اﻟﻌﺮاق: ﻣﺨﺎوف ﻣﻦ »ﻓﺮاغ دﺳﺘﻮري«... واﳌﺎﻟﻜﻲ ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﻂ »اﻟﻜﺘﻠﺔ اﻷﻛﺒﺮ«
ﻣــﻊ ﺑـــﺪء اﻟــﻌــﺪ اﻟــﺘــﻨــﺎزﻟــﻲ ﻓــﻲ اﻟــﻌــﺮاق ﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻋﻤﺮ اﻟﺒﺮﳌﺎن، ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺸﻬﺮ اﻟﺤﺎﻟﻲ، ﺗﺴﻮد ﻣﺨﺎوف ﻣﻦ دﺧﻮل اﻟﺒﻼد ﻓﻲ ﻓﺮاغ دﺳـــﺘـــﻮري ﻳـﻤـﻜـﻦ أن ﻳــــﺆدي إﻟـــﻰ ﻓـﻮﺿـﻰ وﻳﻔﺘﺢ اﻟﺒﺎب أﻣﺎم اﺣﺘﻤﺎﻻت ﺷﺘﻰ. وﻓﻴﻤﺎ ﺗﻬﺮول اﻷﻃــﺮاف اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﺗﺠﺎه ﺗﺸﻜﻴﻞ »اﻟﻜﺘﻠﺔ اﻷﻛﺒﺮ« اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻤﻦ ﺗﺸﻜﻴﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ واﻟﺠﻠﻮس ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻋﺪ اﻟﺴﻠﻄﺔ واﻟﻨﻔﻮذ ﻟﻠﺴﻨﻮات اﻷرﺑﻊ اﳌﻘﺒﻠﺔ، رﺟـﺢ أﻣﻴﺮ اﻟﻜﻨﺎﻧﻲ، اﳌﺴﺘﺸﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻓــﻲ رﺋــﺎﺳــﺔ اﻟــﺠــﻤــﻬــﻮرﻳــﺔ، ﻓــﻜــﺮة ﺣـﺼـﻮل »ﺧــﺮق ﻟﻠﺪﺳﺘﻮر وﻟﻴﺲ ﻓـﺮاﻏـﴼ دﺳﺘﻮرﻳﴼ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﺸﺎع«.
وﻣﻨﺬ اﻧﺘﻬﺎء اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﻨﻴﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺎﻳﻮ )أﻳﺎر( اﳌﺎﺿﻲ، ﺗﻬﻴﻤﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺮاك اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻲ ﻓـــﻲ اﻟـــﺒـــﻼد ﻣــﺴــﺎﻋــﻲ ﺗﺸﻜﻴﻞ »اﻟﻜﺘﻠﺔ اﻟﺒﺮﳌﺎﻧﻴﺔ اﻷﻛﺒﺮ«، ﻓﻲ وﻗﺖ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻓﻴﻪ اﻟﻌﺮاﻗﻴﻮن، وﻟﻜﻦ دون ﺣﻤﺎﺳﺔ، ﻧﺘﺎﺋﺞ دﻋـﻮة رﺋﻴﺲ اﻟــﻮزراء ﺣﻴﺪر اﻟﻌﺒﺎدي إﻟﻰ ﻣﺎ ﺳﻤﺎه »ﺣــﻮارﴽ ﺷﺎﻣﻼ وﻣـﺴـﺆوﻻ« ﺑﻌﺪ اﻧﺘﻬﺎء ﻋﻄﻠﺔ ﻋﻴﺪ اﻟﻔﻄﺮ.
واﻧﻀﻢ رﺋﻴﺲ »اﺋﺘﻼف دوﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮن« ﻧﻮري اﳌﺎﻟﻜﻲ، أﻣﺲ، إﻟﻰ اﻟﺴﺎﻋﲔ ﻟﺘﺸﻜﻴﻞ »اﻟﻜﺘﻠﺔ اﻷﻛﺒﺮ« ﻋﺒﺮ ﻣﺎ ﺳﻤﺎه ﺗﺤﺎﻟﻔﴼ ﺷﺎﻣﻼ ﻳﻀﻢ اﻟﺴﻨﺔ واﻟﺸﻴﻌﺔ واﻷﻛـــﺮاد ﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺗﺤﻈﻰ ﺑﺎﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ. وﻋﺒﺮ اﳌﺎﻟﻜﻲ ﻓﻲ ﺑﻴﺎن وزﻋﻪ ﻣﻜﺘﺒﻪ، أﻣﺲ، ﻋﻦ ﺗﺨﻮﻓﻪ ﻣﻦ دﺧﻮل اﻟﻌﺮاق ﻓﻲ ﻓﺮاغ دﺳﺘﻮري ﺑﻌﺪ ٠٣ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣﺰﻳﺮان( اﻟﺤﺎﻟﻲ، ﻣﻮﻋﺪ اﻧﺘﻬﺎء ﻓﺘﺮة وﻻﻳﺔ اﻟﺒﺮﳌﺎن اﻟﺤﺎﻟﻲ، إﻻ أﻧﻪ ﻗﺎل إن »اﺋﺘﻼف دوﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺗــﺤــﺎﻟــﻒ ﺷـــﺎﻣـــﻞ ﻳــﻀــﻢ اﻟــﺸــﻴــﻌــﺔ واﻟــﺴــﻨــﺔ واﻟﻜﺮد ﻟﺘﺸﻜﻴﻞ اﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ«، ﻣﺸﻴﺮﴽ إﻟﻰ أن »ﻣﻦ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﺳﻴﻌﺘﺒﺮ ﺷﺮﻳﻜﴼ وﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﻬﺎ، ﻓﺒﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻪ اﻟﺘﻮﺟﻪ إﻟﻰ اﳌﻌﺎرﺿﺔ وﻓﻖ آﻟﻴﺎت اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ«.
إﻟﻰ ذﻟﻚ، أﻛﺪ أﻣﻴﺮ اﻟﻜﻨﺎﻧﻲ، اﳌﺴﺘﺸﺎر اﻟــﻘــﺎﻧــﻮﻧــﻲ ﻓــﻲ رﺋــﺎﺳــﺔ اﻟــﺠــﻤــﻬــﻮرﻳــﺔ، ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﻟـ »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ«، أن »اﻟﺪﺳﺘﻮر أﺷﺎر إﻟﻰ وﺟﻮد اﻟﺴﻠﻄﺎت وﻧﻈﻢ ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ وﺻﻼﺣﻴﺎﺗﻬﺎ، وﻏـﻴـﺎب إﺣــﺪى اﻟﺴﻠﻄﺎت ﻳﺸﻜﻞ ﺧﺮﻗﴼ ﻟﻠﺪﺳﺘﻮر وﻣﻨﻬﺎ ﺗﻌﻄﻴﻞ ﻋﻤﻞ اﻟﺒﺮﳌﺎن أو إﻧﻬﺎء ﻋﻤﻞ اﻟﺒﺮﳌﺎن ﻗﺒﻞ ﻣﻮﻋﺪه اﳌﺤﺪد ﺧﻼﻓﴼ ﻟﻶﻟﻴﺎت اﻟﺪﺳﺘﻮرﻳﺔ. وﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﺮاق اﻵن ﻫﻲ إﺟﺮاء اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت وﺗﺄﺧﺮ إﻋﻼن ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ )اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ رﺳﻤﻲ وﺑﻌﺪ ﺑﺖ اﻟﻄﻌﻮن( وﻫـﺬا ﻻ ﻳﺸﻜﻞ ﻓﺮاﻏﴼ دﺳﺘﻮرﻳﴼ ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﻳﺸﻜﻞ ﺧﺮﻗﴼ وﻣﺨﺎﻟﻔﺔ دﺳــﺘــﻮرﻳــﺔ واﺿــﺤــﺔ ﻻﺣــﺘــﺮام اﻟﺘﻮﻗﻴﺘﺎت اﻟﺘﻲ أﺷــﺎر إﻟﻴﻬﺎ اﻟﺪﺳﺘﻮر«. وأﺿــﺎف أن »ﻣـﻦ اﻟـﻀـﺮوري ﻷﻏــﺮاض اﻟﺘﻮﺿﻴﺢ (...) اﻟﺘﺄﻛﻴﺪ أن ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻷﻏﻠﺒﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﺘﺸﻜﻞ ﻣﻦ ﻛﺘﻠﺔ ﻓﺎﺋﺰة ﺗﻤﺘﻠﻚ ﻧﺼﻒ ﻋﺪد اﳌﻘﺎﻋﺪ زاﺋﺪ واﺣﺪ، أﻣﺎ إذا ﻟﻢ ﺗﺼﻞ أي ﻛﺘﻠﺔ إﻟﻰ ذﻟﻚ ﻓﺘﺠﺘﻤﻊ ﻣﻊ اﻟﻜﺘﻞ اﻷﺧﺮى وﺗﺸﻜﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﺋﺘﻼﻓﻴﺔ«. وﺗﺎﺑﻊ أﻧﻪ »ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪم وﺟــــﻮد ﺣــﻜــﻮﻣــﺔ أﺑــﻮﻳــﺔ أو وﻃــﻨــﻴــﺔ وﻏـﻴـﺮ وﻃﻨﻴﺔ ﻓﻘﺪ اﻧﺠﺮ اﻟﻘﺎدة اﻟﻌﺮاﻗﻴﻮن ﻟﻸﺳﻒ إﻟﻰ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎت ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻛﻐﺮاﺑﺔ اﻟﻮﺿﻊ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق«. وﻣﻌﻠﻮم أن ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻟﻢ ﺗﻔﺮز ﻛﺘﻠﺔ واﺣﺪة ﻣﻬﻴﻤﻨﺔ ﻗﺎدرة ﻟﻮﺣﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺗـﺄﻣـﲔ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﺑـﺮﳌـﺎﻧـﻴـﺔ. ودﻓـــﻊ ﻫﺬا اﻟـﻮاﻗـﻊ ﺗـﻴـﺎرات ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ إﻟــﻰ اﻟـﺪﺧـﻮل ﻓﻲ ﻣﻔﺎوﺿﺎت ﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﺗﺤﺎﻟﻒ ﻧﻴﺎﺑﻲ ﻳﺆﻣﻦ اﻟﺜﻘﺔ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ اﳌﻘﺒﻠﺔ.
ﻣــﻦ ﺟــﺎﻧــﺒــﻪ، اﻧــﺘــﻘــﺪ رﺣــﻴــﻢ اﻟــﺪراﺟــﻲ ﻋــﻀــﻮ اﻟـــﺒـــﺮﳌـــﺎن اﻟـــﻌـــﺮاﻗـــﻲ ﻓــــﻲ ﺗــﺼــﺮﻳــﺢ ﻟـــــ»اﻟــــﺸــــﺮق اﻷوﺳــــــــﻂ« ﻣــﺴــﺎﻋــﻲ ﺗـﺸـﻜـﻴـﻞ »اﻟـﻜـﺘـﻠـﺔ اﻷﻛـــﺒـــﺮ«، وﻗـــﺎل إن اﻟــﻬــﺪف ﻣﻨﻬﺎ »اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﻘﺮار ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ، وﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﻫﺬه اﳌﺮاﻛﺰ أو اﳌﻨﺎﺻﺐ إﻟﻰ إﻗﻄﺎﻋﻴﺎت ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﺸﺨﺺ أو ﻟﺤﺰب«. وأﺿﺎف اﻟﺪراﺟﻲ أن »اﳌﺘﺴﻠﻄﲔ ﻣﺎ زاﻟــﻮا ﻳﻨﻈﺮون إﻟـﻰ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻛﻐﻨﻴﻤﺔ ﻧﺘﻤﻜﻦ ﻣﻨﻬﺎ وﻧﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣــﻦ إﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺗﻬﺎ ﻟـــﻠـــﻤـــﻨـــﻔـــﻌـــﺔ اﻟـــــﺨـــــﺎﺻـــــﺔ وﻟـــــﻠـــــﻨـــــﺠـــــﺎح ﻓــﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ«.
ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎق ذاﺗـﻪ، ﻗﺎل أﺳﺘﺎذ اﻹﻋﻼم ﻓــﻲ اﻟــﺠــﺎﻣــﻌــﺔ اﻟــﻌــﺮاﻗــﻴــﺔ اﻟــﺪﻛــﺘــﻮر ﻓـﺎﺿـﻞ اﻟﺒﺪراﻧﻲ ﻟـ»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳـــﻂ«، إن »ﺧﻴﺎر اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻟﺘﺸﻜﻴﻞ اﻟﻜﺘﻠﺔ اﻷﻛﺒﺮ أو اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﺗﺸﻜﻴﻠﻬﺎ، إﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺑﻬﺪف اﻟﺤﺼﻮل ﻋــﻠــﻰ ﺣــﺼــﺔ ﻓـــﻲ ﻛـﻌـﻜـﺔ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ، وﻫـــﺬا اﻷﻣﺮ ﻳﺘﻤﺤﻮر ﻓﻲ ﺗﺠﺴﻴﺪ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﳌﺼﺎﻟﺢ اﻟﻨﻔﻌﻴﺔ ﻟﻸﺣﺰاب اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺨﻼف ﺛﻘﺎﻓﺔ اﳌﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺑﺎﻷﺻﻞ ﺗﻌﻨﻲ ﺣﻤﺎﻳﺔ اﳌــﺼــﻠــﺤــﺔ اﻟــﻌــﻠــﻴــﺎ ﻟـــﻠـــﺪوﻟـــﺔ«. وأﺿـــــﺎف أن »ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻻﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ اﳌﻌﺎرﺿﺔ واﻟﻬﺮوﻟﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻧـﺤـﻮ اﻟﻜﺘﻠﺔ اﻷﻛــﺒــﺮ إﻧـﻤـﺎ ﻫﻲ ﻣــﻦ ﺳـﻤـﺎت اﻟـــﺪول اﳌﺘﺨﻠﻔﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ اﻧﻌﺪام اﻻﺳﺘﻘﺮار اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ واﻻﻗﺘﺼﺎدي وﺷﻌﻮﺑﻬﺎ ﺗﻌﺎﻧﻲ اﻟﻔﻘﺮ واﻟﺤﺮﻣﺎن«.
ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻪ، رأى اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺷﺎﻛﺮ ﻛﺘﺎب، اﻟـــﺴـــﻴـــﺎﺳـــﻲ اﳌــﺴــﺘــﻘــﻞ وﻋـــﻀـــﻮ اﻟـــﺒـــﺮﳌـــﺎن اﻟﺴﺎﺑﻖ، ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻟـ»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳــﻂ«، أن »ﺣــــﺮاك اﻟــﻜــﺘــﻞ اﳌـﻌـﻨـﻴـﺔ ﻳــﻮﺣــﻲ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌﴼ ﺳﻴﺸﻜﻠﻮن ﻛﺘﻠﺔ واﺣﺪة وﻟﻦ ﻧﺮى أي ﻣﻠﻤﺢ ﻟﺸﻲء اﺳﻤﻪ اﳌﻌﺎرﺿﺔ«. وﺗﺎﺑﻊ أن »اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻒ ﺧﻠﻒ ذﻟﻚ ﻛﺜﻴﺮة ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ اﻟﻄﻤﻊ ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻄﺔ واﻣﺘﻴﺎزاﺗﻬﺎ وﺳﻴﻜﻮن ﺗﺤﺖ أﺿﻮاء اﻹﻋﻼم وﺳﻴﺸﺘﺮك ﻓﻲ اﻟﻘﻮة اﻟﻘﻤﻌﻴﺔ ورﺑﻤﺎ ﺳﻴﻤﺘﻠﻚ ﻗﻮﺗﻪ اﳌـــﺴـــﻠـــﺤـــﺔ«. وﺗــــﺎﺑــــﻊ أن »اﳌـــﺸـــﻜـــﻠـــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻧــﻌــﺎﻧــﻴــﻬــﺎ ﻓـــﻲ اﻟـــﻌـــﺮاق ﻫـــﻲ أﻧــــﻪ ﻻ ﺗـﻮﺟـﺪ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد، ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎك ﻣـﻦ ﺳﻴﺴﺘﻤﻊ إﻟـﻰ اﳌﻌﺎرﺿﺔ وﺻﻮﺗﻬﺎ اﻷﺟــﺶ. ﻓﺴﺘﻜﻮن ﻛﻤﻦ ﻳﻨﺎدي ﻓﻲ ودﻳﺎن ﻋﻤﻴﻘﺔ«.
أﻣــــــﺎ ﺳــــــــﺮوة ﻋـــﺒـــﺪ اﻟــــــﻮاﺣــــــﺪ، ﻋــﻀــﻮ اﻟــﺒــﺮﳌــﺎن اﻟــﻌــﺮاﻗــﻲ ﻋــﻦ »ﺣــﺮﻛــﺔ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ« اﻟـﻜـﺮدﻳـﺔ، ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟــ»اﻟـﺸـﺮق اﻷوﺳــــﻂ«، إن »اﻟــﻜــﺘــﻞ اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻴـﺔ وﻣــﻨــﺬ ﻋـــﺎم ٣٠٠٢ ﻟﻢ ﺗﻔﻜﺮ ﻣﺠﺮد ﺗﻔﻜﻴﺮ ﺑﺎﳌﻌﺎرﺿﺔ، ﻷن ﻧﻈﺎم اﳌــﺤــﺎﺻــﺼــﺔ ﻻ ﻳــﺨــﺪم اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ اﻟـﻘـﻮﻳـﺔ ﺑﻮﺟﻮد ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ«. وﺗﺎﺑﻌﺖ أن »اﳌــﻌــﺎرﺿــﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻛـﺎﻧـﺖ ﻣــﻮﺟــﻮدة ﻣـﺠـﺮد أﺻـــﻮات وﻟﻴﺴﺖ ﻣـﻌـﺎرﺿـﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ، ﻷن ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﻫــﺬه اﻷﺻـــﻮات ﻛﺎﻧﺖ ﺷﺮﻳﻜﺔ ﻓﻲ اﻟــﺤــﻜــﻢ وأﻳـــﻀـــﴼ ﻓـــﻲ ﺗــﻘــﺎﺳــﻢ اﳌــﻐــﺎﻧــﻢ ﻣﻦ اﻣــﺘــﻴــﺎزات وﻣــﻨــﺎﺻــﺐ«. وزادت أﻧــﻪ »ﻟﻜﻲ ﺗﻜﻮن ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻧﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻣﺆﺳﺴﺎت ﺗﺤﺎرب اﻟﻔﺴﺎد ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺪﺋﻲ وﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ اﻧﺘﻘﺎﺋﻲ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺤﺎل ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ«.