Asharq Al-Awsat Saudi Edition

اﻟﺴﺆال اﻟﺬي ﺗﻌﺠﺰ أﻣﻴﺮﻛﺎ ﻋﻦ إﺟﺎﺑﺘﻪ!

- ﻋﺜﻤﺎن ﻣﻴﺮﻏﻨﻲ

ﻟـــﻮ واﺟـــــﻪ أي ﺑــﻠــﺪ وﺿـــﻌـــﴼ ﻳـــﺆدي ﺳﻨﻮﻳﴼ إﻟﻰ ﻣﻘﺘﻞ ﻧﺤﻮ ٢١ أﻟﻒ ﺷﺨﺺ ﺑـﺎﻟـﺴـﻼح اﻟــﻨــﺎري، ﳌــﺎ ﺗــﻮاﻧــﺖ ﺳﻠﻄﺎﺗﻪ ﻓـــﻲ ﺗــﺒــﻨــﻲ ﻛـــﻞ اﻟــﺘــﺸــ­ﺮﻳــﻌــﺎت اﻟـــﻼزﻣــ­ـﺔ، واﺗﺨﺎذ ﻛﻞ اﻹﺟﺮاءات اﳌﻤﻜﻨﺔ ﳌﻮاﺟﻬﺔ اﻷﻣــــــﺮ. ﻫــــﺬا ﺑــﺎﻟــﺘــ­ﺄﻛــﻴــﺪ ﻫـــﻮ اﻟــﺘــﺼــ­ﺮف اﳌﻨﻄﻘﻲ واﻟﻄﺒﻴﻌﻲ اﻟﺬي ﻳﺘﻮﻗﻌﻪ اﳌﺮء ﻣــﻦ أي ﺑـﻠـﺪ ﻳــﻮاﺟــﻪ وﺿـﻌـﴼ ﻛــﻬــﺬا. ﻟﻜﻦ ﻓـﻲ أﻣﻴﺮﻛﺎ ﻳﺒﺪو اﻟـﻮﺿـﻊ ﻣﺨﺘﻠﻔﴼ؛ ﺑﻞ ﺷﺎذﴽ، إذ ﻳﺘﻮاﺻﻞ ﻣﺴﻠﺴﻞ ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﻘﺘﻞ اﻟـﺠـﻤـﺎﻋـ­ﻲ ﺑـﺎﻷﺳـﻠـﺤـ­ﺔ اﻟــﻨــﺎرﻳ­ــﺔ، ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻟﺴﻠﻄﺎت ﻋـﺎﺟـﺰة ﻋـﻦ اﺗـﺨـﺎذ اﻟﺘﺪاﺑﻴﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺼﺪى ﻻﻧﺘﺸﺎر اﻟﺴﻼح، وﺗﺤﺪ ﻣﻦ ﻣﺪ اﻟﺠﺮاﺋﻢ اﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻪ.

ﺑـﻌـﺪ ﻛــﻞ ﻣـﺬﺑـﺤـﺔ ﺗـﻘـﻊ ﻓــﻲ أﻣـﻴـﺮﻛـﺎ، ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺣﺪث ﻳﻮم اﻷﺣﺪ اﳌﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﻻس ﻓﻴﻐﺎس ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻃﻠﻖ ﻣﺴﻠﺢ اﻟﺮﺻﺎص ﻓـــﻘـــﺘـ­ــﻞ ٩٥ ﺷـــﺨـــﺼـ­ــﴼ )اﻟــــــﺮﻗ­ــــــﻢ ﻣـــﺮﺷـــﺢ ﻟـﻼرﺗـﻔـﺎع( وﺟــﺮح أﻛﺜﺮ ﻣـﻦ ٠٠٥ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺤﻀﺮون ﺣﻔﻼ ﻏﻨﺎﺋﻴﴼ، ﻳﻨﻄﻠﻖ ﺟﺪل ﺑﻴﺰﻧﻄﻲ ﺣﻮل ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺴﻼح اﳌﻨﺘﺸﺮ ﺑﻜﺜﺎﻓﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺑﲔ اﻟﻨﺎس، وﻣﺎ إذا ﻛﺎن واردﴽ اﻟﺤﺪ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ وﺟﻪ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻣــﻦ ﻟـﻮﺑـﻲ اﻟــﺴــﻼح، وﻣــﻦ أوﻟــﺌــﻚ اﻟـﺬﻳـﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮن إن اﻟﺪﺳﺘﻮر اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻓﻲ ﺑﻨﺪه اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺣـﻖ اﻗﺘﻨﺎء وﺣﻤﻞ اﻟـﺴـﻼح. ﻓﺎﻟﻜﻮﻧﻐﺮس ﻳﺒﺪو ﻋﺎﺟﺰﴽ أو ﻏﻴﺮ راﻏـﺐ ﻓﻲ ﺳﻦ ﺗﺸﺮﻳﻌﺎت ﺗﻘﻴﺪ أو ﺗﻀﺒﻂ اﻧﺘﺸﺎر اﻟﺴﻼح، وذﻟﻚ ﻷن ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻣﻦ أﻋﻀﺎﺋﻪ واﻗﻊ ﺗﺤﺖ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺟﻤﺎﻋﺎت اﻟﻀﻐﻂ اﻟﻘﻮﻳﺔ واﻟـﻨـﺎﻓـﺬ­ة اﻟـﺘـﻲ ﺗﺪاﻓﻊ ﻋﻦ ﺣﻤﻞ اﻟﺴﻼح، وﺗﻨﻔﻖ أﻣﻮاﻻ ﻃﺎﺋﻠﺔ ﳌﻨﻊ ﺗﻤﺮﻳﺮ أي ﺗﺸﺮﻳﻌﺎت ﺗﺘﻌﺎرض ﻣﻊ ﻣﺎ ﺗـﺮاه ﺣﻘﴼ دﺳﺘﻮرﻳﴼ ﻣﻘﺪﺳﴼ، ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋــﻦ ﺣــﻖ ﺣــﺮﻳــﺔ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ وﻻ ﻳـــﺠـــﺐ اﳌــــﺴـــ­ـﺎس ﺑـــﻪ. ﺣـــﺘـــﻰ اﻟــــــﺮؤ­ﺳــــــﺎء اﻟـــﺬﻳـــ­ﻦ ﺣﺎوﻟﻮا اﻟﻀﻐﻂ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺸﺮﻳﻌﺎت ﻟﻀﺒﻂ ﻇﺎﻫﺮة ﺣﻤﻞ اﻟﺴﻼح واﻧﺘﺸﺎره، واﺟﻬﻮا ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻗﻮﻳﺔ، واﻧﺘﻬﺖ ﺟﻬﻮدﻫﻢ ﺑﻔﺸﻞ ذرﻳﻊ.

اﳌﻔﺎرﻗﺔ أن أﻣﻴﺮﻛﺎ ﻟﻮ ﻗﺘﻞ ﻟﻬﺎ ﺷﺨﺺ واﺣــﺪ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ إرﻫﺎﺑﻴﺔ، ﺗﺜﻮر وﺗـــﺘـــﻮ­ﻋـــﺪ وﺗـــﺘـــﺤ­ـــﺮك ﻓـﻲ اﻟﺪاﺧﻞ واﻟﺨﺎرج ﻻﺗﺨﺎذ أﺷﺪ اﻟﺘﺪاﺑﻴﺮ؛ ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﺘﻞ ٩٥ ﺷﺨﺼﴼ ﺑﺎﻟﺮﺻﺎص ﻓﻲ ﻻس ﻓﻴﻐﺎس ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻣﺴﻠﺢ أﻣﻴﺮﻛﻲ ﻓـﻲ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺑﺸﻌﺔ ﻟـﻢ ﺗـﻌـﺮف دواﻓﻌﻬﺎ ﺣﺘﻰ اﻟﻠﺤﻈﺔ، ﻳﻨﺤﺼﺮ رد اﻟﺴﻠﻄﺎت ﻓﻲ ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻹداﻧﺔ واﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ اﻟﺤﺰن، وﻻ ﺗﺤﺪث ﺗﺤﺮﻛﺎت ﺟﺪﻳﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ اﻟﻘﻮاﻧﲔ، أو ﺳﻦ ﺗﺸﺮﻳﻌﺎت ﺗﺘﺼﺪى ﳌﻮﺿﻮع اﻟﺴﻼح، ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻴﻪ ٠٧٢ ﻣﻠﻴﻮﻧﺎ ﻣﻦ اﻷﺳﻠﺤﺔ اﳌﻤﻠﻮﻛﺔ ﳌﺪﻧﻴﲔ. ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﻫﻮ اﻧﻄﻼق اﻟﺠﺪل ﻣﺠﺪدﴽ ﺣــــﻮل اﻟــﺒــﻨــ­ﺪ أو اﻟــﺘــﻌــ­ﺪﻳــﻞ اﻟــﺜــﺎﻧـ­ـﻲ ﻓﻲ اﻟـﺪﺳـﺘـﻮر وﺣــﻖ ﺣﻤﻞ اﻟــﺴــﻼح، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﺴﺎءل اﻟﺒﻌﺾ ﻋﻤﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻣﺜﻞ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻻس ﻓﻴﻐﺎس ﺗﻮﺻﻒ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻞ ﺟﻤﺎﻋﻲ أم ﺑﺎﻹرﻫﺎب.

اﻟــﺮﺋــﻴـ­ـﺲ دوﻧـــﺎﻟــ­ـﺪ ﺗــﺮﻣــﺐ اﻟـــــﺬي ﻻ ﻳﻀﻴﻊ ﻓﺮﺻﺔ وﻗــﻮع أي ﻋﻤﻞ إرﻫﺎﺑﻲ ﻟﻜﻲ ﻳﺴﺎرع إﻟﻰ إﻃﻼق اﻟﺘﻐﺮﻳﺪات ﻋﻦ »اﻹرﻫﺎب اﻟﺮادﻳﻜﺎﻟﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ«، وﻟﻜﻲ ﻳـــﻨـــﺎد­ي ﺑــــﺈﺟـــ­ـﺮاء ات ﻣـــﺸـــﺪد­ة ﻟـﻠـﺤـﻤـﺎﻳ­ـﺔ وﻟـــــــﻠ­ـــــــﺘــ­ـــــﺼــــ­ـــﺪي، رﻓـــــــﺾ وﺻﻒ ﻣﻨﻔﺬ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻻس ﻓــــﻴــــ­ﻐــــﺎس ﺑـــــﺎﻹرﻫ­ـــــﺎﺑـــ­ــﻲ، ﻣﻜﺘﻔﻴﴼ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﺑﺎﳌﺮﻳﺾ واﳌــــﺨــ­ــﺘــــﻞ. وﻟـــﻺﻧـــ­ﺼـــﺎف ﻓـــﺈن ﺗــﺮﻣــﺐ ﻟــﻴــﺲ وﺣـــﺪه ﻓــﻲ ﻫـــﺬا اﳌـــﺠـــﺎ­ل، ﻓـﻬـﻨـﺎك ﻛــــــﺜــ­ــــﻴـــــ­ـﺮون ﻳــــﺤــــ­ﺼــــﺮون اﻹرﻫـــــﺎ­ب ﻓــﻲ اﻟــﻌــﻤــ­ﻞ ذي اﻟــــﺼـــ­ـﺒــــﻐـــ­ـﺔ اﻟـــﺴـــﻴ­ـــﺎﺳـــﻴـ­ــﺔ أو اﻵﻳـــــﺪﻳ­ـــــﻮﻟـــ­ــﻮﺟـــــﻴ­ـــــﺔ، وﻳــﺪرﺟــﻮ­ن اﻟــﺪﻳــﻦ ﺗﺤﺖ ﻫﺬا اﻟﺘﺼﻨﻴﻒ. ﺷـﺨـﺼـﻴـﴼ، ﻻ أﺟـــﺪ ﺣـﺠـﺔ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﻗـــﻮﻳـــﺔ ﻓـــﻲ ﻋـــــﺪم إدراج ﺟـــﺮاﺋـــ­ﻢ اﻟــﻘــﺘــ­ﻞ اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ - ﻣﺜﻞ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻻس ﻓﻴﻐﺎس - ﺿــﻤــﻦ ﻣــﻔــﻬــﻮ­م اﻹرﻫــــــ­ـــﺎب. ﻓـﻤـﺮﺗـﻜـﺐ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻻس ﻓﻴﻐﺎس، ﺳﺘﻴﻔﻦ ﺑـﺎدوك، ﻻ ﻳــﺨــﺘــﻠ­ــﻒ ﻓــــﻲ ﻧــــﻈــــ­ﺮي ﻋــــﻦ ﻣــﺮﺗــﻜــ­ﺐ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻣﺎﻧﺸﺴﺘﺮ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ، ﺳﻠﻤﺎن اﻟﻌﺒﻴﺪي. ﻛﻼﻫﻤﺎ ﻗﺘﻞ ﻋﺸﺮات اﻷﺑﺮﻳﺎء اﻟــﺬﻳــﻦ ﻛــﺎﻧــﻮا ﻳـﺸـﻬـﺪون ﺣـﻔـﻼ ﻏﻨﺎﺋﻴﴼ، وﻫﻤﺎ إرﻫـﺎﺑـﻴـﺎ­ن ﺑﺴﺒﺐ ﻓﻌﻠﺘﻬﻤﺎ وإن اﺧﺘﻠﻔﺖ اﻟﺪواﻓﻊ واﻻﻧﺘﻤﺎءات. اﳌﻔﺎرﻗﺔ أﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺑﺎدوك ﺻﺪر أﻳﻀﴼ ﺑﻴﺎن ﻣﻨﺴﻮب ﻟـ »داﻋﺶ« ﻳﻌﻠﻦ ﺗﺒﻨﻴﻪ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ وﻳﻨﺴﺐ اﻟﻘﺎﺗﻞ ﻟﻠﺘﻨﻈﻴﻢ؛ ﻟﻜﻦ اﻟﺸﺮﻃﺔ ﻗﻠﻠﺖ ﻣﻦ ﺷﺄن اﻟﺒﻴﺎن اﻟﺬي ﺑﺪا ﻣﺸﺒﻮﻫﴼ ﻣــﻨــﺬ اﻟــﻮﻫــﻠـ­ـﺔ اﻷوﻟــــــ­ـﻰ، ﺛـــﻢ اﺳـﺘـﺒـﻌـﺪ­ﺗـﻪ ﺑﻌﺪ اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت اﻷوﻟـﻴـﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺠﺪ ﻣــﺎ ﻳـﺸـﻴـﺮ إﻟـــﻰ أي ارﺗــﺒــﺎط ﺑــﲔ اﻟـﻘـﺎﺗـﻞ واﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎت اﳌﺘﻄﺮﻓﺔ أو اﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ، ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﻴﺤﻴﺔ أو إﺳﻼﻣﻴﺔ.

ﺑـــﻐـــﺾ اﻟـــﻨـــﻈ­ـــﺮ ﻋـــــﻦ ﻫــــــﺬا اﻟـــﺒـــﻴ­ـــﺎن اﳌﺸﺒﻮه، ﻓﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أن أﻣﻴﺮﻛﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻔﻖ ﺳﻨﻮﻳﴼ ﻧﺤﻮ ﺗﺮﻳﻠﻴﻮن دوﻻر ﻓﻲ ﺣﺮب اﻹرﻫﺎب، وﻳﻤﻮت ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻨﻮﻳﴼ ﺑﺠﺮاﺋﻢ اﻟﺴﻼح أﺿﻌﺎف ﻣﻦ ﻣﺎﺗﻮا ﻓﻲ ﻫﺠﻤﺎت ﺳــﺒــﺘــﻤ­ــﺒــﺮ )أﻳــــﻠـــ­ـﻮل( اﻹرﻫــــﺎﺑ­ــــﻴــــﺔ، ﺗـﻘـﻒ ﻋـﺎﺟـﺰة ﻋـﻦ ﺗﺒﻨﻲ ﺗـﺪاﺑـﻴـﺮ وﺗﺸﺮﻳﻌﺎت ﳌـــﻮاﺟـــ­ﻬـــﺔ ﻣـــﻮﺿـــﻮ­ع اﻧـــﺘـــﺸ­ـــﺎر اﻟــﺴــﻼح واﺳﺘﺨﺪاﻣﻪ. ﻓﻠﻤﺎذا ﻫﺬا اﻟﻌﺠﺰ؟

ﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﺮﺑﻂ اﻷﻣـﺮ ﺑﺎﻟﺪﺳﺘﻮر وﺑــﺎﻟــﺘـ­ـﻌــﺪﻳــﻞ اﻟـــﺜـــﺎ­ﻧـــﻲ ﺗـــﺤـــﺪﻳ­ـــﺪﴽ اﻟـــﺬي ﻳــﻨــﺺ ﻋــﻠــﻰ ﺣـــﻖ اﻟـــﻨـــﺎ­س ﻓـــﻲ اﻗــﺘــﻨــ­ﺎء وﺣﻤﻞ اﻟـﺴـﻼح، وﻣـﺎ دام اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﻮن ﻳﺮﻓﻀﻮن أي ﻣﺴﺎس ﺑـ »دﺳﺘﻮر اﻵﺑﺎء اﳌﺆﺳﺴﲔ«، ﻓﺈن أي ﺗﺤﺮﻛﺎت ﻟﻀﺒﻂ اﻟــــﺴـــ­ـﻼح ﺳـــﺘـــﻜـ­ــﻮن ﻣــﺤــﻜــﻮ­ﻣــﴼ ﻋـﻠـﻴـﻬـﺎ ﺑـﺎﻟـﻔـﺸـﻞ. اﻟــﺠــﺪل ﺣـــﻮل ﻫـــﺬا اﻷﻣـــﺮ ﻟﻦ ﻳــﺘــﻮﻗــ­ﻒ ﻓــﻲ اﳌـﺴـﺘـﻘـﺒ­ـﻞ اﻟــﻘــﺮﻳـ­ـﺐ؛ ﻟﻜﻦ اﻟﻮاﻗﻊ أن ﻋﺪم ﺗﻮﻓﺮ اﻹرادة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟــﻜــﺎﻓـ­ـﻴــﺔ ﻫـــﻮ اﻟـــــﺬي ﻳــﻤــﻨــﻊ اﳌــﻌــﺎﻟـ­ـﺠــﺔ. ﻓﻐﺎﻟﺒﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﲔ ﻓـﻲ اﻟﻜﻮﻧﻐﺮس واﻟــﻮﻻﻳــ­ﺎت ﻳـﺘـﺄﺛـﺮون ﺑﻀﻐﻮط ﻟﻮﺑﻲ اﻟــــﺴـــ­ـﻼح، ﻋــﻠــﻰ اﻟـــﺮﻏـــ­ﻢ ﻣـــﻦ أن ﻧـﺴـﺒـﺔ ١٥ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ ﻣــﻦ اﻷﻣــﻴــﺮﻛ­ــﻴــﲔ ﺑــﺎﺗــﻮا ﻳـــﻤـــﻴـ­ــﻠـــﻮن اﻟـــــﻴــ­ـــﻮم ﻟــــﻔــــ­ﺮض إﺟــــــــ­ـﺮاءات وﺗﺸﺮﻳﻌﺎت ﻟﻀﺒﻂ اﻧﺘﺸﺎر اﻟﺴﻼح، ﻋﻠﻤﺎ ﺑــﺄن ﻫـﻨـﺎك آراء ﻗـﺎﻧـﻮﻧـﻴـ­ﺔ أﻳﻀﴼ ﺗﻌﺘﺒﺮ أن اﻟـﺒـﻨـﺪ اﻟــﺪﺳــﺘـ­ـﻮري اﻟـﺜـﺎﻧـﻲ اﻟﺼﺎدر ﻋﺎم ١٩٧١ ﻟﻢ ﻳﻤﻨﺢ ﺣﺮﻳﺔ ﺑﻼ ﺿــﻮاﺑــﻂ، وأن ﺣـﻤـﻞ اﻟــﺴــﻼح ﻳﺤﺘﺎج إﻟــﻰ إﺟــــﺮاءا­ت ﻣﻨﻈﻤﺔ، ﻣﺜﻠﻪ ﻣﺜﻞ ﻛﻞ اﻟﺤﻘﻮق اﻷﺧﺮى. اﳌﺸﻜﻠﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ أن اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻓﻲ أﻣﻴﺮﻛﺎ ﺗﺨﻀﻊ ﻟﻀﻐﻮط اﳌـﺎل وﺟﻤﺎﻋﺎت اﳌﺼﺎﻟﺢ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أي ﺷﻲء آﺧﺮ.

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia