ﻣﺼﺎدرﻓﺮﻧﺴﻴﺔرﺳﻤﻴﺔﻟـ : إﻳﺮان ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻲ وﺿﻊ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﻣﻦ »ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻹﻧﺬارات«
ﻧﻘﻠﺖ ﻋﻦ ﻣﺴﺆوﻟﲔ أﻣﲑﻛﻴﲔ ﺗﺄﻛﻴﺪﻫﻢ أن ﻃﻬﺮان »ﺳﺘﻨﺼﺎع« ﳌﻄﺎﻟﺒﻬﻢ
ﺗﺮﻛﺰ اﻷﻃﺮاف اﻷوروﺑﻴﺔ اﻟﺜﻼﺛﺔ اﳌﻮﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺗﻔﺎق اﻟﻨﻮوي ﻣﻊ ﻃﻬﺮان ﺻﻴﻒ ﻋﺎم ٥١٠٢ وﺑﻌﺪ اﻻﻧـﺴـﺤـﺎب اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻲ ﻣـﻨـﺬ اﻟـﺸـﻬـﺮ اﳌــﺎﺿــﻲ ﺑـﻘـﺮار ﻣﻦ اﻟﺮﺋﻴﺲ دوﻧﺎﻟﺪ ﺗﺮﻣﺐ، ﻋﻠﻰ ﻫﺪف رﺋﻴﺴﻲ ﻫﻮ »ﺗﻼﻓﻲ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ« وﻓﻖ ﻣﺎ ﻋﺮﺿﺘﻪ ﻣﺼﺎدر رﺳﻤﻴﺔ ﻓﺮﻧﺴﻴﺔ رﻓﻴﻌﺔ اﳌﺴﺘﻮى ﺗﺤﺪﺛﺖ إﻟﻴﻬﺎ »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ«.
وﺗﻨﺒﻪ ﻫﺬه اﳌﺼﺎدر ﻣﻦ أن ﺛﻤﺔ أﻃﺮاﻓﴼ داﺧﻞ إﻳﺮان »ﺗﺮﻳﺪ وﺗﺴﻌﻰ« ﻟﺤﺼﻮل ﻫﺬه اﳌﻮاﺟﻬﺔ، وأن اﻟـﻬـﺪف اﻟــﺬي ﺗﻌﻤﻞ ﻣـﻦ أﺟﻠﻪ ﺑـﺎرﻳـﺲ وﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ وأﳌﺎﻧﻴﺎ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ روﺳﻴﺎ واﻟﺼﲔ، ﻫﻮ »ﻋﺪم اﻟــﻮﺻــﻮل إﻟـــﻰ ﻧـﻘـﻄـﺔ اﻟـــﻼﻋـــﻮدة« ﻓــﻲ اﻟـﺴـﻴـﺮ ﻧﺤﻮ اﳌﻮاﺟﻬﺔ.
وﻓـﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻋﻴﻨﻪ، ﺗﻠﻘﻲ ﻫـﺬه اﳌـﺼـﺎدر اﻟﻠﻮم ﻋــﻠــﻰ ﻃـــﻬـــﺮان اﻟــﺘــﻲ »أﺧــﻔــﻘــﺖ ﻓـــﻲ اﻻﺳـــﺘـــﻔـــﺎدة ﻣﻦ اﻻﺗـــﻔـــﺎق اﻟـــﻨـــﻮوي ﻟـﺘـﻄـﺒـﻴـﻊ ﻋــﻼﻗــﺎﺗــﻬــﺎ ﻣـــﻊ ﺑــﻠــﺪان اﻹﻗﻠﻴﻢ، ﺑﻞ إﻧﻬﺎ اﺳﺘﻔﺎدت ﻣﻨﻪ ﻟﻠﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﺳﺔ إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻋﺪاﺋﻴﺔ وﻓﻲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺻﺎروﺧﻲ ــ ﺑﺎﻟﻴﺴﺘﻲ ﻣﺜﻴﺮ ﻟﻠﺸﻜﻮك«؛ وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻔﺴﺮ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺘﻮﺗﺮ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺣﺎﻟﻴﴼ ﻓـﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ واﻟـﺘـﺨـﻮف ﻣـﻦ اﻟـﺘـﻄـﻮرات. أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻮﻗﻒ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻣﻦ إﻳــﺮان، ﻓﺈن اﻟﺮأي اﻟـﺴـﺎﺋـﺪ ﻓــﻲ اﻟـﺒـﻴـﺖ اﻷﺑــﻴــﺾ وﻓــﻲ ﺑـﻌـﺾ اﻟــﺪواﺋــﺮ اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ، ﻣـﺜـﻠـﻤـﺎ ﻧـﻘـﻠـﺘـﻬـﺎ اﳌـــﺼـــﺎدر اﻟـﻔـﺮﻧـﺴـﻴـﺔ ﻟــ»اﻟـﺸـﺮق اﻷوﺳـــﻂ«، ﻓﻘﻮاﻣﻪ أن ﻃـﻬـﺮان »ﻻ ﺑـﺪ أن ﺗــﻨــﺼــﺎع وﺳــــﻮف ﺗــﻨــﺼــﺎع« ﳌـــﺎ ﺗـﻄـﻠـﻴـﻪ اﻟـــﻮﻻﻳـــﺎت اﳌــﺘــﺤــﺪة ﺑـﻔـﻀـﻞ ﺗـﺸـﺪﻳـﺪ اﻟــﻌــﻘــﻮﺑــﺎت اﻟــﺘــﻲ أﻋـــﺎدت واﺷﻨﻄﻦ ﻓﺮﺿﻬﺎ. وﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺒﺎرﻳﺲ: »ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎك اﻟﻴﻮم ﻓﻲ واﺷﻨﻄﻦ ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ ﺣﺮﺑﴼ ﻋﻠﻰ ﻃﻬﺮان«. ﺑﻴﺪ أن ﻫﻨﺎك أﺻـﻮاﺗـﴼ ﺧﺎرﺟﻴﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ وﻏﻴﺮ إﺳـﺮاﺋـﻴـﻠـﻴـﺔ »ﺗــﺪﻓــﻊ ﺑـﺎﺗـﺠـﺎه اﻟــﺤــﺮب« ﻋـﻠـﻰ إﻳـــﺮان، ﻟـﻜـﻨـﻬـﺎ ﺣــﺘــﻰ اﻵن ﻟـــﻢ ﺗــﻠــﻖ اﻟـــﺼـــﺪى اﳌــﻄــﻠــﻮب ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ.
ﻟﻴﺲ ﺳــﺮﴽ أن اﻟـﺘـﻮاﺻـﻞ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ــــ اﻹﻳــﺮاﻧــﻲ ﻗﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺘﻮﻳﺎت ﻛﺎﻓﺔ. وأول ﻣﻦ أﻣﺲ، ﺗﻮاﺟﺪ وﻓـﺪ إﻳﺮاﻧﻲ رﺳﻤﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ، ﻛﻤﺎ أن اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ ﻣـــﺎﻛـــﺮون ﺗــﻮاﺻــﻞ ﻣــﻊ ﻧــﻈــﻴــﺮه ﺣﺴﻦ روﺣــﺎﻧــﻲ ﻫـﺎﺗـﻔـﻴـﴼ اﻷﺳــﺒــﻮع اﳌــﺎﺿــﻲ وﻛـــﺎن اﳌﻠﻒ اﻟﻨﻮوي وﺗﺘﻤﺎﺗﻪ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺒﺤﺚ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ. وﻳﻘﻮم اﳌـﻮﻗـﻒ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ اﻟـﻴـﻮم ﻋﻠﻰ دﻋــﻮة إﻳـــﺮان ﻟﻠﺒﻘﺎء داﺧــﻞ اﻻﺗـﻔـﺎق اﻟـﻨـﻮوي واﻻﻟـﺘـﺰام ﺑﻤﺎ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺮﻓﻴﺘﻪ، وﻗـﺒـﻮل اﻟـﺒـﺪء ﺑﺘﻨﺎول اﳌﻠﻔﺎت اﻟﺨﻼﻓﻴﺔ اﻟﺘﻲ وﺿﻌﺘﻬﺎ واﺷﻨﻄﻦ ﻓﻲ اﳌﻘﺪﻣﺔ؛ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺒﺮﻳﺮ اﻧﺴﺤﺎﺑﻬﺎ ﻣﻨﻪ، وﻫﻲ اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت اﻟﻨﻮوﻳﺔ ﳌﺎ ﺑﻌﺪ ﻋـﺎم ٥٢٠٢، وﺳﻴﺎﺳﺔ إﻳــﺮان اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ وﺑﺮاﻣﺠﻬﺎ اﻟﺼﺎروﺧﻴﺔ واﻟﺒﺎﻟﻴﺴﺘﻴﺔ.
إزاء اﻟــﺤــﺠــﺞ اﻹﻳـــﺮاﻧـــﻴـــﺔ اﻟــﻘــﺎﺋــﻠــﺔ، إن ﺑــﺮاﻣــﺞ اﻟــﺼــﻮارﻳــﺦ ﻣـﺤـﺾ دﻓــﺎﻋــﻴــﺔ، ﻓـــﺈن اﻟـــﺮد اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻫــــﻮ اﻟـــﺘـــﺴـــﺎؤل ﻋــــﻦ »ﺣــــﺎﺟــــﺔ ﻃــــﻬــــﺮان ﻟـــﺼـــﻮارﻳـــﺦ ﻋــﺎﺑــﺮة ﻟــﻠــﻘــﺎرات« ﻳـﺼـﻞ ﻣــﺪاﻫــﺎ إﻟــﻰ آﻻف ﻋــﺪة ﻣﻦ اﻟــﻜــﻴــﻠــﻮﻣــﺘــﺮات، وﻫــــﻲ ﻗـــــــﺎدرة ﻋــﻠــﻰ ﺣــﻤــﻞ ﺳــﻼح ﻧــــﻮوي؟ ﻛــﺬﻟــﻚ، ﺗــﻘــﻮل ﺑــﺎرﻳــﺲ، إن ﺳـﻴـﺎﺳـﺔ إﻳــﺮان اﻟــﺼــﺎروﺧــﻴــﺔ »ﻻ ﺗـﺴـﺘـﻘـﻴـﻢ«، ﺣــﻴــﺚ إﻧــﻬــﺎ ﻃــﻬــﺮان »ﺗﺼﺪر ﺻﻮارﻳﺨﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻴﻤﻦ وﺳﻮرﻳﺎ وﻟﺒﻨﺎن، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ أﻳﻦ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ اﻟﻨﻔﺲ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻘﻮم ﺑﻪ؟« ﻛﺬﻟﻚ، ﺗﺆﻛﺪ اﻷوﺳﺎط اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ، أن ﻗﻴﺎم إﻳــﺮان ﺑﺈﻧﺸﺎء ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎت وﺗﺪرﻳﺒﻬﺎ وﺗﺴﻠﻴﺤﻬﺎ »ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺣﻔﺎﻇﴼ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻦ اﻟﻘﻮﻣﻲ، ﺑﻞ ﻧﺴﻔﴼ ﻟﺒﻨﻰ اﻟﺪول اﳌﻌﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ وﻧﻬﺠﴼ ﻋﺪواﻧﻴﴼ وﺳﻴﺎﺳﺔ ﺗﻮﺳﻌﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى«.
رﻏـﻢ ﻫـﺬه اﻟﺘﺤﻔﻈﺎت اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ، ﻓـﺈن ﺑﺎرﻳﺲ ﻣــﺎ زاﻟــــﺖ ﺗـﺘـﻤـﺴـﻚ ﺑــﺎﻟــﺪﻓــﺎع ﻋــﻦ اﻻﺗـــﻔـــﺎق اﻟــﻨــﻮوي وﺗﺪاﻓﻊ ﻋﻦ ﻣﻘﺘﺮح اﻟﺮﺋﻴﺲ إﻳﻤﺎﻧﻮﻳﻞ ﻣﺎﻛﺮون ﻓﻲ اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﻪ واﺳﺘﻜﻤﺎﻟﻪ ﺑﺎﺗﻔﺎق أﻛﺒﺮ ﺑﺘﻨﺎول اﳌﺴﺎﺋﻞ اﻟﺨﻼﻓﻴﺔ اﻟﺜﻼث اﳌﺸﺎر إﻟﻴﻬﺎ ﺳﺎﺑﻘﴼ. وﺑﺼﺪد ﻣﺎ ﺗﻄﻠﺒﻪ ﻃــﻬــﺮان ﻣــﻦ »ﺿــﻤــﺎﻧــﺎت« أوروﺑـــﻴـــﺔ ﻟﻠﺒﻘﺎء داﺧـــﻞ اﻻﺗــﻔــﺎق وﻋـــﺪم ﻧﻘﻀﻪ واﻟـﺘـﻬـﺪﻳـﺪ ﺑـﺎﻟـﻌـﻮدة إﻟﻰ ﺗﺨﺼﻴﺐ اﻟﻴﻮراﻧﻴﻮم ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺣﺪود، وإﻋﻄﺎء أوروﺑﺎ ﻣﻬﻠﺔ ﺳﺘﲔ ﻳﻮﻣﴼ ﻟﺘﻠﺒﻴﺔ ﻣﻄﺎﻟﺒﻬﺎ، ﻓﺈن اﻟﺮد ﻫﻮ أن إﻳﺮان »ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻲ وﺿﻊ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻹﻧــــﺬارات أو إﻋــﻄــﺎء اﳌــﻬــﻞ«. ﺑـﺎﻹﺿـﺎﻓـﺔ إﻟــﻰ ذﻟــﻚ، ﻓـﺈن اﳌﺼﺎدر اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺗﺸﺪد ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ »ﻋﺎﺟﺰة ﺣﺘﻰ ﻟــﻮ أرادت« ﻋــﻦ إﺟــﺒــﺎر اﻟـﺸـﺮﻛـﺎت اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻘﺎء ﻓﻲ اﻟﺴﻮق اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ؛ ﻷن ﻛﺒﺮﻳﺎﺗﻬﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﺼﺎﻟﺢ واﺳـﻌـﺔ ﻓـﻲ اﻟـﻮﻻﻳـﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻣـــﺜـــﻞ »ﺗـــــﻮﺗـــــﺎل« وﺷــــﺮﻛــــﺔ »ﺑـــﻴـــﺠـــﻮ ﺳـــﻴـــﺘـــﺮوﻳـــﻦ«، وﻏﻴﺮﻫﻤﺎ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﻬﺎ »ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﺠﺎﻫﻞ ﺗﻬﺪﻳﺪ واﺷﻨﻄﻦ ﺑـﻔـﺮض ﻋﻘﻮﺑﺎت ﻋﻠﻴﻬﺎ« إذا ﻟﻢ ﺗﺴﺘﺠﺐ ﳌﻄﺎﻟﺒﻬﺎ. ﻣﻦ ﻫﻨﺎ، ﻓﺈن اﻷوروﺑﻴﲔ ﻳﺴﻌﻮن ﻟﺘﻮﻓﻴﺮ ﺷﺒﻜﺔ أﻣﺎن ﻟﻠﺸﺮﻛﺎت اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ أﻃﺮاف أﻣﻴﺮﻛﻴﺔ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﻜﻮن »ﻣﺤﺼﻨﺔ« ﺗﺠﺎه ﻋـﻘـﻮﺑـﺎت ﻣﺤﺘﻤﻠﺔ. أﻣــﺎ ﺑـﺸـﺄن »اﻹﻋـــﻔـــﺎءات« اﻟﺘﻲ ﻃﻠﺒﺘﻬﺎ ﺑﺎرﻳﺲ وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﺻﻢ اﻷوروﺑﻴﺔ ﻟﺸﺮﻛﺎﺗﻬﺎ، ﻓﺈن »اﻵﻣﺎل« اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻟﺠﻬﺔ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ واﺷﻨﻄﻦ ﳌﻄﺎﻟﺐ ﻛﻬﺬه.
إزاء ﻫﺬا اﻟﻮاﻗﻊ اﳌﻌﻘﺪ، ﻓﺈن »ﻧﺼﻴﺤﺔ« ﺑﺎرﻳﺲ ﻟﻠﺴﻠﻄﺎت ﻓﻲ ﻃﻬﺮان، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻻﺳﺘﻤﺮار داﺧﻞ اﻻﺗﻔﺎق، ﻫﻲ »اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ« ﻟﺪﻋﻮﺗﻬﺎ اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻗﺸﺎت ﺑﺸﺄن اﳌﻠﻔﲔ اﻟﺼﺎروﺧﻲ واﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻹﻗــﻠــﻴــﻤــﻴــﺔ. وﻫــــﺬه اﻟـﻨـﺼـﻴـﺤـﺔ ﻫــﻲ ﻧـﻔـﺴـﻬـﺎ اﻟـﺘـﻲ أﺳﺪﺗﻬﺎ ﺑﺎرﻳﺲ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻘﺮر ﺗﺮﻣﺐ ﺗﻤﺰﻳﻖ اﻻﺗﻔﺎق اﻟﻨﻮوي. وﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق، ﻓﺈن اﻟﻄﺮف اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻳﻠﻘﻲ اﻟﻠﻮم »ﺟﺰﺋﻴﴼ« ﻋﻠﻰ ﻃﻬﺮان ﻓﻲ ﻗﺮار ﺗﺮﻣﺐ؛ ﻷن إﻳــﺮان »ﻟــﻢ ﺗﺴﺘﺠﺐ ﺳﺮﻳﻌﴼ« ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺐ اﻟﺘﻲ ﻋﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ. وﻓﻲ ﺣﺎل اﺳﺘﺠﺎﺑﺘﻬﺎ ﻟﻜﺎن ذﻟﻚ ﺷﻜﻞ ﺣﺠﺔ إﺿﺎﻓﻴﺔ ﺑﻴﺪ اﻟـﺪاﻋـﲔ إﻟــﻰ اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋـﻠـﻰ اﻻﺗـــﻔـــﺎق. ﻟـﻜـﻦ اﻟــﺮؤﻳــﺔ اﻟـﻔـﺮﻧـﺴـﻴـﺔ اﻟــﻴــﻮم أن اﳌﻠﻔﺎت »ﺗﺪاﺧﻠﺖ ﺑﺒﻌﻀﻬﺎ ﺑﻌﻀﴼ« ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ اﻷﻣﻮر ﺗﻌﻘﻴﺪﴽ.
ﺗﻌﻲ ﺑﺎرﻳﺲ أن ﻣﻌﺴﻜﺮﻳﻦ ﻳﺘﻮاﺟﻬﺎن داﺧﻞ ﻫـــﺮم اﻟـﺴـﻠـﻄـﺔ ﻓــﻲ إﻳــــــﺮان، وأن أﻣــﺎﻣــﻬــﺎ ﺧــﻴــﺎرﻳــﻦ: ﻓـﺈﻣـﺎ أن ﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ اﻻﺗــﻔــﺎق وﻋـﻨـﺪﻫـﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ »اﳌﻌﺘﺪﻟﻮن« أن ﻳﻌﻠﻠﻮا ﺗﻤﺴﻜﻬﻢ ﺑﻪ ﺑﺄﻧﻪ »ﻟﻢ ﻳﻤﺖ ﻷن ﺧﻤﺴﴼ ﻣﻦ ﺳﺖ ﺟﻬﺎت ﻣﻮﻗﻌﺔ )اﻟﺪول اﻷوروﺑﻴﺔ اﻟﺜﻼث وروﺳﻴﺎ واﻟﺼﲔ( ﺣﺎﻓﻈﺖ ﻋﻠﻴﻪ«. وﻋﻨﺪﻫﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺑﺎرﻳﺲ أن ﻃﻬﺮان ﺗﻜﻮن ﻗﺪ اﺧﺘﺎرت »ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺼﻮاب«؛ ﻣﺎ ﺳﻴﻔﺴﺢ اﳌﺠﺎل »ﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺸﺎور واﻟﺤﻮار وﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺑﻨﺎء ﺷﻲء ﻣﺎ ﻣﺸﺘﺮك«. ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ذﻟﻚ، ﻟﻦ ﺗﻜﻮن ﻃﻬﺮان ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻣﻊ ﺗﺤﺎﻟﻒ دوﻟﻲ. وأﺧﻴﺮﴽ، ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺑﺎرﻳﺲ أن اﺳﺘﺪارة اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﺑﺸﺄن اﳌﻠﻒ اﻟـﻨـﻮوي ﻟﻜﻮرﻳﺎ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﺗﺒﲔ أﻧﻪ »ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎك ﻣﻮاﻗﻒ ﻧﻬﺎﺋﻴﺔ« ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺮ ﻟــﻺدارة اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ؛ ﻣﺎ ﻳﺘﺮك ﺑﺎﺑﴼ ﻣﻔﺘﻮﺣﴼ ﻟـﻠـﻤـﺴـﺘـﻘـﺒـﻞ. أﻣـــﺎ اﻟــﺨــﻴــﺎر اﻵﺧــــﺮ، ﻓــﻬــﻮ »اﻟـــﺜـــﻮري« اﻟـﺬي ﻳﻌﻨﻲ ﻋﻤﻠﻴﴼ اﻻﻧـﻄـﻮاء واﻻﻧـﻌـﺰال وﻣﻮاﺟﻬﺔ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ واﻧﻌﺪام اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ واﻟﺘﻄﻮر. وﺣﺠﺞ أﺻﺤﺎﺑﻪ أن اﻟـﻮﺛـﻮق ﺑـﺎﻟـﻮﻻﻳـﺎت اﳌﺘﺤﺪة واﻟﻐﺮب »ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ«، وأن »ﻟﻐﺔ اﻟـﻘـﻮة ﻫـﻲ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﻳﻔﻬﻤﺎﻧﻬﺎ، وإﻳﺮان ﻗﻮﻳﺔ وﻟﻨﻘﺎوم... ﻷرﺑﻌﲔ ﻋﺎﻣﴼ ﻟﻮ اﺣﺘﺎج اﻷﻣﺮ إﻟﻰ .«...ﻚﻟذ
ﺗﻘﻮل اﳌـﺼـﺎدر اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ، إن ﻋﻠﻰ ﻃﻬﺮان أن »ﺗﺤﺪد« ﻣﺎ اﻟﺨﻴﺎر اﻟﺬي ﺳﻴﺮﺳﻮ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺮارﻫﺎ اﻟﺬي ﺳﻴﺤﺪد ﺑــﺪوره ﻣﺴﺎر اﻷزﻣــﺔ. وﻳﻔﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻘﺮاءة اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ، أﻧــﻪ ﻳﺘﻌﲔ ﻋﻠﻰ ﻃــﻬــﺮان أن »ﺗﺴﺎﻋﺪ« ﺑــﺎرﻳــﺲ واﻟــﻌــﻮاﺻــﻢ اﻷوروﺑـــﻴـــﺔ ﺣـﺘـﻰ ﺗــﻜــﻮن ﻫـﺬه اﻟﻌﻮاﺻﻢ ﻗﺎدرة ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻬﺎ. واﻟﺴﺆال ﻫــــﻮ: ﻫـــﻞ ﺗــﺴــﻤــﻊ ﻃـــﻬـــﺮان ﻫــــﺬه اﻟــﺤــﺠــﺞ، أم أﻧــﻬــﺎ ﺳﺘﺨﻄﺊ ﻛﻤﺎ أﺧﻄﺄت ﺑﻌﺪ ﺣﺼﻮﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﺗﻔﺎق اﻟﻨﻮوي وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺄﺧﺬه ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻐﺮب؟.