اﻟﺠﺰاﺋﺮ: ﻗﻴﺎدي إﺳﻼﻣﻲ ﻳﺸﻜﻮ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﺴﺒﺐ }ﺗﺠﺎوزات{ اﻷﻣﻦ
ﺑﻦ ﺣﺎج ﻗﺎل إﻧﻪ ﻣﻤﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﻨﻘﻞ ﺧﺎرج وﻻﻳﺔ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ
ﻗــﺎل ﻋـﻠـﻲ ﺑــﻦ ﺣـــﺎج، اﻟـﻘـﻴـﺎدي اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮي اﳌﺜﻴﺮ ﻟﻠﺠﺪل، ﻟـ»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳـﻂ« إﻧﻪ رﻓﻊ أﻣﺲ ﺑـﻼﻏـﺎ ﻟﻠﻨﺎﺋﺐ اﻟــﻌــﺎم، ﻳﺸﻜﻮ ﻓﻴﻪ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ »اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻨﻌﻨﻲ ﻣﻦ أﺑﺴﻂ ﺣﻘﻮﻗﻲ ﻛﻤﻮاﻃﻦ، وﻫﻲ اﻟﺤﻖ ﻓﻲ اﻟـﺘـﻨـﻘـﻞ ﺧــــﺎرج وﻻﻳــــﺔ اﻟـﻌـﺎﺻـﻤـﺔ، واﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺘﻌﺒﺪ واﺧﺘﻴﺎر اﳌـــﺴـــﺎﺟـــﺪ، اﻟـــﺘـــﻲ أرﻏــــــﺐ اﻟــﺼــﻼة ﻓﻴﻬﺎ، واﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺣﻀﻮر اﻟﺠﻨﺎﺋﺰ واﻟﻮﻻﺋﻢ، واﻟﺤﻖ ﻓﻲ زﻳﺎرة اﻷﻗﺎرب واﻷﺻﻬﺎر ﺧﺎرج وﻻﻳﺔ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ، ﺑـــــﺎﻹﺿـــــﺎﻓـــــﺔ إﻟــــــــﻰ ﺣــــــﻖ ﺣـــﻀـــﻮر اﻟﺘﺠﻤﻌﺎت واﻟﻮﻗﻔﺎت اﳌﻈﺎﻫﺮات واﳌﺴﻴﺮات«.
وذﻛــﺮ ﻧﺎﺋﺐ رﺋﻴﺲ »اﻟﺠﺒﻬﺔ اﻹﺳــﻼﻣــﻴــﺔ ﻟــﻺﻧــﻘــﺎذ« ﺳــﺎﺑــﻘــﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﻼغ: »أﻳﻬﺎ اﻟﻨﺎﺋﺐ اﻟﻌﺎم، أﻋﻠﻢ أﻧــﻨــﻲ ﻣــﻨــﺬ ﺧــﺮوﺟــﻲ ﻣــﻦ اﻟﺴﺠﻦ اﻟــﻌــﺴــﻜــﺮي ﻓــﻲ ٢ ﻳــﻮﻟــﻴــﻮ )ﺗــﻤــﻮز( ٣٠٠٢ وأﻧــــــــــﺎ أﺗــــــﻌــــــﺮض ﳌـــﻈـــﺎﻟـــﻢ وﺗـــﺠـــﺎوزات، وأﻧـــﺎ ﺗـﺤـﺖ اﳌـﺮاﻗـﺒـﺔ اﻷﻣـﻨـﻴـﺔ اﻟﻠﺼﻴﻘﺔ ﺻـﺒـﺎح ﻣـﺴـﺎء، ﻣﺎ ﺗﺴﺒﺐ ﻟﻲ ﻓﻲ ﻣﺘﺎﻋﺐ وﻣﺸﺎﻛﻞ وﻣﺼﺎدﻣﺎت واﻋﺘﻘﺎﻻت، وذﻟﻚ ﳌﺪة ﻗﺮاﺑﺔ ٥١ ﺳﻨﺔ، ﺑﻌﺪ أن ﻗﻀﻴﺖ ﻣﺪة ﺳﺠﻦ ٢١ ﺳﻨﺔ ﻇﻠﻤﺎ وﻋــﺪواﻧــﺎ«، ﻓــﻲ إﺷـــﺎرة إﻟــﻰ إداﻧــﺘــﻪ ﻋــﺎم ٢٩٩١ ﺑﺘﻬﻤﺔ »ﺗﻬﺪﻳﺪ أﻣﻦ اﻟﺪوﻟﺔ«، وﻣﻌﻪ رﺋﻴﺲ »اﻟﺠﺒﻬﺔ« ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻋﺒﺎﺳﻲ ﻣـﺪﻧـﻲ، اﳌﻘﻴﻢ ﻓـﻲ ﻗﻄﺮ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻣﻊ أﺑﻨﺎﺋﻪ.
وﺣﻤﻞ ﺑﻦ ﺣﺎج، اﻟﻨﺎﺋﺐ اﻟﻌﺎم »اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ واﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻋــﻤــﺎ ﻳـــﺤـــﺪث ﻟـــﻲ ﻣـــﻦ ﻣــﻀــﺎﻳــﻘــﺎت وﺗــــﺠــــﺎوزات، وأﻧــــﺖ اﳌـــﺴـــﺆول ﻋﻦ اﻟﺸﺮﻃﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻔﺮض ﻋﻠﻲ اﻟﻘﻴﻮد«.
وﺗﺤﺪث ﺑﻦ ﺣﺎج ﻋﻦ »ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻗﺎﺳﻴﺔ ﻓﺮﻳﺪة ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻬﺎ، ﺗﺨﺎﻟﻒ أﺣﻜﺎم اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ وﻣــﻮاد اﻟﺪﺳﺘﻮر ﺑﺸﺄن ﺣﻘﻮق اﳌﻮاﻃﻨﲔ اﳌﺸﺮوﻋﺔ، ﻓﻬﺬا اﻋﺘﺪاء وﻋـﺪوان ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻮق اﳌـــــﻮاﻃـــــﻦ واﻹﻧــــــﺴــــــﺎن. واﻟـــﺮﻗـــﺎﺑـــﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ أو اﻟﺴﻮار اﻟﺬي ﻳﻮﺿﻊ ﻟﻠﻤﺴﺎﺟﲔ، ﻫﻮ أﻫﻮن ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻤﺎ أﺗﻌﺮض ﻟﻪ ﻳﻮﻣﻴﺎ ﺻﺒﺎﺣﺎ وﻣﺴﺎء ﻣﻦ ﻣـﻄـﺎردة وﻣﻼﺣﻘﺔ وﻋــﺮاك ﻓﻲ اﻟــﺸــﻮارع ﻣــﻊ رﺟـــﺎل ﻗـــﻮات اﻷﻣــﻦ. ﻓﺄﻳﻦ أﻧﺖ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﺼﺮف اﻟﺸﺎﺋﻦ اﻟﺒﻐﻴﺾ اﳌﻤﻘﻮت، أم أﻧــﻚ ﺷﺮﻳﻚ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ؟«.
وﻧــــﻘــــﻞ ﺑـــــﻦ ﺣــــــﺎج ﻋـــــﻦ رﺟـــــﺎل اﻷﻣـﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﺘﻔﻮن أﺛـﺮه: »ﻗﺎﻟﻮا ﻫـــــﺬه ﺗــﻌــﻠــﻴــﻤــﺎت ﻓــﻮﻗــﻴــﺔ ﻻ ﻧــﻘــﺪر ﻋــﻠــﻰ ﻣــﺨــﺎﻟــﻔــﺘــﻬــﺎ وإﻻ ﺳﻨﺼﺒﺢ ﻋـﺮﺿـﺔ ﻟﻠﻌﻘﻮﺑﺔ، ودﺧــﻠــﺖ ﻣﻌﻬﻢ ﻓـﻲ ﻋــﺮاك وﻣــﺸــﺎدات ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻠﻬﻢ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮن اﻟﻘﻮة، ﺑﺪﻋﻮى اﻹﻛﺮاه اﻟﺒﺪﻧﻲ ﻓـﻲ ﻣــﺮات ﻛﺜﻴﺮة، وﻗــﺪ ﺗﻢ ﻛﺴﺮ ﺳﺎﻗﻲ ﻓﻲ إﺣﺪى اﳌﺸﺎدات«.
ودرج ﺑــﻦ ﺣـــﺎج ﻋــﻠــﻰ ﺗﺒﻠﻴﻎ ﻣــﻮاﻗــﻔــﻪ وﻣـــﻮاﻗـــﻒ ﺣــﺰﺑــﻪ »ﺟـﺒـﻬـﺔ اﻹﻧﻘﺎذ« )ﺗﻢ ﺣﻠﻬﺎ ﺑﻘﺮار ﻗﻀﺎﺋﻲ ﺻــــﺎدر ﻓــﻲ ٢٩٩١(، ﻓــﻲ اﳌـﺴـﺎﺟـﺪ ﺧـــــﺎﺻـــــﺔ أﻳـــــــــﺎم اﻟــــﺠــــﻤــــﻌــــﺔ، ﺣــﻴــﺚ ﻳﺠﻤﻊ ﺣﻮﻟﻪ اﳌﺼﻠﲔ ﺑﻌﺪ ﺻﻼة اﻟﺠﻤﻌﺔ، وﻫـﻮ ﻣﺎ ﻳﺴﺒﺐ إزﻋﺎﺟﺎ ﻟــﻸﺋــﻤــﺔ اﻟـــﺬﻳـــﻦ ﺗــﻄــﺎﻟــﺒــﻬــﻢ وزارة اﻟــﺸــﺆون اﻟـﺪﻳـﻨـﻴـﺔ ﺑﻤﻨﻊ اﻟـﻘـﻴـﺎدي اﻹﺳــــﻼﻣــــﻲ ﻣــــﻦ إﻟــــﻘــــﺎء اﻟـــــــﺪروس. وﻣــﻨــﻌــﺖ اﻟــﺴــﻠــﻄــﺎت ﺑـــﻦ ﺣـــﺎج ﻣﻦ اﻟـــﻌـــﻮدة إﻟـــﻰ اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﺔ ﺑـﻤـﻮﺟـﺐ »ﻗــﺎﻧــﻮن اﳌـﺼـﺎﻟـﺤـﺔ« اﻟــﺼــﺎدر ﻓﻲ ٦٠٠٢ دون ذﻛﺮه ﺑﺎﻻﺳﻢ، ﺑﺬرﻳﻌﺔ أن ﻗــــــﺎدة »اﻹﻧــــــﻘــــــﺎذ« ﻣـــﺴـــﺆوﻟـــﻮن ﻋــــﻦ اﻟـــــﺪﻣـــــﺎء اﻟــــﺘــــﻲ ﺳــــﺎﻟــــﺖ ﻓـﻴـﻤـﺎ ﻳﻌﺮف ﺑـ»اﻟﻌﺸﺮﻳﺔ اﻟـﺴـﻮداء«، أي ﺗﺴﻌﻴﻨﺎت اﻟﻘﺮن اﳌﺎﺿﻲ.
وﻛــــﺎن ﺑـــﻦ ﺣـــﺎج ﻗـــﺪ دﻋـــﺎ إﻟــﻰ »ﺟــﻤــﻌــﻴــﺔ ﺗـﺄﺳـﻴـﺴـﻴـﺔ ﻣـﻨـﺘـﺨـﺒـﺔ«، ﻟـﺼـﻴـﺎﻏـﺔ دﺳــﺘــﻮر ﺟــﺪﻳــﺪ ﻳﻌﺮض ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء اﻟﺸﻌﺒﻲ، ﺑﺤﺠﺔ أن اﻟﺪﺳﺘﻮر اﻟﺤﺎﻟﻲ »ﻏﻴﺮ ﺷﺮﻋﻲ«.
وﻛـﺎن رﺋﻴﺲ اﻟــﻮزراء اﻟﺤﺎﻟﻲ أﺣﻤﺪ أوﻳﺤﻴﻰ ﻗﺪ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ رﺋﻴﺲ اﻟـــﺸـــﺮﻃـــﺔ ورﺋـــﻴـــﺲ اﻟـــــــﺪرك ﻣـﻄـﻠـﻊ ٧١٠٢ )ﻛﺎن ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻣﺪﻳﺮا ﻟﻠﺪﻳﻮان ﺑــﺮﺋــﺎﺳــﺔ اﻟــﺠــﻤــﻬــﻮرﻳــﺔ(، ﻣــﻨــﻊ ﺑﻦ ﺣــﺎج ﻣــﻦ ﺣـﻀـﻮر ﺟـﻨـﺎﺋـﺰ ووﻻﺋــﻢ اﻹﺳـــــﻼﻣـــــﻴـــــﲔ ﻋـــﻠـــﻰ أﺳـــــــــﺎس أﻧـــﻪ ﻳﺘﺨﺬﻫﺎ ﻓﺮﺻﺔ ﳌﺨﺎﻃﺒﺔ أﻧﺼﺎره، وﻳﺸﺠﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﻨﻈﺎم.
وﻗـــــﺎل ﺑـــﻦ ﺣــــﺎج ﻓـــﻲ ﺷــﻜــﻮاه: »اﻋــﻠــﻢ أﻳــﻬــﺎ اﻟــﻨــﺎﺋــﺐ اﻟــﻌــﺎم أن أي دوﻟـــــﺔ ﺗــﺨــﺮق ﺣــﻘــﻮق اﻟـــﻨـــﺎس وﻻ ﺗﻘﻴﻢ اﻟﻌﺪاﻟﺔ، ﻓﻬﻲ ﺗﺪﻓﻊ اﻟﻨﺎس إﻣﺎ ﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺸﺎرع أو ﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺨﺎرج ﻓـﻲ ﻏﻴﺎب ﻋـﺪاﻟـﺔ اﻟــﺪاﺧــﻞ، ﻓﺎﻟﻈﻠﻢ ﺳﺒﺐ ﺧﺮاب اﻟﺪول واﻟﻌﻤﺮان«.
ﻳــﺸــﺎر إﻟـــﻰ أن ﻧـﺠـﻞ ﺑــﻦ ﺣــﺎج، ﻋــﺒــﺪ اﻟــﻘــﻬــﺎر اﻟــﺘــﺤــﻖ ﻗــﺒــﻞ ﺳــﻨــﻮات ﺑــ»ﺗـﻨـﻈـﻴـﻢ اﻟــﻘــﺎﻋــﺪة ﺑــﺒــﻼد اﳌـﻐـﺮب اﻹﺳﻼﻣﻲ«، وﻇﻬﺮ ﻓﻲ ﺷﺮﻳﻂ ﻓﻴﺪﻳﻮ ﺑﻤﻌﻴﺔ ﺧﻤﺴﺔ ﻣﻦ رﻓﺎﻗﻪ ﻓﻲ ﻏﺎﺑﺔ، أﺣﺪﻫﻢ ﻛﺎن ﻳﺴﺘﻌﺪ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻧــﺘــﺤــﺎرﻳــﺔ ﺑــﻮاﺳــﻄــﺔ ﻋــﺮﺑــﺔ ﻣﻌﺒﺄة ﺑــﺎﳌــﺘــﻔــﺠــﺮات. وﻫــــﺪد ﻋــﺒــﺪ اﻟــﻘــﻬــﺎر اﻟﺴﻠﻄﺎت ﺑـ»ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻬﺠﻤﺎت«. وأﺷﻴﻊ ﻣﺆﺧﺮا أﻧـﻪ ﻗﺘﻞ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺷﺮﻗﻲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ، وﺻﺮح واﻟﺪه ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﺼﺪق ﻣﻘﺘﻠﻪ إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺴﻠﻢ ﺟﺜﺘﻪ.