اﺳﺘﻘﺎﻟﺔ ﺳﻔﻴﺮ ﻓﻨﺰوﻳﻼ ﻟﺪى اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة
اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ ﺷﻐﻞ أﻫﻢ اﳌﻨﺎﺻﺐ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﺣﻘﺒﺔ ﺷﺎﻓﻴﺰ وﻳﻘﻮل إﻧﻪ أﺟﱪ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﻘﺎﻟﺔ
أﻋـــﻠـــﻦ ﺳــﻔــﻴــﺮ ﻓـــﻨـــﺰوﻳـــﻼ ﻟــﺪى اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة راﻓﺎﻳﻞ راﻣﻴﺮﻳﺰ اﻟﺬي ﺗﻌﺮض ﻻﺗﻬﺎﻣﺎت ﺑﺎﻟﻔﺴﺎد داﺧﻞ ﺷـﺮﻛـﺔ اﻟﻨﻔﻂ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﺳﺘﻘﺎﻟﺘﻪ ﻣـــﻦ ﻣــﻨــﺼــﺒــﻪ ﺑـــﺄﻣـــﺮ ﻣـــﻦ اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ ﻧﻴﻜﻮﻻس ﻣﺎدورو.
وﻓــﻲ رﺳــﺎﻟــﺔ ﻛﺘﺒﻬﺎ راﻣـﻴـﺮﻳـﺰ إﻟــــﻰ وزﻳـــــﺮ اﻟــﺨــﺎرﺟــﻴــﺔ ﺧــﻮرﺧــﻲ إرﻳـــــﺎزا ﻧــﺸــﺮﻫــﺎ ﻋــﻠــﻰ ﺣــﺴــﺎﺑــﻪ ﻓﻲ »ﺗــﻮﻳــﺘــﺮ« أﻋــﻠــﻦ ﻓــﻴــﻬــﺎ اﺳـﺘـﻘـﺎﻟـﺘـﻪ وأﺷــــﺎر إﻟـــﻰ أن ﻫـــﺬا اﻟـــﻘـــﺮار ﻳـﺄﺗـﻲ ﺑــﻌــﺪ اﻻﺗـــﻔـــﺎق اﻟــــﺬي ﺗــﻮﺻــﻞ إﻟـﻴـﻪ ﻓﻲ ﻣﺤﺎدﺛﺎت ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﻴﻤﺎت ﻣﻦ رﺋﻴﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ ﻧﻴﻜﻮﻻس ﻣﺎدورو ﺑﺎﻟﺘﻨﺤﻲ ﻋﻦ ﻣﻬﺎﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺗﻌﺒﻴﺮه.
وﺗﺄﺗﻲ اﺳﺘﻘﺎﻟﺔ راﻣﻴﺮز اﻟﺬي ﺗﻮﻟﻰ رﺋﺎﺳﺔ ﺷﺮﻛﺔ اﻟﻨﻔﻂ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺑﲔ ٤٠٠٢ و٤١٠٢ ﻓﻲ وﻗﺖ ﺑﺎﺷﺮت اﻟـــﺴـــﻠـــﻄـــﺎت اﻟـــﻔـــﻨـــﺰوﻳـــﻠـــﻴـــﺔ ﺣــﻤــﻠــﺔ واﺳﻌﺔ ﺿﺪ اﻟﻔﺴﺎد ﻓﻲ اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺆﻣﻦ ٦٩ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﻣﻮارد اﻟﺒﻼد. ﻛﻤﺎ ﺗﻢ إﻳﻘﺎف اﺛﻨﲔ ﻣــﻦ اﳌــﻘــﺮﺑــﲔ ﻣــﻦ راﻣــﻴــﺮﻳــﺰ وﻫـﻤـﺎ وزﻳــــﺮ اﻟــﻨــﻔــﻂ اﻟــﺴــﺎﺑــﻖ إﻳـﻠـﻮﺟـﻴـﻮ دﻳــﻞ ﺑﻴﻨﻮ ورﺋــﻴــﺲ ﺷـﺮﻛـﺔ اﻟﻨﻔﻂ اﻟــﻮﻃــﻨــﻴــﺔ ﻧــﻠــﺴــﻮن ﻣـﺎرﺗـﻴـﻨـﻴـﺰ ﻓﻲ إﻃﺎر ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻟﻔﺴﺎد اﻟﺘﻲ ﺗﻀﺮب ﺷﺮﻛﺔ اﻟﻨﻔﻂ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ.
ﻓــﻲ ﻫــﺬه اﻷﺛــﻨــﺎء ﻗــﺎل راﻣـﻴـﺮز ﻋﻠﻰ »ﺗﻮﻳﺘﺮ« إن اﻻﺗﻬﺎﻣﺎت ﺿﺪه ﺗﺄﺧﺬ ﻃﺎﺑﻌﴼ ﺳﻴﺎﺳﻴﴼ وﻗﺎل إﻧﻪ ﺗﻢ اﺳــﺘــﺒــﻌــﺎده ﺑـﺴـﺒـﺐ آراﺋــــﻪ ورﻓــﺾ ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ، وأﺷــﺎر إﻟﻰ أﻧـﻪ ﺳﻴﻈﻞ وﻓﻴﺎ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ اﻟﺮاﺣﻞ ﻫــــﻮﻏــــﻮ ﺗـــﺸـــﺎﻓـــﻴـــﺰ واﻟــــــــــﺬي ﺗــﻘــﻠــﺪ راﻣــﻴــﺮز ﻓــﻲ ﻋـﻬـﺪه أرﻓــﻊ اﳌﻨﺎﺻﺐ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ.
ﻣــــﻦ ﺟـــﻬـــﺔ أﺧــــــﺮى ﻗـــــﺎم وزﻳــــﺮ اﻟــﺨــﺎرﺟــﻴــﺔ اﻟـﻔـﻨـﺰوﻳـﻠـﻲ ﺧـﻮرﺧـﻲ إرﻳـــــﺎزا ﺑـﺘـﻌـﻴـﲔ وزﻳـــﺮ اﻟـﺨـﺎرﺟـﻴـﺔ اﻷﺳﺒﻖ ﺳﺎﻣﻮﻳﻞ ﻣﻮﻧﻜﺎدا ﻣﻤﺜﻼ ﻟــــﻜــــﺎراﻛــــﺎس ﻓــــﻲ اﻷﻣـــــــﻢ اﳌــﺘــﺤــﺪة وﻟــــﻴــــﺤــــﻞ ﻣــــﺤــــﻞ راﻣــــــﻴــــــﺮز وﻛـــﺘـــﺐ وزﻳــﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ إرﻳــﺎزا إن ﺗﻌﻴﲔ ﺳﻔﻴﺮ ﺟﺪﻳﺪ ﻫﻮ اﻧﺘﺼﺎر ﻟﻠﺸﻌﺐ اﻟﻔﻨﺰوﻳﻠﻲ.
وﻳــــﺮى ﻣــﺮاﻗــﺒــﻮن أن اﻟـﻌـﻼﻗـﺔ ﺑﲔ راﻣﻴﺮز واﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ ﻓﻨﺰوﻳﻼ ﺗــﺄﺛــﺮت ﻛﺜﻴﺮا ﺑﺴﺒﺐ آراﺋـــﻪ، اﻟﺘﻲ ﻋـــﺒـــﺮ ﻓــﻴــﻬــﺎ أن اﻟــــﺒــــﻼد ﻻ ﺗـﺴـﻴـﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻣﻤﺎ دﻓﻊ إﻟـــﻰ ﺻــــﺪام ﺳــﻴــﺎﺳــﻲ ﺑـﻴـﻨـﻪ وﺑــﲔ اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﺣﺴﺒﻤﺎ ﻳﺸﻴﺮ اﳌﺮاﻗﺒﻮن.
ﻋــــــﻠــــــﻰ ﺟـــــــﺎﻧـــــــﺐ آﺧــــــــــــــﺮ، ﻗــــــﺎل اﻟﻜﻮﻧﻐﺮس اﻟﺬي ﺗﻘﻮده اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﻓﻲ ﻓﻨﺰوﻳﻼ إن اﻟﻨﺸﺎط اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻓﻲ اﻟﺒﻠﺪ اﻟﻌﻀﻮ ﺑﻤﻨﻈﻤﺔ »أوﺑﻚ« اﻧﻜﻤﺶ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٢١ ﻓـﻲ اﳌـﺎﺋـﺔ ﻓﻲ اﻷﺷﻬﺮ اﻟﺘﺴﻌﺔ اﻷوﻟــﻰ ﻣﻦ ٧١٠٢ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ اﻟﻔﺘﺮة ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﺎم اﳌـــﺎﺿـــﻲ، وذﻟــــﻚ ﻓــﻲ إﻃــــﺎر ﻣــﺴــﺎع ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﺑـﻴـﺎﻧـﺎت ﻟـﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﻨﺸﺮﻫﺎ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ. وأﻇـﻬـﺮت آﺧــﺮ ﺑﻴﺎﻧﺎت رﺳﻤﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﻨﻚ اﳌـﺮﻛـﺰي واﻟﺘﻲ ﺗﺮﺟﻊ إﻟـﻰ ﻋـﺎم ٥١٠٢ أن ﻓﻨﺰوﻳﻼ ﺗﺸﻬﺪ رﻛﻮدا ﻣﻨﺬ أواﺋﻞ ٤١٠٢.
وﻛﺎن أﻋﻠﻦ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻧﻴﻜﻮﻻس ﻣﺎدورو ﻣﻨﺬ أﻳﺎم أن ﺑﻼده ﺗﻌﺘﺰم إﻃــــــــﻼق ﻋـــﻤـــﻠـــﺔ رﻗـــﻤـــﻴـــﺔ ﳌـــﻮاﺟـــﻬـــﺔ اﻟـــﺤـــﺼـــﺎر اﳌــــﺎﻟــــﻲ اﻟــــــﺬي ﺗــﻔــﺮﺿــﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟـــﻮﻻﻳـــﺎت اﳌــﺘــﺤــﺪة ﺣﺴﺐ ﺗﻌﺒﻴﺮه وﻗــﺎل ﻣـــﺎدورو إن اﻟﻌﻤﻠﺔ ﺳــﻴــﻄــﻠــﻖ ﻋــﻠــﻴــﻬــﺎ اﺳــــــﻢ »ﺑــــﺘــــﺮو« وﺳﺘﺘﻤﺘﻊ ﺑـﺪﻋـﻢ ﻣــﻦ اﺣﺘﻴﺎﻃﺎت ﻓﻨﺰوﻳﻼ ﻣﻦ اﻟﻨﻔﻂ واﻟﻐﺎز واﻟﺬﻫﺐ واﻷﳌﺎس. وأﺿﺎف أن ﻫﺬا ﺳﻴﺴﻤﺢ ﺑﺎﻟﺘﻘﺪم ﻧﺤﻮ أﺷـﻜـﺎل ﺟـﺪﻳـﺪة ﻣﻦ اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗـــﺘـــﺼـــﺎدﻳـــﺔ واﻻﺟــﺘــﻤــﺎﻋــﻴــﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد.
وﻳﺄﺗﻲ ﻫﺬا اﻟﻄﺮح ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟــــﺬي ﺗــﻮاﺟــﻪ ﻓــﻴــﻪ ﻓــﻨــﺰوﻳــﻼ أزﻣــﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﺣﺎدة ﺑﻌﺪ أن أﻋﻠﻦ اﻟﺪاﺋﻨﻮن ووﻛــﺎﻻت اﻟﺘﺼﻨﻴﻒ أن اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻏـــﻴـــﺮ ﻗـــــــــﺎدرة ﺟـــﺰﺋـــﻴـــﺎ ﻋــــﻦ ﺳــــﺪاد دﻳــﻮﻧــﻬــﺎ واﻟــﻔــﻮاﺋــﺪ اﳌـﺘـﺮﺗـﺒـﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻨﺪاﺗﻬﺎ.
وﻳــﺤــﻤــﻞ ﻣـــــــﺎدورو اﻟـــﻮﻻﻳـــﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﻫﺬه اﻷزﻣﺔ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻟـﺘـﻲ ﻓﺮﺿﺘﻬﺎ ﺿــــﺪ ﺑــــــﻼده ﻓــــﻲ أﻏـــﺴـــﻄـــﺲ )آب( اﳌــﺎﺿــﻲ، واﻟــﺘــﻲ ﺗﻤﻨﻊ اﳌـﻮاﻃـﻨـﲔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﲔ واﻟـﺸـﺮﻛـﺎت ﻣـﻦ ﺷـﺮاء أي ﺳــــﻨــــﺪات ﺟــــﺪﻳــــﺪة ﺗــﺼــﺪرﻫــﺎ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻔﻨﺰوﻳﻠﻴﺔ.
وﻛـﺎﻧـﺖ ﻓـﻨـﺰوﻳـﻼ ﻓـﻲ اﳌﺎﺿﻲ ﻣﻦ أﻏﻨﻰ ﺑـﻼد أﻣﻴﺮﻛﺎ اﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ، ﻟﻜﻦ ﺗــﺮاﺟــﻊ أﺳــﻌــﺎر اﻟﻨﻔﻂ اﻟﺨﺎم اﻟـــــــﺬي ﻳـــﻌـــﺪ ﻣـــﺼـــﺪرﻫـــﺎ اﻟــﻮﺣــﻴــﺪ ﻟﻠﻌﻤﻠﺔ اﻟﺼﻌﺒﺔ وﺗـﺪﻧـﻲ اﻹﻧـﺘـﺎج أوﻗﻌﺎﻫﺎ ﻓﻲ أزﻣﺔ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺧﺎﻧﻘﺔ أدت إﻟـــﻰ ﻓــﻘــﺪان اﳌـــــﻮاد اﻟـﻐـﺬاﺋـﻴـﺔ واﻷدوﻳــــﺔ وﻏـﻴـﺮﻫـﺎ ﻣــﻦ اﻟﺤﺎﺟﺎت اﻷﺳـﺎﺳـﻴـﺔ. واﻟـﻌـﺎم اﳌـﺎﺿـﻲ ﻫﺒﻂ اﻟﺒﻮﻟﻴﻔﺎر اﻟﻔﻨﺰوﻳﻠﻲ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٥٫٥٩ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ أﻣﺎم اﻟـﺪوﻻر ﻓﻲ اﻟﺴﻮق اﻟـــﺴـــﻮداء. ﻛـﻤـﺎ ﺗـﻌـﺎﻧـﻲ ﻛــﺎراﻛــﺎس واﻟﺘﻲ ﺗﻤﻠﻚ أﻛﺒﺮ اﺣﺘﻴﺎﻃﻲ ﻧﻔﻄﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ دﻳﻮن ﺧﺎرﺟﻴﺔ ﺗﻘﺪر ﺑﻨﺤﻮ ٠٥١ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر.