مطالبات بإرجاء الانتخابات العراقية
عدم عودة النازحين وغياب الأجواء الآمنة يثيران شكوكاً في نجاحها
رغـــــم الـــتـــأكـــيـــدات المــتــواصــلــة التي تطلقها الشخصيات والقوى الـسـيـاسـيـة الـشـيـعـيـة فــي الــعــراق، وفي مقدمها رئيس الــوزراء حيدر العبادي، بشأن إجـراء الانتخابات الـبـرلمـانـيـة الـعـامـة مـنـتـصـف مـايـو (أيــــــــــار) المـــقـــبـــل، فـــــإن شـخـصـيـات سياسية سُـنـيّـة تتمسك برغبتها في تأجيل الانتخابات، لعدم توافر الــــشــــروط الــــلازمــــة لإجـــرائـــهـــا فـي المـحـافـظـات السُنية الـتـي خضعت لـسـيـطـرة تـنـظـيـم داعــــش لـنـحـو ٣ سنوات.
ويـسـاور القلق مـن عـدم توافر الظروف الملائمة لإجراء الانتخابات في موعدها المحدد، جهات كثيرة، منها الأمــم المتحدة وبعثتها لدى الــعــراق؛ إذ عــدّ ممثل الأمــين الـعـام لدى العراق يان كوبيش في التقرير الـــــــذي قـــدمـــه أمـــــــام مــجــلــس الأمــــن الأسبوع الماضي، أن »أمام مجلس المــفــوضــين الــجــديــد (لـلانـتـخـابـات العراقية) مهمة شاقة«.
ويرى كوبيش أن المجلس الذي يتحتم عليه احترام الدستور بشكل تام وإجراء الانتخابات في موعدها »يواجه عدداً من التحديات، ضمنها اســتــخــدام تـكـنـولـوجـيـا تـصـويـت جــــديــــدة لــلــمــرة الأولـــــــــى، وإجــــــراء عـمـلـيـتـين انــتــخــابــيــتــين (مـجـلـس النواب والمجالس المحلية) في وقت واحد ضمن جدول زمني ضيق وفي ظـل قـوانـين انتخابية معلقة«، في إشــارة إلـى إخـفـاق مجلس الـنـواب في إقرار قانوني الانتخابات العامة والمحلية حتى الآن.
وأشار كوبيش إلى التحديات الأمـنـيـة، وتـحـديـداً الـقـضـايـا التي تــخــص عـــــودة الـــنـــازحـــين، وحــض الأطـــراف الـعـراقـيـة على »التصدي لهذه التحديات بحزم فـي الأشهر المــقــبــلــة«. وذكـــــر فـــي تــقــريــره أمـــام مجلس الأمن أن »إجراء الانتخابات بـيـنـمـا لا تــــزال أجـــــزاء مــن الــعــراق غـيـر آمــنــة ولا تــــزال أعـــــداد كـبـيـرة مـن المـواطـنـين فـي عــداد الـنـازحـين، وتحديداً مـن أبـنـاء المـكـون السني، قــد يُـثـيـر الــشــكــوك حـــول شـمـولـيـة الانـــــتـــــخـــــابـــــات ومـــصـــداقـــيـــتـــهـــا، وبالتالي قـبـول نتائجها؛ داخلياً وخارجياً على حد سواء.«
وعـــــــــــــــدّت جــــــهــــــات ســـيـــاســـيـــة وإعلامية الفقرة الأخـيـرة مـن كلام كوبيش دعوة لتأجيل الانتخابات، وهو ما تنفيه مصادر من المنظمة الأمـــمـــيـــة، وتـــشـــدد عــلــى الــتــذكــيــر بــــدعــــوة مــمــثــل الأمـــــــين الــــعــــام فـي بغداد مجلس النواب إلـى ضـرورة تــمــريــر الــتــشــريــعــات ذات الـصـلـة بالانتخابات لإجرائها في موعدها المحدد.
ويـشـاطـر نــــواب عــن »الـقـائـمـة الوطنية « بزعامة نائب الرئيس إياد عــلاوي، المنظمة الأممية المـخـاوف نـفـسـهـا مـــن عــــدم تـــوافـــر الــشــروط اللازمة لإجراء الانتخابات. ويقول الــقــيــادي فــي الـقـائـمـة عـبـد الـكـريـم عـبـطـان لـــ »الــشــرق الأوســـــط«: »فـي المبدأ أنا مع إجراء الانتخابات في موعدها، لكن السؤال: هل ستوفر الحكومة تلك الشروط؟«.
ويـــــــري عـــبـــطـــان أن الـــشـــروط الـواجـب توافرها »هـي ذاتـهـا التي تحدث عنها رئيس الـوزراء عندما حـــــــدد المـــــوعـــــد الـــنـــهـــائـــي لإجـــــــراء الانـــتـــخـــابـــات فـــي مـنـتـصـف مـايـو المقبل، ومن بين تلك الشروط عودة الـنـازحـين، وتوفير بيئة مناسبة، وعدم إشراك الجماعات المسلحة في الانتخابات، وأن تكون حرة ونزيهة، وتعتمد النظام الإلكتروني«.
ويشير عبطان إلى أن »توفير بيئة آمنة وإعادة النازحين بحاجة لإجــــــــــــــــراءات ســــريــــعــــة تـــــقـــــوم بــهــا الحكومة التي ليس أمامها إلا أشهر مـعـدودة قبل مـوعـد الانـتـخـابـات«. وشـدد على أن »مسألة النزوح من أخـطـر المـشـكـلات الـتـي تـحـول ربما دون إجـــــراء الانــتــخــابــات، ذلـــك أن مناطق كثيرة يعيش سكانها خارج منازلهم ولا يسمح لهم بالعودة، مثل مناطق جرف الصخر وسليمان بيك وأجـزاء من محافظات نينوى والأنبار«.
وبرأيه، فإن »إصـرار الحكومة على إجراء الانتخابات في موعدها سيكون أسهل لو أنها تلقت العون والمـسـاعـدة مــن المـنـظـمـات الـدولـيـة والأمم المتحدة والجامعة العربية«. وعن الخشية من مشاركة الجهات الــســيــاســيــة الــتــي تـمـتـلـك أجـنـحـة عـسـكـريـة، قــال عـبـطـان إن »قـانـون الأحزاب واضح وصريح في منع أي جهة سياسية لديها جناح عسكري، من المشاركة في الانتخابات، وكذلك الأمر مع قانون الانتخابات«.