ﺑﺪء ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ }اﻟﺪاﻋﺸﻲ{ اﻷوزﺑﻜﻲ اﳌﺘﻬﻢ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ اﻋﺘﺪاء رأس اﻟﺴﻨﺔ ﻓﻲ إﺳﻄﻨﺒﻮل
ﻣﺸﺎرﻳﺒﻮف ﺗﺸﺎﺟﺮ ﻣﻊ ﻫﻴﺌﺔ اﶈﻜﻤﺔ ﰲ ﺑﺪاﻳﺔ اﳉﻠﺴﺔ ... وﻳﻮاﺟﻪ ﺣﻜﻤﴼ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ﻣﺪى اﳊﻴﺎة
اﻧﻄﻠﻘﺖ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ »اﻟـﺪاﻋـﺸـﻲ« اﻷوزﺑــﻜــﻲ ﻋـﺒـﺪ اﻟــﻘــﺎدر ﻣﺸﺎرﻳﺒﻮف اﳌﻜﻨﻰ ﺑـ»أﺑﻮ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺨﺮاﺳﺎﻧﻲ«، اﻟــــــــﺬي ارﺗـــــﻜـــــﺐ ﻣـــــﺠـــــﺰرة ﻓـــــﻲ ﻧـــــﺎدي رﻳـﻨـﺎ اﻟﻠﻴﻠﻲ ﻓـﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ أورﺗــﺎﻛــﻮي اﻟـــﺴـــﺎﺣـــﻠـــﻴـــﺔ ﻓـــــﻲ إﺳـــﻄـــﻨـــﺒـــﻮل ﻟــﻴــﻠــﺔ رأس اﻟﺴﻨﺔ اﻟـﻌـﺎم اﻟـﺤـﺎﻟـﻲ، ﻣـﺎ أدى إﻟــﻰ ﻣﻘﺘﻞ ٩٣ ﺷﺨﺼﴼ وإﺻــﺎﺑــﺔ ٩٦ آﺧــــﺮﻳــــﻦ ﻏــﺎﻟــﺒــﻴــﺘــﻬــﻢ ﻣــــﻦ اﻷﺟــــﺎﻧــــﺐ. وﻋــﻘــﺪت اﳌﺤﻜﻤﺔ اﻟـﺠـﻨـﺎﺋـﻴـﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻓــــﻲ إﺳـــﻄـــﻨـــﺒـــﻮل ﺟــﻠــﺴــﺘــﻬــﺎ اﻷوﻟـــــﻰ أﻣـــﺲ )اﻻﺛـــﻨـــﲔ(، ﻓــﻲ ﻗــﺎﻋــﺔ ﺑـﺎﻟـﻘـﺮب ﻣﻦ ﺳﺠﻦ ﺳﻠﻴﻔﺮي ﺷﺪﻳﺪ اﻟﺤﺮاﺳﺔ ﻓــﻲ ﻏــﺮب إﺳـﻄـﻨـﺒـﻮل اﻟـــﺬي ﻳﺤﺘﺠﺰ ﻓـﻴـﻪ ﻣـﺸـﺎرﻳـﺒـﻮف وﺑــﺎﻗــﻲ اﳌﺘﻬﻤﲔ، وﻋــﺪدﻫــﻢ ٥٦ ﻣﺘﻬﻤﴼ ﻣــﻦ ﺟﻨﺴﻴﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، وذﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﻗﺮاﺑﺔ اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ ﻣـﺠـﺰرة ﻟﻴﻠﺔ رأس اﻟﺴﻨﺔ ﻓـﻲ ﻧـﺎدي رﻳﻨﺎ اﻟﻠﻴﻠﻲ. وﻃﺎﻟﺐ اﳌﺤﺎﻣﻲ اﻟﺬي ﻋﲔ ﻟﻠﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﻣﺸﺎرﻳﺒﻮف ﺑﺘﻤﻜﲔ ﻣﻮﻛﻠﻪ ﻣﻦ اﺳﺘﺨﺪام »ﺣﻖ اﻟﺼﻤﺖ« ﺑـﻨـﺎء ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺒﻪ، وذﻟــﻚ ﺑﻌﺪ أن ﺑﺪأ ﻣــﺸــﺎرﻳــﺒــﻮف اﻟـﺠـﻠـﺴـﺔ ﺑــﺘــﻼﺳــﻦ ﻣﻊ اﻟـﻘـﺎﺿـﻲ، ﺣـﻴـﺚ ﻗــﺎل إن »ﻫـــﺬا ﻟﻴﺲ ﻫﻮ اﳌﻜﺎن اﻟﺬي ﻳﺠﺐ أن أﻛﻮن ﻓﻴﻪ«. وﻛﺎن أﻟﻘﻲ اﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎرﻳﺒﻮف، ﻓﻲ اﻟﺴﺎدس ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﻳﻨﺎﻳﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ( اﳌﺎﺿﻲ ﺑﻌﺪ أﺳﺒﻮﻋﲔ ﻣﻦ اﻟﻬﺠﻮم اﻟﺬي ﺑﺬﻟﺖ ﻓﻴﻪ أﺟﻬﺰة اﻷﻣﻦ اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﺟﻬﻮدﴽ ﻣﻜﺜﻔﺔ ﻓﻲ ﻣﻼﺣﻘﺘﻪ. وﻳﻮاﺟﻪ ﻣﺸﺎرﻳﺒﻮف ﻣﻊ ٦٥ ﺷﺮﻳﻜﴼ ﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻬﺠﻮم اﻹرﻫـﺎﺑـﻲ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻴﺎ وأوروﺑـــــﺎ ودول ﻋـﺮﺑـﻴـﺔ وﺑــﻠــﺪان ﻓﻲ آﺳــﻴــﺎ اﻟــﻮﺳــﻄــﻰ، ﻋــﻘــﻮﺑــﺎت ﺑـﺄﺣـﻜـﺎم ﻣـــﺘـــﻌـــﺪدة ﺑــﺎﻟــﺴــﺠــﻦ ﻣـــــﺪى اﻟــﺤــﻴــﺎة ﺑـﺴـﺒـﺐ ﻣــﺬﺑــﺤــﺔ ﻟـﻴـﻠـﺔ رأس اﻟـﺴـﻨـﺔ. واﺗـﻬـﻢ ﺗﻨﻈﻴﻢ داﻋــﺶ اﻹرﻫــﺎﺑــﻲ، أو أﻋﻠﻦ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺘﻪ، ﻋﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻬﺠﻤﺎت ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺑﲔ ﻋﺎﻣﻲ ٥١٠٢ و٦١٠٢، وﻛﺎن إﻃﻼق اﻟﻨﺎر ﻓﻲ ﻧﺎدي رﻳــﻨــﺎ اﻟﻠﻴﻠﻲ ﻫــﻮ آﺧــﺮ ﻫــﺠــﻮم ﻛﺒﻴﺮ ﻳـﺸـﻨـﻪ اﻟـﺘـﻨـﻈـﻴـﻢ ﻓــﻲ ﻣـﺪﻳـﻨـﺔ ﺗـﺮﻛـﻴـﺔ، وﻣﻨﺬ ذﻟــﻚ اﻟﻬﺠﻮم ﺗﺸﻦ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﺣﻤﻼت ﻣﻜﺜﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻳﺎ اﻟــﺘــﻨــﻈــﻴــﻢ اﻹرﻫـــــﺎﺑـــــﻲ، أﺳــــﻔــــﺮت ﻋـﻦ اﻟــﻘــﺒــﺾ ﻋــﻠــﻰ أﻛــﺜــﺮ ﻣــﻦ ٤ آﻻف ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮه ﻏﺎﻟﺒﻴﺘﻬﻢ ﻣﻦ اﻷﺟﺎﻧﺐ.
وﻣﺜﻞ ﻣﺸﺎرﻳﺒﻮف و١٥ ﻣﺘﻬﻤﴼ آﺧــــﺮون ﻣـﺤـﺘـﺠـﺰون أﻣـــﺎم اﳌﺤﻜﻤﺔ، وﻳـــــﻮاﺟـــــﻪ ﻣـــﺸـــﺎرﻳـــﺒـــﻮف ٠٤ ﺣـﻜـﻤـﴼ ﻣــﻨــﻔــﺼــﻼ ﺑــﺎﻟــﺴــﺠــﻦ ﻣـــــﺪى اﻟــﺤــﻴــﺎة ﻣـــﻦ دون إﻣــﻜــﺎﻧــﻴــﺔ إﻃـــــﻼق ﺳــﺮاﺣــﻪ ﺑﺸﺮوط، وأﺣﻜﺎﻣﴼ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ﻟﻌﺸﺮات اﻟﺴﻨﻮات ﻹﺻﺎﺑﺘﻪ اﻟﻌﺸﺮات ﺑﺠﺮوح أﺛﻨﺎء ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺟﺮﻳﻤﺘﻪ.
وﻛﺎن ﻣﺸﺎرﻳﺒﻮف، اﻟﺬي ﺗﺪرب ﻓــﻲ ﻣـﻌـﺴـﻜـﺮات »داﻋـــــﺶ« ﻓــﻲ اﻟـﺮﻗـﺔ ﺑـﻌـﺪ أن ﺟـــﺎء ﻣــﻦ ﺑـﺎﻛـﺴـﺘـﺎن وﻣﻨﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻌﺮاق ﺛﻢ ﺳﻮرﻳﺎ ﺛﻢ إﻳﺮان، ﺣﻴﺚ دﺧﻞ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﻴﺮ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻫــﺠــﻮﻣــﻪ، اﻋــﺘــﺮف ﺑﺎﻧﺘﻤﺎﺋﻪ ﻟـــــــ»داﻋــــــﺶ«، وأﻧــــــﻪ ﻳــﺤــﻤــﻞ ﺷــﻬــﺎدة ﺟﺎﻣﻌﻴﺔ وﻛﺎن ﻳﻌﻤﻞ ﻣﺪرﺳﴼ، ﻧﺎﻓﻴﴼ ﻣـﺸـﺎرﻛـﺘـﻪ ﻓــﻲ أي ﻋـﻤـﻠـﻴـﺔ ﻟﻠﺘﻨﻈﻴﻢ اﻹرﻫـﺎﺑـﻲ ﻗﺒﻞ ﺗﻨﻔﻴﺬه ﻣـﺠـﺰرة ﻟﻴﻠﺔ رأس اﻟﺴﻨﺔ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺎ.
وأﻛـــــﺪ ﺧــــﻼل إدﻻﺋـــــﻪ ﺑـﺸـﻬـﺎدﺗـﻪ ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﻟﻰ أﻣﺎم اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻌﺪ اﺳﺘﺠﻮاﺑﻪ ﻣﻄﻮﻻ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ اﻟﺸﺮﻃﺔ اﻟـﺘـﺮﻛـﻴـﺔ أﻧــﻪ ﻟـﻴـﺲ »ﻋـــﺪوﴽ ﻟﺘﺮﻛﻴﺎ«، وأﻧﻪ ﺗﺼﺮف »اﻧﺘﻘﺎﻣﴼ« ﻟﺘﺤﺮك ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺿﺪ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق وﺳﻮرﻳﺎ.
وﻗــــﺎل ﻣــﺸــﺎرﻳــﺒــﻮف إﻧـــﻪ ﺣــﺎول ﻗﺘﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ اﻗﺘﺤﻢ ﻧﺎدي رﻳﻨﺎ وأﻃـــﻠـــﻖ اﻟـــﻨـــﺎر ﻋــﻠــﻰ رواده ﺑـﺸـﻜـﻞ ﻋـﺸـﻮاﺋـﻲ، وادﻋـــﻰ أﻧــﻪ زود ﺑﻘﻨﺎﺑﻞ ﻳﺪوﻳﺔ، إﻻ أﻧﻪ اﻛﺘﺸﻒ أﻧﻬﺎ ﺻﻮﺗﻴﺔ ﻋــﻨــﺪﻣــﺎ أﻃــﻠــﻖ واﺣـــــﺪة ﺑــﺎﻟــﻘــﺮب ﻣﻦ وﺟــﻬــﻪ ﻣـــﺤـــﺎوﻻ اﻻﻧــﺘــﺤــﺎر، ﺑـﻌـﺪﻣـﺎ اﺑـــﺘـــﻌـــﺪ ﻋـــــﻦ رواد اﻟــــــﻨــــــﺎدي وﻓـــﻘـــﴼ ﻟﻠﻤﺨﻄﻂ، وأﻧـﻪ أراد ﻗﺘﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻛﻲ ﻻ ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﻳﺪ اﻟﺸﺮﻃﺔ، وأﻧﻪ ﺳﻴﻘﺒﻞ اﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻹﻋﺪام »ﺑﻜﻞ ﺳﺮور«.
وأﺳﻘﻄﺖ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻋﻘﻮﺑﺔ اﻹﻋﺪام ﻓـــﻲ إﻃــــﺎر ﻣــﻔــﺎوﺿــﺎﺗــﻬــﺎ ﻟـﻠـﺤـﺼـﻮل ﻋـﻠـﻰ ﻋـﻀـﻮﻳـﺔ اﻻﺗــﺤــﺎد اﻷوروﺑـــــﻲ. وﻛـﺎن ﻣﺸﺎرﻳﺒﻮف، اﻟـﺬي ﻋﺜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺨﺘﺒﺌﴼ ﻓـﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ إﺳـﻨـﻴـﻮرت ﻓﻲ إﺳــﻄــﻨــﺒــﻮل ﻓـــﻲ ٦١ ﻳــﻨــﺎﻳــﺮ اﳌــﺎﺿــﻲ أﺧـــﺒـــﺮ اﻟـــﺸـــﺮﻃـــﺔ ﺑـــﺄﻧـــﻪ أراد ﺗـﻨـﻔـﻴـﺬ اﻟﻬﺠﻮم ﻓـﻲ ﻣـﻴـﺪان ﺗﻘﺴﻴﻢ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻌﺪل ﻋﻦ اﻟﻔﻜﺮة ﺑﺴﺒﺐ اﻹﺟــﺮاءات اﻷﻣــﻨــﻴــﺔ اﳌـــﺸـــﺪدة ﻓــﻲ اﳌـــﻴـــﺪان ﻟﻴﻠﺔ رأس اﻟــﺴــﻨــﺔ، وﺻـــــﻮر ﻓــﻴــﺪﻳــﻮ ﻗﺒﻞ اﻟــﻬــﺠــﻮم أﻋــــﺮب ﻓــﻴــﻪ ﻋــﻦ ﻧـﻴـﺘـﻪ ﺷﻦ ﻫﺠﻮم اﻧﺘﺤﺎري وﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﺗـﺪرﻳـﺐ اﺑﻨﻪ ﻟﻴﺼﺒﺢ اﻧﺘﺤﺎرﻳﴼ ﻓﻲ اﳌــﺴــﺘــﻘــﺒــﻞ. ووﺟـــــــﺪت زارﻳــــﻨــــﺎ ﻧــﻮر اﻟﻠﻬﻴﻴﻒ، زوﺟـــﺔ ﻣـﺸـﺎرﻳـﺒـﻮف، ﻓﻲ اﻟﺠﻠﺴﺔ ﺑﲔ اﳌﺘﻬﻤﲔ ﺣﻴﺚ ﺗﻌﺪ ﻣﻦ ﺑــﲔ اﳌﺘﺸﺒﻪ ﺑـﻬـﻢ ﺑـﻬـﺠـﻮم »رﻳــﻨــﺎ«، وﺗﻮاﺟﻪ أﺣﻜﺎﻣﴼ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ﻣﺪى اﻟﺤﻴﺎة ﻟﺘﺴﻬﻴﻠﻬﺎ ﺟﺮﻳﻤﺘﻪ.