٩ ﻣﻼﻳﲔ ﻳﻤﻨﻲ اﺳﺘﻔﺎدوا ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻋﺪات أﻣﻤﻴﺔ ﻃﺎرﺋﺔ
ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺗﻨﻔﺬه »ﻳﻮﻧﻴﺴﻴﻒ« ﺑﺘﻤﻮﻳﻞ ﻣﻦ »اﻟﺒﻨﻚ اﻟﺪوﻟﻲ« ﻳﺪﺧﻞ ﻋﺎﻣﻪ اﻟﺜﺎﻧﻲ
أﻓــــــــﺎدت ﻣــﻨــﻈــﻤــﺔ »ﻳــﻮﻧــﻴــﺴــﻴــﻒ« أﻣــﺲ ﺑــﺄن ٩ ﻣﻼﻳﲔ ﻳﻤﻨﻲ اﺳﺘﻔﺎدوا ﻣﻦ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ أﻣﻤﻲ ﻟﻠﻤﺴﺎﻋﺪات اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻟﻄﺎرﺋﺔ اﻧﻄﻠﻖ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﻋـﺎم ٧١٠٢. وﻗﺎﻟﺖ اﳌﻨﻈﻤﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺎن إن ٥٫١ ﻣﻠﻴﻮن ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ أﻛﺜﺮ ﻋﺎﺋﻼت اﻟﻴﻤﻦ ﻫﺸﺎﺷﺔ، أي ﻧﺤﻮ ٩ ﻣﻼﻳﲔ ﺷﺨﺺ، اﺳﺘﻔﺎدوا ﻣﻦ ﺗﺤﻮﻳﻼت ﻧﻘﺪﻳﺔ ﻃﺎرﺋﺔ ﻣﻦ ﻣﺸﺮوع اﳌﺴﺎﻋﺪات اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ اﻟﻄﺎرﺋﺔ اﻟﺬي ﺗﻘﻮم »ﻳﻮﻧﻴﺴﻴﻒ« ﺑﺘﻨﻔﻴﺬه ﺑﺘﻤﻮﻳﻞ ودﻋﻢ ﻣﻦ اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺒﻨﻚ اﻟﺪوﻟﻲ.
وﻛـﺎن ﻫﺬا اﳌﺸﺮوع اﳌﺸﺘﺮك ﺑﲔ »ﻳـﻮﻧـﻴـﺴـﻴـﻒ« و»اﻟــﺒــﻨــﻚ اﻟـــﺪوﻟـــﻲ« ﻗﺪ اﻧﻄﻠﻖ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﻋـﺎم ٧١٠٢، واﺧﺘﺘﻢ ﺗﺴﺪﻳﺪ اﻟـﺪﻓـﻌـﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ إﻟﻰ أﻛـــﺜـــﺮ اﻟــﻴــﻤــﻨــﻴــﲔ ﻫــﺸــﺎﺷــﺔ اﻷﺳـــﺒـــﻮع اﻟﺤﺎﻟﻲ. وأﺿﺎف اﻟﺒﻴﺎن أﻧﻪ ﺗﻢ وﺿﻊ ﺧﻄﺔ ﻟﺘﺴﺪﻳﺪ دﻓﻌﺔ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻓﻲ أﻏﺴﻄﺲ )آب( ٨١٠٢.
وﻗــــﺎل ﺧـــﻴـــﺮت ﻛـــﺎﺑـــﺎﻻري، اﳌــﺪﻳــﺮ اﻹﻗــﻠــﻴــﻤــﻲ ﻟـــ»ﻳــﻮﻧــﻴــﺴــﻴــﻒ« إن ﻫــﺬه اﳌﺴﺎﻋﺪات اﻟﻄﺎرﺋﺔ »ﺗﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﻔﺎدي ﺧــﻄــﺮ اﳌـــﺠـــﺎﻋـــﺔ، وﺗــﺴــﻤــﺢ ﻟــﻠــﻌــﺎﺋــﻼت اﳌــﺴــﺘــﻬــﺪﻓــﺔ ﺑـــﺸـــﺮاء اﻟـــﻐـــﺬاء واﻟــــــﺪواء ﻷﻃــــﻔــــﺎﻟــــﻬــــﺎ، وﻳــــﻌــــﺎﻧــــﻲ اﻟــــﻌــــﺪﻳــــﺪ ﻣــﻦ ﻫـــﺆﻻء ﻣــﻦ ﺳــﻮء اﻟــﺘــﻐــﺬﻳــﺔ«. وأﺿــﺎف أن اﳌـــﺸـــﺮوع »ﻳــﺴــﺎﻫــﻢ ﺑـﺸـﻜـﻞ ﺣـﺎﺳـﻢ ﻓـﻲ ﺗﺠﻨﻴﺐ اﻟـﻌـﺎﺋـﻼت اﺗـﺨـﺎذ ﺗﺪاﺑﻴﺮ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻟﺘﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ أوﺿﺎﻋﻬﺎ، ﻣﺜﻞ ﻋﻤﺎﻟﺔ اﻷﻃﻔﺎل وزواج اﻷﻃﻔﺎل، ﺣﻴﺚ إن اﻟﻈﺎﻫﺮﺗﲔ ﻓـﻲ ﺗـﺰاﻳـﺪ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ اﻟﻴﻤﻦ اﻟﺬي ﻣﺰﻗﺘﻪ اﻟﺤﺮب«.
وﻳـﻌـﺪ ﻫــﺬا اﳌــﺸــﺮوع، وﻏـﻴـﺮه ﻣﻦ ﻣﺸﺎرﻳﻊ اﳌﺴﺎﻋﺪات اﻷﺧــﺮى، ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺣﺒﻞ ﻧﺠﺎة ﳌـﺎ ﻳﻘﺮب ﻣـﻦ ﺛﻠﺚ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ اﻟﻴﻤﻦ. وأﺳﻔﺮ اﻟﻨﺰاع اﻟﺬي ﺳﺒﺒﻪ اﻻﻧــــﻘــــﻼب اﻟـــﺤـــﻮﺛـــﻲ ﻋـــﻠـــﻰ اﻟــﺸــﺮﻋــﻴــﺔ ﻋــﺎم ٤١٠٢، ﻋـﻦ ﺗﻔﺎﻗﻢ اﳌﺠﺎﻋﺔ وﺳﻂ اﻟــﻴــﻤــﻨــﻴــﲔ وﺑـــــــﺮوز أﻣـــــــﺮاض ﻟــــﻢ ﺗـﻜـﻦ ﻣـــــﻮﺟـــــﻮدة ﻣــــﻦ ﻗـــﺒـــﻞ ﻣـــﺜـــﻞ اﻟــﺪﻓــﺘــﺮﻳــﺎ واﻟــﻜــﻮﻟــﻴــﺮا واﻹﺳــﻬــﺎل اﳌــﺎﺋــﻲ اﻟــﺤــﺎد. وﺣﺴﺐ ﺑﻴﺎن »ﻳﻮﻧﻴﺴﻴﻒ«، ﻗﺘﻞ ﻧﺤﻮ ٦ آﻻف ﻃـﻔـﻞ ﺧــﻼل اﻟــﺴــﻨــﻮات اﻟـﺜـﻼث اﳌــﺎﺿــﻴــﺔ، وﻟــﺠــﺄت اﻟــﻌــﺎﺋــﻼت اﻟﻔﻘﻴﺮة ﻻﺗﺨﺎذ ﺗﺪاﺑﻴﺮ ﻗﺼﻮى ﳌﺠﺮد اﻟﺒﻘﺎء ﻋــﻠــﻰ ﻗــﻴــﺪ اﻟــﺤــﻴــﺎة، ﺑــﻤــﺎ ﻓـﻴـﻬـﺎ ﻋﻤﺎﻟﺔ اﻷﻃﻔﺎل وزواج اﻷﻃﻔﺎل أو ﺗﺠﻨﻴﺪﻫﻢ ﻓﻲ اﻟﻘﺘﺎل ﻹﻋﺎﻟﺔ ﻋﺎﺋﻼﺗﻬﻢ.
ودﻟﻞ اﻟﺒﻴﺎن ﺑﺤﺎﻟﺔ ﺳﻴﺪة ﺗﺪﻋﻰ أم ﻣـﺤـﻤـﺪ وﻟــﺪﻳــﻬــﺎ أﻃـــﻔـــﺎل، اﺿــﻄــﺮت ﻹﺧــــﺮاج اﺑـﻨـﻬـﺎ اﻷﺻــﻐــﺮ ﻣــﻦ اﳌــﺪرﺳــﺔ ﻟﻌﺪم ﺗﻤﻜﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﻐﻄﻴﺔ اﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎت اﻷﺳـــﺎﺳـــﻴـــﺔ ﻟــﻌــﺎﺋــﻠــﺘــﻬــﺎ. ووﺻـــﻔـــﺖ أم ﻣﺤﻤﺪ أوﺿﺎع اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻗﺎﺋﻠﺔ: »ﻛﻨﺎ ﻧﻤﺮ ﺑﺄوﻗﺎت ﻗﺎﺳﻴﺔ، وﻧﻌﻴﺶ ﻋﻠﻰ وﺟﺒﺔ واﺣـــﺪة ﻓــﻲ اﻟــﻴــﻮم، ﻟـﻜـﻦ اﻟـﻨـﻘـﻮد اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻘﻴﺘﻬﺎ ﻣﻜﻨﺘﻨﻲ ﻣﻦ إﺻﻼح ﻣﺎﻛﻴﻨﺔ ﺧـــﻴـــﺎﻃـــﺔ وﺷــــــــﺮاء اﻷﻗـــﻤـــﺸـــﺔ وﺗـــﺄﻣـــﲔ زﺑﺎﺋﻦ. أﺣﺪﺛﺖ اﻟﻨﻘﻮد اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻘﻴﺘﻬﺎ ﻓــﺮﻗــﴼ ﻛـﺒـﻴـﺮﴽ ﻓــﻲ ﺣــﻴــﺎة ﻋـﺎﺋـﻠـﺘـﻲ«. أﻣــﺎ ﻣﺤﻤﺪ، اﻻﺑﻦ اﻟﺒﺎﻟﻎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ ٢١ ﻋﺎﻣﴼ ﻓﻴﻘﻮل: »ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻲ واﻟﺪﺗﻲ أن أﺗﻮﻗﻒ ﻋﻦ اﻟﺬﻫﺎب إﻟﻰ اﳌﺪرﺳﺔ ذﻫﺒﺖ إﻟــﻰ ﻏﺮﻓﺘﻲ وﺑﻜﻴﺖ، ﻓﻘﺪ ﻛﻨﺖ اﻷول ﻓﻲ اﻟﺼﻒ. ﻛﻨﺎ ﻓﻘﺮاء ﻟﺪرﺟﺔ أﻧﻨﺎ ﻟﻢ ﻧــﻘــﺪر ﻋـﻠـﻰ ﺗــﺄﻣــﲔ اﻟــﻄــﻌــﺎم ﻷﻧـﻔـﺴـﻨـﺎ. ﻋﺪت إﻟﻰ اﳌﺪرﺳﺔ اﻵن. أﻧﺎ ﻓﺨﻮر ﺟﺪﴽ ﺑﻮاﻟﺪﺗﻲ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻓﺤﺖ ﻛﺜﻴﺮﴽ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﺨﻞ ﻋﻨﺎ ﻣﻄﻠﻘﴼ«. وﻳﻘﻮل اﻟﺪﻛﺘﻮر أﺳﻌﺪ ﻋﺎﻟﻢ، اﳌﺪﻳﺮ اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ اﳌﺴﺆول ﻋﻦ اﻟﻴﻤﻦ وﻣﺼﺮ وﺟﻴﺒﻮﺗﻲ ﺑﺎﻟﺒﻨﻚ اﻟــﺪوﻟــﻲ: »ﻳـﻐـﻴـﺮ ﻣــﺸــﺮوع اﳌـﺴـﺎﻋـﺪات اﻟـﻨـﻘـﺪﻳــﺔ اﻟــﻄــﺎرﺋــﺔ ﺣــﻴــﺎة اﳌــﻼﻳــﲔ ﻣﻦ اﻟﻴﻤﻨﻴﲔ اﻟــﺬﻳــﻦ ﻻ ﻳــﻮﺟــﺪ ﻟـﺪﻳـﻬـﻢ أي ﻣــﺼــﺪر دﺧـــﻞ آﺧـــﺮ ﺧـــﻼل ﻫـــﺬا اﻟـﻮﻗـﺖ اﻟﺼﻌﺐ. ﻣﻦ ﺧﻼل اﳌﺴﺎﻋﺪة ﻓﻲ ﺗﻮﻓﻴﺮ دﻋﻢ أﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺪﺧﻞ، ﻳﺴﺎﻫﻢ اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﻓﻲ إﺑﻘﺎء اﻷﻃﻔﺎل ﻓﻲ اﳌﺪارس وﺗﻮﻓﻴﺮ اﻟـــﻮﺳـــﺎﺋـــﻞ اﻟـــــﻼزﻣـــــﺔ ﻟــــﺸــــﺮاء اﻟــﻄــﻌــﺎم واﻟــــﺪواء، ﻛﻤﺎ ﻳﺴﺎﻋﺪ اﻟﻴﻤﻨﻴﲔ ﻟﻜﻲ ﻳﻜﻮﻧﻮا ﺟﺎﻫﺰﻳﻦ ﻹﻋﺎدة ﺑﻨﺎء ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺑﻤﺠﺮد ﻋﻮدة اﻟﺴﻼم إﻟﻰ ﺑﻠﺪﻫﻢ«.