Asharq Al-Awsat Saudi Edition

اﻻﺳﻢ اﳌﺴﺘﻌﺎر

-

ﻛــﺎن اﻷﺳــﺘــﺎذ ﻏـﺴـﺎن ﺗـﻮﻳـﻨـﻲ ﻳﻌﺘﺒﺮ أﻧــﻪ ﻓــﻲ اﻟـﺼـﺤـﺎﻓـ­ﺔ ﻣﻦ أﺟـﻞ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، وﻓـﻲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻣﻦ أﺟـﻞ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ. وﻗﺪ ﺑــﺪأ اﻟﻌﻤﻠﲔ ﻣﺒﻜﺮﴽ، ﻓــﻮرث »اﻟـﻨـﻬـﺎر« ﻋـﻦ أﺑﻴﻪ ﻓـﻲ ﻧﺤﻮ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ واﻟــﻌــﺸـ­ـﺮﻳــﻦ، وأﺻـــﺒـــ­ﺢ أﺻــﻐــﺮ ﻧــﺎﺋــﺐ ﻓـــﻲ ﻟــﺒــﻨــﺎ­ن ﻓـــﻲ اﻟـﺨـﺎﻣـﺴـ­ﺔ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ.

وﻣﻦ ﺧﺼﺎﻟﻪ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻣﻌﺠﺒﴼ ﺑﺒﻌﺾ ﺧﺼﻮﻣﻪ، وﻓﻲ ﻃﻠﻴﻌﺘﻬﻢ اﻟﺰﻋﻴﻢ اﻻﺷﺘﺮاﻛﻲ ﻛﻤﺎل ﺟﻨﺒﻼط. وذات ﻣﺮة أراد اﻻﻋﺘﺮاض ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻒ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻟﺠﻨﺒﻼط )ﻟﻢ أﻋﺪ أذﻛﺮ ﻣﺎ ﻫﻮ( ﻣﻦ دون أن ﻳﺬﻛﺮ اﺳﻤﻪ ﻋﻼﻧﻴﺔ. ﻛﻨﺖ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻣﺴﺆوﻻ ﻋﻦ ﺻﻔﺤﺔ »ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻟﻨﻬﺎر« ﻓﺎﺳﺘﺪﻋﺎﻧﻲ وﻗﺎل ﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺘﻪ، ﻣﺎ رأﻳﻚ ﻓﻲ ﻣﻘﺎل ﺗﻌﻠﻖ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻒ ﺟﻨﺒﻼط؟

ﻗﻠﺖ ﻟﻪ، أﻧﺎ أﺣﺐ اﻟﺮﺟﻞ وﻟﻦ أﻛﺘﺐ ﺷﻴﺌﴼ ﺿﺪه، وﻟﻜﻦ إذا ﻛﺎن ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻻﻋﺘﺮاض، ﻓﻴﻤﻜﻦ أن أﻛﺘﺐ ﻣﻘﺎﻻ ﺑﺘﻮﻗﻴﻊ ﻣﺴﺘﻌﺎر. أﻳﻀﴼ ﺿﺤﻚ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺘﻪ وﻗﺎل: ﺧﻴﺎرك! وﻣﻦ دون أن أﻋﻮد إﻟﻴﻪ، ﻧﺸﺮت ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ ﺑﺘﻮﻗﻴﻊ ﻣﺴﺘﻌﺎر ﻫﻮ ﻛﻤﺎل رزق، ﺣﺮﺻﺖ ﻋﻠﻰ أن ﻳﻜﻮن أﻗﺮب إﻟﻰ ﻣﻌﺎﺗﺒﺔ ﺟﻨﺒﻼط ﻣﻦ ﻧﻘﺪه.

ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﳌﺮﺣﻠﺔ ﻛﺎن ﻳﺰورﻧﺎ ﻓﻲ »اﻟﻨﻬﺎر«، ﻛﻞ ﻳﻮم ﺗﻘﺮﻳﺒﴼ، اﻟﺸﻴﺦ ﻋﺎرف اﻟﻴﺤﻴﻰ، اﳌﺸﻬﻮر ﺑﻤﻴﺰات ﺛﻼث: اﻟﻈﺮف واﻟﻨﺒﺎﻫﺔ، واﻟﻨﺠﺎح اﳌﺎدي، واﻟﺘﻜﺮس ﻟﺼﺪاﻗﺔ ﺟﻨﺒﻼط. ﻛﺎﻧﺖ زﻳﺎرات اﻟﺸﻴﺦ ﻋـﺎرف ﺗﺘﻢ ﻋـﺎدة ﻣﻦ ﺑﻌﺪ اﻟﻈﻬﺮ وﻣﺎ ﻓـﻮق. ﻟﻜﻨﻪ ﺟﺎء ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم ﻧﺤﻮ اﻟﻌﺎﺷﺮة ﺻﺒﺎﺣﴼ. وﻗﺎل ﻟﻲ، ﺑﻠﻐﺔ أﻫﻞ اﻟﺠﺒﻞ اﳌﺄﻟﻮﻓﺔ، وﻫﻮ ﻳﻀﺤﻚ ﻋﺎﻟﻴﴼ: »إﻳﺴﻪ )اﻵن( ﺟﺎﻳﻲ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﻛﻤﺎل ﺑﻴﻚ. ﻗﺎل ﻟﻲ روح ﻳﺎ ﻋﻤﻲ ﺷﻮف اﻟﺰﳌﻲ ﺻﺎﺣﺒﻚ ﻫﻴﺌﺘﻮ ﻃﻠﻊ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻛﺎﺗﺐ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ رزق اﻟﻠﻪ ﺑﺲ ﺳﺒﺤﺎن اﻟﻠﻪ، اﻷﺳﻠﻮب أﺳﻠﻮب ﺑﻴﺖ ﻋﻄﺎ اﻟﻠﻪ«.

ﻓـﻲ اﳌـﺴـﺎء روﻳــﺖ اﻟﺤﺎدﺛﺔ ﻟﻸﺳﺘﺎذ ﻏﺴﺎن ﻓﻀﺤﻚ ﻃﻮﻳﻼ وأﺻﺮ ﻋﻠﻰ أن ﻳﺴﻤﻌﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﺦ ﻋﺎرف ﻧﻔﺴﻪ. وﻃﺮب اﻟﺸﻴﺦ ﻋــﺎرف ﻟﻠﻔﻜﺮة. ﻟﻘﺪ ﺣـﻘـﻖ، ﻫـﻮ وزﻋـﻴـﻤـﻪ، ﻧـﺼـﺮﴽ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺼﻮم. اﻷﺳﻤﺎء اﳌﺴﺘﻌﺎرة ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﺟﻤﻴﻞ وﺑﺎﻟﻎ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻋﻨﺪ اﻟـﻨـﺎس. وﻗــﺪ ﻇـﻞ اﻟﺰﻣﻴﻞ ﻣﻔﻴﺪ ﻓــﻮزي ﻳﻨﻔﻲ ﻃــﻮال ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﴼ أﻧﻪ »ﻧﺎدﻳﺎ ﻋﺎﺑﺪ« ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺔ »ﺻﺒﺎح اﻟﺨﻴﺮ« واﻟﻨﺎس ﻛﺎﺷﻔﺔ أﻣﺮه، إﻟﻰ أن روى اﻟﻘﺼﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺬﻛﺮاﺗﻪ »ﻧﺼﻴﺒﻲ ﻣﻦ اﻟﺪﻧﻴﺎ«. وروى ﻣﻌﻬﺎ أﻧﻪ أﺧﺬ اﻟﻔﻜﺮة ﻣﻦ زاوﻳﺔ ﻛﺎن ﻳﻜﺘﺒﻬﺎ إﺣﺴﺎن ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺪوس ﺑﺘﻮﻗﻴﻊ »أم أﺣﻤﺪ«. وﻛﺘﺐ أﻧﻴﺲ ﻣﻨﺼﻮر ﻃﻮﻳﻼ ﺑﺈﻣﻀﺎء »ﺳﻠﻔﺎﻧﺎ«. وأﻋﺘﻘﺪ أﻧﻪ اﺳﻢ اﳌﺮأة اﻹﻳﻄﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﺣﺒﻬﺎ، واﻟﺘﻲ ﻃﺎﳌﺎ ﻛﺘﺐ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺰاوﻳﺔ اﳌﻘﺎﺑﻠﺔ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﻄﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ، واﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻳﻄﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻟﻢ ﺻﺤﺎﻓﻲ ﻋﺎﳌﻲ.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia