ﻗﻮﻣﻴﻮن ﻳﺘﻈﺎﻫﺮون ﻓﻲ ﻛﻮرﺳﻴﻜﺎ ﻟﺤﻤﻞ ﺑﺎرﻳﺲ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻔﺎوض
ﻳﻄﺎﻟﺒﻮن ﺑﺈﺿﻔﺎء ﺻﻔﺔ رﺳﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻜﻮرﺳﻴﻜﻴﺔ واﻟﻌﻔﻮ ﻋﻦ ﺳﺠﻨﺎء
ﺳـــــــــــﺎر اﻵﻻف أﻣـــــــــــــﺲ، ﻓـــﻲ ﻛــﻮرﺳــﻴــﻜــﺎ ﻓـــﻲ اﺳـــﺘـــﻌـــﺮاض ﻗــﻮة ﻟـــﻠـــﻘـــﻮﻣـــﻴـــﲔ، ﻳــــﻬــــﺪف إﻟـــــــﻰ ﺣــﻤــﻞ اﻟـــﺮﺋـــﻴـــﺲ اﻟـــﻔـــﺮﻧـــﺴـــﻲ إﻳــﻤــﺎﻧــﻮﻳــﻞ ﻣـﺎﻛـﺮون ﻋﻠﻰ »ﻓﺘﺢ ﺣــﻮار« ﺣﻮل ﻣﻄﺎﻟﺒﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ اﻟﺬاﺗﻲ، وذﻟﻚ ﻗﺒﻞ ٣ أﻳﺎم ﻣﻦ زﻳﺎرﺗﻪ ﻟﻠﺠﺰﻳﺮة.
وﻗـــــــﺪرت اﻟــﺴــﻠــﻄــﺎت اﳌـﺤـﻠـﻴـﺔ ﻋــــــﺪد اﳌـــﺘـــﻈـــﺎﻫـــﺮﻳـــﻦ ﻓــــﻲ ﺷــــــﻮارع أﺟﺎﻛﺴﻴﻮ، ﻋﺎﺻﻤﺔ اﻟﺠﺰﻳﺮة، ﺑـ٦ آﻻف، ﻓـﻲ ﺣـﲔ ﺗـﺤـﺪث اﳌﻨﻈﻤﻮن ﻋــــﻦ ٥٢ أﻟــــﻔــــﴼ. وﻛــــــﺎن اﻟــﻘــﻮﻣــﻴــﻮن ﻳﺄﻣﻠﻮن ﻓﻲ ﻣﺸﺎرﻛﺔ ٨ آﻻف. وﻗﺎل رﺋﻴﺲ اﳌﺠﻠﺲ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي اﳌﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ اﻟﺬاﺗﻲ ﺟﻴﻞ ﺳﻴﻤﻴﻮﻧﻲ، ﻟـــﻮﻛـــﺎﻟـــﺔ اﻟـــﺼـــﺤـــﺎﻓـــﺔ اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻴــﺔ، إﻧﻬﺎ »ﺗﻌﺒﺌﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ ﺧﻼل اﻷﻋـــــــﻮام اﻷﺧــــﻴــــﺮة، ﻫــــﺬا ﻫـــﺎﺋـــﻞ«. وأﺿــﺎف أﻧﻬﺎ »رﺳـﺎﻟـﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﺟﺪﴽ ﻳـﻮﺟـﻬـﻬـﺎ اﻟـﻜـﻮرﺳـﻴـﻜـﻴـﻮن. ﻳﺒﻘﻰ ﻋــــﻠــــﻰ رﺋـــــﻴـــــﺲ اﻟــــﺠــــﻤــــﻬــــﻮرﻳــــﺔ أن ﻳﺘﺤﺪث اﻵن، وآﻣــﻞ أن ﻳﻈﻬﺮ أﻧﻪ ﺳﻤﻊ ﻣﺎ ﻗﻠﻨﺎه اﻟﻴﻮم«.
وﻛﺎﻧﺖ ﻛﻮرﺳﻴﻜﺎ ﻃﻮال ﻋﻘﻮد ﻣﺴﺮﺣﴼ ﻷﻋـﻤـﺎل ﻋﻨﻒ ﺗﺠﻠﺖ ﻓﻲ أﻛـــﺜـــﺮ ﻣـــﻦ ٠٠٥٤ اﻋــــﺘــــﺪاء ﺗـﺴـﺒـﺐ ﻣــﻌــﻈــﻤــﻬــﺎ ﻓــــﻲ ﺧـــﺴـــﺎﺋـــﺮ ﻣـــﺎدﻳـــﺔ، وﺗﺒﻨﺎﻫﺎ ﻧﺎﺷﻄﻮ »ﺟﺒﻬﺔ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻓـﻲ ﻛﻮرﺳﻴﻜﺎ« ﺧﺎﺻﺔ، ﻗــﺒــﻞ أن ﻳــﺴــﻠــﻤــﻮا ﺳــﻼﺣــﻬــﻢ ﻓـﻲ ٤١٠٢، وﺳـــﺎر اﳌـﺘـﻈـﺎﻫـﺮون ﺧﻠﻒ ﺷـﻌـﺎر »اﻟـﺪﻳـﻤـﻘـﺮاﻃـﻴـﺔ واﻻﺣــﺘــﺮام ﻟﺴﻜﺎن ﻛﻮرﺳﻴﻜﺎ«، وﻫﺘﻔﻮا »ﻳﺤﻴﺎ اﻟــﻨــﻀــﺎل ﻣـــﻦ أﺟــــﻞ اﻻﺳـــﺘـــﻘـــﻼل«، و»اﻟــﺪوﻟــﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻗﺎﺗﻠﺔ«، ﻛﻤﺎ ﻧﻘﻠﺖ اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ.
وﻋـــــــﻠـــــــﻰ ﺳــــــــﻴــــــــﺎرة ﺗــــﻘــــﺪﻣــــﺖ اﳌﺴﻴﺮة رﻓﻌﺖ ﻻﻓﺘﺔ ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ »ﻋـﻔـﻮ«، ﻓﻲ إﺷــﺎرة إﻟـﻰ أﺣـﺪ أﺑﺮز ﻣﻄﺎﻟﺐ اﻟﻘﻮﻣﻴﲔ، أي اﻟﻌﻔﻮ ﻋﻤﻦ ﻳﻌﺘﺒﺮوﻧﻬﻢ »ﺳﺠﻨﺎء ﺳﻴﺎﺳﻴﲔ« ﻳﻨﺎﻫﺰ ﻋﺪدﻫﻢ اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ. وﺻﺮح رﺋــﻴــﺲ ﺑـــﺮﳌـــﺎن ﻛــﻮرﺳــﻴــﻜــﺎ، ﺟــﺎن ﻏﻲ ﺗﺎﻻﻣﻮﻧﻲ، ﻟﻮﻛﺎﻟﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟـﻔـﺮﻧـﺴـﻴـﺔ: »أﻋــﺘــﻘــﺪ أﻧــﻨــﺎ ﻛﺴﺒﻨﺎ رﻫــــﺎﻧــــﻨــــﺎ. أﻋـــﺘـــﻘـــﺪ أﻧـــــــﻪ ﺳــﺘــﻜــﻮن ﻫــﻨــﺎك ﺗـﻌـﺒـﺌـﺔ داﺋــــﻤــــﺔ«. وأوﺿــــﺢ ﺳــﻴــﻤــﻴــﻮﻧــﻲ أن اﻟـــﺘـــﺤـــﺮك ﻳــﻬــﺪف إﻟــﻰ »إﻗــﻨــﺎع« اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ إﻳﻤﺎﻧﻮﻳﻞ ﻣﺎﻛﺮون ﺑـ»ﻓﺘﺢ ﺣـﻮار«. وﻛﺎن ﻗﺪ ﺷﺪد ﻓﻲ وﻗﺖ ﺳﺎﺑﻖ ﻋﻠﻰ »أﻫﻤﻴﺔ أن ﺗﺘﻜﻠﻞ اﳌﻈﺎﻫﺮة ﺑﺎﻟﻨﺠﺎح، وأن ﺗﺠﺮي ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺮام، ﻣﻊ ﺗﺠﻨﺐ أي ﺗﺠﺎوز ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻌﻄﻲ ذراﺋﻊ ﳌﻦ ﻻ ﻳﺮﻳﺪون« ﻫﺬا اﻷﻣﺮ.
وأراد اﻟــــﻘــــﻮﻣــــﻴــــﻮن ﺗـــﺄﻛـــﻴـــﺪ اﻧﺘﺼﺎرﻫﻢ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ دﻳﺴﻤﺒﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻷول( اﳌﺎﺿﻲ، اﻟﺬي أﺗﺎح ﻟﻬﻢ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋــﻠــﻰ اﻟــﻜــﻴــﺎن اﻹﻗــﻠــﻴــﻤــﻲ اﻟــﺠــﺪﻳــﺪ اﻟـــــﺬي ﻧــﺸــﺄ ﻓـــﻲ اﻷول ﻣـــﻦ ﻳـﻨـﺎﻳـﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ( اﳌﺎﺿﻲ. وأوﺿﺢ ﺳﻴﻤﻴﻮﻧﻲ أن ﻫﺬه اﳌﻈﺎﻫﺮة ﺗﺸﻜﻞ ردﴽ ﻋﻠﻰ »ﻋﺪم ﺗﺴﻠﻢ ردود ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑــﻐــﺎﻟــﺒــﻴــﺔ اﳌــﻠـــﻔــﺎت« اﻟــﺘــﻲ ﻗـﺪﻣـﻬـﺎ اﻷﺳــــﺒــــﻮع اﳌــــﺎﺿــــﻲ ﻓــــﻲ ﺑـــﺎرﻳـــﺲ ﻣﻊ ﺣﻠﻴﻔﻪ اﻻﻧﻔﺼﺎﻟﻲ ﺗﺎﻻﻣﻮﻧﻲ إﻟﻰ رﺋﻴﺲ اﻟــﻮزراء أدوار ﻓﻴﻠﻴﺐ، وأﺑﺮزﻫﺎ إﺿﻔﺎء اﻟﺼﻔﺔ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻜﻮرﺳﻴﻜﻴﺔ واﻟﻌﻔﻮ ﻋﻦ اﻟﺴﺠﻨﺎء. ﻟﻜﻦ أوﺳﺎط رﺋﻴﺲ اﻟـــــــــــﻮزراء ﻓـــﻮﺟـــﺌـــﺖ ﺑــﺨــﻴــﺒــﺔ أﻣـــﻞ اﳌــﺴــﺆوﻟــﲔ اﻟــﻘــﻮﻣــﻴــﲔ وﺗـﺤـﺪﺛـﺖ ﻋﻦ »ﺣـﻮار ﺑﻨﺎء«، ﻣﻀﻴﻔﺔ: »ﺑﻌﺪ ﻫـــﺬا اﻻﺟــﺘــﻤــﺎع، واﻓــــﻖ ﻛــﻞ ﻃــﺮف ﻋﻠﻰ أﻧﻨﺎ دﺧﻠﻨﺎ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة«.
أﻣـــــــﺎ »اﻹﻟــــــﻴــــــﺰﻳــــــﻪ« ﻓــﻴــﻜــﺘــﻔــﻲ ﺑـــــﺎﳌـــــﺮاﻗـــــﺒـــــﺔ. وﺳــــﺘــــﺘــــﻢ اﻟــــــﺰﻳــــــﺎرة اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ﺑﻌﺪ ٠٢ ﻋﺎﻣﴼ ﻣﻦ ﻣﻘﺘﻞ اﳌــﺴــﺆول اﳌﺤﻠﻲ ﻛـﻠـﻮد إرﻳـﻨـﻴـﺎك، اﻟـــــﺬي اﻏــﺘــﻴــﻞ ﺑـــﺎﻟـــﺮﺻـــﺎص ﻓـــﻲ ٦ ﻓﺒﺮاﻳﺮ )ﺷﺒﺎط( ٨٩٩١، ﻓﻲ وﺳﻂ أﺟﺎﻛﺴﻴﻮ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻧﺎﺷﻂ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻻﺳﺘﻘﻼل.
وﻛـــــــﺎن أﺣــــــﺪ اﳌــــﺸــــﺎرﻛــــﲔ ﻓـﻲ اﳌــﻈــﺎﻫــﺮة ﺷـــﺎرل ﺑــﻴــﺮي، اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟـ »ﺟﺒﻬﺔ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻓــﻲ ﻛــﻮرﺳــﻴــﻜــﺎ«، اﻷﻣــــﺮ اﻟــــﺬي ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ أن ﻳﻌﻘﺪ ﻣﻬﻤﺔ ﺳﻴﻤﻴﻮﻧﻲ إﻟــــﻰ ﺣـــﺪ ﻣــــﺎ. ﻓــﺎﻟــﺤــﻀــﻮر اﳌـﻌـﻠـﻦ ﻟـــﺒـــﻴـــﺮي ﻗـــــﺪ ﻳـــﺤـــﺒـــﻂ ﺑـــﻌـــﺾ ﻣـــﻦ ﻳﺮﻳﺪون اﻟﻨﺄي ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ﻋﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟــﻌــﻨــﻒ اﻻﻧــﻔــﺼــﺎﻟــﻲ اﻟــــﺬي أﺳـــﺎء إﻟﻰ ﺗﺎرﻳﺦ ﻛﻮرﺳﻴﻜﺎ، ﺧﺼﻮﺻﺎ اﻏــــﺘــــﻴــــﺎل إرﻳـــــﻨـــــﻴـــــﺎك. وﺑــــﻌــــﺪ ﻫـــﺬا اﻟﻬﺠﻮم، ﻧﺰل ٠٤ أﻟﻒ ﻛﻮرﺳﻴﻜﻲ إﻟــــﻰ اﻟــــﺸــــﺎرع ﻟــﻼﺣــﺘــﺠــﺎج »ﻋــﻠــﻰ اﻟﻌﻨﻒ«. وﻗــﺎل اﳌﺤﻠﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻛــﺰاﻓــﻴــﻴــﻪ ﻛــﻴــﺮﻳــﺘــﻴــﻴــﻪ، إن ﻋــــﻮدة ﺑﻴﺮي إﻟﻰ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ »ﻗﺪ ﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﺑﺎرﻳﺲ ﻟﺘﺠﺎﻫﻞ ﻋﺪد ﻣﻦ اﳌﻄﺎﻟﺐ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ«.