اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ﻳﺮد ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺘﻘﺪﻳﻪ: ﺳﻨﻈﻞ ﻓﻲ اﻟﺼﺪارة ﻓﻲ اﳌﻐﺮب

ﺗـــﻮﻗـــﻊ اﻟـــﺪﻛـــﺘـــﻮر ﺳـــﻌـــﺪ اﻟـــﺪﻳـــﻦ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ، رﺋﻴﺲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ، اﻷﻣﲔ اﻟﻌﺎم ﻟﺤﺰب اﻟﻌﺪاﻟﺔ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ، أن ﻳﺤﺎﻓﻆ ﺣﺰﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺼﺪارة ﻓـــﻲ اﻻﻧــﺘــﺨــﺎﺑــﺎت اﻟــﺒــﺮﳌــﺎﻧــﻴــﺔ اﳌــﻘــﺮر ﺗـﻨـﻈـﻴـﻤـﻬـﺎ ﻋــــﺎم ١٢٠٢، ﻣــﺸــﻴــﺮﴽ ﻓـﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ إﻟﻰ أن ﺣﺰﺑﻪ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻔﺴﺎد.

وﻗــــــﺎل اﻟـــﻌـــﺜـــﻤـــﺎﻧـــﻲ، اﻟــــــﺬي ﻛـــﺎن ﻳﺘﺤﺪث ﺧــﻼل اﻟﺠﻠﺴﺔ اﻻﻓﺘﺘﺎﺣﻴﺔ ﻟﻠﻤﺆﺗﻤﺮ اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟـﺴـﺎدس ﻟﺸﺒﺎب اﻟــﺤــﺰب، اﻟـﺘـﻲ ﻋـﻘـﺪت ﻣـﺴـﺎء أول ﻣﻦ أﻣﺲ ﺑﻤﺮﻛﺐ ﻣﻮﻻي رﺷﻴﺪ ﺑﺒﻮزﻧﻴﻘﺔ، )ﺟــﻨــﻮب اﻟـــﺮﺑـــﺎط(: »ﻻ ﺗـﻨـﺼـﺘـﻮا ﳌﻦ ﻳـــﻘـــﻮﻟـــﻮن وﻳــﺤــﻠــﻤــﻮن ﺑـــــﺄن ﻳـﺤـﺘـﻠــﻮا اﳌـــــﺮﻛـــــﺰ اﻷول ﻓـــــﻲ اﻻﺳـــﺘـــﺤـــﻘـــﺎﻗـــﺎت اﳌــﻘــﺒــﻠــﺔ؛ ﻓــﺤــﺰب اﻟــﻌــﺪاﻟــﺔ واﻟـﺘـﻨـﻤـﻴـﺔ ﻫــﻮ اﻷول، وﺳـﻴـﻈـﻞ اﻷول ﻣــﺎ دﻣﻨﺎ ﻣﺘﺸﺒﺜﲔ ﺑﻤﺒﺎدﺋﻨﺎ«. وﺗﺎﺑﻊ: »أﻧﺘﻢ ﺟــﻴــﻞ اﳌــﺴــﺘــﻘــﺒــﻞ، وﻳــﺠــﺐ أن ﺗـﺒـﻨـﻮا ﺣــﺰب اﻟﻌﺪاﻟﺔ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺲ ﻣﺘﻴﻨﺔ وﺳــﺘــﺄﺗــﻲ اﻧــﺘــﺨــﺎﺑــﺎت ١٢٠٢، وﺳﻴﻨﺘﺼﺮ وﺳﻨﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ اﳌﺮﺗﺒﺔ اﻷوﻟﻰ«.

وﺟﺎء ﺣﺪﻳﺚ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ردﴽ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺮوج ﻋﻦ ﻓﻘﺪان اﻟﺤﺰب ﺷﻌﺒﻴﺘﻪ ﺑﻌﺪ إﻋـﻔـﺎء ﻋﺒﺪ اﻹﻟــﻪ اﺑـﻦ ﻛـﻴـﺮان ﻣﻦ رﺋـــﺎﺳـــﺔ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ، و»اﻟــــﺘــــﻨــــﺎزﻻت« اﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﻬﺎ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﺗﻮزﻳﻊ اﳌﻨﺎﺻﺐ اﻟﻮزارﻳﺔ، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ »اﺑﺘﻌﺎده« ﻋﻦ اﻟﺨﻂ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﺬي ﺗﺒﻨﺎه اﻟﺤﺰب ﻓﻲ ﻋﻬﺪ اﺑﻦ ﻛﻴﺮان ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻬﻤﻪ ﻣﻌﺎرﺿﻮه. إﻻ أن اﳌﻼﺣﻆ ﻫﻮ أن اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ﺑــﺪأ ﻳﺴﺘﻌﻴﺪ ﻣﻜﺎﻧﺘﻪ ﺗــﺪرﻳــﺠــﻴــﴼ، وﻻ ﺳـﻴـﻤـﺎ ﻓـﻴـﻤـﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑــﻤــﻮاﺟــﻬــﺔ اﻟـــﺨـــﺼـــﻮم اﳌــﻔــﺘــﺮﺿــﲔ، واﳌﻨﺎﻫﻀﲔ ﻟﻺﺻﻼح ﺑﻨﻈﺮ اﻟﺤﺰب.

وﻗﺎل اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد: إن »ﺣــﺰب اﻟﻌﺪاﻟﺔ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺳﻴﻈﻞ ﻣﻔﻴﺪﴽ ﻟﻠﻮﻃﻦ، ﻣﻮاﺟﻬﴼ ﻟﻼﺧﺘﻼﻻت، ﺳــــــﻮاء ﻛـــﺎﻧـــﺖ ﻓــــﺴــــﺎدﴽ أم ﺗــﺤــﻜــﻤــﴼ«، ﻣـﺸـﺪدﴽ ﻋﻠﻰ أن ﺣﺰﺑﻪ »ﻻ ﻳﺴﻴﺮ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أﻃﺮاف ﺑﺠﻬﺎز اﻟﺘﺤﻜﻢ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ«، وذﻟﻚ ﻓﻲ إﺷﺎرة إﻟﻰ أﺣﺰاب ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻗـﻴـﻞ إﻧـــﻪ ﺟـــﺮى ﻓـــﺮض ﻣــﻦ ﺳﻴﺘﻮﻟﻰ ﻗﻴﺎدﺗﻬﺎ، ﻣﻨﻬﺎ أﺣﺰاب ﻓﻲ اﳌﻌﺎرﺿﺔ وأﺧﺮى ﺗﻨﺘﻤﻲ ﻟﻠﺘﺤﺎﻟﻒ اﻟﺤﻜﻮﻣﻲ.

وﻳﻮاﺟﻪ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ »ﻣﻌﺎرﺿﺔ« ﻣــــﻦ داﺧـــــــﻞ ﺣــــﺰﺑــــﻪ، وﻻ ﺳــﻤــﻴــﺎ ﻣــﻦ ﻗـﺒـﻞ ﻧـــﻮاب اﻟــﺒــﺮﳌــﺎن ﺑﻐﺮﻓﺘﻴﻪ، وﻣـﻦ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻟﺸﺒﺎﺑﻲ، ﻣﻨﺬ ﺗﻌﻴﻴﻨﻪ، ﺧﻠﻔﴼ ﻻﺑــﻦ ﻛــﻴــﺮان. ورأى اﻟــﻨــﻮاب ﺿــﺮورة أن ﻳــﻤــﺎرﺳــﻮا ﻣــﺎ ﺳــﻤــﻮه »اﳌــﺴــﺎﻧــﺪة اﻟﻨﺎﺻﺤﺔ واﻟﺮاﺷﺪة«، وأﻻ ﻳﺼﻄﻔﻮا ﺑﺸﻜﻞ ﻛﻠﻲ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻗﺮاراﺗﻪ، وإﺑﺪاء ﺑﻌﺾ اﳌﻌﺎرﺿﺔ اﳌــﻔــﻴــﺪة. وﺗـﺒـﻌـﴼ ﻟــﺬﻟــﻚ؛ ﻗـــﺮر أﻋـﻀـﺎء وﻗــﻴــﺎدات اﻟـﺤـﺰب اﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﻣـﻊ ﻫﺬا اﻟﻮﺿﻊ واﺣﺘﻮاء ه ﻣﺎ دام ﻻ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ وﺣﺪة اﻟﺼﻒ اﻟﺪاﺧﻠﻲ.

ﻓـﻲ ﺳﻴﺎق ذﻟــﻚ، ﻗــﺎل اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ﻣﺨﺎﻃﺒﴼ ﺷﺒﺎب ﺣـﺰﺑـﻪ: إن »اﻟﻌﺪاﻟﺔ واﻟــﺘــﻨــﻤــﻴــﺔ ﻟــﻴــﺲ ﺣــﺰﺑــﺎ ﺳـﺘـﺎﻟـﻴـﻨـﻴـﴼ، وﻟـــﻴـــﺲ ﺣـــﺰﺑـــﴼ ﻣــﻨــﻐــﻠــﻘــﴼ«. وأﺿـــــﺎف: »ﻗﻮﻟﻮا ﻣﺎ ﺷﺌﺘﻢ، ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ وﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﺗﺆﻃﺮ ﻋﻤﻞ اﻟﺤﺰب وﻳﺠﺐ اﻻﻧﻀﺒﺎط ﻟﻬﺎ، وﻻ ﺑﺪ أن ﻧﺴﺘﺤﻀﺮ أﻧــﻪ ﻣــﺎ دﻣـﻨـﺎ ﻣﻠﺘﺰﻣﲔ ﺑﻤﺮﺟﻌﻴﺘﻨﺎ وﻣﻨﻬﺠﻴﺘﻨﺎ وﻣﺒﺎدﺋﻨﺎ ﻓـﻼ ﺗﺨﺎﻓﻮا ﻋﻠﻰ وﺣﺪة اﻟﺤﺰب«.

ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻪ، ﻗﺎل ﺧﺎﻟﺪ اﻟﺒﻮﻗﺮﻋﻲ، اﻷﻣــﲔ اﻟـﻌـﺎم ﳌﻨﻈﻤﺔ ﺷـﺒـﺎب اﻟﺤﺰب اﳌـﻨـﺘـﻬـﻴـﺔ وﻻﻳــﺘــﻪ: إن ﺣـــﺰب اﻟـﻌـﺪاﻟـﺔ واﻟــﺘــﻨــﻤــﻴــﺔ »ﻟــــﻢ ﻳـــﻮﻟـــﺪ ﻓـــﻲ أﺣــﻀــﺎن اﻟﺴﻠﻄﺔ، ﺑﻞ ﺟﺎء ﻣﻦ رﺣﻢ اﻟﺸﻌﺐ«، ﻣﺆﻛﺪﴽ أﻳﻀﴼ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ اﻟﺤﺰب؛ ﻷﻧــﻪ »ﻟــﻢ ﺗﺘﺤﺮك ﻓﻴﻪ اﻟـﻬـﻮاﺗـﻒ ﻟﻴﻼ ﻟﺘﻨﺼﻴﺐ اﻷﻣـــﲔ اﻟـــﻌـــﺎم«، ﺑــﻞ ﺟـﺮى اﻧﺘﺨﺎﺑﻪ »ﺑﻜﻞ ﻧﺰاﻫﺔ ودﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ«، و»اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ﻳﺴﻠﻚ ﻧﻔﺲ ﻃﺮﻳﻖ اﺑﻦ ﻛــﻴــﺮان«، ﻣـﺸـﻴـﺮﴽ إﻟــﻰ أن »اﻻﺧــﺘــﻼف ﻓــﻲ ﻗـــﺮاءة اﳌـﺮﺣـﻠـﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻣـــﺮ ﻣـﻨـﻬـﺎ ﺣـــﺰب اﻟــﻌــﺪاﻟــﺔ واﻟـﺘـﻨـﻤـﻴـﺔ ﺑﻌﺪ إﻋﻔﺎء اﺑﻦ ﻛﻴﺮان، ﻻ ﻳﻔﺴﺪ ﻟﻠﻮد ﻗـﻀـﻴـﺔ« و»اﻟـــﺬﻳـــﻦ ﻛــﺎﻧــﻮا ﻳـﻨـﺘـﻈـﺮون أن ﻳــﺘــﺸــﻈــﻰ ﺣــﺰﺑــﻨــﺎ ﺧـــــﺎب ﻇــﻨــﻬــﻢ؛ ﻷﻧﻨﺎ أﻋﻄﻴﻨﺎ ﻣﺮة أﺧﺮى دروﺳﴼ ﻓﻲ ﺗﺪﺑﻴﺮ اﻻﺧﺘﻼف وﻓﻲ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ«. وﺗــﻄــﺮق اﻟــﺒــﻮﻗــﺮﻋــﻲ ﻟـﻼﺣـﺘـﺠـﺎﺟـﺎت اﻟـﺘـﻲ ﺗﻌﺮﻓﻬﺎ ﻋــﺪد ﻣـﻦ اﳌـــﺪن، وﻗــﺎل: إن ﺳﺒﺒﻬﺎ »اﻟﻈﻠﻢ واﻟﻘﻬﺮ« واﻻﻏﺘﻨﺎء ﻏﻴﺮ اﳌﺸﺮوع ﻟﻌﺪد ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﲔ؛ وﻫــﻮ ﻣـﺎ ﻳــﺆدي ﺑـــﺪوره إﻟــﻰ اﻟـﻌـﺰوف اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، ﺑﺤﺴﺐ رأﻳﻪ.