: ﻓﻲ رواﻳﺎﺗﻲ ﻧﻔﺢ ﺑﺪوي وراﺋﺤﺔ اﻟﺼﺤﺮاء
اﻟﻜﺎﺗﺐ اﳉﺰاﺋﺮي ﺑﺎﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺗﺮﺟﻤﺖ أﻋﻤﺎﻟﻪ إﻟﻰ ٥٤ ﻟﻐﺔ
اﻟـــــﺮواﻳـــــﺎت اﻟـــﺘـــﻲ ﺳـﺒـﻘـﺘـﻬـﺎ ﻣــﺴــﺘــﻮى، ﺑــﺎﻋــﺘــﺒــﺎر أن اﻟــﻜــﺎﺗــﺐ ﻟـــﻢ ﻳــﺘــﻤــﻜــﻦ ﻣﻦ اﻟــــــﻐــــــﻮص ﻓــــــﻲ أﻋــــــﻤــــــﺎق اﻟــﺸــﺨــﺼــﻴــﺔ اﻟــــﺮﺋــــﻴــــﺴــــﻴــــﺔ، رﻏـــــــﻢ أﻧـــــــﻪ ﻋـــــــــﺮف ﻋــﻨــﻪ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ﻣﻬﺎرﺗﻪ ﻓـﻲ ﻫـﺬا اﻟﺘﺸﺮﻳﺢ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ اﳌﺎﻫﺮ. ﺧﻀﺮا ﻻ ﻳﻠﻘﻲ ﺑﺎﻻ إﻟﻰ ﻫﺬا اﻟﻜﻼم، ﻣﻌﺘﺒﺮﴽ أن »ﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﻨﺘﻘﺪ دون أن ﻳﻘﺮأ. ﻋﺪا أن ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺣﺮﺑﴼ ﻣﺴﺘﻌﺮة ﺿﺪي، ﻓﻠﻴﺲ ﻣﺴﻤﻮﺣﴼ ﻟــﻜــﺎﺗــﺐ ﻋــﺮﺑــﻲ أن ﻳــﻜــﻮن ﺿـﻤـﻴـﺮﻳـﴼ أو ﻧﺎﺟﺤﴼ«. وﻳﺘﺴﺎءل: »ﳌﺎذا ﺗﺄﺗﻲ داﺋﻤﴼ اﳌــﻘــﺎﻻت ﺑﺎﻹﻳﻄﺎﻟﻴﺔ واﻟــﺮوﺳــﻴــﺔ وﻛﻞ اﻟﻠﻐﺎت اﻷﺧﺮى ﻣﺸﺠﻌﺔ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻻ ﻧﻘﺮأ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﻨﻘﺪ إﻻ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ. ﻟﻦ أدﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻟﻜﻨﻨﻲ أﺗﻌﺮض ﻟﻬﺠﻮم ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻣﻦ ﺣﺮﻛﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺳﻬﻠﺔ، وﻫﻲ ﺣﺮﻛﺔ ﻻ ﻳﻘﺪر ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺷﻴﻄﺎن«.
ﻻ ﻳــﺮﻳــﺪ اﻟــﻜــﺎﺗــﺐ أن ﻳــﺘــﻨــﺎزل ﻛﻤﺎ ﻳــﻔــﻌــﻞ أدﺑــــــﺎء ﻓــﺮاﻧــﻜــﻔــﻮﻧــﻴــﻮن آﺧــــﺮون ﻣـﻦ أﺟــﻞ ﺗﺴﻠﻖ ﺳﻼﻟﻢ اﳌﺠﺪ اﻷدﺑــﻲ، أو إرﺿــــــﺎء ﺟـــﻬـــﺎت ﻳـــﻘـــﺪم ﻟــﻬــﺎ أوراق اﻋـــﺘـــﻤـــﺎده. »أﻧـــــﺎ ﻣــﺴــﻠــﻢ وﺣـــــﺎج أﻳـﻀـﴼ وﻋﺴﻜﺮي وﺟﺰاﺋﺮي، وﻣﻦ اﳌﺴﺘﺤﻴﻞ أن ﻻ ﺗﺤﻤﻞ اﳌﻨﺎﺧﺎت اﻟﺴﺎﺋﺪة ﻛﺮاﻫﻴﺔ ﺿﺪي«. وﻳﺴﺘﻄﺮد ﺷﺎرﺣﴼ: »اﻟﺠﻴﺶ اﻟــﺠــﺰاﺋــﺮي، داﻓــﻊ وﻳــﺪاﻓــﻊ ﻋـﻦ اﻟﺸﺮف وﻋــﻦ اﻟـﺸـﻌـﺐ اﻟــﺠــﺰاﺋــﺮي، وأدى دورﴽ ﺟــﺒــﺎرﴽ، وأﻧـــﺎ داﻓــﻌــﺖ ﻋﻨﻪ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار. ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﻣﻨﺎورات ﻟﺘﺪﻣﻴﺮ اﻟﺠﺰاﺋﺮ، واﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة ﻟﺬﻟﻚ ﻫـﻲ ﺗﺪﻣﻴﺮ اﻟـــﺠـــﻴـــﺶ، ﻟــﻜــﻨــﻬــﻢ ﻟــــﻢ ﻳــﺘــﻤــﻜــﻨــﻮا ﻣــﻦ ﺗﺤﻄﻴﻢ ﺑﻠﺪ اﳌﻠﻴﻮن وﻧﺼﻒ اﳌﻠﻴﻮن ﺷــﻬــﻴــﺪ، واﻧــﺘــﺼــﺮﻧــﺎ ﻋــﻠــﻰ اﳌــﺠــﺮﻣــﲔ، وﻣﻦ ﺧﻄﻄﻮا ﻟﻠﺠﺤﻴﻢ«. ﻳﺤﻤﻞ اﻷدﻳﺐ إرﺛــﻪ وﻣﺎﺿﻴﻪ وﺗﺠﺎرﺑﻪ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﻴﺶ ﺣﲔ ﻳﻜﺘﺐ »ﻓﺨﻼل ٦٣ ﻋﺎﻣﴼ ﻣــﻦ اﻟــﺤــﻴــﺎة اﻟـﻌـﺴـﻜـﺮﻳـﺔ، أﺗــﻴــﺢ ﻟــﻲ أن أﺧـﺘـﻠـﻂ ﺑـﻜـﻞ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت واﻟـﻨـﻤـﺎذج اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ. ﻓﻔﻲ اﻟﺠﻴﺶ ﻳﺘﻌﺮف اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺨﻴﻞ واﻟﺸﺠﺎع واﳌﺨﻠﺺ ﻛﻤﺎ اﳌﺨﺎدع واﻟﺠﺒﺎن. وﻫﺬه ﻓﺮﺻﺔ ﺧﺎرﻗﺔ ﻷدﻳﺐ أن ﻳﺨﺘﺒﺮ ﻛﻞ ﻫﺬه اﻟﻨﻤﺎذج ﻋﻦ ﻗﺮب«.
ﻻ ﻳــﺮﻳــﺪ اﻟــﻜــﺎﺗــﺐ أن ﻳــﺘــﺤــﺪث ﻋﻦ أدﺑﺎء ﻋﺮب ﻳﻘﺪﻣﻮن ﺗﻨﺎزﻻت ﻓﻲ اﻟﻐﺮب ﻟﺤﻴﺎزة اﻟﺮﺿﺎ، واﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﻣﺮاﺗﺐ، وﻳﻜﺘﻔﻲ ﺑﺎﻟﻘﻮل: »ﻛﻞ ﻟﻪ دور ﻣﻌﺮوف وﻣﺮﺳﻮم، وﻟﺴﺖ ﻣﻌﻨﻴﴼ إﻻ ﺑﻨﻔﺴﻲ، أﻧﺎ أﻛﺘﺐ ﻣﻞء ﺣﺮﻳﺘﻲ، وﻓﺨﻮر ﺑﺄﻋﻤﺎﻟﻲ، وﻋﻨﺪي ﺛﻘﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﺑﻤﺎ أﻓﻌﻞ. أﻛﺘﺐ ﻋﻦ أﻣـﺎﻛـﻦ ﺟﻐﺮاﻓﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، وﻣﻨﺎﺧﺎت ﻣﺘﺒﺎﻋﺪ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ، أﺗﻘﻤﺺ ﺷﺨﺼﻴﺎت ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ، ﻷﻗﻮل: إن اﻷدﻳﺐ اﻟــﻌــﺮﺑــﻲ ﻗــــﺎدر ﻋـﻠـﻰ أن ﻳـﻔـﻬـﻢ اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ، وﻳـﺘـﺠـﻮل ﺑﻤﺨﻴﻠﺘﻪ، وﻫـــﺬا ﻳــﺪل ﻋﻠﻰ ﻋﺒﻘﺮﻳﺔ اﻷدب اﻟﻌﺮﺑﻲ«.
ﻫــﻮ أدﻳــــﺐ ﻣـﻨـﺨـﺮط ﻓــﻲ ﻣــﺎ ﻳــﺪور ﻓــﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ، رواﻳــﺎﺗــﻪ ﻏﺎﻟﺒﴼ ﻣــﺎ ﺗﺄﺗﻲ ﻣـــﺘـــﻔـــﺎﻋـــﻠـــﺔ ﻣـــــﻊ اﻟــــﺘــــﺤــــﻮﻻت وﺑـــﻌـــﺾ اﻟﻠﺤﻈﺎت اﳌﻔﺼﻠﻴﺔ ﻣﺜﻞ رواﻳﺘﻪ »ﻟﻴﻠﺔ اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ اﻷﺧـــﻴـــﺮة« اﻟــﺘــﻲ ﺗـﻘـﻤـﺺ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﻌﻤﺮ اﻟﻘﺬاﻓﻲ. ﻓﺄي دور ﻳﻠﻌﺒﻪ اﻷدﻳﺐ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮات اﻟﺤﺮﺟﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺸﻬﺎ أﻣﺘﻪ؟ »أﻓﻜﺮ ﺑﺎﻷﻓﻀﻞ. أﻧﺘﻈﺮ اﻟﺸﻲء اﻟﺠﻤﻴﻞ. ﻟﻘﺪ ﺗﻮرﻃﻨﺎ ﻓﻲ أﻣــﻮر ﻣﻌﻘﺪة، ودﺧﻠﻨﺎ ﻓـﻲ ﻛـﺎﺑـﻮس ﻻ ﻳﺼﺪق وﻻ ﻳﻄﺎق، وﺑـﺎت ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻈﻠﻤﺎت. واﳌﺸﻜﻠﺔ أن اﻷدﺑــــﺎء واﳌـﻔـﻜـﺮﻳـﻦ ﻻ ﻳﺘﻼﺣﻤﻮن. اﻟﻨﺨﺒﺔ ﻻ ﺗﺴﺘﺸﻌﺮ، ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ، أن ﻟﻬﺎ ﻣﻬﺎم ﻛﺒﺮى ﺗﺠﺎه ﺷﻌﻮﺑﻬﺎ، وﻛﻞ ﻳﺘﻐﻨﻰ ﺑﺄﺳﻴﺎده«.
ﻗـــﺮﻳـــﺒـــﴼ ﺳـــﻴـــﺼـــﺪر ﻛــــﺘــــﺎب ﺟــﺪﻳــﺪ ﻟــﻴــﺎﺳــﻤــﻴــﻨــﺔ ﺧـــﻀـــﺮا ﻫــــﻮ ﻋــــﺒــــﺎرة ﻋـﻦ ﺣـــــــــــﻮارات أﺟــــﺮﺗــــﻬــــﺎ ﻣـــﻌـــﻪ ﺻــﺤــﺎﻓــﻴــﺔ ﻓــﺮﻧــﺴــﻴــﺔ، ﻳـﺤـﻤـﻞ ﻋــﻨــﻮاﻧــﴼ ﻇــﺮﻳــﻔــﴼ ﻫﻮ »اﻟﻘﺒﻠﺔ واﻟﻌﺾ«. وﻳﻌﻜﻒ ﺣﺎﻟﻴﴼ ﻋﻠﻰ إﻧﻬﺎء رواﻳﺔ، ﻳﻘﻮل إﻧﻪ ﻓﺨﻮر ﺟﺪﴽ ﺑﻬﺎ، وﻳﺘﺤﻔﻆ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﻮاﻧﻬﺎ وﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ، ﻟـﻜـﻨـﻪ ﻳﻌﻠﻤﻨﺎ أن أﺣــﺪاﺛــﻬــﺎ ﺗـــﺪور ﺑﲔ ﻓﺮﻧﺴﺎ وﺑﻠﺠﻴﻜﺎ، ﺳﺘﺼﺪر ﻓـﻲ ﺷﻬﺮ أﻏﺴﻄﺲ )آب( اﳌﻘﺒﻞ.