ﻣﺼﺮ: اﻛﺘﺸﺎف اﻟﺠﺰء اﻟﻌﻠﻮي ﻣﻦ ﻣﺴﻠﺔ اﳌﻠﻜﺔ »ﺑﻴﺒﻲ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ«
ﻣﺼﻨﻮع ﻣﻦ اﳉﺮاﻧﻴﺖ وﺑﻪ ﺣﻠﻘﺎت ﻣﻌﺪﻧﻴﺔ ذﻫﺒﻴﺔ
أﻋــﻠــﻨــﺖ وزارة اﻵﺛـــــﺎر ﻓـــﻲ ﻣﺼﺮ أﻣــﺲ اﻟﻜﺸﻒ ﻋـﻦ اﻟـﺠـﺰء اﻟﻌﻠﻮي ﻣﻦ ﻣــﺴــﻠــﺔ ﻟـﻠـﻤـﻠـﻜـﺔ ﻋــﻨــﺦ إس إن »ﺑـﻴـﺒـﻲ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ« واﻟﺪة اﳌﻠﻚ ﺑﻴﺒﻲ اﻟﺜﺎﻧﻲ أﺣﺪ ﻣﻠﻮك اﻷﺳــﺮة اﻟـﺴـﺎدﺳـﺔ، وذﻟــﻚ أﺛﻨﺎء أﻋﻤﺎل اﻟﺘﻨﻘﻴﺐ اﻷﺛـﺮي اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﺑﻪ اﻟﺒﻌﺜﺔ اﻷﺛﺮﻳﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ اﻟﺴﻮﻳﺴﺮﻳﺔ ﻣــﻦ ﺟـﺎﻣـﻌـﺔ ﺟـﻨـﻴـﻔـﺎ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﺳـﻘـﺎرة ﺑﺎﻟﺠﻴﺰة.
وﻗﺎل اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺼﻄﻔﻰ وزﻳﺮي، اﻷﻣﲔ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻶﺛﺎر، إن أﻫــﻤــﻴــﺔ اﻟــﻜــﺸــﻒ ﺗـــﺮﺟـــﻊ إﻟـــــﻰ أﻧــﻪ ﻳﺨﺺ إﺣــﺪى ﺳﻴﺪات اﻟﺒﻴﺖ اﻟﺤﺎﻛﻢ ﺧـــﻼل ﻋــﺼــﺮ اﻟـــﺪوﻟـــﺔ اﻟــﻘــﺪﻳــﻤــﺔ، ﺣﻴﺚ إﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ وﺻﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮش ﺧﻼل اﻟـﻔـﺘـﺮة اﻷوﻟـــﻰ ﻣــﻦ ﺣـﻜـﻢ اﺑـﻨـﻬـﺎ ﺑﻴﺒﻲ اﻟﺜﺎﻧﻲ، واﻟﺬي ﺗﻮﻟﻰ اﻟﻌﺮش وﻫﻮ ﻓﻲ اﻟــﺴــﺎدﺳــﺔ ﻣــﻦ ﻋــﻤــﺮه. ﻣﻀﻴﻔﺎ: »ﻋﺜﺮ ﺑﺄﺣﺪ ﺟـﻮاﻧـﺐ اﳌﺴﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﺮﻃﻮش اﳌــﻠــﻚ ﺑــﻴــﺒــﻲ اﻟــﺜــﺎﻧــﻲ وأﺳــﻔــﻠــﻪ ﻳﻈﻬﺮ أﺣﺪ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻬﻴﺮوﻏﻠﻴﻔﻴﺔ«، ﻻﻓﺘﴼ إﻟـﻰ أن اﻟﻜﺸﻒ ﻳـﺪل ﻋﻠﻰ أﻫﻤﻴﺔ ﻫﺬه اﻟﺴﻴﺪة وﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ ﺧــﻼل ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳌﺼﺮي اﻟﻘﺪﻳﻢ.
ﺑـﻴـﻨـﻤـﺎ أﻛــــﺪت ﻣــﺼــﺎدر أﺛــﺮﻳــﺔ أن »ﺑﻴﺒﻲ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻫﻮ اﻟﻔﺮﻋﻮن اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻣــــﻦ اﻷﺳــــــــﺮة اﻟــــﺴــــﺎدﺳــــﺔ ﻓــــﻲ اﻟـــﺪوﻟـــﺔ اﳌﺼﺮﻳﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ، واﺳﻤﻪ اﳌﻠﻜﻲ »ﻧﻔﺮ ﻛـــﺎ رع« وﻳــﻌــﻨــﻲ »ﺟــﻤــﻴــﻠــﺔ ﻫـــﻲ روح ...«عر وﺣــﻜــﻢ ٤٩ ﻋــﺎﻣــﺎ وﻫـــﻲ أﻃــﻮل ﻣــﺪة ﺣﻜﻢ ﻓــﻲ اﻟـﺘـﺎرﻳــﺦ؛ إﻻ أن ﺣﻜﻤﻪ اﻟـــﻄـــﻮﻳـــﻞ ﻫـــــﺬا ﻛـــــﺎن ﻓــــﻲ ﻏــﻴــﺮ ﺻــﺎﻟــﺢ ﻣﺼﺮ واﳌﺼﺮﻳﲔ«. وأﺿﺎﻓﺖ اﳌﺼﺎدر أﻧــﻪ »ﺑــﻨــﻲ ﻫــﺮﻣــﻪ ﻓــﻲ ﺟــﻨــﻮب ﺳــﻘــﺎرة، وزﻳﻦ ﺣﺠﺮة اﻟﺪﻓﻦ ﺑﻨﺼﻮص اﻷﻫﺮام اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ، وﻗﺪ أﻟﺤﻖ ﺑﺎﻟﻬﺮم ﻣﻌﺒﺪان ﻻ ﺗﺰال أﻃﻼﻟﻬﻤﺎ ﻣﻜﺘﻤﻠﺔ ﺣﺘﻰ اﻵن«.
ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻪ، أوﺿﺢ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻓﻴﻠﻴﺐ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺮ رﺋـﻴـﺲ اﻟﺒﻌﺜﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ اﻟـﺴـﻮﻳـﺴـﺮﻳـﺔ أن اﻟــﺠــﺰء اﳌﻜﺘﺸﻒ ﻣﻦ اﳌﺴﻠﺔ ﻣﺼﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺠﺮاﻧﻴﺖ اﻟﻮردي ﻳﺒﻠﻎ ارﺗـﻔـﺎﻋـﻪ ﻧﺤﻮ ٠٥٫٢ ﻣﺘﺮ، ﻣﻨﻬﺎ ٠٦٫١ ﻣﺘﺮ ﻣــﻦ ﺟﺴﻢ اﳌـﺴـﻠـﺔ، واﻟـﺠـﺰء اﻟﻌﻠﻮي اﳌـﺪﺑـﺐ ﻧﺤﻮ ٠١٫١ ﻣﺘﺮ، ﻣﻤﺎ ﻳــﺪل ﻋﻠﻰ أن اﻻرﺗــﻔــﺎع اﻟﻜﻠﻲ ﻟﻠﻤﺴﻠﺔ ﻗﺪ ﻛﺎن ﻳﺘﺮاوح ﻣﺎ ﺑﲔ ٥ إﻟﻰ ٦ أﻣﺘﺎر، ﻣﻤﺎ ﻳﻨﻢ ﻋﻦ ﺿﺨﺎﻣﺔ ﺣﺠﻤﻬﺎ. ﻣﻀﻴﻔﺎ أن اﻟﺠﺰء اﻟﻌﻠﻮي ﻟﻠﻤﺴﻠﺔ ﺑﻪ اﻧﺤﺮاف ﺑﺴﻴﻂ ﻳﺸﻴﺮ إﻟـﻰ أن اﻟﻬﺮﻳﻢ اﻟﺨﺎص ﺑﻪ، رﺑﻤﺎ ﻛﺎن ﻣﻐﻄﻰ ﺑﺤﻠﻘﺎت ﻣﻌﺪﻧﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺤﺎس أو اﻟﺬﻫﺐ ﻟﺠﻌﻞ اﳌﺴﻠﺔ ﺗﻀﺊ ﻓﻲ اﻟﺸﻤﺲ.
ﻓـــﻲ ﻏـــﻀـــﻮن ذﻟــــــﻚ، أﺷــــــﺎر ﻋــﻼء اﻟـﺸـﺤـﺎت ﻧـﺎﺋـﺐ رﺋـﻴـﺲ ﻗـﻄـﺎع اﻵﺛــﺎر اﳌـﺼـﺮﻳـﺔ إﻟــﻰ أن اﻟـــﺪراﺳـــﺎت اﻷوﻟــﻴــﺔ ﺗﻮﺿﺢ أﻧﻪ ﻣﻦ اﳌﺮﺟﺢ أن اﳌﻜﺎن اﻟﺬي ﻋﺜﺮ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻫـﺬا اﻟـﺠـﺰء ﻣـﻦ اﳌﺴﻠﺔ ﻟﻴﺲ ﻫﻮ اﳌﻮﻗﻊ اﻷﺻﻠﻲ ﻟﻬﺎ؛ ﻟﻜﻦ ﺗﻢ ﻧﻘﻠﻬﺎ إﻟــﻰ ﻫــﺬا اﳌـﻜـﺎن ﺧــﻼل ﻋﺼﻮر ﻻﺣـــﻘـــﺔ ﻟــﻌــﺼــﺮ ﺑــﻨــﺎﺋــﻬــﺎ وﻻ ﺳـﻴـﻤـﺎ ﻋﺼﺮ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻔﺴﺮ اﻟــﻌــﺜــﻮر ﻋـﻠـﻴـﻬـﺎ ﺑــﺎﻟــﺮدﻳــﻢ ﺑــﻌــﻴــﺪا ﻋﻦ ﻣﺪﺧﻞ اﳌﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺠﻨﺎﺋﺰﻳﺔ ﻟﻠﻤﻠﻜﺔ.
ﺑــﻴــﻨــﻤــﺎ أوﺿـــــﺢ اﻟـــﺪﻛـــﺘـــﻮر أﻳــﻤــﻦ ﻋـــــﺸـــــﻤـــــﺎوي رﺋـــــﻴـــــﺲ ﻗـــــﻄـــــﺎع اﻵﺛــــــــﺎر اﳌـﺼـﺮﻳـﺔ، أن اﳌﻠﻜﺔ »ﺑﻴﺒﻲ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ« ﻫـــــﻲ اﺑــــﻨــــﺔ ﻷﺣـــــــﺪ ﺣــــﻜــــﺎم أﺳــــﻴــــﻮط، وﺗـــــﺰوﺟـــــﺖ ﻣـــــﻦ اﳌــــﻠــــﻚ ﺑـــﻴـــﺒـــﻲ اﻷول وﺑﻌﺪ وﻓﺎﺗﻪ ﺗﺰوﺟﺖ ﻣﻦ أﺧﻴﻪ اﳌﻠﻚ ﻣــﻴــﺮﻧــﺮع وأﻧــﺠــﺒــﺖ ﻣــﻨــﻪ اﳌــﻠــﻚ ﺑﻴﺒﻲ اﻟــﺜــﺎﻧــﻲ، واﻟـــﺬي ﺟـﻠـﺲ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﻌـﺮش وﻫﻮ ﺻﻐﻴﺮ وأﺻﺒﺤﺖ ﻫﻲ اﻟﻮﺻﻴﺔ ﻋﻠﻴﻪ. ﻻﻓﺘﺎ أن ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ ﺟﻌﻠﺖ ﻟﻬﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺟﻨﺎﺋﺰﻳﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ، واﺣﺘﻮاء ﻫﺮﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺼﻮص اﻷﻫﺮام، واﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺎﺻﺮة ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ اﳌﻠﻮك آﻧﺬاك.
وأﻛﺪ ﻋﺸﻤﺎوي أن اﻟﻜﺸﻒ ﺳﻮف ﻳﻀﺎف إﻟـﻰ ﻧﺘﺎج ﺣﻔﺎﺋﺮ اﻟﺒﻌﺜﺔ ﻓﻲ اﳌــﻮﻗــﻊ وﺗـﺎرﻳـﺨـﻬـﺎ اﻟـﺤـﺎﻓـﻞ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ آﺛﺎر ﺳﻘﺎرة، ﺣﻴﺚ ﻧﺠﺤﺖ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﺤﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ اﳌﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺠﻨﺎﺋﺰﻳﺔ ﻟﻠﻤﻠﻜﺔ ﻋﻨﺦ إس إن »ﺑﻴﺒﻲ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ« ﻛﺎﻣﻠﺔ، ﻣﻮﺿﺤﺎ أن اﻟﺒﻌﺜﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮة ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة اﻟﻘﺎدﻣﺔ، ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﻠﻜﺸﻒ ﻋــــﻦ ﺑـــﺎﻗـــﻲ أﺟــــــــﺰاء اﳌـــﺴـــﻠـــﺔ ﻟــﺘــﻀــﺎف إﻟــﻰ ﺳﻠﺴﻠﺔ اﻛـﺘـﺸـﺎﻓـﺎﺗـﻬـﺎ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺑﺎﳌﻮﻗﻊ.