ﻧﻈﺮﻳﺔ اﳌﺆاﻣﺮة ﺑﺎﻗﻴﺔ وﺗﺘﻤﺪد!
ﺑــﻌــﺪ أﻛــﺜــﺮ ﻣـــﻦ ٤٥ ﻋــﺎﻣــﴼ ﻣـــﻦ اﻟــﻐــﻤــﻮض واﻟــﺴــﺮﻳــﺔ واﻟـﺘـﺸـﻜـﻴـﻚ ﺣـــﻮل ﻗـﻀـﻴـﺔ وﻣــﻼﺑــﺴــﺎت ﺟــﺮﻳــﻤــﺔ اﻏـﺘـﻴـﺎل اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻲ اﻷﺳـﺒـﻖ ﺟــﻮن ﻛﻴﻨﺪي اﻟـﺘـﻲ ﻧﺸﺮت ﺣــﻮﻟــﻬــﺎ اﳌــﺌــﺎت ﻣــﻦ اﻟــﻘــﺼــﺺ واﻟــــﺮواﻳــــﺎت واﻷﺳــﺎﻃــﻴــﺮ وﻧـﻈـﺮﻳـﺎت اﳌــﺆاﻣــﺮة، أﺻــﺪر اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻲ دوﻧﺎﻟﺪ ﺗـﺮﻣـﺐ أواﻣـــﺮه ﺑــﺈزاﻟــﺔ اﻟـﺴـﺮﻳـﺔ واﻟـﺴـﻤـﺎح ﺑــﺘــﺪاول ٠٠٨٢ وﺛﻴﻘﺔ ﺳﺮﻳﺔ ﻋﻦ ﻫﺬه اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ اﳌﺮوﻋﺔ، ﻋﻠﻤﴼ ﺑﺄن اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺴﺮﻳﺔ واﻟﺘﺤﻔﻆ ﻻ ﻳــﺰال ﻗﺎﺋﻤﴼ ﻋﻠﻰ آﻻف اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﻓـﻲ اﻟﻘﻀﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻷﺳـﺒـﺎب ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑـﺎﻷﻣـﻦ اﻟﻮﻃﻨﻲ، وذﻟــﻚ ﺑﺤﺴﺐ إﻓـــﺎدة »ﺳــﻲ آي إﻳــﻪ« و»إف ﺑـﻲ آي«، ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﻋﻤﻠﻴﴼ أن ﻣﺎﻛﻴﻨﺔ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﳌــﺆاﻣــﺮة ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ ﻫﺬه اﻟﻘﻀﻴﺔ ﺳﺘﻈﻞ ﺗﻌﻠﻦ وﺗﻨﺘﺞ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻻ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺎﺳﻴﺮ ﻟﻬﺬه اﻟﺤﺎدﺛﺔ.
اﻟﻐﺮﻳﺐ أن ﻧﻈﺮﻳﺔ اﳌﺆاﻣﺮة ﺑﺎﺗﺖ اﻟﻴﻮم أﻛﺜﺮ ﺷﺮاﺳﺔ وأﺷﺪ ﺣﻀﻮرﴽ ﺧﺼﻮﺻﴼ ﻣﻊ »ﺗﻮﺣﺶ« اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ وزﻳﺎدة اﻧــﺘــﺸــﺎرﻫــﺎ ﺑــﺸــﻜــﻞ ﻣــﺬﻫــﻞ ﺑـــﲔ اﻟـــﻨـــﺎس ﻓـــﻲ ﻛـــﻞ أﻧــﺤــﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ. وأﺧﻴﺮﴽ ﺗﺎﺑﻌﺖ ﺑﺘﻌﺠﺐ وﺷﻐﻒ ﺷﺪﻳﺪﻳﻦ ﺑﻌﺾ ﻋﻨﺎوﻳﻦ اﻷﺧـﺒـﺎر واﻟﺘﻔﺴﻴﺮ »اﳌــﺆاﻣــﺮاﺗــﻲ« ﻟﻬﺎ، ﻓﻬﻨﺎك ﺣﺎﻻت اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺮاﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻘﻼل ﻣﺜﻞ اﺳﻜﻮﺗﻠﻨﺪا وإﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮدﺳﺘﺎن ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق وﻛﺎﺗﺎﻟﻮﻧﻴﺎ ﺑﺈﺳﺒﺎﻧﻴﺎ، اﻟﺘﻲ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﺎل ﺳﺘﻜﻮن ذات اﻗﺘﺼﺎد ﻫﺶ وﺿﻌﻴﻒ ﺑﻌﺪ اﻧﻔﺼﺎﻟﻬﺎ. وﺑﻤﺎ أن »اﻧﺘﺸﺎر« اﻟـﺪوﻻر اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻋﺎﳌﻴﴼ واﻹﺑﻘﺎء ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺄﻗﻮى ﻋﻤﻠﺔ ﻣﺘﺪاوﻟﺔ ﻳﺸﻜﻞ أﻫﻢ أﺳﻠﺤﺔ اﻹدارة اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ، ﻷﻧﻪ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﺗﻤﻮﻳﻞ اﻟﻌﺠﺰ اﳌﺎﻟﻲ واﻟﺘﺠﺎري ﻟﻬﺎ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻛﻠﻤﺎ زاد ﻋـﺪد اﻟﻌﻤﻼء ﻟﻬﺬه اﻟﻌﻤﻠﺔ )ﺑـﺰﻳـﺎدة اﻟــﺪول اﻟﺠﺪﻳﺪة( اﻟﺘﻲ ﺳﺘﻠﺠﺄ ﻟﻠﻌﻤﻠﺔ اﻷﺷــﻬــﺮ ﺣــﻮل اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ، اﺳﺘﻤﺮ اﻟﻄﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ وﺿﻤﻨﺖ أﻣﻴﺮﻛﺎ ﻗﻮة دوﻻرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﺪاول. وﻳﺆﻛﺪ أﺻﺤﺎب »ﻫﺬه« اﻟـﻨـﻈـﺮﻳـﺔ أن اﻟـﺴـﺒـﺐ »اﻟـﺤـﻘـﻴـﻘـﻲ« ﻟﻠﺘﺨﻠﺺ ﻣــﻦ ﺻــﺪام ﺣﺴﲔ وﻣﻌﻤﺮ اﻟﻘﺬاﻓﻲ ﻫﻤﺎ ﺗﺠﺮؤﻫﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺨﺪام ﻋﻤﻠﺔ أﺧــﺮى ﻏﻴﺮ اﻟــﺪوﻻر ﻟﺤﺴﺎﺑﺎت ﺑﻴﻊ إﻧﺘﺎج اﻟﻨﻔﻂ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق وﻟﻴﺒﻴﺎ.
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟﻚ، ﻫﻨﺎك ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮات اﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ﻟــﻨــﻈــﺮﻳــﺎت اﳌـــﺆاﻣـــﺮة، ﻟــﻌــﻞ ﻣــﻦ أﻏــﺮﺑــﻬــﺎ ﻣــﺎ ﻳـﺤـﺼـﻞ ﻣﻦ أﻋﺎﺻﻴﺮ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ ﻓﻲ ﻗﻮﺗﻬﺎ وﻋﺪدﻫﺎ ﻓﻲ ﻓﺘﺮة زﻣﻨﻴﺔ ﻗﻴﺎﺳﻴﺔ. وﺗﻔﺴﻴﺮ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﳌﺆاﻣﺮة ﻓﻲ ﻫﺬه اﳌﺴﺄﻟﺔ أﻧﻬﺎ »ﻣﺴﻴﺴﺔ« ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أﺻﺤﺎب ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ وﻗﻀﻴﺔ اﻻﺣﺘﺒﺎس اﻟﺤﺮاري وﻣﻨﺎﺻﺮي اﻟﺒﻴﺌﺔ، وأن ﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﻫﻮ ﺗﺴﺨﲔ اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ﺑﺎﻟﻠﻴﺰر ﳌﻴﺎه اﳌﺤﻴﻂ ﻓﺘﺮﺗﻔﻊ درﺟﺔ اﻟﺤﺮارة ﻓﻲ ﺟﻴﻮب ﻣﺤﺪدة وﺗﺘﺤﻮل إﻟﻰ أﻋﺎﺻﻴﺮ ﻣﺪﻣﺮة، وذﻟﻚ ﻹﺣﺮاج اﻟﺮﺋﻴﺲ دوﻧﺎﻟﺪ ﺗﺮﻣﺐ اﻟﺬي ﺗﺨﻠﻰ واﻧﺴﺤﺐ ﻣﻦ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ اﳌﻨﺎخ ﻓﻲ ﺑﺎرﻳﺲ وﻫﺪد ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ اﻟﺒﻴﺌﺔ ﻣﺠﺪدﴽ.
وﻟــﻴــﺴــﺖ ﻫــــﺬه اﻟــﻨــﻈــﺮﻳــﺔ ﻫـــﻲ اﻷﻏــــــــﺮب، ﻓـــﺎﻟـــﺰﻻزل اﳌﺘﻜﺮرة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﳌﻜﺴﻴﻜﻴﺔ ﻣﻜﺴﻴﻜﻮ ﺳﻴﺘﻲ ﺗﻠﻘﻰ ﺗﻔﺎﺳﻴﺮ ﻣﺜﻴﺮة ﻫﻲ اﻷﺧــﺮى، وﺗﻘﻮل ﻋﻨﻬﺎ إﻧﻬﺎ رد ﻣﻦ أﺟﻬﺰة اﺳﺘﺨﺒﺎراﺗﻴﺔ ﻳﻤﻴﻨﻴﺔ ﻓﻲ اﻹدارة اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻟﻠﺮد واﻟـﺘـﻬـﺪﻳـﺪ ﻋﻠﻰ ﻣــﻮاﻗــﻒ اﳌﻜﺴﻴﻚ أﺧــﻴــﺮﴽ ﻣــﻦ ﺳﻴﺎﺳﺎت ﻗﻮاﻧﲔ اﻟﻬﺠﺮة واﺗﻔﺎﻗﻴﺔ »ﻧﺎﻓﺘﺎ« اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ.
وﻫﻨﺎك أﻳﻀﴼ ﺗﻔﺎﺳﻴﺮ ﻣﺆاﻣﺮاﺗﻴﺔ ﻟﻠﻔﺸﻞ »اﳌﺘﺘﺎﻟﻲ« ﻵﺧــﺮ ﺧﻤﺴﺔ إﻃـﻼﻗـﺎت ﻟﻠﺼﻮارﻳﺦ اﻟﺒﺎﻟﻴﺴﺘﻴﺔ ﻟﻨﻈﺎم ﻛﻮرﻳﺎ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ دون أن ﺗﻌﺮف ﻛﻮرﻳﺎ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻬﺬا اﻟﻔﺸﻞ، إﻻ أن أﺻﺤﺎب اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﳌﺆاﻣﺮاﺗﻴﺔ ﻳـﻔـﺴـﺮون ذﻟــﻚ ﺑــﺄن اﻟــﻮﻻﻳــﺎت اﳌـﺘـﺤـﺪة ﺗﺴﺘﺨﺪم ﺗﻘﻨﻴﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻣـﺘـﻄـﻮرة ﺟــﺪﴽ ﻟﺘﻌﻄﻴﻞ اﻟــﺼــﻮارﻳــﺦ ﻣــﻦ دون »ﺗﺪﺧﻞ«، وﻫﻲ ﺗﻘﻨﻴﺔ ﺗﻢ ﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ ﻣﻦ »ﺣﺮب اﻟﻜﻮاﻛﺐ« اﻟﺘﻲ أﻃﻠﻘﺖ ﻓـﻲ ﻋﻬﺪ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﺳـﺒـﻖ روﻧـﺎﻟـﺪ رﻳﻐﺎن وﺗـﺴـﺒـﺒـﺖ ﺑــﺈﺳــﻘــﺎط اﻻﺗــﺤــﺎد اﻟـﺴـﻮﻓـﻴـﺎﺗـﻲ اﻟـــﺬي أﻓﻠﺲ اﻗﺘﺼﺎدﻳﴼ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﻔﺘﺖ ﺳﻴﺎﺳﻴﴼ ﻟﻌﺪم ﻗﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻼﺣﻘﺔ ﻣﺸﺮوع رﻳﻐﺎن اﻟﺨﻴﺎﻟﻲ.
ﻫــﻨــﺎك »ﻣــﻠــﻔــﺎت« ﻻ ﺗــــﺰال ﺣـﻴـﺔ وﻋــﺎﻣــﺮة ﺑﺘﻔﺎﺳﻴﺮ وﻧﻘﺎﺷﺎت ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻨﻈﺮﻳﺎت اﳌﺆاﻣﺮة، وﻛﻞ ﻓﺮﻳﻖ ﻳﻔﺴﺮ ﺑﻤﺎ ﻳﺮاه ﻣﻨﺎﺳﺒﴼ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮه، ﻣﻊ اﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ أن ﻫﻨﺎك ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ واﻟﻘﺮارات اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ أﺧﺬﻫﺎ واﻋﺘﻤﺎدﻫﺎ ﻫﻲ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ أﻛﺒﺮ ﻣﺰٍك ﻟﻬﺬه اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ وأﻛﺒﺮ داﻋﻢ ﻟﻬﺎ.
ﻧﻈﺮﻳﺔ اﳌــﺆاﻣــﺮة ﺑﺨﻴﺮ وﻣـﺴـﺘـﻤـﺮة، واﻹﺑــﻘــﺎء ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻳﺔ وﺛﺎﺋﻖ ﻛﻴﻨﺪي ﺑﻌﺪ ٤٥ ﻋﺎﻣﴼ ﻳﺆﻛﺪ ذﻟﻚ.