻬﺪ ﻣﺎﺳﺎﺗﺸﻮﺳﻴﺘﺲ ﻟﻠﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ وﻣـﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ وﻳﺴﺘﺮن رﻳــﺰﻳــﺮف ﻓــﻲ أوﻫــﺎﻳــﻮ ﻗــﺪ اﺳﺘﺨﺪﻣﻮا آﻻت ذﻛﺎء ﺻﻨﺎﻋﻲ ﺗﺘﻌﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻛﻴﻔﻴﺔ رﺻـــﺪ ﺗــﻄــﻮر ﻣـــﺮض أﻟــﺰﻫــﺎﻳــﻤــﺮ، ﻛﻤﺎ ﻧـﺠـﺢ ﺑـﺎﺣـﺜـﻮن ﻓــﻲ ﺟـﺎﻣـﻌـﺔ ﻣﺎﻛﺠﻴﻞ اﻟــﻜــﻨــﺪﻳــﺔ ﻓـــﻲ ﺗـﺤـﻘـﻴــﻖ ﻧــﺴــﺒــﺔ ٤٨ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ دﻗﺔ ﺗﻮﻗﻊ ﺣﺪوث اﳌﺮض ﻗﺒﻞ ﺳﻨﺘﲔ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺣﺪوث اﳌﺮض.
وﻧﻘﻠﺖ ﻣﺠﻠﺔ »ﻧﻴﻮ ﺳﺎﻳﻨﺘﺴﺖ« ﻋﻦ اﻟﺪﻛﺘﻮرة ﻻروﻛﺎ أن اﻟﻔﺤﺺ ﺑﻨﻈﻢ اﻟـــﺬﻛـــﺎء اﻟــﺼــﻨــﺎﻋــﻲ ﺳــﻴــﻜــﻮن أرﺧـــﺺ وﻳﻮﻓﺮ راﺣـﺔ أﻛﺜﺮ ﻟﻠﻤﺮﺿﻰ ﻣﻦ ﻃﺮق اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﺪرس اﻟﺘﺮﺳﺒﺎت داﺧﻞ اﳌـﺦ، ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻮﻇﻒ ﻟﺮﺻﺪ ﻋــﻼﻣــﺎت اﻟـﺨـﻠـﻞ اﻟﻄﻔﻴﻒ ﻓــﻲ اﻹدراك ﻣﺒﺎﺷﺮة، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﺣﺘﻤﺎل ﺗﻄﻮره وﺗﻮﻇﻴﻔﻪ ﻓﻲ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﻟﺮﺻﺪ ﺑﺪاﻳﺎت ﻣﺮض ﺑﺎرﻛﻨﺴﻮن أﻳﻀﴼ.
وﻋـــﻠـــﻖ داو ﺑـــــــﺮاون ﻣـــﺪﻳـــﺮ ﻗـﺴـﻢ اﻷﺑــــــﺤــــــﺎث ﻓـــــﻲ ﺟـــﻤـــﻌـــﻴـــﺔ أﻟـــﺰﻫـــﺎﻳـــﻤـــﺮ اﻟـــﺒـــﺮﻳـــﻄـــﺎﻧـــﻴـــﺔ ﻋـــﻠـــﻰ اﻟـــــــﺪراﺳـــــــﺔ ﺑـــﺄن ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮ واﻋــﺪة ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺮﺻﺪ أوﻟـــﻰ ﻋــﻼﻣــﺎت اﻟــﺨــﺮف اﻟــﺘــﻲ ﻳﺼﻌﺐ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻴﻬﺎ. إﻻ أﻧﻪ أﺿﺎف أن دﻗﺔ اﻟﻨﻈﻢ ﻻ ﺗــﺰال ﻏﻴﺮ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﺣﺘﻰ اﻵن. وﻳـــﺘـــﻮﻗـــﻊ اﻟـــﺨـــﺒـــﺮاء أن ﺗــﺼــﺒــﺢ ﻧـﻈـﻢ اﻟﺬﻛﺎء اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ ﻣﻨﺘﺸﺮة ﻓﻲ اﳌﺠﺎﻻت اﻟﻄﺒﻴﺔ، ﺣﻴﺚ وﺿﻌﺖ وزارة اﻟﺼﺤﺔ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺗﻮﻗﻌﺎت ﻟﺤﺪوث ﻣﻘﺎﺑﻼت ﻟﻠﻤﺮﺿﻰ ﻣــﻊ اﻟـﻨـﻈـﻢ اﻟـﺬﻛـﻴـﺔ اﻟﺒﺪﻳﻠﺔ ﻟﻸﻃﺒﺎء، ﺑﺤﻠﻮل ﻋﺎم ٨٢٠٢.
ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﺛــﺎن ﻗـﺎل ﻋﻠﻤﺎء ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﺎوث ﻛﺎﻟﻴﻔﻮرﻧﻴﺎ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ وﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺎﻧﺸﺴﺘﺮ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ، إﻧﻬﻢ ﻋﺜﺮوا ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻣﻞ ﺟﻴﻨﻲ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻳﻠﻌﺐ دوره ﻓﻲ ﺣـﺪوث ﻣـﺮض أﻟﺰﻫﺎﻳﻤﺮ ﻣﺎ ﻗــﺪ ﻳـﻐـﻴـﺮ اﻟــﻔــﺮﺿــﻴــﺎت اﻟـﺤـﺎﻟـﻴـﺔ ﺣـﻮل اﻟﺠﻴﻨﺎت اﳌﺴﺒﺒﺔ ﻟﻠﻤﺮض.
وﺣـﺘـﻰ اﻵن ﺳـــﺎدت اﻟﻔﺮﺿﻴﺔ اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ إن اﻟﺠﲔ اﳌﺴﻤﻰ »أﺑـﻮ إي ApoE٤ ٤« ﻫــﻮ اﻟـﻌـﻼﻣـﺔ اﻟﺠﻴﻨﻴﺔ اﻟــﺮﺋــﻴــﺴــﻴــﺔ ﻟــﻺﺻــﺎﺑــﺔ ﺑـﺄﻟـﺰﻫـﺎﻳـﻤـﺮ وﺑﺄﻣﺮاض اﻟﺨﺮف اﻷﺧـﺮى، إذ إﻧﻪ ﻣــﺴــﺆول ﻋــﻦ ﺗــﺮاﻛــﻢ اﻟـﻜـﻮﻟـﺴـﺘـﺮول ﻓــــﻲ اﻷوﻋـــــﻴـــــﺔ اﻟــــﺪﻣــــﻮﻳــــﺔ، ﻛـــﻤـــﺎ أن ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻨﻪ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ »إي ٤« (e٤) ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻘﻮة ﺑﺨﻄﺮ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﻤﺮض أﻟﺰﻫﺎﻳﻤﺮ.
واﻛـــﺘـــﺸـــﻒ اﻟـــﺒـــﺎﺣـــﺜـــﻮن اﻟـــﺬﻳـــﻦ ﻧــﺸــﺮوا ﻧـﺘـﺎﺋـﺞ دراﺳــﺘــﻬــﻢ ﻓــﻲ ﻣﺠﻠﺔ »ﺑﻠﻮس وان«، أن اﻟﺠﲔ اﳌﺴﻤﻰ »ﺗﻮم (TOMM٤٠) ٤« ﻫﻮ ﻻﻋﺐ أﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺣﺪوث اﳌﺮض وﻫﻮ »ﻗﺎﺋﺪ أورﻛﺴﺘﺮا« ﻟﻌﻤﻠﻴﺎت ﺗﺪﻫﻮر اﻹدراك اﳌﺼﺎﺣﺐ ﻷﻣﺮاض اﻟﺨﺮف.
وﻗــﺎﻟــﺖ ﺛـﺎﻟـﻴـﺪا ارﺑــﺎوﻧــﻎ ﻃﺎﻟﺒﺔ اﻟــــﺪﻛــــﺘــــﻮراه ﻓــــﻲ ﻛــﻠــﻴــﺔ ﻋــﻠــﻢ اﻟــﻨــﻔــﺲ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺳﺎوث ﻛﺎﻟﻴﻔﻮرﻧﻴﺎ اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﺪراﺳﺔ: »ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة ﻛﺎن اﻟﺠﲔ )أﺑــﻮ إي ٤( ﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟـﻌـﺎﻣـﻞ اﻟﺠﻴﻨﻲ اﻟﺨﻄﺮ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻓﻲ ﺣﺪوث ﺗﺪﻫﻮر اﻹدراك واﻹﺻـــــــﺎﺑـــــــﺔ ﺑـــﺄﻟـــﺰﻫـــﺎﻳـــﻤـــﺮ وأﻣـــــﺮاض اﻟـــﺨـــﺮف، إﻻ أن دراﺳـﺘـﻨـﺎ وﺟﺪت أن اﳌﺘﻐﻴﺮ اﻟﺠﻴﻨﻲ )ﺗﻮم ٠٤( ﻓـﻲ اﻟـﻮاﻗـﻊ ﻛـﺎن أﻛﺜﺮ ﻗـﻮة ﻣـﻦ اﻟﺠﲔ اﻷول ﻓﻲ ﺣﺪوث ﺗﺪﻫﻮر ﻓﻲ اﻟﺬاﻛﺮة اﳌﺒﺎﺷﺮة - أي اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻻﺣﺘﻔﺎظ ﺑﺎﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺠﺪﻳﺪة«.
واﺧـــﺘـــﺒـــﺮ اﻟـــﺒـــﺎﺣـــﺜـــﻮن ﺑــﺮﺋــﺎﺳــﺔ ﻛــﺎرول ﺑﺮﻳﺴﻜﻮت اﻟـﺒـﺮوﻓـﺴـﻮرة ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ »اﻟﺬاﻛﺮة اﳌﺒﺎﺷﺮة« وﻛﺬﻟﻚ »اﺳــﺘــﺮﺟــﺎع اﻟـــﺬاﻛـــﺮة اﳌــﺘــﺄﺧــﺮ« ﻟـﺪى ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص. واﻟﺬاﻛﺮة اﳌــﺒــﺎﺷــﺮة ﺗﺸﺒﻪ اﺳـﺘـﻤـﺎع اﻟﺸﺨﺺ إﻟـﻰ ﺷـﺮوح ﺣـﻮل اﺗﺠﺎﻫﺎت اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻣـﺜـﻼ، ﺛـﻢ ﺗﺬﻛﺮﻫﺎ ﺑﻬﺪ اﻻﻧـﺘـﻬـﺎء ﻣﻦ اﻟﺸﺮح. أﻣﺎ اﺳﺘﺮﺟﺎع اﻟﺬاﻛﺮة اﳌﺘﺄﺧﺮ ﻓﻴﻌﻨﻲ أن ﺑـﻤـﻘـﺪور اﻟﺸﺨﺺ ﺗﺬﻛﺮ اﺗــﺠــﺎﻫــﺎت اﻟــﻄــﺮﻳــﻖ ﺗـﻠـﻚ ﺑـﻌـﺪ ﻣــﺮور زﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﺣﻬﺎ.
ودﻗﻖ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﻓﻲ ﻋﻤﻞ ﻧﺤﻮ ٢٫١ ﻣﻠﻴﻮن ﻣـﻦ اﳌﺘﻐﻴﺮات اﻟﺠﻴﻨﻴﺔ ﻓــﻲ اﻟـﺠـﻴـﻨـﻮم اﻟــﺒــﺸــﺮي ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ راﺑــﻄــﺔ ﺗــﺮﺑــﻂ ﺑــﲔ أﺣــﺪﻫــﺎ وﻧـﺘـﺎﺋـﺞ اﺧــﺘــﺒــﺎرات اﻟـــﺬاﻛـــﺮة اﻟــﺒــﺸــﺮﻳــﺔ اﻟـﺘـﻲ أﺟـــﺮوﻫـــﺎ، وﻟـــﻢ ﻳــﻌــﺜــﺮوا ﻋـﻠـﻰ راﺑـﻄـﺔ ﻗـﻮﻳـﺔ ﺑـﲔ ﻛـﻞ ﻣـﻦ اﻟــﺬاﻛــﺮة اﳌﺒﺎﺷﺮة واﺳﺘﺮﺟﺎع اﻟﺬاﻛﺮة اﳌﺘﺄﺧﺮ إﻻ ﻋﻨﺪ اﻟﺠﲔ »ﺗﻮم ٠٤«، ﻛﻤﺎ وﺟﺪوا أﻳﻀﴼ اﻟــﺮاﺑــﻄــﺔ ﺑــﲔ ذﻟــﻚ واﻟــﺠــﲔ »أﺑـــﻮ إي ٤«. وﻗﺎل اﻟﻌﻠﻤﺎء إن ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﻢ ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ اﺣﺘﻤﺎل وﺟﻮد ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻣﻦ اﻟﺠﲔ »ﺗﻮم ٠٤« ﻋﻠﻰ ﺗﺪﻫﻮر اﻟﺬاﻛﺮة ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻋﻦ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻧﺴﺨﺔ »إي ٤« ﻣﻦ اﻟﺠﲔ اﻷول.