اﻟﺨﺼﻮﻣﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﻘﺘﺤﻢ ﻣﻼﻋﺐ ﻟﻴﺒﻴﺎ
اﻻﻋﺘﺪاء ﻋﻠﻰ »اﲢﺎد ﻃﺮاﺑﻠﺲ« ﰲ ﺑﻨﻐﺎزي ﻓﺠﺮ اﻷزﻣﺔ
ﺗﺼﺎﻋﺪت اﳌﺨﺎوف ﻣﻦ ﺗﺪاﻋﻴﺎت اﻋﺘﺪاء ﺑﻌﺾ »اﳌﺘﻬﻮرﻳﻦ« ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺜﺔ ﻓﺮﻳﻖ اﺗـﺤـﺎد ﻃﺮاﺑﻠﺲ )ﻏــﺮب اﻟﺒﻼد( ﻟﻜﺮة اﻟﻘﺪم ﺑﺎﻟﻀﺮب، ﺧﻼل ﺗﻮﺟﻬﻬﻢ إﻟــــــﻰ ﻣــﻠــﻌــﺐ ﺑــﻨــﻴــﻨــﺎ )ﺷـــــــﺮق اﻟــــﺒــــﻼد( ﳌـــﻮاﺟـــﻬـــﺔ ﻓـــﺮﻳـــﻖ أﻫـــﻠـــﻲ ﺑـــﻨـــﻐـــﺎزي ﻓـﻲ اﻟﺠﻮﻟﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﻣـﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﺘﻮﻳﺞ ﺑﺎﻟﺪوري اﻟﻠﻴﺒﻲ اﳌﻤﺘﺎز، ﻣﺴﺎء اﻷﺣﺪ اﳌﺎﺿﻲ، ﺑﻌﺪ اﺗﻬﺎم اﺗﺤﺎد اﻟﻜﺮة اﻟﻠﻴﺒﻲ »ﻣــﺤــﺴــﻮﺑــﲔ ﻋــﻠــﻰ اﻷﺟـــﻬـــﺰة اﻷﻣـﻨـﻴـﺔ واﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ« ﺑﺎرﺗﻜﺎب اﻟﻮاﻗﻌﺔ.
وأﺛـــــﺮ اﻻﻧـــﻘـــﺴـــﺎم اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻲ ﻓﻲ ﻟــﻴــﺒــﻴــﺎ ﻣــﻨــﺬ إﺳـــﻘـــﺎط ﻧـــﻈـــﺎم اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ اﻟــــﺮاﺣــــﻞ ﻣــﻌــﻤــﺮ اﻟـــﻘـــﺬاﻓـــﻲ ﻋــــﺎم ١١٠٢ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻨﺎﺣﻲ اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻲ ﻋﻤﻮم اﻟﺒﻼد، وﻟﻢ ﺗﻨﺞ ﻛﺮة اﻟﻘﺪم، آﺧﺮ رﻫﺎن اﻟﻠﻴﺒﻴﲔ، ﻣﻦ اﻟﺴﻘﻮط ﻓﻲ »ﻫﺬا اﻟﻔﺦ«.
وﻗــــﺎل اﻟــﻜــﺎﺗــﺐ واﳌــﺤــﻠــﻞ اﻟـﻠـﻴـﺒـﻲ ﻣــﺤــﻤــﺪ ﻋــﻘــﻴــﻠــﺔ اﻟـــﻌـــﻤـــﺎﻣـــﻲ، إن »ﻣـــﻦ ارﺗﻜﺒﻮا ﻫﺬه اﻷﻓﻌﺎل ﻻ ﻳﺮﻳﺪون ﻟﻴﺒﻴﺎ واﺣـــﺪة ﻣــﻮﺣــﺪة«، ﻣﺴﺘﻐﻠﲔ اﻟﺸﻐﺐ اﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮي ﻓﻲ إﺣﺪاث ﺗﻠﻚ اﻟﻔﻮﺿﻰ ﻷﻏﺮاض أﺧﺮى.
وأﺿــــــــﺎف اﻟـــﻌـــﻤـــﺎﻣـــﻲ ﻟــــ »اﻟـــﺸـــﺮق اﻷوﺳـــﻂ«: »ﻫـﻨـﺎك أﺷـﺨـﺎص ﻳﻤﺜﻠﻮن آﻳــﺪﻳــﻮﻟــﻮﺟــﻴــﺔ ﻣـﻌـﻴـﻨـﺔ، وﻳـﺴـﺘـﺜـﻤـﺮون ﻓﻲ ﻫﺬه اﻷﺣﺪاث ﻟﻌﺮﻗﻠﺔ اﻟﺒﻼد«، ﻓﻲ إﺷﺎرة إﻟﻰ ﺑﻴﺎن أﺻﺪره ﺣﺰب اﻟﻌﺪاﻟﺔ واﻟـﺒـﻨـﺎء، اﻟـــﺬراع اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﺠﻤﺎﻋﺔ اﻹﺧـــﻮان اﳌﺴﻠﻤﲔ، اﺗﻬﻢ ﻓﻴﻪ اﻟﻘﻮات اﻟــﺨــﺎﺻــﺔ )اﻟــﺼــﺎﻋــﻘــﺔ( ﺑـﺎﻟـﻀـﻠـﻮع ﻓﻲ اﻻﻋﺘﺪاء ﻋﻠﻰ اﺗﺤﺎد ﻃﺮاﺑﻠﺲ.
ورﻏﻢ ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻟﻌﻤﺎﻣﻲ ﻟﻼﻋﺘﺪاء ﺑﺄﻧﻪ »ﺷﻐﺐ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮي وﺳﻮء ﻓﻬﻢ«. إﻻ أن اﻻﺗﺤﺎد اﻟﻠﻴﺒﻲ ﻟﻜﺮة اﻟﻘﺪم، اﻟﺬي ﻋﺒﺮ ﻋﻦ أﺳﻔﻪ ﺑﺸﺄن اﻟﻮاﻗﻌﺔ، ﻗﺎل إن ﻣــﺮﺗــﻜــﺒــﻴــﻬــﺎ ﻣــــﻦ »اﳌـــﺤـــﺴـــﻮﺑـــﲔ ﻋـﻠـﻰ اﻷﺟﻬﺰة اﻷﻣﻨﻴﺔ واﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ«، اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟـﻠـﺠـﻴـﺶ اﻟــﻠــﻴــﺒــﻲ، ﻣــﺸــﻴــﺮﴽ إﻟــــﻰ أﻧـﻬـﻢ »أﺳــﺎءوا ﺑﻔﻌﻠﺘﻬﻢ ﻫﺬه ﳌﺆﺳﺴﺎﺗﻬﻢ، وﺗـــﺴـــﺒـــﺒـــﻮا ﻓـــــﻲ اﺣــــﺘــــﻘــــﺎن واﺳـــﺘـــﻴـــﺎء ﻛﺒﻴﺮﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﻮﺳﻂ اﻟﺮﻳﺎﺿﻲ«.
ووﺻــــــــﻒ اﻻﺗـــــــﺤـــــــﺎد، ﻓـــــﻲ ﺑـــﻴـــﺎن أﺻـــــــﺪره ﻣـــﺴـــﺎء أول ﻣـــﻦ أﻣــــــﺲ، ﺗـﻠـﻚ اﻷﺣــﺪاث، ﺑـ»ﻏﻴﺮ اﳌﺴﺆوﻟﺔ، وﻻ ﺗﻤﺖ ﻟـــﻠـــﺮﻳـــﺎﺿـــﺔ ﺑــــــﺄي ﺻــــﻠــــﺔ«، ﻣــــﺆﻛــــﺪﴽ أن »اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻷﺧﻮﻳﺔ اﳌﺘﻴﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺑﻂ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺮﻳﺎﺿﻲ واﻷﻧﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ أﻛﺒﺮ ﻣﻦ أن ﺗﺘﺄﺛﺮ ﺑﻤﺜﻞ ﻫﺬه اﻷﻓﻌﺎل اﳌــﺸــﻴــﻨــﺔ«. وﻃـــﺎﻟـــﺐ اﻻﺗـــﺤـــﺎد اﻟـﻠـﻴـﺒـﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺠﻬﺎت اﳌﺨﺘﺼﺔ ﺑﺄن ﺗﻀﻄﻠﻊ ﺑﻤﺴﺆوﻟﻴﺘﻬﺎ ﻟـ»إﻳﻘﺎف وﻣﺤﺎﺳﺒﺔ ﻛﻞ اﳌﺘﻮرﻃﲔ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻻﻋﺘﺪاءات«.
وﻛــﺎن ﺣــﺰب اﻟـﻌـﺪاﻟـﺔ واﻟـﺒـﻨـﺎء ﻗﺪ اﺳﺘﻬﺠﻦ اﻻﻋﺘﺪاء ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺜﺔ اﻻﺗﺤﺎد، وﻗﺎل إن اﻟﻘﻮات اﻟﺨﺎﺻﺔ )اﻟﺼﺎﻋﻘﺔ( اﻟـــﺘـــﺎﺑـــﻌـــﺔ ﻟــﻠــﺠــﻴــﺶ اﻟــــﻮﻃــــﻨــــﻲ، اﻟــــﺬي ﻳـﻘـﻮده اﳌﺸﻴﺮ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺣﻔﺘﺮ، ﻫـﻲ ﻣﻦ ارﺗﻜﺒﺘﻪ. وﻣﻀﻰ ﺣﺰب اﻟﻌﺪاﻟﺔ ﻳﻘﻮل ﻓـﻲ ﺑﻴﺎﻧﻪ: »ﻧـﺮﺟـﻮ أن ﺗﺴﺘﻤﺮ اﻟــﺮوح اﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻴﺔ اﻟـﺮاﻗـﻴـﺔ ﺑـﲔ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﲔ، وﻧــــﺤــــﻦ ﻧــﺴــﺘــﻬــﺠــﻦ اﻻﻋــــــﺘــــــﺪاء اﻟــــﺬي وﻗــﻊ ﻣـﻦ ﻗﺒﻞ ﻗــﻮات ﺗـﺪﻋـﻲ اﻧﺘﺴﺎﺑﻬﺎ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ، ﻣﺎ ﻳﻌﻜﺲ ﻏﻴﺎب اﻻﻧﻀﺒﺎط واﻟﻔﻮﺿﻰ وﺣﺠﻢ اﻻﻧﻔﻼت اﻷﻣﻨﻲ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻨﻐﺎزي«. ودﺧﻠﺖ راﺑﻄﺔ »ﺿﺤﺎﻳﺎ وﺟﺮﺣﻰ اﻹرﻫﺎب ﻓﻲ ﺑﻨﻐﺎزي« ﻋﻠﻰ ﺧﻂ اﻷزﻣﺔ، وﻗﺎﻟﺖ إﻧﻬﺎ ﺗﺎﺑﻌﺖ »ﺑـﺎﺳـﺘـﻐـﺮاب وﻗـﻠـﻖ ﺷﺪﻳﺪﻳﻦ ﻣﻘﻄﻊ ﻓﻴﺪﻳﻮ ﻟﻌﺪد ﻣﻦ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮ ﻧﺎدي اﻻﺗﺤﺎد، وﻫﻢ ﻳـﺮددون ﻣﻦ داﺧﻞ ﻣﻘﺮ اﻟﻨﺎدي ﻓﻲ ﻃﺮاﺑﻠﺲ ﺷﻌﺎرات ﺗﻨﺎدي ﺑـــ)اﻟــﺠــﻬــﺎد( ﻓـــﻲ ﻣــﺪﻳــﻨــﺔ درﻧـــــﺔ، اﻟـﺘـﻲ ﻳﺤﺘﻠﻬﺎ ﺗﻨﻈﻴﻤﺎ )اﻟﻘﺎﻋﺪة( و)أﻧﺼﺎر اﻟـــﺸـــﺮﻳـــﻌـــﺔ( ﺗـــﺤـــﺖ ﻣــﺴــﻤــﻰ )ﻣــﺠــﻠــﺲ ﺷﻮرى ﻣﺠﺎﻫﺪي درﻧﺔ وﺿﻮاﺣﻴﻬﺎ(«، وذﻟــﻚ ردﴽ ﻋﻠﻰ ﺧــﻼف اﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﻣﻊ ﻧﺎدي أﻫﻠﻲ ﺑﻨﻐﺎزي. وﻗﺎﻟﺖ اﻟﺮاﺑﻄﺔ، ﻓﻲ ﺑﻴﺎﻧﻬﺎ، إﻧﻬﺎ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ »ﺻﺪﻣﺘﻬﺎ ﺗــﺠــﺎه ﻣــﺎ ﺟـــﺎء ﻓــﻲ اﻟـﺘــﺴــﺠـﻴـﻞ، اﻟــﺬي ﻳﺄﺗﻲ ﺗﺰاﻣﻨﴼ ﻣﻊ اﺣﺘﺪام اﳌﻌﺎرك، اﻟﺘﻲ ﺗــﺨــﻮﺿــﻬــﺎ ﻗـــــﻮات اﻟــﺠــﻴــﺶ اﻟــﻮﻃــﻨــﻲ ﺿﺪ ﻫﺬه اﻟﺰﻣﺮة اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ درﻧﺔ«، ﻣﺸﻴﺮة إﻟﻰ أن »ﻧﺎدي اﻻﺗﺤﺎد ﻳﺘﻠﻘﻰ ﺗﻤﻮﻳﻼ ﻣﻦ اﻟﺨﺰاﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻤﺜﻠﺔ )ﺑﻤﺎ ﻳﺴﻤﻰ( ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﻮﻓﺎق«.
وﻓـﻴـﻤـﺎ ﻟﻔﺘﺖ اﻟــﺮاﺑــﻄــﺔ إﻟــﻰ أﻧﻬﺎ ﺗﺆﻛﺪ وﻗﻮﻓﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻓﺔ واﺣﺪة ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﻧﺪﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد، ﻧﻔﻰ ﻣﺼﺪر ﻣﻄﻠﻊ ﻓﻲ ﻧـﺎدي اﺗﺤﺎد ﻃﺮاﺑﻠﺲ، ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ إﻟـﻰ »اﻟـﺸـﺮق اﻷوﺳـــﻂ«، ﻋﻠﻤﻪ ﺑﻤﻘﻄﻊ اﻟﻔﻴﺪﻳﻮ اﳌﺘﺪاول، وﻗﺎل: »ﻧﺤﻦ ﻛـﺮﻳـﺎﺿـﻴـﲔ ﻧﺘﻤﺴﻚ ﺑـــﺮوح اﳌﻨﺎﻓﺴﺔ اﻟـــﺸـــﺮﻳـــﻔـــﺔ ﺑـــﻌـــﻴـــﺪﴽ ﻋــــﻦ أي ﺧــﺼــﻮﻣــﺔ ﺳــﻴــﺎﺳــﻴــﺔ«. وأﺿــــﺎف اﳌـــﺼـــﺪر، اﻟــﺬي رﻓﺾ ذﻛﺮ اﺳﻤﻪ، أن »ﺟﻤﻴﻊ اﳌﺼﺎﺑﲔ ﺧﻀﻌﻮا ﻟﻠﻌﻼج، وﺣﺎﻟﺘﻬﻢ اﻟﺼﺤﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﺮة«.