رﻓﻊ ﺷﻜﻮى ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺗﺘﻬﻢ ﺣﻔﺘﺮ ﺑﺎﻟﺘﻌﺬﻳﺐ
أﻓـــــﺎدت ﻣـــﺼـــﺎدر ﻣـﺘـﻄـﺎﺑـﻘـﺔ ﺑــﺄن ﻣﻮاﻃﻨﴼ ﻟﻴﺒﻴﴼ رﻓــﻊ ﺷﻜﻮى ﻓــﻲ ﻓـﺮﻧـﺴـﺎ ﺿــﺪ اﳌـﺸـﻴـﺮ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﺣـﻔـﺘـﺮ، ﻳﺘﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎت ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺮﺟﻞ اﻟـﻘـﻮي ﻓـﻲ ﺷﺮق ﻟــﻴــﺒــﻴــﺎ ﺑـــﺘـــﻌـــﺬﻳـــﺒـــﻪ، ﻋـــﻠـــﻰ ﻣـــﺪى ﺛﻼﺛﺔ أﺳﺎﺑﻴﻊ ﻓﻲ ﺧﺮﻳﻒ ٤١٠٢، ﻓﻲ ﺛﺎﻧﻲ ﺷﻜﻮى ﻳﺘﻢ ﺗﻘﺪﻳﻤﻬﺎ ﻓــــﻲ ﻓــﺮﻧــﺴــﺎ ﺑــﺘــﻬــﻤــﺔ اﻟــﺘــﻌــﺬﻳــﺐ ﺗــﺴــﺘــﻬــﺪف اﻟـــﺠـــﻨـــﺮال اﻟــﻠــﻴــﺒــﻲ، ﺣﺴﺒﻤﺎ أوردﺗﻪ وﻛﺎﻟﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ أﻣﺲ.
وﻛـــــﺎن ﻣـــﻮاﻃـــﻦ ﻟــﻴــﺒــﻲ آﺧــﺮ ﻳــﺪﻋــﻰ ﻋـﻠـﻲ ﺣــﻤــﺰة )٢٥ ﻋــﺎﻣــﺎ(، ﻳﻘﻴﻢ ﻓﻲ ﻛﻨﺪا اﻟﺘﻲ ﻳﺤﻤﻞ أﻳﻀﴼ ﺟﻨﺴﻴﺘﻬﺎ، ﻗـﺪ ﺗﻘﺪم ﻓـﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ أﺑﺮﻳﻞ )ﻧﻴﺴﺎن( اﳌﺎﺿﻲ ﺑﺸﻜﻮى ﻓــﻲ ﻓـﺮﻧـﺴـﺎ ﺿــﺪ ﺣـﻔـﺘـﺮ، ﻳﺘﻬﻤﻪ ﻓـــﻴـــﻬـــﺎ ﺑـــﻤـــﻤـــﺎرﺳـــﺔ »اﻟـــﺘـــﻌـــﺬﻳـــﺐ وأﻋﻤﺎل ﻫﻤﺠﻴﺔ«، ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻗﻀﻰ أﻓﺮاد ﻣﻦ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﺧﻼل اﻟﺤﺼﺎر، اﻟـــــــﺬي ﻓـــﺮﺿـــﺘـــﻪ ﻗـــــــﻮات اﳌــﺸــﻴــﺮ اﻟﻠﻴﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻨﻐﺎزي ﻓﻲ ٤١٠٢.
أﻣــــــــﺎ اﻟـــــﺸـــــﻜـــــﻮى اﻟـــــﺘـــــﻲ ﺗــﻢ اﻹﻋــــــﻼن ﻋــﻨــﻬــﺎ أول ﻣـــﻦ أﻣـــﺲ، ﻓﻘﺪ ﺗﻘﺪم ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ٨١ ﻣﻦ أﺑﺮﻳﻞ اﳌﺎﺿﻲ أﻣﺎم ﻏﺮﻓﺔ »اﻟﺠﺮاﺋﻢ ﺿﺪ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ« ﻓﻲ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﺑﺎرﻳﺲ، ﻣــﻮاﻃــﻦ ﻟـﻴـﺒـﻲ، ادﻋـــﻰ أن ﻣﻨﺰﻟﻪ ﺗـــﻌـــﺮض ﻓـــﻲ أﻛـــﺘـــﻮﺑـــﺮ )ﺗــﺸــﺮﻳــﻦ اﻷول( ٤١٠٢ ﻟﻬﺠﻮم، وأن ﻋﺪدﴽ ﻣـﻦ أﻓــﺮاد أﺳـﺮﺗـﻪ ﻗﺘﻠﻮا ﻳﻮﻣﻬﺎ. أﻣﺎ اﳌﺪﻋﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻘﺪ »اﻗﺘﺎدﺗﻪ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣﻦ اﳌﻴﻠﻴﺸﻴﺎ، وﻋﺬﺑﻮه ﻋــﻠــﻰ ﻣـــﺪى ﺛــﻼﺛــﺔ أﺳــﺎﺑــﻴــﻊ، ﻣﺎ ﺗﺴﺒﺐ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺗﺸﻮﻫﺎت، ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻓﻘﺪاﻧﻪ ﻋﻴﻨﻪ اﻟﻴﻤﻨﻰ«، ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺤﺎﻣﻲ اﳌﺪﻋﻲ.
وأوﺿــــﺢ اﳌــﺤــﺎﻣــﻲ أن ﻫـﺬه اﻟـﻮﻗـﺎﺋـﻊ ﺟــﺮت ﻓـﻲ إﻃــﺎر ﻋﻤﻠﻴﺔ »اﻟــﻜــﺮاﻣــﺔ«، اﻟـﺘـﻲ ﺷﻨﺘﻬﺎ ﻗـﻮات ﺣــﻔــﺘــﺮ ﻓــــﻲ رﺑـــﻴـــﻊ ٤١٠٢ ﻟــﻄــﺮد اﳌــــﺴــــﻠــــﺤــــﲔ اﳌـــــﺘـــــﺸـــــﺪدﻳـــــﻦ ﻣــﻦ ﺑﻨﻐﺎزي.
وﺟﺎء اﻹﻋﻼن ﻋﻦ رﻓﻊ ﻫﺬه اﻟﺸﻜﻮى ﻓﻲ اﻟﻴﻮم ﻧﻔﺴﻪ اﻟﺬي اﺟــﺘــﻤــﻊ ﻓــﻴــﻪ اﻷﻃــــــﺮاف اﻷرﺑــﻌــﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﻮن ﻓـﻲ اﻟــﻨــﺰاع اﻟﻠﻴﺒﻲ ﻓﻲ ﺑﺎرﻳﺲ، وﻫﻢ رﺋﻴﺲ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻓﺎﻳﺰ اﻟﺴﺮاج، وﻣﻨﺎﻓﺴﻪ اﳌﺸﻴﺮ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺣﻔﺘﺮ، ورﺋــﻴــﺲ ﺑــﺮﳌــﺎن ﻃــﺒــﺮق )ﺷـــﺮق( ﻋﻘﻴﻠﺔ ﺻـﺎﻟـﺢ ﻋﻴﺴﻰ، ورﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺪوﻟﺔ وﻣﻘﺮه ﻃﺮاﺑﻠﺲ ﺧﺎﻟﺪ اﳌﺸﺮي.
وأﻣـــﻜـــﻦ رﻓــــﻊ اﻟــﺸــﻜــﻮى ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺿﺪ ﺣﻔﺘﺮ، ﺑﻤﻮﺟﺐ ﻣﺒﺪأ »اﻟﺼﻼﺣﻴﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ« ﻟﻠﻘﻀﺎء اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ، ﻓﻲ اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ اﻟﺠﺮاﺋﻢ اﻟﺒﺎﻟﻐﺔ اﻟﺨﻄﻮرة، ﺣﺘﻰ وإن ﻟﻢ ﺗــﻜــﻦ ﻗــﺪ وﻗــﻌــﺖ ﻋــﻠــﻰ اﻷراﺿــــﻲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ، أو ﻃﺎﻟﺖ ﻓﺮﻧﺴﻴﲔ، أو ارﺗﻜﺒﻬﺎ ﻓﺮﻧﺴﻴﻮن.
وﻛــــــﺎﻧــــــﺖ وﻛــــﻴــــﻠــــﺔ اﻟـــــﺪﻓـــــﺎع ﻋـــﻦ ﻋــﻠــﻲ ﺣـــﻤـــﺰة، ﻗــﺪ أوﺿــﺤــﺖ أن ﻣـﻮﻛـﻠـﻬـﺎ ﻳــﻄــﺎﻟــﺐ اﻟـﺴـﻠـﻄـﺎت اﻟــــﻔــــﺮﻧــــﺴــــﻴــــﺔ ﺑــــــــﺄن ﺗـــﺤـــﻘـــﻖ ﻓــﻲ ﺗﺠﺎوزات، ﻳﻘﻮل إن ﻗﻮات ﺣﻔﺘﺮ ارﺗــﻜــﺒــﺘــﻬــﺎ ﻓــــﻲ ٦١٠٢، وﺣــﺘــﻰ ﻣﺎرس )آذار( ٧١٠٢ ﺧﻼل ﺣﺼﺎر ﺑﻨﻐﺎزي، اﻟﺬي ﻗﻀﺖ ﻓﻴﻪ واﻟﺪﺗﻪ وأرﺑﻌﺔ ﻣﻦ أﺷﻘﺎﺋﻪ وﺷﻘﻴﻘﺎﺗﻪ.
وﻓــﻲ ﺑـﻴـﺎن أرﻓـﻘـﻪ ﺑﺸﻜﻮاه، ﻋﺮض ﺣﻤﺰة ﺷﻬﺎدات أﻗﺮﺑﺎء ﻟﻪ، واﺗﻬﻢ اﳌﺸﻴﺮ ﺣﻔﺘﺮ ﺑﺄﻧﻪ أﻃﻠﻖ ﻣــﻨــﺬ ﻓـــﺒـــﺮاﻳـــﺮ )ﺷــــﺒــــﺎط( ٦١٠٢، ﺣﻤﻠﺔ »ﺷﻤﻠﺖ ﻗﺼﻔﴼ ﻋﺸﻮاﺋﻴﴼ وﺟــﺮاﺋــﻢ وﻋﻤﻠﻴﺎت ﺧـﻄـﻒ« ﻓﻲ أﺣــــﻴــــﺎء ﺳــﻜــﻨــﻴــﺔ ﻓــــﻲ ﺑــﻨــﻐــﺎزي. وروى ﺣــﻤــﺰة ﻛــﻴــﻒ أن ﺟــﻨــﻮدﴽ ﺗـﺎﺑـﻌـﲔ ﻟــﻘــﻮات ﺣﻔﺘﺮ »أﻃـﻠـﻘـﻮا اﻟــﻨــﺎر ﻓــﻲ ٨١ ﻣــﻦ ﻣـــﺎرس ٧١٠٢ ﻋــﻠــﻰ ﺳــــﻴــــﺎرات ﻛـــﺎﻧـــﺖ ﺗــﺤــﺎول اﻟــــــﻔــــــﺮار، ﻣــﺴــﺘــﺨــﺪﻣــﲔ ﺑـــﻨـــﺎدق رﺷـــﺎﺷـــﺔ«، ﻣــﺎ أﺳــﻔــﺮ ﻋــﻦ ﻣﻘﺘﻞ واﻟﺪﺗﻪ واﺛﻨﲔ ﻣﻦ أﺷﻘﺎﺋﻪ.
وﻣـﻨـﺬ ﺳـﻘـﻮط ﻧـﻈـﺎم ﻣﻌﻤﺮ اﻟــــﻘــــﺬاﻓــــﻲ ﻓــــﻲ ١١٠٢، ﺗــﺘــﻨــﺎزع ﺳــﻠــﻄــﺘــﺎن اﻟـــﺤـــﻜـــﻢ ﻓــــﻲ ﻟــﻴــﺒــﻴــﺎ: ﺣﻜﻮﻣﺔ وﻓﺎق وﻃﻨﻲ ﻳﻌﺘﺮف ﺑﻬﺎ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ، وﻳﻮﺟﺪ ﻣﻘﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻃﺮاﺑﻠﺲ، وﺣﻜﻮﻣﺔ ﻣﻮازﻳﺔ ﻓﻲ ﺷﺮق اﻟﺒﻼد ﻳﺪﻋﻤﻬﺎ ﺣﻔﺘﺮ.