روﺳﻴﺎ ﺗﺮﻓﺾ اﳍﺪﻧﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ وﺗﻌﺘﺒﺮﻫﺎ »ﻏﻴﺮ واﻗﻌﻴﺔ«
ﻓﺮﻧﺴﺎ ﲣﺸﻰ »ﺣﻠﺐ ﺟﺪﻳﺪة« ﰲ إدﻟﺐ وﺣﺼﺎرﴽ ﻣﻦ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﻮﺳﻄﻰ ﰲ اﻟﻐﻮﻃﺔ
ﻗــﻠــﻞ دﺑــﻠــﻮﻣــﺎﺳــﻴــﻮن ﻓـــﻲ اﻷﻣـــﻢ اﳌــــــﺘــــــﺤــــــﺪة أﻣــــــــــﺲ اﻟــــﺨــــﻤــــﻴــــﺲ ﻣــﻦ اﺣﺘﻤﺎل إﺣﺪاث اﺧﺘﺮاق ﻓﻲ اﻟﻜﺎرﺛﺔ اﻹﻧــﺴــﺎﻧــﻴــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗـﺸـﻬـﺪﻫـﺎ ﺳـﻮرﻳـﺎ ﺣﺎﻟﻴﴼ، ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺠﺪد اﻟﺨﻼﻓﺎت ﺑﲔ ﻏـﺎﻟـﺒـﻴـﺔ أﻋــﻀــﺎء ﻣـﺠـﻠـﺲ اﻷﻣـــﻦ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ وروﺳــﻴــﺎ ﻣـﻦ اﻟﺠﻬﺔ اﻷﺧــﺮى، ﻋـﻠـﻰ ﻃـﺮﻳـﻘـﺔ اﻟـﺘـﻌـﺎﻣـﻞ ﻣــﻊ ﺗﺼﻌﻴﺪ اﻟـــﻘـــﻮات اﻟــﻨــﻈــﺎﻣــﻴــﺔ وﺣــﻠــﻔــﺎﺋــﻬــﺎ ﻣﻦ اﳌــﻴــﻠــﻴــﺸــﻴــﺎت اﻹﻳــــﺮاﻧــــﻴــــﺔ و»ﺣــــــﺰب اﻟــﻠــﻪ« اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ اﻟﺤﻤﻠﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺑﺪﻋﻢ ﻣﻦ ﺳـﻼح اﻟﺠﻮ اﻟﺮوﺳﻲ ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻹﺧﻀﺎع ﻣﻨﺎﻃﻖ رﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟـﻠـﻤـﻌـﺎرﺿـﺔ ﻓــﻲ اﻟــﻐــﻮﻃــﺔ اﻟـﺸـﺮﻗـﻴـﺔ وﻣﺤﺎﻓﻈﺔ إدﻟﺐ.
وﺑﻄﻠﺐ ﻣﻦ اﻟﻜﻮﻳﺖ واﻟﺴﻮﻳﺪ، ﻋﻘﺪ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ ﺟﻠﺴﺔ ﻣﺸﺎورات ﻣــﻐــﻠــﻘــﺔ ﻣـــﻦ ﺧـــــﺎرج ﺟـــــﺪول أﻋــﻤــﺎﻟــﻪ واﺳـــﺘـــﻤـــﻊ إﻟـــــﻰ إﺣــــﺎﻃــــﺔ ﻣــــﻦ وﻛــﻴــﻞ اﻷﻣﲔ اﻟﻌﺎم ﻟﻸﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻟﻠﺸﺆون اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﻨﺴﻖ اﳌﻌﻮﻧﺔ اﻟﻄﺎرﺋﺔ ﻣــﺎرك ﻟــﻮﻛــﻮك. وﻗــﺎل دﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﻮن ﺣﻀﺮوا اﻟﺠﻠﺴﺔ اﳌﻐﻠﻘﺔ ﻟـ»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳـــــﻂ«، إﻧـــﻪ »ﻋـــﺮض ﻟـﻠـﺘـﻄـﻮرات اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﳌﻴﺪاﻧﻴﺔ اﳌﺘﺴﺎرﻋﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرض وﺗﺮدي اﻷوﺿﺎع اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑـــﺪرﺟـــﺎت ﺧــﻄــﻴــﺮة ﻓـــﻲ اﻟــﻌــﺪﻳــﺪ ﻣﻦ اﳌـﻨـﺎﻃـﻖ«. وﻃـﺎﻟـﺐ أﻋـﻀـﺎء اﳌﺠﻠﺲ ﺑﺎﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟـﺪﻋـﻮة اﳌﻨﺴﻖ اﳌﻘﻴﻢ ﻟﻸﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ وﻣﻨﺴﻖ اﻟﺸﺆون اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ وﻣﻤﺜﻠﻮ وﻛﺎﻻت اﻷﻣــﻢ اﳌـﺘـﺤـﺪة ﻓـﻲ ﺳـﻮرﻳـﺎ ﻣـﻦ أﺟﻞ »وﻗﻒ ﻓﻮري ﻟﻸﻋﻤﺎل اﻟﻌﺪاﺋﻴﺔ ﳌﺪة ﺷﻬﺮ ﻛﺎﻣﻞ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻓﻲ ﻛﻞ أﻧﺤﺎء اﻟﺒﻼد، ﻟﻠﺴﻤﺎح ﺑﺈﻳﺼﺎل اﳌﺴﺎﻋﺪات واﻟــــﺨــــﺪﻣــــﺎت اﻹﻧـــﺴـــﺎﻧـــﻴـــﺔ، وإﺟـــــﻼء اﻟــــــﺤــــــﺎﻻت اﻟــــﺤــــﺮﺟــــﺔ ﻣـــــﻦ اﳌـــﺮﺿـــﻰ واﻟﺠﺮﺣﻰ، واﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻧﺎة اﻟﻨﺎس إﻟﻰ أﻗﺼﻰ ﺣﺪ ﻣﻤﻜﻦ ﺣﻴﺜﻤﺎ وﺟﺪوا«.
وﻋﻠﻢ أن »أﺟﻮاء اﳌﺸﺎورات ﺑﻌﺪ اﻹﺣﺎﻃﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﺧﻨﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﻠﺴﺔ ﺑــﺴــﺒــﺐ اﻟـــﺨـــﻼﻓـــﺎت اﻟـــﻮاﺿـــﺤـــﺔ ﺑﲔ روﺳﻴﺎ واﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟـﺪول اﻷﺧﺮى ﺣـﻮل اﻟﺘﺼﻌﻴﺪ اﻟﻌﺴﻜﺮي اﻷﺧﻴﺮ، وﻣﺎ ﻳﺠﺐ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻪ ﻟﺘﺨﻔﻴﻒ اﳌﻌﺎﻧﺎة اﻹﻧـــﺴـــﺎﻧـــﻴـــﺔ اﳌـــﺘـــﻔـــﺎﻗـــﻤـــﺔ«. وﻛــﺸــﻒ دﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ آﺧﺮ أن »ﻫﻨﺎك ﻣﺸﺎورات ﺟﺎرﻳﺔ ﺣﺎﻟﻴﴼ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ وﺑﲔ اﻟﻌﻮاﺻﻢ ﻟﺪرس إﻣﻜﺎن إﻋﺪاد ﻣـــﺸـــﺮوع ﻗــــــﺮار ﻳــﺴــﺘــﺠــﻴــﺐ ﳌــﻄــﺎﻟــﺐ اﳌــﻨــﻈــﻤــﺎت اﻹﻧــﺴــﺎﻧــﻴــﺔ«، ﻋـﻠـﻤـﺎ ﺑــﺄن روﺳــﻴــﺎ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ أن ﺗـﺴـﺘـﺨـﺪم ﺣﻖ اﻟﻨﻘﺾ ﻣـﺠـﺪدﴽ ﻟﺘﻌﻄﻴﻞ أي ﺗﻮﺟﻪ ﻛﻬﺬا. وﺳﺌﻞ اﳌﻨﺪوب اﻟﺮوﺳﻲ اﻟﺪاﺋﻢ ﻟﺪى اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻓﺎﺳﻴﻠﻲ ﻧﻴﺒﻴﻨﺰﻳﺎ ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻒ ﺑﻼده ﻣﻦ ﻃﻠﺐ اﳌﻨﻈﻤﺎت اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟـﺪوﻟـﻴـﺔ ﻫﺪﻧﺔ إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﳌﺪة ﺷﻬﺮ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ، ﻓﺄﺟﺎب: »ﻫﺬا ﻏﻴﺮ واﻗـﻌـﻲ. ﻧﺤﻦ ﻧﺮﻏﺐ ﻓـﻲ رؤﻳـﺔ وﻗﻒ ﻟﻠﻨﺎر ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ وﻟﻜﻦ أﺗﺴﺎء ل ﻋﻤﺎ إذا ﻛــﺎن اﻹرﻫـﺎﺑـﻴـﻮن ﻳﻮاﻓﻘﻮن ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ«، ﻣﻀﻴﻔﴼ أﻧﻪ »ﻻ ﻳﻔﺘﺮض أن ﺗـــﻜـــﻮن ﻫـــﻨـــﺎك أي ﻧــﺘــﻴــﺠــﺔ« ﻣـﻦ اﻟﺠﻠﺴﺔ اﳌﻐﻠﻘﺔ. وﻋﺒﺮ ﻋﻦ »اﻷﺳﻒ« ﻻﺳﺘﻬﺪاف ﻏﺎرات اﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺑﻘﻴﺎدة اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻟﻠﻘﻮات اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ وﺣــﻠــﻔــﺎﺋــﻬــﺎ، ﻣــﺸــﻴــﺮﴽ إﻟـــﻰ أن اﻟـــﺪول اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ »رﻓﻀﺖ أﻳﻀﴼ أﺧﻴﺮﴽ إﺻﺪار ﺑﻴﺎن ﻓﻲ ﺷﺄن اﻟﻬﺠﻤﺎت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ اﻷﺧﻴﺮة ﺿﺪ ﺑﻌﺜﺘﻨﺎ ﻓﻲ دﻣﺸﻖ«.
وردﴽ ﻋـــﻠـــﻰ أﺳـــﺌـــﻠـــﺔ »اﻟــــﺸــــﺮق اﻷوﺳـــــﻂ«، ﻗــﺎل اﳌــﻨــﺪوب اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ اﻟـﺪاﺋـﻢ ﻟــﺪى اﻷﻣــﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻓﺮﻧﺴﻮا دوﻻﺗﺮ إن »اﻟﻮﺿﻊ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ ﻳﻌﻮد اﻵن إﻟﻰ أﺣﻠﻚ ﻓﺘﺮة ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻨﺰاع«، ﻣـــﻮﺿـــﺤـــﴼ أن »اﻟـــــﻮﺿـــــﻊ ﻳــﺘــﺪﻫــﻮر ﻳﻮﻣﴼ ﺑﻌﺪ ﻳـﻮم، ﻓﻲ إدﻟـﺐ واﻟﻐﻮﻃﺔ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺧـــﺎص«. وأﺿــﺎف أن »إدﻟــﺐ ﺗﺘﺤﻮل اﻟـﻴـﻮم إﻟــﻰ ﺣﻠﺐ ﺟـــﺪﻳـــﺪة«، ﺑـﻴـﻨـﻤـﺎ »ﺗـﺸـﻬـﺪ اﻟـﻐـﻮﻃـﺔ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﺣﺼﺎرﴽ ﻋﻠﻰ ﻏﺮار ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳــﺤــﺼــﻞ ﻓـــﻲ اﻟــــﻘــــﺮون اﻟـــﻮﺳـــﻄـــﻰ«. وﻃــﺎﻟــﺐ ﻣـﺠـﻠـﺲ اﻷﻣــــﻦ ﺑـــــ»رد ﻓﻌﻞ ﻗـــــــــﻮي« ﻳـــﺴـــﺘـــﺠـــﻴـــﺐ ﻟـــﻠـــﺘـــﻮﺻـــﻴـــﺎت اﻟـﺨـﻤـﺲ اﻟــﺘــﻲ ﻃﻠﺒﻬﺎ وﻛــﻴــﻞ اﻷﻣــﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻟﻠﺸﺆون اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﻨﺴﻖ اﳌـــﻌـــﻮﻧـــﺔ اﻟـــﻄـــﺎرﺋـــﺔ ﻣــــــﺎرك ﻟـــﻮﻛـــﻮك، و»اﳌﻮاﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ وﻗﻒ ﻓﻮري ﻟﻠﻨﺎر ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ وإﺗﺎﺣﺔ إﻳﺼﺎل اﳌﺴﺎﻋﺪات اﻹﻧـﺴـﺎﻧـﻴـﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻛـﺎﻣـﻞ وﻣــﻦ دون ﻣـﻌـﻮﻗـﺎت إﻟــﻰ ﺟﻤﻴﻊ اﳌﺤﺘﺎﺟﲔ«. وﻗﺎل إن »اﺳﺘﻘﺮار اﻟﻮﺿﻊ ﻓﻲ إدﻟﺐ واﻟـﻐـﻮﻃـﺔ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن ﺟﺰءﴽ ﻻ ﻳﺘﺠﺰأ ﻣﻦ ﺟﻬﻮدﻧﺎ ﻹﻋﻄﺎء دﻓــﻌــﺔ ﻟـﻌـﻤـﻠـﻴـﺔ ﺳــﻴــﺎﺳــﻴــﺔ ﺗــﻘــﻮدﻫــﺎ اﻷﻣــﻢ اﳌـﺘـﺤـﺪة ﻓـﻲ ﺳــﻮرﻳــﺎ«، داﻋﻴﴼ إﻟﻰ »ﺗﻬﻴﺌﺔ ﺑﻴﺌﺔ ﻣﺤﺎﻳﺪة ﺿﺮورﻳﺔ ﻟﻠﺘﻮﺻﻞ إﻟــﻰ ﺣــﻞ ﺳـﻴـﺎﺳـﻲ«، ﻷﻧﻪ »ﻣــــﻦ دوﻧـــﻬـــﺎ وﻣــــﻦ دون اﺳــﺘــﻘــﺮار ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻓﻲ إدﻟﺐ واﻟﻐﻮﻃﺔ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ، ﻧﻌﺘﻘﺪ أن اﻟﺘﻘﺪم اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﺤﻜﻮم ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ«.