أول دراﺳﺔ ﺣﻮل ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻧﻘﺮ ﺟﺬوع اﻷﺷﺠﺎر ﻋﻠﻰ دﻣﺎغ ﻧﻘﺎر اﻟﺨﺸﺐ
اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻰ ﺑﺮوﺗﲔ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﻋﻨﺪ اﻟﺒﺸﺮ ﺑﺤﺪوث ﺗﻠﻒ ﰲ اﻟﺪﻣﺎغ
إذا ﻗﺮع اﻹﻧﺴﺎن رأﺳﻪ ﺑﻘﻮة ﻓﻲ ﺟﺬع ﺷﺠﺮة ﻓﺈن ذﻟﻚ ﺳﻴﻜﻮن ﻛﺎﻓﻴﴼ ﻟﻴﺴﻘﻂ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻓﺎﻗﺪﴽ اﻟﻮﻋﻲ، ﻓﻲ ﺣﲔ ﻳﻔﻌﻞ ﻃﺎﺋﺮ ﻧﻘﺎر اﻟﺨﺸﺐ ذﻟــﻚ آﻻف اﳌــﺮات ﻃﻴﻠﺔ ﺣﻴﺎﺗﻪ وﻳﻌﻴﺶ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻣﻨﺬ ﻧﺤﻮ ٥٢ ﻣﻠﻴﻮن ﺳﻨﺔ.
وﻳﻮﺿﺢ ﺑﺤﺚ ﻧﺸﺮ أول ﻣﻦ أﻣﺲ )اﻟﺠﻤﻌﺔ(، وﻟﻠﻤﺮة اﻷوﻟﻰ، أن ﻛﻞ ﻫﺬا اﻟﻨﻘﺮ ﻳﺘﺮك آﺛﺎرﴽ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺒﺪو ﻋﻠﻰ دﻣﺎغ ﻧﻘﺎر اﻟﺨﺸﺐ.
وﻗــــــــﺎل ﻋـــﻠـــﻤـــﺎء إن ﻓــﺤــﺼــﴼ ﺗﻮﺻﻞ إﻟﻰ ﺗﺮاﻛﻢ ﺑﺮوﺗﲔ ﻳﻌﺮف ﺑــﺎﺳــﻢ »ﺗــــﺎو« ﻓــﻲ أدﻣــﻐــﺔ ﻃﻴﻮر ﻧـﻘـﺎر اﻟـﺨـﺸـﺐ، وﻫــﻮ ﻣـﺎ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﻋــﻨــﺪ اﻟــﺒــﺸــﺮ ﺑــﺤــﺪوث ﺗــﻠــﻒ ﻓﻲ اﻟﺪﻣﺎغ ﻧﺘﻴﺠﺔ أﻣﺮاض ﻋﺼﺒﻴﺔ وﺻﺪﻣﺎت ﻓﻲ اﻟﺮأس.
وﻓﺤﺺ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن أﻧﺴﺠﺔ ﻣﻦ دﻣﺎغ ﻧﻘﺎر اﻟﺨﺸﺐ وﻧﻮع آﺧﺮ ﻣـﻦ اﻟﻄﻴﻮر ﻻ ﻳﻨﻘﺮ. واﺧﺘﻴﺮت ﻋﻴﻨﺎت اﻟﺒﺤﺚ ﻣﻦ ﻣﻘﺘﻨﻴﺎت ﻓﻲ ﻣﺘﺤﻒ ﻓﻴﻠﺪ ﺑﺸﻴﻜﺎﻏﻮ وﻣﺘﺤﻒ اﻟــﺘــﺎرﻳــﺦ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻓــﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻫـــﺎرﻓـــﺎرد. وﺗــﺒــﲔ أن اﻟـﺒـﺮوﺗـﲔ »ﺗﺎو« ﻳﺘﺮاﻛﻢ ﻓﻲ أﻧﺴﺠﺔ دﻣﺎغ ﻧﻘﺎر اﻟﺨﺸﺐ ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ اﻟﻄﺎﺋﺮ اﻵﺧﺮ اﻟﺬي ﻻ ﻳﻨﻘﺮ.
وﻗــــﺎل ﺟــــﻮرج ﻓــــــﺎراه، اﻟـــﺬي ﺷﺎرك ﻓﻲ اﻟﺪراﺳﺔ اﳌﻨﺸﻮرة ﻓﻲ دورﻳﺔ )ﺑﻠﻮس وان(، وﻫﻮ ﺧﺮﻳﺞ ﻛﻠﻴﺔ اﻟـﻄـﺐ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺑﻮﺳﻄﻦ: »ﻛـــــــــﺎن ﻣـــــﻦ اﳌـــﻌـــﺘـــﻘـــﺪ أن ﻧـــﻘـــﺎر اﻟﺨﺸﺐ ﻻ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ إﺻﺎﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺪﻣﺎغ... ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺚ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ اﻟﻌﻜﺲ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺒﺪو«.
وﻳـــــــﺤـــــــﺎول اﻟــــﻌــــﻠــــﻤــــﺎء اﻵن ﺗــــﺤــــﺪﻳــــﺪ ﻣــــــﺎ إذا ﻛـــــــﺎن ﺗــــﺮاﻛــــﻢ اﻟــــﺒــــﺮوﺗــــﲔ »ﺗــــــــﺎو« ﻳــﺸــﻴــﺮ إﻟـــﻰ ﺣـــﺪوث ﺗﻠﻒ ﻓــﻲ اﻟــﺪﻣــﺎغ أم أﻧﻪ أﻣﺮ وﻗﺎﺋﻲ.
وﻗــــــــــﺎل ﺑــــﻴــــﺘــــﺮ ﻛـــﺎﻣـــﻴـــﻨـــﻐـــﺰ، أﺳـﺘـﺎذ اﻷﻣـــﺮاض اﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﻠﻴﺔ اﻟـﻄـﺐ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺑﻮﺳﻄﻦ، إﻧــﻪ ﻳـﻤـﺎرس رﻳـﺎﺿـﺔ ﻛــﺮة اﻟﻘﺪم اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ، ﻣﻀﻴﻔﴼ: »وذات ﻳﻮم ﻓﻲ اﳌﺨﺘﺒﺮ ﺗﺤﺪﺛﺖ ﻣﻊ أﺳﺘﺎذ آﺧــــــﺮ ﻋـــــﻦ ﺗــﺼــﻤــﻴــﻤــﻨــﺎ ﻷﻧــــــﻮاع ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﳌﻌﺪات اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ اﻟـﻮﻗـﺎﺋـﻴـﺔ ﻣـﺜـﻞ ﺧــﻮذ ﻛــﺮة اﻟـﻘـﺪم اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻴـﺔ اﻋـﺘـﻤـﺎدﴽ ﻋﻠﻰ اﻵﻟﻴﺔ اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ﻟﻄﺎﺋﺮ ﻧﻘﺎر اﻟﺨﺸﺐ، ﻟـﻜـﻨـﻨـﺎ ﻟـــﻢ ﻧــﻔــﺤــﺺ دﻣــــﺎغ ﻧـﻘـﺎر اﻟﺨﺸﺐ«.
وﻟﺪى ﻧﻘﺎر اﻟﺨﺸﺐ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣــﻦ وﺳــﺎﺋــﻞ اﻟـﺘـﻜـﻴـﻒ ﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﻨﻘﺮ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﳌﻨﻘﺎر واﻟﺠﻤﺠﻤﺔ واﻟﻠﺴﺎن واﳌﺴﺎﻓﺔ ﺑﲔ اﳌﺦ واﻟﺠﻤﺠﻤﺔ.
وﺑــﻨــﻘــﺮه ﺑـﺤـﺜـﴼ ﻋــﻦ اﻟـﻄـﻌـﺎم ﻣﺜﻞ اﻟﺤﺸﺮات أو ﻟﺠﺬب اﻷﻧﺜﻰ، ﻳﺘﻌﺮض ﻧﻘﺎر اﻟﺨﺸﺐ ﳌﺎ ﻳﻌﺮف ﺑﺎﺳﻢ ﻗـﻮة اﻟﺘﺴﺎرع )ﻗــﻮة ﺟﻲ( أي أﺛــﺮ اﻟـﺘـﺴـﺎرع ﻋـﻠـﻰ اﻟﺠﺴﻢ. وﻳـــﺴـــﺒـــﺐ اﻟـــﻨـــﻘـــﺮ ﻗــــــﻮة ﺗـــﺴـــﺎرع ﺗﺼﻞ إﻟﻰ ٠٠٤١ ﺟﻲ. وﻳﻤﻜﻦ أن ﻳــﺼــﺎب اﻹﻧــﺴــﺎن ﺑــﺎرﺗــﺠــﺎج ﻓﻲ اﳌـــﺦ ﻋـﻨـﺪ ﻗـــﻮة ﺗــﺴــﺎرع ﺗــﺘــﺮاوح ﺑـــﲔ ٠٦ و٠٠١ ﺟــــﻲ. وﻳــﺴــﺎﻋــﺪ اﻟـﺒـﺮوﺗـﲔ »ﺗـــﺎو« ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻘﺮار اﻟﺨﻼﻳﺎ اﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﺑﺎﻟﺪﻣﺎغ.
وإذا ﻟـﺤـﻖ ﺿــﺮر ﺑﺎﻟﺨﻼﻳﺎ اﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﻓﻤﻦ اﳌﻤﻜﻦ ﺗﺮاﻛﻢ ﻧﻮع ﻣـﻦ أﻧــﻮاع اﻟﺒﺮوﺗﲔ »ﺗــﺎو« ﻣﻤﺎ ﻳﻐﻴﺮ أﺣﻴﺎﻧﴼ ﻣﻦ وﻇﻴﻔﺔ اﻟﺪﻣﺎغ. وﻗﺎل ﻛﺎﻣﻴﻨﻐﺰ إن ﻫﻨﺎك اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣـــــﻦ أﻧـــــــــﻮاع اﻟــــﺒــــﺮوﺗــــﲔ »ﺗــــــﺎو« وﺑﻌﻀﻬﺎ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن وﻗﺎﺋﻴﴼ.
وأﺿـــــــﺎف: »إذا ﻛــــﺎن اﻟـﻨـﻘـﺮ ﻳـــﺆدي إﻟــﻰ زﻳــــﺎدة ﺗــﺮاﻛــﻢ )ﺗــﺎو( ﻓﺈن دراﺳﺘﻨﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟــــﻔــــﺎرق ﺑــــﲔ اﻟـــﺒـــﺮوﺗـــﲔ )ﺗـــــﺎو( اﻟـﺬي ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن وﻗﺎﺋﻴﴼ أو ﻣﺮﺿﻴﴼ. وﻟﻜﻦ ﻳﻤﻜﻦ اﻻﻓﺘﺮاض أﻧﻪ ﺑﻤﺎ أن ﻫﺬه اﻟﻄﻴﻮر ﺗﻌﻴﺶ وﺗﻨﻤﻮ ﻣﻨﺬ ﻣﻼﻳﲔ اﻟﺴﻨﲔ ﻓﺈن اﳌـــــﺮض اﻟــﻌــﺼــﺒــﻲ اﻟــﻨــﺎﺟــﻢ ﻋـﻦ اﻟﺼﺪﻣﺎت ﻗﺪ ﻻ ﻳﻤﺜﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ«.