»دوﻟﺔ ﻛﺎﺗﺎﻟﻮﻧﻴﺎ« أﻋﻠﻨﺖ ﻓﻲ ٤٣٩١ وﻟﻢ ﺗﺪم ﻃﻮﻳﻼ
ﻓﺮاﻧﻜﻮ أﻋﺪم رﺋﻴﺴﻬﺎ ﻓﺘﺤﻮل إﻟﻰ ﺑﻄﻞ ﻟﻼﺳﺘﻘﻼﻟﻴﲔ
ﻓــــﻲ اﻟـــــﺴـــــﺎدس ﻣــــﻦ أﻛــﺘــﻮﺑــﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻷول( ٤٣٩١، أﻋﻠﻦ رﺋﻴﺲ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻛﺎﺗﺎﻟﻮﻧﻴﺎ اﳌﺘﻤﺘﻌﺔ ﺑﺤﻜﻢ ذاﺗـﻲ، ﻳﻮﻳﺲ ﻛﻮﻣﺒﺎﻧﻴﺲ، »دوﻟﺔ ﻛــﺎﺗــﺎﻟــﻮﻧــﻴــﺎ ﻓـــﻲ إﻃــــﺎر ﺟـﻤـﻬـﻮرﻳـﺔ إﺳـــﺒـــﺎﻧـــﻴـــﺎ اﻻﺗــــــﺤــــــﺎدﻳــــــﺔ«. وﻗـــــﺎل ﻛﻮﻣﺒﺎﻧﻴﺲ ﻣــﻦ ﻋـﻠـﻰ ﺷـﺮﻓـﺔ ﻣﻘﺮ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ اﻟـــﻜـــﺎﺗـــﺎﻟـــﻮﻧـــﻴـــﺔ: »أﻳــﻬــﺎ اﻟـﻜـﺎﺗـﺎﻟـﻮﻧـﻴـﻮن، ﻓــﻲ ﻫــﺬه اﻟﺴﺎﻋﺔ وﺑﺎﺳﻢ اﻟﺸﻌﺐ واﻟﺒﺮﳌﺎن، ﺗﺘﻮﻟﻰ اﻟــــﺤــــﻜــــﻮﻣــــﺔ اﻟـــــﺘـــــﻲ أرأﺳـــــــﻬـــــــﺎ ﻛــﻞ اﻟﺴﻠﻄﺎت ﻓﻲ ﻛﺎﺗﺎﻟﻮﻧﻴﺎ، وﺗﻌﻠﻦ دوﻟــﺔ ﻛﺎﺗﺎﻟﻮﻧﻴﺎ ﻓـﻲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟــﻔــﻴــﺪراﻟــﻴــﺔ اﻹﺳــﺒــﺎﻧــﻴــﺔ، وﺗــﺪﻋــﻮ ﻗـــــــــﺎدة اﻻﺣـــــﺘـــــﺠـــــﺎج اﻟــــــﻌــــــﺎم ﻋــﻠــﻰ اﻟﻔﺎﺷﻴﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ إﻗﺎﻣﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻣــﻌــﻬــﻢ وﺗــﻌــﺰﻳــﺰﻫــﺎ، إﻟــــﻰ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺣـﻜـﻮﻣـﺔ ﻣـﺆﻗـﺘـﺔ ﻟـﻠـﺠـﻤـﻬـﻮرﻳـﺔ ﻓﻲ ﻛــﺎﺗــﺎﻟــﻮﻧــﻴــﺎ«. وﺑــﻌــﺪ ٠١ ﺳــﺎﻋــﺎت وﺳﻘﻮط ﻋﺸﺮات اﻟﻘﺘﻠﻰ اﺳﺘﺴﻠﻢ. ﻣﺎ إن أﻋﻠﻦ ذﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﺑﺪأت اﻷﺣﺰاب اﻟﻴﺴﺎرﻳﺔ »إﺿــﺮاﺑــﴼ ﻋـﺎﻣـﴼ ﺛـﻮرﻳـﴼ« اﺣﺘﺠﺎﺟﴼ ﻋﻠﻰ دﺧﻮل ٣ وزراء ﻣﻦ ﺗﺤﺎﻟﻒ ﻷﺣﺰاب اﻟﻴﻤﲔ ﻳﺤﻤﻞ اﺳﻢ »اﻟﻜﻮﻧﻔﺪراﻟﻴﺔ اﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ ﻟﺤﻘﻮق اﻟــﺤــﻜــﻢ اﻟـــﺬاﺗـــﻲ«، إﻟـــﻰ اﻟـﺤـﻜـﻮﻣـﺔ. وﻟﻢ ﻳﺸﺎور ﻛﻮﻣﺒﺎﻧﻴﺲ، ﻛﻤﺎ ﺟﺎء ﻓـﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮ اﻟـﻮﻛـﺎﻟـﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ، ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺒﺪو ﻗﺎدة اﻹﺿﺮاب اﻟﻌﺎم وﻟﻢ ﺗﻜﻦ اﻟــﺠــﻤــﻬــﻮرﻳــﺔ اﻹﺳــﺒــﺎﻧــﻴــﺔ اﻟـﺜـﺎﻧـﻴـﺔ اﺗﺤﺎدﻳﺔ.
ﻗــــــﺒــــــﻞ ذﻟـــــــــــﻚ وﻓـــــــــــﻲ ﺧــــﻄــــﻮة ﺳـــﺎﺑـــﻘـــﺔ، ﻟــــﻢ ﺗــﻨــﺘــﻈــﺮ ﻛــﺎﺗــﺎﻟــﻮﻧــﻴــﺎ ﺗـﺒـﻨـﻲ دﺳــﺘــﻮر دﻳـﺴـﻤـﺒـﺮ )ﻛــﺎﻧــﻮن اﻷول( ١٣٩١ وأﻋـــﻠـــﻨـــﺖ ﻧـﻔـﺴـﻬـﺎ ﺟـﻤـﻬـﻮرﻳـﺔ، ﻣﻨﺘﺰﻋﺔ ﺣﻜﻤﴼ ذاﺗﻴﴼ ﻟــﻢ ﻳـﻜـﻦ ﻳـﺘـﻨـﺎﺳـﺐ إﻻ ﻣــﻊ ﻧـﻤـﻮذج دوﻟﺔ ﻓﻴﺪراﻟﻴﺔ. واﺿﻄﺮت ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻣﺪرﻳﺪ ﺣﻴﻨﺬاك ﻹﺟﺮاء ﻣﻔﺎوﺿﺎت ﺷــــﺎﻗــــﺔ ﻟــﺘــﺴــﺘــﻌــﻴــﺪ ﻣـــﺴـــﺘـــﻮى ﻣـﻦ ﺻـﻼﺣـﻴـﺎﺗـﻬـﺎ ﻣـﻘـﺒـﻮﻻ ﻣــﻦ اﻟــﺪوﻟــﺔ اﻻﺗﺤﺎدﻳﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة. وﻟﻢ ﻳﺘﺄﺧﺮ رد اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﻌﺪ إﻋﻼن ﻛﻮﻣﺒﺎﻧﻴﺲ. ﻓـــﻘـــﺪ رﻓــــــﺾ اﻟــــﻘــــﺎﺋــــﺪ اﻟــﻌــﺴــﻜــﺮي ﻟـﻜـﺎﺗـﺎﻟـﻮﻧـﻴـﺎ اﻟــﺠــﻨــﺮال دوﻣـﻴـﻨـﻐـﻮ ﺑـﺎﺗـﻴـﺖ اﻻﻣــﺘــﺜــﺎل ﻷواﻣــــﺮ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻹﻗﻠﻴﻢ وأﻋـﻠـﻦ ﺣﺎﻟﺔ اﻟـﺤـﺮب ﺑﻌﺪ اﻟﺘﺸﺎور ﻣﻊ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻣﺪرﻳﺪ.
وﻗـــــﺘـــــﻞ ﺟـــــﻨـــــﺪي ﻣــــــﻦ اﳌــــﺸــــﺎة ﺑـــﺮﺻـــﺎص ﻣــﺴــﻠــﺢ ورد اﻟــﺠــﻴــﺶ ﺑــــﻘــــﺼــــﻒ ﻣــــــﺪﻓــــــﻌــــــﻲ. وأﺳــــــﻔــــــﺮت اﳌــﻮاﺟــﻬــﺎت ﻟــﻴــﻼ ﻋــﻦ ﺳــﻘــﻮط ﺑﲔ ٦٤ و٠٨ ﻗﺘﻴﻼ، ﺣﺴﺐ اﳌـﺆرﺧـﲔ. وﻋــــﻨــــﺪ اﻟــــﺴــــﺎﻋــــﺔ اﻟــــﺴــــﺎدﺳــــﺔ ﻣــﻦ ﺻــﺒــﺎح اﻟــﺴــﺎﺑــﻊ ﻣــﻦ أﻛــﺘــﻮﺑــﺮ، أي ﺑﻌﺪ ٠١ ﺳﺎﻋﺎت ﻋﻠﻰ إﻋﻼن »دوﻟﺔ ﻛــﺎﺗــﺎﻟــﻮﻧــﻴــﺎ«، أﻋــﻠــﻦ ﻛـﻮﻣـﺒـﺎﻧـﻴـﺲ اﺳﺘﺴﻼﻣﻪ ﻟﻠﺠﻨﺮال ﺑﺎﺗﻴﺖ. وﻗﺪ أوﻗــــــﻒ ﻣــــﻊ ﺣــﻜــﻮﻣــﺘــﻪ وﻋــــــﺪد ﻣـﻦ اﻟﻨﻮاب. وﺗﻨﺎﻗﻠﺖ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺻﻮرﺗﻬﻢ ﻓـــﻲ اﻟــﺴــﺠــﻦ. وﻓــــﻲ ٤١ دﻳـﺴـﻤـﺒـﺮ ﺻـﺪر ﻣﺮﺳﻮم ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﻴﻖ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺬاﺗﻲ ﻟﻜﺎﺗﺎﻟﻮﻧﻴﺎ ﻧﻬﺎﺋﻴﴼ.
ﻟﺠﺄ ﻛﻮﻣﺒﺎﻧﻴﺲ إﻟـﻰ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺑــﻌــﺪ اﻟــﺤــﺮب اﻷﻫــﻠــﻴــﺔ اﻹﺳـﺒـﺎﻧـﻴـﺔ )٦٣٩١ - ٩٣٩١( وأوﻗـــﻔـــﻪ اﻷﳌــــﺎن ﻓــﻲ ٠٤٩١ وﻗــﺎﻣــﻮا ﺑﺘﺴﻠﻴﻤﻪ إﻟـﻰ اﻟـــﺠـــﻨـــﺮال ﻓــﺮاﻧــﺴــﻴــﺴــﻜــﻮ ﻓــﺮاﻧــﻜــﻮ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﺤﻜﻢ إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﺑﻘﺒﻀﺔ ﻣــــﻦ ﺣــــﺪﻳــــﺪ. وﻗــــــﺪ أﻋـــــــﺪم ﻓــــﻲ ٥١ أﻛـــﺘـــﻮﺑـــﺮ ﻓــــﻲ ﻗــﻠــﻌــﺔ ﻣــﻮﻧــﺘــﺠــﻮﻳــﻚ اﳌــﻄــﻠــﺔ ﻋــﻠــﻰ ﻣــﺪﻳــﻨــﺔ ﺑــﺮﺷــﻠــﻮﻧــﺔ. وﺗﺤﻮل ﻛﻮﻣﺒﺎﻧﻴﺲ ﺑﺬﻟﻚ إﻟﻰ ﺑﻄﻞ ﻟﻼﺳﺘﻘﻼﻟﻴﲔ اﻟﻜﺎﺗﺎﻟﻮﻧﻴﲔ.