Asharq Al-Awsat Saudi Edition

اﻟﺮوﺑﻮت ﺻﺪﻳﻖ اﻟﻔﻼح

- آدم ﻣﻴﻨﺘﺮ *

ﻓــﻲ وﻗـــﺖ ﺗــﺮﺣــﺐ اﻟــــﺪول اﻟﻐﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎرات واﻟﺸﺎﺣﻨﺎت واﻟـﻘـﻮارب ذاﺗﻴﺔ اﻟﻘﻴﺎدة ﻓﻲ ﻃﺮﻗﻬﺎ وﻣﻤﺮاﺗﻬﺎ اﳌــــﺎﺋــ­ــﻴــــﺔ، ﻳـــﻨـــﺎﺿ­ـــﻞ اﻟـــﻌـــﺎ­ﻟـــﻢ اﻟــﻨــﺎﻣـ­ـﻲ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣــﻊ ﺛـــﻮرة ﺟــﺪﻳــﺪة: اﳌـــﺰارع اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ. ﻣﺎ ﻛﺎن ذات ﻳﻮم ﻳﻤﺜﻞ اﳌـﻬـﻨـﺔ اﻷﻛــﺜــﺮ اﻋــﺘــﻤــ­ﺎدﴽ ﻋـﻠـﻰ اﻷﻳــﺪي اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ رﺑﻤﺎ ﺗﺠﺮي إدارﺗﻬﺎ ﻗﺮﻳﺒﴼ ﻋﺒﺮ اﻟﻬﻮاﺗﻒ اﻟﺬﻛﻴﺔ. ورﺑﻤﺎ ﻳﺒﺪل ﻫﺬا وﺟﻪ اﻟﺰراﻋﺔ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻳﺸﺒﻪ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ اﻟـــﺬي أدﺧـﻠـﺘـﻪ اﳌﻴﻜﻨﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟـﻘـﺮن اﳌﺎﺿﻲ.

وﻣـﻦ ﺷـﺄن ﻫـﺬا اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻓﻲ ﻛﻴﻔﻴﺔ زراﻋﺔ اﻟﻄﻌﺎم واﺳﺘﻬﻼﻛﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻷرض. ﺑﻴﺪ أن اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ اﻷﻛﺒﺮ ﺳﻴﻜﻮن ﻣﻦ ﻧﺼﻴﺐ اﻟـــﺪول اﻟـﻨـﺎﻣـﻴـ­ﺔ، ﺣﻴﺚ ﺗﺸﻜﻞ زراﻋــﺔ اﻟـﻜـﻔـﺎف اﻟـﺠـﺰء اﻷﻛـﺒـﺮ ﻣـﻦ اﻷراﺿــﻲ اﳌﺰروﻋﺔ ﻓﻲ وﻗﺖ ﺗﺘﺰاﻳﺪ ﻓﻴﻪ أﻋﺪاد اﻟﺴﻜﺎن. ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ، ﺗﻘﺒﻞ اﻟﺼﲔ، اﻟــﺘــﻲ ﺗـﻀـﻢ ٤٫١ ﻣـﻠـﻴـﺎر ﻧـﺴـﻤـﺔ، ﻫـﺬه اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴ­ﺎ ﻓﻲ وﻗﺖ ﻣﺒﻜﺮ وأﻛﺜﺮ ﺣﻤﺎﺳﺔ ﻋﻦ دول أﺧــﺮى، وﺳﻴﺘﻌﲔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻣﺠﺎﺑﻬﺔ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﳌﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ.

ﻫـــــــﺬا اﻟــــﺸـــ­ـﻬــــﺮ، ﺗـــﻄـــﻠـ­ــﻖ اﻟـــﺼـــﲔ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﴼ راﺋﺪﴽ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﻮات ﻟﻠﺰراﻋﺔ اﻟﺬاﺗﻴﺔ ﻓﻲ إﻗﻠﻴﻢ ﺟﻴﺎﻧﻐﺴﻮ. وﻣــﺜــﻠــ­ﻤــﺎ اﻟـــﺤـــﺎ­ل ﻣـــﻊ اﻟــﺠــﻬــ­ﻮد اﻟـﺘـﻲ ﺗـــﺒـــﺬﻟ­ـــﻬـــﺎ اﻟـــــــﺪ­وﻟـــــــﺔ ﺑـــــﻬـــ­ــﺪف ﺗـــﻌـــﺰﻳ­ـــﺰ اﻟﺴﻴﺎرات ذاﺗﻴﺔ اﻟﻘﻴﺎدة واﻟﺮوﺑﻮﺗﺎت وﺻﻮر أﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴ­ﺎ، ﻣﻦ اﳌـﻘـﺮر أن ﻳﺘﻮﻟﻰ اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﺗﺠﺮﻳﺐ ﻣﻌﺪات وأﺳﺎﻟﻴﺐ ﺟﺪﻳﺪة ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻹﺻﻼح ﻣﻼﻳﲔ اﳌﺰارع اﳌﻠﻮﺛﺔ ﻟﻠﺒﻴﺌﺔ وﻏــﻴــﺮ اﳌـﻨـﺘـﺠـﺔ داﺧــــﻞ اﻟــﺼــﲔ. وﻗــﺪ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻓﻮاﺋﺪ ﻛﺒﺮى.

ﺟﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ أن اﻟـﺰراﻋـﺔ اﻵﻟﻴﺔ ﺗـــﻌـــﻮد إﻟـــــﻰ ﻋـــــﺎم ٢٠٠٢ ﻋــﻠــﻰ اﻷﻗــــﻞ ﻋــﻨــﺪﻣــ­ﺎ ﻧـﺠـﺤـﺖ ﺷــﺮﻛــﺔ »دﻳـــــﺮي آﻧــﺪ ﻛــﻮ« ﻓـﻲ ﻃــﺮح ﻧﻈﺎم ﺗﻮﺟﻴﻪ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ آﻟﻴﺔ »ﺟﻲ ﺑﻲ إس« ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣــــﻊ اﳌـــﺤـــﺎ­رﻳـــﺚ اﻟـــﺘـــﺎ­ﺑـــﻌـــﺔ ﻟــﻠــﺸــﺮ­ﻛــﺔ. وﻧﺠﺤﺖ ﻫـﺬه اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻓﻲ ﺣﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺎﺋﻤﺔ وﺗﻤﺜﻠﺖ ﻓﻲ أﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﳌﺤﺎرﻳﺚ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺗﻠﻘﻲ اﻟــﺒــﺬور داﺧــﻞ ﺣﻘﻞ ﻣــﺎ، ﻛﺎﻧﺖ اﻟـﺼـﻔـﻮف ﺗﻤﻴﻞ ﻧـﺤـﻮ اﻟــﺘــﺪاﺧ­ــﻞ، ﻣﺎ ﻳﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ إﻫـﺪار اﻷرض واﻟﻮﻗﻮد. أﻣﺎ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺠﺪﻳﺪ اﻟﺬي أﻗﺮﺗﻪ »دﻳﺮي آﻧﺪ ﻛﻮ« ﻓﻘﺪ ﻧﺠﺢ ﻓﻲ ﺗﻮﺟﻴﻪ اﳌﺤﺮاث ﻟــﻠــﺘــﺤ­ــﺮك ﻓـــﻲ ﺧـــﻂ ﻣــﺴــﺘــﻘ­ــﻴــﻢ ﺧــﻼل ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟـﺰراﻋـﺔ، ﺑﺠﺎﻧﺐ ﻗﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ »ﺗــﺬﻛــﺮ« ﻣــﺴــﺎرات اﳌـﺤـﺎﺻـﻴـ­ﻞ ﺧـﻼل اﻟﺤﺼﺎد. اﻟﻴﻮم، ﻳﺴﺘﺨﺪم اﳌﺰارﻋﻮن ﻧـــﻈـــﺎم »ﺟــــﻲ ﺑـــﻲ إس« ﻓـــﻲ ﺗــﺤــﺪﻳــ­ﺪ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺒﺎﻳﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺮﻛﻴﺒﺔ اﻟﺘﺮﺑﺔ أو ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺂﻓﺎت، ﺛـــﻢ ﺗــﺨــﺰﻳــ­ﻦ ﻫـــــﺬه اﻟـــﺒـــﻴ­ـــﺎﻧـــﺎت داﺧـــﻞ اﻟـﻜـﻮﻣـﺒـ­ﻴـﻮﺗـﺮ اﳌــﻮﺟــﻮد ﻓــﻲ اﳌــﺤــﺮاث ﻟﻠﻤﻌﺎوﻧﺔ ﻓﻲ اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮارات اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑـــﺎﻟـــﺰ­راﻋـــﺔ واﻟـــﺤـــ­ﺼـــﺎد. وﻋــﻠــﻰ ﻧﺤﻮ ﻣﺘﺰاﻳﺪ، ﻳﺠﺮي ﺗﻜﻤﻴﻞ ﻫﺬه اﻟﺠﻬﻮد اﻟﻴﻮم ﺑﺎﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ ﻃﺎﺋﺮات دون ﻃﻴﺎر.

وﻣــﻦ ﺑــﲔ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟـﺘـﻲ ﺗﺮﺗﺒﺖ ﻋﻠﻰ ﻫـﺬا اﻷﻣـﺮ أن اﳌﻬﺎم اﻟﺘﻲ ﺳﺒﻖ أن اﻋـــﺘـــﻤ­ـــﺪت ﻋــﻠــﻰ أﻋـــــﲔ اﳌـــﺰارﻋـ­ــﲔ وﺣﺪﺳﻬﻢ، ﻣﺜﻞ اﻟﺮي ورش اﳌﺒﻴﺪات، أﺻﺒﺢ ﻳﺠﺮي ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ أوﺗﻮﻣﺎﺗﻴﻜﻴ­ﴼ اﻟــــــﻴـ­ـــــﻮم. اﻟـــــﻌــ­ـــﺎم اﳌــــــﺎﺿ­ــــــﻲ، أﻋــﻠــﻨــ­ﺖ ﻣــﺠــﻤــﻮ­ﻋــﺔ داﺧـــــﻞ اﳌــﻤــﻠــ­ﻜــﺔ اﳌــﺘــﺤــ­ﺪة ﻧﺠﺎﺣﻬﺎ ﻓﻲ زراﻋـﺔ ورﻋﺎﻳﺔ وﺣﺼﺪ أول ﻣـﺤـﺼـﻮل ﻛــﺎﻣــﻞ ﻋـﻠـﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑـﻤـﻌـﺪات ﺗﻌﻤﻞ ذاﺗــﻴــﴼ. وﻳﺸﻴﺮ أﺣــﺪ اﻟـﺘـﻘـﺪﻳـ­ﺮات إﻟﻰ أن اﻟﺴﻮق اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﳌﺜﻞ ﻫﺬه اﳌﻌﺪات رﺑـــﻤـــﺎ ﺗـــﺘـــﺠـ­ــﺎوز ٠٨١ ﻣــﻠــﻴــﺎ­ر دوﻻر ﺑﺤﻠﻮل ﻋﺎم ٤٢٠٢.

ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ اﻟﺼﲔ، ﻳﺒﺪو ﻫﺬا اﻷﻣــﺮ ﺑﺮﻣﺘﻪ واﻋـــﺪﴽ، ذﻟــﻚ أﻧــﻪ ﺑﻔﻀﻞ ﺗﻨﺎﻣﻲ اﻟــﺪﺧــﻮل أﺻـﺒـﺢ اﻟﺼﻴﻨﻴﻮن ﻳـــﺄﻛـــﻠ­ـــﻮن اﻟــــﻴـــ­ـﻮم ﻛـــﻤـــﻴـ­ــﺎت أﻛـــﺒـــﺮ ﻣـﻦ ﻛـــﻞ ﺷـــــﻲء، ﺑــﻤــﺎ ﻓـــﻲ ذﻟــــﻚ اﳌـﻨـﺘـﺠـﺎ­ت اﻟﺰراﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﻣﻮارد ﻣﻜﺜﻔﺔ. وﺗﻜﺸﻒ اﻹﺣﺼﺎء ات ﻋﻦ أن ﻣﻌﺪﻻت اﺳﺘﻬﻼك اﻟﺤﻠﻴﺐ وﻣﻨﺘﺠﺎت اﻷﻟﺒﺎن ارﺗﻔﻌﺖ ﺑﻤﻘﺪار اﻟﻀﻌﻒ ﺑﲔ ﻋﺎﻣﻲ ٥٩٩١ و٠١٠٢. إﻻ أن ﻫــﺬا اﻟﻨﻤﻮ ﻓﻲ اﻟﻄﻠﺐ ﻳﻮاﺟﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﻘﻴﻮد ﻃﻮﻳﻠﺔ اﻷﻣﺪ اﳌﻔﺮوﺿﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻌﺮض ﻋـﻠـﻰ اﳌـــﺪى اﻟــﻄــﻮﻳـ­ـﻞ. ﺟــﺪﻳــﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ أن اﻟـﺘـﻮﺳـﻊ ﻓــﻲ اﳌـﻨـﻄـﻘـﺔ اﻟﺤﻀﺮﻳﺔ زﺣـــــــﻒ ﻋـــﻠـــﻰ ﻣــــﻼﻳـــ­ـﲔ اﻷﻓــــــﺪ­ﻧــــــﺔ ﻣــﻦ اﻷراﺿــﻲ اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﺰراﻋﺔ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﺎ ﻳﻘﺮب ﻣﻦ ٠٢ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻷراﺿﻲ اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﺰراﻋﺔ اﳌﺘﺒﻘﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻮى ﺧﻄﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﻠﻮث. ﻛﻤﺎ ﺗــﻌــﺎﻧــ­ﻲ ﻛـﺜـﻴـﺮ ﻣــﻦ اﳌــﻨــﺎﻃـ­ـﻖ اﻟـﺮﻳـﻔـﻴـ­ﺔ اﻟــﺼــﻴــ­ﻨــﻴــﺔ ﻣـــﻦ اﻟـــﺘـــﺸ­ـــﺮذم، وﺗـﻜـﺸـﻒ اﻷرﻗــــــ­ــﺎم ﻋـــﻦ أن اﻷﺳـــــــ­ﺮة اﻟـﺼـﻴـﻨـﻴ­ـﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ﺗﺰرع ﻓﻲ اﳌﺘﻮﺳﻂ ٢٫١ ﻓﺪان ﻓﻘﻂ، وذﻟﻚ ﻓﻲ ﻋﺎم ٣١٠٢. وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ، ﻓــــﺈن ﻫــــﺬا اﻟـــﻮﺿـــ­ﻊ ﻳـــﺆﺛـــﺮ ﺳــﻠــﺒــﴼ ﻓـﻲ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻜﻔﺎء ة.

وﺑـــــﻤــ­ـــﻘـــــﺪ­ور اﻟـــــــﺰ­راﻋـــــــ­ﺔ اﻟـــﺬاﺗــ­ـﻴـــﺔ اﳌﻌﺎوﻧﺔ ﻓﻲ ﺣﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﻫﺬه اﳌﺸﻜﻼت، وﺑـﺎﺳـﺘـﻄـ­ﺎﻋـﺘـﻬـﺎ ﺗــﻌــﺰﻳــ­ﺰ اﻹﻧـﺘـﺎﺟـﻴ­ـﺔ واﻟــﺤــﺪ ﺑــﺪرﺟــﺔ ﺑــﺎﻟــﻐــ­ﺔ ﻣــﻦ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ إﻧــﺘــﺎج اﳌــــﻮاد اﻟــﻐــﺬاﺋ­ــﻴــﺔ واﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ ﺣﺪة ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﺘﻠﻮث اﳌﺰﻣﻨﺔ ﻓﻲ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺮﻳﻔﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻧﻴﻬﺎ اﻟﺼﲔ ﻋﺒﺮ ﺗﻘﻠﻴﺺ اﻟﺤﺎﺟﺔ إﻟـﻰ اﻷﺳﻤﺪة واﳌﺒﻴﺪات اﻟﺤﺸﺮﻳﺔ. وﻳﻌﺘﻘﺪ ﺑﻌﺾ اﻟﺨﺒﺮاء أن ﻫﺬه اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴ­ﺎ رﺑﻤﺎ ﺗﻘﺪم أﻓﻀﻞ أداء ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻓﻲ اﳌﺴﺎﺣﺎت اﻷﺻﻐﺮ.

وﻣﻊ ﻫﺬا، ﻓﺈﻧﻪ ﻓﻲ ﺧﻀﻢ ﻛﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﻔﺎؤل، ﺗﺒﻘﻰ ﺛﻤﺔ ﻣﺸﻜﻼت ﺗﻠﻮح ﻓﻲ اﻷﻓﻖ ﻋﻠﻰ رأﺳﻬﺎ اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ اﻟﺬي ﺗﻤﺜﻠﻪ ﻫــﺬه اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ اﻟــﺠــﺪﻳـ­ـﺪة ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ. ﻳﺬﻛﺮ أن ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﻓــﻲ اﻟــﻘــﻄــ­ﺎع اﻟـــﺰراﻋـ­ــﻲ ﺑــﺎﻟــﺼــ­ﲔ ﺑﲔ إﺟﻤﺎﻟﻲ ﻗﻮة اﻟﻌﻤﻞ ﺗﺮاﺟﻊ ﺑﺼﻮرة ﺣﺎدة ﻣﻦ ٥٥ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻋﺎم ١٩٩١ إﻟﻰ ٨١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ اﻟﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ. وﻣﻊ ﻫﺬا، ﻓــﺈﻧــﻪ ﺣـﺘـﻰ ﻣــﻊ ﻫـــﺬا اﻟــﺘــﺮاﺟ­ــﻊ ﺗﺒﻘﻰ اﻟـﺤـﻘـﻴـﻘ­ـﺔ أن ﻫـــﺬه اﻟـﻨـﺴـﺒـﺔ اﻷﺧــﻴــﺮة ﺗﻤﺜﻞ ٠٥٢ ﻣﻠﻴﻮن ﻧﺴﻤﺔ ﻣﻦ اﳌﻤﻜﻦ أن ﻳﺘﻌﺮض ﻛﺜﻴﺮون ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻠﺘﺸﺮﻳﺪ. وﻣـــﻊ أن اﻟـــﺰراﻋـ­ــﺔ اﻟــﺬاﺗــﻴ­ــﺔ ﺳﺘﺨﻠﻖ ﻓـــــﺮص ﻋــﻤــﻞ ﻓــــﻲ ﻗـــﻄـــﺎﻋ­ـــﺎت أﺧـــــﺮى، ﻓﺈن ﻫﺬا ﻟﻦ ﻳﺨﻔﻒ اﻟﻌﺐء ﻋﻦ ﻛﺎﻫﻞ اﳌــــﺰارﻋ­ــــﲔ اﻟـــﺬﻳـــ­ﻦ ﺳــﻴــﺘــﻌ­ــﲔ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺒﺤﺚ ﻋــﻦ ﻋﻤﻞ ﺟــﺪﻳــﺪ. وﺳﻴﺘﻌﲔ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﲔ وﺿﻊ ﺧﻄﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ.

وﺗـــﺘـــﻤ­ـــﺜـــﻞ ﻣـــﺸـــﻜـ­ــﻠـــﺔ أﺧــــــــ­ﺮى ﻓــﻲ اﳌــﻬــﺎرا­ت، ذﻟـﻚ أن اﻟﻌﻤﺎل اﻟﺰراﻋﻴﲔ ﻻ ﻳــﻤــﻠــﻜ­ــﻮن ﻣـــﺎ ﻳــﻜــﻔــﻲ ﻣـــﻦ ﻣــﻬـــﺎرا­ت ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴ­ﺎ اﳌﺘﻘﺪﻣﺔ اﻟـــــﺘــ­ـــﻲ ﺳــــــﺮﻋـ­ـــــﺎن ﻣــــــﺎ ﺳـــﻴـــﺠـ­ــﺪوﻧـــﻬـ­ــﺎ ﺑــــﲔ أﻳـــﺪﻳـــ­ﻬـــﻢ. ﻟــــــﺬا، ﺳــﻴــﺘــﻌ­ــﲔ ﻋـﻠـﻰ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺑﺮاﻣﺞ ﻟﻠﺘﺪرﻳﺐ اﳌﻬﻨﻲ ﺗﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﻛﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﺮوﺑﻮﺗﺎت واﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺬﻛﻴﺔ.

* ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق ﻣﻊ »ﺑﻠﻮﻣﺒﻴﺮغ«

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia