اﻟﺮوﺑﻮت ﺻﺪﻳﻖ اﻟﻔﻼح
ﻓــﻲ وﻗـــﺖ ﺗــﺮﺣــﺐ اﻟــــﺪول اﻟﻐﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎرات واﻟﺸﺎﺣﻨﺎت واﻟـﻘـﻮارب ذاﺗﻴﺔ اﻟﻘﻴﺎدة ﻓﻲ ﻃﺮﻗﻬﺎ وﻣﻤﺮاﺗﻬﺎ اﳌــــﺎﺋــــﻴــــﺔ، ﻳـــﻨـــﺎﺿـــﻞ اﻟـــﻌـــﺎﻟـــﻢ اﻟــﻨــﺎﻣــﻲ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣــﻊ ﺛـــﻮرة ﺟــﺪﻳــﺪة: اﳌـــﺰارع اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ. ﻣﺎ ﻛﺎن ذات ﻳﻮم ﻳﻤﺜﻞ اﳌـﻬـﻨـﺔ اﻷﻛــﺜــﺮ اﻋــﺘــﻤــﺎدﴽ ﻋـﻠـﻰ اﻷﻳــﺪي اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ رﺑﻤﺎ ﺗﺠﺮي إدارﺗﻬﺎ ﻗﺮﻳﺒﴼ ﻋﺒﺮ اﻟﻬﻮاﺗﻒ اﻟﺬﻛﻴﺔ. ورﺑﻤﺎ ﻳﺒﺪل ﻫﺬا وﺟﻪ اﻟﺰراﻋﺔ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻳﺸﺒﻪ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ اﻟـــﺬي أدﺧـﻠـﺘـﻪ اﳌﻴﻜﻨﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟـﻘـﺮن اﳌﺎﺿﻲ.
وﻣـﻦ ﺷـﺄن ﻫـﺬا اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻓﻲ ﻛﻴﻔﻴﺔ زراﻋﺔ اﻟﻄﻌﺎم واﺳﺘﻬﻼﻛﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻷرض. ﺑﻴﺪ أن اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ اﻷﻛﺒﺮ ﺳﻴﻜﻮن ﻣﻦ ﻧﺼﻴﺐ اﻟـــﺪول اﻟـﻨـﺎﻣـﻴـﺔ، ﺣﻴﺚ ﺗﺸﻜﻞ زراﻋــﺔ اﻟـﻜـﻔـﺎف اﻟـﺠـﺰء اﻷﻛـﺒـﺮ ﻣـﻦ اﻷراﺿــﻲ اﳌﺰروﻋﺔ ﻓﻲ وﻗﺖ ﺗﺘﺰاﻳﺪ ﻓﻴﻪ أﻋﺪاد اﻟﺴﻜﺎن. ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ، ﺗﻘﺒﻞ اﻟﺼﲔ، اﻟــﺘــﻲ ﺗـﻀـﻢ ٤٫١ ﻣـﻠـﻴـﺎر ﻧـﺴـﻤـﺔ، ﻫـﺬه اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻓﻲ وﻗﺖ ﻣﺒﻜﺮ وأﻛﺜﺮ ﺣﻤﺎﺳﺔ ﻋﻦ دول أﺧــﺮى، وﺳﻴﺘﻌﲔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻣﺠﺎﺑﻬﺔ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﳌﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ.
ﻫـــــــﺬا اﻟــــﺸــــﻬــــﺮ، ﺗـــﻄـــﻠـــﻖ اﻟـــﺼـــﲔ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﴼ راﺋﺪﴽ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﻮات ﻟﻠﺰراﻋﺔ اﻟﺬاﺗﻴﺔ ﻓﻲ إﻗﻠﻴﻢ ﺟﻴﺎﻧﻐﺴﻮ. وﻣــﺜــﻠــﻤــﺎ اﻟـــﺤـــﺎل ﻣـــﻊ اﻟــﺠــﻬــﻮد اﻟـﺘـﻲ ﺗـــﺒـــﺬﻟـــﻬـــﺎ اﻟـــــــﺪوﻟـــــــﺔ ﺑـــــﻬـــــﺪف ﺗـــﻌـــﺰﻳـــﺰ اﻟﺴﻴﺎرات ذاﺗﻴﺔ اﻟﻘﻴﺎدة واﻟﺮوﺑﻮﺗﺎت وﺻﻮر أﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ، ﻣﻦ اﳌـﻘـﺮر أن ﻳﺘﻮﻟﻰ اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﺗﺠﺮﻳﺐ ﻣﻌﺪات وأﺳﺎﻟﻴﺐ ﺟﺪﻳﺪة ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻹﺻﻼح ﻣﻼﻳﲔ اﳌﺰارع اﳌﻠﻮﺛﺔ ﻟﻠﺒﻴﺌﺔ وﻏــﻴــﺮ اﳌـﻨـﺘـﺠـﺔ داﺧــــﻞ اﻟــﺼــﲔ. وﻗــﺪ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻓﻮاﺋﺪ ﻛﺒﺮى.
ﺟﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ أن اﻟـﺰراﻋـﺔ اﻵﻟﻴﺔ ﺗـــﻌـــﻮد إﻟـــــﻰ ﻋـــــﺎم ٢٠٠٢ ﻋــﻠــﻰ اﻷﻗــــﻞ ﻋــﻨــﺪﻣــﺎ ﻧـﺠـﺤـﺖ ﺷــﺮﻛــﺔ »دﻳـــــﺮي آﻧــﺪ ﻛــﻮ« ﻓـﻲ ﻃــﺮح ﻧﻈﺎم ﺗﻮﺟﻴﻪ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ آﻟﻴﺔ »ﺟﻲ ﺑﻲ إس« ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣــــﻊ اﳌـــﺤـــﺎرﻳـــﺚ اﻟـــﺘـــﺎﺑـــﻌـــﺔ ﻟــﻠــﺸــﺮﻛــﺔ. وﻧﺠﺤﺖ ﻫـﺬه اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻓﻲ ﺣﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺎﺋﻤﺔ وﺗﻤﺜﻠﺖ ﻓﻲ أﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﳌﺤﺎرﻳﺚ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺗﻠﻘﻲ اﻟــﺒــﺬور داﺧــﻞ ﺣﻘﻞ ﻣــﺎ، ﻛﺎﻧﺖ اﻟـﺼـﻔـﻮف ﺗﻤﻴﻞ ﻧـﺤـﻮ اﻟــﺘــﺪاﺧــﻞ، ﻣﺎ ﻳﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ إﻫـﺪار اﻷرض واﻟﻮﻗﻮد. أﻣﺎ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺠﺪﻳﺪ اﻟﺬي أﻗﺮﺗﻪ »دﻳﺮي آﻧﺪ ﻛﻮ« ﻓﻘﺪ ﻧﺠﺢ ﻓﻲ ﺗﻮﺟﻴﻪ اﳌﺤﺮاث ﻟــﻠــﺘــﺤــﺮك ﻓـــﻲ ﺧـــﻂ ﻣــﺴــﺘــﻘــﻴــﻢ ﺧــﻼل ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟـﺰراﻋـﺔ، ﺑﺠﺎﻧﺐ ﻗﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ »ﺗــﺬﻛــﺮ« ﻣــﺴــﺎرات اﳌـﺤـﺎﺻـﻴـﻞ ﺧـﻼل اﻟﺤﺼﺎد. اﻟﻴﻮم، ﻳﺴﺘﺨﺪم اﳌﺰارﻋﻮن ﻧـــﻈـــﺎم »ﺟــــﻲ ﺑـــﻲ إس« ﻓـــﻲ ﺗــﺤــﺪﻳــﺪ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺒﺎﻳﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺮﻛﻴﺒﺔ اﻟﺘﺮﺑﺔ أو ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺂﻓﺎت، ﺛـــﻢ ﺗــﺨــﺰﻳــﻦ ﻫـــــﺬه اﻟـــﺒـــﻴـــﺎﻧـــﺎت داﺧـــﻞ اﻟـﻜـﻮﻣـﺒـﻴـﻮﺗـﺮ اﳌــﻮﺟــﻮد ﻓــﻲ اﳌــﺤــﺮاث ﻟﻠﻤﻌﺎوﻧﺔ ﻓﻲ اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮارات اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑـــﺎﻟـــﺰراﻋـــﺔ واﻟـــﺤـــﺼـــﺎد. وﻋــﻠــﻰ ﻧﺤﻮ ﻣﺘﺰاﻳﺪ، ﻳﺠﺮي ﺗﻜﻤﻴﻞ ﻫﺬه اﻟﺠﻬﻮد اﻟﻴﻮم ﺑﺎﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ ﻃﺎﺋﺮات دون ﻃﻴﺎر.
وﻣــﻦ ﺑــﲔ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟـﺘـﻲ ﺗﺮﺗﺒﺖ ﻋﻠﻰ ﻫـﺬا اﻷﻣـﺮ أن اﳌﻬﺎم اﻟﺘﻲ ﺳﺒﻖ أن اﻋـــﺘـــﻤـــﺪت ﻋــﻠــﻰ أﻋـــــﲔ اﳌـــﺰارﻋـــﲔ وﺣﺪﺳﻬﻢ، ﻣﺜﻞ اﻟﺮي ورش اﳌﺒﻴﺪات، أﺻﺒﺢ ﻳﺠﺮي ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ أوﺗﻮﻣﺎﺗﻴﻜﻴﴼ اﻟــــــﻴــــــﻮم. اﻟـــــﻌـــــﺎم اﳌــــــﺎﺿــــــﻲ، أﻋــﻠــﻨــﺖ ﻣــﺠــﻤــﻮﻋــﺔ داﺧـــــﻞ اﳌــﻤــﻠــﻜــﺔ اﳌــﺘــﺤــﺪة ﻧﺠﺎﺣﻬﺎ ﻓﻲ زراﻋـﺔ ورﻋﺎﻳﺔ وﺣﺼﺪ أول ﻣـﺤـﺼـﻮل ﻛــﺎﻣــﻞ ﻋـﻠـﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑـﻤـﻌـﺪات ﺗﻌﻤﻞ ذاﺗــﻴــﴼ. وﻳﺸﻴﺮ أﺣــﺪ اﻟـﺘـﻘـﺪﻳـﺮات إﻟﻰ أن اﻟﺴﻮق اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﳌﺜﻞ ﻫﺬه اﳌﻌﺪات رﺑـــﻤـــﺎ ﺗـــﺘـــﺠـــﺎوز ٠٨١ ﻣــﻠــﻴــﺎر دوﻻر ﺑﺤﻠﻮل ﻋﺎم ٤٢٠٢.
ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ اﻟﺼﲔ، ﻳﺒﺪو ﻫﺬا اﻷﻣــﺮ ﺑﺮﻣﺘﻪ واﻋـــﺪﴽ، ذﻟــﻚ أﻧــﻪ ﺑﻔﻀﻞ ﺗﻨﺎﻣﻲ اﻟــﺪﺧــﻮل أﺻـﺒـﺢ اﻟﺼﻴﻨﻴﻮن ﻳـــﺄﻛـــﻠـــﻮن اﻟــــﻴــــﻮم ﻛـــﻤـــﻴـــﺎت أﻛـــﺒـــﺮ ﻣـﻦ ﻛـــﻞ ﺷـــــﻲء، ﺑــﻤــﺎ ﻓـــﻲ ذﻟــــﻚ اﳌـﻨـﺘـﺠـﺎت اﻟﺰراﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﻣﻮارد ﻣﻜﺜﻔﺔ. وﺗﻜﺸﻒ اﻹﺣﺼﺎء ات ﻋﻦ أن ﻣﻌﺪﻻت اﺳﺘﻬﻼك اﻟﺤﻠﻴﺐ وﻣﻨﺘﺠﺎت اﻷﻟﺒﺎن ارﺗﻔﻌﺖ ﺑﻤﻘﺪار اﻟﻀﻌﻒ ﺑﲔ ﻋﺎﻣﻲ ٥٩٩١ و٠١٠٢. إﻻ أن ﻫــﺬا اﻟﻨﻤﻮ ﻓﻲ اﻟﻄﻠﺐ ﻳﻮاﺟﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﻘﻴﻮد ﻃﻮﻳﻠﺔ اﻷﻣﺪ اﳌﻔﺮوﺿﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻌﺮض ﻋـﻠـﻰ اﳌـــﺪى اﻟــﻄــﻮﻳــﻞ. ﺟــﺪﻳــﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ أن اﻟـﺘـﻮﺳـﻊ ﻓــﻲ اﳌـﻨـﻄـﻘـﺔ اﻟﺤﻀﺮﻳﺔ زﺣـــــــﻒ ﻋـــﻠـــﻰ ﻣــــﻼﻳــــﲔ اﻷﻓــــــﺪﻧــــــﺔ ﻣــﻦ اﻷراﺿــﻲ اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﺰراﻋﺔ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﺎ ﻳﻘﺮب ﻣﻦ ٠٢ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻷراﺿﻲ اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﺰراﻋﺔ اﳌﺘﺒﻘﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻮى ﺧﻄﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﻠﻮث. ﻛﻤﺎ ﺗــﻌــﺎﻧــﻲ ﻛـﺜـﻴـﺮ ﻣــﻦ اﳌــﻨــﺎﻃــﻖ اﻟـﺮﻳـﻔـﻴـﺔ اﻟــﺼــﻴــﻨــﻴــﺔ ﻣـــﻦ اﻟـــﺘـــﺸـــﺮذم، وﺗـﻜـﺸـﻒ اﻷرﻗــــــــﺎم ﻋـــﻦ أن اﻷﺳـــــــﺮة اﻟـﺼـﻴـﻨـﻴـﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ﺗﺰرع ﻓﻲ اﳌﺘﻮﺳﻂ ٢٫١ ﻓﺪان ﻓﻘﻂ، وذﻟﻚ ﻓﻲ ﻋﺎم ٣١٠٢. وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ، ﻓــــﺈن ﻫــــﺬا اﻟـــﻮﺿـــﻊ ﻳـــﺆﺛـــﺮ ﺳــﻠــﺒــﴼ ﻓـﻲ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻜﻔﺎء ة.
وﺑـــــﻤـــــﻘـــــﺪور اﻟـــــــﺰراﻋـــــــﺔ اﻟـــﺬاﺗـــﻴـــﺔ اﳌﻌﺎوﻧﺔ ﻓﻲ ﺣﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﻫﺬه اﳌﺸﻜﻼت، وﺑـﺎﺳـﺘـﻄـﺎﻋـﺘـﻬـﺎ ﺗــﻌــﺰﻳــﺰ اﻹﻧـﺘـﺎﺟـﻴـﺔ واﻟــﺤــﺪ ﺑــﺪرﺟــﺔ ﺑــﺎﻟــﻐــﺔ ﻣــﻦ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ إﻧــﺘــﺎج اﳌــــﻮاد اﻟــﻐــﺬاﺋــﻴــﺔ واﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ ﺣﺪة ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﺘﻠﻮث اﳌﺰﻣﻨﺔ ﻓﻲ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺮﻳﻔﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻧﻴﻬﺎ اﻟﺼﲔ ﻋﺒﺮ ﺗﻘﻠﻴﺺ اﻟﺤﺎﺟﺔ إﻟـﻰ اﻷﺳﻤﺪة واﳌﺒﻴﺪات اﻟﺤﺸﺮﻳﺔ. وﻳﻌﺘﻘﺪ ﺑﻌﺾ اﻟﺨﺒﺮاء أن ﻫﺬه اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ رﺑﻤﺎ ﺗﻘﺪم أﻓﻀﻞ أداء ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻓﻲ اﳌﺴﺎﺣﺎت اﻷﺻﻐﺮ.
وﻣﻊ ﻫﺬا، ﻓﺈﻧﻪ ﻓﻲ ﺧﻀﻢ ﻛﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﻔﺎؤل، ﺗﺒﻘﻰ ﺛﻤﺔ ﻣﺸﻜﻼت ﺗﻠﻮح ﻓﻲ اﻷﻓﻖ ﻋﻠﻰ رأﺳﻬﺎ اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ اﻟﺬي ﺗﻤﺜﻠﻪ ﻫــﺬه اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ اﻟــﺠــﺪﻳــﺪة ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ. ﻳﺬﻛﺮ أن ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﻓــﻲ اﻟــﻘــﻄــﺎع اﻟـــﺰراﻋـــﻲ ﺑــﺎﻟــﺼــﲔ ﺑﲔ إﺟﻤﺎﻟﻲ ﻗﻮة اﻟﻌﻤﻞ ﺗﺮاﺟﻊ ﺑﺼﻮرة ﺣﺎدة ﻣﻦ ٥٥ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻋﺎم ١٩٩١ إﻟﻰ ٨١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ اﻟﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ. وﻣﻊ ﻫﺬا، ﻓــﺈﻧــﻪ ﺣـﺘـﻰ ﻣــﻊ ﻫـــﺬا اﻟــﺘــﺮاﺟــﻊ ﺗﺒﻘﻰ اﻟـﺤـﻘـﻴـﻘـﺔ أن ﻫـــﺬه اﻟـﻨـﺴـﺒـﺔ اﻷﺧــﻴــﺮة ﺗﻤﺜﻞ ٠٥٢ ﻣﻠﻴﻮن ﻧﺴﻤﺔ ﻣﻦ اﳌﻤﻜﻦ أن ﻳﺘﻌﺮض ﻛﺜﻴﺮون ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻠﺘﺸﺮﻳﺪ. وﻣـــﻊ أن اﻟـــﺰراﻋـــﺔ اﻟــﺬاﺗــﻴــﺔ ﺳﺘﺨﻠﻖ ﻓـــــﺮص ﻋــﻤــﻞ ﻓــــﻲ ﻗـــﻄـــﺎﻋـــﺎت أﺧـــــﺮى، ﻓﺈن ﻫﺬا ﻟﻦ ﻳﺨﻔﻒ اﻟﻌﺐء ﻋﻦ ﻛﺎﻫﻞ اﳌــــﺰارﻋــــﲔ اﻟـــﺬﻳـــﻦ ﺳــﻴــﺘــﻌــﲔ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺒﺤﺚ ﻋــﻦ ﻋﻤﻞ ﺟــﺪﻳــﺪ. وﺳﻴﺘﻌﲔ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﲔ وﺿﻊ ﺧﻄﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ.
وﺗـــﺘـــﻤـــﺜـــﻞ ﻣـــﺸـــﻜـــﻠـــﺔ أﺧــــــــﺮى ﻓــﻲ اﳌــﻬــﺎرات، ذﻟـﻚ أن اﻟﻌﻤﺎل اﻟﺰراﻋﻴﲔ ﻻ ﻳــﻤــﻠــﻜــﻮن ﻣـــﺎ ﻳــﻜــﻔــﻲ ﻣـــﻦ ﻣــﻬـــﺎرات ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﳌﺘﻘﺪﻣﺔ اﻟـــــﺘـــــﻲ ﺳــــــﺮﻋــــــﺎن ﻣــــــﺎ ﺳـــﻴـــﺠـــﺪوﻧـــﻬـــﺎ ﺑــــﲔ أﻳـــﺪﻳـــﻬـــﻢ. ﻟــــــﺬا، ﺳــﻴــﺘــﻌــﲔ ﻋـﻠـﻰ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺑﺮاﻣﺞ ﻟﻠﺘﺪرﻳﺐ اﳌﻬﻨﻲ ﺗﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﻛﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﺮوﺑﻮﺗﺎت واﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺬﻛﻴﺔ.
* ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق ﻣﻊ »ﺑﻠﻮﻣﺒﻴﺮغ«