ﺧﺮﺟﺖ أﻣﻴﺮﻛﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﻓﺪﺧﻠﺖ اﻟﺼﲔ
ﻳﻮم اﻷﺣﺪ اﳌﺎﺿﻲ ﻣﻨﺤﺖ اﻟﺼﲔ إﻳﻔﺎﻧﻜﺎ ﺗـــﺮﻣـــﺐ، اﺑـــﻨـــﺔ اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ اﻷﻣـــﻴـــﺮﻛـــﻲ، اﳌــﻮاﻓــﻘــﺔ اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﻟﻌﻼﻣﺎﺗﻬﺎ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ، وﻫﻲ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋــﺸــﺮة ﻓــﻲ اﻷﺷــﻬــﺮ اﻟــﺜــﻼﺛــﺔ اﳌــﺎﺿــﻴــﺔ. ﻛـﺬﻟـﻚ ﻳـــﻮم اﻷﺣـــﺪ اﳌــﺎﺿــﻲ ﺟــﺎﺑــﺖ اﻟـﺴـﻔـﻦ اﻟﺤﺮﺑﻴﺔ اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ اﻟــﺠــﺰر اﳌــﺘــﻨــﺎزع ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓــﻲ ﺑﺤﺮ اﻟــﺼــﲔ اﻟـﺠـﻨـﻮﺑـﻲ ﻓــﻲ ﺗـﻤـﺎرﻳـﻦ ﻣﺨﻄﻂ ﻟﻬﺎ، واﻟﺘﻲ ﺗﺆﻛﺪ اﻟﺼﲔ ﺣﻘﻬﺎ ﻓﻴﻬﺎ، وﻗــﺎل ﻗﺎﺋﺪ أﺳﻄﻮل اﳌﺤﻴﻂ اﻟﻬﺎدي: »إﻧﻨﺎ ﻧﻤﺎرس ﺣﺮﻳﺔ اﳌﻼﺣﺔ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻠﻨﺎ ﻓﻲ اﳌﺎﺿﻲ، وﺳﻮف ﻧﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ«. وأﺗﺖ اﻟﺘﻤﺎرﻳﻦ ﻓﻲ وﻗﺖ ﺗﺴﻌﻰ ﻓﻴﻪ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة إﻟﻰ إﺟﺮاء ﻣﻔﺎوﺿﺎت ﻣﻊ ﻛﻮرﻳﺎ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﺑﻤﺴﺎﻋﺪة اﻟﺼﲔ.
إﻧــﻤــﺎ ﻋــﻠــﻰ ﺑــﻌــﺪ آﻻف اﻷﻣـــﻴـــﺎل ﺗـﻌــﺮض ﻃـــﻴـــﺎرون أﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﻮن ﻳــﻌــﻤــﻠــﻮن اﻧــﻄــﻼﻗــﴼ ﻣﻦ اﳌﻨﺸﺂت اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ »ﻛﺎﻣﺐ ﻟﻴﻤﻮﻧﻴﻪ« ﻓﻲ ﺟﻴﺒﻮﺗﻲ، ﻣﻔﺘﺎح اﻟﺤﺮب ﻋﻠﻰ اﻹرﻫﺎب ﻫﻨﺎك، ﻟـﺘـﻬـﺪﻳـﺪ ﺑـﺎﻟـﻠـﻴـﺰر ﻣــﻮﺟــﻪ إﻟـﻴـﻬـﻢ ﻣــﻦ اﻟـﻘـﺎﻋـﺪة اﻟـﺼـﻴـﻨـﻴـﺔ اﳌــــﺠــــﺎورة. وﻳــﻤــﺜــﻞ اﻟــﻠــﻴــﺰر ﺧـﻄـﺮﴽ ﺟﺪﻳﴼ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﻴﺎرﻳﻦ وﻃﺎﺋﺮاﺗﻬﻢ. اﻟﺒﻨﺘﺎﻏﻮن ﺗﻘﺪم ﺑﺸﻜﻮى رﺳﻤﻴﺔ إﻟﻰ اﻟﺼﲔ، ﻓﺮدت ﺑﻜﲔ ﺑــﺎﻟــﻘــﻮل إن اﻟــﺠــﺎﻧــﺐ اﻟـﺼـﻴـﻨـﻲ ﻳـﻠـﺘـﺰم ﺑﺸﻜﻞ ﺻــــﺎرم ﺑــﺎﻟــﻘــﻮاﻧــﲔ اﻟــﺪوﻟــﻴــﺔ وﻗـــﻮاﻧـــﲔ اﻟـﺒـﻠـﺪ اﳌﺤﻠﻲ وﻫﻮ ﻣﻠﺘﺰم ﺑﺤﻤﺎﻳﺔ اﻷﻣﻦ واﻻﺳﺘﻘﺮار اﳌﺤﻠﻴﲔ.
إن اﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﺑﲔ اﳌﺼﺎﻟﺢ اﻟﺼﻴﻨﻴﺔ وﺗﻠﻚ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺳﻴﺄﺧﺬ أﺷﻜﺎﻻ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻷﺷﻬﺮ واﻟـﺴـﻨـﻮات اﳌﻘﺒﻠﺔ، وﻻ ﺑـﺪ ﻣـﻦ أن ﻳﻤﺘﺪ إﻟﻰ اﺳﺘﻔﺰازات واﺗﻬﺎﻣﺎت ﻓﻲ ﺟﻴﺒﻮﺗﻲ؛ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ، وﻟﻴﺴﺖ ﺣﺎدﺛﺔ اﻟﻠﻴﺰر ﺳـــﻮى ﻣــﺜــﻞ ﻟــﺼــﺮاﻋــﺎت ﻣــﻘــﺒــﻠــﺔ، وﻗـــﺪ أﺻـﺒـﺢ اﳌـــﺴـــﺆوﻟـــﻮن اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﻮن أﻛــﺜــﺮ ﺗــﺨــﻮﻓــﴼ ﻣﻦ اﻟــﻨــﻔــﻮذ اﻟــﺼــﻴــﻨــﻲ ﻓـــﻲ ﺟــﻴــﺒــﻮﺗــﻲ وإﺛــﻴــﻮﺑــﻴــﺎ. ﻛﺎﻧﺖ اﳌﺨﺎوف ﺣﺘﻰ ﻗﺒﻞ ﻓﺘﺮة وﺟﻴﺰة ﺗﻠﻘﻰ آذاﻧﴼ ﺻﻤﺎء ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻷﻓﺮﻳﻘﻲ، وذﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺘﺨﻔﻴﺾ اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ اﻟﻌﺸﻮاﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى اﻷﺷﻬﺮ اﳌﺎﺿﻴﺔ، وﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ أﺑﺮﻳﻞ )ﻧﻴﺴﺎن( اﳌﺎﺿﻲ ﻗـﺎم ﻧﺎﺋﺐ وزﻳـﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻷﻣـــﻴـــﺮﻛـــﻲ دوﻧـــﺎﻟـــﺪ ﻳــﺎﻣــﺎﻣــﻮﺗــﻮ ﺑــﺠــﻮﻟــﺔ إﻟــﻰ إرﻳﺘﺮﻳﺎ وﺟﻴﺒﻮﺗﻲ وإﺛﻴﻮﺑﻴﺎ، وذﻟﻚ إﺛﺮ ﺟﻮﻟﺔ ﻗــﺎم ﺑﻬﺎ وزﻳــﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ رﻳﻜﺲ ﺗﻴﻠﺮﺳﻮن ﻓﻲ ﻣــﺎرس )آذار( اﳌﺎﺿﻲ. ﺣـــﺬر ﺗـﻴـﻠـﺮﺳـﻮن إﺛــﻴــﻮﺑــﻴــﺎ، وأﻓــﺮﻳــﻘــﻴــﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم، ﻣﻦ ﺧﻄﻮرة اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﺼﲔ ﻣﻦ أﺟﻞ »اﻟـﺴـﻴـﺎدة واﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻓـﻲ أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ«، ﻟﻜﻦ اﺿـﻤـﺤـﻞ ﻫـــﺬا اﻟـﺘـﺤـﺬﻳـﺮ ﻣــﻊ ﻃـــﺮد ﺗﻴﻠﺮﺳﻮن ﻟﺤﻈﺔ إﻧﻬﺎء ﺟﻮﻟﺘﻪ، وﻋﻘﺪ اﻟﺮﺋﻴﺲ دوﻧﺎﻟﺪ ﺗﺮﻣﺐ ﻣﻌﺮﻛﺔ أﻣﻴﺮﻛﺎ ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻮذﻫﺎ ﻓﻲ أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺑﺘﻌﻠﻴﻘﺎت ﻫﺠﻮﻣﻴﺔ وﺑﺘﺨﻔﻴﺾ اﳌﻌﻮﻧﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٥٣ ﻓـﻲ اﳌﺎﺋﺔ، ﻛﻤﺎ أن اﻹدارة ﻟﻢ ﺗﻌﲔ ﺣﺘﻰ اﻵن ﺳﻔﺮاء ﻟﺪى اﻟﺪول اﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ.
رﺑـﻤـﺎ ﻟـﻢ ﻳﻔﺖ اﻷوان ﺑﻌﺪ ﻋﻠﻰ أﻣﻴﺮﻛﺎ ﻹﻋﺎدة إﺷﺮاك ﺷﺮﻛﺎﺋﻬﺎ اﻷﻓﺎرﻗﺔ واﺳﺘﻌﺎدة ﻣﺼﺪاﻗﻴﺘﻬﺎ ﻓــﻲ أﻓـﺮﻳـﻘـﻴـﺎ، ﻷن اﻟـﺒـﺪﻳـﻞ ﻫﻮ ﺗـــﺮك اﻟــﺼــﲔ ﺗــﺮﺳــﺦ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﻓــﻲ اﻟــﻘــﺎرة دون أي ﻣﻌﺎرﺿﺔ، وﻛﻤﺎ ﻳﺘﻮﻗﻊ أﺣﺪ اﻟﺨﺒﺮاء اﻟﻐﺮﺑﻴﲔ: »ﺳــﻮف ﺗﺘﻌﺜﺮ أﻣﻴﺮﻛﺎ وﺗﻬﻴﻤﻦ اﻟﺼﲔ ﺗﺠﺎرﻳﴼ ودﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﴼ ﻓﻲ أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ«. ﺗﻌﻄﻲ ﺟﻴﺒﻮﺗﻲ وإﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﻣﺜﺎﻟﲔ ﻣﻤﺘﺎزﻳﻦ ﻟـﻠـﻤـﺨـﺎﻃـﺮ اﻟــﺘــﻲ ﺗــﻨــﻄــﻮي ﻋـﻠـﻴـﻬـﺎ اﳌـﻨـﺎﻓـﺴـﺔ اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ - اﻟـﺼـﻴـﻨـﻴـﺔ ﻓـــﻲ أﻓــﺮﻳــﻘــﻴــﺎ؛ ﻳﻌﺪ »ﻛـــﺎﻣـــﺐ ﻟــﻴــﻤــﻮﻧــﻴــﻪ« ﻓـــﻲ ﺟــﻴــﺒــﻮﺗــﻲ اﻟــﻘــﺎﻋــﺪة اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة ﻓﻲ أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، وﻳﻘﻄﻨﻪ ﻧﺤﻮ ٤ آﻻف ﺟﻨﺪي، وﻫﻮ ﺿﺮوري ﻟﻌﻤﻠﻴﺎت ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻹرﻫــــﺎب ﻓــﻲ اﻟـﺼـﻮﻣـﺎل واﻟﻴﻤﻦ، ﺛﻢ إن ﺟﻴﺒﻮﺗﻲ ﺗﻘﻊ ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ ﺑﺎب اﳌﻨﺪب اﻟﺒﺤﺮي اﻟــﺬي ﻳﻤﺮ ﻋﺒﺮه ﺳﻨﻮﻳﴼ ﻣﺎ ﺑﲔ ٥٫٢١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ و٠٢ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟـﺪوﻟـﻴـﺔ، وﻫــﺬا اﳌـﻮﻗـﻊ اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ ﺟﻌﻞ ﻣﻦ ﺟﻴﺒﻮﺗﻲ ﻣﻜﺎﻧﴼ ﳌﺮاﻛﺰ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ ﻟﻔﺮﻧﺴﺎ وإﻳﻄﺎﻟﻴﺎ واﻟﻴﺎﺑﺎن وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ اﻟﺼﲔ.
أﻣـﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟـﻰ إﺛﻴﻮﺑﻴﺎ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ أﺳــﺮع اﻟــﺪول اﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻤﻮ اﻗﺘﺼﺎدﻳﴼ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى اﻟﻌﻘﺪ اﳌﺎﺿﻲ، وﺳﺎﻫﻢ ﻧﻤﻮ اﳌﻌﺪل اﻟﻔﺮدي وﻣﻌﺪﻻت اﻟﺤﺪ ﻣﻦ اﻟﻔﻘﺮ ﺑﺘﺤﻮﻳﻞ أﻓﻘﺮ ﺑﻠﺪان اﻟﻌﺎﻟﻢ إﻟﻰ أﺳﻮاق ﻣﺴﺘﻬﻠﻜﺔ ﻣﻄﻠﻮﺑﺔ. ﻟﻘﺪ ﻧﻤﺎ اﻟﻨﺎﺗﺞ اﳌﺤﻠﻲ اﻹﺟﻤﺎﻟﻲ ﻟﻠﻔﺮد ﻣﻨﺬ ﻋـــﺎم ٠٠٠٢ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٧٧٢ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ، وﻳـﺘـﻮﻗـﻊ ﺻﻨﺪوق اﻟﻨﻘﺪ اﻟﺪوﻟﻲ اﺳﺘﻤﺮار اﻟﻨﻤﻮ ﺑﻤﻌﺪل ٢٫٦ ﻓـﻲ اﳌـﺎﺋـﺔ ﺣﺘﻰ ﻋــﺎم ٢٢٠٢. ﺛـﻢ إن ﻣﻌﺪل اﻟﻔﻘﺮ اﻧﺨﻔﺾ ﺑﻨﺴﺒﺔ ١٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ. ﻫﺬا اﻟﻨﻤﻮ اﻟﺴﺮﻳﻊ ﺟﻌﻞ إﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﺳﻮق ﺗﺼﺪﻳﺮ رﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟـﻠـﺴـﻠـﻊ اﻟــﺼــﻴــﻨــﻴــﺔ. وﻣــــﻦ أﺻــــﻞ اﻟــﺴــﻠــﻊ اﻟـﺘـﻲ اﺳﺘﻮردﺗﻬﺎ إﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﻓﻲ ﻋﺎم ٥١٠٢ واﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ٦٫٧١ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر، ﺟﺎء ﻣﻦ اﻟﺼﲔ ﻣﺎ ﻗﻴﻤﺘﻪ ٣٧٫٥ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر-، ﻣﻘﺎﺑﻞ ٤٣٩ ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر ﻓﻘﻂ ﻣﻦ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة.
ﺗﻜﺸﻒ اﻟــﺘــﻄــﻮرات اﻷﺧــﻴــﺮة ﻓــﻲ ﻛــﻞ ﻣﻦ إﺛــﻴــﻮﺑــﻴــﺎ وﺟــﻴــﺒــﻮﺗــﻲ ﻛــﻴــﻒ أن اﻟــﺼــﲔ اﻟـﺘـﻲ أﻗــﺮﺿــﺖ اﻟـﺤـﻜـﻮﻣـﺎت اﻷﻓـﺮﻳـﻘـﻴـﺔ أﻛــﺜــﺮ ﻣــﻦ ٤٩ ﻣـﻠـﻴـﺎر دوﻻر ﻣـﻨـﺬ ﻋـــﺎم ٠٠٠٢، أﺻـﺒـﺤـﺖ ﻟﻬﺎ اﻟﻴﺪ اﻟﻌﻠﻴﺎ. وﻗﺪ ﻓﺎﺟﺄت ﺟﻴﺒﻮﺗﻲ ﺷﺮﻛﺎءﻫﺎ اﻟﺨﺎرﺟﻴﲔ وﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺸﺤﻦ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺑﻮﺿﻊ ﻳــــﺪﻫــــﺎ ﻋـــﻠـــﻰ ﻣــﺤــﻄــﺔ ﺣـــــﺎوﻳـــــﺎت »دوراﻟــــــﻴــــــﻪ« ﻣــﻦ ﺷــﺮﻛــﺔ »ﻣــﻮاﻧــﺊ دﺑـــﻲ اﻟــﻌــﺎﳌــﻴــﺔ« وﻣـﻘـﺮﻫـﺎ دﺑــــﻲ. ﻓــﻔــﻲ ﺷــﻬــﺮ ﻓــﺒــﺮاﻳــﺮ )ﺷـــﺒـــﺎط( اﳌــﺎﺿــﻲ ادﻋـــﺖ ﺣـﻜـﻮﻣـﺔ ﺟـﻴـﺒـﻮﺗـﻲ أن ﺷــﺮﻛــﺔ »ﻣــﻮاﻧــﺊ دﺑــﻲ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ« ﻋﻤﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺷﺮوﻃﻬﺎ اﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳﺔ ﻟﺘﺸﻐﻴﻞ اﳌـﻴـﻨـﺎء. ﺛـﻢ ﺗـﺤـﺪت ﻗـﺮار ﺗــﺤــﻜــﻴــﻢ ﺗـــﻢ اﻟــﺘــﻮﺻــﻞ إﻟــﻴــﻪ ﻓـــﻲ ﻟــﻨــﺪن اﻟــﻌــﺎم اﳌﺎﺿﻲ، واﺳﺘﻮﻟﺖ ﻋﻠﻰ اﳌﻴﻨﺎء. أﺛــﺎرت ﻫﺬه اﻟــﺨــﻄــﻮة اﻟــﺸــﻜــﻮك ﺑـــﺄن اﻟـﺼـﻴـﻨـﻴـﲔ ﻳﺴﻌﻮن إﻟــﻰ اﺣـﺘـﻜـﺎر اﻟــﺘــﺠــﺎرة ﻓــﻲ اﳌــﻴــﻨــﺎء، وﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺿﻤﻨﺖ اﳌﺼﺎﻟﺢ اﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ﻋﻨﺼﺮﴽ رﺋﻴﺴﻴﴼ آﺧﺮ ﻓﻲ اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﻟﻠﺸﺤﻦ واﻟﺤﺎوﻳﺎت ﻓﻲ ﺟﻴﺒﻮﺗﻲ.
ﻣــــﻦ ﻧــﺎﺣــﻴــﺘــﻬــﺎ، اﺗـــﻬـــﻤـــﺖ ﺣـــﻜـــﻮﻣـــﺔ دﺑـــﻲ ﺟﻴﺒﻮﺗﻲ ﺑﺎﻟﺴﻴﻄﺮة ﺑﺸﻜﻞ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﻧﻮﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﳌﻴﻨﺎء وأﻋﻠﻨﺖ ﻋﻦ اﺗﺨﺎذ إﺟﺮاءات ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ، ﻣﺆﻛﺪة أن اﳌﻨﺸﺄة ﻣﻤﻠﻮﻛﺔ ﻟﺸﺮﻛﺔ »ﻣﻮاﻧﺊ دﺑﻲ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ« اﻟﺘﻲ ﺻﻤﻤﺘﻬﺎ وﺑﻨﺘﻬﺎ وﺗﺸﻐﻠﻬﺎ ﻣـﻨـﺬ ﻋـــﺎم ٦٠٠٢، وﺑــــﺪأت إﺟـــــﺮاءات اﻟﺘﺤﻜﻴﻢ أﻣﺎم ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻟﻨﺪن ﻟﻠﺘﺤﻜﻴﻢ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮﻗﻬﺎ، أو ﻟﺘﺄﻣﲔ اﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎت واﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺧـﺮق ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺟﻴﺒﻮﺗﻲ وﻧﺰﻋﻬﺎ اﳌﻠﻜﻴﺔ، وﺗـــﻘـــﻮل ﺷـــﺮﻛـــﺔ »ﻣــــﻮاﻧــــﺊ دﺑــــﻲ اﻟــﻌــﺎﳌــﻴــﺔ« إن اﻻﺳﺘﻴﻼء ﻏﻴﺮ اﻟﺸﺮﻋﻲ ﻫﻮ ﻹﺟﺒﺎر اﻟﺸﺮﻛﺔ ﻋﻠﻰ إﻋﺎدة اﻟﺘﻔﺎوض ﺑﺸﺄن ﺷﺮوط اﻻﻣﺘﻴﺎز. وﻳـﻘـﻊ ﻣـﻴـﻨـﺎء »دوراﻟـــﻴـــﻪ« ﻛـﻤـﺎ ذﻛــﺮﻧــﺎ ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣـﻦ ﺑــﺎب اﳌـﻨـﺪب ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻣﻨﺎﺳﺒﴼ ﻟﺸﺤﻦ اﻟﺒﻀﺎﺋﻊ، ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﻧﻤﻮ اﻗﺘﺼﺎد اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻓﻲ إﺛﻴﻮﺑﻴﺎ وﺟﻴﺒﻮﺗﻲ.
اﳌﻮاﻧﺊ ﻓﻲ ﺟﻴﺒﻮﺗﻲ ﺟـﺰء ﻻ ﻳﺘﺠﺰأ ﻣﻦ ﺣﻤﻠﺔ اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ اﻷوﺳﻊ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻮﻟﻬﺎ اﻟﺼﲔ. وﻗﺪ ﺗﻢ ﺗﻮﻓﻴﺮ اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ اﻟﺒﺎﻟﻎ ٤ ﻣﻠﻴﺎرات دوﻻر ﻹﻛﻤﺎل أول ﺧﻂ ﺳﻜﺔ ﺣﺪﻳﺪ ﻛﻬﺮﺑﺎﺋﻲ ﻓﻲ أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻳﻤﺘﺪ ﳌﺴﺎﻓﺔ ٠٧٤ ﻣﻴﻼ ﻣـﻦ أدﻳــﺲ أﺑـﺎﺑـﺎ ﻓـﻲ إﺛﻴﻮﺑﻴﺎ إﻟــﻰ ﺟﻴﺒﻮﺗﻲ، ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﳌﺼﺎرف اﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ، وﻗﺎﻣﺖ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ﺑﺄﻋﻤﺎل اﻟﺒﻨﺎء اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ. وﺗـﺸـﻴـﺮ اﻟـﺘـﻘـﺪﻳـﺮات إﻟــﻰ أن ﺟﻴﺒﻮﺗﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻤﺒﻠﻎ ﻳﻔﻮق ٢٫١ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر ﻟﻠﺼﲔ؛ اﻷﻣﺮ اﻟـﺬي ﻳﻐﺬي اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ »ﻓـﺦ اﻟـﺪﻳـﻮن« اﻟﺬي ﺳﻴﺘﺮك اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت اﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻟﻠﺼﲔ ﺣـﺘـﻰ أﺟـــﻞ ﻏـﻴـﺮ ﻣـﺴـﻤـﻰ. وﺗــﺪﻋــﻲ اﻟــﺼــﲔ أن أﻫـﺪاﻓـﻬـﺎ اﻗـﺘـﺼـﺎدﻳـﺔ وﺗـﺤـﺘـﺮم ﺳــﻴــﺎدة اﻟــﺪول اﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ، ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ أﺧﻴﺮﴽ ﻣﻊ ﺑﻮرﻛﻴﻨﺎ ﻓﺎﺳﻮ؛ ﺣﻴﺚ أﻗﺎﻣﺖ ﻋﻼﻗﺎت ﻣﻮﺳﻌﺔ ﻣﻌﻬﺎ »ﺗﺤﺘﺮم ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﺪوﻟﺘﲔ اﺳﺘﻘﻼل اﻷﺧﺮى وﺳﻴﺎدﺗﻬﺎ«! وردت ﺑﻮرﻛﻴﻨﺎ ﻓﺎﺳﻮ ﺑﺄن اﻟﺼﲔ دوﻟﺔ واﺣﺪة ﺗﺸﻤﻞ ﺗﺎﻳﻮان أي »اﻟﺼﲔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ«.
ﻟﺪى ﻛﻞ ﻣﻦ ﺟﻴﺒﻮﺗﻲ وإﺛﻴﻮﺑﻴﺎ أﺳﺒﺎب أﺧﺮى ﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻋﻼﻗﺎﺗﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟﺼﲔ؛ إذ ﻟﻢ ﺗﻌﺘﺪ اﻟﺼﲔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ﻋﻠﻰ ﺳﺠﻼت أي ﻣﻦ اﻟـﺪول اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ واﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺤﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن واﻟﻘﻤﻊ اﻟﻌﻨﻴﻒ ﻟﻠﻤﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ، وﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗــﺆﻣــﻦ ﺑـــﺄن »ﻣـــﻦ ﺑـﻴـﺘـﻪ ﻣــﻦ زﺟــــﺎج ﻻ ﻳﻘﺼﻒ اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﺤﺠﺎرة«. إن ﺳﻴﺎﺳﺎت اﻟﺼﲔ ﻓﻲ ﻋــﺪم اﻟﺘﺪﺧﻞ ﺗﻌﻨﻲ أن ﻧﻈﺮﺗﻬﺎ ﻻ ﺗﻤﺘﺪ إﻟﻰ أﺑﻌﺪ ﻣـﻦ اﳌﺼﺎﻟﺢ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ وﺗﻨﻤﻴﺔ اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟـﺘـﺤـﺘـﻴـﺔ، وﻫــــﺬا ﻫــﻮ اﻟــﺴــﺒــﺐ ﻓــﻲ أن اﻟــﺜــﺮوة اﳌــﺘــﻐــﻴــﺮة ﻟـﻠـﻤـﺼـﺎﻟـﺢ اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ واﻟـﺼـﻴـﻨـﻴـﺔ ﻓﻲ أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻣﻬﻤﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺠﺮد اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ. ﻟﻜﻦ ﻋﻠﻰ اﳌﺪى اﻟﻄﻮﻳﻞ، وإذا ﻇﻠﺖ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ اﻟﻘﺮن اﻷﻓـﺮﻳـﻘـﻲ ﺣﻴﺚ ﺑــﺎب اﳌــﻨــﺪب، ﻓﻤﺎ ﻫـﻲ ﻻﺣﻘﴼ اﻟﺸﺮوط اﻟﺼﻴﻨﻴﺔ؟
ﻓﻮﺟﺌﺖ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺑﺒﻨﺎء اﻟﺼﲔ ﺟــﺰرﴽ ﺻﻨﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﺤﺮ اﻟﺼﲔ ﺗﺤﻮﻟﺖ إﻟﻰ ﺗﺮﺳﺎﻧﺎت ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺿﺨﻤﺔ، وﻫﻲ ﺗﻬﺮع اﻵن ﻟﺪﻓﻊ اﻟﻔﻠﺒﲔ إﻟﻰ ﺗﻘﻮﻳﺔ وﺟﻮدﻫﺎ اﻟﻌﺴﻜﺮي ﻫﻨﺎك. ﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﺮن اﻷﻓﺮﻳﻘﻲ، ﻣﺎذا ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺪول اﳌﺤﻴﻄﺔ ﺑﻪ؟ وﻣﺎذا ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ ﺗﺠﺬر اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻵن ﺑﲔ اﻟﺼﲔ وإﻳﺮان؟ ﻫﻞ ﺗﻌﺘﻘﺪ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة أن اﻟﺠﻬﺎت اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻓـــﻲ اﳌــﺠــﺘــﻤــﻊ اﳌـــﺪﻧـــﻲ ﻓـــﻲ أﻓــﺮﻳــﻘــﻴــﺎ وﻧـﺸـﻄـﺎء ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻏﻨﻰ ﻋﻨﻬﻢ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻘﺎرة، وﻳﺸﻌﺮون ﺑــﺄن ﻻ ﺣﻠﻴﻒ ﻟﻬﻢ ﺳــﻮى اﻟــﻮﻻﻳــﺎت اﳌﺘﺤﺪة، ﻗـــﺎدر ﻓــﻲ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﻋﻠﻰ اﻹﻃــﺎﺣــﺔ ﺑﺎﻟﻮﺟﻮد اﻟﺼﻴﻨﻲ اﻟﻌﺴﻜﺮي واﳌﺎﻟﻲ؟!
إﻧـــﻪ أﻣـــﺮ ﻣــﺸــﻜــﻮك ﻓــﻴــﻪ، وﻗـــﺪ ﻳــــﺆدي ﻣﻦ ﺟــﺪﻳــﺪ إﻟـــﻰ ﺗــﺨــﺮﻳــﺐ اﻟـــﻘـــﺎرة اﻟـــﺴـــﻮداء ﺑــﻨــﺰاع أﻣﻴﺮﻛﻲ - ﺻﻴﻨﻲ.