Asharq Al-Awsat Saudi Edition

٥ دول ﺗﺘﻄﻮر ﺻﻨﺎﻋﻴﴼ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻗﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﻔﻮق ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ

ﺑﺎﻻﻋﺘﻤﺎد اﻟﻜﺜﻴﻒ ﻋﻠﻰ روﺑﻮﺗﺎت اﳉﻴﻞ اﻟﺮاﺑﻊ

- ﻟﻨﺪن: ﻣﻄﻠﻖ ﻣﻨﲑ

ﺗــﺘــﻌــﻤ­ــﻖ اﻟــﻔــﺠــ­ﻮة ﺑـــﲔ اﻟــــﺪول اﻟــﺼــﻨــ­ﺎﻋــﻴــﺔ اﳌـــﺘـــﻄ­ـــﻮرة واﻷﺧــــــ­ﺮى اﻷﻗـــــــ­ــﻞ ﺗـــــﻄـــ­ــﻮرﴽ ﻋــــﻠــــ­ﻰ ﻧــــﺤــــ­ﻮ أﺛـــــﺎر اﻫﺘﻤﺎم اﻻﺗـﺤـﺎد اﻟـﺪوﻟـﻲ ﳌﺼﻨﻌﻲ اﻟﺮوﺑﺎﺗﺎت، اﻟﺬي أﺻﺪر ﺗﻘﺮﻳﺮﴽ أﻛﺪ ﻓــﻴــﻪ أن ٥ دول ﻓــﻘــﻂ، ﻫـــﻲ اﻟـﺼـﲔ وﻛــــــﻮر­ﻳــــــﺎ اﻟـــﺠـــﻨ­ـــﻮﺑـــﻴـ­ــﺔ واﻟــــﻴــ­ــﺎﺑــــﺎن واﻟـــــــ­ﻮﻻﻳـــــــ­ﺎت اﳌــــﺘـــ­ـﺤــــﺪة وأﳌــــﺎﻧـ­ـــﻴــــﺎ، ﺗـﺴـﺘـﺤـﻮذ ﻋــﻠــﻰ ٥٧ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ ﻣﻦ اﻟـﺮوﺑـﻮﺗـ­ﺎت اﻟـﺠـﺪﻳـﺪة اﻟﺘﻲ دﺧﻠﺖ ﻣـﺼـﺎﻧـﻊ اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ ﻓــﻲ ٦١٠٢، واﻟـﺘـﻲ ﺑﻠﻎ ﻋﺪدﻫﺎ ٤٩٢ أﻟﻔﴼ، ﻣﻨﻬﺎ ٧٨ أﻟﻔﴼ ﻓـﻲ اﻟـﺼـﲔ و٤٫١٤ أﻟــﻒ ﻓـﻲ ﻛﻮرﻳﺎ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ، و٦٫٨٣ أﻟﻒ ﻓﻲ اﻟﻴﺎﺑﺎن و٤٫١٣ أﻟــﻒ ﻓـﻲ اﻟــﻮﻻﻳــﺎ­ت اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ، و٠٢ أﻟﻔﴼ ﻓﻲ أﳌﺎﻧﻴﺎ.

وﺗﻮﻗﻊ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ دﺧﻮل ٦٤٣ أﻟﻒ روﺑــــﻮت ﺟــﺪﻳــﺪ ﻓــﻲ اﻟـﺨـﺪﻣـﺔ ﺧـﻼل ﻋـــﺎم اﻟــﺤــﺎﻟـ­ـﻲ )٧١٠٢(، أي ﺑــﺰﻳــﺎدة ﻧﺴﺒﺘﻬﺎ ﻧﺤﻮ ٨١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ. وذﻛﺮ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ، أن اﻹﺟـﻤـﺎﻟـﻲ اﻟـﻌـﺎﳌـﻲ ﻣــﻦ ﺗـﻠـﻚ اﻵﻻت اﻟـﺬﻛـﻴـﺔ اﻟـﻌـﺎﻣـﻠـ­ﺔ ﻓــﻲ اﳌـﺼـﺎﻧـﻊ ﺑﻠﻎ ٣٨٫١ ﻣـﻠـﻴـﻮن روﺑـــــﻮت، وﺳﻴﺮﺗﻔﻊ اﻟﺮﻗﻢ إﻟﻰ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٣ ﻣﻼﻳﲔ ﻓﻲ ﻋﺎم ٠٢٠٢، ﻋﻠﻰ أن اﳌﺘﻮﺳﻂ اﻟﺴﻨﻮي ﻟﻠﻨﻤﻮ ٤١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ - ﺑﺄﻗﻞ ﺗﻘﺪﻳﺮ - ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ اﳌﻘﺒﻠﺔ.

وﻳـــﺘـــﻌ­ـــﺰز ﻫــــﺬا اﻻﺗــــﺠــ­ــﺎه أﻛــﺜــﺮ ﻓــﺄﻛــﺜــ­ﺮ ﻣــﻨــﺬ ٠١ ﺳــﻨــﻮات ﺑـﺼـﻌـﻮد ﻻﻓـــﺖ ﻣــﺪﻓــﻮع ﻓــﻲ ﺟـــﺰء ﻛـﺒـﻴـﺮ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﻟﻄﻠﺐ اﻟﺼﻴﻨﻲ. ﻓﺎﻟﺼﲔ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗـﻌـﺘـﻤـﺪ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﻌــﻤــ­ﺎﻟــﺔ اﻟـﺮﺧـﻴـﺼـ­ﺔ ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻓﻲ ﺗﻨﺎﻓﺴﻴﺘﻬﺎ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ؛ ﻷن دوﻻ ﻣﺜﻞ ﻓﻴﺘﻨﺎم وإﻧﺪوﻧﻴﺴﻴﺎ ﺑﺎﺗﺖ اﻟﻌﻤﺎﻟﺔ ﻓﻴﻬﺎ أﻗﻞ ﻛﻠﻔﺔ. ﻟﺬا؛ ﺷﺮﻋﺖ اﳌﺼﺎﻧﻊ اﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ﺗﺘﺠﻬﺰ ﺑـــﺎﻟـــﺮ­وﺑـــﻮﺗـــ­ﺎت ﺣــﺘــﻰ ﺑــــﺎت اﻟـﻄـﻠـﺐ اﻟﺼﻴﻨﻲ ﻳﺸﻜﻞ ٠٣ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ ﻣﻦ اﻹﺟﻤﺎﻟﻲ اﻟﻌﺎﳌﻲ.

وﻫــﺬا اﻟﺘﺮﻛﺰ ﻓـﻲ اﺳـﺘـﺨـﺪام ٥ دول ﳌﻌﻈﻢ اﻟﺮوﺑﻮﺗﺎت اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻳﻐﺬي اﻟﻘﻠﻖ ﺑﺤﺴﺐ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﳌــﺆﺗــﻤــ­ﺮ اﻷﻣـــــﻢ اﳌـــﺘـــﺤ­ـــﺪة ﻟــﻠــﺘــﺠ­ــﺎرة واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ )اﻷوﻧﻜﺘﺎد(؛ ﻷن اﻟﺘﻔﻮق ﻓﻲ اﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻴﺔ واﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﺳﻴﺒﻘﻰ ﻣــﻦ ﻧـﺼـﻴـﺐ ﻋـــﺪد ﻗـﻠـﻴـﻞ ﻣــﻦ اﻟـــﺪول ﻋــﻠــﻰ ﺣـــﺴـــﺎب ﻛـــﻞ اﻟــــــﺪو­ل اﻷﺧــــﺮى اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ، اﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ﻣﻨﻬﺎ واﻷﻗـﻞ ﺗﻘﺪﻣﺎ، وﻻ ﺳﻴﻤﺎ اﻷﺳﻮاق اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻗـﺪرات ﺻﻨﺎﻋﻴﺔ ﺑﺎﺗﺖ ﻣﻦ اﳌﺎﺿﻲ، ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻨﺤﺴﺮ اﻹﻧﺘﺎج اﻟﻨﻮﻋﻲ ﻓﻴﻬﺎ روﻳﺪﴽ روﻳﺪﴽ. ﻛﻤﺎ أن ﻫﻨﺎك دوﻻ ﺻﻨﺎﻋﻴﺔ، ﻣﺜﻞ ﻓﺮﻧﺴﺎ وﺑـﺮﻳـﻄـﺎﻧ­ـﻴـﺎ وإﻳـﻄـﺎﻟـﻴ­ـﺎ وإﺳـﺒـﺎﻧـﻴ­ـﺎ ﺗـﺠـﺪ ﻧـﻔـﺴـﻬـﺎ ﺑـﻌـﻴـﺪة وراء اﻟـﻘـﻮى اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ اﻟﻜﺒﺮى اﻷﺧﺮى. وﻳﺸﺘﺪ اﻟﺘﻨﺎﻓﺲ اﻟﻌﺎﳌﻲ ﺣﺎﻟﻴﴼ ﻓﻲ ﺑﺮاﻣﺞ ﻟﺘﺤﻔﻴﺰ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺮوﺑﻮﺗﺎت ﻋﺒﺮ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﺿﺮﻳﺒﻲ وﺑــﺮاﻣــﺞ ﺗﻮﻋﻴﺔ وﺗــــﺤـــ­ـﺬﻳــــﺮات رﺳـــﻤـــﻴ­ـــﺔ ﻣــــﻦ ﻓـــﻘـــﺪا­ن أﺳــــــﻮا­ق؛ ﻷن اﻟــﺼــﻌــ­ﻮد ﺑــﺎﻟــﺠــ­ﻮدة أﺳـــﺎس ﺧـﻠـﻖ ﻓـــﺮص ﻋـﻤـﻞ ﻣــﺎﻫــﺮة، وأﺳﺎس أﻳﻀﴼ ﻟﻠﺘﺼﺪﻳﺮ اﻟﻨﻮﻋﻲ.

وﻟــﻠــﻤــ­ﻘــﺎرﻧــﺔ، ﻓـــﺈن ﻣــﻌــﺪل ﻋــﺪد اﻟــﺮوﺑــﻮ­ﺗــﺎت ﻓــﻲ ﻛــﻮرﻳــﺎ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻳﺒﻠﻎ ١٣٦ إﻟﻰ ﻛﻞ ٠١ آﻻف وﻇﻴﻔﺔ، وﻓــــﻲ أﳌــﺎﻧــﻴـ­ـﺎ ٩٠٣، وﻓــــﻲ اﻟــﻴــﺎﺑـ­ـﺎن ٣٠٣، وﻓــــﻲ ﻓــﺮﻧــﺴــ­ﺎ ٢٣١ روﺑـــﻮﺗــ­ـﴼ ﻓـﻘـﻂ ﻣـﻘـﺎﺑـﻞ ﻛــﻞ ٠١ آﻻف وﻇـﻴـﻔـﺔ. وﻳــﻘــﻞ اﻟـــﻌـــﺪ­د ﻛــﺜــﻴــﺮ­ا ﻓـــﻲ ﻣـﺼـﺎﻧـﻊ ﺗــﺮﻛــﻴــ­ﺎ وإﻧــﺪوﻧــ­ﻴــﺴــﻴــﺎ واﻟــﺒــﺮا­زﻳــﻞ، وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﺪول اﻟﺘﻲ راﻫﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﺻـﻨـﺎﻋـﺎﺗـ­ﻬـﺎ ﻓــﻲ اﻟــﻔــﺘــ­ﺮة اﳌــﺎﺿــﻴـ­ـﺔ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺳﺘﺠﺪ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺗﺘﺨﻠﻒ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻘﻄﺎع أﻣﺎم دول ﺗﻮﺳﻌﺖ ﻓﻲ إدﺧﺎل اﻟﺠﻴﻞ اﻟﺮاﺑﻊ ﻣﻦ اﻟﺮوﺑﻮﺗﺎت إﻟـــــﻰ ﻣــﺼــﺎﻧــ­ﻌــﻬــﺎ وﻓـــﻘـــﴼ ﻟــﻼﺗــﺤــ­ﺎد اﻟﺪوﻟﻲ ﳌﺼﻨﻌﻲ اﻟﺮوﺑﻮﺗﺎت، اﻟﺬي ﻳﺨﺸﻰ ﻣﻦ ﻣﻮﺟﺔ إﻗﻔﺎﻻت ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟــﺪول ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﺷﻬﺪﻧﺎ ﻫﺠﺮات ﻣـﺼـﺎﻧـﻊ ﻟﻠﺘﻤﺮﻛﺰ واﻹﻧــﺘــﺎ­ج ﻓﻴﻬﺎ ﻣــﻨــﺬ ﻣـﻨـﺘـﺼـﻒ ﺗــﺴــﻌــﻴ­ــﻨــﺎت اﻟــﻘــﺮن اﳌﺎﺿﻲ وﺣﺘﻰ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ٠١٠٢.

ﻟـــﻜـــﻦ اﻻﺗـــــﺤـ­ــــﺎد ﻳـــــﺮاﻫـ­ــــﻦ ﻋــﻠــﻰ ﻣــــﻮاﺻــ­ــﻠــــﺔ ﺗـــﺴـــﺮﻳ­ـــﻊ اﻗــــﺘـــ­ـﻨــــﺎء ﻫـــﺬه اﻵﻻت، وﻫــﻮ ﺗـﻔـﺎؤل ﺗﺘﺸﺎﻃﺮه ﻣﻊ ﻣــﺠــﻤــﻮ­ﻋــﺔ »ﺑــﻮﺳــﻄــ­ﻦ ﻛﻮﻧﺴﻠﺘﻨﻎ ﻏـــــــــ­ﺮوب« اﻟــــﺘـــ­ـﻲ أﺻــــــــ­ـﺪرت ﺗــﻘــﺮﻳــ­ﺮا رﻓﻌﺖ ﻓﻴﻪ ﺗﻮﻗﻌﺎﺗﻬﺎ أﻳﻀﴼ؛ ﻟﻴﺲ ﻓـــــﻲ ﻗــــﻄــــ­ﺎع اﻟـــﺼـــﻨ­ـــﺎﻋـــﺔ وﺣـــﺴـــﺐ، ﺑـــﻞ أﻳـــﻀـــﴼ ﻓـــﻲ ﻗـــﻄـــﺎﻋ­ـــﺎت اﻟـــﺰراﻋـ­ــﺔ واﻟـــﺨـــ­ﺪﻣـــﺎت وﻏــﻴــﺮﻫـ­ـﺎ، ﻣـــﺆﻛـــﺪ­ة أن ﺳﻮق اﻟﺮوﺑﻮﺗﺎت اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺳﻴﺒﻠﻎ ﺣــﺠــﻤــﻪ ٧٨ ﻣــﻠــﻴــﺎ­ر دوﻻر ﺑـﺤـﻠـﻮل ٥٢٠٢.

وﺗــــﺸـــ­ـﻴــــﺮ ﺗـــــﻘـــ­ــﺎرﻳـــــ­ﺮ ﻣـــﺘـــﺎﺑ­ـــﻌـــﺔ إﻟــــــﻰ أﻧــــــﻪ »ﺑــــﻌــــ­ﺪ ٠٠١ ﺳـــﻨـــﺔ ﻋــﻠــﻰ اﺳﺘﺤﺪاث ﻛﻠﻤﺔ )روﺑـﻮت( ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟــﻜــﺎﺗـ­ـﺐ اﻟــﺘــﺸــ­ﻴــﻜــﻲ ﻛـــﺎرﻳـــ­ﻞ ﻛــﺎﺑــﻚ، اﻟــﺘــﻲ ﻛـــﺎن اﳌــﻘــﺼــ­ﻮد ﺑــﻬــﺎ ﺳـﻼﺳـﻞ اﻹﻧـــﺘـــ­ﺎج اﳌـﻴـﻜـﺎﻧـ­ﻴـﻜـﻴـﺔ، ﺑــﺎﺗــﺖ ﻫـﺬه اﻵﻻت اﻟــﻴــﻮم ﻣـﻔـﻌـﻤـﺔ ﺑﺎﻟﺤﻮﺳﺒﺔ )اﻟـــﻜـــﻮ­ﻣـــﺒـــﻴـ­ــﻮﺗـــﺮﻳـ­ــﺔ(؛ ﻣــــﺎ ﻳـﺠـﻌـﻠـﻬـ­ﺎ ﺗـــﺘـــﻄـ­ــﻮر ﺑـــﺴـــﺮﻋ­ـــﺔ ﺗـــــــــ­ﻮازي ﺳــﺮﻋــﺔ ﺗـــﻄـــﻮر ﺗــﻜــﻨــﻮ­ﻟــﻮﺟــﻴــ­ﺎ اﳌــﻌــﻠــ­ﻮﻣــﺎت واﻻﺗــــــ­ﺼــــــﺎﻻت. وﺗــﺘــﻀــ­ﺎﻋــﻒ ﻫــﺬه اﻟـــﺴـــﺮ­ﻋـــﺔ ﻣــــﻊ ﺗــﻘــﻨــﻴ­ــﺎت اﻟــﺤــﻘــ­ﻴــﻘــﺔ اﻻﻓــﺘــﺮا­ﺿــﻴــﺔ واﻟــﻄــﺒـ­ـﺎﻋــﺔ اﻟـﺜـﻼﺛـﻴـ­ﺔ اﻷﺑــــــﻌ­ــــــﺎد وإﻧـــــﺘـ­ــــﺮﻧــــ­ـﺖ اﻷﺷــــــﻴ­ــــــﺎء«، ﺑﺤﺴﺐ ﻣــﺆﺳــﺲ ﻣـﻨـﺘـﺪى داﻓــﻮس اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻛﻼوس ﺷﻮاب.

وﺗــﻀــﻴــ­ﻒ ﺗــﻠــﻚ اﻟــﺘــﻘــ­ﺎرﻳــﺮ، أن »ﻧﻈﺎم اﻹﻧﺘﺎج اﳌﻌﻤﻮل ﺑﻪ ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ٠٧٩١ ﺳـﻴـﻨـﻘـﻠـ­ﺐ رأﺳــــﴼ ﻋــﻠــﻰ ﻋﻘﺐ ﺑـﻌـﺪﻣـﺎ دﺧـﻠـﻨـﺎ اﻟــﺜــﻮرة اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ، وذﻟﻚ ﺑﻔﻌﻞ ﻋﺎﻣﻠﲔ. اﻷول ﻫـﻮ أن اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴ­ﺎ ﺗﻈﻬﺮ ﻳﻮﻣﴼ ﺑﻌﺪ ﻳﻮم أﻧﻬﺎ ﻋﺎﻟﻴﺔ اﻷداء وﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﻘﺎس ﻣﻊ ﻗﺪرات اﻹﻧﺴﺎن اﳌﺤﺪودة، ﺣﺘﻰ أن ذﻛــﺎء ﻫــﺬه اﻵﻻت ﻳﺘﻔﻮق اﻵن ﻋــﻠــﻰ اﻟــــﺬﻛــ­ــﺎء اﻹﻧـــﺴـــ­ﺎﻧـــﻲ ﻓـﻲ ﻣﺠﺎﻻت ﻛﺜﻴﺮة. وﺑﲔ ﺳﻨﺔ وأﺧﺮى ﺗــﺮﺗــﻔــ­ﻊ إﻧــﺘــﺎﺟـ­ـﻴــﺔ ودﻗـــــﺔ وﻣـــﺮوﻧــ­ـﺔ وﺳـــﺮﻋـــ­ﺔ ﺗـﻜـﻴـﻒ ﻫـــﺬه اﻟــﺮوﺑــﻮ­ﺗــﺎت ﻓـﻲ ﻣـــﻮازاة ازدﻳـــﺎد ﺻﻐﺮ ﺣﺠﻤﻬﺎ أﻛـﺜـﺮ ﻓـﺄﻛـﺜـﺮ. واﻟـﻌـﺎﻣـﻞ اﻟـﺜـﺎﻧـﻲ ﻫﻮ أﻧــﻬــﺎ أﺻــﺒــﺤــ­ﺖ أﻗـــﻞ ﻛـﻠـﻔـﺔ ﻣـــﻦ ذي ﻗـﺒـﻞ. ﻓﺄﺳﻌﺎرﻫﺎ ﺗﻨﺨﻔﺾ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺻـــﻌـــﻮد ﻛــﻠــﻔــﺔ رواﺗــــــ­ـﺐ اﳌــﻮﻇــﻔـ­ـﲔ، وﺑﺬﻟﻚ ﺗﺘﺤﻮل إﻟﻰ ﺑﺪﻳﻞ اﻗﺘﺼﺎدي ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻳﺨﺘﺰل ﻋﺪد اﻟﻌﻤﺎﻟﺔ وﻳﺮﻓﻊ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻛﻤﴼ وﻧﻮﻋﴼ«.

وﻳﺬﻛﺮ أن ﺗﻮرﻳﺪات اﻟﺮوﺑﻮﺗﺎت إﻟﻰ اﳌﺼﺎﻧﻊ ﻛﺎن ﻓﻲ ٩٠٠٢ ﻧﺤﻮ ٠٦ أﻟﻔﴼ، وﻓﻲ ١١٠٢ ﻧﺤﻮ ٦٦١ أﻟﻔﴼ، وﻓﻲ ٤١٠٢ ﻧـﺤـﻮ ١٢٢ أﻟــﻔــﴼ، وﻓــﻲ ٧١٠٢ ﺳﺘﺒﻠﻎ ٦٤٣ أﻟﻔﺎ.ً.. ﻟﺘﺼﻞ ﻓﻲ ٠٢٠٢ إﻟﻰ ١٢٥ أﻟﻔﴼ. وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن ﻋﺪدﻫﺎ ﻓـــﻲ ٠١ ﺳـــﻨـــﻮا­ت ﻳــﺘــﻀــﺎ­ﻋــﻒ أﻛــﺜــﺮ ﻣﻦ ٨ ﻣــﺮات ﻣﻊ دﺧــﻮل ٧٫١ ﻣﻠﻴﻮن روﺑـﻮت ﺟﺪﻳﺪ إﻟﻰ اﳌﺼﺎﻧﻊ، ﻋﻠﻤﺎ ﺑــﺄن اﳌــﺨــﺰون اﻟـﺘـﺎرﻳـﺨ­ـﻲ ﻣــﻦ ﻫـﺬه اﻵﻻت ﻳﺒﻠﻎ ٨٫١ ﻣﻠﻴﻮن ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم.

وﺗﺴﺘﺨﺪم ﻣﺼﺎﻧﻊ اﻟﺴﻴﺎرات ٥٣ ﻓـــــﻲ اﳌـــــﺎﺋـ­ــــﺔ ﻣـــــﻦ اﻟــــﺮوﺑـ­ـــﻮﺗــــﺎ­ت اﻟـﺼـﻨـﺎﻋـ­ﻴـﺔ، ﻣـﻘـﺎﺑـﻞ ١٣ ﻓــﻲ اﳌـﺎﺋـﺔ ﻓـــــــﻲ اﻟـــــﻘــ­ـــﻄـــــﺎ­ﻋـــــﺎت اﻟـــﻜـــﻬ­ـــﺮﺑـــﺎﺋ­ـــﻴـــﺔ واﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻴ­ﺔ، و٤٣ ﻓـﻲ اﳌـﺎﺋـﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﻷﺧﺮى اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ.

وﻳـﺬﻛـﺮ ﻓـﻲ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ أﻳﻀﴼ، أن اﻟـﺼـﲔ ﻻ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻓـﻘـﻂ ﺛﻠﺚ اﻟـــﺮوﺑــ­ـﻮﺗـــﺎت اﻟـــﺠـــﺪ­ﻳـــﺪة، ﺑـــﻞ إﻧــﻬــﺎ ﺗـﺼـﻨـﻊ وﺗــﺼــﺪر إﻟـــﻰ اﻟــﻌــﺎﻟـ­ـﻢ ﺛﻠﺚ اﻹﻧــﺘــﺎج اﻟــﻌــﺎﳌـ­ـﻲ ﻣــﻦ ﻫـــﺬه اﻵﻻت. أﻣﺎ ﻛﻮرﻳﺎ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ وﺑﺴﺒﺐ ﺗﻄﻮر اﻹﻧـﺘـﺎج اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻲ واﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ ﻓــﻴــﻬــﺎ ﻓــﻬــﻲ اﻷﻛـــﺜـــ­ﺮ اﻋــﺘــﻤــ­ﺎدﴽ ﻋﻠﻰ اﻟــــﺮوﺑـ­ـــﻮﺗــــﺎ­ت ﻓـــﻲ ﻣــﺼــﺎﻧــ­ﻌــﻬــﺎ؛ إذ ﻓﻴﻬﺎ أﻛـﺒـﺮ ﻛﺜﺎﻓﺔ ﻋﺎﳌﻴﺔ ﻣــﻦ ﻫﺬه اﻵﻻت ﻓــﻲ ﻣـﺼـﺎﻧـﻌـﻬ­ـﺎ. واﻟــﻴــﺎﺑ­ــﺎن ﻫﻲ أﻛﺒﺮ ﻣﺼﻨﻊ ﻋﺎﳌﻲ ﻟﻠﺮوﺑﻮﺗﺎت وﺣــﺼــﺘــ­ﻬــﺎ ﻧــﺤــﻮ ٠٥ ﻓــــﻲ اﳌـــﺎﺋـــ­ﺔ، وﺗـــﺴـــﺘ­ـــﺤـــﻮذ اﻟـــــﻮﻻﻳ­ـــــﺎت اﳌــﺘــﺤــ­ﺪة ﻋــﻠــﻰ ٤١ ﻓــــﻲ اﳌــــﺎﺋــ­ــﺔ ﻣــــﻦ اﻹﻧـــﺘـــ­ﺎج اﻟﻌﺎﳌﻲ، وﻳﺘﺮﻛﺰ ذﻟـﻚ ﻓﻲ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟـﺴـﻴـﺎرا­ت ﻓﻴﻬﺎ، أﻣــﺎ أﳌـﺎﻧـﻴـﺎ ﻓﻬﻲ ﺧﺎﻣﺲ ﺳﻮق ﻋﺎﳌﻴﺔ ﻟﻬﺬه اﻵﻻت، وﻫﻲ ﺑﺬﻟﻚ اﻷﻛﺒﺮ أوروﺑﻴﴼ، وﻓﻴﻬﺎ روﺑﻮﺗﺎت ﻳﺴﺎوي ﻋﺪدﻫﺎ ٥ ﻣﺮات اﳌــﻮﺟــﻮد ﻓــﻲ ﻓـﺮﻧـﺴـﺎ ﻋـﻠـﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل، واﻹﺟﻤﺎﻟﻲ اﻟﺬي ﻓﻲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻳﺴﺎوي ١٤ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻹﺟﻤﺎﻟﻲ اﻷوروﺑــــ­ــﻲ. وﺗــﺴــﺘــ­ﻮرد اﳌــﺰﻳــﺪ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻵﻻت ﺳﻨﻮﻳﺎ.

وﻳــﺬﻛــﺮ، أن ﻓــﻲ اﻟــﺼــﲔ اﻟـﻴـﻮم ٥٫٠٥٤ أﻟــﻒ روﺑـــﻮت، وﻓــﻲ أﻣﻴﺮﻛﺎ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ٦٫٩٠٣ أﻟﻒ، وﻓﻲ اﻟﻴﺎﺑﺎن ٤٫٥٨٢ أﻟــﻒ، وﻓـﻲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ٠٠٢ أﻟﻒ روﺑـــﻮت. وﺑﻠﻎ ﻧﻤﻮ اﺳﺘﻴﺮاد ﻫﺬه اﻵﻻت ١٢ ﻓــــﻲ اﳌــــﺎﺋــ­ــﺔ ﻓــــﻲ آﺳــﻴــﺎ وأﺳـﺘـﺮاﻟـ­ﻴـﺎ ﺧــﻼل ٦١٠٢، و٦١ ﻗﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻓﻲ أﻣﻴﺮﻛﺎ، و٨ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻓﻲ أوروﺑﺎ.

وﺗﺒﻘﻰ اﻹﺷــﺎرة إﻟﻰ أن اﻟﺪول اﻷﻛﺜﺮ اﺳﺘﺨﺪاﻣﴼ ﻟﻠﺮوﺑﻮﺗﺎت ﺑﻌﺪ اﻟﺼﲔ وﻛﻮرﻳﺎ واﻟﻴﺎﺑﺎن واﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌـــﺘـــﺤ­ـــﺪة وأﳌـــﺎﻧــ­ـﻴـــﺎ، ﻫــــﻲ: ﺗـــﺎﻳـــﻮ­ن، وإﻳــﻄــﺎﻟ­ــﻴــﺎ، واﳌــﻜــﺴـ­ـﻴــﻚ، وﻓــﺮﻧــﺴـ­ـﺎ، وإﺳـــﺒـــ­ﺎﻧـــﻴـــﺎ، وﺗـــﺎﻳـــ­ﻼﻧـــﺪ، واﻟــﻬــﻨـ­ـﺪ، وﺳﻨﻐﺎﻓﻮرة، وﻛﻨﺪا.

 ??  ?? زوار ﻳﻌﺎﻳﻨﻮن روﺑﻮت ﻳﺘﻠﻘﻰ اﻷواﻣﺮ ﺑﺎﻹﺷﺎرة ﻓﻲ ﻣﻌﺮض }اﻟﻜﻮﻧﻐﺮس اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻟﺘﻘﻨﻴﺔ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت{ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﺘﺎﻳﻮاﻧﻴﺔ ﺗﺎﻳﺒﻴﻪ )إ.ب.أ(
زوار ﻳﻌﺎﻳﻨﻮن روﺑﻮت ﻳﺘﻠﻘﻰ اﻷواﻣﺮ ﺑﺎﻹﺷﺎرة ﻓﻲ ﻣﻌﺮض }اﻟﻜﻮﻧﻐﺮس اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻟﺘﻘﻨﻴﺔ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت{ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﺘﺎﻳﻮاﻧﻴﺔ ﺗﺎﻳﺒﻴﻪ )إ.ب.أ(

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia