ﻣﻌﻬﺪ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﺑﺎرز ﻳﺴﺘﻌﺮض اﻹﺻﻼﺣﺎت ﻓﻲ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ
اﺳﺘﻌﺮﺿﺖ ﻫﺪى اﻟﺤﻠﻴﺴﻲ، ﻋﻀﻮ ﻣﺠﻠﺲ اﻟـﺸـﻮرى، أﻣــﺲ، ﻓﻲ اﳌﻌﻬﺪ اﳌﻠﻜﻲ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻟـــﻠـــﺨـــﺪﻣـــﺎت اﳌـــﺘـــﺤـــﺪة و اﻟــــــﺪراﺳــــــﺎت اﻷﻣــﻨــﻴــﺔ واﻟﺪﻓﺎﻋﻴﺔ )روﺳـﻲ( ﻓﻲ ﻟﻨﺪن، اﻟﺘﻄﻮرات اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻬﺪﻫﺎ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻓﻲ إﻃﺎر »رؤﻳﺔ ٠٣٠٢« ﻟﻮﻟﻲ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺴﻌﻮدي اﻷﻣﻴﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن.
وﺷـــﺎرﻛـــﺖ اﻟـﺤـﻠـﻴـﺴـﻲ ﻓــﻲ ﺟـﻠـﺴـﺔ ﻧــﻘــﺎش، ﺷــﺎرﻛــﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻛـﺬﻟـﻚ ﺷــﺎرﻟــﻮت ﻟﻴﺴﻠﻲ رﺋﻴﺴﺔ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳــﻂ ﻓﻲ ﺣـﺰب اﳌﺤﺎﻓﻈﲔ، وأدارﻫﺎ ﺟﻮن ﺳﻜﺎرﻟﻴﺖ ﻧﺎﺋﺐ رﺋﻴﺲ »روﺳﻲ«، ﺑﻌﻨﻮان: »اﻹﺻﻼﺣﺎت ﻓﻲ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ: ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺘﻄﺮف ﻓﻲ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﺗﺘﻐﻴﺮ«.
وﻗﺎﻟﺖ اﻟﺤﻠﻴﺴﻲ، إن »رؤﻳـﺔ ٠٣٠٢« اﻟﺘﻲ وﺿــﻌــﻬــﺎ اﻷﻣـــﻴـــﺮ ﻣــﺤــﻤــﺪ ﺑـــﻦ ﺳــﻠــﻤــﺎن ﺗــﻮاﻛــﺐ ﺗﻄﻠﻌﺎت اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻲ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ، ﻷن وﻟﻲ اﻟﻌﻬﺪ ﻳﺘﺤﺪث ﻟﻐﺘﻬﻢ. واﻋﺘﺒﺮت أن اﻹﺻﻼﺣﺎت، اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻤﻞ ﻣﺠﺎﻻت اﻻﻗﺘﺼﺎد واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ واﻟﺘﺮﻓﻴﻪ وﻏـــﻴـــﺮﻫـــﺎ، ﺗــﺴــﻴــﺮ ﺑـــﺴـــﺮﻋـــﺔ، وأن اﻟــﺴــﻌــﻮدﻳــﺔ »ﺗﺘﺤﻮل ﻣﻦ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻗﺒﻠﻲ، إﻟﻰ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻳﻠﻌﺐ ﻓﻴﻪ اﻷﺳــﺮة واﻟـﻔـﺮد دورا ﻣﺤﻮرﻳﺎ«. وأرﺟﻌﺖ اﻟﺤﻠﻴﺴﻲ ﺳﺮﻋﺔ اﻟﺘﺤﻮل إﻟﻰ اﻟﻀﻐﻮط اﻟﺘﻲ ﻣﺎرﺳﻬﺎ ﺷﺒﺎب اﳌﻤﻠﻜﺔ، اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﺜﻠﻮن ﻧﺤﻮ ٠٧ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ إﺟﻤﺎﻟﻲ اﻟﺴﻜﺎن، ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﳌﻮاﻛﺒﺔ ﺗﻄﻠﻌﺎﺗﻬﻢ. وﻗﺎﻟﺖ اﻟﻌﻀﻮ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟـــﺸـــﻮرى إن ﻫـــﺬه اﻟــﻀــﻐــﻮط ﺟــــﺎءت ﺑـﻨـﺘـﺎﺋـﺞ ﺗﻤﺜﻠﺖ ﻓــﻲ ﺗـﺴـﺮﻳـﻊ إﺟـــــﺮاءات إﻋـــﺎدة اﻟﻬﻴﻜﻠﺔ واﻟﺘﺤﺪﻳﺚ.
وﺷــــــــﺪدت اﻟــﺤــﻠــﻴــﺴــﻲ ﻋـــﻠـــﻰ أن اﻟــﺘــﻐــﻴــﻴــﺮ »ﻳﺠﺐ أن ﻳﻨﺒﻊ ﻣﻦ اﳌﺠﺘﻤﻊ، ﻻ ﻣﻦ اﻟـﺨـﺎرج«. وردت ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت ﻟـ»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ« ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻣﺶ ﻣﺆﺗﻤﺮ اﻟﺮؤﺳﺎء اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﲔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﲔ - اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﲔ، ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﻨﺘﻘﺪ وﺗﻴﺮة اﻟﺘﺤﻮﻻت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ، ﺑﺎﻟﻘﻮل إﻧﻪ ﻳﺠﺐ أن »ﻧﺄﺧﺬ ﺑﻌﲔ اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﺪﻳﻦ واﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ واﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟـﻘـﺒـﻠـﻴـﺔ ﻓــﻲ ﻫـــﺬه اﻟــﺘــﺤــﻮﻻت«. وأوﺿــﺤــﺖ أن اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺬي ﻧﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎﺋﻪ ﺳﻴﻜﻮن ﺧﺎﺻﺎ ﺑﺎﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ وﺣﺪﻫﺎ ﻻ ﺑﺄي دوﻟﺔ أﺧﺮى. »وﻟــﻴــﺲ ﻣــﻦ اﻟــﻌــﺪل أن ﺗــﻔــﺮض ﻣـﻨـﻈـﻮﻣـﺔ ﻗﻴﻢ أﺟﻨﺒﻴﺔ ﻋـﻠـﻰ اﻟــﺴــﻌــﻮدﻳــﺔ، ﻓﻨﺤﻦ ﻧـﺤـﺘـﺎج إﻟـﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ أﻫﺪاﻓﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﻬﻠﺔ ﺗﻨﺎﺳﺒﻨﺎ، وﺑﺘﻤﻜﲔ اﻟﺠﻨﺴﲔ واﻟﻌﻤﻞ ﻣﻌﺎ ﻟﺘﺤﺴﲔ اﳌﺠﺘﻤﻊ«.
ﻛﻤﺎ ﺳﻠﻄﺖ ﻋﻀﻮ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺸﻮرى اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ أﻫﻤﻴﺔ ﺗﻤﻜﲔ اﳌﺮأة، وﻗﺎﻟﺖ إن »ﻛﻞ ﻣﺎ ﻧﻘﻮم ﺑﻪ اﻟﻴﻮم ﻳﻨﺪرج ﻓﻲ إﻃﺎر إﺟﺮاء ات اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ اﻟﺘﻲ ﺑــﺪأت ﻣﻨﺬ ﺗﻌﻠﻴﻢ اﻟﻨﺴﺎء ﻓـﻲ ﺳﺘﻴﻨﺎت اﻟﻘﺮن اﳌﺎﺿﻲ، وﺧﻼل اﻟﺜﻤﺎﻧﲔ ﺳﻨﺔ اﳌﺎﺿﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻋــﺎم ﺑﻌﺪ أن اﺳـﺘـﻔـﺎدت اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻣـﻦ اﳌــﻮارد اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ راﻓﻘﺖ إﻧﺘﺎج اﻟﻨﻔﻂ ﻟﺒﻨﺎء وﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﺒﻨﻰ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ. وﺗﻘﺪﻣﺖ اﻟﺒﻨﻰ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت ﻓﻲ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟــﺴــﻌــﻮدي. وﻧــﺤــﻦ اﻟــﻴــﻮم ﻧــﻮاﻛــﺐ ﺳــﺮﻋــﺔ ﻫـﺬا اﻟﺘﻄﻮر، ﻟﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ اﻟﺤﺪاﺛﺔ«.
واﻋــﺘــﺒــﺮت اﻟـﺤـﻠـﻴـﺴـﻲ زﻳـــــﺎرة وﻟـــﻲ اﻟـﻌـﻬـﺪ اﻟﺴﻌﻮدي، واﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﳌﻮاﻛﺒﺔ ﻟﻬﺎ، ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻔﺘﺢ اﻷﺑﻮاب أﻣﺎم اﻟﺘﺒﺎدل اﻟﺘﺠﺎري واﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﻓﻲ اﻟﺒﻠﺪﻳﻦ، ﻣﻀﻴﻔﺔ أن »اﻟــﻮﻗــﺖ ﺣـــﺎن ﻟﻠﺘﻌﻠﻢ ﻣــﻦ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﻣــﻦ ﺑﻌﺾ، واﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺣﻮار ﻣﻔﺘﻮح واﻟﺘﻮاﺻﻞ أﻛﺜﺮ«. وﻓــــﻲ ﺗـﻌـﻠـﻴـﻘـﻬـﺎ ﻋـــﻦ اﻟــــﺼــــﻮرة اﻟــﺨــﺎﻃــﺌــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗﺘﺪاوﻟﻬﺎ ﺑﻌﺾ اﳌﻨﺼﺎت اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ، أرﺟﻌﺖ اﻟﺤﻠﻴﺴﻲ اﻟﺴﺒﺐ ﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﻫﻤﺎ: ﻗﻠﺔ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﺣﻮل اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ، وﺻﺤﺎﻓﻴﻮن ﻳـﻤـﻸون اﻟـﻔـﺮاغ ﺑﺄﻛﺎذﻳﺐ ﺗﺼﺒﺢ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﻓﻲ أﻋﲔ اﻟﻌﺎﻣﺔ. وﺗﺎﺑﻌﺖ: »اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻋــﺎﻧــﺖ ﻣــﻦ اﻟـﻬـﺠـﻤـﺎت اﻹرﻫــﺎﺑــﻴــﺔ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﺗـــﻘـــﻮد ﺟـــﻬـــﻮد ﻣــﻜــﺎﻓــﺤــﺔ اﻹرﻫــــــــﺎب ﻓـــﻲ ﻣـﻨـﻄـﻘـﺔ اﻟــﺸــﺮق اﻷوﺳـــــﻂ«، ﻻﻓـﺘـﺔ إﻟــﻰ أن »اﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎت ﺗﺘﻐﻴﺮ، وأﺻﺒﺤﻨﺎ ﻧﻔﻬﻢ أﻳـﻦ ﺗﻜﻤﻦ ﻣﺸﻜﻼﺗﻨﺎ وﻧﻮاﺟﻬﻬﺎ، ﺑﺎﻟﺸﺮاﻛﺔ ﻣﻊ دول أﺧــﺮى ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻣﻔﻬﻮم ﻋﺎﳌﻲ ﳌﻜﺎﻓﺤﺔ اﻹرﻫﺎب«.
ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻬﺎ، ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻴﺴﻠﻲ إن وﺗﻴﺮة اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻓـــﻲ اﻟــﺴــﻌــﻮدﻳــﺔ ﻣــﻠــﻤــﻮﺳــﺔ ﻟـﻠـﺠـﻤـﻴـﻊ، وأﺷــــﺎدت ﺑـ »اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي ﻳﻘﻮد ﻫﺬا اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ« اﻷﻣﻴﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن. ﻛﻤﺎ ﻋﺒﺮت ﻋﻦ إﺣﺴﺎﺳﻬﺎ ﺑـ »اﻟﻔﺨﺮ« ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺷﺎﻫﺪت ﻧﺴﺎء ﺳﻌﻮدﻳﺎت »ﻳﺮﻛﻀﻦ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ«، ﻓﻲ إﺷﺎرة إﻟﻰ اﳌﺎراﺛﻮن اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ اﻟﺬي ﻧﻈﻤﺘﻪ اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺘﺮﻓﻴﻪ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ اﻷﺣﺴﺎء أﺧﻴﺮا.