إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﺗﺴﺘﻌﲔ ﺑﺄﺋﻤﺔ ﳌﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺘﻄﺮف ﻓﻲ اﻟﺴﺠﻮن
ﻣﲑﻛﻞ ﺗﺴﺘﻘﺒﻞ أﻗﺎرب ﺿﺤﺎﻳﺎ ﻫﺠﻮم اﻟﺪﻫﺲ ﺑﺴﻮق ﺑﺮﻟﲔ
اﺳﺘﻘﺒﻠﺖ اﳌـﺴـﺘـﺸـﺎرة اﻷﳌـﺎﻧـﻴـﺔ أﻧﺠﻴﻼ ﻣﻴﺮﻛﻞ، أﻣﺲ اﻻﺛﻨﲔ، أﻗﺎرب ﺿﺤﺎﻳﺎ وﻣﺼﺎﺑﲔ ﻓﻲ ﻫﺠﻮم اﻟﺪﻫﺲ اﻟـــﺬي وﻗــﻊ ﻗـﺒـﻞ ﻋــﺎم ﺑــﺈﺣــﺪى أﺳــﻮاق أﻋــﻴــﺎد اﳌــﻴــﻼد ﻓــﻲ اﻟـﻌـﺎﺻـﻤـﺔ ﺑـﺮﻟـﲔ. وﺗــﺤــﺪد اﻟــﻠــﻘــﺎء ﺑــﻌــﺪ ﻇــﻬــﺮ أﻣـــﺲ ﻓﻲ دار اﳌﺴﺘﺸﺎرﻳﺔ، وﻣﻦ اﳌﻨﺘﻈﺮ إﻗﺎﻣﺔ ﻧـﺪوات ﺗﺬﻛﺎرﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺮح اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ اﻟــﻴــﻮم ﺣﻴﺚ ﺗﺤﻞ اﻟــﺬﻛــﺮى اﻟﺴﻨﻮﻳﺔ اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﻬﺠﻮم. وإﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻴﺮﻛﻞ، ﺳﻴﺸﺎرك اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﳌﺎﻧﻲ ﻓﺮﻧﻚ ﻓﺎﻟﺘﺮ ﺷﺘﺎﻳﻨﻤﺎﻳﺮ، ﻓــﻲ اﻟــﻨــﺪوة اﻟـﺘـﺬﻛـﺎرﻳـﺔ اﻟـﺮﺋـﻴـﺴـﻴـﺔ ﺑــﺎﻹﺿــﺎﻓــﺔ إﻟـــﻰ ﻛـﺜـﻴـﺮ ﻣﻦ اﻟﻮزراء اﻻﺗﺤﺎدﻳﲔ.
وﻛـــــــــﺎن ٢١ ﺷـــﺨـــﺼـــﺎ ﻗـــــﺪ ﻟـــﻘـــﻮا ﺣﺘﻔﻬﻢ وأﺻﻴﺐ ﻧﺤﻮ ٠٧ آﺧﺮﻳﻦ، ﻓﻲ اﻟﻬﺠﻮم اﻟﺬي ﻧﻔﺬه اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ اﻟﺮاﺣﻞ أﻧﻴﺲ اﻟﻌﺎﻣﺮي ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﺷﺎﺣﻨﺔ ﻓﻲ ٩١ دﻳﺴﻤﺒﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻷول( ٦١٠٢. وﻛــــﺎن أﻗـــــﺎرب اﻟــﻀــﺤــﺎﻳــﺎ ﻗــﺪ اﺗـﻬـﻤـﻮا ﻣﻴﺮﻛﻞ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻟـﻢ ﺗﻘﺪم ﻟﻬﻢ اﻟﺘﻌﺎزي ﺳﻮاء ﺑﺸﻜﻞ ﺷﺨﺼﻲ أو ﻛﺘﺎﺑﺔ، ﻏﻴﺮ أن ﻣﺘﺤﺪﺛﺎ ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ ﻗﺎل إن ﻣﻴﺮﻛﻞ زارت ﻣﺴﺮح اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻠﻬﺠﻮم واﺳﺘﻌﻠﻤﺖ ﻋـﻦ ﻛﻴﻔﻴﺔ وﻗــﻮع اﻟـﻬـﺠـﻮم، وأﺿــﺎف أﻧﻬﺎ ﺷﺎرﻛﺖ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻷﺛﻨﺎء ﻓﻲ ﻗﺪاس ﻣــﺴــﻜــﻮﻧــﻲ. ﻛــﻤــﺎ ﻗـــﺎﻣـــﺖ اﳌــﺴــﺘــﺸــﺎرة ﺑــﺰﻳــﺎرة ﻣﻔﺎﺟﺌﺔ ﳌـﻮﻗـﻊ ﺳــﻮق أﻋـﻴـﺎد اﳌـﻴـﻼد ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻤﻴﺪان ﺑﺮاﻳﺘﺸﻨﺎﻳﺪر ﺑﻼﺗﺲ اﻷﺳﺒﻮع اﳌﺎﺿﻲ.
إﻟــﻰ ذﻟــﻚ، ﻛــﺎن أﻧﻴﺲ اﻟﻌﺎﻣﺮي، اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي ﻧﻔﺬ أﺳﻮأ ﻫﺠﻮم إرﻫﺎﺑﻲ ﻓـــﻲ أﳌـــﺎﻧـــﻴـــﺎ، ﻣــﺠــﺮﻣــﺎ ﻣـــﻐـــﻤـــﻮرا، ﺑــﺪأ ﺧﻄﻮاﺗﻪ اﻷوﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﻄﺮف أﺛـﻨـﺎء ﻗـﻀـﺎء ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻓـﻲ اﻟﺴﺠﻦ ﻓﻲ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ. واﻗـﺘـﺤـﻢ اﻟـﺸـﺎب اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ اﻟﻌﺎﻣﺮي )٤٢ ﻋﺎﻣﺎ( ﺑﺸﺎﺣﻨﺔ ﻣﺤﻤﻠﺔ ﺑـــﺎﻟـــﺤـــﺪﻳـــﺪ ﺳــــــﻮق »ﺑـــﺮاﻳـــﺘـــﺸـــﻨـــﺎﻳـــﺪر ﺑـــﻼﺗـــﺲ« ﻟــﻬــﺪاﻳــﺎ أﻋـــﻴـــﺎد اﳌـــﻴـــﻼد ﻓﻲ ﺑﺮﻟﲔ، ﻣﺎ أﺳﻔﺮ ﻋﻦ ﻣﻘﺘﻞ ٢١ ﺷﺨﺼﺎ وإﺻﺎﺑﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٧ آﺧﺮﻳﻦ، وأﻋﻠﻦ ﺗﻨﻈﻴﻢ »داﻋﺶ« اﻹرﻫﺎﺑﻲ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺘﻪ ﻋﻦ اﻟﻬﺠﻮم.
واﻵن وﺑـــﻌـــﺪ ﻣــــــﺮور ﻋـــــﺎم ﻋـﻠـﻰ اﻟﻬﺠﻮم اﻟﺪﻣﻮي وﻣﻘﺘﻞ اﻟﻌﺎﻣﺮي ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻋﺮﺿﻴﺔ ﻣﻊ اﻟﺸﺮﻃﺔ ﻓﻲ ٣٢ دﻳﺴﻤﺒﺮ اﳌﺎﺿﻲ ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ ﻣﻴﻼﻧﻮ، ﺗﺠﺮب إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﺎ ﺗﺄﻣﻞ ﻓﻲ أن ﻳﻨﺠﺢ ﻓﻲ ﻣﻨﻊ اﳌﺤﺘﺠﺰﻳﻦ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻣــــﻦ اﻻﺗـــــﺠـــــﺎه إﻟـــــﻰ اﻟـــﺘـــﻄـــﺮف. وﻗــــﺎل ﺟــﻴــﻨــﺎرو ﻣــﻴــﺠــﻠــﻴــﻮر، وزﻳـــــﺮ اﻟـــﺪوﻟـــﺔ اﻹﻳﻄﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﺪل اﳌﺸﺮف ﻋﻠﻰ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﺴﺠﻮن، ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﻊ وﻛﺎﻟﺔ اﻷﻧﺒﺎء اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ: »ﻧﺮﻳﺪ أن ﻧﻜﻮن أﻗﻮﻳﺎء ﺿﺪ اﻹرﻫﺎﺑﻴﲔ، وأن ﻧﻜﻮن أﻗﻮﻳﺎء ﺑﺎﻟﻘﺪر ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ أﺳﺒﺎب اﻟﺘﻄﺮف«.
ووﻗﻌﺖ وزارة اﻟﻌﺪل اﺗﻔﺎﻗﺎ ﻣﻊ »اﺗــﺤــﺎد اﻟـﺠـﻤـﺎﻋـﺎت اﻹﺳــﻼﻣــﻴــﺔ« ﻓﻲ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﻟﻼﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺄﺋﻤﺔ ﻣﻌﺘﻤﺪﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﺪوﻟﺔ أو »ﻣﺴﺘﺸﺎرﻳﻦ روﺣﻴﲔ« ﻓـــﻲ اﻟـــﺴـــﺠـــﻮن اﻹﻳـــﻄـــﺎﻟـــﻴـــﺔ ﻟـﺘـﻌـﺮﻳـﻒ اﻟﺴﺠﻨﺎء اﳌﺴﻠﻤﲔ ﺑﺼﺤﻴﺢ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ. وأوﺿﺢ ﻣﻴﺠﻠﻴﻮر أن اﻟﻬﺪف ﻣــﻦ وراء ﻫـــﺬه اﻟــﺨــﻄــﻮة، ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﻟـﺤـﺪ ﻣــﻦ ﺗـﺄﺛـﻴـﺮ »اﻷﺷــﺨــﺎص اﻟـﺬﻳـﻦ ﻧــﺼــﺒــﻮا أﻧــﻔــﺴــﻬــﻢ أﺋـــﻤـــﺔ« ﺑـــﲔ ﻧـــﺰﻻء اﻟـــﺴـــﺠـــﻮن، وأﻳـــﻀـــﺎ ﻟــﻀــﻤــﺎن ﺣــﺮﻳــﺔ اﻟﻌﺒﺎدة. وﻗﺎل ﻳﻮﺳﻒ ﺳﺒﺎﻋﻲ، وﻫﻮ ﻋﻀﻮ وﻣﺆﺳﺲ »اﺗـﺤـﺎد اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻹﺳــــﻼﻣــــﻴــــﺔ« ﻓــــﻲ إﻳـــﻄـــﺎﻟـــﻴـــﺎ ﻟــﻮﻛــﺎﻟــﺔ اﻷﻧــﺒــﺎء اﻷﳌـﺎﻧـﻴـﺔ: »إﻧـﻬـﺎ ﺧﻄﺔ راﺋــﺪة ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ أﻧﺤﺎء أوروﺑﺎ«.
وﻗــــــــــــــــﺎم ﺳــــــﺒــــــﺎﻋــــــﻲ ﺑـــﺘـــﺠـــﻨـــﻴـــﺪ ﻣــﺘــﻄــﻮﻋــﲔ ﻟــﻠــﺒــﺮﻧــﺎﻣــﺞ، ﻛــﻤــﺎ ﻳـﺸـﺮف ﻋﻠﻰ دورة ﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺣﺮاس اﻟﺴﺠﻮن ﺑﻜﻴﻔﻴﺔ رﺻــﺪ ﻋـﻼﻣـﺎت اﻟﺘﻄﺮف ﺑﲔ اﳌﺤﺘﺠﺰﻳﻦ. وﻗﺎل ﻣﻴﺠﻠﻴﻮر: »اﻟﻠﺤﻴﺔ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ، واﳌﻮاﻇﺒﺔ ﻋﻠﻰ أداء اﻟﺼﻼة، أو اﻻﺑﺘﻬﺎج ﺑﻌﺪ ﻣﺸﺎﻫﺪة أﺧﺒﺎر ﻋﻦ ﻫﺠﻮم إرﻫـﺎﺑـﻲ ﻓﻲ اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮن، ﺗﻌﺪ ﺑــﻮادر ﺿﻤﻦ اﳌـﺆﺷـﺮات اﻟﺪاﻋﻴﺔ إﻟﻰ دق أﺟـــــــﺮاس اﻹﻧــــــــــﺬار«، ﻣــﻀــﻴــﻔــﺎ أن ٥٦٣ ﺳﺠﻴﻨﺎ ﻣـﻦ ﺑـﲔ ٦ آﻻف ﺳﺠﲔ ﻣﺴﻠﻢ، ﻳﺨﻀﻌﻮن ﻟﻠﻤﺮاﻗﺒﺔ ﺣﺎﻟﻴﺎ. وﻣﻦ ﺑﲔ ﻣﺘﻄﻮﻋﻲ »اﺗﺤﺎد اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻹﺳــﻼﻣـــﻴـــﺔ« ﻓـــﻲ إﻳــﻄــﺎﻟــﻴــﺎ، ﺳــﻮراﻳــﺎ ﺣﻮﻟﻲ، اﻟﺘﻲ ﺗﻢ إرﺳﺎﻟﻬﺎ إﻟﻰ ﺳﺠﻦ ﺑــﻮﻻت ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﻴﻼﻧﻮ. وﺗﻠﻘﻲ ﻫﻲ وﻣﺘﻄﻮﻋﺔ أﺧــﺮى دروﺳــﺎ أﺳﺒﻮﻋﻴﺔ ﺗــﺴــﺘــﻐــﺮق ﻧــﺤــﻮ ﺳــﺎﻋــﺘــﲔ ﺗـﺘـﻀـﻤـﻦ ﻗــــــــــﺮاءة اﻟــــــﻘــــــﺮآن واﻹﻋـــــــــــــﺪاد ﻟـــﺼـــﻼة اﻟﺠﻤﻌﺔ، ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻣﺎن اﻹرﺷﺎد اﻟﺪﻳﻨﻲ اﻟـﻌـﺎم. وﻗﺎﻟﺖ ﺣﻮﻟﻲ ﻟﻮﻛﺎﻟﺔ اﻷﻧﺒﺎء اﻷﳌـــﺎﻧـــﻴـــﺔ: »ﻣــﻬــﻤــﺘــﻨــﺎ ﻫـــﻲ ﺗـﻌـﺮﻳـﻔـﻬـﻢ ﺑــﺎﻹﺳــﻼم اﻟـﺼـﺤـﻴـﺢ... ﻟﻘﺪ رأﻳـﻨـﺎ أن ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﻟﺴﺠﻨﺎء ﻳﺠﻬﻠﻮن دﻳﻨﻬﻢ، ﺧــﺼــﻮﺻــﺎ اﻷﺻـــﻐـــﺮ ﺳـــﻨـــﺎ، وﻟـــﺬﻟـــﻚ، ﻓﺈن ﺗﻌﻠﻢ أﻓﻜﺎر ﺧﺎﻃﺌﺔ ﻳﻜﻮن ﺳﻬﻼ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﻢ«.
وﺗــﺎﺑــﻌــﺖ أن اﻟــﺴــﺠــﻨــﺎء ﺷــﻌــﺮوا ﺑـــﺎﻟـــﺤـــﻴـــﺮة واﻻرﺗــــــﺒــــــﺎك ﻓــــﻲ اﻟـــﺒـــﺪاﻳـــﺔ ﻟــﻮﺟــﻮد اﻣـــــﺮأة ﻣـﻌـﻠـﻤـﺔ و»ﻓــــﻲ اﻟــﻴــﻮم اﻷول، ﻃﻠﺒﻮا ﻣﻌﻠﻤﺎ رﺟﻼ. وﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪو أﻧـﻬـﻢ ﺗــﺠــﺎوزا اﻧــﻌــﺪام اﻟﺜﻘﺔ، وﺳﺠﻞ ﻣـﺎ ﻳـﻘـﺮب ﻣـﻦ ٠٨ ﺳﺠﻴﻨﺎ أﺳﻤﺎءﻫﻢ ﻟــﺤــﻀــﻮر دروس ﺻــﺒــﺎح )أﻣـــــﺲ(«. وﻟــﻢ ﺗﺜﺒﺖ ﺑﻌﺪ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺨﻄﺔ. ﻛﻤﺎ أن ﻫــــﺬه اﻟــﺨــﻄــﺔ اﻟـــﺘـــﻲ أﻃــﻠــﻘــﺖ ﻫــﺬا اﻟـــﻌـــﺎم ﻓـــﻲ ٨ ﻣـــﻦ أﺻـــــﻞ ٠٠٢ ﺳـﺠـﻦ إﻳﻄﺎﻟﻲ، ﻗﺪ ﺗﻔﺸﻞ ﻓﻲ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﻓﻲ أﺷﺪ اﻟﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻻﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ اﻟﺘﻄﺮف، ﺧﺼﻮﺻﺎ إذا ﻛﺎن ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ أﺷﺨﺎص ﻣﺜﻞ ﺣﻮﻟﻲ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﻢ ﺟﻮاﺳﻴﺲ. ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻪ، دﻋﺎ ﺑﺎﺗﺮﻳﺴﻴﻮ ﺟﻮﻧﻴﻼ، أﺳﺘﺎذ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﺋـﻴـﺲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ »أﻧـﺘـﻴـﻐـﻮن«، وﻫﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻌﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﺣﻘﻮق اﻟﺴﺠﻨﺎء، إﻟـﻰ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ وﻗﺎﺋﻴﺔ أوﺳـــﻊ ﻧـﻄـﺎﻗـﺎ، ﻹزاﻟـــﺔ أي ﺳـﺒـﺐ ﻟـﺪى اﻟــﺴــﺠــﻨــﺎء ﻟــﻠــﺸــﻚ ﻓـــﻲ ﻧـــﻮاﻳـــﺎ اﻟــﺪوﻟــﺔ ﺿﺪﻫﻢ. وﻗﺎل ﺟﻮﻧﻴﻼ: »أﻓﻀﻞ أﻧﻮاع اﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺗﻬﻴﺌﺔ ﺑﻴﺌﺔ ﻣﻼﺋﻤﺔ ﺑـﺎﻟـﺴـﺠـﻮن ﺗـﻘـﻮم ﻋـﻠـﻰ أﺳـــﺎس ﺗﻮﻓﺮ ﻓــﺮص اﻟـﻌـﻤـﻞ واﻟـﺘـﻌـﻠـﻴـﻢ«. وأوﺿـــﺢ: »اﻟــﻜــﻼم أﺳـﻬـﻞ ﻣـﻦ اﻟـﻌـﻤـﻞ، ﻟﻜﻦ ﻫﺬه ﻫﻲ اﻟﺴﺒﻴﻞ اﻟﻮﺣﻴﺪة: ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻚ ﻏﺴﻞ أدﻣــﻐــﺔ )اﻷﺷـــــــﺮار(. وﻻ ﺗــﺘــﻮاﻓــﺮ أدﻟــﺔ ﻛـﺎﻓـﻴـﺔ ﻋـﻠـﻰ ﺣــﺼــﻮل اﻟــﻌــﺎﻣــﺮي ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻔﺮص ﻓﻲ اﻷﻋﻮام اﻟﺜﻼﺛﺔ وﻧــﺼــﻒ اﻟـــﻌـــﺎم، اﻟــﺘــﻲ ﻗــﻀــﺎﻫــﺎ وراء اﻟـﻘـﻀـﺒـﺎن ﻓــﻲ إﻳـﻄـﺎﻟـﻴـﺎ. ﻓــﻲ اﻟــﻮاﻗــﻊ، ﺗﻢ اﻹﺑـﻼغ ﻋﻨﻪ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺧﻄﻴﺮ، وﺗﻢ ﺗﻮﺟﻴﻪ ٢١ ﺗﺤﺬﻳﺮا ﺑﺸﺄﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻮك اﻟــﻌــﻨــﻴــﻒ، وﺗــﻬــﺪﻳــﺪ ﺣــــﺮاس اﻟـﺴـﺠـﻦ واﳌﺤﺘﺠﺰﻳﻦ اﻵﺧﺮﻳﻦ«.
ووﺻﻞ اﻟﻌﺎﻣﺮي إﻟﻰ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ ﻋﺎم ١١٠٢. وﻛﺬب ﺑﺸﺄن ﻋﻤﺮه ﻟﻴﺒﺪو ﻃﻔﻼ ﻻﺟﺌﺎ. وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻢ رﻓﺾ ﺗﺼﺮﻳﺢ إﻗﺎﻣﺘﻪ، أﺿﺮم اﻟﻨﺎر ﻓﻲ ﻣﻠﺠﺄ اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ، وﺗﻢ إرﺳﺎﻟﻪ إﻟﻰ اﻟﺴﺠﻦ. ﺛﻢ ﺗﻮﺟﻪ إﻟـﻰ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻓﻲ ﻋـﺎم ٥١٠٢، ﺑﻌﺪ أن رﻓﻀﺖ ﺗﻮﻧﺲ اﻟـﺘـﻌـﺎون ﻣﻊ إﻳـﻄـﺎﻟـﻴـﺎ ﻟﺘﺮﺣﻴﻠﻪ إﻟــﻰ وﻃــﻨــﻪ. وﻓـﻲ أﳌـــﺎﻧـــﻴـــﺎ، ﺗـﻌـﻘـﺒـﺘـﻪ اﻟــﺴــﻠــﻄــﺎت، وﻟـﻜـﻦ اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻬﺪﻓﺘﻪ ﻓﺸﻠﺖ ﻓﻲ ﺗﻮﺟﻴﻪ إداﻧــﺔ إﻟﻴﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪم ﻛﻔﺎﻳﺔ اﻷدﻟﺔ. وﻋﺎد إﻟﻰ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﺑﻌﺪ ﻫﺠﻮﻣﻪ اﻟﺪﻣﻮي، ﻷﺳﺒﺎب ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺗﻮﺿﻴﺤﻬﺎ.