Asharq Al-Awsat Saudi Edition

إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﺗﺴﺘﻌﲔ ﺑﺄﺋﻤﺔ ﳌﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺘﻄﺮف ﻓﻲ اﻟﺴﺠﻮن

ﻣﲑﻛﻞ ﺗﺴﺘﻘﺒﻞ أﻗﺎرب ﺿﺤﺎﻳﺎ ﻫﺠﻮم اﻟﺪﻫﺲ ﺑﺴﻮق ﺑﺮﻟﲔ

- ﺑﺮﻟﲔ - روﻣﺎ: »»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ«

اﺳﺘﻘﺒﻠﺖ اﳌـﺴـﺘـﺸـﺎ­رة اﻷﳌـﺎﻧـﻴـﺔ أﻧﺠﻴﻼ ﻣﻴﺮﻛﻞ، أﻣﺲ اﻻﺛﻨﲔ، أﻗﺎرب ﺿﺤﺎﻳﺎ وﻣﺼﺎﺑﲔ ﻓﻲ ﻫﺠﻮم اﻟﺪﻫﺲ اﻟـــﺬي وﻗــﻊ ﻗـﺒـﻞ ﻋــﺎم ﺑــﺈﺣــﺪى أﺳــﻮاق أﻋــﻴــﺎد اﳌــﻴــﻼد ﻓــﻲ اﻟـﻌـﺎﺻـﻤـ­ﺔ ﺑـﺮﻟـﲔ. وﺗــﺤــﺪد اﻟــﻠــﻘــ­ﺎء ﺑــﻌــﺪ ﻇــﻬــﺮ أﻣـــﺲ ﻓﻲ دار اﳌﺴﺘﺸﺎرﻳﺔ، وﻣﻦ اﳌﻨﺘﻈﺮ إﻗﺎﻣﺔ ﻧـﺪوات ﺗﺬﻛﺎرﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺮح اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ اﻟــﻴــﻮم ﺣﻴﺚ ﺗﺤﻞ اﻟــﺬﻛــﺮى اﻟﺴﻨﻮﻳﺔ اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﻬﺠﻮم. وإﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻴﺮﻛﻞ، ﺳﻴﺸﺎرك اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﳌﺎﻧﻲ ﻓﺮﻧﻚ ﻓﺎﻟﺘﺮ ﺷﺘﺎﻳﻨﻤﺎﻳﺮ، ﻓــﻲ اﻟــﻨــﺪوة اﻟـﺘـﺬﻛـﺎر­ﻳـﺔ اﻟـﺮﺋـﻴـﺴـ­ﻴـﺔ ﺑــﺎﻹﺿــﺎﻓ­ــﺔ إﻟـــﻰ ﻛـﺜـﻴـﺮ ﻣﻦ اﻟﻮزراء اﻻﺗﺤﺎدﻳﲔ.

وﻛــــــــ­ـﺎن ٢١ ﺷـــﺨـــﺼـ­ــﺎ ﻗـــــﺪ ﻟـــﻘـــﻮا ﺣﺘﻔﻬﻢ وأﺻﻴﺐ ﻧﺤﻮ ٠٧ آﺧﺮﻳﻦ، ﻓﻲ اﻟﻬﺠﻮم اﻟﺬي ﻧﻔﺬه اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ اﻟﺮاﺣﻞ أﻧﻴﺲ اﻟﻌﺎﻣﺮي ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﺷﺎﺣﻨﺔ ﻓﻲ ٩١ دﻳﺴﻤﺒﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻷول( ٦١٠٢. وﻛــــﺎن أﻗـــــﺎرب اﻟــﻀــﺤــ­ﺎﻳــﺎ ﻗــﺪ اﺗـﻬـﻤـﻮا ﻣﻴﺮﻛﻞ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻟـﻢ ﺗﻘﺪم ﻟﻬﻢ اﻟﺘﻌﺎزي ﺳﻮاء ﺑﺸﻜﻞ ﺷﺨﺼﻲ أو ﻛﺘﺎﺑﺔ، ﻏﻴﺮ أن ﻣﺘﺤﺪﺛﺎ ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ ﻗﺎل إن ﻣﻴﺮﻛﻞ زارت ﻣﺴﺮح اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻠﻬﺠﻮم واﺳﺘﻌﻠﻤﺖ ﻋـﻦ ﻛﻴﻔﻴﺔ وﻗــﻮع اﻟـﻬـﺠـﻮم، وأﺿــﺎف أﻧﻬﺎ ﺷﺎرﻛﺖ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻷﺛﻨﺎء ﻓﻲ ﻗﺪاس ﻣــﺴــﻜــﻮ­ﻧــﻲ. ﻛــﻤــﺎ ﻗـــﺎﻣـــﺖ اﳌــﺴــﺘــ­ﺸــﺎرة ﺑــﺰﻳــﺎرة ﻣﻔﺎﺟﺌﺔ ﳌـﻮﻗـﻊ ﺳــﻮق أﻋـﻴـﺎد اﳌـﻴـﻼد ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻤﻴﺪان ﺑﺮاﻳﺘﺸﻨﺎﻳﺪ­ر ﺑﻼﺗﺲ اﻷﺳﺒﻮع اﳌﺎﺿﻲ.

إﻟــﻰ ذﻟــﻚ، ﻛــﺎن أﻧﻴﺲ اﻟﻌﺎﻣﺮي، اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي ﻧﻔﺬ أﺳﻮأ ﻫﺠﻮم إرﻫﺎﺑﻲ ﻓـــﻲ أﳌـــﺎﻧـــ­ﻴـــﺎ، ﻣــﺠــﺮﻣــ­ﺎ ﻣـــﻐـــﻤـ­ــﻮرا، ﺑــﺪأ ﺧﻄﻮاﺗﻪ اﻷوﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﻄﺮف أﺛـﻨـﺎء ﻗـﻀـﺎء ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻓـﻲ اﻟﺴﺠﻦ ﻓﻲ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ. واﻗـﺘـﺤـﻢ اﻟـﺸـﺎب اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ اﻟﻌﺎﻣﺮي )٤٢ ﻋﺎﻣﺎ( ﺑﺸﺎﺣﻨﺔ ﻣﺤﻤﻠﺔ ﺑـــﺎﻟـــﺤ­ـــﺪﻳـــﺪ ﺳــــــﻮق »ﺑـــﺮاﻳـــ­ﺘـــﺸـــﻨـ­ــﺎﻳـــﺪر ﺑـــﻼﺗـــﺲ« ﻟــﻬــﺪاﻳـ­ـﺎ أﻋـــﻴـــﺎ­د اﳌـــﻴـــﻼ­د ﻓﻲ ﺑﺮﻟﲔ، ﻣﺎ أﺳﻔﺮ ﻋﻦ ﻣﻘﺘﻞ ٢١ ﺷﺨﺼﺎ وإﺻﺎﺑﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٧ آﺧﺮﻳﻦ، وأﻋﻠﻦ ﺗﻨﻈﻴﻢ »داﻋﺶ« اﻹرﻫﺎﺑﻲ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺘﻪ ﻋﻦ اﻟﻬﺠﻮم.

واﻵن وﺑـــﻌـــﺪ ﻣــــــﺮور ﻋـــــﺎم ﻋـﻠـﻰ اﻟﻬﺠﻮم اﻟﺪﻣﻮي وﻣﻘﺘﻞ اﻟﻌﺎﻣﺮي ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻋﺮﺿﻴﺔ ﻣﻊ اﻟﺸﺮﻃﺔ ﻓﻲ ٣٢ دﻳﺴﻤﺒﺮ اﳌﺎﺿﻲ ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ ﻣﻴﻼﻧﻮ، ﺗﺠﺮب إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﺎ ﺗﺄﻣﻞ ﻓﻲ أن ﻳﻨﺠﺢ ﻓﻲ ﻣﻨﻊ اﳌﺤﺘﺠﺰﻳﻦ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻣــــﻦ اﻻﺗـــــﺠـ­ــــﺎه إﻟـــــﻰ اﻟـــﺘـــﻄ­ـــﺮف. وﻗــــﺎل ﺟــﻴــﻨــﺎ­رو ﻣــﻴــﺠــﻠ­ــﻴــﻮر، وزﻳـــــﺮ اﻟـــﺪوﻟــ­ـﺔ اﻹﻳﻄﺎﻟﻲ ﻟﻠﻌﺪل اﳌﺸﺮف ﻋﻠﻰ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﺴﺠﻮن، ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﻊ وﻛﺎﻟﺔ اﻷﻧﺒﺎء اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ: »ﻧﺮﻳﺪ أن ﻧﻜﻮن أﻗﻮﻳﺎء ﺿﺪ اﻹرﻫﺎﺑﻴﲔ، وأن ﻧﻜﻮن أﻗﻮﻳﺎء ﺑﺎﻟﻘﺪر ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ أﺳﺒﺎب اﻟﺘﻄﺮف«.

ووﻗﻌﺖ وزارة اﻟﻌﺪل اﺗﻔﺎﻗﺎ ﻣﻊ »اﺗــﺤــﺎد اﻟـﺠـﻤـﺎﻋـ­ﺎت اﻹﺳــﻼﻣــﻴ­ــﺔ« ﻓﻲ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﻟﻼﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺄﺋﻤﺔ ﻣﻌﺘﻤﺪﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﺪوﻟﺔ أو »ﻣﺴﺘﺸﺎرﻳﻦ روﺣﻴﲔ« ﻓـــﻲ اﻟـــﺴـــﺠ­ـــﻮن اﻹﻳـــﻄـــ­ﺎﻟـــﻴـــﺔ ﻟـﺘـﻌـﺮﻳـﻒ اﻟﺴﺠﻨﺎء اﳌﺴﻠﻤﲔ ﺑﺼﺤﻴﺢ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ. وأوﺿﺢ ﻣﻴﺠﻠﻴﻮر أن اﻟﻬﺪف ﻣــﻦ وراء ﻫـــﺬه اﻟــﺨــﻄــ­ﻮة، ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﻟـﺤـﺪ ﻣــﻦ ﺗـﺄﺛـﻴـﺮ »اﻷﺷــﺨــﺎص اﻟـﺬﻳـﻦ ﻧــﺼــﺒــﻮ­ا أﻧــﻔــﺴــ­ﻬــﻢ أﺋـــﻤـــﺔ« ﺑـــﲔ ﻧـــﺰﻻء اﻟـــﺴـــﺠ­ـــﻮن، وأﻳـــﻀـــ­ﺎ ﻟــﻀــﻤــﺎ­ن ﺣــﺮﻳــﺔ اﻟﻌﺒﺎدة. وﻗﺎل ﻳﻮﺳﻒ ﺳﺒﺎﻋﻲ، وﻫﻮ ﻋﻀﻮ وﻣﺆﺳﺲ »اﺗـﺤـﺎد اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻹﺳــــﻼﻣـ­ـــﻴــــﺔ« ﻓــــﻲ إﻳـــﻄـــﺎ­ﻟـــﻴـــﺎ ﻟــﻮﻛــﺎﻟـ­ـﺔ اﻷﻧــﺒــﺎء اﻷﳌـﺎﻧـﻴـﺔ: »إﻧـﻬـﺎ ﺧﻄﺔ راﺋــﺪة ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ أﻧﺤﺎء أوروﺑﺎ«.

وﻗــــــــ­ــــــــﺎم ﺳــــــﺒــ­ــــﺎﻋــــ­ــﻲ ﺑـــﺘـــﺠـ­ــﻨـــﻴـــ­ﺪ ﻣــﺘــﻄــﻮ­ﻋــﲔ ﻟــﻠــﺒــﺮ­ﻧــﺎﻣــﺞ، ﻛــﻤــﺎ ﻳـﺸـﺮف ﻋﻠﻰ دورة ﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺣﺮاس اﻟﺴﺠﻮن ﺑﻜﻴﻔﻴﺔ رﺻــﺪ ﻋـﻼﻣـﺎت اﻟﺘﻄﺮف ﺑﲔ اﳌﺤﺘﺠﺰﻳﻦ. وﻗﺎل ﻣﻴﺠﻠﻴﻮر: »اﻟﻠﺤﻴﺔ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ، واﳌﻮاﻇﺒﺔ ﻋﻠﻰ أداء اﻟﺼﻼة، أو اﻻﺑﺘﻬﺎج ﺑﻌﺪ ﻣﺸﺎﻫﺪة أﺧﺒﺎر ﻋﻦ ﻫﺠﻮم إرﻫـﺎﺑـﻲ ﻓﻲ اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮن، ﺗﻌﺪ ﺑــﻮادر ﺿﻤﻦ اﳌـﺆﺷـﺮات اﻟﺪاﻋﻴﺔ إﻟﻰ دق أﺟـــــــﺮ­اس اﻹﻧـــــــ­ـــﺬار«، ﻣــﻀــﻴــﻔ­ــﺎ أن ٥٦٣ ﺳﺠﻴﻨﺎ ﻣـﻦ ﺑـﲔ ٦ آﻻف ﺳﺠﲔ ﻣﺴﻠﻢ، ﻳﺨﻀﻌﻮن ﻟﻠﻤﺮاﻗﺒﺔ ﺣﺎﻟﻴﺎ. وﻣﻦ ﺑﲔ ﻣﺘﻄﻮﻋﻲ »اﺗﺤﺎد اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻹﺳــﻼﻣـــ­ﻴـــﺔ« ﻓـــﻲ إﻳــﻄــﺎﻟـ­ـﻴــﺎ، ﺳــﻮراﻳــﺎ ﺣﻮﻟﻲ، اﻟﺘﻲ ﺗﻢ إرﺳﺎﻟﻬﺎ إﻟﻰ ﺳﺠﻦ ﺑــﻮﻻت ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﻴﻼﻧﻮ. وﺗﻠﻘﻲ ﻫﻲ وﻣﺘﻄﻮﻋﺔ أﺧــﺮى دروﺳــﺎ أﺳﺒﻮﻋﻴﺔ ﺗــﺴــﺘــﻐ­ــﺮق ﻧــﺤــﻮ ﺳــﺎﻋــﺘــ­ﲔ ﺗـﺘـﻀـﻤـﻦ ﻗـــــــــ­ـﺮاءة اﻟــــــﻘـ­ـــــﺮآن واﻹﻋــــــ­ـــــــﺪاد ﻟـــﺼـــﻼة اﻟﺠﻤﻌﺔ، ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻣﺎن اﻹرﺷﺎد اﻟﺪﻳﻨﻲ اﻟـﻌـﺎم. وﻗﺎﻟﺖ ﺣﻮﻟﻲ ﻟﻮﻛﺎﻟﺔ اﻷﻧﺒﺎء اﻷﳌـــﺎﻧــ­ـﻴـــﺔ: »ﻣــﻬــﻤــﺘ­ــﻨــﺎ ﻫـــﻲ ﺗـﻌـﺮﻳـﻔـﻬ­ـﻢ ﺑــﺎﻹﺳــﻼم اﻟـﺼـﺤـﻴـﺢ... ﻟﻘﺪ رأﻳـﻨـﺎ أن ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﻟﺴﺠﻨﺎء ﻳﺠﻬﻠﻮن دﻳﻨﻬﻢ، ﺧــﺼــﻮﺻــ­ﺎ اﻷﺻـــﻐـــ­ﺮ ﺳـــﻨـــﺎ، وﻟـــﺬﻟـــ­ﻚ، ﻓﺈن ﺗﻌﻠﻢ أﻓﻜﺎر ﺧﺎﻃﺌﺔ ﻳﻜﻮن ﺳﻬﻼ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﻢ«.

وﺗــﺎﺑــﻌـ­ـﺖ أن اﻟــﺴــﺠــ­ﻨــﺎء ﺷــﻌــﺮوا ﺑـــﺎﻟـــﺤ­ـــﻴـــﺮة واﻻرﺗـــــ­ـﺒــــــﺎك ﻓــــﻲ اﻟـــﺒـــﺪ­اﻳـــﺔ ﻟــﻮﺟــﻮد اﻣـــــﺮأة ﻣـﻌـﻠـﻤـﺔ و»ﻓــــﻲ اﻟــﻴــﻮم اﻷول، ﻃﻠﺒﻮا ﻣﻌﻠﻤﺎ رﺟﻼ. وﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪو أﻧـﻬـﻢ ﺗــﺠــﺎوزا اﻧــﻌــﺪام اﻟﺜﻘﺔ، وﺳﺠﻞ ﻣـﺎ ﻳـﻘـﺮب ﻣـﻦ ٠٨ ﺳﺠﻴﻨﺎ أﺳﻤﺎءﻫﻢ ﻟــﺤــﻀــﻮ­ر دروس ﺻــﺒــﺎح )أﻣـــــﺲ(«. وﻟــﻢ ﺗﺜﺒﺖ ﺑﻌﺪ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺨﻄﺔ. ﻛﻤﺎ أن ﻫــــﺬه اﻟــﺨــﻄــ­ﺔ اﻟـــﺘـــﻲ أﻃــﻠــﻘــ­ﺖ ﻫــﺬا اﻟـــﻌـــﺎ­م ﻓـــﻲ ٨ ﻣـــﻦ أﺻـــــﻞ ٠٠٢ ﺳـﺠـﻦ إﻳﻄﺎﻟﻲ، ﻗﺪ ﺗﻔﺸﻞ ﻓﻲ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﻓﻲ أﺷﺪ اﻟﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻻﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ اﻟﺘﻄﺮف، ﺧﺼﻮﺻﺎ إذا ﻛﺎن ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ أﺷﺨﺎص ﻣﺜﻞ ﺣﻮﻟﻲ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﻢ ﺟﻮاﺳﻴﺲ. ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻪ، دﻋﺎ ﺑﺎﺗﺮﻳﺴﻴﻮ ﺟﻮﻧﻴﻼ، أﺳﺘﺎذ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﺋـﻴـﺲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ »أﻧـﺘـﻴـﻐـﻮ­ن«، وﻫﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻌﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﺣﻘﻮق اﻟﺴﺠﻨﺎء، إﻟـﻰ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ وﻗﺎﺋﻴﺔ أوﺳـــﻊ ﻧـﻄـﺎﻗـﺎ، ﻹزاﻟـــﺔ أي ﺳـﺒـﺐ ﻟـﺪى اﻟــﺴــﺠــ­ﻨــﺎء ﻟــﻠــﺸــﻚ ﻓـــﻲ ﻧـــﻮاﻳـــ­ﺎ اﻟــﺪوﻟــﺔ ﺿﺪﻫﻢ. وﻗﺎل ﺟﻮﻧﻴﻼ: »أﻓﻀﻞ أﻧﻮاع اﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺗﻬﻴﺌﺔ ﺑﻴﺌﺔ ﻣﻼﺋﻤﺔ ﺑـﺎﻟـﺴـﺠـﻮ­ن ﺗـﻘـﻮم ﻋـﻠـﻰ أﺳـــﺎس ﺗﻮﻓﺮ ﻓــﺮص اﻟـﻌـﻤـﻞ واﻟـﺘـﻌـﻠـ­ﻴـﻢ«. وأوﺿـــﺢ: »اﻟــﻜــﻼم أﺳـﻬـﻞ ﻣـﻦ اﻟـﻌـﻤـﻞ، ﻟﻜﻦ ﻫﺬه ﻫﻲ اﻟﺴﺒﻴﻞ اﻟﻮﺣﻴﺪة: ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻚ ﻏﺴﻞ أدﻣــﻐــﺔ )اﻷﺷـــــــ­ﺮار(. وﻻ ﺗــﺘــﻮاﻓـ­ـﺮ أدﻟــﺔ ﻛـﺎﻓـﻴـﺔ ﻋـﻠـﻰ ﺣــﺼــﻮل اﻟــﻌــﺎﻣـ­ـﺮي ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻔﺮص ﻓﻲ اﻷﻋﻮام اﻟﺜﻼﺛﺔ وﻧــﺼــﻒ اﻟـــﻌـــﺎ­م، اﻟــﺘــﻲ ﻗــﻀــﺎﻫــ­ﺎ وراء اﻟـﻘـﻀـﺒـﺎ­ن ﻓــﻲ إﻳـﻄـﺎﻟـﻴـ­ﺎ. ﻓــﻲ اﻟــﻮاﻗــﻊ، ﺗﻢ اﻹﺑـﻼغ ﻋﻨﻪ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺧﻄﻴﺮ، وﺗﻢ ﺗﻮﺟﻴﻪ ٢١ ﺗﺤﺬﻳﺮا ﺑﺸﺄﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻮك اﻟــﻌــﻨــ­ﻴــﻒ، وﺗــﻬــﺪﻳـ­ـﺪ ﺣــــﺮاس اﻟـﺴـﺠـﻦ واﳌﺤﺘﺠﺰﻳﻦ اﻵﺧﺮﻳﻦ«.

ووﺻﻞ اﻟﻌﺎﻣﺮي إﻟﻰ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ ﻋﺎم ١١٠٢. وﻛﺬب ﺑﺸﺄن ﻋﻤﺮه ﻟﻴﺒﺪو ﻃﻔﻼ ﻻﺟﺌﺎ. وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻢ رﻓﺾ ﺗﺼﺮﻳﺢ إﻗﺎﻣﺘﻪ، أﺿﺮم اﻟﻨﺎر ﻓﻲ ﻣﻠﺠﺄ اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ، وﺗﻢ إرﺳﺎﻟﻪ إﻟﻰ اﻟﺴﺠﻦ. ﺛﻢ ﺗﻮﺟﻪ إﻟـﻰ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻓﻲ ﻋـﺎم ٥١٠٢، ﺑﻌﺪ أن رﻓﻀﺖ ﺗﻮﻧﺲ اﻟـﺘـﻌـﺎون ﻣﻊ إﻳـﻄـﺎﻟـﻴـ­ﺎ ﻟﺘﺮﺣﻴﻠﻪ إﻟــﻰ وﻃــﻨــﻪ. وﻓـﻲ أﳌـــﺎﻧـــ­ﻴـــﺎ، ﺗـﻌـﻘـﺒـﺘـ­ﻪ اﻟــﺴــﻠــ­ﻄــﺎت، وﻟـﻜـﻦ اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻬﺪﻓﺘﻪ ﻓﺸﻠﺖ ﻓﻲ ﺗﻮﺟﻴﻪ إداﻧــﺔ إﻟﻴﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪم ﻛﻔﺎﻳﺔ اﻷدﻟﺔ. وﻋﺎد إﻟﻰ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﺑﻌﺪ ﻫﺠﻮﻣﻪ اﻟﺪﻣﻮي، ﻷﺳﺒﺎب ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺗﻮﺿﻴﺤﻬﺎ.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia